كتاب كشف الأسرار
لأبي
محمد روزبهان بن أبي نصر البقلي الفسوي
١)
بسم الله الرحمن الرحيم / الحمد لله الذي ليس في وجوده هواجس الشك والظنون / ولم
يتغير ذاته وصفاته بتغير الحوادث والقرون / ليس لقدمه بدؤ معدود / و لا لبقائه
ايماء محدود / ا ز ا له
مقد س عن حضر ا لأ ز مان اواً باد ه مقد س عن ا لحين و ا لأو ا ن / يعرف بذاته
وصفاته لشواهد / وهو بذاته مستغن في تعريف نفسه عن الدلائل والمشاهد / الجواهر
والاعراض في ميادين وحدانيته مضمحلة / وا لأرواح والعقول في ساحات مجد سلطانه
فانية / تفرد بذاته عن إشارة الأوهام / وتقدس صفاته عن إدراك العقول وا لأفهام /
كان موجودا بوصف ا لألوهية قبل كل موجود / ويكون باقيا بنعت ا لعزة بعد كل محدود / لا ينال حقيقة كنهه بعد ا
لهمم / ولا يلحق قدس صفاته غوص ا لفطن / ليس لأسرار جلاله 1--ااك / ولأنوار
جمالاها إدراك / سبحات كبريائه طمست ا
لأبصار / و سطوا ت عظمته ا ز ا لت
ا لأفكا ر / ا متنع عز صمد يته عن
مطالعة الحدثان / وتعظم قهر احديته عن مماسة المكان / له صفات العلى وا لأسماء
الحسنى والنعوت ا لاسنى / عالم بعلمه / قادر بقدرته / حي بحياته / سميع بسمعه /
بصير ببصره / متكلم بكلامه / مريد بإرادته / ازلا و أبدا / كائن لا عن حدث / موجود
لا عن عدم / بذاته وصفاته مرئي / واحد من جميع الوجوه / ليس وحدانيته عن جمع ولا
عن تفرقة / اوجد العالم من غير
ى: بضاهة
٤
١-٣
وحشة / لا يضاهيه ا لأجسام ولا يشبهه ا لأنام /
متبرأ بوصف البهاء عن مماثلة الأشباه والأنداد / ومتوحد بسناء البقاء عن ا لمخيلا
ت و ا لمصو ر ا ت و ا
لأضد ا د / و لا يشا ر ا ليه با لتكييف و لا يسأ ل عن ا لاستعباد ا لتكليف /
٢)
اوجدهم للعبودية والعرفان / ودعاهم بجبارية الى الخنوع وا لايمان / جعل العرش
والكرسي خزائن ملكه ووضع استواء سلطانه ومجال جولان الملائكة والأرواح / وخلق
النار للأحزان والجنة للأفراح / بسط السموات بأطناب القربة وزينها بأنوار نيران
الفلكية / وجعلها قبلة الدعاء ومحل افكار اهل الثناء / وبسط الأرضين للعباد
والبلاد / وثبتها بصلاب الصخور والأوتاد / ووشحها بلطائف ا لأشجار / وأجرى فيها ا لعيون وا لأنهار / خص الروحانيين بالقدس
والطهارة / واصطفى الأنبياء والمرسلين بالوحي والرسالة / واجتبى الأولياء
بالمواجيد والولاية / وأيد الصديقين بالشوق والعشق والمحبة / شرف الرسل وا لأنبياء
بالشهود والعيان / وفتح أبصار أسرار الأولياء بالكشف والبيان / وجعلهم متفاوتين في ا لدرجات وا لمعارج وا لمقامات / وصلى ا لله على محمد غواص بحار المعارف والكواشف /
وغرائب الحكم وا للطائف / سيد ا لرسل وا لأنبياء / وقدوة ا لأصفياء وا لأولياء /
وعلى أ له ا لأطهار وصحبه ا
لأخيار /
٣)
اما بعد فإن الله سبحانه وتعالى عرف نفسه للرسل وا لأنبياء والملائكة"
والأولياء بخصائص آياته من العرش الى الثرى /
ب
م : و مضع ٣ م:
للملائكة
وصاحوا
ولم يتمكنوا ان يدنوا من الله تعالى من عظمته و كبريائه / فنودي في سري قوله تعالى
يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمر ن١١٢ /
١١٤)
ور أيت مرارا تعالى كأنه يضر ب العود على باب الرباط / فيقع في العالم فرح ونشاط
حتى ضحكت جميع الأشياء ذرة ذرة / ور أيته تعا لى قبل ذ لك مرا ر ا فوق كل فوق يطرب
بنفسه طبو لا / ويشير بذلك انه يفعل لاظهار سلطنتي / وانه قد اصطفاني في زماني على
العالمين بسلطنة والخلافة / وهذه وأمثال ذلك لانموذجات١١٣ من اظهار الاصطفائية
والقبول والاجتباء وحسن الاوصال / وهو تعالى منزه عما يخطر بقلوب الكروبيين
والروحانيين / ما يخطر بقلوب الخلق هذا دأب فضله لأوليائه / ومثل هذا كثير في ا
لأحاديث / فأين هو من قول سيد ا لرسل وا لأنبياء وا لأولياء / ومن ظن اني بعد
اظهار هذه المكاشفات مشبهي فهو احمق لم يشم رائحة مواجيد الأولياء وواردات الأصفياء
/ يفهم متشابهات ا لاحاديث / قال ا لله تعالى يرى هيئة ذاته كيف شاء
/
١١٥)
ورأيت بين العشائين وانا في مقام العتاب والانبساط / ورأيت سرادقات الملكوت حين
وصلت لوائح الشوق الى قلبي / فمضى اكثر الليل فجلست للمراقبات / وكنت ادفع؛ ١١
الخواطر عن قلبي / وطار سري في الأكوان / وما قدرت ان اتجاوز عن
١١٢ القر ا ن ١٦ (النحل) ٥٠
١١٣ م : الأنموذجات
١١٤ م :
ارفع
٥٧
١١٥-١١٧
اقطار
الكون لأني ما رأيت وراء الكون شيئا الا تعلق القدرة / فرجعت الى مكاني حتى مضى
ساعة / فرأيت دار العرائس وهي دار الجلال / فظهر الحق بنفسه لي / وأدخلني في مقام ا لانبساط والوجد والحال / فذقت ذوقا من وصله ما
ذقت قط مثل ذلك / وأراد شوقي وعشقي / ثم دنا مني دنوا لا اطيق ان اصف / وكنت مهتما
في ا لبد ا ية من فقد ا ن قد س ا لتوحيد / فأ لطفني ا) ا) ا لحق
وأعلمني ان مقام العشق نزل اهل الصفات وأنس اهل الذات /
١١٦)
وطلبت ا لله تعا لى في وقت ا لسحر و ما و جد ت / وقد ا بد ع لي من الخيالات
الروحانية صور المختلفة / فردها خاطر التوحيد واستأنس بها خاطر ا لعشق / حتى مضى
زمان وجميع همتي في وقائع انوار تجلي الخاص بنعت صفات القدم التي لا يصدر منها ا لأشكال ا لأفعال و لا نعوت ا لا لتباس / فتجلى
الحق من باطن ا
لغيب ثم تجلى من العرش ثم تجلى بصور آدم / وقد علمت
همتي وطلبت حقيقةلو حد ا نية / و ظهر لي بصفات و جما ل لاطيق و صف ذ لك / لكن اقول
ببعض ما رأيت منه لما ظهر / تناثر من وجهه الدر والورد / ورأيته في عالم مملوء من
الكواكب الدرية / وكان تعالى كأنه يظهر شيئا من اسباب السماع / فضحكت ا لاكوان من لذته / ثم تجلى بصفات كل لحظة بصفة
ما رأيت احسن منها / وكان ذلك بديعة فى بديهته /
١١٧)
ورأيت الأنبياء بين يدي الله سبحانه والهين مترددين / وكنت فى طلب الحق بنعت
الحياء فى التوحيد واجلال الصفات /
١١ ب م: قال
طفنى
فكلما
ظهر لي من بدائع الغيب اشكال رددتها / حتى رأيت الحق سبحانه بلا كيف على وصف
الجلال والجمال وقد اشار ومعادن ا لأنوا ر / ثم ر أ يته على باب بلاد ا لقد م و
