Print Friendly and PDF

SALÂT-I FEYZİYE İbnü’l-Arabî

 

الصلاة الفيْضيّة
 ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾

اللَّهُمَّ أَفِضْ صِلَةَ صَلَوَاتِكَ، وَسَلاَمَةَ تَسْلِيمَاتِكَ، عَلَى أَوَّلِ الْتَّعَيُّنَاتِ الْمُفَاضَةِ مِنَ الْعَمَاءِ الرَّبَّانِي، وَآخِرِ التَّنَزُّلاَتِ الْمُضَافَةِ إِلَى النَّوْعِ الإِنْسَانِي، الْمُهَاجِرِ مِنْ مَكَّةٍ كَانَ الله وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ شَيْءٌ ثَانٍ، إِلَى مَدِينَةِ وَهُوَ الآنَ عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ، مُحْصِي عَوَالِمِ الْحَضَرَاتِ الإِلَهِيَّةِ الْخَمْسِ فِي وُجُودِهِ، {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}، وَرَاحِمِ سِائِلِي اسْتِعْدَادَتِهَا بِندَاهِ وَجُودِهِ {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالِمِينَ}، نُقْطَةِ الْبَسْمَلِةِ الْجَامِعَةِ لِمَا يَكُونُ وَلِمَا كَانَ، وَلَفْظَةِ الأَمْرَ الْجَوَّالَةِ بِدَوَائِرِ الأَكِوَانِ، سِرِّ الْهُوِيَّةِ الِّتِي فِي كُلِّ شَيْءٍ سَارِيًةٌ، وَعَنْ كُلِّ شَيْءٍ مُجَرَّدَةٌ وَعَارِيَةٌ، أَمِينِ الله عَلَى خَزَائِنِ الْفَوَاضِلِ وَمَسْتَوْدَعِهَا، وَمُقَسِّمِهَا عَلَى حَسَبِ الْقَوَابِلِ وَمُوَزِّعِها، كَلِمَةِ الاسْمِ الأَعْظَمِ، وَفَاتِحَةِ الْكَنِزِ الْمُطَلْسَمِ، الْمَظْهَرِ الأَتَمْ الْجَامِعِ بَيْنَ الْعُبُودِيَّةِ وَالرُّبُوبِيَّةِ، وَالنَّشْءِ الأَعَمِّ الشَّامِلِ لِلإِمْكَانِيَّةِ وَالوُجُوبِيَّةِ، الطَّوْدِ الأَشَمّ الَّذِي لَمْ يُزَحْزِحْهُ تَجَلِّي التَّعَيُّنَاتِ عَنْ مَقَامِ التَّمْكِينِ، وَالْبَحْرِ الْخِضَمِّ الَّذِي لَمْ تُعَكِّرْهُ جِيَفَ الْغَفَلاَتِ عَنْ صَفَاءِ الْيَقِينِ، الْقَلَمِ النُّورَانِيِّ الْجَارِي بِمِدَادِ الْحُرُوفِ الْعَالِيَاتِ، وَالنَّفَسِ الرَّحْمَانِيِّ السَّارِي بَمَوَادِ الْكَلِمَاتِ التَّامَّاتِ، الْفَيْضِ الأَقْدَسِ الذَّاتِيِّ الَّذِي تَعَيَّنَتْ بِهِ الأَعْيَانُ وَاسْتِعْدَادَاتُهَا، وَالْفَيْضِ الْمُقَدَّسِ الصَفَاتِيِّ الَّذِي تَكَوَّنَتْ بِهِ الأَكْوَانُ وَاسْتِمْدَادَاتُهَا. مَطْلَعِ شَمْسِ الذَّاتِ فِي سَمَاءِ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ، وَمَنْبَعِ نُورِ الإِفَاضَاتِ فِي رِيَاضِ النِّسَبِ وَالإِضَافَاتِ، خَطِّ الْوَحْدَةِ بَيْنَ قَوْسَيِ الأَحَدِيَّةِ وَالْوَاحِدِيِّةِ، وَوَاسِطَةِ التَّنُزُّلِ الإلهي مِنْ سَمَاءِ الأَزَلِيَّةِ إِلَى أَرْضِ الأَبَدِيَّةِ، النُّسْخَةِ الصُّغْرَى الَّتِي تَفَرَّعَتْ عَنْهَا الْكُبْرَى، وَالدُّرَّةِ الْبَيْضَاء الَّتِي تَنَزَّلَتْ إِلَى الْيَاقُوتَةِ الْحَمْرَاء، جَوْهَرَةِ الْحَوَادِثِ الإِمْكَانِيَّةِ الَّتِي لاَ تَخْلُو عَنْ الْحَرَكَةِ وَالسُّكُونِ، وَمَادَّةِ الْكَلِمَةِ الْفَهْوَانِيَّةِ الْطَالِعَةِ مِنْ كِنِّ كُنْ إِلَى شَهَادَةِ فَيَكُونُ، هُيُولَى الصُّوَر الَّتِي لاَ تَتَجَلَّى بِإِحْدَاهَا مَرَّةً لاِثْنَيْنِ، وَلاَ بِصُورَةٍ مِنْهَا لأِحَدٍ مَرَّتَيْنِ، قُرْآنِ الْجَمْعِ الشَّامِلِ لِلْمُمْتَنِعِ وَالْعَدِيمِ، وَفُرْقَانِ الْفَرْقِ الْفَاصِلً بَيْنَ الْحَادِثِ وَالْقَدِيمِ، صَائِمِ نَهَارِ "إِنِّي أَبِيتُ عِنْدَ رَبِّي"، وَقَائِمِ لَيْلِ "تَنَامْ عَيْنَايَ وَلاَ يَنَامُ قَلْبِي"، وَاسِطِةِ مَا بَيْنَ الْوُجُودِ وَالْعَدمِ؛ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ، وَرَابِطَةِ تَعَلُّقِ الْحُدُوثِ بِالْقِدَمِ؛ بَينَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ، فَذْلَكَةِ دَفْتَرِ الأَوَّلِ وَالآخِرِ، وَمَرْكَزِ إِحَاطَةِ الْبَاطِنِ وَالظَّاهِرِ، حَبِيبِكَ الَّذِي اسْتَجْلَيْتَ بِهِ جَمَالَ ذَاتِكَ عَلَى مِنَصَّةِ تَجَلِّيَاتِكَ، وَنَصَبْتَهُ قِبْلَةً لِتَوَجُّهَاتِكَ فِي جَامعِ تَجَلِّيَاتِكَ، وَخَلَعْتَ عَلَيْهِ خِلْعَةَ الصِّفَاتِ وَالأَسْمَا، وَتَوَّجْتَهُ بَتَاجِ الْخِلاَفَةِ الْعُظْمَى، وَأَسْرَيْتَ بِجَسَدِهِ يَقْظَةَ مِنَ الْمَسْجَدَ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى، حَتَّى انْتَهَى إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَتَرَقَّى إِلَى قَابِ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، فَسُرَّ فُؤَادُهُ بِشُهُودِكَ حَيْثُ لاَ صَبَاحَ وَلاَ مَسَا، {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}، وَقَرَّ بَصَرُهُ بِوُجُودِكَ حَيْثُ لاَ خَلاَ وَلاَ مَلاَ، {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى}.

صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ صَلاَةً يَصِلُ بِهَا فَرْعِي إِلَى أَصْلِي، وَبَعْضِي إِلَى كُلِّي، لِتَتَّحِدَ ذَاتِي بِذَاتِه، وَصِفَاتِي بِصِفَاتِهِ، وَتَقَرَّ الْعَيْنُ بَالْعَيْنِ، وَيَفِرَّ الْبَيْنُ مِنَ الْبَيْنِ، وَسَلِّمْ عَلَيْهِ سَلاَماً أَسْلَمُ بِهِ فِي مُتَابَعَتِهِ مِنَ التَّخَلُّفِ، وفِي طَرِيقِ شَرِيعَتِهِ مِنَ التَّعَسُّفِ، لأِفْتَحَ بَابَ مَحَبَّتِكَ إِيَّايَ بِمِفْتَاحِ مُتَابَعَتِهِ، وَأَشْهَدَكَ فِي حَوَاسِّي وَأَعْضَائيَ مِنْ مِشْكَاةِ شَرْعِهِ وَطَاعَتِهِ، وَأَدْخُلَ وَرَاءَهُ إِلَى حِصْنِ لاَ إِلَهَ إَلاَّ الله، وَفِي أَثَرِهِ خَلْوَةِ "لِي وَقْتٌ مَعَ الله"، إِذْ هُوَ بَابُكَ الَّذِي مَنْ لَمْ يَقْصَدْكَ مِنْهُ سُدَّتْ عَلَيْهِ الطُّرُقُ وَالأَبْوَابُ، وَرُدَّ بِعَصَا الأَدَبِ إِلَى إِسْطَبْلِ الدَّوَابِّ

