Mantıkut Tayr
إن تقل بترك الروح، تصبح عاشقًا، سواء كنت زاهدًا أو فاسقًا، وإن يعاد قلبك روحك، فانثر الروح، يأتيك الطريق حتى نهايته، الروح سد في الطريق، فكن للروح ناثرًا، واطرح الحجاب بعد ذلك، وأحسن النظر، وإن يقل لك عن الإيمان تخل، وإن يقل لك عن الروح تخل؛ فانثر هذا وذاك، وقل بترك الإيمان، وكذا عن الروح تخل. إن يقل منكِر إن هذا أمر مُنكَر، فقل: إن العشق أعلى مكانة من الإيمان والكفر، وأي شأن للعشق مع الكفر والإيمان؟ وأي شأن للعاشقين مع الجسد والروح؟ إن العاشق يشعل النار في كل بيدر، ويوضع المنشار على رأسه، وهوه لائذ بالصمت، لابد للعشق من الألم والغصة، ولا بد للعشق من المشاكل والصعوبات. فيأيها الساقي املأ الكأس بدم الكبد، فإن عدمته، فلتستعره من آلامنا، إذ لابد للعشق من آلام تمزق الحجب، فمزق حجاب الروح أحيانًا وخطه أحيانًا، وذرة عشق تفوق جميع الآفاق، وذرة ألم تفضل جميع العشاق، والعشق لب الكائنات على الدوام، ولكن لا يكون العشق تامًا بلا إيلام. كل من له قدم في العشق راسخة، قد تخطى الكفر والإسلام معًا، العشق يفتح لك بابًا نحو الفقر، والفقر يظهر لك طريقًا صوب الكفر، وللعشق قرابة بكفرك، وكفرك هو لب فقرك، ...