حظائر الازل / فلما ا لفيته على الجلال والجمال والكبرياء / واستغرقت في بحار ا
لوجد والحال و ا لهيجان وا لصيحات و حر كات تليق بمقا مات ا لأنس / ثم تحير ت في
اولية الحق / فرأيته على احسن صورة / فذكرت في قلبي اين وقعت من عالم التوحيد الى
مقام المتشابهات / فدنا مني وأخذ سجادتي / وقال قم ايش هذا الخاطر / تشك في نفسي
وانا مثلت نفسي في عينك لتستأنس بي وتعشقني / وعليه انوار الجلال والجمال لا يحصى
عددها / ثم رأيته في كل ساعة على جمال الاخر/
١١٨)
وأول هذا الأمر بعد ما توضأت خطاب خاطب به حبيبه صلعم / فقال إئا فتحنا لك فتحا
مبيئا ، ليغفر لك ا لله ما تقدم من ذئبك وما تأخر١١٦ / فلما دنا وقت ا لسحر امرني
بالوظائف / فقلت ما قضيت وطري منك / بعزتك اطعمني طعم محبتك وأرني حقائق جمالك
وجلالك حتى افرح بك واذوب فيك من حلاوة الأنس بك / فقال قم واصعد ا لى سطح الرباط
/ فهنا لك ينكشف مرادك / فلما صعدت وأذنت اذان السحر رأيت الشيخ ابا الحسين بن هند
في مقام مراقبة / فقلت في نفسي ايش يطلب / فنودي في سري انه مراقبة الجلال / فلما
ابصرت رأيت جميع الشيوخ الصوفية من حد ترك الى بلاد المغرب مراقبين جلاله /
١١٩)
ثم رأيت النبي صلعم مع جميع الأنبياء والرسل جالسين
١١٦
القرآن ٤٨(الفتح) ١-٢
١٦١١٦ م
تطلب
١١٩-١٢٠
مراقبين
مشاهدة جلاله / ثم رأيت جبرئيل وجميع الكروبيين مراقبين مشاهدة القدس / ثم رأيت
الحق سبحانه قد ظهر لهم بما وصفت / وانا بين الصوفية كالسكران الواله مقبل بوجهي
نحو عزته / فدنا مني ورقصني ورقص معي وخصني بذلك من بينهم / فلما ذقت حلاوة ا
لانبساط غلب علي صياح الملكوتيين وزعقات الصمدانيين وشهقات الربانيين /
١٢٠)
وكنت في طلب ا لله
تعالى في صحارى ا
لغيب / فرأيت المصطفى صلعم في طرق من تلك الصحارى وكان قامته قامة آدم عليم وكان
عليه قميص ابيض وعلى رأسه عمامة قصب / ووجهه كالورد الأحمر يتباشر منه الصفات
متبسما / اقبل وجهه على عالم ا لقدم في طلب الحق سبحانه / فلما ر آني دنا مني /
وكنا كالغريبين في تلك الصحراء الذين مقصدهما واحد ومقصودهما واحد / وتلطف بي وقال
انا غريب وانت غريب مر معي في ذلك"١١ ا لصحارى حتى نطلب ا لله سبحانه /
فمضينا في ا لطريق سبعين ألف سنة وكنا نجلس في بعض المواضع ونأكل ونشرب / وكان
يطعمني ويلاطفني كالغريب المشفق على الغريب / فلما دنونا من قرام ا لقدم وسرادق
الأزل وقفنا طويلا وما ر أيت الحق / وكنا مهتمين لأجل فقدانه / ثم ظهر الحق
تعالى للمصطفى عليم / فرأيته وقد تزول١١٨ اليه وكنت ناظرا الى الله سبحانه وما فعل
بحبيبه عليم / فمضى عليه زمان وجرى بينهما اس را ر ١١٦ لم اطلع عليها / فخطر بقلبى
ذلك / رأيتهما قد استقبلانى /
١١٧
هكذا ب م
١١٨ ب
بإهمال الحرفين الاولين، م بإهمال الحرف الاول
١١٩ ب :
اسرارا
٦١
١٢٣- ١٢٥
لي
من بينهم وقال ما قال / وسمعت منه ما سمعت كلام مقام ا لأنس وا لانبساط وشوقه ا لي وعشقه بي١٣ ومحبته لي /
١٢٤) وقد انكشف
لي وجه ا لله تعالى منز١٢٤٥ عن اشارة ا لخوا طر / وعنت ا لوجوه للحي ا لقيوم تعالى وتقد س
/ وظهر في نفسي من رؤية وجهه حلاوة الشوق وذوب الروح وهيجان السر وانشقاق القلب
وفناء العقل لو القي ذرة على جبال الأرض لذاب من الحلاوة / وكنت في زفرة وعبرة
ودوران وشهقة / ثم اخذني في ملكوت وأوقفني على باب القدم / ثم تجلى لي بوصف ا
لكبرياء والعظمة / فر أيت نورا في نور وبهاء في بهاء وعزا في عز / ولم اطق ان اصف
ذلك / وما كنت اقدر ان اخطو ادنو منه خطوة بجلاله وعزه/ ولو رأيت ذلك الى الاباد
ما قدرت ان اطلع على ذرة في المثل على بعض نعوت الازل / تعالى الله عن وصف الوصافين
/
١٢٥)
ورأيت في بعض المكاشفات ضياء في وسط الدنيا وكان تلألأ / فهزني ذلك وهيجني ا لى
قرب الحق سبحانه / فلما مضى ساعة رأيت شاذر وان الغيب قد رفع وانفتح خيام الملكوت
/ وقد ظهر لي الحق سبحانه بوصف العزة والبقاء والجلال والجمال / قد ظهر نفسه
وعرفني مخفيات نعوته / وقد ابصرت منه بهاء وحسنا / وقد دارنور أ١ بين السماء
والأرض / فرأيته وانا توجهت من كل جانب / ثم بان لي
ميادين ا لاحدية فدخلت فيها / فسلبني طوفان بحر
الوحدانية / وأغرقني في قاموس ا لأولية / ثم بعد
عشقه بي : م عشقه
١٢٤ ب م
هكذا
ب م : نوه
ذلك
رجعني الى خليقة الانسانية / واني كنت مهتما لأجل تعارض وارد البشرية واحكام
الدنياوية متفكرا في بعض اموري وما جرى من ا لامتحان وما صدر من مقادير الأزل في ا
لأوان / فانشرح صدري بلتغيب وذهب ا لطبيعة وانسلخ سري عن ا لغيوب الامتحانية /
١٢٦)
ورأى روحي في جوف١٢٧ الملكوت نورا شعشعانيا / ثم اطلع الحق من ذلك على احسن الصفات
وأجمل الجمال وأعظم الجلال مقبلا علي بوجهه تعالى وتقدس / قال من انا١٣ له كيف
يغتم بشيء دوني / فبقيت في جماله وجلاله / وذلك مقام دنو ا لدنو وقرب ا لقرب ووصل
ا لوصل / فبقي ذلك حتى افنى كل شيء دونه عن خاطري وسري / وبقيت في ذلك في عين ا
لعين وحقيقة الحقيقة / وشاهد لي وعلي الحق بالوصف ا لذي ذكرت / وأورثني من قربه
وكشف جماله وجلاله وخطابه بجلا بديعا ووجدا كاملا بنعوت الزفرات والعبرات والوله
والهيمان والرقص والتصفيق والدوران / فزاد انسي وشوقي ا ليه وحبي له /
١٢٧)
فسكنت بعد ذلك الى وقت السحر / فانكشف الحق لي بوصف ما ذكرت / وذلك مشاهدة ا لا
لتباس في التوحيد وظهور الصفات في الفعل وبروز انوار الذات في الصفات المجهولة الى
زمان طويل / فلما دنا وقت ا لغيبوبة رأيته تعالى قاصدا غيب ا لغيب / فرأيت اهل
الجنان واهل الحضرة من الملائكة والأنبياء قد صعدوا معه الى
ب م : بحر و ف مهملة
١٢٧ ب :
حوف ، م : خوف
١٢٨ ب م: ان
٦٣
١٢٧-١٢٨
اماكنه
وما رأيت في اول / فبان لي ان الله سبحانه اذا انزل بنعت الاقبال لا بنعت الانتقال نزل معه اهل الملكوت واذا ارخى ستور الجبروت غابوا
معه / وهذه المكاشفات شأن اهل النهى من العارفين ووصف اهل الحقائق من المؤخرين