اللَّهُمَّ يَا رَبِّ يَا مَنْ لَيْسَ حِجَابُهُ إَلاَّ النُّورَ، وَلاَ خَفَاؤُهُ إَلاَّ شِدَّةَ الظُّهُورِ، أَسْأَلُكَ بِكَ فِي مَرْتَبَةِ إِطْلاَقِكَ عَنْ كَلِّ تَقْيِيدٍ، الَّتِي تَفْعَلُ فِيهَا مَا تَشَاءُ وَتُرِيدُ، وَبِكَشْفَكَ عَنْ ذَاتِكَ بِالْعِلْمِ النُّورِيِّ، وَتَحَوُّلِكَ فِي صُوَرِ أَسْمَائِكَ وَصِفَاتِكَ بَالْوُجُودِ الصُّورِيِّ، أَنْ تُصَلِّي عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلاَةً تَكْحَلُ بِهَا بَصِيرَتِي بِالنُّورِ الْمَرْشُوشِ فِي الأَزَلِ، لأِشْهَدَ فَنَاءَ مَا لَمْ يَكُنْ وَبَقْاءَ مَا لَمْ يَزَلْ، وَأَرَى الأَشْيَاءَ كَمَا هِيَ فِي أَصْلِهَا مَعْدُومَةً مَفْقُودَةً، وَكَوْنَهَا لَمْ تَشَمَّ رَائِحَةَ الْوُجُودِ فَضْلاً عَنْ كَوْنِهَا مَوْجُودَةً، وَأَخْرِجْنِي اللَّهُمَّ بِالصَّلاَةِ عَلَيْهِ مِنْ ظُلْمَةِ أَنَانِيَّتِي إِلَى الْنُّورِ، وَمِنْ قَبِرِ جُسمَانِيَّتِي إِلَى جَمْعِ الْحَشْرِ وَفَرْقِ النُّشُورِ، وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ سَمَاءِ تَوْحِيدِكَ إِيَّاكَ، مَا تُطَهِّرُنِي بِهِ مِنْ رِجْسِ الشِّرْكِ وَالإِشْرَاكِ، وَأَنْعِشْنِي بِالْمَوْتَةِ الأُولَى وَالْوِلاَدَةِ الثَّانِيَةِ، وَأَحِيِنِي بِالْحَيَاةِ الْبَاقِيَةِ في هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ، وَاجْعَلْ لِي نُوراً أَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ، فأَرَى بِهِ وَجْهَكَ أَيْنَمَا تَوَلَّيْتُ بِدُونِ اشْتِبَاهٍ وَلاَ الْتِبَاسٍ، نَاظِراً بِعَيْنَيِ الْجَمْعِ وَالْفَرْقِ، فَاصِلاً بَيْنَ الْبَاطِلِ وَالْحَقِّ، دَالاًّ بكَ عَلَيْكَ، وَهَادِياً بِإِذْنِكَ إِلَيْكَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ  يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ  يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلاَةً تَتَقَبَّلُ بِهَا دُعَائِي، وَتُحَقِّقُ بِهَا رَجَائِي، وَعَلَى آلِهِ آلِ الشُّهُودِ وَالْعِرْفَانِ، وَأَصْحَابِهِ أَصْحَابِ الذَّوْقِ وَالْوِجْدَانِ، مَا انْتَشَرَتْ طُرَّةُ لَيْلِ الْكِيَانِ، وَأَسْفَرَتْ غُرَّةُ جَبِينِ الْعِيَانِ، آمِينْ آمِينْ آمِينْ، وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.



