Divân-ı Hallac...الحلاج الديوان...Divan al-Hallaj
الحلاج الديوان
نَظَري بَدءُ عِلَّتي
وَيحَ قَلبي وَما جَنى
يا مُعينَ الضَنى عَلَي
يَ أَعِنّي عَلى الضَنى
**
إِلى
كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا
تُبارِزُ
مَن يَراكَ وَلا تَراهُ
وَسَمتُكَ
سمَتٌ ذي وَرَعٍ وَدينٍ
وَفِعلُكَ
فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا
مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي
وَعَينُ
اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ
أَن تَنالَ العَفوَ مِمَّن
عَصَيتَ
وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ
أَتَفرَحُ
بِالذُنوبِ وبالخطايا
وَتَنساهُ
وَلا أَحَدٌ سِواهُ
فَتُب
قَبلَ المَماتِ وَقَبلَ يَومٍ
يُلاقي
العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ
**
إِذا
دَهَمَتكَ خُيولُ البِعاد
وَنادى
إِلاياسُ بِقَطعِ الرَجا
فَخُذ
في شَمالِكَ تُرسَ الخُضوع
وَشُدَّ
اليَمينَ بِسَيفِ البُكا
وَنَفسُكَ
نَفسُكَ كُن خائِفاً
عَلى
حَذَرٍ مِن كَمينِ الجَفا
فَإِن
جاءَكَ الهَجرُ في ظُلمَةٍ
فَسِر
في مَشاعِلِ نورِ الصَفا
وَقُل
لِلحَبيبِ تَرى ذِلَّتي
فَجُد
لي بِعَفوِكَ قَبلَ اللَقا
فَوَالحُبِّ
لا تَنتَثني راجِعاً
عَنِ
الحُبِّ إِلّا بِعَوضِ المُنى
**
وَأَيُّ
الأَرضِ تَخلو مِنكَ حَتّى
تَعالَوا
يَطلُبونَكَ في السَماءِ
تَرىاهُم
يُنظُرونَ إِلَيكَ جَهراً
وَهُم
لا يُبصِرونَ مِنَ العَماءِ
**
العُشقُ
في أَزَلِ الآزالِ مِن قِدَمٍ
فيهِ
بِهِ مِنهُ يَبدو فيهِ إِبداءُ
العُشقُ
لا حَدَثٌ إِذ كانَ هُو صفةً
مِنَ
الصَفاتِ لِمَن قَتَلاهُ أَحياءُ
صِفاتُهُ
مِنهُ فيهِ غَيرُ مُحدَثَةٍ
وَمُحدَثُ
الشَيءِ ما مَبداهُ أَشياءُ
لَمّا
بدا البَدءُ أَبدى عِشقُهُ صِفَةً
فيما
بَدا فَتَلَالاَ فيهِ لَألاءُ
وَاللامِ
بِالأَلِفِ المَعطوفِ مُؤتَلِفٌ
كِلاهُما
واحِدٌ في السَبَقِ مَعناءُ
وَفي
التَفَرُّقِ إِثنانِ إِذا اِجتَمَعا
بِالإِفتِراقِ
هُما عبدٌ وَمَولاءُ
كَذا
الحَقائِقُ نارُ الشَوقِ مُلتَهِبٌ
عَنِ
الحَقيقَةِ إِن باتوا وَإِن ناءوا
ذَلّوا
بِغَيرِ اِقتِدارٍ عِندَما وَلِهوا
إِنَّ
الأَعِزّا إِذا اِتاقوا أَذِلاءُ
**
ما
يَفعَلُ العَبدُ وَالأَقدارُ جارِيَةٌ
عَلَيهِ
في كُلِّ حالٍ أَيُّها الرائي
أَلقاهُ
في اليَمِّ مَكتوفاً وَقالَ لَهُ
إِيّاكَ
إِيّاكَ أَن تَبتَلَّ بِالماءِ
**
لَبَّيكَ
لَبَيكَ يا سِرّي وَنَجوائي
لَبَّيكَ
لَبَّيكََ يا قَصدي وَمَعنائي
أَدعوكَ
بَل أَنتَ تَدعوني إِلَيكَ فَهَل
نادَيتُ
إِيّاكَ أَم نادَيتَ إِيّائي
يا
عَينَ عَينِ وَجودي يا مدى هِمَمي
يا
مَنطِقي وَعَبارَتي وَإيمائي
يا
