Print Friendly and PDF

İbnü’l-Arabî-İdrîs Peygamber Görüşme Arapça

Bunlarada Bakarsınız



 B. Şemsüddîn İsmâil b. Sevdekîn’in “el-Fassu’l-İdrîsî”

Adlı Eserinin Tahkîkî

الفص الإدريسي

(من فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن عربي)

تأليف

شمس الدين إسماعيل بن سودكين النوري

المتوفي سنة ٦ ٦٤ه/ ١٢٤٨ م

بإشراف من الأستاذ

د. مصطفي طهرالي

تحقيق

ويسل اق قيا

إسطنبول: ٢٠٠٩

فهرس

الاختصارات.............................................................................................. 292

مقدمة293

الباب الاول295

فص حكمة قدوسية في كلمة إدريسية لابن عربي............................................ 295

الباب الثاني............................................................................................... 300

الغص الإدريسي لابن سودكين..........................................................................

[في معرفة الخلوة................................................................................... 307

[في الذكر............................................................................................ 315

[رسالة الي فخر الدين الرازي.................................................................... 328

[من كلام الشيخ وصية......................................................................... 333

ذكر الله الله........................................................................................ 337

(ذكرلااله الا الله)................................................................................. 341

فصل في حقفة تلقين الذكر....................................................................... 350

المصادر والمراجع.............................................................................................

الاختصارات

ف. الفتوحات المكية (14 جلد)، لمحى الدين ابن عربى، مصر، 1405 هجرى، تحقيق: عثمان يحي

فب: الفتوحات المكية،لمحي الدين ابن العربي، دار صادر، بيروت، د.ت.

فت: نتائج الأذكار، لمحي الدين ابن العربي، خزانة الفاتح (مكتبة السليمانية، اسطنبول) تحت رقم،5322

ا: نتائج الأذكار، لمحي الدين ابن العربي، خزانة اياصفيا(مكتبة السليمانية، اسطنبول) تحت رقم،4875-1

ش: : نتائج الأذكار، لمحي الدين ابن العربي، خزانة شهيد علي باشا (مكتبة السليمانية، اسطنبول) تحت رقم 1340،

ر: رسالة الشيخ الأكبر الي الامام فخرالدين الرازي، محي الدين بن العربي (في رسائل ابن عربي) ، تحقيق: عبدالرحمان حسن محمود

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسولنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وسلام على الشيخ الأكبر محيي الدين وعلى شراح الفصوص أجمعين.

أما بعد:

فإن ابن العربي من أكبر رواد الفكر الصوفي الإسلامي. ومن أهم ما ألفه في هذا المجال كتابه الخالد فصوص الحكم التي تناول فيها الحقائق النبوية المختصة بسبع وعشرين نبيا كل واحد منهم في فص على حدة. ويبين في هذا الكتاب الذي يعد تاريخ الأنبياء أفقيا مراتب الحقائق للنبيين وما يتعلق بها من المسائل.

فمن هذه الحيثية يتحدث فص إدريس عن الحكمة القدوسية للحقيقة المحمدية التي ظهرت في باطن الرسول إدريس عليه السلام بالمعنى الكامل.

وللكتاب أكثر من مائة شرح. فشرح ابن سودكين الذي كان من نخبة المريدين لابن العربي يمتاز بكونه أول شرح عليه. ولا سيما شرحه المستقل على فص إدريس تحت عنوان " الفص الإدريسي" وهذا الشرح في غاية الأهمية من حيث إنه أول شرح على الفصوص في تراث الشروح على هذا الكتاب.

ولكن نسخة المؤلف لهذا الشرح مفقودة. والنسخة الوحيدة الموجودة منه في العالم -فيما وصل إليه علمنا- متوفرة في مكتبة السليمانية فقط بقسم "فاتح" تحت رقم 5322 فيما بين الأوراق 217ب- 226ب.

وابن سودكين في شرحه هذا يولي اهتمامه بخلفية فص إدريس خلافا للشروح الأخرى. ويتناول كيفية اسفتادة السالك من هذا الفص في حياته المعنوية ويرشده إلى طرق تحقيق الذوق الادريسي. وينهج منهج شيخه في بيان المسائل باقتباس الكثير من آراءه الواردة في آثاره. فقمنا بتحقيق هذه النسخة التي لا توجد في العالم غيرها وبذلنا الجهد قدر الإمكان في قراءتها قراءة صحيحة. وقارناها بمواضع النقول من الآثار المعنية.

ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والعرفان للأستاذ الدكتور مصطفى طهرالي على ما قدمه من جهد ونصيحة خلال فترة الدراسة وكما أتقدم بشكري وامتناني للأستاذ

الدكتور محمود أرول قيليج الذي أرشدني إلى تحقيق هذا الكتاب، وساهم فيه بالرأي والنصيحة وكما أقدم جزيل شكري وتقديري لصديقي العزيز الدكتور مصطفى كنج الذي ساهم في إخراج وإنجاح هذا العمل.

وأسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا، إنه قريب مجيب.

الباب الاول

فص حكمة قدوسية في كلمة إدريسية لابن عربي

العلونسبتان، علو مكان و علو مكانة. فعلو المكان «و رفعناه مكانا عليا1414».

و أعلى الأمكنة المكان الذي تدور عليه رحى عالم الأفلاك و هو فلك الشمس، و فيه مقام روحانية إدريس عليه السلام. و تحته سبعة أفلاك و فوقه سبعة أفلاك و هو الخامس عشر. فالذي فوقه فلك الأحمر و فلك المشترى و فلك كيوان و فلك المنازل و الفلك الأطلس فلك البروج و فلك الكرسي و فلك العرش. و الذي دونه فلك الزهرة و فلك الكاتب، و فلك القمر، و كرة الأثير، و كرة الهوى، و كرة الماء، و كرة التراب. فمن حيث هو قطب الأفلاك هو رفيع المكان.

و أما علو المكانة فهو لنا أعني المحمديين. قال الله تعالى «و أنتم الأعلون و الله معكم؟14» في هذا العلو، و هو يتعالى عن المكان لا عن المكانة. و لما خافت نفوس العمال منا أتبع المعية بقوله«و لن يتركم أعمالكم»: فالعمل يطلب المكان و العلم يطلب المكانة، فجمع لنا بين الرفعتين علو المكان بالعمل و علو المكانة بالعلم. ثم قال تنزيها للاشتراك بالمعية «سبح اسم ربك الأعلى)141» عن هذا الاشتراك المعنوي.

و من أعجب الأمور كون الإنسان أعلى الموجودات، أعني الإنسان الكامل، و ما نسب إليه العلو إلا بالتبعية، إما إلى المكان و إما إلى المكانة و هي المنزلة. فما كان علوه لذاته. فهو العلي بعلو المكان و بعلو المكانة. فالعلو لهما.

1414سورة مريم، 57

1415 سورة محمد، 35

1416سورة الاعلي، 1

فعلو المكان« كالرحمن على العرش استوى1417» و هو أعلى الأماكن. و علو المكانة «كل شيء هالك إلا وجهه؟!14»، و «إليه يرجع الأمر كله1419»، «ا إلة مع الله1420». و لما قال الله تعالى «و رفعناه مكاناً علياا142» فجعل «عليا» نعتاً للمكان، «و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة1422»، فهذا علو المكانة. و قال في الملائكة «أستكبرت أم كنت من العالين142» فجعل العلو للملائكة. فلو كان لكونهم ملائكة لدخل الملائكة كلهم في هذا العلو.

فلما لم يعم، مع اشتراكهم في حد الملائكة، عرفنا أن هذا علو المكانة عند الله. و كذلك الخلفاء من الناس لو كان علوهم بالخلافة علواً ذاتيا لكان لكل إنسان. فلما لم يعم عرفنا أن ذلك العلو للمكانة. و من أسمائه الحسنى العلي. على من و ما ثم إلا هو؟ فهو العلي لذاته. أو عن ما ذا و ما هو إلا هو؟ فعلوه لنفسه. و هو من حيث الوجود عين الموجودات.

فالمسمى محدثات هي العلية لذاتها و ليست إلا هو. فهو العلي لا علو إضافة، لأن الأعيان التي لها العدم الثابتة فيه ما شمت رائحة من الموجود، فهي على حالها مع تعداد الصور في الموجودات. و العين واحدة من المجموع في المجموع. فوجود الكثرة في الأسماء، و هي النسب، و هي أمور عدمية. و ليس إلا العين الذي هو الذات. فهو العلي لنفسه لا بالإضافة. فما في العالم من هذه الحيثية علو إضافة، لكن الوجوه الوجودية متفاضلة. فعلو الإضافة موجود في العين الواحدة من حيث الوجود الكثيرة. لذلك نقول فيه هو لا هو، أنت لا أنت.

قال الخراز رحمه الله تعالى، و هو وجه من وجوه الحق و لسان من ألسنته ينطق عن نفسه بأن الله تعالى لا يعرف إلا بجمعه بين الأضداد في الحكم عليه بها. فهو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن. فهو عين ما ظهر، و هو عين ما بطن في حال ظهوره. و ما ثم من يراه غيره،

1417سورة طه، 5

1418سورة القصص، 88

1419سورة هود، 133

1420سورة النمل، 60

1421سورة مريم، 57

1422سورة البقرة، 30

1423سورة ص، 75

و ما ثم من يبطن عنه، فهو ظاهر لنفسه باطن عنه. و هو المسمى أبا سعيد الخراز و غير ذلك من أسماء المحدثات. فيقول الباطن لا إذا قال الظاهر أنا، و يقول الظاهر لا إذا قال الباطن أنا. و هذا في كل ضد، و المتكلم واحد و هو عين السامع. يقول النبي صلى الله عليه و سلم: «و ما حدثت به أنفسها[1554]» فهي المحدثة السامعة حديثها، العالمة بما حدثت به أنفسها، و العين واحدة و اختلفت الأحكام. و لا سبيل إلى جهل مثل هذا فإنه يعلمه كل إنسان من نفسه و هو صورة الحق. فاختلطت الأمور و ظهرت الأعداد بالواحد في المراتب المعلومة.

فأوجد الواحد العدد، و فصل العدد الواحد، و ما ظهر حكم العدد إلا المعدود و المعدود

منه عدم و منه وجود، فقد يعدم الشيء من حيث الحس و هو موجود من حيث العقل. فلا بد من عددومعدود، ولابدمنواحدينشئ ذلك فينشأبسببه. فإن كل مرتبة منالعددحقيقة واحدة كالتسعة مثلا و العشرة إلى أدنى و إلى أكثر إلى غير نهاية، ما هي مجموع، و لا ينفك عنها اسم جمع الآحاد.

فإن الاثنين حقيقة واحدة و الثلاثة حقيقة واحدة، بالغا ما بلغت هذه المراتب، و إن

كانت واحدة. فما عين واحدة منهن عين ما بقي. فالجمع يأخذها فنقول بها منها، و نحكم بها

عليها. قد ظهر في هذا القول عشرون مرتبة، فقد دخلها التركيب فما تنفك تثبت عين ما هو منفي عندك لذاته.

و من عرف ما قررناه في الأعداد، و أن نفيها عين إثباتها، علم أن الحق المنزه هو

الخلق المشبه، و إن كان قد تميز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق، و الأمر المخلوق الخالق. كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحد و هو العيون الكثيرة. فانظر ما ذا ترى «قال يا أبت افعل ما ئؤمر[1555]»، و الولد عين أبيه. فما رأى يذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح

عظيم1426»، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان. و ظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد

من هو عين الوالد. «و خلق منها وها1427»: فما نكح سوى نفسه. فمنه الصاحبة و الولد و الأمر واحد في العدد. فمن الطبيعة و من الظاهر منها، و ما رأيناها نقصت بما ظهر منها و لا زادت بعدم ما ظهر؟ و ما الذي ظهر غيرها: و ما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها: فهذا بارد يابس و هذا حار يابس: فجمع باليبس و أبان بغير ذلك. و الجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعية. فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة. فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر. و من عرف ما قلناه لم يحر. و إن كان في مزيد علم فليس إلا من حكم المحل، و المحل عين العين الثابتة: فيها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، و ما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه، و ما ثم إلا هذا:

فالحق خلق بهذاالوجه فاعتبروا وليس خلقابذاك الوجه فادكروا

من يدر ما قلت لم تخذل بصيرته     و ليس يدريه إلا من له بصر

جمع و فرق فإن العين واحدة         و هي الكثيرة لا تبقى ولا تذر

فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية و النسب العدمية بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، و سواء كانت محمودة عرفا و عقلا و شرعا أو مذمومة عرفا و عقلا و شرعا.

وليس ذلك إلالمسمى الله تعالى خاصة. وأماغيرمسمى الله مما هومجلى له أو صورة فيه، فإن كان مجلى له فيقع التفاضل- لا بد من ذلك- بين مجلى و مجلى، و إن كان صورة فيه فتلك الصورة عين الكمال الذاتي لأنها عين ما ظهرت فيه. فالذي لمسمى الله هو الذي لتلك الصورة. و لا يقال هي هو ولا هي غيره. و قد أشار أبو القاسم بن قسي في خلعه إلى هذا بقوله: إن كل اسم إلهي يتسمى بجميع الأسماء الإلهية و ينعت بها. و ذلك أن كل اسم يدل على الذات و على المعنى الذي سيق له و يطلبه. فمن حيث دلالته على الذات له جميع الأسماء، و من حيث دلالته على المعنى الذي ينفرد به، يتميز عن غيره كالرب و الخالق و المصور إلى غير ذلك. فالاسم المسمى من حيث الذات، و الاسم غير المسمى من حيث ما يختص به من المعنى الذي سيق له. فإذا فهمت أن العلي ما ذكرناه علمت أنه ليس علو المكان ولا علو المكانة، فإن علو

Metin Kutusu: 1428المكانة يختص بولاة الأمر كالسلطان و الحكام و الوزراء و القضاة و كل ذي منصب سواء كانت فيه أهلية لذلك المنصب أو لم تكن، و العلو بالصفات ليس كذلك، فانه قد يكون أعلم الناس يتحكم فيه من له منصب التحكم و إن كان أجهل الناس. فهذا علي بالمكانة بحكم التبع ما هو علي في نفسه. فإذا عزل زالت رفعته و العالم ليس كذلك.142

فصوص الحكم، لمحيدين ابن عربي،80-75، بتحقيق أبو العلا عفيفي، دار احياء الكتب العربية،1946

الباب الثاني

الفص الإدريسي لابن سودكين1429

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه استعين وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم

المختار من كلام الشيخ شمس الدين اسمعيل بن سودكين رحمة الله عليه فيما ألفه وسماه بالفص الإدريسي فمنه أنه قال:

اعلمواياإخواني أيدكم الله وأياي بروح منه

أن ميراث المعراج الإدريسي ميراثاً عجيباً روحانياً وهو تحقيق الذاكرين بقلوبهم التي هي رابع أفلاك وجودهم فحينئذ يقوم المضاهاة المعنوية لكون إدريس عليه السلام في الفلك الرابع الذي هو أوسط الأفلاك وذلك أن السالك يترقى عن فلك جمادية وفلك نباتية وفلك حيوانية عندما يزكي هذه القوى بتوفيتها حقوقها لأنها رعيته وهو مسؤول عنها

فحينئذ يصل العبد إلى فلك قلبه ويظهر عليه أوصاف نفسه الناطقة التي هي ضياء وجوده وشمس أفلاكه فبهذا المعراج الخاص تحقيق الوارث بإرث الرفقة الإدريسية التي يحيى في نسخة وجوده وتمده بالذوق الإدريسي بمقدار كماليتها في وجوده فأظهرها من القوة إلى الفعل

فحنيئذ ينتفس هذا الوارث أنفاس الأرواح القدسية ويجذبه إلى مكان الرفعة الإدريسية وصاحب هذه الرتبة تكون حركته أبدأ على الوسط من غير انحراف ولا شطط لأن القلب محل تنفيذ

142 موجود في خزانة الفاتح فقد (مكتبة السليمانية، استنبول) تحت رقم :5322/ 217 ب- 226

العدل في جميع رعيته وعوالمه فموطنه يعطي العدل والاعتدال بالخاصية ولذلك جبلت الفتوى عليه بقوله عليه السلام لوابصة : " استفت قلبك وإن أفتاك المغتون1430".

ولا يحقق السالك بحضرة قلبه العلية ما دام وراءه جاذب يطالبه بحقه لأنها حضرة الحق ومستوى الإسم " الله " كما أن العرش مستوى الإسم "الرحمن" فلا يتحقق بحضرة القلب العدلية من هو متصف بشيء من الجور، ولجوارح العبد الحسية وقواه النفسية عليه حق يطلبه به وهو تزكيتها قال تعالى : " قد أفلح ين زكاها وقد خاب من دساها1431".

وعلامة من زكى فلك جماديته أن يسري منه هذا الوصف إلى المناسب في الخارج فيحسن إلى الجماد بأن لا يمشي على الأرض مرحاً1432 ولا يحذف بالحصى ولا يكسر حجراً ولا مدرا عبثاً ولا يلجئ الأرض أن يشكو إلى ربه وقد جاء في الخبر النبوي أن الأرض اشتكت إلى ربها من ثلاث: دم حرام يسغك عليها، وغسل من حرام، ونوم عليها قبل طلوع الشمس1433 إلى غير ذلك من الآداب اللاحقة بهذا الباب

وللمتحقق بتزكية هذا الوصف مواريث مختلفة بحسب اختلاف الاستعدادات فمنهم من يقوم له نتيجة تزكيته في باطنه ومنهم من يقوم له في الخارج فيكاشف على نطق الجماد معرفة تسبيحه وما أودع الله في الأحجار من المنافع والمضار على الأرض ونبع المياه واتساع قبره له في دفنه وترحبها به ولطفها كما تلطف الوالدة الشفوقة بولدها البار بها

ومن الناس من يقوى عليه وصف جماديته ويكون في أوصافها هي الحاكمة على نفسه أوصاف نشأته فيكون عابد الصنم هيكله وتكون أوصافه الرحمانية محبوسة مقهورة في يبس

1430 أورده أبو محمد الدارمي في سننه برقم :2533 : بلفظ « ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لوابصة : جئت تسأل عن البر والأثم قال قلت نعم قال فجمع أصابعه فضرب بها صدره وقال استفت نفسك استفت قلبك يا وابصة ثلاثا البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وان أفتاك الناس وأفتوك. قال حسين سليم أسد : إسناده ضعيف لانقطاعه، انظر: سنن الدارمي،320١2 ، بتحقيق فواز أحمد زمرلي و خالد السبع العلمي

Metin Kutusu: 1431
Metin Kutusu: سورة الشمس، 9 10
Metin Kutusu: 1432
Metin Kutusu: 18
Metin Kutusu: ، Metin Kutusu: سورة لقمان

طبيعته وحجرية نشأته قال تعالى: " ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة"1434. ولذلك يستعصي ظهور الإيمان من مثل هؤلاء وظهور مكارم الأخلاق فاعلم

وإذا أوفى السالك حق قوته النباتية وزكاها بالأدب الشرعي المقرب إلى الله تعالى وطيب مطعمه ومشربه إذ هما المادة للقوة النامية بما يعطيه الغداء من الرطوبة التي تمتد فيها أقطار الجسم إلى غاية نوعه

علامة من زكى هذه القوة النباتية في وجوده أن يسري معاملته أيضاً إلى الجنس النباتي فلا يكسر عودا عبثاً ولا يقطع ورقة ولا يبول تحت الشجر المثمر فينتج ذلك بحسب الاستعدادات أيضاً إماباطناًفي النفس أو ظاهرافي الحس أو يجمع بينهما.