***


الصلاة الأكبريّة

 ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ 

اللهمَّ صَلِّ وسلـم على سيدِنا محمدٍ أكملِ مخلوقاتك، وسيّدِ أهلِ أرضِك وأهلِ سماواتك، النورِ الأعظم، والكنـزِ الـمطلسم، والجوهرِ الفردِ، والسرِّ الـممتد، الذي ليس له مِثْلٌ منطوق، ولا شِبْهٌ مخلوق، وارضَ عن خليفتهِ فـي هذا الزمانِ، مِن جنسِ عالـم الإنسان، الروحِ الـمتجسّدِ، والفردِ الـمتعدد، حُجةِ الله فـي الأقضيةِ وعُمدةِ الله فـي الأمضية، محلِّ نظرِ اللهِ مِنْ خلقهِ، مُنَفّذِ أحكامهِ بينهم بصدقه، الـمُمِدِّ للعوالـم بروحانيتهِ، الـمُفـيضِ عليهم من نورِ نُورانيته، مَن خَلَقَهُ الله على صورتهِ، وأشهدَه أرواحَ ملائكتهِ، وخصَّصهُ فـي هذا الزمانِ ليكونَ للعالـمين أمان، فهو قطبُ دائرةِ الوجودِ ومحلُّ السمعِ والشهود، فلا تتحركُ ذرةٌ فـي الكونِ إلا بعلـمهِ ولا تسكنُ إلا بِحُكمِه، لأنه مَظهرُ الحقِ ومَعدِنُ الصدق.

اللهم بلِّغ سلامي إليه، وأوقفنـي بين يديه، وأفِضْ عليّ مِن مَددهِ، واحرُسني بِعُدَدِهِ، وانفخْ فـيّ من رُوحهِ كي أحيا برَوْحهِ، ولأشهدَ حقيقتي على التفصيلِ، فأعرفُ بذلك الكثيرَ والقليل، وأرى عوالـمي الغيبيةَ تتجلى بصوَري الروحانيةِ على اختلافِ الـمظاهر، لأجمعَ بين الأولِ والآخرِ، والباطن والظاهر، فأكونُ معَ الله آلِهٍ والِه، بين صفاتهِ وأفعالِهْ، ليس لي من الأمرِ شيءٌ معلومٌ ولا جزءٌ مقسوم، فأعبدُه فـي جميعِ الأحوال، بلا حول ولا قوة مني، بل بحولِ وقوةِ ذي الجلال والإكرام.

اللهم يا جامعَ الناس ليومٍ لا ريبَ فـيه، اجمعنـي بـه وعليه وفـيه، حتى لا أفارقَه فـي الداريْن، ولا أنفصلَ عنه فـي الحالين، بل أكونُ كأني إياهُ فـي كل أمرٍ تولاه، من طريقِ الإتباع والانتفاع لا من طريقِ الـمماثلةِ والارتفاع، وأسألك بأسمائك الحسنى الـمستجابةِ، أن تبلّغَنـي ذلك مِـنّةً مُستطابة، ولا تردَّني منك خائباً، ولا ممّن لك نائباً، فإنك الواجدُ الكريمُ، وأنا العبدُ العديم، وصلّى الله وسلـم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالـمين.