الذين قاموا الحق بشرط المعرفة والعلم بأحكام المتشابهات / وهم الذين وصفهم الله
تعالى بأنهم 1الراسخون)١٣٩ بقوله تعالى وما يعلم ثأويله إلا الله والراسخون في
العلم/
١٢٨)
وقد انتبهت بعد نصف الليل من اول رمضان / وخاطبني الحق سبحانه بقوله يبشرهم ربهم
برحمة. مثه ورضوان ١٢ /
فلما صليت ركعتين وجلست للمراقبة تفكرت في آلاء الله وآياته / فدار سري في اقطار
الكون / وخرج روحي من الكون / فظهر لي الحق سبحانه وراء الكون كأنه جاء من الغيب
على كسوة الجمال والجلال بوصف لو رآه اهل الكون والحدثان لذابوا من اثر جلاله وكشف
جماله / ووالله اردت ان اصف بعض صفاته التي رايته بها للمر يد ين و ا لصادقين /
وما قد رت بذ لك لأنه تعا لى كا ن يظهر بوصف كسى وراى"١٢ منه آدم / وأظهره
للكروبيين) وا لروحانيين فخروا له سجدا١٣٤ بغير اختيارهم / لذلك قال النبى صلعم
خلق
١٢٩ ب م كلمة غير واضحة
١٣٠ القر آن ٣(آل عمران) ٧
١٣١ القر آن ٩ (التوبة) ٢١
١٢٢ كسى وراى :
هكذا ب م ، ولعله كسي وتردى
١٣٢ ب م: الكروبيين
١٣٤ ا
لقر آن ١٢( يوسف )..١، و١٩ ( مر يم) ٥٨ ، و٣٢(ا لسجد ة) ١٥ ، وا نظر كذلك
٢ (البقرة) ٣٤ ، و٧ (الاعراف) ١١ ، و ١٧
(الاسراء) ٦١ ، و١٨ (الكهف) ٥٠، و ٢٠(طه) ١١٦
الله آدم
على صورته / فافهم لولا مخافة الجهال الذين ينسبوننا الى شبه العلة اشا /
١٢٩)
مما ر أيت من ا لحق سبحانه نور بهائه وسنا قدسه و عظيم جلاله ولطف جماله وما كان
قد تلبس به من النعوت التي البسها آدم ويوسف وموسى وابراهيم ويحيى ومحمدا صلعم /
وتلك النعوت التي يورث انورها منهم فافوا ١٣٦ على العالم والعالمين / لأن سناء برق
صفاته اذا تجلى لشيء فوضع١٣ له الاكوان والحدثان لانه صدر من نعت الأزل / وليس
هناك ا لوصل وا لفصل والخيال و ا لوهم / لأن من عرف ا لله تعالى بعد سيره في عالم
ا لقدم علم العلوم المجهولة التي تكشف١١٢ اسرار الربوبية / وتخلصت بذلك اسرار ا
لواصلين عن ا لنفي وا لاثبات وا لتشبيه وا لتعطيل / فان هذه ا لاشياء حوادثات
كونية / وهو تعالى وراء ذلك / وفني ا لوهميات عن سير ارواح ا لعا ر فين ا لى تلك ا
لمعا هد / و لم يعلمو ا اذا وصلوا شيئا ويخطر بقلوبهم علة اهل ا لكون / وهم في عين
الفراغة في رؤية الحق عن الحجة والعلة والمعلول / وقد بان لي الحق سبحانه في مقام
ا لأنس بوصف الحسن على جمال اللطف / فسلب قلبي بجماله / وغلب علي الزعقات والشهقات
وا لعبرات والتصفيق والوجد وا لأنس والشوق والعشق والوله والمودة والمحبة / ثم غاب
وكنت متضرعا سائلا لقاءه الكريم / ثم ظهر لي بأخص و صفه من ا لمتشابها ت / ثم غاب
عني /
١٣٥
هكذا ب م
١٣٦ هكذا ب م
١٣١ وضع : م (هامش) خضع
١١٣ م
ينكشف
انتبهت
في سحر الاول اهتممت لاني نمت اكثر مما نمت كل ليلة / ثم خطر على قلبي ذكر اهلي
المتوفاة رحمها ا لله / فلما توضأت قلت في خاطري الهي ترى كيف فعلت بي اذ توفيتها
وتركتني مستوحشا / فخاطبني بالفارسية وقال كرد زان ناكردن است / وعنى بذلك انه كاد
ان يكشف لي عالم الملكوت وبقربي منه / فعلمت ذلك / ثم بعد الوضوء خاطبني وقال
فاسئتبشروا ببيعكم الذي بايعتم به١٤١ /
١٣٢)
فلما صليت ركعتين استقبلني الحق في وادي ا لأزل / وكنت غريبا هناك / ثم بان لي عند
شوامخ الكبرياء بوصف الجلال وا لجمال / ثم اراني
عالم ا لغيب / وكنت خائفا من ذلك اذان ا لمؤذنين / وقلت ابطأت في نومي وما تنبهت
سريعا / فقال الحق تعالى لا تهتم فانك ان كنت نائما فانا لك غير نائم وكنت متلطفا
بك رافعا حجابي لك / ثم اراني نفسه تعالى مرارا بوصف لا اطيق ان اشرحه / ثم دنا
مني بوصف ما احبه / وكنت في بحار ا لشوق مستغرقا وفي مجالس الأنس والها / قلبي كان
بين الاستتار والتجلي / وروحي بين الوجد والفقد / وعقلي منتظر احكام الربوبية /
وسري مشاهد الجبروت والملكوت / ولساني في وصف ا لقدم / وعيناي في دوران الملكوت
صبابتان ا لعبرات / حتى شاهدني الحق تعالى بوصف طيب
الوصال / وشاهدت الحق بكشف الجلال والجمال /
١٣٣)
واتفق اني قد ملكت في بعض الليالي من امن يكون لي وسيلة
١٤٠ ب م : تركنى
١٤١ القرا ن ٩ (التوبة) ١١١
١٣٤)
فرأيت الحق سبحانه عند بيدر من الورد الاحمر بوصف الجلال والجمال / وكنت قائما عند
ا لبيدر / فرأيت نبينا صلعم وفي كمه ورد ا لأحمر وا لأبيض / فأفرغ ا لورد من كمه /
وكذلك فعل جميع الأنبياء والملائكة / ورأيت آدم عليم ومعه الورد / ورأيت جبرئيل
عليم ومعه الورد / ووافقهم الحق سبحانه في ذلك / ثم اظهر لي محاسن الصفات وجمال
الذات في صفات الفعل / ثم كشف لي حجاب العزة / ودخلت في الحجاب / فرأيت عظمة
وجلالا وعزة وبقاء / قد حارت فيها العيون والقلوب والعقول والأرواح والأسرار / تعا
لى ا لله عن كل عبارة وإ شارة / وقد ورد على قلبي ا ذكار شر ب مناهل ا لعشق / وقد
هاج سري بنعت ا لشوق ا لى شرا ئع ا طيار ا لقر ب / فبقيت في ذ لك بين ا لواردا ت
وا لموا جيد ا لى ما بين العشائين / وذكر خاطري عين الألوهية واستعد مداناة١٤
الازل / فظهر بالبغتة سطوات العزة / وجذبتني صولتها عن احكام ا لبشرية / ثم تواتر
علي سبحات ومكاشفات / حتى ظهر الحق سبحانه على حيزوم الأزل وبيده قوس الأتراك وقد
غضب على قوم تمادوا في عقوبة عباده / ورأيت علي بن ابي طالب كرم الله وجهه خرج من
بعض الجبال غضبانا على ذلك ا لقوم / وحمل عليهم لان بعض المظلمين كانوا من اولاده
/ وهم قبل المؤاخذة ظلموا على العباد / ولكن لم يسقط حقوق بيوتهم / فمضى في ذلك
أوقات وانا بين المواجيد / شاهدت مشاهدات كل مشاهدة بصفة الاخرى / ثم مضى ا لليل
وبقي شطره / وظهر لي الحق سبحانه بوصف مداناة / ورأيته على احسن صفات واكمل جمال
وا لطف جلال / ثم رأيته وقد ظهر من باب ا لعزة وحجاب القدم / وتجلى بجلاله
١٤٧ ب م
: مدانات
٦٩
١٣٤-١٣٦
كأنه ملأ ا لعالم من ورد ا لأحمر / وذلك نور
بهائه / فنادى وقال
لمن
الملك اليوم لله الواحد القهاره /
١٣٥) وقد طلبت ا لله
