Hasais en Nebi salla'llâhü aleyhi ve sellem
خصَائِصِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم |
القسم الأول : خصائص اختص بها رسول الله صلى الله عليه و سلم دون غيره من
الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام
القسم الثاني : ما اختص به صلى الله عليه و سلم من
الخصائص والأحكام دون أمته وقد يشاركه في بعضها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
القسم الأول : وقد قسم العلماء رحمهم الله الخصائص التي
انفرد بها رسول الله صلى الله عليه و سلم عن بقية الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة
والسلام إلى عدة أنواع
النوع الأول : ما اختص به في ذاته في الدنيا
النوع الثاني : ما اختص به في ذاته في الآخرة
النوع الثالث : ما اختص به في أمته في الدنيا
النوع الرابع : ما اختص به في أمته في الآخرة
النوع الأول : ما اختص به في ذاته في الدنيا
اختص الله تبارك وتعالي نبيه محمداً صلى الله عليه و سلم
دون غيره من الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام بخصائص في الدنيا لذاته منها
ما يلي:
أولاً : عهد وميثاق
أخذ الله عز وجل العهد والميثاق علي جميع الأنبياء
والمرسلين من لدن آدم إلي عيسى عليهما السلام لما آتى الله أحدهم من كتاب وحكمه
وبلغ أي مبلغ ثم بعث محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم ليؤمن به ولينصرنه ولا
يمنعه ما هو فيه من العلم والنبوة من اتباعه ونصرته ، كما أمرهم أن يأخذوا هذا
الميثاق على أممهم لئن بعث محمد صلى الله عليه و سلم وهم أحياء ليؤمنن به
ولينصرونه
قال الله تعالى : ((وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن
كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ
لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى
ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ
الشَّاهِدِينَ)) - سورة آل عمران آية 81
قال على بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم : ما بعث
الله نبياً من الأنبياء إلا أخذ عليه ميثاق لئن بعث الله محمداً وهو حي ليؤمنن به
ولينصرنه ، وأمره أن يأخذ الميثاق علي أمته لئن بعث الله محمد وهم أحياء ليؤمنن به
ولينصرنه.
ثانياً : رسالة عامة
كان الأنبياء والرسل السابقين عليهم الصلاة والسلام
يرسلون إلي أقوامهم خاصة كما قال الله تعالى : ((إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ)) - سورة نوح آية 1
و قال الله تعالى : ((وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً)) - سورة الأعراف آية 65
و قال الله تعالى : ((وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً)) - سورة الأعراف آية 73
وأما نبينا صلى الله عليه و سلم ، فرسالته عامة لجميع
الناس عربهم وعجمهم وإنسهم وجنّهم ، وهذا من خصائصه صلى الله عليه و سلم.
قال العز بن عبد السلام رحمه الله : ومن خصائصه : أن
الله تعالى أرسل كل نبي إلي قومه خاصة ، وأرسل نبينا محمداً صلى الله عليه و سلم
إلي الجن والأنس ، ولكل نبي من الأنبياء ثواب تبليغه إلي أمته
ولنبينا صلى الله عليه و سلم ثواب التبليغ إلي كل من
أرسل إليه تارة لمباشرة البلاغ وتارة بالنسبة إليه ولذلك تمنن عليه بقوله تعالى: ((وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً)) - سورة الفرقان آية 51
ووجه التمنّن : انه لو بعث في كل قرية نذيراً لما حصل
لرسول الله صلى الله عليه و سلم إلا أجر إنذاره لأهل قريته وقد جاءت الآيات
القرآنية والأحاديث النبوية تشير إلي هذه الخصوصية قال الله تعالى
: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ
بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)) - سورة سبأ آية 28
قال الله تعالى : ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)) - سورة الأنبياء إية 106
ثالثاً : نبوة خاتمة
من رحمه الله تعالى بعباده إرسال محمد صلى الله عليه و
سلم إليهم ، ومن تشريفه له ختم الأنبياء والمرسلين به وإكمال الدين الحنيف له وقد
أخبر الله تبارك وتعالى في كتابه ورسوله صلى الله عليه و سلم في السنة المتواترة
عنه أنه لا نبي بعده ليعلم العباد أن كل من ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك
دجال قال الله تعالى: ((مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ
اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً)) - سورة الأحزاب آية 40
ومما يدل على هذه الخصوصية من السنة ما يأتي:
عن أبي هريرة رضى الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال : (إن مثلي ومثل الأنبياء من
قبلي كمثل رجل بني بيتا ً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون
به ويعجبون له ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة ؟ فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين).