***

صلاة السرّ الأعظم

 ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سيدنا محمد النُّورِ الأَوَّلِ، وَالسِّرِّ الأَنْزَهِ الأَكْمَلِ، عَيْنِ الرَّحْمَةِِ الرَّبَّانِيَّةِ، وَبَهْجَةِ الاخْتِرَاعَاتِ الأَكْوَانِيَّةِ، وَصَاحِبِ الْمِلَّةِ الإِسْلامِيَّةِ وَالْحَقَائِقِ الْعَيَانِيَّةِ، نُورِ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدَاهُ، وَسِرِّ كُلِّ سِرٍّ وَسَنَاهُ، مَنْ فَتَحْتَ لَهُ خَزَائِنَ الْحِكْمَةِ وَالرَّحَمُوتِ، وَمَنَحْتَ بِظُهُورِهِ أَنْوَارَ الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ، قُطْبِ دَائِرَةِ الْكَمَالِ، وَيَاقُوتَةِ تَاجِ مَحَاسِنِ الْجَلالِ، إِنسَانِ عَيْنِ الْمَظَاهِرِ الإِلَهِيَّةِ، وَلَطِيفَةِ نُزُوحَاتِ الْحَضْرَةِ الْقُدْسِيَّةِ، مِدَادِ الأَمْدَادِ، وَوُجُودِ الْوُجُودِ، وَوَاحِدِ الآحَادِ، وَسِرِّ الْوُجُودِ، وَوَاسِطَةِ عَقْدِ السُّلُوكِ، وَشَرَفِ الأَمْلاكِ وَالْمُلُوكِ، بَدْرِ الْمَعَارِفِ فِي سَمَاوَاتِ الدَّقَائِقِ، وَشَمْسِ الْعَوَارِفِ فِي عُرُوشِ الْحَقَائِقِ، بَابِكَ الأَعْظَمِ، وَصِرَاطِكَ الأَقْوَمِ، وَبرْقِكَ اللاَّمِعِ، وَنُورِكَ السَّاطِعِ، وَمعْنَاكَ الَّذِيْ هُوَ بِكُلِّ أَفُقٍ سَلِيمٌ طَالِعٌ، وَسِرِّكَ الْمُنَزَّهِ السَّارِيِ فِي جُزْئِيَّاتِ الْعَالَمِ وَكُلِّيَّاتِهِ؛ عِلْوِيَّاتِهِ وَسِفْلِيَّاتِهِ، مِنْ جَوْهَرٍ وَعَرَضٍ، وَوَسَائِطَ وَمُرَكَّبَاتٍ وَبَسَائِطَ، غَيْبِ أَسْرَارِ الذَّاتِ، وَمَشْرِقِ أَنْوَارِ الصِّفَاتِ، وَمَظْهَرِ التَّجَلِّيَّاتِ بِأَنْوَارِ السُّبُحَاتِ مِنْ سِرِّ السُّرَادِقَاتِ بِأَرْوَاحِ الْمَتْرُوحَاتِ، الْمُصَلِّي فِي مِحْرَابِ جَمْعِ الْجَمْعِ بِأَحْمَدَ، وَالْقَارِئِ بِفُرْقَانِ الْفَرْقِ بِمُحَمَّدٍ، وَالْقَائِمِ فِي الْمُلْكِ بِشَرْعِهِ وَجَلالِهِ، وَالرَّاحِمِ فِي الْمَلَكُوتِ بِرَحْمَتِهِ وَجَمَالِهِ، عَيْنِ غَيْبِكَ الْكَامِلَةِ، وَخَلِيفَتِكَ عَلَى الإِطْلاقِ فِي مَمْلِكَتِكَ الشَّامِلَة.

صَلِّ اللَّهُمَّ صَلاةً تُعَرِّفُنِي بِهَا إِيَّاهُ فِي مَرَاتِبِهِ وَعَوَالِمِهِ وَمَوَاطِنِهِ وَمَعَالِمِهِ حَتَّى أَشْهَدَهُ بِعَيْنِ الْعَيَانِ لا بِالدَّلِيلِ وَالْبُرْهَانِ، وَأَعْرِفُهُ بِالتَّحْقِيقِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ وَطَرِيقٍ، وَأَرَى سَرَيَانَ سِرِّه فِي الأَكْوَانِ، وَمَعْنَاهُ الْمُشِرِقَ فِي مَجَالِيهِ الْحِسَانِ.
وَاجْعَلْ اللَّهُمَّ مَوْرِدِي مِنْ شَمْسِ حَقِيقَتِهِ، وَمِنْ نُورِ بَدْرِ شَرِيعَتِهِ، حَتَّى أَسْتَضِيئَ فِي لَيْلِ جَهْلِي بِأَنْوَارِ حَقَائِقِ مَعْرِفَتِهِ، وَآنِسْ فِي غُرْبَةِ مَسْرَايَ بإِينَاسِ لَطَائِفِهِ، وَاحْمِلْنِي إِلَى حَضْرَتِهِ الْقُدْسِيَّةِ الأَحْمَدِيَّةِ، وَعَلَى كَاهِلِ شَرِيعَتِهِ الْمُحَمَّدِيَّةِ، وَعَمِّرْ أَوْطَارَ نَقْصِي بِأَطْوَارِ كَمَالِهِ، وَأَلْبِسْنِي مِنْ خِلَعِ جَلالِهِ وَجَمَالِهِ، وَأَفْرِدْنِي فِي حُبِّهِ كَمَا أَفْرَدْتَهُ فِي حُسْنِهِ وَإِحْسَانِهِ، وَخَصِّصْنِي بِخَصَائِصِ قُرْبِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، حَتَّى أَكُونَ وَارِثَاً لَهُ بِهِ، وَناظِرَاً مِنْهُ إِلَيِهِ، وَجَامِعَا لَهُ بِهِ عَلَيْهِ.

اللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاتَكَ الأَزَلِيَّةَ الأَحَدِيَّةَ فِي مَظَاهِرِكَ الأَبَدِيَّةِ الْوَاحِدِيَّةِ مَا تَوَجَّهَ تَجَلِّيُّكَ، وَتَكَاثَرَ الْفَرْدُ فِي الْعَدَدِ، وَأَشْرَقَتْ أَنْوَارُ الصِّفَاتِ بِتَوَالِي الْمَدَدِ، وَاتَّسَعَتْ رُبُوبِيَّةُ الْحَكِيمِ، وَتَقَدَّسَتْ سُبُحَاتُ الْعَلِيمِ بتَسْبِيحَاتِ التَّمْجِيدِ وَالتَّكْرِيمِ، بِلِسَانِ الْقِدَمِ فِي أَزَلِ الآزَالِ، وَتَقَدَّسَ الْوَاحِدُ فِي صِفَتَيِ الْجَلالِ وَالْجَمَالِ.

وَسَلِّمْ عَلَيْهِ سَلامَ الْفَرْدَانِيَّةِ مَا تَعَدَّدَتْ مَرَاتِبُ الْعَدَدِيَّةِ، فِي وَحْدَةِ مَرَاقِي دَرَجَاتِهِ الْعِلْوِيَّةِ، فِي مَقَامَاتِ الْعُبُودِيَّةِ، بِتَوَالِي شُهُودِ الرَّحْمَةِ الذَّاتِيَّةِ، وَانْدِرَاجِ الأَنْوَارِ الصِّفَاتِيَّةِ، فِي الْمَجَالاتِ الأَطْوَارِيَّةِ، وَالْمَطَارَاتِ الْمُلْكِيَّةِ، وَسَجَدَتْ لَهُ الأَرْوَاحُ الرَّوْحَانِيَّةُ، فِي مِحْرَابِ الآدَمِيَّةِ، فِي جَامِعِ حِيطَتِهِ الْمُحِيطِيَّةِ الأَحْمَدِيَّةِ، بِالأَنْوَارِ السُّبُّوحِيَّةِ، الْكَاتِبَةِ بِالأَقْلامِ الْمَعْنَوِيَّةِ، فِي الأَلْوَاحِ الشُهُودِِيَّةِ، بِالأَسْرَارِ الْحَقِيقِيَّةِ الخفِيَّةِ عَنِ الإِدرَاكاتِ الْبَشَرِيَّةِ.
وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ صَلاةً وَسَلامَاً يَتَقَدَّسُ فِيهِمَا عَنْ عَوَارِضِ الإِمْكَانِ، وَوُجُوبِ اِتِّصَافِهِ بالْكَمَالاتِ، وَعُمُومِ عِصْمَتِهِ فِي جَمِيعِ الْخَطَرَاتِ، مَا تَنَزَّهَ شَامِخُ عِزَّتِهِ عَنِ النَّقْصِ وَالسُّلُوبِ، وَتَنَبَّتَ رَاسِخُ مَجْدِه بِالذَّاتِ وَالْوُجُوبِ، وَارْضِ عَنْ أَصْحَابِهِ أَئِمَةِ الْهُدَى لِمَنِ اهْتَدَى، وَنُجُومِ الإِقْتِدَاء لِمَنِ اقْتَدَى، مَا تَعَاقَبَتْ أَدْوَارُ الأَنْوَارِ، وَأَشْرَقَتْ أَنْوَارُ الأَسْرَارِ بِالأَسْرَارِ.