تعا لى في بعض ا لليا لي / فر أيته قد طلع في داري على صفة الجلال والجمال / وقد
اراني من نفسه جل وعز ما لا يطلع عليه بعض المقربين / ثم غاب عني واتركني في الوجد
والحال / ثم نادى الحق من عالم القدم / ودعا الرياح وأمرها لتوصلني الى بلاد الأزل
/ فأخذني ريح حقاقة وطيرني في الهواء / و كذ لك حتى ا خذ ني سبعو ن ا لف ر يح كلها
مر ا كب ا لغيب ا عد
ها الله تعالى لأجل معارجه / فوصلت الى الحق سبحانه ورأيته بوصف القدوسية والبهاء
والعزة والكبرياء والعظمة / فقال وسماني باسمي هل ترى يا روزبهان جهة او صورة او
خيالا او شبها / فقلت بخاطر لا بلساني هذا مقام الوحدة يفنى جميع الحدثان وما
فيها/
١٣٦)
ثم رأيت نفسي على بعض المقابر ببلد بسا / ورأيت شخصا من الأولياء قد خرج من قبره
وعليه لباس احمر وعلى رأسه قلنسوة احمر/ فلما قام قام معه جميع المشايخ بلد بسا /
ثم وافقوني بمضي ا لى شيراز / فلما دنونا من شيراز قام مشايخ شيراز من قبورهم
واستقبلونا حتى بلغنا البلد / وهذا في وقت قد عزمت على ا لرجوع ا ليه / وقد ر أيت
نفسي في جانب المشرق / وقد تجلى لي الحق سبحانه بوصف جمال الأزل / وكان قلبي قد ذا
ب من حد حسنه و جما له /
١٤٨
القر آ ن .٤ (غافر) ١٦
١٣٧)
ثم رأيته بعد ساعة تجلى لي بذلك الوصف وتجلى [—_]٩؛١ الحسن من الاتراك / فاجتمعوا في صحراء
المشرق عند ا لله سبحانه / فلما تجلى لهم تاهوا وتحيروا / وخروا له سجدا ١٥ من
كمال شوقهم ا لى جلال ا لله تعالى / ثم ر أيت نفسي ساكنا جالسا / واطلع علي الحق
وأعلمني انه طاف جميع العالم لأجل طلبي / لم ير غيري اهلااء١ لوصول مشاهدته / فلما
غاب عني رأيت كأ ن علي جبة ضيقة ا لكمين و على ر أ سي شعر و فو قه قلنسو ة /
فجذبني الحق من بطنان غيب العزة / واستقبلت اليه / وصرت بوصف السهم الذي رمى به من
القوس الشديد / او كالرياح العاصفة / ولم يتعرض لي شيء من البحار والرياح والجبال
وا لسموات وا لأرض وما فوقها وما تحتها ا لا خرقه حتى دنوت منه /
١٣٨)
فرأ يته تعا لى بلا مكان ولا جهة في عا لم ا لعز وا لعظمة بالوصف الذي رأيته في
المشرق / فلما ظهر اجتمع في سرادق كبريائه الملائكة على صورة ا لاتراك وعليهم ثياب
حمر / فتجلى الحق سبحانه لهم / فصار وا والهين ا هائمين متفرقين كالفراش المبثوث /
فاستوفيت حظا من جمال الحق تعالى / ما استوفيت مثل ذ لك ا لا ما شاء ا لله / ور أ يت في عا لم ا لعر ش مشا هد ة ا لله تعالى
بنعت الجلال والجمال والبهاء بالبديهة بعد ان طلبت بمقاصد الأسرار في الأقطار وما
كنت عنده ما شاء الله / ودخلت في بحار المواجيد والفرح مشاهدته في مقام ا لأنس /
ثم غبت عنه ساعة /
١٤٩ ب م كلمة لاتقرأ
١٥٠
القرآن ١٢ (يوسف) ١٠٠
١٥١ ب م
: اهل
١٢ ب م : ولهين
٧٣
١٤٢-١٤٣
١٤٢)
وقد خضت في بحار العميا في طلب رؤية الحق سبحانه / فرفعت رأسي في بحر الحيرة /
فرأيت عالما من ا لعظمة / ولم ار الا عظمة في عظمة / وهبت منها فرجعت / فرأيت في
صحراء مشايخ الصوفية كواهلهم مروط١ الزاوية / فوضعوها جميعا ونشروها / فر أيت فيها
اوراق ا لورد ا لأحمر كانهم طابوا بذلك / ولم يغوروا كغيره من عالم الدنو من قهر
تلك العظمة / ور أيت بينهم ا لشيخ ا با ا لحسين بن هند وا لشيخ جعفر ا لحذ اء وا
لشيخ اباعبد الله بن خفيف / ثم طلبت الحق بعد ذلك ساعات طويلة/ فاستقبلني تعالى
وعليه لباس البهاء وعلى طرازها اللؤلؤ والذهب ا لأحمر وعليه انوا ر مثل وشائح ا
للؤلؤ ا لأبيض وا لذهب ا لأحمر/ وكساني من الحسن والجمال على مثابة لو رآه حور
الجنان لذاب من جماله /
١٤٣)
ورأيته بذلك الوصف مرة اخرى بين السبل١٥ / وذلك واد من اودية الغيب / ثم غلب علي
مواجيد الشوق / واستزدت منه تعالى رؤيته / فرأيته ولم يطق لي ذلك / وقلت في خاطري
يا جبار السموات والأرض ايش يضر بك لو اراك واستوفيت حظ قلبي من جمالك / واتفق اني
كنت في مقاصدي من كشوف الصفات وظهور الذات / ودار سري في اقطار الكون والكائنات
طلبا لخروجه من الحدثان / فرأيت كأني على سطح رباطي بشيراز / فاطلعت فرأيت الحق
سبحانه على سوقنا بوصف الجلال والجمال / والله لو رآه العرش بذلك الوصف لذاب من
لذة جماله / فدخلت في بحار الوجد والحالات والواردات المتفاوحة نيران الشوق
والمحبة
١٥٦ ب م هكذا
) : ب م هكذا ، وبين ا لسطرين « سيل »
وا
لعشق / ثم رأيت نفسي جالسا في صحن الرباط / فجاء الحق سبحانه بذلك الوصف مع زيادة
من جماله ومعه كم من الورد ا
لأحمر وا لأبيض / وطرحه بين يدي / وكنت في مقام ا لأنس وا لفر ح والروح بمثابة كأني ذبت / فلما كشف لي من محاسن
صفاته وشمائل نعوته / ثم غاب عني /
١٤٤)
وارتقيت في الساعة الى اعلى عليين / فرأيت الأنبياء وا لأولياء والملائكة قاموا
مصغين / وبعضهم قصد ما نحو الحضرة / وهم على زي المهابة / وكنت مسرعا اليه بنعت
الشوق باكيا وا لها مدهوشا / فوضعت وجهي على سرادق المجد والدم يقطر من عيني /
وجهي مختضعا / فما وجدت احدا ا
خضع له من نفسي / وكنت في غاية الاحتياج الى وصاله / فرجعنا جميعا / وما ادركنا من
انوار عزته ذرة / فبقينا متحيرين / فجلست في مقامات الحيرة وتضرعت وقد غاص سري في بحار المخايل
/ ونفيت كلها من حومة خاطري / فكنت من ذلك حتى انكشف لي مشاهدة القدس بنعت الضحك /
فهناك ضحكت ا
لأكوان والحدثان من لذة ذلك الضحك/
١٤٥)
وقد تفكرت في شأ ن ليلة ا لقد ر ليلة ا لثامن عشر من ر مضان / وكان من سنة ا لله
معي انه ارا ني ليلة ا لقدر كل سنة / فربما اخبرني بعد العصر وربما
اخبرني وقت المغرب بإتيان ليلة القدر / وأراني معالمها وما يكون فيها من اشكال
عالم الملكوت قبل وقوعها / فقلت في خاطري في الصلوة الهي لا تحرمني رؤية ليلة
القدر / فرأيت اقطار السموات قد انفتحت الى اعلى عليين / ورأيت فيها الكروبيين والروحانيين
كأنهم تاهوا لنزلهم الى عالم / ور أيت الغوغاء فى الجنان / وان الرضوان امر حور
الجنة / فرآهن قد
٧٥
١٤٥-١٤٦
خضبن
ايديهن وارجلهن مثل العرائس / ورأيت بعض الملائكة قد اخذوا الطبول والبوق واسباب