فميراث الظاهر من ذلك مكاشفة أرواح النبات ومعرفة عبادتها ونطقها واختلاف تسبيحها وخواص منافعها ومضارها وقد علمت ما جاء في هذا الباب من حنين الجذع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم1435 وإجابة الشجرتين المغترقتين لما دعاهما أن يجتععا عند قضاء الحاجة ليستتر بهما ثم أمرهما أن يعودا إلى مكانهما[1556] فعادا إلى غير ذلك.

ومن الناس من يكون الغالب عليه سلطان الروح النباتي فيه فلا يقدر أن يملك لنفسه أمرا ولا يحفظ لها ولا لغيرهاكسرا

وإذا زكى السالك قوته الحيوانية بإكمال الرياضة الشرعية وكسر سورة الشهوات الطبيعية وملك نفسه عند الغضب حتى لا يملكها الأخلاق السبعية وطهرها من الحرص والحسد والكبر الذين هم أصول الآفات المردية

Metin Kutusu: 1434
Metin Kutusu: 74
Metin Kutusu: سورة البقرة،

1435 انظر: صحيح ابن حبان، لمحمد بن حبان، ٧^435 ،X، ، بتحقيق شعيب الأرنؤوط، الطبعة الثانية،، انظر أيضا: سنن دارمي، لإبي محمد الدارمي، 1، 29، بتحقيق فواز أحمد زمرلي و خالد السبع العلمي

وها هنا تجد أكثر الناس محبوسين في أوصاف حيوانيتهم من التنافس والترأس و حب القلبية إلا من رحم ربك قال تعالى : ٠٠ تلك الدار الآخرة نجعلهاللذين لا يريدون (أ 218 ) علوا في الأرض ولافسادا والعاقبة للمتقين1437".

وعلامة من تحقق بذلك أن يحكم على سباع الحيوانات فتذل له وتنقاد وتأنس به الوحوش ويعرف لغتها ولغة منطق الطير وصلاته وتسبيحه هذا يظهر في النتيجة الظاهرة،

وأما إذا أدت هذه القوى نتائجها في الباطن فإنه تصلب القلب من سر الجمادية وتقسو في المواطن التي تحمد فيها القساوة كما جاء عن الصديق رضي الله عنه لما مر بغضهم وقد سقط وهو يضطرب لما سمع قارئا يقرأ القرآن فقال هكذا كنا حتى قست القلوب1438 أي صلبت

Metin Kutusu: 1439وورثت سر الجبال التي تمسك ميد الأرض وهي مع ذلك السكون "تحسبها جامدة وهي

تعر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء

ومن غلب عليه وصف حيوانيته من البشر كانت الحيوان أهدى منه سبيلا لكون كل حيوان مفطور على طلب مصالحه بهداية الله تعالى له والبهيمة شهوة بلا عقل والإنسان عقل وشهوة فإذا غلب شهوته على عقله كانت البهيمة خيرا منه، قال تعالى في حق مثلهم: "إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا1440"

وذلك أن جهل الحيوان بسيط وجهل الإنسان مركب وفيه من الزيادة على الجهل البسيط أن صاحبه يعتقد الخطأ الذي ركبه بخياله الفاسد ثم يعتقد ما لا حقيقة له

فالأول ما تؤديه القوة الحيوانية من الزكوة للقلب وكذلك تؤدي القوة النامية زكاتها للقوة حتى تنمو أعمالها تزكو فتكون الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة إلى سبعين ألف إلى أن يتصف

Metin Kutusu: 1437
Metin Kutusu: سورة القصص، 83

 

Metin Kutusu: 1438

روى أبو شيبة الكوفي في المصنفه عن أبي صالح قال لما قدم أهل اليمن في زمان أبي بكر فسمعوا القرآن جعلوا

يبكون فقال أبو بكر هكذا كنا ثم قست القلوب. راجع: المصنف في الأحاديث والآثار، أبو بكر عبد االله بن محمد بن أبي شيبة الكوف، بتحقيق: كمال يوسف الحوت

1439 سورة النمل، 88

1440 سورة الفرقان، 44

أنها بغير حساب ثم ينمو العمل مترقيا من وصف البشرية إلى وصف الملكية إلى أفق أخلاق الربوبية وهنالك تتقدس الأوصاف والأخلاق وتظهر مواريث تزكية الجوارح والأعضاء

وإذا تركت الجوارح والقوى كان العبد في حضور دائم فلا يحتاج معه إلى خلوة يستعين بها على كف جوارحه عن الفضول حتى إذا خرج من خلوته عادت جوارحه إلى ما هو الغالب عليها من عاداتها فمثله مثل من سقى ما على وجه الأرض من النبات المزاحم الزرع أو الشجر في جذب الرطوبة الأرضية فلا يفيده ذلك عند من عرف لبقاء الأصول التي لم يفعلها من أصلها قال صلى الله عليه وسلم: " لو لا زيادة في حديثكم وتمريغ في قلوبكم لرأيتم ما أرى ولسمعتم ما أسمع[1557]" فنبه عليه السلام على تزكية الأعضاء وما يحجب به من تصرفها في الفضول

ألا ترى أنه لم يرد الشرع قط بترك الجماعة ولما عين الشارع الاعتكاف غير موطنه في مسجد الجماعة لعلمه صلى الله عليه وسلم أن الخلوة لا حقيقة لها ولا يصح حكمها أصلا

وقد قال بعض المحققين رضي الله عنهم : لا خلوة في الوجود لأنه لا بد من شاهد ومشهود ,في خلوة الأسرار جلوة الحاد[1558] وفي خلوة الأستباح144 جلوة الملازمين من الأرواح لا بد لك من مكان تعمره فهو يئصرك[1559] وإن كنت لا تنصره[1560] الخلوة إضافة ونسب ولا بد فيها من جلوة سبب أمن1446 الخلوة والوجوه سافرة ولا عين1447 ناظره1448 ،1449 الناس سفر و إن

أقاموا، ومقيمون وإن هاموا، فالمسافر وحده شيطان والمسافر مع القرين شيطانان والمسافر مع القرين والملك والثلاثة تركب1450 وانتقل من مقام البعد إلى مقام القرب فما كل خلوة مشهودة ، وفي الظاهر موجودة يكون محمودة1451،[ ولا كل جلوة تكون محمودة معدومة كانت او موجودة]1452

فالخلوة جلوة1453 مع الحق فى مقعد الصدق1454 ، أين يذهب العبيد ممن هو أقرب145 من حبل الوريد، والخلوة به لا عنه فله في كل شيء كنه،

فالخلوة المطلقة لا تصح ومن ادعاها فما أسرع ما يفتضح " ألم يعلم بأن الله يرى[1561]" فأين الخلوة "فانظر ماذا ترى[1562]". لولا طلب الجلوة ما شرع أحد في اتحاذ الخلوة، الخلوة أرضها معددة[1563] وأحوالها مقيدة والخلوة[1564] ملطوبة لذاتها مشهودة في سماتها[1565].

1448 (فب): " ناظرة"

1449 (فب):+ "مسافرة "

(فالمسافر وحده شيطان والمسافر مع القرين شيطانان والمسافر مع القرين والملك والثلاثة تركب) هذه العبارة في الفتوحات هكذا: "و إن سافرت مع القرين فأنتما شيطانان و إن سافرت مع القرين و الملك فما للشيطان عليك سلطان الثلاثة ركب"

1451 ( فب):ـ "وفي الظاهر موجودة يكون محمودة"

1452 (فب): 342 ،VI

( فب):+ "الخلوة بالخاء المعجمة جلوة بالجيم مع الحق"

Metin Kutusu: 1454
Metin Kutusu: سورة القمر ، 55
Metin Kutusu: 1455
Metin Kutusu: سورة ق ، 16

وقال رضي الله عنه[1566] والكشف يمنع من الخلوة وإن كان فيها فان الحجاب لها فإذا كوشف علم أنه لم يكن في خلوة فاتخاذ الخلوة المعهودة دليل على جهل متخذها، فإنه عند الكشف يعرف جهله. فكل من جهل أنه جهل فهو صاحب جهلين1462 والذين علموا أن الظاهر من كونه ظاهرا في أعيان العالم وما ثم سواه فهو في خلوة في نفسه إذا لم ينظر إلى من ظهر فيه فأورثه الملأ والجلوة، فلا تصح له الخلوة من هذا الوجه

فمن الناس من يرجح صاحب الخلوة، ومن الناس من يرجح نقيضه وهي الجلوة1463 فمن أسمائه الأول والآخر والظاهر والباطن146٩ فالإسمان[1567] الباطن والأول يطلبان الخلوة، والإسمان[1568] الظاهر والآخر[1569] يطلبان تركها وهي الجلوة، والإنسان[1570] لأي اسم غلب عليه[1571] ولا مفاضلة[1572] ومآل الخلق إلى المقلوب من المآل، و هو" الملأ". فالخلوة دنياوية، والملأ أخراوية، والآخرة خير وأبقى147

(في معرفة الخلوة

وقد ذكر هذا المحقق العارف في إثبات رتبة الخلوة في نفس الأمر من حيث ترتيب الحقائق الإلهية وهي[1573] :

خلوت ممن147 أهوي فلم يك غيرنا * ولو كان غيري لم يصح وجودها:

إذا أحكمت نفسي شروط انفرادها: فإن نفوس الخلق طرا عبيدها ( ب 218 )

ولولم يكن في نفسهاغيرنفسها: لجادت بهاجودا على من يجيدها:

نرجع إلى الكلام قال المصنف:

اعلم وفقك الله1474 أن الخلوة أصلها في الشرع "من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه"1475، 1476 وأصل الخلوة من الخلا[1574] الذي وجد فيه العالم

فمن خلى ولم يجدفماخلا فهي طريق حكمهاحكم المبلاة147

وقال عليه السلام : ١١ كان الله ولا شيء معه" وسئل عليه السلام : أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟" قال: كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء1479 ثم خلق الخلق وقضى القضية 148 وهو كل يوم هو في شأن1481، 1482ثم يعمر المنازل بأهلها إلى الأبد

فالخلوة أعلى المقامات وهو المنزل الذي يعمره الإنسان ويملؤه بذاته فلا يسع معه غيره فتلك الخلوة ونسبتها إليه ونسبته إليها نسبة الحق إلى قلب العبد الذي وسعه ولا يدخله حتى لا يكون 1483 فيه غير[1575] فيكون خاليا من الأكوان كلها فيظهر فيه بذاته ونسبة القلب إلى الحق أن يكون على صورته فلا يسع فيه سواه،

وأصل الخلوة في العالم الفلا[1576] الذي ملأه العالم فأول شيء ملأه " الهباء" وهو جوهر مظلم ملأ ١١ الخلاء" به[1577] ثم تجلى له الحق من اسمه[1578] النور فانصبغ به ذلك الجوهر وزال عنه حكم الظلمة وهو العدم فاتصف بالوجود فظهر لنفسه بذلك النور المنصبغ به وكان ظهوره به على صورة الإنسان وبهذا يسميه[1579] أهل الله "الإنسان الكبير" وتسمى مختصره

Metin Kutusu: 14791478 (ف): "البلا"

روى ابن حنبل في مسنده بلفظ: "عن أبي رزين العقيلي انه قال : يا رسول االله أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق

السماوات والأرض قال في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء ثم خلق عرشه على الماء" انظر: مسند، أحمد بن حنبل،

برقم: 16245

(ف):+ " وفرغ من أشياء"

Metin Kutusu: 1481
Metin Kutusu: سورة الرحمان ، 29
Metin Kutusu: ،

 

(ف):+ "و سيفرغ من أشياء"

Metin Kutusu: 1483
Metin Kutusu: (ف):- "حتى لا يكون"

 


 

"الإنسان الصغير" لأنه موجود أودع الله فيه حقائق العالم الكبير كلها فخرج على صورة العالم مع صغر جرمه والعالم على صورة الحق فالإنسان على صورة الحق وهو قوله عليه السلام : ٢١ إن الله خلق آدم على صورته148"

1490 ثم انفتحت في العالم صور الأشكال من الأفلاك والعناصر والمولدات فكان الإنسان آخر مولود في العالم أوجده الله جامعاً لحقائق العالم كله ليجعله[1580] خليفة[1581] فأعطاه قوة كل صورة موجودة في العالم

فذلك الجوهر الهبائي المنصبغ بالنور[1582] " البسيط" وظهور صور العالم فيه هو " الوسيط" والإنسان الكامل هو ١١ الوجيز" قال الله تعالى : " سنريهم آياتئا في الآفاق وفي أنفسهم" ليعلموا أن الإنسان عالم وجيز من العالم فيه1494 الآيات التي في العالم،

Metin Kutusu: 1494 (ف
Metin Kutusu: يحوى على
Metin Kutusu: 1495
Metin Kutusu: 53
Metin Kutusu: ، Metin Kutusu: سورة الفصلت

فأول ما يكشف لصاحب الخلوة آيات العالم قبل آيات نفسه لأن العالم قبله كما قال تعالى : " سنريهم آياتئا في الآفاق1495" ثم بعد هذا يريه الآيات التي أبصرها في العالم في نفسه فلو رآها أولا في نفسه ثم رآها في العالم فرجع1496 ربما يخيل أن نفسه رأى في العالم فرفع الله عنه هذا الأشكال بأن قدم له رؤية الآيات في العالم كالذي وقع في الوجود فإنه أقدم من الإنسان

 

1496 (ف):- " فرجع "

وكيف لا يكون أقدم وهو أبوه؟ فان بانت1497 له رؤية تلك الأيات التي في الآفاق وفي نفسه أنه الحق لا غيره وتبين له ذلك

فالآيات هي الدلالات له على أنه الحق الظاهر في مظاهر أعيان العالم فلا يطلب على أمرآخرصاحب هذه الخلوة فإنه ماثم جملة واحدة ولهذاتمم تعالى في التعريف فقال : " أو لم يكف بربك أنه على كل شيء - من أعيان العالم - شهيد[1583]" على التجلي فيه والظهور وليس في قوة العالم أن يدفع عن نفسه هذا الظاهر فيه ولا أن لا يكون مظهراوهو المعبر عنه بالإمكان فلو لم تكن حقيقة العالم الإمكان لما قبل النور وهو ظهور الحق فيه الذي تبين له بالآيات ثم تمم وقال: " إنه بكل شيء -من العالم- محيط[1584]". والإحاطة بالشيء تستر ذلك الشيء فيكون الظاهر المحيط لا ذلك الشيء فإن الإحاطة به تمنع من ظهوره فصار ذلك الشيء وهو العالم في المحيط كالروح للجسم والمحيط كالجسم للروح الواحد شهادة وهو المحيط الظاهر والآخر غيبا وهو المستور بهذه الإحاطة وهو عين العالم

ولما كان الحكم للموصوف بالغيب في الظاهر الذي هو الشهادة وكانت أعيان شيئيات العالم على استعدادات[1585] أنفسها حكمت على الظاهر فيها بما تعطيه حقائقها فظهرت صورها في المحيط وهو الحق فقيل عرش وكرسي وأفلاك وأملاك وعناصر ومولدات وأحوال تعرض وما ثم إلا الله! فالحق من كونه محيطا كبيت الخلوة لصاحب الخلوة فيطلب[1586] صاحب الخلوة فلا يوجد فإن البيت يحجبه فلا يعرف منه الا مكانه ومكانه يدل على مكانته

فقد علمتك[1587] مرتبة الخلوة التي نريد في هذا الكتاب لا الخلوة المعهودة عند أصحاب الخلوات ودرجاتها ألف وسبعة وستون درجة فظهر في الدرجات صورة الوترية وإذا لم يعمر ٢١

الخلاء" إلا العالم فهو في خلوة150 بنفسه هذا أصله ثم[1588] لما1705 انصبغ بالنور كان في خلوة بربه وبقي في تلك الخلوة إلى الأبدلا يتقيد بالزمان لا بالأربعين)15 ولا بغير ذلك

فالعارف إذا عرف ما ذكرناه عرف أنه في خلوة ربه[1589] لا نفسه150 ومع ربه لا مع نفسه فيرى من حيث أثره في المحيط به بالصور التي ظهر بها ١١ المحيط"، نفسه بنفسه ومن حيث تعدد أعيانه رأى منه به وكانت كل عين مغايرة لصاحبتها ولذلك اختلفت صور العالم وإن كان واحداً كما اختلفت صورة الإنسان في نفسه وإن كان الإنسان ( أ 219) واحداً فيده ما هي رجله ورأسه ما هو صدره[1590] وعقله ما هو فكره ولا خياله فهو متنوع متعدد العين بالصور المحسوسة والمعنوية ومع هذا يقال فيه ٢٢ إنه واحد" ويصدق ويقال فيه كثير ويصدق،

فمن حدث أحديته يقول[1591] رأى نفسه بنفسه، ومن حدث كثرته يقول[1592] رأى بعضه بعضه فتكلم بلسانه وبطش بيده وسعى برجله[1593] ونظر بعينه وتخيل بخياله[1594] فهذا كثير وما ثم إلا هو!