كُلَّ كُلّي وَيا سَمعي وَيا بَصَري
يا
جُملَتي وَتَباعيضي وَأَجزائي
يا
كُلَّ كُلّي وَكُلُّ الكُلِّ مُلتَبِسٌ
وَكُلُّ
كُلِّكَ مَلبوسٌ بِمَعنائي
يا
مَن بِهِ عَلِقَت روحي فَقَد تَلِفَت
وَجداً
فَصِرتُ رَهيناً تَحتَ أَهوائي
أَبكي
عَلى شَجَني مِن فُرقَتي وَطَني
طَوعاً
وَيُسعِدُني بِالنَوحِ أَعدائي
أَدنو
فَيُبعِدُني خَوفي فَيُقلِقُني
شَوقٌ
تَمَكَّنَ في مَكنونِ أَحشائي
فَكَيفَ
أَصنَعُ في حُبٍّ كُلِّفتُ بِهِ
مَولايَ
قَد مَلَّ مِن سُقمي أَطِبّائي
قالوا
تَداوَ بِهِ فَقُلتُ لَهُم
يا
قَومُ هَل يَتَداوى الداءُ بِالدائي
حُبّي
لِمَولايَ أَضناني وَأَسقَمَني
فَكَيفَ
أَشكو إِلى مَولايَ مَولائي
إِنّي
لَأَرمُقُهُ وَالقَلبُ يَعرِفُهُ
فَما
يُتَرجِمُ عَنهُ غَيرُ إيمائي
يا
وَيحَ روحي وَمِن روحي فَوا أَسفي
عَلَيَّ
مِنّي فَإِنّي أَصِلُ بَلوائي
كَأَنَّني
غَرِقٌ تَبدوا أَنامِلَهُ
تَغَوُّثاً
وَهوَ في بَحرٍ مِنَ الماءِ
وَلَيسَ
يَعلَمُ ما لاقَيتُ مِن أَحَدٍ
إِلّا
الَّذي حَلَّ مِنّي في سُوَيدائي
ذاكَ
العَليمُ بِما لاقَيتُ مِن دَنَفٍ
وَفي
مَشيئَتِهِ مَوتي وَإِحيائي
يا
غايَةَ السُؤلِ وَالمَأمولِ يا سَكَني
يا
عَيشَ روحِيَ يا ديني وَدُنيائي
قُلي
فَدَيتُكَ يا سَمعي وَيا بَصَري
لِم
ذي اللُجاجَةُ في بُعدي وَإِقصائي
إِن
كُنتَ بالغَيبِ عَن عَينَيَّ مُحتَجِباً
فَالقَلبُ
يَرعاكَ في الإِبعادِ وَالنائي
**
الصُبُّ
رَبِّ مُحِبُّ
نَوالُهُ
مِنكَ عُجبُ
عَذابُهُ
عِندي عَذبٌ
وَبُعدُهُ
عَنكَ قُربُ
وَأَنتَ
عِندي كَروحي
بَل
أَنتَ مِنها أَحَبُّ
وَأَنت
لِلعَينِ عِينٌ
وَأَنتَ
لِلقَلبِ قَلبُ
حَسبي
مِنَ الحُبِّ أَنّي
لَما
تُحِبّ أَحِبُّ
**
سُبحانَ
مَن أَظهَرَ ناسوتُهُ
سِرَّ
سَنا لا هَوَتهِ الثاقِبِ
ثُمَّ
بَدا في خَلقِهِ ظاهِراً
في
صورَةِ الآكِلِ وَالشارِبِ
حَتّى
لَقَد عايَنَهُ خَلقُهُ
كَلَحظَةِ
الحاجِبِ بِالحاجِبِ
**
كَتَبتُ
وَلَم أَكتُب إِلَيكَ وَإِنَّما
كَتَبتُ
إِلى روحي بِغَيرِ كِتابِ
وَذَلِكَ
أَنَّ الروحَ لا فَرقَ بَينَها
وَبَينَ
مُحَبّيها بِفَصلِ خِطابِ
وَكُلُّ
كِتابٍ صادِرٍ مِنكَ وارِدٌ
إِلَيكَ
بِلا رَدِّ الجَوابِ جَوابي
**
لِلعِلمِ
أَهلٌ وَلِلإيمانِ تَرتيبُ
وَلِلعُلومِ
وَأَهليها تَجاريبُ
وَالعِلمُ
عِلمانِ مَطبوعٌ وَمُكتَسَبُ
وَالبَحرُ
بِحرانِ مَركوبٌ وَمَرهوبُ
وَالدَهرُ
يَومانِ مَذمومٌ وَمُمتَدَحٌ
وَالناسُ
اِثنانِ مَمنوحٌ وَمَسلوبُ
فَاِسمَع
بِقَلبِكَ ما يَأتيكَ عَن ثقَةٍ
وَاِنظُر
بِفَهمِكَ فَالتَمييزُ مَوهوبُ
إِنّي
اِرتَقَيتُ إِلى طَودٍ بِلا قَدَمٍ
لَهُ
مراقٍ عَلى غَيري مَصاعيبُ
وَخُضتُ
بَحراً وَلَم يَرسُب بِهِ قَدَمي
خاضَتهُ