عن أبي هريرة رضى الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال : (فضلت على الأنبياء بست :
أعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، وأحلت لي الغنائم ، وجعلت لي الأرض طهوراً
ومسجداً ، وأرسلت إلي الخلف كافة ، وختم بي النبيون).
وعن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه رضي الله عنهما أن
النبي صلى الله عليه و سلم قال : (إن لي أسماء : أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله به
الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد).
رابعاً : رحمة مهداه
أرسل الله تبارك وتعالي رسوله محمداً صلى الله عليه و
سلم رحمة للخلائق عامة مؤمنهم وكافرهم وإنسهم وجنهم ، وجعله رؤوفاً رحيماً
بالمؤمنين خاصة فمن قبل الرحمة وشكر هذه النعمة سعد في الدنيا والآخرة ومن ردها
وجحدها خسر الدنيا والآخرة
ويؤيد هذه الخصوصية:
عن أبي هريرة رضي الله عنه : قيل : (يا رسول الله صلى الله عليه و سلم ادع الله على المشركين قال : إني لم
أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة).
-
وعنه رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: (يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة).
-
وعن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم : (....أيما رجل من أمتي سببته
سبة أو لعنته لعنة في غضبي فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون وإنما بعثتي رحمة
للعالمين فأجعلها عليهم صلاةً يوم القيامة).
-
خامساً : أمنة لأصحابه
أكرم الله تبارك وتعالى نبيه محمداً صلى الله عليه و سلم
فجعل وجوده بين أصحابه أمنة لهم من العذاب ، بخلاف ما حصل لبعض الأمم السابقة حيث
عذبوا في حياة أنبيائهم ، وكان صلى الله عليه و سلم أمنة لأصحابه كذلك من الفتن
والحروب وارتداد من ارتد من الأعراب واختلاف القلوب ونحو ذلك مما أنذر به صريحاً
ووقع بعد وفاته
قال العز بن عبد السلام رحمه الله : ومن خصائصه صلى الله
عليه و سلم أن الله تعالى أرسله (رحمة للعالمين) فأمهل عصاه أمته ولم يعالجهم
إبقاء عليهم بخلاف من تقدمه من الأنبياء فإنهم لما كذبوا عوجل مكذبهم
وقد جاء النص على هذه الخصوصية من القرآن الكريم والسنة
المطهرة وآثار السلف الصالح ، فمن ذلك ما روى البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك
رضي الله عنه قال : قال أبو جهل : ((اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا
بعذاب أليم فنزلتوَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ
اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ {33} وَمَا لَهُمْ أَلاَّ
يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَام)) - سورة الأنفال آيات 33 و 34
وعن أبي موسى رضي الله عنه : قال : صلينا المغرب مع رسول
الله صلى الله عليه و سلم ثم قلنا ، لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء
قال : فجلسنا فخرج علينا فقال : ما زلتم هاهنا ؟
قلنا : يا رسول الله صلينا معك المغرب ، ثم قلنا نجلس
حتى نصلي معك العشاء
قال : أحسنتهم أو أصبتم
قال فرفع رأسه إلي السماء وكان كثيراً ما يرفع رأسه إلى
السماء فقال : (النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت
النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون ،
وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتي أمتي ما يوعدون).