فمن حصل له هذا العلم كما قررناه كان صاحب خلوة، ومن حرمه فليس بصاحب خلوة فقد تبين لك أن الحق العالم1514 والعالم بالحق فهويته عين المجموع كما أن المجموع هو الإنسان بعينه[1595] وشهادته ونطقه وحيوانيته فهو واحد في الكثرة وكثير في الأحدية

فالخلوة من المقامات المستصحبة دنيا وأخرى[1596] إلى الأبد من حصلت له لا تزول فإنه لا أثر بعد عين،

وأما الخلوة المعروفة المعهودة فليست مقاما ولا تصح إلا لمحجوب، وأما أهل الكشف فلا يصح[1597] لهم خلوة أبدا فإنهم يشاهدون الأرواح العلوية والأرواح النارية ويرون الكائنات ناطقة أكوان ذاته وأكوان بيت خلوته فهو في ملإ كما[1598] في نفس الأمر فإذا أخذ الله عن بصره هذه المدركات وفصل بين الحيوان والجماد والملائكة وعالم الصمت من عالم الكلام وعالم السكون من عالم الحركات ويحب أن يخلو بربه حتى لا يشغله عنه نطق كون ولا حركة كون

فمنهم من يطلب الخلوة لمزيد علم بالله من الله لا من نظره وفكره وهذا أتم المقاصد فإنه مأمور بذلك والعمل على الأمر الإلهي هو غاية كمال العمل والله يقول لنبيه[1599] : ١١ وقل رب زدني علماً" [1600]

فمن يحدث152 في خلوته في نفسه مع كون من الأكوان فما هو1522 خلوة

Metin Kutusu: 1514
Metin Kutusu: (ف): "بالعالم"

 

Metin Kutusu: 1522
Metin Kutusu: (ف): +" في"

وقال بعضهم لصاحب خلوة: "اذكرني عند ربك في خلوتك!"، فقال له: إذا ذكرتك فلست معه في خلوة، ومن هنا يعرف[1601] قوله : أنا جليس من ذكرني[1602] فإنه لا يذكره حتى يحضر المذكور في نفسه إن كان المذكور ذا صورة[1603] أحضره في خياله، وإن كان من غير عالم الصور أحضرته[1604] القوة الذاكرة فإنها[1605] [1606]تضبط المعاني، و 1529 المتخيلة تضبط المثل التي أعطتها الحواس أو ما ركبت[1607] القوة المصورة من الأشكال الغريبة التي استفادت جزئياتها من الحس[1608] فمن شرط الخلوة في هذا الطريق " الذكر النفسي"، لا الذكر اللفظي فأول " الذكر الخيالى" وهو تصور لفظة الذكر من كونه مركبا من حروف رقمية أو لفظية يمسكها الخيال سمعاً و[1609] رؤية فيذكر بها من غير أن يرتقي إلى الذكر المعنوي الذي لا صورة له وهو ذكر القلب ومن الذكر القلبي ينقدح له المطلوب والزيادة من العلوم وبذلك العلم الذي انقدح له يعرف ما المراد بصور المثل إذا أقيمت له وأنشأها الحس في خياله في نوم ويقظة وغيبة وفناء فيعلم ما رأى وهو علم التعبير للرؤيا

ومنهم من يأخذ الخلوة لصفاء الفكر ليكون صحيح النظر فيما يطلبه من العلم وهذا لا يكون إلا للذين يأخذون العلم من أفكارهم فهم يتخذون الخلوات لتصحيح ما يطلبونه إذا ظهر لهم

بالموازين المنطقية وهو ميزان لطيف أدنى هوى حسه يحركه[1610] عن الاستقامة فيتخذون الخلوات ويسدون منافس مجاري الأهواء كيلا تؤثر في الميزان حركة تفسد عليهم صحة المطلوب

ومثل هذه الخلوة لا يدخلها أهل الله وإنما لهم الخلوة بالذكر ليس للفكر عليهم سلطان ولا له فيهم أثر وأي صاحب خلوة استنكحه الفكر في خلوته فليخرج! ويعلم أنه لا يراد لها ويعلم أنه ليس من أهل العلم الإلهي الصحيح إذ لو أراده الله لعلم الفيض الإلهي لحال بينه وبين الغكرة[1611]،

ومنهم من يأخذ الخلوة لما غلب عليه من وحشة الأنس بالخلق فيجد انقباضاً في نفسه برؤية الخلق حتى أهل بيته حتى انه ليجد وحشة الحركة فيطلب السكون فيؤديه ذلك إلى اتحاذ الخلوة

ومنهم من يتخذ الخلوة لاستجلاء[1612] ما يجد فيها من الالتذاذ وهذه كلها أمور معلومة لا تعطي مقاماً ولا رتبة

وصاحب الخلوة لا ينتظر واردأ ولا صورة ولا شهوداً وإنما يطلب علما بربه ووقتا يعطيه ذلك في مادة ويعلم العلم بمدلول تلك المادة

والخلوة لها غير الدعوى وصاحبها مسبول[1613] لها الحجاب الأقرب هي نسبة ما هي مقام أعني الخلوة المعهودة عند القوم لا الخلوة التي هي مقام التي ذكرناها في أول الباب وهذه وإن لم يكن[1614] مقاماً فإنها تحصل لصاحبها بالذكر مقامات لها الإحاطة بالملك والملكوت والجبروت عند العارفين والملامية من الأدباء أرباب المواقف

وأما أهل الوصال والأنس من العارفين والملامية فلا يرون لها في الملكوت دخولا وإنها مخصوصة بعالم الجبروت والملك لا غير إلا أنها[1615] تقرب[1616] من عالم 154 الملكوت حتى لا يبقى!154 بينها وبينه إلا درجات[1617] [1618]

(في الذكر ]

وقد انتهى ما قصدته من كلام الشيخ المحقق في رتبة الخلوة التي هي مقاماً في عالم الحقائق تحقق بها العارفون بالله في سائر أحوالهم خلوة وجلوة وجمعاً وتفرقة ودنيا وآخرة

في الخلوة المعهودة ( ب 219) التي هي مدرك العموم ومحل دعواهم

والخلوة المشروعة هي الاعتكاف إذ العمل من الأمر الإلهي هو غاية العمل وهذه الخلوة المحدثة هي بدعة حسنة ورهبانية ابتدعوها[1619] فمن رعاها منهم حق رعايتها أوتي أجره وكثير منهم خارجون عن حق رعايتها

وأما تعبده صلى الله عليه وسلم في غار حراء فذلك كان قبل البعث وليس في ذلك حجة ولا في زمن اقتداء وكان حقيقة ذلك الانعزال لوجود الأضداد وانظر إلى مراتب الأسماء تجد الإسم

الجامع هو الإمام، قال الله تعالى : " قل ادعوا اش أو ادعوا الرحمن أيا عا تدعو فله الأسماء الحطى[1620]"

فتميزت من بينهما بحكم الإحاطة والإمامة فلا خلوة ولا يستجلى حكم هذه المرتبة التي للإسم الله أو الرحمن إلا أن يكون إماما أو مأموما فيكون مغيضا بحكمها أو مغاضا عليك فأين الخلوة وانظر إلى ترجيح وجود الممكنات يظهر لك وهن الخلوات وقوة الجلوات فأنت في الخلوة عدم وفي الخلوة[1621] علم،

وانظر إلى استحالة وجود جوهر بغير عرض فلا يصح له خلوة يخلو فيها عن حركة أو سكون وانظر إلى اللطائف الإنسانية والأرواح الملكية كيف ارتبطت بالأجساد والمواد ولا يصح انفراد الزوج عن مادة تظهر فيها ويديرها وكذلك الحروف والمعاني فأين حقيقة الخلوة الحقيقية وإنما هي خلوة نسبية فتحقق والذي يظهر على أصحاب الخلوات فهو نتائج الأذكار لكن لما لم يساعدهم جوارحهم في ترك الفضول جنبوها عن الإباق؟ من حضرة الجمعية

ولو تركت الجوارح وظهرت كشف في الجلوة ألا تراه عليه السلام كيف كوشف في صلاته بالجنة والنار في عرض الحائط حتى هم أن يأخذ من الجنة قطفا من عنب[1622] كما جاء فلم يتوقف ذلك على خلوة فإن قلت : إن ذلك من خصائص النبوة فانظر إلى كشف عمر رضي الله عنه لسارية وهو يخطب على منبره حتى رآه في نهاوند وناداه يا سارية الجبل يا سارية الجبل 154 وكان الربيع بن خثيم رحمه الله تسلم عليه الملائكة حتى اكتوى بالنار لذا عرض له فحجبوا عنه وتكفي الإشارة العامة من قوله عليه السلام : "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله1549" فالشأن كله في الذكر

-   وطهارة المحل

-   وقصره إلى الله تعالى

-   وصحة توجهه للذي فطر السموات والأرض

قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله في جميع أحيانها55 وختم الله تعالى مقامات الصلاح بالذكر في قوله تعالى: " إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات إلى قوله تعالى والذاكرين الله كثيراً والذاكرات[1623]". ونصح سبحانه عباده المؤمنين فقال: " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيرا[1624] هو الذي يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور [1625]" مع قوله : "ولذكر الله أكبر لو كانوا يعلمون[1626]" وقوله تعالى: "قل الله ثم ذرهم[1627]" وقوله عليه السلام : " لا تقوم الساعة وعلى الأرض من يقول الله الله[1628]" ، وقوله تعالى : " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا[1629] " وقوله : " فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً[1630] " ومن ها هنا رجح من رجح ذكر الله كما رجح الآخرون هو الإشارة من سورة المزمل في ذكر لا إله إلا الله من قوله تعالى: " واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا رب

المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا واصبر[1631]" ، وقوله عليه السلام: " أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله1560"

ولا يعلم بفتحه ما يعطيه كل ذكر من الأذكار للمقربين إلا جهابذة المحققين الوارثون لجوامع الكلم وصدق القدم وسأذكر ما ذكره بعض الأئمة المحققين في نتيجة هذين الذكرين ليظهر الفرق بين التسبيحتين لمن له فرقات تصحبه في حصره قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن[1632] ، وإنما ظهرت العناية بالذكر وبيان مراتبه لكون الذكر

هو قطب هذا الفص الإدريسي لما جاء من لزوم إدريس عليه السلام للذكر بحيث كانت صحيفة عليه ونورها سببا لتوال الملك لربه عن إدريس و سببا لمخاللة الملك له كما جاء في قصة عند أهل الظاهر

وما يعقلها إلا العالمون وذلك أن الذكر يقوي أحكام الملكية في العبد على أحكام البشرية كما أن الغفلة يقوي أحكام الحيوانية على أحكام الروحانية والذكر عند الملائكة قال تعالى في وصف الملائكة: " يسبحون الليل والنهار لا يفترون[1633]"

وأهل الذكر من البشر الذين قلوبهم عرشية وأجسادهم قرشية وهم عمار الملأ الأعلى ولهم ما هو أشرف من ذلك وأعلى وهو مجالسة المذكور بكله أو ببعضه فتنبه لهذه اللطيفة وذلك أن الحق سبحانه يقول: " أنا جليس من ذكرني"[1634] وهو أصدق القائلين فإن كان الذاكر مجموع الهمة في ذكره حاضراً مع المذكور كان الحق جليسه يوصف نعم الذاكرين في عوالمه كلها عالم الملك وعالم الملكوت وعالم الجبروت

عوالم مرتبة ونسختهافي العالم عالم الحس وهو العالم الملك، وعالم الملكوت وهو العالم المعنى عند أبي طالب المكي رحمه الله ومن قال بقوله، وعالم الجبروت يضاهيه من العبد قوته البرزخية لأن الجبروت عند أبي طالب هو عالم البرزخ وأما اصطلاح هذا المحقق الذي نحن في نشر كلامه فإن الجبروت عنده (أ 220) لعالم البرزخ وذلك لحقائق وأسرار تظهر مع أهلها الطالبين إقامة موازين الحقائق ومعرفة المناسبات وفتح العبارات حتى قال الصحابي " ورسولك الذي أرسلت" فقال له عليه السلام: " ونبيك الذي أرسلت" كما كان لقبه1564 أولا

فالذاكرون الله كثيراً هم الذين سرى روح الذكر إلى أقطار وجودهم فرأوا سعة وجودهم المضاهي للعالم وتأهلوا بذلك للإسراء الروحاني إلى الوجود النوراني وركبوا براق الذكر ورأوا من آيات ربهم الكبرى وتزوجت ذرات وجودهم الحسي لما فاض عليها من قوة وصف الروح على وصف الجسد فيكون الحكم للغالب

ثقلت رجاجات ا نما (؟) فزعاً حتى إذا ملئت بصرف الراج *

خفت فكادت أن تطير بما حوت وكذا الحسوم تخف بالأرواج*

وتنشو أحكام الروحية في الذاكرين حتى تظهر لهم الأحوال الغريبة والمنازلات العجيبة التي تبهر عقول من لم يكاشفوا لحقائق وجودهم ولم يؤهلوا إلا يظهر لهم قدره معبودهم ولما أشهد الله تعالى بواطن الذاكرين قدرته وأراهم آياته في الآفاق الخارجة عنهم وفي أنفسهم وتبين لهم بذلك كله أنه الحق وأعطاهم الفرقان بعد ما حققهم بالقرآن حتى علموا حكم الجمع وحكم الفرق أراد منهم سبحانه الاتساع المحمدي المخصوص به أولياء الأمة المحمدية المقول فيهم "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل" أن يروا وجه الحق في كل شيء وأن يكملوا مراتب الاقتداء بجميع الأنبياء لكن من أفق خاتم النبيين وإمام المرسلين ومع ذلك أنزل عليه في حقهم " أولئك الذين هدى الله فبهداهم

ولذلك أسراراً غامضة أشهدني الله منها نفاسا مسكرة وهبها من عين المنة فلله الحمد كما هو أهله وسأنبه على ذلك بإشارة لطيفة قال صلى الله عليه وسلم:"من سن سنة حسنة فله اجرمن

1564 ولعل الصحيح: "لَقَّنه"

1565 سورة اللأنعام، 90

عمل بها الي يوم القدامة"[1635] وقد تسن السنة الحسنة من لا يوصل بها إلى أعلا مراتبه فإذا عمل بتلك السنة ممكن برفع ذلك العمل إلى أعلا [1636] مراتبه كمل الله تعالى درجة المتقدم بالمتأخرين من كونه قد كتب الله له أجر من عمل بسنته واقتدى بهديه فتفطن

وانظر إلى سعة فضل الله وحكمته ومنته لقوله : " ماكان محدأباأحدمن رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين"[1637] وقوله عليه السلام: " بعثت لأتمم مكارم الأخلاق[1638]" وإذا تممها تم بها من تخلق بها ثم لشرح تتمتها أسرار لا أجيز إذاعتها إلا لأهلها والمقصود من هذا التمهيد أن الأولياء المكملين الإرث يقتدون باقتداء نبيهم للأمر في اقتدائه الأعم بهدي الأنبياء عليه السلام ليحيى في نسخة وجودهم رقائق الأنبياء عليه السلام لسعة الرزق المحمدي فاعتبرها،

ولاقصة[1639] إدريس وسلوكه في بداية أمره دوام الذكر حتى كانت خياطته سبحته بحيث يفتق منها ما كان أخاطه بغير ذكر فاعتبروا ذلك بإتقان ما تنظمه أنفاسهم ويجمع بعضه إلى بعض من عمل خاص حتى يقوم من ذلك هيبة روحانية هي لباس النفس وحلية يتحلى بها في الدار الآخرة حيث كانت قال تعالى: " ولباس التقوى ذلك خير"[1640] وقال تعالى : " إليه يصعد الك لم الطيب والعمل الصالح يرفعه"[1641]

ولا يوصف العمل الذي هو عرض من الأعراض بالرفع ما لم يلبس الله ذلك العمل هيبة تشبه بها في تلك الهيبة المتحدة التي تصدق عليها أنها ترفع إلى أعلى عليين أو تترك إلى سفل سافلين

فالأعمال حروف قامت بها معان هي أرواح لها فمتى خرج منهم نفس أو أنفاس خالية عن ذكر الله تعالى عادوا إليها باليقظة وفتقوا ما كان التام من تلك الأنفاس من نشأة طبيعية مناسبة لذلك الوصف الطبيعي ثم استدركوا التيام الأنفاس على نظام الحضور والمراقبة فيستند ذلك الخلل الذي أفسد العمل ويصلح بإصلاح الخلل فإذا أحاطت المراقبة بالقلب وشمله الحضور فقد كمل لبس القلب وتمت حلة النور وهو لباس التقوى الذي هو خير فيتزين بها القلب في مسجد العبودية قال تعالى : " خذوا زينتكم عند كل بسجد"[1642].

وأبا مخاللة الملك لإدريس عليه السلام المذكورة في قصة الظاهر

فاعتبارها مخاللة القوة الملكية وتكميلها في وجودهم بملازمة الذكر الذي هو وصف الملائكة وغداءهم وللذاكرين تفاوت في تربية هذه القوة الملكية حتى تنمو في وجودهم كنمو النبات ثم تتحرك حركة إرادية كحركة الحيوان ثم ينطق كنطق لإنسان تطقا سمع بالآذان وعني عن غرائب البيان ثم يقوى ذلك حتى تظهر في الخارج على وصف مخصوص عند ظهور الأحوال عليهم ويكون ما ظهر من هذه القوة في باب الاعتبار مضاهيا للتراق فيحصل سريان روحاني في ملكوت السماوات والأرض وقد يقوى حكمها على أرباب المواجيد الحادة حتى يحمل الذاكر طوعا وكرها إلى آفاق بعيدة بأنواع من الحمل الحسي أو المعنوي وأحل وجوه المشي على (ب 220) الهوى بهذا الطريق

عندما يقوى وصف الروح على وصف الجسد فيحكم عليه بالقوة القهرية الحاكمة على حرم الحجر حتى حملته إلى أفق العلو الذي هو ضد طبيعة الحجر الطالبة للهبوط وله وجوه أخرى يعرفها العارفون بالآيات والقدرة المتفنن للسلوك على أيدي الأكابر من شيوخ التربية العارفين بالأحوال والمقامات ولا يجوز كشف هذه الأسرار معلنة إلا لأهلها عند حاجتهم إليها لا في كل وقت فما ظنك بغير أهلها

ورأيت جماعة في زماننا هذا لزموا الخلوات وعانو على الأذكار على قاعدة الاختيار منهم لها ابتداء من غير تتليهم الأكابر بالأمر بها ليكون دخولهم إليها شيء على أساس عدم الإختيار وترك الهوى ففاتهم في ذلك أكثر مما حصل لهم

وقصد المشائخ ممن أخلوه أن يعرفو مقدار استعداده فإذا عرفوا ذلك أخرجوه وسلكوه مسلكاً خاصاً يكمل لديه أدبه وسلوكه من طريق لا يورثه عزة ولا يورثه سفوفاً على أبناء جنسه إذ في تلقي الواردات من الأرواح العلوية عزة شرفها النفوس من حيث لا يشعر السالك فيورثه ذلك عزة في نفسه وسفوفا على غيره خصوص من لم يره سلك مسلكه في كشف الملكوت وتجلي الروحانيات في باطنه وما علم ما فاته من ذلك من حكمة العارفين الذين حموا طباع المريد عن مواطن الرعونات إلى حيث يأنسوا منهم استعداداً حاكماً على الخلوات أمناً من آفاتها

ثم يكونوا على بصيرة من العاقبة في سلامة عقل المريد ومزاجه في تلك الخلوة ومتى لم يكن الأمر كذلك كانت الدية على العاقلة وكان جرم الشيخ أعظم من جرم من قتل تفسا بغير حق ولو قدر بإسلامه المريد من الهلاك الذي يدركه أوائل العقول كاثاف1574 وغيره فكيف له بالآفات المهلكة لاستقامته وهي آفة الدعوى والشطح والسفوف الذي يرى به نفسه ويستصغر به جنسه وهذا كان بمعاونة من أحلاه575 فهو شريكه في النقيصة ومسؤول عنه عند “ديان” يوم الدين وقد قال تعالى : " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"1576

فالكمل من الأشياخ يعطوا المريد ما تعطيه الأرواح العلوية وزيادة من وجه يظهر معه عبودية المريد لكونه أخذ تلك الفائدة من عند مثله فيكسر بذلك سورة الوارد العلوي لانصباغه بأثر المحل الذي ظهر منه ونتيجة الفائدة من حيث عينها نتيجة واحدة وإذا حصل فيها تفاوت فالتفاوت لا يرجع إلى عين الفائدة بل يعطى حكماً آخر تلتذ به النفوس كالبرودة في الماء والتجوز له الباعث على مريد طبيعته وأما ما يطلبه خاصة شرب الماء من الري فهو حاصل لكل من شرب الماء العذب فتنبه لذلك تنتفع به جداً.