***



صلاة الفَتْح الأزليّ

 ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾

اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آلِ سيدنا محمدٍ عرش استواء تجلّياتك، وكُنْهِ هوية تنزلّاتك، النورِ الأزهر والسرَ الأبهر، والفرد الجامع والوِتْر الواسع، صلاةً أشاهد بهـا عجائب الملكوت، وأستجلي بها عرائس الجبــروت، واستمطر بها غيوث الرحموت، وارتاض بها عن علاقــة ناسوت البهموت، يا لاهوت كــل ناسوت يا الله (60 مرة)

فَبِفيْضِ فتحك السبوحيّ الوسعيّ، وبِوَترِ كشفك القُدّوسِيّ الجمعي، أَظْهِرعليّ مظاهر الجلالة العظمى، ورقّني بها لمقام شهودك الأسمى.

يا الله يوهٍ واهٍ هُوَ يا هُوَ (11 مرة)، يا من هُوَ أنتَ، أنتّ هوَ يوهٍ واهٍ هُوَ يا هُوَ، ما من لا هُوَ إلا أنتَ. هُوَ يا هُوَ، حقِّق بحقائق هويتك هويتي، وأطلقني من قيود إنِّيّتي لأكون بك لك، وأدلّ بك عليك من حيث تحقيق الأحدية، يا أحد يا أحد يا أحد، أنت هو الأحد المنفرد بالأحدية، والأحد القائم بالواحدية، يا أحدُ سلطان أحديتك مُحْكِمِ أمرِ كلِّ أحد، وأنت هو الأحد المُطْلَق، والأحد الفرد المُحَقَّق. يا أحد لا انقسام لأحديتك ولا شفع، ولا مقاوم لواحديتك ولا جمع، يا أحد أظهرت فناء كل أحد ببقاء أحديتك، وجمعت متفرقات الآحاد باستيلاء واحديتك، يا أحد أطلعني أسرار الأحدية في آفاق الواحدية، بواسطة أحمدَ أحمدِ الهيئات، والقيام على أقدام الثبات في مروج سعات إطلاقات مَزِيّات {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى}، فأشهدك متجرّداً من أطوار البشرية، متحلّياً بخلع أنوار الأخلاق الأحمدية، مبتهجاً بشمس القربات المحمدية، وأراك بك من حيث تداعي التقديس بالتحقيق {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ}، وأثبتُ بك معك متمسّكاً بِعُرى {وَلِيَرْبِط عَلَى قُلُوبكُمْ وَيُثَبِّت بِهِ الْأَقْدَام}، فأقوم بأكمليتك على أحكام ربوبيتك، وبأفضليتك على حقوق عبوديتك، مشمولاً بشمول الخطاب والمكالمة، متبرقعا من سُبُحاتِ القُرب بخمار المُنادمة، فأنطق بك لك في حانِ سرِّ مخامرتي مُحدِّثاً بما وعمّا زويتَ في طباق وفاق {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً}. وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلّم.