سادساً : القسم بحياته
أقسم الله تبارك وتعالي بأشياء كثيرة من مخلوقاته الدالة
على كماله وعظمته ليؤكد المعنى في نفوس المخاطبين ، فأقسم تعالي بالشمس والقمر
والسماء وغير ذلك .بينما نجده سبحانه وتعالى لم يقسم بأحد من البشر إلا بالرسول
الكريم صلى الله عليه و سلم حيث يقول جل شأنه: ((لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)) والأقسام بحياة المقسم يدل على شرف حياته وعزتها عند المقسم بها ، وان
حياته صلى الله عليه و سلم لجديرة أن يقسم بها لما فيها من البركة العامة والخاصة
، ولم يثبت هذا لغيره صلى الله عليه و سلم
سابعاً : نداؤه بوصف النبوة والرسالة
خاطب الله عز وجل رسوله صلى الله عليه و سلم في القرآن
الكريم بالنبوة والرسالة ولم يناده باسمه زيادة في التكريم والتشريف أما سائر
الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام فخوطبوا بأسمائهم قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي
الْكُفْرِ)) - سورة المائدة آية 41.
قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ)) - سورة المائدة آية 67. قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ)) - سورة الأنفال آية 64.
بينما قال تعالى لأنبيائه: ((وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)) - سورة البقرة آية 35. قال الله تعالى: ((قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ)) - سورة هود آية 48.
قال العز بن عبد السلام رحمه الله : ولا يخفي علي أحد أن
السيد إذا دعي أحد عبيده بأفضل ما وجد فيهم من الأوصاف العلية والأخلاق السنية ،
ودعا الآخرين بأسمائهم الأعلام لا يشعر بوصف من الأوصاف ولا بخلق من الأخلاق ، أن
منزلة من دعاه بأفضل الأسماء والأوصاف أعز عليه وأقرب إليه ممن دعاه باسمه العلم
.وهذا معلوم بالعرف أن من دعي بأفضل أوصافه وأخلاقه كان ذلك مبالغة في تعظيمه
واحترامه
ثامناً : نهي المؤمنين عن مناداته باسمه
أدب الله عز وجل عباده المؤمنين في مخاطبة نبيه صلى الله
عليه و سلم والكلام معه تشريفا وتعظيما وتقديرا له ، فأمرهم أن لا يخاطبونه باسمه
بل يخاطبوه : يا رسول الله ، يا نبي الله وإذا كان الله تبارك وتعالى خاطبه في
كتابه العزيز بالنبوة والرسالة ولم يناده باسمه زيادة في التكريم والتشريف كما مر
ذكره .فمن باب أولى وأحرى أهل الإيمان .واختص رسول الله صلى الله عليه و سلم بذلك
بخلاف سائر الأنبياء والمرسلين فإن أممهم كانت تخاطبهم بأسمائهم قال الله جل ذكره: ((لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً
قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ
الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ)) - سورة النور آية 63.
بخلاف ما خاطبت به الأمم السابق أنبياءها فقال تعالى
حكاية عنهم: ((قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ
لَنَا رَبَّكَ)) - سورة الأعراف آية 134. ((قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ)) - سورة الأعراف آية 138 .
تاسعاً : كلم جامع
فضل الله عز وجل نبيه صلى الله عليه و سلم على غيره من
الأنبياء عليهم السلام بأن أعطاه جوامع الكلم ، فكان صلى الله عليه و سلم يتكلم
بالقول الموجز القليل اللفظ الكثير المعاني أعطاه مفاتيح الكلام وهو ما يسره له من
البلاغة و الفصاحة ، والوصول إلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات و
الألفاظ التي أغلقت على غيره وتعذرت عليه قال العز بن عبد السلام رحمه الله : ومن
خصائصه أنه بعث بجوامع الكلم ، واختصر له الحديث اختصارا ، وفاق العرب في فصاحته.
عاشراً : نصر بالرعب
اختص نبينا صلى الله عليه و سلم ، بأن الله عز وجل نصره
بالرعب ، وهو الفزع والخوف ، فكان سبحانه يلقيه في قلوب أعداء رسوله صلى الله عليه
و سلم ، فإذا كان بينه وبينهم مسيرة شهر أو شهرين هابوا وفزعوا منه ، فلا يقدمون
على لقائه.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : وهذه الخصوصية حاصلة له
على الإطلاق حتى لو كان وحده بغير عسكر
وعن السائب بن يزيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
و سلم قال : فضلت على الأنبياء بخمس : بعثت إلى الناس كافة ، وادخرت شفاعتي لأمتي
، ونصرت بالرعب شهراً أمامي ، وشهراً خلفي ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ،
وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد من قبلي.