العساكر / ورأيت على باب حضرة الله تعالى سبحانه الطبول التركية كادوا يضربوها /
ورأيت من حضرة الله سبحانه كأن١٥٨ الورد الاحمر تناثر من جميع الحضرة على جميع
العالم والعالمين / ور أيت الأنبياء والصديقين يتفرقون ويجتمعون / ورأيت الحق
سبحانه كاد ينكشف للخلق جميعا على وصف البهاء والجلال / وقد اخبرني ان ليلة القدر
ليلة الحادي والعشرين / ومن عادة الكروبيين والروحانيين حين تولوا في ليلة القدر
مع جبرئيل ان يضحكوا ويبشروا / وربما رأيتهم مثل الاتراك / وربما ر أيتهم مثل العرائس لهن ذؤابات كذؤابات
النساء١٥٩ / ووجوههم كوجوه الحسان منهن / ورأيت بعضهم على شبه الغزلان / وما رأيت
ملكا احسن وجها من جبرئيل عليم / وقد طلبت الله سبحانه وقت السحر في هذه الليلة /
فخاطبني بما خاطب موسى عليم ههنا / فانشق بعض جبل / ورأيت في طور سينا روزنة في
نفس الجبل من جانب المشرق / فتجلى الحق سبحانه لي من تلك ا لروزنة / وقال هكذا 1 أظهرت١٦ نفسي لموسى عليم
/ فرأيت موسى عليم كأنه رآه تعالى وقد سقط من الجبل سكرا نا ا لى حضيض ا لجبل / فر
أ يت مشاهدة ا
للطف ا حسن من تلك المشاهدة /
١٤٦)
وقد وقعت يوما في حديث بعض القراء والمترسمين برسم الواجدين والمتحققين من ا
لعارفين والموحدين من المكاشفين
١٥٨ م: كاد
١٥٩ م : لهن
ذؤابات ا لنساء
١٦ ب م :
ظهرت
والصديقين
من المشاهدين قد خرجوا بدعوى المشايخ ومقاماتهم / ثم ند مت من ذلك وا ستغفرت ا لله تعالى لهم لما سمعت من قوله صلعم كفارة ا
لاغتياب ا لاستغفار لمن ا غتبتهم / ثم صليت صلوة المغرب / فرأيت كلبا اصفر في
صحارى / ورأيت جميع المغتابين مفتوحة افواههم / وكان الكلب يأخذ بأسنانه لسان كل
واحد من فمه / ويأكل جميع السنتهم بأقل من لمحة / ففزعت من ذلك / وكان ليلة
العشرين من رمضان / كأن قائلا يقول هذا كلب من كلاب جهنم / غداؤه كل يوم السنة
المغتابين / ومن اكل الكلب لسانه لم يقبل الله تعالى صومه / أستعنت بالله من عذابه
وبكيت وتضرعت / ثم خطر ببالي انه
اذا كان الغيبة تور ث مارأيت فايش يورث هذا البكاء من الندم / فرأيت حسان الوجوه
من الملائكة يأتون ويأخذون دموعي ويشربون / ويقولون نحن صوام ا لله تعالى ونحن
نفطر بد مرعي ١٦١ / ثم ر أيت ا لنبي صلعم قد جاءني من جو المدينة على هيئة تركمان
وعليه قباء وقلنسوة / وخرج يده اليمنى من قبائه / وبيده اليسرى قوس وبعض سهام /
ففتح فاه / وأخذ لساني ومص لساني باللطف / ثم رأيت آدم ونوحا وابرهيم وموسى وعيسى
وجميع الأنبياء والرسل يأتون الي ويمصون لساني / ثم رأيت جبرئيل وميكائيل واسرافيل
وعزرائيل وجميع الملائكة يمصون لساني وكذلك جميع ا لأولياء و ا لصد يقين / فغلب
علي ا لموا جيد وا لزعقات
و ا لشهقات / ثم ا ن الله تعالى رفع حجاب الملكوت على وصف الجلال والجمال مكشوف
شمائل الصفات على صورة آدم / ثم اراني عظمته وجلاله في مقام آخر / كذلك حتى ر أيته في سبعين مقاما / في كل مقام بصفة ما رأيته
قبل ذلك بتلك الصفة قط / وخاطبني بخطاب
١٦١
هكذا ب م
البسني
لباسا من حسنه وجماله / وكنت هناك معشوق الله تعالى / وهو سبحانه قد عشقني / وتلطف
بي بالطاف / ولو قلت منها لا يستطيع ١٦٣ ان يسمعه احد من خلق ا لله تعالى ا لا ما
شاء ا لله / ثم جعلني متصفا بصفاته / ثم جعلني متحد ا بذ ا ته / ثم ر أيت نفسي كأني هو / وما ذكرت
شيئا ا لا نفسي / ثم افقت من ذلك / ونزلت من ا لربوبية ا لى عبودية / ثم تمنيت
مقام ا لعشق / حتى رأيت نفسي دار الجلال / فرأيت الحق
سبحانه بوصف الالتباس / وبقيت في مقام ا لأنس ساعة غائبا عن كل ما دونه / وقد غلبت
علي مواجيد كثيرة مع الهيجان والبكاء من مقام ا لأنس والتصفيق من شهود العين /
فناداني مرارا / فسجدت بعد ذلك / فرأيت على ظهري اثقال انوار العظمة / فقلت الهي
ما هذا / فقال نور ا لاستوا ء /
فقلت ا لهي ما معنى قولك أ
لرحمن على ا لعرش اسئتوى١٦ / فقا ل تعا لى ا ذ ا تجليت ا لعر ش و تجلى من ا لعر ش لمن ا شاء فذ لك استوائي عليه / هذا يا اخي حكاية
اهل النهى من العارفين / ومن لم يكن على مثابة٦) ١ المعرفة وينظر في هذا الكتاب ينسبني ا لى ا
لتشبيه ويضرب به عنقه /
١٤٩)
وقد اتفق لي بفضل الله تعالى ليلة القدر ليلة الحادي وا لعشرين من رمضان / فرأيت فيها اشكالا عجيبة / ومن
جملتها رأيت بعض الملائكة بشبه الاتراك / ورأيت بعضهم
بشبه العرائس / ور أيت بعضهم على ر أس جبل قاف / ور أيت بعضهم"٦ يضربون
الطنابير / ورأيت على باب الحضرة جبرئيل عليم يتغنى ببعض
١٦٣ م :
تستطيع ، ب مهملة التاء الآولى
؛١٦ القران ٢٠ (له) ه
١١٦٤ ب م
مثابت
١٦٠ م : ور أيت بعضهم ور أيت بعضهم
اتاني
/ وانا اتيتك / اما ترضى/ اتيتك سبعين الف مرة من وقت اضطجاعك الى وقت انتباهك /
وفي كل مرة كشفت لحافك من وجهك وانت نائم وانتظرت انتباهك / فلما سمعت ذلك قد
اخذني تلاطم بحار التوحيد / فلما مضى زمان غاب عني وطار قلبي في عالم الملكوت /
فأصعد فوق كل فوق / وظهرت لي بأنوار كبرياء الذا ت وا لعظمة وا لجلال / ثم قال ا
ما كنت تقر أ في سور ة قل هو الله أحد ا لله ا لصمد لم يله ولم يوله ولم يكن له
كفوا أحد١٧ وليس كمثله شيء١٢٢ / وهل ترى١٧ شيئا من ا لكون هل ترى مكانا هل ترى
زمانا هل ترى صورة هل ترى شيئا من علل الحدثان ونقائض الأكوان / ها انا تراني بوصف
الجلال والعزة وا لبقاء/ وهذ ا عا لم ا لوحد ا نية / و هذ ا مقام ا لتوحيد / فذ
كرت مقامات نبينا محمد صلعم حيث دنا فتدلى:١٧ / هل كان عليه السلام في مشاهدة غير
مشاهدة القدس / فألهمني الله سبحانه حين ارا ٦٥ ١ نفسه في مقام الالتباس حيث قال
رأيت ربي في احسن صورة١٧٧ / ويا محمد بم يختصم الملأ الاعلى / فقال قلت اي رب ا نت
ا علم / حتى قال مرة ا خرى / فوضع كفه على كتفي / فوجدت برد انامله بين يدي /
فعلمت ما كان وما سيكون والحديث / فعلمت ان الله تعالى تلطف بي حيث اراني ما ارى