ولما سمع أهل الخلوات للناطق في وجودهم ظنوا أن ذلك هو الغاية لما انخرقت لهم هذه العادة العرضية في بواطنهم وأفاضوا ذلك إلى نطق القلب ولم يفرق القوم بين النطق والناطق وبينهما بون بعيد يمنع الأدب من تفصيله رحمة بالمتشبهين كيلا يسلموها مجاناً فيكون ذلك لهم عوناً

Metin Kutusu: 1574
Metin Kutusu: والصحيح: "كثاف"

 

1576


سورة الماءدة، 2


 

على الإثم والعدوان المنهي عنه شرعاً على أنه لو وصف لهم ذلك لأحاطوا بالوصف لا بالموصوف

واعلم أنه إذا استفشت قوى الأذكار في بواطن الذاكرين انكشف نتائج الأعمال لإدراك العاملين فذلك هو أول داع دعى القوم من موطن العموم إلى مرتبة الخصوص عندما تخترق لهم العادة في نفوسهم وترد عليهم الواردات الغريبة فيتعين حينئذ على المورود عليه أن يلزم وارده الروحاني الذي ورد من حضرة الملكوت وقد ندب الشرع إلى إكرام الضيف وحسن قراه ولهذا الوارد ترك خاص ومعاملة خاصة لا يعرفها العارفون بالله، أسرار الإلهية والمورود عليه؛ تلك الأسرار هي المسمى بالمريد أو بالسالك مثلا أو بالتلميذ ومثل هذا هو الذي تعين عليه طلب شيخ عارف بتربية هذه الأسرار

والعارف بتربيتها هو المسمى بالشيخ أو بالأستاذ أو بالعارف وهؤلاء المميزون بهذه الأوصاف الخاصة هم أصحاب العلم اللدني المقصودون بميراث من باطن الرسول صلى الله عليه وسلم المتجلي بالأوصاف الذاتية التي هي أوصاف العبودية كالحضور والمراقبة والمشاهدة والاشتياق والمحبة والخشوع والمغرم بأحكام الأسماء الإلهية وما يقتضيه حكم كل اسم منها في وقت ونفس مما يقابل به القلب للشؤون الإلهية قال تعالى :" كل يوم هو في شأن"1577 واليوم ها هنا عبارة عن الزمن الفرد

وإنما قلنا أن هذه هي الأوصاف الذاتية لأنها ( أ221) فروض الأعيان على كل عين من أعيان عباد الله الصالحين بجلاله العابدين له لما يقتضيه حقه سبحانه وجلالة قدره وهم السابقون الذين سبقوا بهذا التوجه الخاص ما يتعلق به غيرهم من رجاء ثواب وخوف عقاب وهؤلاء هم الذين فتحت لهم أبواب السماء وفتحت لهم طاقة إلى الجنات العليات فرأوا فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشرمن كونه بشرا

وأما غير هؤلاء من العلماء بالعلوم الرسمية فأهلها أحق بإفادتها والتقدمة فيها وبالقصد إليهم في استفادتها إذ لكل علم أبطال ولكل عمل رجال قال تعالى : " وأتوا البيوت من أبوابها"1578

Metin Kutusu: 1577
Metin Kutusu: سورة الرحمن، 29
Metin Kutusu: 1578
Metin Kutusu: سورة البقرة، 189

وهؤلاء هم وارثي57 ظاهر الرسول صلى الله عليه وسلم المتجلي بأوصاف التعليم وهي أوصاف يقصد بها مراعاة محل المتأسي بها من الضعيف والقوي فلا بد أن يراعى فيها العموم بالرفق والتيسير بإذن الله تعالى ولطفه ألا تراه عليه السلام كيف أوصل في صومه ونهى عن الوصال وقال :"لست كأحدكم إنى أظل عند ربي يطعمنى ويسفيني[1643]" وكان حاله صلى الله عليه وسلم التوكل حالة دائمة له وكان يأمر الناس بالإكتساب والسبب الذي هو سببه ولم يصدر ذلك منه قط إذ كان التوكل حالته

ولما صلى معاذ رضي الله عنه بوصف باطنه فأطال لما له في ذلك من لذة المناجاة شكى منه الضعفاء فقال عليه السلام: " أفئان أنت يا معاذ[1644] " فندبه أن ينزل من وصفه الذاتي إلى وصف يسير فيه بسير أضعف القوم وقال عليه السلام: "سيروا بسير أضعفكم"

فتميزت مراتب العلم إلى قسمين :

1-    علوم مواهب وهي لوارثي الباطن

2-     وعلم مكاسب

وربما كانت إشارة أبي هريرة رضي الله عنه في الوعائين إلى القوتين القابلتين لهذين العلمين وهو ما رواه البخاري في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائين من العلم فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته لقطع مني هذا البلعوم"[1645] فذلك إشارة إلى العلم المكنون المخزون ولولا ورود هذه الخبر في الصحاح لما سلمه أهل الجدل الذين تضر نار حبهم أنفاس العارفين كما تضر رياح الورد بالجعل

وتؤكد ذلك ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنه حين سئل عن تفسير قوله تعالى : " اس الذي خلق سبع سماوات وعن الأرض عثلهن يتن-زل الأمر بينهن"1583 الآية فقال : لو ذكرت تفسيره لرجمتموني أو لقلتم أني كافر وفي أخرى وكفرتم بتكذيبكم بها[1646]" وتناسب إشارة أبي هريرة وإشارة على رضي الله عنه لما أصبح وتنفس وقال : إن ها هنا لعلوما جمة لو وجدت لها حملة وضرب بيده على إحدى جنبيه دون الأخرى الذي هو في قتاله وعاء أبي هريرة الغير مشوب منه فتطابقت الإشارتان وكانت الإشارة بالعلم الجم الذي لم يجد له حملة إلى جانب الطور الأيمن[1647] وهو المحل القابل لتنزل الأسرار وورود الأنوار

ولا يظن ظان أن إشارة علي وابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم خلت عن حكمه لكونهم لم يوضحوا ما نبهوا عليه بل ينبغي أن يعتقد فيهم أنهم نبهوا أرباب الهمم العلية والفطر المضيئة على الاستعداد لقبول علم الواهب وهذا باب من أبواب التربية على ظهور الغيب لا يحكمه إلا جهابذة العارفين بأبواب تربية القلوب لتلقي نفحات علام الغيوب

فعلوم المكاسب تتشارك فيها العقول وفي قوة كل صحيح الذهن التحصيل لها والقبول على أي عقيدة كان المحصل لها من العقائد المرضية وغير المرضية لا يمنع شيء من ذلك كسبه لعلوم المكاسب وليست كذلك علوم المواهب إذ صحة العقيدة وسلامة القلب من البدع شرط في حصولها قال تعالى : ,٠ واتقوا اش ويعلمكم اش[1648] "

فطريق العلم الكسبي بأنه الحفظ والتكرار وكذا القوة المفكرة مهما أحكمته أودعته في القوة الحافظة وتعاهدها بالتذكار فصاحب العلم الكسبي أبدأ يراقب قواه التي هي خزائن مصالح الأرض وعمارتها برسوم الديانات ولهذا لم تفتح له أبواب السماء رحمة بأهل الأرض إذ لو فتحت له كما فتحت لصاحب العلم الوهبي لانجذب قلبه بأنوار الملكوت وانصرف وجه القلب إلى تلقي واردات الغيب بأذواق الأسرار المهيمنة للأرواح في جمال الحضرة الإلهية وكان يبطل ذلك

Metin Kutusu: 1583
Metin Kutusu: سورة الطلاق، 12


مصالح أهل الأرض وتجهل طرق العدل الإلهي وينسد طرق الحسية المشروعة قال تعالى: " ولكل وجهة هو موليها"1587

وأهل العلم الوهبي طريقهم جلاء المحل وتجريده وإدامة الذكر دون الفكر وقطع العلائق والعوائق وهو اعراضهم عن مراقبة قواهم إلى مراقبة مولاهم فاتحدت همومهم وصارت هماً واحداً قال عليه الصلاة والسلام: " سيروا سبق المغردون، قيل : ومن المفردون ؟ قال : هم قوم وضع الذكر عنهم أوزارهم فوردوا القيامة خغافا1588 " فلما اتحدت همومهم قوي سلطان الأحدية في التوجه فاتصفو بحلية الملائكة المقترنين الذين اتحدت همهم بما خلقو ( ب 221 ) له من الحضور الدائم والذكر اللازم فكان أرباب علوم المكاسب وأرباب علوم المواهب من المتعاونين على البر والتقوى لكون علماء الرسوم قاموا بفروض الكفايات منهم فأعانوا بذلك على الإنفراد بالله تعالى وكانوا هم وإياهم بمنزلة الجسد والروح الذي لا قوام لكل واحد منهما إلا بصاحبه ولكل طائفة منهم علامات تدل اللبيب على وجهة الذي ينبغي له أن يتولاها فلا يكون إذاً من المكلفين ومتى يكلف أحد من المؤهلين لعلم المكاسب للدخول إلى طريق المريدين المجذوبين إلى المواهب الإلهية وتلقي النفحات الربانية من غير أن يدعوه داع من ربه يكون منه على بصيرة من أمره ويتلوه شاهد منه أو يجذبه جاذب من قلبه بإخراق عادة في غيبه أو في الشهادة فهو معين مكلف من أول قدم مجيب لدواعي هواه وإلى ذلك يكون منتهاه وقد كنت علمت في مثل هذه القصة أبياتاً بينه همة من رغب في لبس خرقتهم دون خرقتهم وصحبتهم وفي يده ميزان عقله يزنهم به فإن رأى منهم مراده وإلا أظهر عناده وذكرت فيها بعض ما ينبغي أن يكون عليه سالك طريقهم إذا هم بصحبتهم على الحقيقة فقلت:

إذا العالم الرسمي هم بمسلك * يخص به دون الأنام أولو العزم؟

ورام مقام القفر والقرب والصفاه ومحو هناة النفس والوصف والإسم *

ولم ينس ما قد كان بالأمس عالماً * ويمحو الذي في اللوح من زحمة الرقم؟

Metin Kutusu: 1587
Metin Kutusu: 148 Metin Kutusu: سورة البقرة ،

 

Metin Kutusu: 1588

Metin Kutusu: رواه البيهقي في شعبالإيمان بلفظ سيروا سبق المفردون قيل يا رسول االله و من المفردون ؟ قال : المستهترون

لذكر الله عز و جل يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفاف. انظر: شعب الإيمان، لبيهقي، برقم: 506، ل\ 390

ويصبح ذا شوق ووجد وحرقة؟ وذا كبد مشوية بلظى يرمى

* فلا يطمع الرسمي يوماً بنيلة * إذا هو لم ينفك عن كونه رسمي

ب ويا ليت شعري ما تروم سوى الذي: شرطت علمه أن يحقق بالفهم

* إذا ما عزى علم الفروع لأهله * وولى على علم الكلام ذوي العلم

٨ وما عنده من بعد هذين قسمة* فماذ له عند الشيوخ من القسم

٨ فإن عارف ناداه يوماً بعلمه اللدني جاء النقص إذ ذاك بالكم

٨ وقال موازين العلوم جميعها* تزد الذي قررتموه من الحكم

* فإنها النظار ماذا ترومه إذا خيب ونها رأيك والوهم

* تجنب فما هذا مقامك يا فتى* وأين فتى السليم من جدل الخصم

٨ ودع طرق التجريد للسابق الذي تجرد عن كوني معانيه والجرم

* وكان بلا كون مع الله كالذي به كان قبل الكون في سابق العلم

فمذ قبل استعداده ما ذكرته* سلام عليه فقد تحقق بالسلم*

فصاحب الاستعداد القابل لفيض العلم اللدني يتلقى الواردات الربانية ثم يفيض على قواه الجسمية الروحانية فهو بذا ينطق عن البديهة لا عن الفكر والروية1589 وهذه الطريقة هي المشاهدة بصحة المواريث النبوية لما أعطته من صحة المضاهاة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ عن الله بنفسه وبغيب عن حسه ويأخذه البرحاء فإذا انفصل الوحي وسري عنه أظهر ذلك من غيبه إلى شهادة فتستمد القوى من رئيس وجودها وهو القلب قال تعالى :" نزل به الروح الأمين

Metin Kutusu: 1589
Metin Kutusu: لعله " الرؤية"

على قلبك[1649]" ومن لم يؤهل لهذه الوجه[1650] العلية فإنه يتلقى العلوم الرسمية بقواه الحسية ثم ينقل أنوارها إلى اللطيفة الإنسانية فيكون أخذه عن الموارد الكونية فلطفه[1651] عن الفكر والرؤية وموازينه موازين عقله فأخذه من حجاب الحروف ورسوم الظروف وإذا انتهى ترقى صاحب البراهين العقلية عن إمامه الذي هو العقل وأخذه عنه فيكون فقيراً مستمدا من فقير وأما الوارثون لباطن الرسول صلى الله عليه وسلم فإنهم يأخذون عن الوجه الخاص لشهودهم وجه الحق في كل شيء وقد استدعى هذا الفصل فائدة كتب بها شيخنا وإمامنا أبو عبد الله محمد بن العربي رضي الله عنه إلى من كان تفرد لعلم الكلام في زمانه وبرز في المعقولات وهو فخر الدين محمد بن عمر الرازي وفي ذكرها نصيحة عامة لمن كان قابلا للاستجابة ندعوه الله بها من مواطن المكاسب إلى حضرة المواهب إذ لكل أجل كتاب وهي :

إرسالة الي فخر الدين الرازي

الحمد الله وسلام على عباده الذين اصطفى وعلى وليي في الله تعالى فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي أعلا الله همته ورحمة الله وبركاته.

أما بعد:

فإنانحمدإليك الله الذي لاإله إلاهوقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

"إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه اياه[1652],, وأنا أحبك

والله يقول: " وتواصوا بالحق وتواصوا بالصير[1653]" وقد وفقت على بعض تصاتيقك[1654] وما أيدك الله من القوة المخيلة[1655] وما منحك به[1656] من الفكر الجيد[1657] ومتى ما تغدت1599

النفس من كسب يدها فإنها لاقحد حلاوة الجود والوهب ويكون ممن أكل من تحت رجله والرجل من أكل من فوقه كما قال تعالى :٠٠ ولو أنهم أقاموا التوراة والإئجيل وعا أتزل إليهم من ربهم لأكلوا ض فوقهم وش تحت أرجلهم"1600

ويعلم ولي وفقه الله أن الوراثة الكاملة هي التي تكون من جميع الوجوه لا من بعضها ، والعلماء ورثة الأنبياء ا160 فينبغي للعاقل أن يجتهد في أن يكون وارثا من جميع الوجوه ولا يكون ناقص الهمة وقد علم ولي وفقه الله أن حسن اللطيفة الإنسانية إنما يكون بما يحمله من المعارف الإلهية وقبحها بضد ذلك وينبغي للعالي الهمة أن لا يقطع عمره في معرفة المحدثات وتفاصيلها فيفوته حظه من ربه وينبغي ( أ 222) له أيضاً أن يسرح نفسه1602 من سلطان فكره فإن الفكر يعلم مأخذه فلا يفتح إلا ما يناسب أصل مأخذه160 والحق المطلوب ليس ذلك وإن العلم بالله خلاف العلم بوجود الله

فالعقول يعرف الله من حيث كونه موجودا ومن حيث السلب لا من حيث الإثبات1604

Metin Kutusu: 1599
Metin Kutusu: 1600
Metin Kutusu: سورة الما ءدة، 66

وهذا خلاف لجماعة[1658] من العقلاء والمتكلمين إلا سيدنا أبا حامد رضي الله عنه فإنه معنا في

 

1601 طرف من حديث أخرجه ابو داود في سننه عن أبي الدرداء قال فإني سمعت رسول االله صلى االله عليه وسلم يقول " من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك االله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر . " راجع: سنن، لابو داود، بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، برقم: 3641، 341 \ II

1602 (ر): "لا يشرح صدره"11

1603 فلا يفتح إلا ما يناسب أصل مأخذه، هذه اللابارة ليست في الرسالة

Metin Kutusu: 1604
Metin Kutusu: (ر): "الاتهاب"