حادي عشر : مفاتيح خزائن الأرض بيده
أكرم الله عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه و سلم
واختصه على غيره من الأنبياء بأن أعطاه مفاتيح خزائن الأرض وهي ما سهل الله تعالي
له ولأمته من بعده من افتتاح البلاد المتعذرات والحصول على كنوزها وذخائرها
ومغانمها واستخراج الممتنعات من الأرض كمعادن الذهب والفضة وغيرها.
عن عقبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج
يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ، ثم انصرف على المنبر فقال
: (إني فرط لكم ، وأنا شهيد عليكم ، وإني والله لأنظر إلي حوضي
الآن وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ،
ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها).
ثاني عشر : ذنوب مغفورة
اختص الله تعالى عبده ورسوله محمداً
r تشريفاً له وتكريماً بأن غفر له ما تقدم من ذنبه وما
تأخر وأخبره بهذه المغفرة وهو حي صحيح يمشي على الأرض
قال العز بن عبد السلام : من خصائصه أنه أخبره الله بالمغفرة
ولم ينقل أنه أخبر أحداً من الأنبياء بذلك وقال تعالى : ((أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ {1} وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ {2}
الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ {3} وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ)) - سورة الشرح آيات من 1 إلى 4.
وفي حديث أنس رضي الله عنه في الشفاعة وفيه
: (......فيأتون عيسى فيقول ...... اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد صلى
الله عليه و سلم ، فيقولون : يا محمد ، أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله
لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر).
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم
كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه
فقالت عائشة : لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك
ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟
قال : (أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً)، فلما كثر
لحمه صلى جالساً ، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع.
ثالث عشر : كتاب خالد محفوظ
أعطى الله تبارك وتعالى كل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة
والسلام من الآيات والمعجزات الدالة على صدقه وصحة ما جاء به عن ربه فيه كفاية
وحجة لقومه الذين بعث إليهم ، وهذه المعجزات كانت وقتية انقرض زمانها في حياتهم
ولم يبق منها إلا الخبر عنها.
وأما نبينا صلى الله عليه و سلم فكانت معجزته العظمى
التي أختص بها دون غيره هي القرآن العظيم الحجة المستمرة الدائمة القائمة في زمانه
وبعده إلى يوم القيامة .كتاب خالد لا ينضب معينه، ولا تنقضي عجائبه ولا تنتهي
فوائده محفوظ بحفظ الله من التغيير والتبديل والتحريف.
قال العز بن عبد السلام : من خصائصه أن معجزة كل نبي
تصرمت وانقرضت ومعجزة سيد الأولين والآخرين وهي القرآن العظيم باقية إلي يوم الدين
وقال : ....ومنها حفظ كتابه ، فلو اجتمع الأولون والآخرون على أن يزيدوا فيه كلمة
أو ينقصوا منه لعجزوا عن ذلك ، ولا يخفى ما وقع من التبديل في التوراة والإنجيل.
قال الله تعالى : ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)) - سورة الحجر آية 9. وقوله تعالى : ((وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ {41} لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ
يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ)) - سورة فصلت آيات 41 و 42.
وعن يحيى بن أكثم قال : دخل يهودي على المأمون فتكلم
فأحسن الكلام ، فدعاه المأمون إلى الإسلام ، فأبي فلما كان بعد سنة جاءنا مسلماً ،
فتكلم عن الفقه فأحسن الكلام ، فقال له المأمون : ما كان سبب إسلامك ؟ قال :
انصرفت من حضرتك فأحببت أن أمتحن هذه الأديان فعمدت إلي التوراة فكتبت ثلاث نسخ
فزدت فيها ونقصت وأدخلتها الكنيسة ، فاشتريت مني ، وعمدت إلى الإنجيل فكتبت ثلاث
نسخ فزدت فيها ونقصت وأدخلتها البيعة ، فاشتريت مني ، وعمدت إلى القرآن فكتبت ثلاث
نسخ فزدت فيها ونقصت وأدخلتها الوارقين فتصفحوها ، فلما أن وجدوا فيها الزيادة
والنقصان رموا بها فلم يشتروها ، فعلمت أن هذا الكتاب محفوظ ، فكان هذا سبب إسلامي.