الأنبياء من مقامات التوحيد ومقامات المحبة / وهذا عذر منه / فاني اطلبه بوصف
١٧٢ القر آن ١١٢ (الاخلاص) ١-٤
١٧٣ القر آن ٤٢ (الشورى) ١١
١٧٤ ب م : تر
١ القرآن ٥٣ (النجم) ٨
١٧٦ م: اسراه
١٧٧
انظر القرآن .٤ (غافر) ٦٤ - ٦٤
(التغابن) ٣ : وصور
كم وأحسن صور كم، والقرآن
٩٥ (التين) ٥ : لقد
خلقنا الإنسان في أحسن تقويم
١٧٨ انظر
القرآن ٣٨ (الحاقة) ٦٩ : ما كان لى من علم بالملا الاعلى اذ يختصمون
٨٢
١٥٢-١٥٤
القدم
ونعوت الكبرياء والعظمة في جميع الأوقات / فأعلمني ان مقام التوحيد ومقام الالتباس
من لوازمات عقائد اهل المحبة والتوحيد/
١٥٣)
و قد جلست في د يوا ن ا لمرا قبة لطلب و صو ل ا لحقيقة فترا كم الأذكار وتتابع ا
لأفكار/ وحاربت مع الشيطان / ورددت تماثيلهم حتى مضى زمان / وما فتح لي شيء /
فعاتبت سري وتغير قلبي من مرارة الفقدان / وذكرت الله تعالى في الغيبة والحضور
مقالة اهل الانبساط / وقلت ايش هذا الضيق وبساط عطائك مبسوط في ا لغيب / لو تظهر
لي بعين ا لوحد ا نية
من يخاصمك في السموات والارض / ولو تعطيني سوال المشاهدة بعد كشف الجلال والجمال
من يشرفك ومن يعتريك ومن يجادلك من العرش الى الثرى/ الست جبار السموات والأرض / و
لا يضر بك تغير الحدثان / الأمان الأمان المستغاث اليك / تفعل اولياؤك١٧٩ واهل
شوقك ما لا يفعل الكفار بإسرافهم من المؤمنين مع كلمات آخر من مسامرة اهل الانبساط
والأنس / فأوقعني بالبغية في انوار تجلي الذات في ا لصفات وتجلي ا لصفات في ا
لأفعال / وظهر لي كل ساعة بلباس الربوبية في افعال شتى التي سماها الصوفية مقام
الالتباس / فكل مرة رأيته شهقت وزعقت وصفقت وطاب سري وعقلي / وطلب منه تجريد
التوحيد / فما رآني بعد ذلك الا وطأت اقدام القدم من بطنان الازل ا لى مصاعد ما
فوق ا لأكوا ن الحدثان /
١٥٤)
قد ا نتبهت ليلة على غير قا عد تى / وا هتممت لأجل ذ لك /
ب م: او ليايك
ثم
اخذني وأدخلني في عالم العزة والبقاء والقدم / ورأيته تعالى بوصف الأولية التي
ينفر من صدماته الأرواح والعقول / يا اخي وقعت في مقامات من شواهد الجلال اريد ان
اصف للعالمين ليعشقوا به ويفنوا في سبحات كبريائه / وهذا من محبتي له ورحمتي على
عباده وحسرتي عليهم انهم كيف انقطعوا عنه بلا شيء /
١٨٧)
وقد سجدت لله تفريغا ا لاسدر ا ر "٣ أ من ازدحام خطرات ا لوسا و س و طر با ت
ا لخو ا طر ا لمذ
مو مة / فر أ يت بعض ازوا جي ا لتي توفيت بين يدي وبيدها قطعة سكر ابيض / فوضعت في
فمي / ثم رأيتها وهي في وسط جبال ا لسكر / وكان عالما من ا لسكر ا لأبيض يتلألأ نور ا/ور أيت ا بي وأ مي
وأولادي وأسباطي في ذلك العالم وهم يفرحون بي / ثم ر أيت ا لحق سبحانه تجلى من ا لغيب وراء ذلك العالم/ وقد مر علي بالبديهة ثم
تعرض لسري خواطر الامتحان / فناداني الحق سبحانه ن والقلم وما يسئطرون / ما أثت
بنعمة ربك بمجنون / وإن لك لأجرا غير ممنون / وإثك لعلى خلق عظيما٢٢ / فذهب ذلك
الخاطر بفضل الله تعالى / ثم تجلى لي من عالم البهار والورد على وصف الجلال
والجمال / وكان على صفة يراني كأني معاشر الحضرة ورئيس الملكوت وعاشق الوقت وفارس
ميدان المحبة / نار الله الموقدة / التي تطلع على الأثئد / فما دريت ما تلك
النيران/
١٨٨)
فتجلى الحق من عالم الكبرياء والوحدة / وألبسني نوره
٢٣٠ الاسرار : ب
الاسرلى ، م الاسراى
٢٣١ القرآن ٦٨ (القلم) ١-٤
٢٣٢ القر آن ١٠٤ (الهمزة) ٦-٧
وبهاءه
/ وبقيت في مشاهدته زمانا طويلا / وسمعت من انواع الخطابات / ثم مضى ذلك المعراج
والمنهاج / ثم سمعت مناديا يقول جاء ا
لقدسيون / فر أيت
مشايخ ا لكبار ا لجنيد ورو يما و ا
لسري والمعروف وابا يزيد البسطامي وذو النون المصري وشيخنا ابا عبد الله بن خفيف
وشيخنا ابا الحسين بن هند وجميع مشايخ ا لصوفية / ثم رأيت جميع الصحابة وكلهم على
الزي المرقعة / وهم كانوا يرقصون ويتواجدون / وبيد بعضهم من الكبار دف / وكان يضرب
الدف وعليه مرقعة / ثم اجتمعوا عند النبي صلعم / وكان قد قام من قبره عليم / ووجهه
كالورد ا لاحمر / وذؤابتاه كالمسك ا لاذفر / وعليه مرقعة / وكذلك رأيت جميع ا
لأنبياء اولهم آدم وآخرهم محمد صلعم / ورأيت جبرئيل مع الملائكة الكرام وعليهم
المرقعة/ فتقدم ا
لنبي صلعم على جميع الخلق بين يدي الله
سحانه
ا
لسكرا ن
وكان
الحق سبحانه قد ظهر لنا / وكنت بينهم كالمعاشر وبيدي عود ترنم وأضرب / وقد خصني ا
لله تعالى بدنو
من
بين جميع الخلق ويحادثني ا لأسرار العجيبة وا لأنباء الغريبة / والحمد لله حمدا
بوافي نعمه وبكافي مزيده / وقد ضاق صدري من انوارالامتحان
واحتمام لوائح المشاهدة وازدحام ا لفترة / كان قلبي فر من الله تعالى وعزم على
غيبوبيته في وادي ظلمات ا لطبيعة و ا قتحامه في منا ز ل ا لشهوا ت والإ عرا ض عن مقام ا لمر ا قبة ومطالعة عالم القدم /
وذلك من قهر غيرته تعالى حيث امتحن عباده المخلصين بطوارق الحجاب /
١٨٩)
فجلست ليلة وقلت ذرني وشأني حتى اقوى في عالم الخيالات واستأنس بتماثيل الشيطانية
فيطرق سري في حواشي عالم القهريات ولا يلتفت الى الحضرة ولا ينظر الى مساقط التجلي
و غض بصر ه عن مشا هد ة ا نو ا ر ا لغيب / فمضى في ذ لك سا عا ت
/
فر أيت دار الجلال بالبديهة وان الله سبحانه تجلى لي بوصف ا لا لتباس / فغلب علي ما يغلب على ا لواجدين
عند شهود مشاهدة الجلال
من الزفرات والعبرات والوله والهيمان / ثم تجلى لي مرة اخرى / وكان دار الجلال قد
صار مملوءا من الحق سبحانه / وطاب سري وقلبي وعقلي وروحي وظاهري وباطني / ووقع علي
السرور وا لبهجة و ا لأنس و ا لفر ح / وذ هب عن خاطري كل حجاب وكل عتا ب / وبقيت
راجيا مزيد المنازل وسرورا بطيب الوصال / ثم طاب علي سلوك العبودية وتحمل أثقال
برجاء الربوبية /
١٩٠)
وقد ارسلت قلبي الى عالم الحدثان فبلغ الى الثرى / ثم دار من الملكوت الأسفل الى
ملكوت الأعلى فدار فوق العرش / ولم يبق معه من ا لأكوا ن شيء / ثم قطع بيدا ء ا لقدم بين ا لحدث وا لقدم / فبلغ ا لى شواهد