***

صلاة فواتح الحقيقة

 ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾

اللهم صل على سيدنا محمدٍ وعلى آله كما لا نهاية لكمالك وعدّ كماله (ثلاثاً)، اللهم إني أسألك أن تصلي بأفضل ما تحب وأكمل ما تريد، على سيدنا محمدٍ سيد العبيد وإمام أهل التوحيد، ونقطة دوائر المزيد، لوح الأسرار ونور الأنوار وملاذ أهل الأعصار، خطيب منابر الأبد بلسان الأزل، ومظاهر أنوار اللاهوت في ناسوت المُثُل، القائم لكل حقيقة سريانا وتحكيمــاً، الواسع لتنزلات الرضا تشريفاً وتعظيماً، مالك أَزِمَّة الأمر الإلهي تهيّؤاً واستعداداً، السالك مسالك العبودية إمداداً واستمداداً، سلطان جنود المظاهر الكمالية، شمس آفاق المشاهد الجماليــة، المصلي لك بك عندك في جميع أسمائك وصفاتك، المُحلّى بزواهر جواهر اختصاص أولياء حضراتك، الوتر المطلق في حق نبوته عن الأشباه والنظائر، والفرد المقدس بسر محمديته عن مداناة مقامه في الباطن والظاهر، الأب الرحيم والسيد الحليم، ماحي ظُلمات الأوهام بشعاع الحق واليقين، قاطع شبهات التمويه الشيطاني بقاهر باهر النور المبين، الشافع الأعظم والمُشفَّع الأكرم، والصراط الأقوم والذِّكرِ المُحْكَم، والحبيب الأخص والدليل الأنّص، المتحلّي بملابس الحقائق الفردانية، المتميز بصفوة الشئون الربّانية، الحافظ على الأشياء قواها بقوتك، المُمِدّ لذرات الكائنات بما برزت به من العدم إلى الوجود بقدرتك، كعبة الاختصاص الرحماني، مَحَجَّة اليقين الصمداني، أقنومِ المعاهد التي سجدت له جباه العقول، أقنوم الوَحْدَة ولا أقنوم، وإنما نورك بنوره موصول، أفضل من أظهرتَ وسترتَ من مخلوقاتك الكرام، وأكمل ما أبديت وأخفيت من مخلوقاتك العظام، منتهى كمال النقطة المفروضة في دائرة الانفعال، ومبتدأ ما يصح أن يشمله اسم الوجود القابل لتنوعات القضاء والقدر في الأقوال والأفعال، ظلك الوارف على ممالك حيتطك الإلهية، وفضلك الذارف على ما سواك من حيث أنتَ أنتَ بما شئت من فيوضاتك العليّة، سرير الاستواء المعنوي، وسر سرائر الكنز الأحدي الصمدي، شامل الدعوة للعالم تفصيلاً وإجمالاً، مَنْ به أَقَلْتَ العثرات ولأجله غفرت الزلّات، وبفضله غمرت أهل الأرض والسماوات، وبذكره عمّرت شرائف المقامات، وله أخدمت الملأ الأعلى، وعليه أثنيت في الآخرة والأولى، مما أودعت في كنز ما أنفقت على كل شيء وهو مملوءٌ على حاله، وبما أنزلت عليه وحققته فيه وفضلته على جميع خواصّ مقامك الأقدس، وملوك كماله الأنفس، سيدنا محمدٍ عبدك ونبيك وصفيّك ونجيّك ومُجتباك ومُرتضاك، والقائم بعبء دعوتك، والناطق بلسان حجتك، والهادي بك إليك، والداعي بإذنك لما بين يديك، وعلى آله وصحبه والوارثين، كواكب آفاق نورك ونجوم أفلاك بطونك وظهورك، خُدّام بابه وفقراء جنابه، والمتراسلين على حُبه والمتبادرين في قربه، والباذلين أنفسهم في سبيله، والتابعين لأحكام تنزيله، والمحفوظة سرائرهم على العقائد الحقّيّة في ملّته، والمُنزّهة ضمائرهم عن أن يحدث بها ما لا يرضيه في شريعته، وأتباعهم بحقٍّ إلى يوم الدين، آمين.

***

الصلاة المُطَلْسَمَة، وتُعرف أيضًا بالذاتيّة 

ويليها شرح ابن عجيبة

 ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾

اللّهُمَ صَلِّ عَلَىٰ الذَاتِ المُطَلْسَمِ، والغَيْبِ المُضَمْضَمِ، والكَمَالِ المُكْتَتَمْ، لاهُوتِ الجَمَال ونَاسُوتِ الوصَالْ، طَلْعَةِ الحَقِّ كَثَوبِ عَيْنِ إنْسَانِ الأزَلْ، في نَشْرِ مَنْ لَمْ يَزَل، مَنْ أقامَتْ بِهِ نَواسِيتُ الفَرقِ، في قَابِ قَوْسِهْ نَاسُوتَ الوِصَالْ، الأقْرَبِ إلىٰ طُرِقِ الحَقْ، فَصَلِّ اللّهُمَّ بِهِ فِيهِ مِنْهُ عَليه وسَلِّمْ.

 

Not: Bazen Büyük Dosyaları tarayıcı açmayabilir...İndirerek okumaya Çalışınız.

Benzer Yazılar

Yorumlar