رابع عشر : إسراء ومعراج
ومما اختص به رسول الله صلى الله عليه و سلم عن غيره من
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معجزة الإسراء والمعراج فقد أسري به ببدنه وروحه
يقظة من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى وهو بيت المقدس بإيلياء في
جنح الليل ، ثم عرج به إلى سدرة المنتهى ثم إلى حيث شاء الله عز وجل ورجع مكة من
ليلته.
وأكرم صلى الله عليه و سلم في هذه الآية العظيمة بكرمات
كثيرة ، منها : تكليمه ربه عز وجل ، وفرض الصلوات عليه ، وما رأى من آيات ربه ،
وإمامته للأنبياء في بيت المقدس .فدل ذلك على أنه هو الإمام الأعظم والرئيس المقدم
صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين
وفد ثبت الإسراء بالقرآن ، كما ثبت المعراج بالمتواتر من
الحديث ، وإليه أشار القرآن قال الله تعالى: ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ
مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ وقال تعالى : وَمَا يَنطِقُ
عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى
{5} ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى {6} وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى {7} ثُمَّ دَنَا
فَتَدَلَّى {8} فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى {9} فَأَوْحَى إِلَى
عَبْدِهِ مَا أَوْحَى {10} مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى {11} أَفَتُمَارُونَهُ
عَلَى مَا يَرَى {12} وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى {13} عِندَ سِدْرَةِ
الْمُنْتَهَى {14} عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى {15} إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا
يَغْشَى {16} مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى {17} لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ
رَبِّهِ الْكُبْرَى)) - سورة النجم الآيات من 3 إلى 18.
النوع الثاني : ما اختص به صلى الله عليه و سلم لذاته في
الآخرة
ما اختص به صلى الله عليه و سلم من الخصائص والأحكام دون
أمته وقد يشاركه في بعضها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:
أولاً : وسيلة وفضيلة
الوسيلة أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا عبد واحد من
عباد الله وهو رسولنا صلى الله عليه و سلم قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
(الوسيلة) عَلَم على أعلى منزلة في الجنة وهي منزلة رسول الله صلى الله عليه و سلم
وداره في الجنة ، وهي أقرب أمكنة الجنة إلى العرش .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما – أنه
سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول : إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم
صلوا عليّ ، فإنه من صلى عليّ صلى الله عليه به عشراً ، ثم سلوا الله لي الوسيلة ،
فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، وأرجو أن أكون أنا هو فمن
سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة.
ثانياً : مقام محمود
لرسول الله صلى الله عليه و سلم يوم القيامة ، تشريفات
وتكريمات لا يشركه ولا يساويه فيها أحد الأنبياء فمن دونهم ومن ذلك المقام المحمود
، الذي يقومه صلى الله عليه و سلم فيحمده الخالق عز وجل والخلائق من بعد قال تعالى ((وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ
رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً)) - سورة الإسراء آية 79. قال ابن جرير الطبري رحمه الله : قال
أكثر أهل العلم ذلك هو المقام الذي يقومه صلى الله عليه و سلم يوم القيامة للشفاعة
للناس ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم..
وقال ابن عباس – رضي الله عنهما -: المقام المحمود :
مقام الشفاعة
ثالثاً : شفاعة عظمى وشفاعات
يجمع الله عز وجل الأولين والآخرين يوم القيامة في صعيد
واحد ، وتدنو منهم الشمس وقد تضاعف حرها وتبدلت عما كانت عليه من خفة أمرها ويعرق
الناس حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين باعاً ويلجمهم ويبلغ آذانهم في يوم مقداره
خمسين ألف سنة ، قياماً على أقدامهم شاخصة أبصارهم منفطرة قلوبهم لا يكلمون ولا
ينظر في أمورهم .فإذا بلغ الكرب والجهد منهم ما لا طاقة لهم به كلم بعضهم بعضاً في
طلب من يكرم على مولاه ليشفع في حقهم ، فلم يتعلقوا بنبي إلا دفعهم ، قال : نفسي
نفسي ، اذهبوا إلى غيري حتى ينتهوا إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم فينطلق
فيشفع حتى يقضي الله تبارك وتعالى بين الخلق وبعد هذه الشفاعة يكون له ولغيره
شفاعات أخرى .فهذه هي الشفاعة العظمى
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتى رسول الله صلى الله
عليه و سلم بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة ثم قال : أنا سيد
الناس يوم القيامة ، وهل تدرون مم ذلك ؟ يجمع الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد
يسمعهم الداعي ، وينفذهم البصر ، وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا
يطيقون ولا يحتملون.