الربوبية من حيث كشوف لوائح ا لأفعال الخاصة التي تعلق الكون به/ ثم رامى"٢٢
مقام التحير في الربوبية ورؤية انوار الفعل آثار العزة وقهر القدم / ثم بدا له
عظمة الله تعالى وجلاله /
وكأنه بين اطباق ا لبحارا
لزاخرة / ثم ر أى عظيم كبريائه الذي هو نعت الذات القديم / فبهت في روية الذات /
ولم يحصل له إدر اك و
لا علم ولا معرفة لكن هو تعالى يراه نفسه بلا كيف / فبقي هناك ساعات / واستور ث من ذلك المقام الوله وا لهيمان والزفرة والعبرة / ثم
استأنف اسفار ا
لقدم / فر أى الحق سبحانه بنعت الجمال / وهو مقبل عليه كأنه ظهر من عالم الورد
والنور / وتلطف به بغرائب اللطف / ثم ان الله تعالى ظهر له من عالم آخر من عوالم
الورد الأحمر / وهناك حضرة الخاص /
٣ هكذ اب م : و
لعل ا لصو اب
»رام« او » تر ا مى ا لى»
فرآه
تعالى / فأخذه بيده وعانقه / ونادى في عوالم القدس هذا ملك لمن ا لملك،٢٢ / فظهر
من ذلك المقام عشق خاص ومحبة خاص"٢٢ وأنس وبقاء /
١٩١)
ثم ظهر جماله تعالى لي بأنوا ع ا لناس كلها تلطفا بي لجهد إبقاء نفسي بعد فنائي في
نعوت الأزل / وسقاني شرابات ا لأنس والمداناة / ثم مضى ورأيته مرآة الكون حيث
توجهت / وذلك قوله تعالى فأينما تولوا فثم وجه الله٢٣ / ثم خاطبني بعد كثرة شوقي
اليه / وذلك بعد خاطر لي / وقلت في نفسي اريد ان ارى جماله بلا انقطاع / فقال اذكر
شأن زليخا ويوسف عليم / فان زليخا صور في ست جهات صورة نفسها ليوسف حتى لا يرى
يوسف جهة ا لا وفيها صورتها / فهكذا شأنك في دار جلالي / فرايت تعالى من كل ذرة
وهو منزه عن الحلول والتشبيه / لكن هو سر لا يطلع عليه الا مستغرق في بحار التوحيد
وعارف بسر افعال القدم في مقام ا لعشق /
١٩٢)
فلما مكثت طويلا في الهيمان والهيجان خطر بقلبي مضيي الى وطني من بلد الغربية /
وأردت اعلم كيف حالي يكون / فظهر لي الحق سبحانه / وقال على صدري يجري مثل قوله
تعالى ولتصنع على عيني ٢٢ وثجري بأعيننا٣٣ / ثم قال إثا ئبشرك٢٣ / ثم خطر بقلبي
كيف يكون شأني هناك / فصرع جميع اهل ذلك
٢٣٤
القر آ ن .٤ (غافر) ١٦
٢٣
هكذا ب م
٢٣٦
القر آن ٢ (البقرة) ١١٥
٢٣٧ القرآن .٢ (طه) ٣٩
٢٣٨
القرآن ٥٤ (القمر) ١٤
٢٣٩ القر ان ١٥ (الحجر) ٥٣ - ١٩ (مريم) ٧
افعل
كلما مجلس التذكير / وكنت في ذلك الوقت في بحار المواجيد متشهقا هائما والها / حتى
سكن سري وانطبق ابواب الملكوت / تعا لى ا لله عن كل وهم لا يليق بجلا له و منزه عن
مشاهدة ا لحدثان ومضاهاة الأكوان /
١٩٨)
وقد راقبت الله تعالى بعد نصف الليل ليلة الجمعة / فمضى علي زمان وما فتح لي شيء /
ثم بعد ذلك ظهر لي بنعت الجلال والجمال وحسن القدم وبهاء الأزل / وسلبني وجعلني
عاشقا زعقا باكيا 1 أستبشر جلاله وجماله / ورأيته بوصف من اوصاف بقائه في مقام الأنس
والقدس / لو رآه الأولون والآخرون لطاروا وطاشوا وهاموا في ا لبوادي وا لقفار
وتمزقت اوصالهم ومفاصلهم واضمحلت عقولهم / زاد الله علينا من ذلك المنن القديمة
بفضله وجوده / وقد جلست لترائي الغيب / وخرجت بسري عن مقطع الحدثان / وبلغت ميادين
الأزل / فاستقبلني الحق سبحانه / وقال سرت لك من الفؤاد من اودية الهوية كل واد
منها الكون فيه اقل من خردلة / وما قصدي ا لا
ا ليك لازاوار ك / وربما زرتك وانت نائم من اول الليل الى وقت تيقظك / ثم تجلى
بألف صفات في الف مقام كلها بنعت ا لاستبشار والرضى / فكلما رأيته بصفة قال لي قد
عشقتك ولا يبقى عليك حزن لا تهتم بعد ذلك من ا جل ا لفقدا ن فان٢٤٧ باق لك / ولا
تحزن ولا تكن في ضيق من جهة الخطرات والطوارق / فلما رأيت ذلك وعلمت منه ما سمعت
منه دخلت في بحار المواجيد / وقد غلب علي الشهقات والعبرات / وما نسيت فى تلك
المكاشفة اكثر مما رستها٢٤٧ /
هكذا ب م ، ولعللصواب فانى هكذ ا ب م ، و لعل ا لصو ا ب ر سمتها
١٩٩)
وقد فتح لي ابواب الملكوت / فر أيت في صحارى الغيب على بساط النور الائمة الكبار
قد حلقوا / فر أيت الشافعي وابا حنيفة ومالك واحمد / وعليهم الثياب البيض
والمناديل البيض مستبشرين مبشرين في وجهي / ثم ر أيت فوقهم ا لأنبياء / ورأيت
نبينا محمدا صلعم بين اصحابه فوق جميع الخلائق قد خرج وطلع علي مستبشرا متبسما
وتلطف علي / فقال رأيت ا لأولياء والمشايخ / ورأيت جبرئل وميكائل واقطاب ا
لكروبيين / ثم بلغت ملكوت ا لأعظم فر أيت ا لعر ش و ا لكرسي / ثم ر أيت عالما من د
ر ا بيض / فاستقبلني الحق سبحانه بنعت الجلال والجمال مقبلا علي بصاحة٢٤ الصفات
ونعت الرضى / وقد ظهر مستورات الجلال والجمال / وقد تناثر من انوار عزته اللؤلؤ
والجوهر / ما رأيت شيئا يضاهي تلك الجواهر من العرش الى الثرى/
٢٠٠)
واتفق اني جلست بعد نصف ا لليل في شهر رجب / وكنت مهتما لأجل الخلق مما بهم من
المرض الشديد العام / فوجدت انسا في خاطري / ورأيت العام على هيئة ا لانس / وذلك
وقت انهزام عساكر القهر من الكون وظهور آثار كرم الله تعالى وحسن نواله / فجلست
ساعة وتفكرت هل اصل ا لى مرادي من مكاشفات ا لغيب ومشاهدات الرب سبحانه / وفتح لي
ابواب الملكوت بعضها على اثر بعض / ثم رأيت الحق سبحانه بوصف الجلال والجمال قد
ظهر من الباب الأول / وقال فتحت لك سبعة الف باب من ابواب حضرة بمجدي وكبريائي /
ثم ادخلني في ا لباب ا لأول فمكثت هناك ا لف سنة / ثم ادخلني في جميع ا لأبواب
فمكثت على كل باب ا لف
ب : لعله (
بصباحة »، م :
بضاحة »
سنة
/ فلما خرجت من جميع ا لابواب رأيته تعالى بوصف آخر من صفاته / ور أيته على كل باب
بصفة اخرى لو رآه ا لكون بتلك ا لصفة لما توا جميعا من ا للذ ة ولا 1ااقد ر ان ا
صف ما ر أ يت منه من جمال وجلال وبهاء وسبحات /
٢٠١)
ثم ر أيت على باب ا لحضرة ا لخاص و هناك ميدان الأزل نبينا محمد صلعم جاء عن يمين ا لحضرة/ وكان كالدر ا لابيض وعليه
لباس من در / وهكذا رأيت آدم عليم وعليه لباس من در / فعانقني النبي صلعم وقبل
وجهي وهكذا آدم عليم / وكان آدم عليم كثير التلطف بي كالأب بالوا اد ٢٤٩ / ثم رأيت