هذه القضية ويجل الله تعالى أن يعرفه النظر166 بنظره وفكره فينبغي للعاقل أن يجلي قلبه عن الفكر إذا أراد معرفة الله من حيث المشاهدة وينبغي للعالي الهمة أن لا يكون تلقية عند هذا من عالم الخيال وهي الأنوار المتحدة الدالة على معان وراءها فإن الخيال ينزل المعاني العقلية في القوالب الحسية كالعلم في صورة اللبن والقرآن في صورة الحبل والدين في صورة القيد وينبغي للعالي الهمة أن لا يكون معلمه مؤنثاً فيتعلق بالأخذ من النفس الكلية كما لا ينبغي له أن لا يتعلق بالأخذ من فقير أصلأ وكل ما لا كمال له إلا بغيره فهو فقير وهذا حال كل ما سوى الله عز وجل. فارفع الهمة في أن لاتأخذعلماًإلامنه سبحانه على الكشف فإن عقدالمحققين أن لافاعل إلاالله فإذن لا يأخذون إلا عن الته لكل عندا وكشفاً وما فاز أهل الهمة إلا بالوصول إلى عين اليقين أنعه[1659] من البقاء مع علم اليقين واعلم أن أهل الأفكار إذا بلغوا فيها الغاية القصوى أداهم فكرهم إلى الحيرة وكل صاحب فكر قد اطمأن وقال قد وجدت فهو مخدوع وحاله حال المصمم المقلد فإن الأمر أعظم من أن يقف فيه الفكر فما دام الفكر حائلأ فمن المحال أن يطمئن العقل ويسكن وللعقول حد يقف عنده من حيث قوتها في التصرف الفكري ولها صفة القبول لما يهبه الله تعالى فإذن ينبغي للعاقل أن يتعرض لنفحات الجود ولا يبقى مأسوراً في قيد نظره وكسبه فإنه على شبهة في ذلك،

ولقد أخبرني من أثق به من إخوانك وممن له فيك نية حسنة جميلة أنه رآك يومآ وقد بكيت كثيراً فسألك هو ومن حضرك عن بكائك فقلت : ١١ مسألة كنت أعتقد بها منذ ثلاثين سنة تبين لي الساعة بدليل لاح لي أن الأمر على خلاف ما كان عندي فبكيت وقلت ولعل هذا الاح لي أيضآ يكون مثل الأول، فهذا قولك ومن المحال على العارف ممرتبه العقل والفكر أن يستريح أو يسكن ولا سيما في معرفة الله تعالى إذ من المحال أن يعرف ماهيته بطريق النظر

فما لك يا أخي تبقى في هذه الورطة ولا تدخل طريق الرياضات والمجاهدات والخلوات التي شرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مانال[1660] من قال فيه سبحانه وتعالى "عبدا

من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً"1609 ، ومثلك من يتعرض لهذه الخطة الشريفة والمرتبة العظيمة الرفيعة

وليعلم وليي وفقه الله أن كل موجود عند سبب ذلك السبب محدث مثله فإنه له وجهين : وجه ينظر به إلى سببه ووجه ينظر به إلى موجده وهو الله تعالى فالناس كلهم ناظرون إلى وجوه أسبابهم من الحكماء من الفلاسفة وغيرهم إلا المحققون من أهل الله تعالى كالأنبياء والأولياء والملائكة عليهم السلام فإنهم مع معرفتهم بالسبب ناظرون من الوجه الآخر إلى موجدهم ومنهم من نظر إلى ربه من وجه سببه لا من وجهه فقال حدثني قلبي عن ربي وقال الآخر وهو الكامل حدثني ربي وإليه أشار صاحبنا العارف بقوله : أخذتم علمكم -يخاطب أهل الرسوم- ميتاً عن ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت" ومن كان وجوده مستفاداً من غيره فحكمه عندنا حكم لا شيء فليس للعاقل معول على غير الله البتة

ثم ليعلم وليي أن الحق وإن كان واحداً فإن له إلينا وجوهاً كثيرة مختلفة فاحذر عند الموارد الإلهيات وتجلياتها من هذا الفصل فليس الحق من كونه ربا عندك حكمه كحكمه من كونه مهيمناً ولا حكمه من كونه رحيما حكمه1610 من كونه منتقماً وكذلك جميع الأسماء واعلم أن الوجه الإلهي الذي هو اسم الله تعالى لجميع الأسماء مثل الرب والقدير والشكور وجميعها كالذات الجامعة لما فيها من الصفات فاسم الله يستغرق[1661] جميع الأسماء فيحفظ عند المشاهدة منه فإنك لا تشاهده مطلقاً وإذا ناجاك به وهو الجامع فانظر ما يناجيك به وانظر المقام الذي يقتضيه تلك المناجاة أو تلك المشاهدة وانظر إلى أي اسم من الأسماء الإلهية ينظر إليها فذلك الإسم هو الذي خاطبك أو شاهدته وهو المعبر عنه بالتحول في الصور[1662] كالغريق إذا قال يا الله، فمعناه يا غياث أو يا منجي أو يا منقذ وصاحب الألم إذا قال يا الله، فمعناه يا شافي أو يا معافي وما أشبه ذلك

Metin Kutusu: 1609
Metin Kutusu: سورة الكهف ، 65
Metin Kutusu: 1610
Metin Kutusu: " له " 15
Metin Kutusu: (ر):


وقولي لك التحول في الصورة ما ذكره مسلم في صحيحه أن الباري يتجلى فيتكر ويتعون منه فيتحول لهم في الصورة التي عرفوها فيقرون بعد الإتكار[1663] وهكذا هي معتى أن المشاهدة هنا والمناجاة والمخاطبات الربانية

وينبغي للعاقل أن لا يطلب من العلوم إلا ما يكمل به ذاته وينتقل معه حيث انتقل وليس ذلك إلا العلم بالله من حيث الوهب والمشاهدة فإن علمك بالطب مثلآ إنما يحتاج إليه في عالم الأسقام والأمراض فإذا انتقلت إلى عالم ما فيه مرض

Metin Kutusu: 1616
Metin Kutusu: (ر): "ربنا"

(ب 222 ) ولا سقم من تداوى بذلك العلم فالعاقل لا ينبغي فيه[1664] من حيث أن لا يكون له غيره وإن أخذه من طريق الوهب كطب الأنبياء عليهم السلام فلا يقف معه وليطلب العلم بالله وكذلك العلم بالهندسة إنما يحتاج إليه في عالم المساحة فإذا انتقلت تركت في عالمه ومضت النفس ساذجة ليس عندها شيء وكذلك الاشتغال بكل علم تتركه النفس عند انتقالها إلى عالم الآخرة فينبغي للعاقل أن لا يأخذ منه إلا ما مست الحاجة الضرورية إليه وليجتهد في تحصيل ما ينتقل معه حيث انتقل وليس ذلك إلا علمان خاصة : العلم بالله تعالى والعلم بمواطن الآخرة وما يقتضيه مقاماتها حتى يمشي فيها كمشيه في منزله فلا ينكر شيئا أصلأ فإنه من أهل العرفان[1665] لا من أهل النكران وتلك المواطن مواطن التمييز لا مواطن الامتزاج التي يعطي الغلط ويخلص إذا حصل في هذا المقام أن يتميز من في حزب الطائفة التي قالت عندما تجلى لها ربها نعوذ بالله منك لست ربا[1666] ، ها نحن منتظرون حتى يأتينا ربنا فلما جاءهم في الصورة التي عرفوها[1667] أقروا بها فما أعظمها من حسرة[1668]

فينبغي للعاقل الكشف عن هذين العلمين بطريق الرياضة والمجاهدة و الخلوة على الطريقة المشروعة وكنت أريد أذكر الخلوة وشروطها وما يتجلى فيها على الترتيب شيئا بعد شيء1619 ولكن منع من ذلك الوقت وأعني بالوقت العلماء السوء الذين أنكروا ما جهلوا وفيهم التعصب وحب الظهور والرئاسة عن الإذعان للحق والتسليم له إن لم يمكن الإيمان به.

قال صاحب الكتاب: وهذا ما انتهى إلي من هذه الرسالة لأنها وقعت إلى محرومه ولم أظفر بتمامها لكنه وقع لي من كلام الشيخوصية مما يناسب هذا الموضع من هذه الرسالة وهي تضمن حقائق الخلوات بطريق الإجمال مع ما فيها من الحث على كيفية توجه العارفين المحققين.

(من كلام الشيخ وصية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله وسلام على عباده الذين اصطفى وبه توفيقي وعليه توكلي الذي أوصيك به

أيها الأخ الإلهي أيدك الله وإيانا بروح منه حتى تخبر عنه أن تعرف الحق من حيث ما أخبرك به عن نفسه أنه عليه مع اعتمادك على ما اقتضاه البرهان الوجودي مما ينبغي أن يكون الحق عليه من التنزيه والتقديس فتجمع بين العلم الذي أعطاك الإيمان وبين العلم الذي اقتضاه الدليل العقلي ولا يطلب الجمع بين الطريقين بل حد كل طريق على انفرادها

واجعل الإيمان بقلبك بما أعطاك من معرفة الله بمنزلة البصر لحسك بما أعطاك من معرفة ما تقتضيه حقيقته واحذر أن تصرف نظرك الفكري فيما أعطاك الإيمان فتحرم عين اليقين

فإن الله تعالى أوسع من أن يقيده عقل عن إيمان أو إيمان عن عقل وإن كان نور الإيمان تشهد للعقل من حيث ما أعطاه فكره بصحة ما أعطاه من السلب ولا شهد نور العقل من


حيث فكره بصحة ما أعطاه نور الإيمان والكشف لكن نور العقل الذي به يكون القبول الخارج عن الفكر شهد بصحة ما أعطاه الكشف والإيمان، للشرع نور وللألباب ميزان والشرع للعقل تأييد وسلطان، والكشف نور ولكن ليس يدركه إلا عقول لها في الوزن رجحان

واعلم يا أخي أن العقول بأسرها الملكية والسوية بل العقل الأول الذي هو أول موجود في عالم التدوين والتسطير قد علمت قصورها وجهلها بحقيقة ذات بارئها وأنها ما تعرف من هذه الذات المنزهة إلا مقدار ما يطلب العالم منها من المناسبة وتلك صفات الإلها162 فما عرف سوى المرتبة

فالعقول البليغة[1669] والقاصرة مشتركة في هذا الجهل والقصور ما غدى1622 هذه المعرفة فهو العلم بما سوى الله، والعلم بما سوى الله تعالى لا حاجة لنابه أعني الحاجة المهمة التي بحصولها يكون كمال النفس فإن الصفة النفسية التي لهذه الذات المنزهة من المحال أن تكون سوى واحدة وهي عين الذات وتعلمها من حيث الإثبات محال، فالعلم بها محال فإنها ذات لا تقبل التركيب فتعالت عن الفصول المقومة لها فإذا كان الأمر على ما ذكرناه فلم يبق إلا النهيو162 لما يكون منه من حيث الوهب الإلهي فإن القوي لا يعطى إلا ما فيها وجميع ما فيها تابع لها في الخلق فمحال أن يعلم موجدها على نفسه فإذا هيأت المحل للتجلي الإلهي فهو أكمل ما يحصل من العلم بالله تعالى وهو علم عقول الملائكة والأنبياء عليه السلام والخواص من عباد الله المجردين والهياكل النورانية فلا تتعب خاطرك في التفكر في العلم بالله قال تعالى : " ويحذركم الله نفسه"1624 وقال عليه السلام : ٢١ لا تتفكروافي ذات الله1625" فالشغل بمالا يوصل إليه تضييع لما يستحقه الوقت


 

1623


لعله "النهي"


1624


سورة آل عمران


28 ،


 

 

1625 طرف من حديث أورده العجلوني في كشف الخفاء،عن ابن عباس بلفظ "تفكروا في كل شيء ولا تتفكروا في االله" راجع :كشف الخفا، لعجلوني برقم: 1005

واعلم يا أخي أنه ما انتفش من العلم الإلهي في العالم إلا قدر ما هو العالم عليه إلي يوم القيامة علواً وهو قوله تعالى حين ذكر الأرض "وقدر فيها أقواتها "1626 فإذا صفت النفس وصقلت غرامها فلا يقابل بها العالم لتحصل فيها وينتفش فيها ما في العالم بأثره فإنه لا فائدة فيه ولكن قابل بها الحضرة الذاتية من حيث ما تعلم نفسها مقابلة افتقار وتنزيه ليهبها الحق من معرفة ما لا يمكن حصوله إلا بهذه الطريقة وهذا القدر من العلم ما هو مما ينتفش في العالم الخارج عنك فإن قيل لك فقد انتفش في اللوح المحفوظ جميع ما يكون إلى يوم القيامة وقد علمه العقل الذي هو العقل الأول وهذا (أ 223) الحاصل لك هو مما في العالم فكيف الأمر

قلنا ما انقش في اللوح المحفوظ ولا سطر القلم فيه إلا العلوم التي يقال ويأخذها القلة ، وأما ما لا يقال مما يعطيه التجلي الذي أردناه هنا فما انقش في العالم أصلأ وحصوله في الإنسان إنما هو من الوجه الخاص الإلهي الذي لكل موجود وهو خارج عن علم العقل الأول وغيره ممن هو دونه فاعلم ذلك

واعلم أن السبب الموصل إلى نيل ما ذكرناه تفرغ الخاطر والقلب من كل علم ومن الفكر المطلوب لا فناء العلوم ومحو ما كتب ونسيان ما علم والجلوس مع الله على الصفا وتجريد الباطن من التعلق بغير ذات الحق جل جلاله على ما هي عليه من الإطلاق لا مجالسة على شيء معين فإن فعلت وعنيت وفتح عليك لم يحصل سوى ما عنيت وليكن هجيرك في جلوسك باطنك الله الله من غير تخيل بل بتغفلك الحروف لا تخيلها ولا تنظر الفتح الإلهي بواسطة هذا الجلوس وهذه الحالة بل اذكره مثل هذا الذكر لما يستحقه جلاله من إيثارك إياه من حيث هو لا من حيث علمك به أو عقيدتك بل بجهل عام

ثم إنه إن فتح لك بابا من أبواب العلم به مما لم يتقدمك فيه ذوق وأتاك بلسان روح قدسي فلا ترده ولا تقف عنده واشتغل بما كنت عليه فإن اختلفت عليك الأذواق بلسان الأرواح المجردة فليكن حالك معها حالك مع الروح الأول إلى أن يقدح لك في باطنك ما هو خارج عن أذواق الملأ الأعلى ولم تسم في ذلك واسطة روح أقدس فانظر أيضا ذلك الذوق الغريب فإن دل على اسم إلهي من هذه الأسماء الإلهية التي بأيدينا سواء إن كان اسم تنزيه أو غير تنزيه فليكن حالك مع هذا الذوق حالك مع أذواق الأرواح ولا فرق فإن وجدت ذوقا تحيرك ولا تقدر على دفعه

1626 سورة فصلت 10

وتجد مع تلك الحيرة تغرقاً فليكن حالك مع تلك الحيرة حالك مع الأرواح والأسماء سواء فإن وجدت ذوقاً وتجد مع الحيرة سكوناً لا يقدر1627 على دفعه

فذلك هو المطلوب فعليه فليعتمد فإن وجدت قدرة على دفع ذلك السكون فلا يعتمد162 على ذلك السكون فلايعتمد على ذلك التكو(ين)162٥ (؟) في نفسها مرتين بينهماتمييزحتى تعلم أنه قد كان ذلك مرتين مما هو المطلوب فلا يعتمد عليه فإذا تخلصت من كل ما ذكرناه فإن رددت إليك وإلى عالم الحس علمت من أين نطقت الرسل وتنزلت الكتب والصحف وعلمت ما بقي من الأبواب مغتوحاً وما سد منها لماذا سد ما سد ومنها علمت ما تقول وما يقال لك ورزقت الفهم عن كل شيء وأنكرت المعروف وعرفت المنكور فأنكرت المنكور وعرفت المعروف وكنت أعلم الخلق بأنك أجهل الخلق ولم يبق لك من الهجير إلا رب زدني علما فيه يحيى ويموت فقد دللتك على ما فيه سعادتك في الدارين وما تؤول إليه نفوس العارفين في الشأنين والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

Metin Kutusu: 1629
Metin Kutusu: او السكون

وأما ما ذكره إمامنا العالم في نتائج الأذكار1630 وعين أذكارأ كثيرة إنما هذين الذكرين هما أكثر استعمالا عند الجمهور فها أنا أذكر بعض ما ذكره في نتائجهما وبالله التوفيق.

 

1630 هدا الكتاب موجود في التركية في مكتبة السليمانية، استنبول ثلاث نسخ 1- المكتبة السليمانية، اياصفيا: 4875-1،

2- شهيد علي باشا: 1340، 3- فاتح، 5322

ذكر الله الله

قال رضي الله عنه1631 في المقرب لا يكون دائما إدراك كل ما يدرك بالقوى1632 الحسية ذوقا بذاته لا تكون القوى عنده غير ذاته وكذا في البار غير أنه يراها أمراً زائداً على ذاته اعيانا وجودية1633 ويراها المقرب حكما ولهذا لا يدوم له وإن كانت1634 غير ذاته وهو فرقان حقي1635 لا يشعر به كل مقرب ومهما لم يحصل للذاكر بهذا الإسم ما ذكرناه فما أنتج له ذكره إلى الآن شيئاً فلا يستعجل ويدوم حتي يسمع الباطن1636 منه بأذنه ويتحقق به من نفسه

فعند ذلك يكون هو في ما1637 كان من كلام أو سكون أو فرق أو جمع ويسمع الناطق فيه لا يقدر على دفعه ولذلك الناطق يكون هذا الإنتاج فإن خافة163 ورجع مستقبلأ ربما زال الناطق وغاب عنه وبهذا يعلم المقرب أنه[1670] حكم زائد والبار أنه عين زائد لما يراه من الفقد والوجود[1671]

1631 (ا): 118ب (ش): 198ا، (فت)+: 57ب، "ينتج

Metin Kutusu: 16331632 (ا): 118ب (ش): 198ا، (فت):+ 57ب، "الخمسة

(ا): 118ب (ش): 198ا، "وجوديه"

Metin Kutusu: 1634
Metin Kutusu: (فت): 57ب، "كان"
Metin Kutusu: 1635
Metin Kutusu: (فت): 57ب، "حتي"

 

Metin Kutusu: 1636

Metin Kutusu: 1637
Metin Kutusu: (فت): 57ب، "فمن"

(ا): 118ب (ش): 198ا، (فت): 57ب، "الناطق"

 

فالواجد لا يزال مستهزئاً به في كل حال من يقظة ونوم ولسان وقلب[1672] وتنتج في البار حركة في روباعته[1673] وفي المقرب سكوناً وينتج فيه[1674] أيضا1644 بقاء وينتج في البار فناء

ويكون صورة ذكره به تحقيق الهمزة وسكون الهاء وإسقاط الهمزة ووصل الهاء باللام المدغمة فيكون لفظه بها[1675] بلغظة[1676] بكلمة هلا فلا تنتج له شيئاً مما ذكرناه فإنه ما هو ذلك الإسم وصار كلها[1677] تخصيص ك" لوما ولولا" هكذا المعلوم وصورته الله الله الله وهكذا كل ذكر تحرك آخره بل تسكن وتحقق أوله ولهذا الذي ذكرناه لا يرى له كل ذاكر[1678] نتيجه لأنه ما هو ذلك الإسم المعلوم المقصود بالذكر في اللفظ[1679] وأن تصوره في الخيال فما تصوره كما يتلفظ به والتلفظ دعاء والإجابة ممن يؤدي بهذا الدعاء