فيقول الناس : ألا ترون ما قد بلغكم ؟ ألا تنظرون من
يشفع لكم إلى ربكم ؟
فيقول بعض الناس لبعض : عليكم بآدم
فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له أنت أبو البشر ، خلقك
الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ،اشفع لنا إلى ربك ، ألا
ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟
فيقول أدم : إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ،
ولن يغضب بعده مثله ، إنه نهاني عن الشجرة فعصيته ، نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري ،
اذهبوا إلى نوح
فيأتون نوحاً فيقولون : يا نوح أنك أنت أول الرسل إلى
أهل الأرض ، وقد سماك الله عبداً شكوراً ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه
؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟
فيقول : إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ، ولن
يغضب بعده مثله ، إنه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي ، نفسي نفسي اذهبوا إلى
غيري ، اذهبوا إلى إبراهيم
فيأتون إبراهيم فيقولون : يا إبراهيم أنك نبي الله
وخليله من أهل الأرض ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى إلى ما قد
بلغنا ؟
فيقول : إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ، ولن
يغضب بعده مثله ، وأني قد كنت كذبت ثلاث كذبات ، نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري ،
اذهبوا إلى موسى
فيأتون موسى فيقولون : يا موسى ، أنت رسول الله ، فضلك
الله برسالته وبكلامه على الناس اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى
إلى ما قد بلغنا ؟
فيقول : إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ، ولن
يغضب بعده مثله ، وإني قد قتلت نفساً لم أومر بقتلها ، نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري
، اذهبوا إلى عيسى
فيأتون عيسى فبقولون : يا عيسى أنت رسول الله ، وكلمته
ألقاها إلى مريم وروح منه ، وكلمت الناس في النهد صبياً ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا
ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟
فيقول : إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ، ولن
يغضب بعده مثله ، ولم يذكر ذنباً ، نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى محمد
فيأتون محمد صلى الله عليه و سلم فيقولون : يا محمد أنت
رسول الله وخاتم الأنبياء ، وقد غفر اله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، اشفع لنا
إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟
فأنطلق ، فآتى تحت العرش فأقع ساجداً لربي عز وجل ، ثم
يفتح الله على من محامده ومحاسنه وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلي ثم
يقال : يا محمد ، أرفع رأسك سل تعطه ، واشفع تشفع
فأرفع رأسي فأقول : أمتي يا رب ، أمتي يا رب ، فيقال :
يا محمد ، أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة ، وهم
شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب .ثم قال : والذي نفسي بيدي إن ما بين المصراعين
من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير ، أو كما بين مكة وبصرى.
هذا ، ولرسول الله صلى الله عليه و سلم شفاعات أخرى غير
الشفاعة العظمى ، منها ما اختص بها وحده ، ومنها ما شاركه فيها غيره ممن أذن الله
تعالى له من الملائكة المقربين والأنبياء والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين
وغيرهم.