ابرهيم وموسى وعيسى وخواص ا لأنبياء صلعم / فمضيت ا لى قرب الحضرة / فرأيت جبرئل
عليم على صورة الأتراك وكان كالورد الاحمر وهكذا اسرافيل وسفرة الحضرة / فدنوت من
قرب الحضرة ورأيت الحق سبحانه على ا حسن ما رأيته / وكان يتجلى لي مرا را كل مرة
بصفة ا خرى / ور أيت منه عجائب الخلوة اذا تجلى بوصف البهجة والسرور / وكان يظهر
لي محاسن الصفات حتى سلب قلبي اكثر مما سلب في طول عمري بتلك الجلوة وتلك المكاشفة
والمشاهدة / ثم بان لي ميادين البهاء وسبحات القدم وانوار البقاء وبحار العظمة /
فغاب ا لحق بعد ذلك في حجب ا لغيب / فبقيت هناك بوصف التحير مع لذة الوجد والحال
والعبرة والزفرة حتى رجعت الى حال الأول / وهذه المكاشفة من نوادر العلوم المجهولة
لا يعرف الخلق حقائقها بعلوم قاصرة وعقول ناقصة /
٢٠٢)
واتفق اني جلست قبل نصف الليل عند ابني احمد / وكان
٢٤٩ هكذا ب م ، ولعل الصواب «بالولد»
به
الحمى الشديد وكاد قلبي يذوب من الهم / فر أيت الحق سبحانه بالبديهة على نعت
الجمال وتلطف بي وبه / وكان نائما / فغلب علي الوجد والهيجان / فأسكنت ) نفسي عن الاضطراب حتى لا تنتبه / وكان ذلك علي
شديدا / فقلت الهي لم تمتحنني وانا اتوقع منك المواساة / فقال لا تحزن فانا لك /
فقلت ا لهي لم لا تكلمني كما كلمت موسى عليم / فقال اما ترضى بأن من احبك فقد ا
حبني ومن ر آك فقد ر اني / فلما سمعت ذلك غلب علي المواجيد الكثيرة فقمت / فنادى
الحق سبحانه الى بطنان الغيب وقال يا شفاء / فجاء شفاء اليه / وكان البلد مملوءا
من المرض ما رأينا مثله / فنفح الشفاء في البلد وانتشر في فارس جميعا / وكنت في
الوجد والحال والضجة"١٢ / فتلطف بابني وسقاه شرابا/
٢٠٣)
ثم بعد ذلك رأيته مرارا بصفات شتى / حتى رأيته بوصف ا لجلا ل و ا لجمال والألوهية
و ا لبقاء و ا لقد م / ثم قام ا لحق سبحانه / فرأ يت جميع ا لحدثان من ا لعر ش ا
لى ا لثرى بين يديه كأقل شي ء / ثم كاشفني رداء الكبرياء والعظمة وغاب عني / ثم ر
أيت بعد ذ لك بعد سكوني من ا لوجد ا لا و ليا ء ا لسبعة في هو ا ء ا لهوا ء / ثم جاء خلفهم ا لخضر وا لقطب
عليم / وا لقطب كان فار سا على مركب ومضى وتقدم / ثم التفت الي وكان كالورد ا
لاحمر / فسلمت عليهم مرارا / وطاب قلبي برؤيتهم / وعلمت انهم جاءوا لطيب قلبي /
١٢٤٩ م :
فاسكت
٢٥ م : بادى
١٢٥٠ ب م : وا لصحة
٢٠٤)
وا تفق ا ني كنت جا لسا ا لليلة ا لجمعة في شير ا ز ر جب بعد نصف ا لليل / واني
كنت ادور بسري حول قاموس الأزل بين امرين / طلب صرف ا لقدم على نعت ا لأو لية /
وطلب مشاهدة ا لجمال على وفق مرا د ا لجنان في لباس ا لفعل / فلم ينكشف لي ساعة
بشي ء من عالم الملكوت / فتحيرت في شأني / فرأيت الحق سبحانه بنعت الدنو منه لي /
فقلت في نفسي اين كنت والحق سبحانه معي / فرأيته مرارا على نعت الجلال والجمال في
جميع اقطار ا لكون / فاتفق اني رأيت نفسي فوق جبل طور سينا / فرأيت الحق سبحانه من
رياض الأزل وكان ينتشر هناك ا لورد ا لأحمر وا لأبيض وا للآلى والجواهر / وكان
موسى وابرهيم ومحمد صلعم مع خواص بعض الكروبيين يصيحون ويدورون ويزكون ويضحكون
بعضهم في الحيرة وبعضهم في ا
لفرح والبشاشة / وهم على نعت الفرار من سطوات العزة / ثم رأيت الحق سبحانه وبين
يديه نهر جار من ا لخمر / و سقا ني شر ا با ت و كلمني كلما ت لو تكلم مع ا لصخو ر
الصم من ذلك كلمة لطار من الفرح / وسماني باسمي مرارا وناداني وناجاني والبسني
لباس الحسن والبهاء / حتى كملت بين اهل الملكوت شاهدا مشاهدا محبوبا / ثم تلطف بي
وغاب عني /
٢٠٥)
فمضى سويعات / ثم ر أيته تعالى على مطلع معارج عالم العرش وفوق العرش / ورأيته في
عالم الأزل على نعت الفردانية / ثم مضى ساعات / ثم ناداني فأجبته مرارا / ثم رأيت
نفسي في حرم ا لكعبة / وتجلى ا لحق سبحانه في جوف ا لكعبة بنعت الجمال والبهاء
والجلال / وكان هناك النبي صلعم مع الأنبياء والملائكة يدورون حول الكعبة / ور أيت
العرش كأنه نزل ويطوف
ودعاء
بعدهما انتظرت انفتاح ابواب الغيب / فر أيت الحق سبحانه قريبا مني / وكشف لي جمالا
في جمال وجهه تعالى وصفة من صفات بهائه مع صفات الكبرياء / ولكن للكبرياء صدمة
وسطوة / ولكن بيني وبين الحق بعد ولا مسافة / فقال لي لم تهتم وانا لك بوصف ا لكبرياء / فحمل علي واردا لوجد لو حمل على
جبال الدنيا لذابت / ثم رأيته ثم رأيته ثم رأيته اكثر مما احصي / ثم اشرق انوار
صفاته مع كشف صفاته وذاته من كل قطر / ثم اراني نفسه تعالى بوصف النزول من علم علو
ووراء الوراء على حيزوم ا
لعظمة / فملأ عظمه ا لعرش وا
لكرسى وا لسموات وا لأرض /
٢٠٨)
ثم ادار ني في ملكوت ا لأعظم فكشف لي بطنان ا
لقدم و بطون الأزل على نعت التنزيه والحسن والجلال / ثم ظهر لي بوصف من اوصاف
الالتباس وجميع الكروبيين في مقدم سرادق كبريائه على هيئة ا لحسن وا لجمال / لهم
ذوائب كذوا ئب ا لنساء وا
لحور على
لباس
اهل الجنات يفرحون ويجمعون / ورأيت جبرئل عليم على نعت حسن وجمال لا اطيق ان اصفه
/ فمر علي بحسنه وجماله / ورأيت الأنبياء والأولياء مستغرقين في انوار سبحات جلاله
تعالى / وكنت بين استتار وتجلي صعقا دهشا زعقا باكيا مشتاقا وا لها على هيئة ا
لسكارى / فذهب جميع همومي وغمومي وامتلأ قلبي من ا لفرح بأنسه و جما له /
٢٠٩)
فد عوت بعد ذ لك وسألت ا لله
تعالى ا مة محمد صلعم / وذ لك في زمان قد وقع على شيراز وباء عظيما وموتا وامراضا وا
لاستسقاء / ثم سألت الله تعالى ان يخلصني من الدخول في دور الأمراء / فوقع بعد
الصبح امر من امور الله سبحانه /
وخلصني
من رؤيتهم وصحبتهم في ذلك الوقت / وان الله تعالى ا ر جو ا ليه
و ا نه بفضله يغنيني عن غير ه و ا ستعنت به و هو حسبي /
٢١٠) تم كتاب كشف الأسرار بعون الله تعالى والحمد لله على كل حال فى جمادى ا لآخرة لسنة خمس وستين و ستمائة /
Not: Bazen Büyük Dosyaları tarayıcı açmayabilir...İndirerek okumaya Çalışınız.
Yorumlar