وأما[1680] لهذا المدعو هذا الإسم الذي يذكر به الذاكر على غير صورته الموضوعة له في لحنه حتى إنه لو بدله في لحن آخر ويريد به هذا المعنى الذي لفظه في لحن العرب هذا اللفظ المعين ما أنتج له فإن الإنتاج لهذا التركيب الخاص في الحروف لا يشعر به[1681] أحد ما ينتج حال الذاكر نفسه, حالة[1682] الذاكران يجمع علي مذكوره اعني علي ذكره كا المتحقر[1683] الذي قد

استوقره1654امره ما حقره فلا يقعد متربعا[1684] بل متحقرا علي قدميه مايلا برأسه نحو القبله مقاعده باينة عن[1685] الأرض او يقعد علي وركه الايسر و رجله تحت مقعده اليسري و ساقه اليمني قائمة ملصوقة بفخذه و فخذه قئمة او يقعد مقعيا[1686] كافغاء[1687] الكلب او الفرد كهئة جلوسه بين السجدتين في الصلاة, فكل هذه الهيئات تعتيه جمعية الهم 165 في ذكره و هذا كله ما دام يحس1660 فإذا اخذ عن حسه في ذكره فلا يشترط في جلوسه ما ذكرناه و حالة الذاكر بنفسها166 تحليته1662 وإحضاره المذكور الذي يعتقده (ب 223 ) صورة معتقده لا يزيد عليه

Metin Kutusu: 1660
Metin Kutusu: (فت):+ 57ب، "بذكر"

فالمنزه يراه إحفائه أي عن1663 حقيقته ما يحكم1664 به لنفسه والوهم لا يتركه على ذلك التنزيه فإن العقل ينزهه والوهم يصوره والحكم للوهم في الذاكر فالمقرب لا يقف مع شيء دون شيء لعلمه بالتوسع الإلهي وأنه قابل لكل معتقد والبار ليس كذلك بل له معتقد خاص كاعتقاد الأشعري والحنبلي والمعتزلي أومن كان ينتجه1665 المقرب عامة وينتجه البار خاصة ما ينتج حال الذاكر بالذكر،

1661 (ا):+ 119ا، (ش): 198ب، هذه الإبارة ليست في المتن

1662 (ا): 119ا، (ش): 198ب، "تخيله" ، (فت): 57ب ، "تجليه"

1663 (فت):- 57ب، "فالمنـزه يراه إحفائه أي عن"

1664 (فت):+ 57ب، "فقد"

1665 (ا): 119 ب، (ش): 199ا، (فت): 57ب، "فنتيجة"

الذاكر ملبس[1688] بذكره حتى يرى نشأته نشأة ذكره بأي لسان كان فيرى عن صورة الظاهر عين حروف ذكره المتصورة في خياله من لفظة خاصة إن كان أميا وإن لم يكن أميا فالغالب عليه تصور حروفه المرقومة في اللوح فيرى عين صوره الظاهرة عين حروف ذكره المتصور في خياله من لفظة خاصة إن كان أميا وإن لم يكن أميا فالغالب عليه تصور[1689] آلآء 166 نشأته على حروف لفظه ويراها غير آلآء[1690] وهو الذي يكتب ويقرا على حروف رقمه وقد يجتمع لغير الأمي نشأة حروف رقمه في لفظه يصورها الخيال وهو الأغلب

فتكون النتيجة بحسب صورة الذكر لا بصورة الذاكر ومن هنا يعرف القران بين الأذكار

1670 ما ينتج حال!167 الذاكر بالمذكور وأما حالة الذاكر بالمذكور لا الذاكر فإنه يرجع إلى ما يعتقده في المذكور وهو الذي أنشأه في نفسه دليله فالذاكر به أعلى منه لأنه فاعل ومذكوره منفعل له هذا في حق من له اعتقاد خاص بخلاف غيره فليلبس[1691] بصورة مذكورة من تنزيه وتشبيه فيكون نتيجته بحسب ما اعتقده وما تعطيه حقيقة ما تصوره وهذا في البار، وأما المقرب فيراه عين كل مجلي[1692] للتوسع الإلهي الذي ينبغي لجلاله فهو ما يراه بالنظر إلى صورة خاصة مقيدا ويراه بالنظر إلى تحوله في أي صورة شاء مطلقا[1693] فيتلبس[1694] في كل صورة ولكن ما

هو منشئها[1695] بل الحق يظهر له فيها وحينئذ يلبسها وغير المقرب هو الذي ينشئها1677 وبعد ذلك يلبسها والمقرب لا ينشئ شيئا بل هو ناظر لما يتجلى له الحق فيه فيلبس تلك الصورة عند ذلك التجلي ويذكر بها فيكون ذكره في المذكور لا بنفسه ولا يذكر فكأنه ذكر المذكور نفسه بنفسه على لسان عبده لأنه المشهود هنا عندنا ذاكرا

(ذكرلاله الا الله) 1678

Metin Kutusu: 1680
Metin Kutusu: (ش): 199ب، "من"

كلمة نفي وإثبات وهي أفضل كلمة جاء بها نبي لأمته فلا بد أن تنتج 1679 هذه الكلمة في الذكر المنفي عنه الألوهية والمثبت له أيضا الألوهية فينتج في المقرب لا إله إلا الله أنه عين كل ما1680 ادعى فيه الألوهية لأن متعلق المشرك1681 ما هو صورة ما1682 ادعى فيه الألوهية 1683 وإنما متعلقه الألوهية التي لها مسمى 16841 الله في غير هذه المادة المخصوصة فيقول لا إله إلا الله ينفيها عنهم والمقرب يقولها بإثباتهافيهم لا لهم لأنه شاهدلهم1685 مجلي للحق فيرى الله

1681 (ش): 199ب، "المشترك"

1682 (فت): 58ا (ش): 199ب، "من"

1683 (ش): 199ب، (فت): + 58ا، "لأن متعلق المشرك ما هو صورة ما ادعى فيه الألوهية" ، (ا): 120ا- "لأن متعلق المشرك ما هو صورة ما ادعى فيه الألوهية"

1684 (ا):+ 120ا (ش):+ 199ب، (فت): + 58 ا،"االله حقيقته بحكم المطابقة وهذه السورة المنسوب اليها الالوهية انما هي حجراو شجر اوحيوان او كوكب او ما شئت مما عبد ولذالك قال الحق في مغرض الحجة فل سموهم و من المحال ان يسموهم الا بما اواطؤا عليه في لحنهم فلا يفهم من اسمائهم انهم الهة ولهذا يتبرؤن منهم من حيث اسمائهم لا من حيث ما ادعوه فالمقرب لا يسمع الا اسم االله و البار لا يسمع الا اسم"

1685 (ا): 120ا (فت): 58 ا، "شاهدهم

في كل شيء وإن زاد في التقرب رآه عين على كل شيء فإن زاد في القرب رآه قبل كل شيء[1696] وعلامته أن يري الأشياء صادرة عنه غير مفارقة ولا متميزة عنه إلا الشخصية فيعرف بماذا يفرق وبماذا يجمع 16871 فهو صاحب جمع والتفريق في عين واحدة هذا حظ المقرب،

وأما البار ففي عين التفرقة فلا له نفي حقيقي عن هذا (؟)1688 المسماه حجرا مثلا إلا

الله من له التنزيه عن هذا التقيد فيفوت البار علما كثيراً من الله بما أنكره من صور تجليه كالمنكرين له يوم القيامة كما ورد في الصحيح والمقرب قد اشتمل على العلم كله فكن مقرباً

قال إسمعيل رفق الله به فهذه هدية لكم معاشر الإخوان وإنفاق من المحبوب قربة

للرحمن قال تعالى : ٠٠ لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون[1697]" وأفضل الرقاب أغلاها ثمناً ولذلك أفضل البدل في الله بدل ما هو أعلى في درج القربة ولا أعلى من العلم بالله تعالى من طريق العلم اللدني

وهو العلم الذي هو كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العلماء بالله من حيث الذوق والاصطفاء

ولا ينكره إلا أهل الغرة بالله وقد ذكر أبو طالب المكي رحمة الله عليه أنه لو اطلع الأربعون على عقيدة السبعة لرجموهم ولو اطلع السبعة على عقيدة القطب لرجموه أو لفظ هذا معناه

وإذ قد ذكرت لك في نتيجة الذاكرين اللذين هما أكثر الأذكار استعمالا عن أهل الخلوات

فاعلم المفاضلة بين الأذكار من حيث هي لا يصح ولا يقتضيه الأدب الإلهي كما قيل إنه جاء شخص إلى أبي يزيد فقال : تعرف اسم الله الأعظم، فقال: وهل لله اسم أصغر ليقابله اسم أكبر صدق يا هذا وخذ أي اسم شئت" وكذلك هذه الأذكار بما يحصل التفاضل فيها من حيث الموطن والحكم والوضع الإلهي فإن الله تعالى عين لكل موطن ذكراً خاصاً ولكل عمل من أعمال العباد ذكرا خاصاً ألا تراه صلى الله عليه وسلم كان يقول في السراء : الحمد لله المنعم المتفضل[1698] ،

ويقول في الضر : الحمد لله على كل حال169 ، وقال تعالى :" الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إناش وإنا إليه راجعون أولئك عليهم ( أ 224) صلوات من ربهم ورحمة وأولتك هم المهتدون"1692

فهذا الذكر الخاص في هذا الموطن الخاص أفضل الأذكار لمن أصابتهم مصيبة الموت ولما نزل عليه صلى الله عليه وسلم قوله " فسبح باسم ربك العظيم[1699]" قال : اجعلوها في ركوعكم وقال في سبحان ربي الأعلى : اجعلوها في سجودكم فكل ذكر من هذه الأذكار في موطنه أفضل للذاكر لما فيه من مطابقة الحقائق والتجلي بالأدب الإلهي وهكذا قوله تعالى : "ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون[1700],, فعين التكبير خاصة لما تطلبه حقيقة هذا التعبد الخاص وعين سبحانه التسبيح عندطلوع الشمس وعند غروبهابقوله تعالى : "فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب[1701]" الآية وعين للأسحار الاستغفار فقال : "والمستغفرين بالأسحار 1696" إلى غير ذلك مما لو تتبعته لطال وقد عين صلى الله عليه وسلم موطن كل ذكر منها في أخباره الواردة في المسانيد الصحيحة كالبخاري ومسلم والترمذي والسنن ومسند أحمد والدارقطني والنسائي وموطأ مالك إلى غير ذلك من الأخبار ونبه صلى الله عليه وسلم على معرفة مراتب بعض هذه الأذكار من الأخبار ونبه صلى الله عليه وسلم بقوله : "من قال بعد أن يسلم من صلوة الصبح عشر مرات لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان له عدل عتق عشر رقاب من ولد إسمعيل"1697 وقيل : أربع رقاب1698 ذكر البخاري

1691 انظر: المصنف في الأحاديث والآثار، لإابن ابي شيبة، بتحقيق : كمال يوسف الحوت، برقم: 29554، ١٧1 71

Metin Kutusu: 1692
سورة
Metin Kutusu: البقرة، 7-156

 

Metin Kutusu: 1696
Metin Kutusu: 17
Metin Kutusu: سورة آل عمران،

1697 أورده ابن حبان في صحيحه، عن أبي هريرة بلفظ :"أن رسول االله صلى االله عليه وسلم قال : من قال : لا إله إلا االله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة كانت عدل عشر رقاب وكتبت له مئة حسنة ومحيت عنه مئة سيئة وكان له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل عملا أكثر من ذلك قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين"راجع: صحيح، ابن حبان، بتحقيق شعيب الأرنؤوط برقم: 849، ،111 \ 129

1698 انظر: سنن الترمذي، لترمذي،، برقم: 3553، ١٧ 555

وجاء في صحيح مسلم أنه امن قال في يوم مائة مرة سبحان الله وبحمده غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر[1702] " إلى غير ذلك مما لو تتبعته لطال وانظر إلى ذكر أهل الجنة وقال تعالى : "دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين[1703]"

وذلك لحقائق تطلبها تلك الدار التي هي أحدية الحكم ولا تركيب فيها وتأمل كيف أتى ذكر تلك الدار التي هي دار الكشف والتجلي بخطاب المواجهة بقولهم "سبحانك اللهم" ولما كانت هذا[1704] الدار دار التركيب والحجاب واجتماع الأضداد وكان دعواهم فيها لا إله إلا الله فكان ذكر يتضمن النفي والإثبات فالنفي للضد الذي هو آلهة الباطل وله في تركيب النشأة الدنياوية تقابل تستدعيه نسبة الموطن ونسبة الذكر فطلب الذكر إثبات ضمير الغائب بقوله "لا إله إلا الله" ولم يقل إلا أنت كما قالت أهل الجنة "سبحانك اللهم" فكانت لا إله إلا الله أفضل ما قاله أهل هذا الموطن التكليفي ما داموا فيه ظاهراً وباطنا فتفطن فإذا قوي حكمها فيهم وفتحت لهم أبواب الجنة ورمي بآلهة الباطل إلى النار يؤخذ حينئذ حكم الوصف الثبوتي فلا يجد النفي من يتوجه عليه فمن كان حكم طبيعته عليه أغلب ودواعي مزاجه لها قهر كان الأولى به ذكر لا إله إلا الله ومتى تخلصت لطيفته وتجردت كان الأولى به ذكر الله فإن الأوضاع إنما يقتضيها أحكام الحقائق ويقررها بنى الوقت المترجم عن الحضرة الإلهية فتحقق وهكذا هي أذكار أهل الأذكار يرجع حكمها إلى نظر الشيخ وما يعرفه من باب الحيرة لا من باب العلم أنه يطابق استعداد هذا المريد الخاص ومتى اختار المريد لنفسه ذكراً خاصا دون ذكر فقد صحت اختياره وخرج بذلك عن أدب المريدين المرادين بالتربية والتبعية من رفائق الهوى

وكذلك الخلوة متى خلى عن المريد عن إرادته هو بانفراده أو بسؤاله لشيخه فهو مع اختياره غير مصفى من الهوى ولا منتقى من شوائب المزاج فإن أجابه الشيخ على الفور فهو من مكر الشيوخ المنزل عن قولهتعالى: "ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين[1705]"

واعلم أن مراد الأشياخ من الخلق إنما هو لمعرفة ما يقتضيه استعداد المريد فإذا عرف ذلك من المريد فقد يتم له الخلوة وقد لا يتمها له بل يخرجه ويربيه من حيث لا يشعر، لأنه متى شعر استشعر السفوف وإنما يمنعوا703 الشيوخ من تلقي المريد للواردات في الخلوات لما يؤثر ذلك في مزاجه من العزة لأن مباشرة الأرواح العلوية تكسب أحوالا مؤثرة في المزاج الطبيعي وقد رأيت ما يؤثره القرب من ملوك الدنيا التي هي أحقر موجودات الله تعالى فما ظنك بالقرب من ملكوت الملكوت وإنما خصت بذلك الأنبياء عليهم السلام للتأييد الإلهي قال تعالى : "وأيدناه بروح القدس1704" فتقدست النفس بذلك عن أوصاف المزاج العنصري وما طول الأشياخ بخدمة المريدين ورياضتهم إلا لتصفية طبيعتهم من رعونات البشرية لأن الوارد إذا ورد انصبغ بصبغة المحل وظهر بحكم الموطن ولذلك كثرة التؤاخذ لما فيه من العمل الذي ينحرف به الوارد عن أحدية حكمه وإذا تهدت705 المريد وصفى صوفي حينئذ فيعطونه عند ذلك مفاتيح (224 ب) سلوكه المسلك المبيح للفتح فيرد الفتح على محل ظاهر فيظهر حكمه صرفاً كهيئته في نفس الأمر كالمرآة الصحيحة المستديرة التي يكمل فيها تجلي المرأى على ما هي عليه المتجليات في أنفسها

فلا يعطى من المحلات ذاتها انحرافاً في المتجلي في أنفسها ولا تعطى من المحلات ذاتها انحرافا في المتجلي كما أعطت المرأى المستطيلة كالسيوف إذا نظرت فيها طولا وعرضاً فتؤثر الاستطالة انحرافا في التجلي من نسبة استطالته وكذلك في العرض وهذه من حكمة الله تعالى وهي مثالات لاستعدادات القلوب لتجلي واردات الغيوب

وأما أكثر أهل الخلوات اليوم فإنهم مع جوارحهم كالسيد مع عبيده الإباق فهو يخليهم في سجنه ليمنعهم من الإباق فيكون مصلحتهم في سجنهم فكذلك الجوارح التي ألفت الفضول وأبعدت عن حضرة العدل والاستقامة سجنت ومنعت عن التصرف الهوائي المبيح ظلمة في النفس وتوجهت القلوب بالذكر فأظهر الذكر بعض أحكامه في المحل ولو ذكر ذلك الذكر غيره من الناس بهذا الوضع الخاص لوجد أيضاً ذلك الذاكر نتيجة يعطيها خاصة الذكر وحكم ذلك التهيئ الخاص بحسب صفاء نفس الذاكر سواء كان سعيدأ أو غير سعيد وقد وجد كثير من الرهبان المشتغلين بالخلوة

1703 لعل لصحيح، "يمنع"

Metin Kutusu: 1704
Metin Kutusu: 87
Metin Kutusu: سورة البقرة،

والتقلل والذكر والمجاهدة كثيراً من ذلك وشاركوا أهل الكشف في كشف أرواح العالم وانتفش الوجود الروحاني في بواطنهم

ولهذه الحقيقة صورت الكنائس لأن تلك الصور كلها كانت تراى في باطن أكابرهم كشفاً وزوجته ولما رأوا حكم الفترة قد عم وأهل الكشف قد قلوا جعلوا ذلك نموذجاً وتذكرة للمتذكرين منهم الباحثين عن حقائق الأمور وعلة وضعها فإذا أخبروا بذلك تشوفت الهمم منهم إلى نيل ذلك من أعلى مراتبه فعملوا على ذلك من طريقه الموضوع وقد ورد عن عيسى عليه السلام أنه قال ما معناه : يا معشر الحواريين لن يلج إلى ملكوت السموات من لم يولد ولادة ئا نيتة يشير إلى تخلص اللطيفة وتجريدها من العلائق البدينة والعوائق النفسية