فنسرد شفاعته صلى الله عليه و سلم ثم نقتصر في ذكر
الأدلة على ما اختص به منها دون غيره:
الشفاعة في استفتاح باب الجنة -
الشفاعة في تقديم من لا حساب عليهم في دخول الجنة
-
الشفاعة فيمن استحق النار من الموحدين أن لا يدخلها
-
الشفاعة في إخراج عصاة الموحدين من النار
-
الشفاعة في رفع درجات ناس في الجنة -
الشفاعة في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب
-
أولاً : الشفاعة في استفتاح باب الجنة
ينتقل الناس في عرصات القيامة من كرب إلى كرب فأهوال قبل
فصل القضاء فشفاعة عظمى ثم يحاسب الناس ، وعند ذلك ينصب الميزان ، وتطاير الصحف
ويكون التميز بين المؤمنين والمنافقين ثم يؤذن في نصب الصراط والمرور عليه ويوقف
بعض من نجا عند القنطرة للمقاصصة بينهم ، فإذا انتهى ذلك كله يقوم المؤمنون وتقرب
لهم الجنة فيطلبون من يكرم على مولاه ليشفع لهم في استفتاح باب الجنة ، فيأتون آدم
فإبراهيم فموسى فعيسى عليهم السلام وكل منهم يعتذر عن ذلك المقام العظيم ، فيأتون
رسول الله صلى الله عليه و سلم فيشفع لهم الله تعالى
فعن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما قالا : قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم : (يجمع الله تبارك وتعالى الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف(تقرب) لهم الجنة ،
فيأتون آدم ، فيقولون : يا أبانا استفتح لنا الجنة
فيقول : وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم لست
بصاحب ذلك اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله
قال : فيقول إبراهيم : لست بصاحب ذلك إنما كنت خليلاً من
وراء وراء ، اعمدوا إلى موسى الذي كلمه الله تكليماً
فيأتون موسى فيقول : لست بصاحب ذلك ، اذهبوا إلى عيسى
كلمة الله وروحه
فيقول عيسى : لست بصاحب ذلك ، فيأتون محمداً صلى الله
عليه و سلم ، فيقوم فيؤذن له وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط يميناً
وشمالاً فيمر أولكم كالبرق ؟
قال قلت بأبي أنت وأمي أي شيء كمر البرق ؟
قال : (ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين ؟
ثم كمر الريح ، ثم كمر الطير وشد الرجال تجري بهم أعمالهم ونبيكم قائم على الصراط
يقول : رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا
زحفاً قال وفى حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به ، فمخدوش ناج
ومكدوس في النار) والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعون خريفاً).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم : (آتي باب الجنة يوم القيامة ،
فأستفتح فيقول الخازن : من أنت ؟
فأقول : محمد
فيقول : بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك).
ثانياً : شفاعته في تقديم من لا حساب عليهم في دخول
الجنة
ومما اختص به رسولنا صلى الله عليه و سلم من الشفاعات
أنه يشفع في تعجيل دخول الجنة لمن لا حساب عليهم من أمته وهذا من عظيم قدره صلى
الله عليه و سلم ورفعة منزلته عند ربه تبارك وتعالى
ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه الطويل في الشفاعة (......يا محمد أرفع رأسك سل تعطه ، واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأقول : أمتي يا رب
، أمتي يا رب ، فيقول : يا محمد ، أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن
من أبواب الجنة ، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب).
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه
و سلم أنه قال : (سألت ربي عز وجل فوعدني أن
يدخل أمتي سبعين ألفاً على صورة القمر ليلة البدر ، فاستزدت فزادني مع كل ألف
سبعين ألف، فقلت أي رب ، إن لم يكن هؤلاء مهاجري أمتي قال : إذن أكملهم لك من
الأعراب).
ثالثاً : شفاعته في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب
كان أبو طالب يحوط ابن أخيه رسول الله صلى الله عليه و
سلم ، وينصره ويقوم في صفه ويبالغ في إكرامه والذب عنه ، ويحبه حباً شديداً طبعياً
لا شرعياً ، فلما حضرته الوفاة وحان أجله دعاه رسول الله r إلى الأيمان والدخول في الإسلام ، فسبق القدر فيه فاستمر على ما كان عليه
من الكفر ولله الحكمة البالغة .ونظراً لما قام به أعمال جليلة مع رسول الله صلى
الله عليه وسلّم جوزي على ذلك بتخفيف العذاب خصوصية له من عموم الكفار الذين لا
تنفعهم شفاعة الشافعين .وذلك إكراماً وتطيباً لقلب رسول الله صلى الله عليه و سلم
فعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أنه قال
: (يا رسول الله ، هل نفعت أبا طالب بشيء ، فإنه كان يحوطك ويغضب
لك ؟
قال : نعم ، هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في
الدرك الأسفل من النار).
ضحضاح بمعنى : ما رق من الماء على وجه الأرض
منقول
Not: Bazen Büyük Dosyaları tarayıcı açmayabilir...İndirerek okumaya Çalışınız.
Yorumlar