فإن كان المحل الذي ظهر فيه هم العالم الروحاني محلأ خالياً عن الهوى كان العالم دليلا له إلى مدلوله الذي هو الحق فاطر السموات والأرض وإن كان للمتوجه بالصقالة وصفاء النفس وجهة خاصة ومعتقداً خاصاً فوارداته تتنزل عليه مطابقة لمعتقده لما تعطيه سعة الألوهية ولهذا يطلب أهل كل علامة علامتهم عند ما يتجلى لهم الحق في غير المعتقد الذي اعتقدوه فيقولوا " نعوذ بالله منك" كما ورد صحيح مسلم فيقول هل بينكم وبينه علامة فيقولون نعم ويذكرون علامتهم فيأتيهم فيها فيعرفونه وهو هو من حيث هو وهذا حكم أهل الكشوفات على اختلاف مراتبهم في كشفهم ومعتقدهم وما سلم من هذه الشبهة إلا العارفون بالله بتعريف الله، قال صلى الله عليه وسلم منبهاً عن سر عزيز : والله لولا الله ما اهتدينا

فما ينتجه الخلوة من الفوائد يعطيه الشيوخ من باب الإفادة للمريدين من وجه تظهر فيه عبودية المريد وذله بين يدي الله وأدبه مع الله وعدم رؤيته لنفسه فيكون بذلك عبدا صرفا داخلا في خدمة الله تعالى بوصف عباده يقول فيهم : " أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين[1706]" وذلك لكونهم أخذوا الفوائد وقد انصبغت بصبغبه محل الأدباء من عباد الله وليست كذلك إذا أخذوها من الوسائط العلوية والأرواح النورية فإنها حينئذ ثورت غراً في النفس وشطحا ما لم يكن المحل قد كملت عبوديته وهي مرتبة أهل النهايات لا مرتبة السالكين أهل البدايات

فنرى أحدها[1707] ولا تدخل الخلوة مؤمناً مستقيماً عبداً فيخرج منها متكبرا شاطحاً يستصغر عباد الله فمن لم يأخذ الأشياء من مأخذه في زعمه فيراه راض عن نفسه ملاحظاً لها ثمرته خاصة تزعم أنه خصص بها وأنها لم توجد في غيره مورثه سفوفاً على أبناء جنسه ومن تكثر على أبناء جنسه فقد تكثر على نفسه وبعد عن قدسه فليت شعري هل ورد على هذا المستعمل للخلوات بغير ابتداء من أمر الشيوخ له وأراد استغنى فيه عن تزكية الكتاب والسنة اللذين هما شاهدا الله تعالى في كل حكم من الأحكام وهل عنده من الاطلاع ما يستخلص به شهادة هذين الشاهدين كما قال أبو يزيد قدس الله سره أنه كان لا يقبل وارده إلا بتزكية شاهدي الكتاب والسنة

والشيوخ يعطي للمريد ما يعطيه ذلك الوارد عن هذين الأصلين المرجوع إليهما فيما ورد عليه به وارده الروحاني المستصحب للخطر لأن الأرواح متبوعة فمنهم النوري النشأة وهؤلاء مراتب من أفلاك متعددة ومن شرط العارفين بالتربية أن يعرفو أثر كل روح منهم إذا سمعو من المريد شرح ما جاء به فيطالبونه بكمال استيفاء ذلك الموطن كالسماء الدنيا والثانية إلى السابعة إلى الكرسي إلى العرش ثم يترقى (أ 225) من عالم المساحة الرفرف العلى واللطائف ومواجهات العقول الأقدسية والترقي عن ذلك إلى الحضرات العلى حضرات الأسماء الحسنى ويتميز له ذلك بأذواق خاصة ينضبط له فيها المبرهن له عن حضرة حضرة ولكل حضرة منها حكم خاص وأدب خاص يقابل السالك بتوجه خاص يحصل منه معارف متبوعه يتبع بها العارف في التنزيه

وأما المطلوب الأكبر والغاية القصوى فهو وراء ذلك كله ولقد قلت في بدايتي لشيخي وإمامي رضي الله عنه أنه قيل لي في واقعة عجيبة كم تطلب حظ البهائم أو ما يشارك فيها البهائم فقلت وما ذلك يا سيدي فقال تشوفك للآيات الخارقة والقدر أما علمت أن كل دابة مصيخة يوم الجمعة تنتظر الساعة وأن عذاب القبر يسمعه كل أحد إلا الثقلين الإنس والجن وأما البهائم فإنها مدركة لذلك ثم قيل لي مع ذلك ما يقول لو أن ميكا وعد الناس بأن يعرض عليهم جميع ما في مملكته غداً فقال أحدهم أريد اليوم ثم لح فيه هل كان أدباً مع الملك لو بلغه قلت لا قال فهكذا هو هذا الأمر لأن الله تعالى ملك يوم الدين وقد وعدنا به، فيه يقوم الناس لرب العالمين، ويجمع الله فيه المليكه أجمعين الإنس والجن والطير والوحش وكل ما خلق الله تعالى مع ما تختص به ذلك الموقف

من ميزان وصراط وحوض وجنة ونارإلى غيرذلك فهل تقتضي الحكمة أن العامل بدع؟170 ساعة سعد فيها للعرض الأكبر في ذلك اليوم شغل باستعجال رؤية شيء من تلك الموعود بها

قلت فأي شيء ينبغي أن يطلب السالك، قال: التوسع في الأسماء والصفات،[1708] قال : فلما سمع الشيخ مني ذلك قال : يا ولدي! والتوسع في الأسماء والصفات أيضا هو من جملة الأكوان فانظر إلى هذه التربية العزيزة كيف علا الشيخ الهمة عما انتهت إليه قوة الوارد الروحاني ومع علوها لم يؤثر في النفس ما أثره ذلك الوارد الروحاني لأن النفس تأخذ عن الواردات الروحانية والهواتف الغيبية أخذ تنزه وشهوة وتأخذ عن المشائخ أخذ المماثل عن المماثل وهو أخذ يقهر له نفس الآخذ وتنكسر وتذل وهو الدواء الأكبر ولذلك جعل الله تعالى الرسل من الجنس الوجوه من

الحكم يتضمن هذا السر ويتضمن حقيقة الابتلاء لأنه لو بعث الله للخلق ملكا لما اتقوا من إجابته كما

اتقوا من الانقياد للمماثل ولما طالبوا بالملك قال تعالى : " ولو جعلناه ملكا ل١عل٠٠اه رجلا وللبسنا


فاعرف الآن قدر ما يحصل من الأشباح وما يصحبه من سلامة العاقبة وتحرير الأساس واعرف خطر ما يحصل من الفناء (؟) الروحانيات وتكون الفائدة واحدة وتختلف حكمها باختلاف الوسائط ولأحكام الوسائط أسرار عجيبة غريبة وقد اتسع الوارد ولا تخلوا عن فائدة من فضل الله

وكان القصد تمهيد فضيلة الذكر مطلقا من كونه ذكراً وأنه لا تفاضل فيه بالنظر إلى الذكر لكن بالنظر إلى أمر آخر زائداً على معقولية الذكر وأما من فضل ذكر لا إله إلا الله استناداً إلى الخير الوارد يقوله عليه السلام : " أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا اللها171" الحديث، فالخبر إنما ورد بصيغة خاصة وهو سبع عشر كلمة في لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمدوهو على كل شيء قديروهو عدد الركعات المفروضة في الصلوات الخمس وقد احتصر من أخبار هذا الذكر على تجريد التهليل في أربع كلمات وهي لا إله إلا الله وإذا تغيرت

الصيغة المقصودة بسياق خاص يغير الحكم وكما جرد هؤلاء هذه الأربع الكلمات من تلك الصيغة الخاصة من جرد الآخرون هذا الذكر الخاص الذي هو كلمة واحدة من هذه الأربع كلمات المجردة من تلك الجملة فكان الذكر الأول تمجيد والذكر الثاني تهليل وتوحيد والثالث تجريد وهو الذكر الأخير الذي هو ذكر الله الله تجريد التوحيد فكان وحده لا شريك له حكماً ورسماً ونطقاً وهو ما دلت عليه الإشارة وطلبه المعنى من جملة تلك الصيغة التي هي أفضل ما قالها نبينا صلى الله عليه وسلم وقالها النبيون من قبله فكانت تلك الصيغة بذاته[1709] وهذه نهاية وتلك حد(7) وهذه روحها لا جرم أنها كانت مفتاح الجنة، والجنة دار الرحمن، وفيها كثيب التجلي، وهذه الكلمة كثيب التجلي فلا ينبغي أن يذكر هذا الذكر إلا من ملك المفتاح وفتح به باب جنته في عالم نسخته فإذا سمع التحية من الملائكة المطهرين بقولهم "سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين1713" فحينئذ إذا وصل إلى حضرة الكثيب جرد ذكر الحبيب لأنه يستجليه إلا إذا تحقق تجريد الطبيعة ألا تراهم بعد العود من هذه الحضرة يقال : ردوهم إلى قصورهم فتعود اللطائف من ذلك المشهد الحاكم بالتجريد إلى تدبير مملكته الإنسانية ورتبه الجنا بية،

Metin Kutusu: 1713
Metin Kutusu: سورة الزمر، 73

سمعت الشيخ العارف عبد العزيز المهدوي قدس الله سره يقول وقد سئل عن هذا الذكر المفرد وهو الله الله كيف استنه كبار الرجال دون لا إله إلا الله وغير ذلك من الأذكار ؟ فقال: لأنها حقيقة مجردة عن (225 ب) الوسائط فإذا وصلوا إلى حقيقة مجردة كيف يتصور أن ينزلوها ويأتي سلطان التجريد أن يشهد التركيب والمفهوم من التهليل نفي الوسائط ويذكر هذا الذكر المجرد فهو مدعى وقد خرجوا عنها ولم يشهدوها فالضرورة لا يسعهم سوى ذكر الله الله، وهذا الذكر لا يصلح إلا لمن سقط الحدث عن رؤيته وأما من كان يشهد الوسائط ويذكر هذا الذكر المجرد فهو مدعى وانظر إلى ما قرره إمام أهل المعارف الإلهية في زمانه في "نتائج الأذكار" تجد نتيجة ذكر لا إله إلا الله في حق المقرب كيف يرده إلى رؤية الله تعالى في كل شيء ، وإذا تحقق بهذا المشهد سقط النفي وبقي الإثبات وهو الله الله فتحقق ترشد، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

فصل في حقيقة تلقين الذكر

اعلم أن أكثر المشائخ سنوا للمتجلي تلقين الذكر له من لفظهم يعطوه هبة النطق بالذكر وهبة الجلوس للمذكر ولم يبلغني عن أحد منهم جميعهم تعليل ذلك وبيان وجه الحقيقة فيه حتى أشهدني الله حقيقة ذلك في واقعة نافعة رأيت فيها : كان غلامين يقول أحدهما للآخر : أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم أن أكون أكرر على علي بن أبي طالب رضي الله عنه كل يوم عشرون1714 مرة لا إله إلا الله فلما سمع الغلام الآخر منه ذلك أخذ يسأله عن سر الحكمة في ذلك ففتح الله علي في باطني عند سماعي تحاورهما سر الحكمة في ذلك فجلست أمام السائل وأفاض الحق على قلبي وهو أنه متى جالس الإنسان أحدا من الناس فلا بد أن يظهر حكم ذلك القران في وجوده بنسبة خاصة اقتضت تحقيق المناسبة في ذلك الوقت خصوصاً إذا كان لأحد الجليسين عند الآخر حرمة ووقار [ بحب]؟ يحصل الجمعية له عند مجالسته لمن يعظمه ويعزره ويوقروه1715 إذ ذلك علة لحصول الجمعية وتوفر الدواعي وكمال الحضور فيكون الحاكم في وجوده حينئذ

إنما هو سلطان تلك النسبة القابضة من الأفضل منها التي قوي أثرها على نفسه النسب فإذا لقن هذا الشيخ لهذا الجليس المنصبغ بصبغة الجمعية بين يديه تلفت تلك النسبة البرزخية ذلك النفس الذي هو أقوى طريقها فيقوى حكمها بذلك المريد فإذا نطق المريد بما لقيه المريد فإنما ينطق به لسان تلك النسبة المناسبة للموقر المحترم والممد المشرف بكماله على هذا المستمد وهو لسان الجزء المناسب للممد المربي بقوة نفسه وسريان نوره وتركته أنفاس المريدين ورقائق السالكين وإذا كرر الذكر المؤسس على هذه القاعدة فإنه يقوى بذلك حكم تلك النسبة المنبعثة من الممد ليقوى أثرها في وجود المستمد ويظهر حكمها على نفسه النسب فيقوى بذلك روحانية الممد ويفصح لسان تلك النسبة حتى ينقل من الخيال إلى الناطق إلى نطق القلب ويكون حكمه في المجلس الثاني أتم منه في المجلس الأول وأسرع قبولا وأشد مناسبة وأشرف توراً وأعم حضورا ولا يزال كذلك حتى يستحكم نسبة الممد ويعطى أثرها تاما كاملا فهذا أثر تلقين الذكر فهو تلقيح روحاني وقد رأيت سر

والصحيح"عشرين

Metin Kutusu: 1715
Metin Kutusu: لعله "يوقره"


تلقيح الأشجار وسريان أثر حكم الحي منها للمثمر في غير المثمر حتى يجمعهما وصف الحيوة والكمال والإثمار بعد أن لم يكن فما ظنك بتلقيح الأسرار النورانية والأنفاس الروحانية الربانية

إذا كان تم نسبة جامعة وقوة قابلة وانظر إلى ما يعطيه لطيف الاعتبار في كون الرائي يرى النبي عليه السلام يوصيه بتكرير الذكر على علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي هو باب العلم وأقضى الأمة قال عليه السلام : " وأقضاكم علي")!17 وفيه إشارة إلى علو الهمة الذي هو عروج إلى أوج الحقائق الإلهية والمعارج الروحانية النورانية ومبعث الأنوار من العلو والاعتبار في كونه بن أبي طالب هو محقق نسبة الطلب الذي هو صحة الإرادة وصفة سالكي طريق السابقين من أهل الله وخاصته وكونه قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتباره أن يكون بين المفيد وبين المستفيد نسباً روحانياً محققاً يعني القربة بين الأرواح كما تعطي القرابة الطبيعة القرب بين الأشباح وكون الرسول717 الله صلى الله عليه وسلم هو الموصي بذلك فاعتباره أن يكون القصد مؤسساً على قاعدة شرعية وسنة نبوية يورث حكم التبعية الموجبة للمحبة العلية قال تعالى قل يا محمد : " إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله"[1710] وكنت قد علمت قصده يقتضي علو همة السالك عن أن ينغسق شيء مما يبدو لأهل الخلوات من الأنوار والأرواح ومخاطباتهم بفنون اللغات وما يكشفه من أسرار الروحانيات تأخذ قواه الباطنة والظاهرة فإاذا السالك يستمد بأخذ هذه القوى الخادمة للنفس ثم تمد النفس فهو بعدفي حكم العموم المحجوبين عن حقيقة الأمر فإذا اتحدت همة النفس وصار يدرك بلطيفته الإنسانية جمع ما كانت القوى تدركه فحينئذ يتميز بخاصة المقربين المجردين الذين تجردت لطائفهم الإنسانية عن علائقها البدنية وهذا هو روح التجريد الحقيقي لمن فهم أحكام الحقائق.

Metin Kutusu: 1717
Metin Kutusu: والصحيح "رسول
Metin Kutusu: سورة آل عمران، 31 Metin Kutusu: 1718

وها أنا أذكر من تلك القصية ما يستدعيه هذا المعنى خاصة وبالله توفيقي وعليه توكلي.

المصادر والمراجع

أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،

شعب الإيمان، بتحقيق محمد السعيد بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، 1410

أبو بكر عبد االله بن محمد بن أبي شيبة الكوف

المصنف في الأحاديث والآثار، بتحقيق كمال يوسف الحوت، مكتبة الرشد، الرياض، 1409

أبو شجاع الديلمي،

فردوس بمأثور الاخطاب، بتحقيق السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، 1406 أبو الطاهر شمس الدين إسماعيل بن سودكين النوري،

الفص الإدريسي، خزانة الفاتح (مكتبة السليمانية، اسطنبول) تحت رقم، 5322

أبو الفضا إسماعيل ين محمد العجلوني،

كشف الخفا ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، بتحقيق أحمد القلاش، مكتبة التراث الإسلامي، ، د.ت

أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني

المعجم الأوسط، بتحقيق طارق بن عوض االله بن محمد ,عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، دار الحرمين، القاهرة، 1415

المعجم الكبير، بتحقيق حمدي بن عبدالمجيد السلفي، مكتبة العلوم والحكم، الطبعة الثانية، الموصل، 1404

أحمد بن حنبل أبو عبداالله الشيباني،

مسند الإمام أحمد بن حنبل، مؤسسة قرطبة، القاهرة، د.ت.

إسماعيل بن محمد العجلوني،

كشف الخفاء، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1932

إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي أبو الفداء،

تفسير القرآن العظيم، بتحقيق سامي بن محمد السلامة، دار طيبة للنشر و التوزيع، الرياض، 1998

سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني الأزدي،

سنن أبي داود، بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر، بيروت، د.ت.

سليمان بن داود أبو داود الفارسي البصري الطيالسي،

مسند أبي داود الطيالسي، دار المعرفة، بيروت، بدون تاريخ (د.ت.)

عبداالله بن عبدالرحمن أبو محمد الدارمي

سنن دارمي، بتحقيق فواز أحمد زمرلي و خالد السبع العلمي، دار الكتاب العرب، بيروت، 1407

عبد الرؤوف المناوي،

فيض القدير شرح الجامع الصغير، المكتبة التجارية الكبرى، مصر، 1356

مالك بن أنس أبو عبداالله الأصبحي،

موطا الإمام مالك، بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، مصر، د.ت.

محمد بن إسماعيل أبو عبداالله البخاري الجعفي،

الجامع الصحيح المختصر، بتحقيق مصطفى ديب، دار ابن كثير، الطبعة الثالثة، بيروت، 1407

محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي

صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، بتحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية، بيروت، 1414

محمد بن عبداالله أبو عبداالله الحاكم النيسابوري،

المستدرك على الصحيحين، بتحقيق مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 1411

محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي السلمي،

الجامع الصحيح سنن الترمذي، بتحقيق أحمد محمد شاكر وآخرون، دار إحياء التراث العربي، بيروت، د.ت.

محمد بن يزيد أبو عبداالله القزويني،

سنن ابن ماجه، بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، بيروت، د.ت.

محيي الدين ابن العربي،

الفتوحات المكية، (ج ٦١٧) بتحقيق عثمان يحيى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة: 1975

الفتوحات المكية (ج 1٧) ،لمحي الدين ابن العربي، دار صادر، بيروت، د.ت.

فصوص الحكم، بتحقيق أبو العلا عفيفي، دار احياء الكتب العربية، 1946

رسالة الشيخ الأكبر الي الامام فخرالدين الرازي (في رسائل ابن عربي)، بتحقيق عبدالرحمان

حسن محمود، العلم الفكر، القاهرة، 1986

نتائج الأذكار، خزانة الفاتح (مكتبة السليمانية، اسطنبول) تحت رقم،5322

نتائج الأذكار، خزانة اياصفيا(مكتبة السليمانية، اسطنبول) تحت رقم،4875-1

نتائج الأذكار، خزانة شهيد علي باشا (مكتبة السليمانية، اسطنبول) تحت رقم 1340،

مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري،

صحيح مسلم، بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، د.ت.

نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، دار الفكر، بيروت، 1412

1443 (فب): "الأشباح"

1446( فب): "أين"

1447( فب): "والأعين"

(ف):+ " و من عرف أنه جهل فهو ذو جهل واحد" الفتوحات المكية (14 جلد)، لمحى الدين ابن عربى، جلد13، ص: 370 ، مصر، 1405 هجرى، تحقيق: عثمان يحي

1463 (ف): "وهو صاحب الجلوة"

(ف): ـ " فمن أسمائه الأول والآخر والظاهر والباطن"

1471 سورة الأعلي ، 17،(ف): ـ "وأبقى"

1473 (ف): " بمن" الفتوحات، ج 13، ص: 353

1474 (ف):+ " وفقنا االله و إياكم"

1475 طرف من حديث أخرجه مسلم في صحيحه، برقم: 2675، "عن أبي هريرة قال قال رسول االله صلى االله عليه وسلم يقول االله عز وجل أنا عند ظن عبدي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه وإن اقترب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن اقترب إلي ذراعا اقتربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة. ا، انظر أيضا: سنن الترمذي، لترمذي برقم: 3603 ؛ سنن ابن ماجه، لقزويني، برقم: 3822

1476 (ف):+ "فهذا حديث إلهى صحيح يتضمن الخلوة و الجلوة"

1489 طرف من حديث أخرجه البخاري في صحيحه، برقم: 5873،" عن أبي هريرة عن النبي صلى االله عليه وسلم قال خلق االله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة االله فزادوه ورحمة االله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن" انظر أيضا: صحيح مسلم، لمسلم، برقم: 2841

1490 (ف):» "و لما كان الأمر على ما قررناه، لذلك قال تعالى: لخلق السماوات و الأرض أكبر من خلق الناس و لكن أكثر الناس لا يعلمون- لكن يعلم ذلك قليل من الناس فالإنسان عالم صغير، و العالم إنسان كبير"

1497 (ف): " فأبانت" الفتوحات، ج 13، ص: 356

1503 (ف): " خلوة"

1505 (ف): " و لا"

1506(ف):- "يوما"

1508 (ف): "بنفسه"

1521 (ف): " تحدث "

1529 (ف): +" القوة"

1540 (ف):- " عالم "

1541 (ف):+ " ما "

1548 راجع : فيض القدير،لمناوي، برقم :6097 ، 1٧، 507

1549 راجع : المعجم الكبير، لطبراني، برقم : 7497 ، ٧111 \ 102

1550 أورده أبو داود في سننه، بلفظ :"كان رسول االله صلى االله عليه وسلم يذكر االله عز وجل على كل أحيانه"راجع: سنن، أبو داود، برقم: 18

1560 طرف من حديث أخرجه إمام مالك في موطأه، "عن طلحة بن عبيد االله بن كريز أن رسول االله صلى االله عليه وسلم قال :أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا االله وحده لا شريك له " راجع: موطأ ، لمالك بن أنس، برقم: 500 ، 1 \ 214

1575والصحيح: "أخلاه"

1579 لعله "وارثو"

1606 (ر): "أن يعرفه العقل بنظره"

1622 لعله "عدا"

1627 لعله "لا تقدر"

1628 لعله" فلا يعتمد

1638 (فت): 57ب، "خلف"

1644 (ا):- 118ب، (ش): 198ا، (فت): 57ب، "أيضا"

1654 (ا): 119ا، "استوفوا"

1659 (ا): 119ا، "الهمة

1668 (ا): 119 ب، (ش): 199ا، (فت): 58 ا، "الامي"

1670 (ا):+119 ب، (ش): +199ا، (فت):+ 58 ا، "فاعلم"

1671 (ا): 119ب، "خيال"

1677 (فت): 58 ا، "يلبسها"

1678 "ذآر االله االله " والصحيح ، "ذكرلااله الا االله" ، نتائج الاذكار، (ش): 199ب

1679 (ش):+ 199ب، (فت):+ 58ا، "له"

1687 (ا):+ 1120 (ش):ه 200ا، "كللأنسانية في زيد و عمر فهذا عين هذا واما الشخصية فهذا ليس هذا فيفرق

1688 (ا): 1120، (ش): 200ا، (فت): 58 ا، "هذه العين المسماه"

1708 لعل الصحيح: "بضع"

سورة الأنعام، 9

1711 سبق تخريج هذا الحديث

1716 طرف من حديث رواه ابن ماجه في سننه عن أنس بن مالك "أن رسول االله صلى االله عليه وسلم قال أرحم أمتي

بأمتي أبو بكر . وأشدهم في دين االله عمر . وأصدقهم حياء عثمان . وأقضاهم علي بن أبي طالب . وأقرؤهم لكتاب االله



طرف من حديث رواه أبو داود عن أبي هريرة عن النبي صلى االله عليه وسلم قال :« ان االله عز وجل تجاوز لامتى عما حدثت به انفسها ما لم تتكلم به وتعمل به». مسند أبي داود، لطيالسي ،برقم: 1،2459\322

[1555]سورة صفات، 102

[1556] انظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، لنور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ^، 9، دار الفكر، بيروت، 1412 ، انظر أيضا: المعجم الأوسط،لطبراني أبو القاسم سليمان بن أحمد، 81 ،^X ، بتحقيق طارق بن عوض الله بن محمد ,عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني

طرف من حديث أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي أمامة قال : «مر النبي صلى االله عليه وسلم في يوم شديد الحر نحو بقيع الغرقد قال فكان الناس يمشون خلفه قال فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفسه فجلس حتى قدمهم أمامة لئلا يقع في نفسه من الكبر فلما مر ببقيع الغرقد إذا بقبرين قد دفنوا فيهما رجلين قال فوقف النبي صلى االله عليه وسلم فقال من دفنتم ها هنا اليوم قالوا يا نبي االله فلان وفلان قال انهما ليعذبان الآن ويفتنان في قبريهما قالوا يا رسول االله فيم ذاك قال أما أحدهما فكان لا يتنزه من البول وأما الآخر فكان يمشى بالنميمة وأخذ جريدة رطبة فشقها ثم جعلها على القبرين قالوا يا نبي االله ولم فعلت قال ليخففن عنهما قالوا يا نبي االله وحتى متى يعذبهما االله قال غيب لا يعلمه الا االله قال ولولا تمريغ قلوبكم أو تزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع . تعليق شعيب الأرنؤوط إسناده ضعيف جدا، مسند الإمام أحمد بن حنبل، أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني، برقم: 22346 ،٧ \266

[1558] الجبار، انظر: الفتوحات المكية(4 جلد) ،لمحي الدين ابن العربي، ٧1، 341، دار صادر، بيروت

[1559] (فب): "يبصرك"

[1560] (فب): "لا تبصره"

[1561] سورة العلق ، 14

[1562] سورة الصفات ، 102

[1563] (ف): " معبده"

[1564] (فب): "الجلوة"

[1565] (فب): "بسمائه"

[1566] الفتوحات المكية، الباب التاسع والسبعون في ترك الخلوة وهو المعبر عنه بالجلوة

[1567] (ف): "فالاسم"

[1568] (ف): " والاسم"

[1569] (ف): " الآخر والظاهر"

[1570] (ف): "فأنت"

[1571] (ف): " عليك"

[1572] (ف):+ " في الأسماء من وجه"

[1573] الفتوحات المكية، الباب الثامن والسبعون في معرفة الخلوة

[1574] (ف): " الخلاء"

[1575] (ف):+ " بوجه من الوجوه الكونية"

[1576] (ف): " الخلاء" الفتوحات، ج 13، ص: 354

[1577] (ف): "بذاته"

[1578] (ف): "باسمه"

[1579] (ف): " تسميه" الفتوحات، ج 13، ص: 355

[1580] (ف): "وجعله"

[1581] (ف):+ " فيه"

[1582] (ف):+ "هو

[1583] سورة الفصلت ، 53

[1584] سورة الفصلت ، 54

[1585] (ف):+ " في"

[1586] (ف): " فطلب"

[1587] (ف): " أعلمتك"

[1588](ف):+ " إنه"

[1589] (ف): " بربه"

[1590] (ف):+ " و عينه ما هي أذنه و لا لسانه و لا فرجه"

[1591] (ف): " نقول"

[1592] (ف): " نقول"

[1593] (ف):+ "و استنشق بأنفه، و سمع باذنه"

[1594] (ف):+ "و عقل بعقله"

[1595] (ف): "بغيبه"

[1596] (ف): "آخرة"

[1597]

(ف): " تصح"

[1598] (ف): +" هو "

[1599] (ف): " له"

[1600] سورة طه ، 114

(ف): " تعرف"

طرف من حديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، برقم: 1224،" عن كعب قال قال موسى عليه السلام أي رب أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك قال يا موسى أنا جليس من ذكرني قال يا رب فأنا نكون من الحال على حال نعظمك أو نجلك ان نذكرك عليها قال وما هي قال الجنابة والغائط قال يا موسى أذكرني على كل حال" راجع: شعب الإيمان، لبيهقي ، برقم: 680

[1603] (ف): +" في اعتقاده "

[1604] (ف): " أحضره"

[1605] (ف): " فان"

[1606] (ف): +" القوة الذاكرة من الإنسان "

[1607] (ف): " تركبه"

[1608] (ف): +" لا بد من ذلك ليس لها تصرف إلا به"

[1609] (ف): " أو"

[1610] (ف): +" فيخرجه"

[1611] (ف): " الفكر "

[1612] (ف): " لاستحلاء"

[1613] (ف): " مسئول"

[1614] (ف): " تكن "

[1615] (ف):+ " لها"

[1616] (ف):+ " قرب "

[1617] (ف):+ " درجتان "

(ف):+ " فالأدباء الواقفون من الملامية يرون لها ستمائة درجة و إحدى و أربعين درجة. و العارفون من أهل الأنس يرون لها ألف درجة و سبعا و ستين درجة. و الأدباء من العارفين الواقفين يرون لها ستمائة درجة و سبعا و ستين درجة. و الملامية من أهل الأنس و الوصال يرون لها ألف درجة و ستا و ثلاثين درجة "

[1619] سورة الحديد، 27

سورة اللأسري، 110

[1621] لعله"الجلوة"

[1622] راجع :الجامع الصحيح المختصر، لبخاري، برقم :3767 ، 1٧ \ 1465

[1623] سورة الاحداب، 35

[1624] سورة الاحداب، 41

[1625] سورة الاحداب، 43

سورة العنكبوت، 45

سورة الانعام، 91

[1628] أورده مسلم في صحيحه، بلفظ :" لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله" راجع: صحيح، لمسلم، برقم: 148،

1 \131

[1629] سورة الفصلت، 30

[1630] سورة البقرة، 200

[1631] سورة المزمل، 8،9،10

[1632] سورة اللأسري، 110

سورة اللأنبياء ، 20

[1634] لتخريج هذا الحديث انظر تخريج الحديث السابق

طرف من حديث، راجع: فيض القديرلممناوي، برقم: 1072 ، 1 \ 526

[1636]والصحيح: "أعلى"

[1637] سورة الا حداب،40

[1638] راجع: المستدرك، لحاكم، برقم: 4221 ،11 \ 670

والصحيح: "والقصة"

[1640] سورة الاعراف، 26

[1641] سورة الفاطر، 10

[1642] سورة الاعراف، 31

[1643] راجع: فيض القدير، لمناوي، برقم: 2625 ،111 \ 12

[1644] طرف من حديث أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده، "عن جابر بن عبد االله الأنصاري قال : أقبل رجل من الأنصار ومعه ناضحان له وقد جنحت الشمس ومعاذ يصلي المغرب فدخل معه الصلاة فاستفتح معاذ البقرة أو النساء محارب الذي يشك فلما رأى الرجل ذلك صلى ثم خرج قال فبلغه ان معاذا نال منه قال حجاج ينال منه قال فذكر ذلك للنبي صلى االله عليه وسلم فقال أفتان أنت يا معاذ أفتان أنت يا معاذ أو فاتن فاتن فاتن وقال حجاج أفاتن أفاتن أفاتن فلولا قرأت سبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحاها فصلى وراءك الكبير وذو الحاجة والضعيف أحسب محاربا الذي يشك في الضعيف" راجع: مسند، لإمام أحمد، برقم: 14226، 111 \ 299

[1645] راجع: الجامع الصحيح المختصر، لبخاري بتحقيق مصطفى ديب، برقم: 120، 1 \ 56

[1646] رواه ابن كثير في تفسيره بلفظ: "لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم وكفركم تكذيبكم بها" انظر: تفسير القرآن العظيم، لإبن كثير،156 \ VIII

سورة المريم، 52

[1648] سورة البقرة، 282

1510 سورة الشعري، 194 -195

[1650] لعل الصحيح: الوجهة

[1651] لعل الصحيح: فلفظه

[1652] انظر: سنن الترمذي، لترمذي، بتحقيق أحمد محمد شاكر وآخرون، برقم: 2392

[1653] سورة العصر. 3

[1654] "تآليفك"، رسالة الشيخ الأكبر الي الامام فخرالدين الرازي ، محي الدين بن العربي (في رسائل ابن عربي) ، بتحقيق: عبدالرحمان حسن محمود، العلم الفكر، القاهرة، 1986 ، 10

[1655] (ر): "المتحبلة، (المليئة)

[1656] (ر): "وما تتخيله"

[1657] (ر): "الجليلة"

[1658] (ر): "خلف الجماعة"

[1659] (ر): "أنفة",12

[1660] هده الكلمة ينقض معني الجملة ، لعل الصحيح: "فينال"، (ر): ,14

[1661] (ر): "مستغرق" 16

[1662] (ر): "السورة"16

لم اعثر على الحديث بهذا اللفظ في المصادر رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة بلفظ: " أن ناسا قالوا لرسول االله صلى االله عليه وسلم: يا رسول االله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول االله صلى االله عليه وسلم هل تضارون في رؤية

القمر ليلة البدر ؟ قالوا لا يا رسول االله قال هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا لا يا رسول االله قال فإنكم

ترونه كذلك يجمع االله الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم االله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ باالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم االله تعالى في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيتبعونه ويضرب الصراط بين ظهري جهنم

فأكون أنا وأمتي أول من يجيز........ " راجع :صحيح، لمسلم، بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، برقم: 182 ، 163\I

1614 (ر): " لا يسكن" 17، والمعني: انه لا يهدأ الا وهو عزيز

1615 (ر): "الفرقان" 18

[1669] لعله" البلغ"

[1670] (ا): 118ب "ليست

[1671] (ا): 118ب (ش): 198ا، (فت): 57ب، "الوجد

[1672] (فت): 57ب، هذه الجملة ليست

[1673] (ا):+ 118ب، "زواياتيه"، (ش): + 198ا، "زوايا بيته"، (فت): 57ب، "زوايا"

[1674] (ا):+ 118ب، (ش): 198ا، (فت): 57ب، "في المقرب"

[1675] (ا): 119ا، مما: (فت): 57ب، "ليست"

[1676] (ا): 119ا، (ش): 198 ب، "يلفطه"، (فت): 57ب، "ليست"

[1677] (ا):  119ا، (ش): 198  ب،  (فت):  57ب، "كلمة"

[1678] (ا):  119ا، (ش): 198 ب،  (فت):  57ب، "به"

[1679] (ا): 119ا "باللفظ"

[1680] (ا):  119ا، (ش): 198  ب،  (فت):  57ب، "و ما"

[1681] (ا):  119ا، (ش): 198 ب،  (فت):  57ب، "كل"

[1682] (ا):  119ا، (ش): 198  ب،  (فت):  57ب، "هبة"

[1683] (فت): 57ب، "المتحقق"

[1684] (فت): 57ب، "متحضر"

[1685] (فت):+ 57ب، "ثابتة علي

[1686] لعله "مقائدا"

[1687] (ا): 119ا، "كافغا"، (فت): 57ب، "كا فغاد

[1688] (فت): 58 ا، "ليس"

[1689] (ا):- 119 ب، (ش):- 19ا، (فت)-: 58 ا، "عين صوره الظاهرة عين حروف ذكره المتصور في خياله من لفظة خاصة إن كان أميا وإن لم يكن أميا فالغالب عليه تصور"

[1690] (ا): 119 ب، (ش): 199ا، (فت): 58 ا، "الامي"

[1691] (ش): 199ا، "فيلتبس"

[1692] (ا): 119ب، (ش): 199ب، (فت): 58 ا، "سورة"

[1693] (ا):- 119ب، "مطلقا"

[1694] (ا): 119ب، "فيلتبس"، (ش): 199ب، (فت): 58 ا، "فتلبس"

[1695] (فت): 58 ا، "هو يلبسها

1666 (ا):- 120 (ش):- 200ا، "وإن زاد في التقرب رآه عين على كل شيء فإن زاد في القرب رآه قبل كل شيء

[1697] سورة آل عمران 92

[1698] ما وجدت هذا الحديث في المصادربهذا الفظ

[1699] سورة الواقعة، 74

[1700] سورة البقرة ، 185

[1701] سورة طه ، 130

[1702] طرف من حديث أخرجه مسلم في صحيحه، انظر: صحيح مسلم، لمسلم، برقم: 2691 ، 1٧، 2071

[1703] سورة يونس، 10

[1704] لعل "هذه"

[1705] سورة آل عمران، 54

[1706] سورة المائدة، 54

[1707] لعل الصحيح، "احدهم"

[1708] ناقص جملة

[1709] والصحيح "بذاتها"

أبي بن كعب . وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل . وأفرضهم زيد بن ثابت . ألا وإن لكل أمة أمينا . وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح راجع: سنن، لإبن ماجه، بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، برقم: 154، 551


Not: Bazen Büyük Dosyaları tarayıcı açmayabilir...İndirerek okumaya Çalışınız.

Benzer Yazılar

Yorumlar