روحي وَقَلبي مِنهُ مَرعوبُ
حَصباؤُهُ
جَوهَرٌ لَم تَدنُ مِنهُ يَدٌ
لَكَنَّهُ
بِيَدِ الأَفهامِ مَنهوبُ
شَرِبتُ
مِن مائِهِ رِيّاً بِغَيرِ فَمٍ
وَالماءُ
قَد كانَ بِالأَفواهِ مَشروبُ
لِأَنَّ
روحي قَديماً فيه قَد عَطِشَت
وَالجِسمُ
ما مَسَّهُ مِن قَبلُ تَركيبُ
إِنّي
يَتيمٌ وَلي آب أَلوذُ بِهِ
قَلبي
لِغَيبَتِهِ ما عِشتُ مَكروبُ
أَعمى
بَصيرٌ وَإِني أَبلَهٌ فَطِنٌ
وَلي
كَلامٌ إِذا ما شِئتُ مَقلوبُ
وَفِتيَةٍ
عَرَفوا ما قَد عَرَفتُ فَهُم
صَحب
وَمَن يَحظَ بِالخَيراتِ مَصحوبُ
تَعارَفَت
في قَديمِ الذَرِّ أَنفُسُهُم
فَأَشرَقَت
شَمسُهُم وَالدَهرُ غَريبُ
**
طَلَعَت
شَمسُ مَن أُحِبُّ بِلَيلٍ
فَاِستَنارَت
فَما لَها مِن غُروبِ
إِنَّ
شَمسَ النَهارِ تَغرُبُ بِاللَي
لِ
وَشَمسُ القُلوبِ لَيسَ تَغيبُ
مَن
أَحَبَّ الحَبيب طارَ إِلَيهِ
اِشتِياقاً
إِلى لِقاءِ الحَبيبِ
**
كَفى
حَزناً أَنّي أُناديكَ دائِباً
كَأَنّي
بَعيدٌ أَو كَأَنَّكَ غائِبُ
وَأَطلُبُ
مِنكَ الفَضلَ مِن غَيرِ رَغبَةٍ
فَلَم
أَرَ قَلبي زاهِداً وَهوَ راغِبُ
**
أَقَتلوني
يا ثِقاتي
إِنَّ
في قَتلي حَياتي
وَمَماتي
في حَياتي
وَحَياتي
في مَماتي
أَنا
عِندي مَحوُ ذاتي
مَن
أَجَلَّ المَكرُماتِ
وَبَقائي
في صِفاتي
مِن
قَبيحِ السَيِّئاتِ
سَئِمَت
روحي حَياتي
في
الرُسومِ البالِياتِ
فَاِقتُلوني
وَاِحرِقوني
بِعِظامي
الفانِياتِ
ثُمَّ
مُرّوا بِرُفاتي
في
القُبورِ الدارِساتِ
تَجِدوا
سِرَّ حَبيبي
في
طَوايا الباقِياتِ
إِنيّ
شَيخٌ كَبيرٌ
في
عُلُوِّ الدارجاتِ
ثُمَّ
إِنّي صِرتُ طِفلاً
في
حُجورِ المُرضِعاتِ
ساكِناً
في لَحدٍ قَبرٍ
في
أَراضٍ سَبِخاتِ
وَلَدَت
أُمّي أَباها
إِنَّ
ذا من عَجَباتي
فَبَناتي
بَعدَ أَن كُن
نَ
بَناتي أَخَواتي
لَيسَ
مِن فِعلِ زَمانٍ
لا
وَلا فِعلِ الزُناةِ
فَاجمَع
الأَجزاء جَمعاً
مِن
جُسومٍ نَيِّراتِ
مِن
هَواءٍ ثُمَّ نارِ
ثُمَّ
مِن ماءٍ فراتِ
فَازرَعِ
الكُلَّ بِأَرضٍ
تُربُها
تُربُ مَواتِ
وَتَعاهَدها
بِسَقيٍ
مِن
كُؤوسٍ دائِراتِ
مِن
جَوارٍ ساقِياتٍ
وَسَواقٍ
جارِياتِ
فَإِذا
أَتَمَمتَ سَبعاً
أَنبَتَت
كُلَّ نَباتِ
**
سِرُّ
السَرائِرِ مَطوِيٌّ بِإِثباتِ
مِن
جانِبِ الأُفُقِ مِن نورٍ بِطَيّاتِ
فَكَيفَ
وَالكَيفُ مَعروفٌ بِظاهِرِهِ
فَالغَيبُ
باطِنُهُ لِلذاتِ بِالذاتِ
تاهَ
الخَلائِق في عَمياءَ مُظلِمَةٍ
قَصداً
وَلَم يَعرِفوا غَيرَ الإِشاراتِ
بِالظَنِّ
وَالوَهمِ نَحوَ الحَقِّ مَطلَبُهُم
نَحوَ
السَماءِ يُناجونَ السَمَواتِ
وَالرَبُّ
بَينَهُم في كُلِّ مُنقَلَبٍ
مُحِلُّ
حالاتِهِم في كُلِّ ساعاتِ
وَما
خَلَوا مِنهُ طَرفَ العَين لَو عَلِموا
وَما
خَلا مِنهُم في كُلِّ أَوقاتِ
**
لي
حَبيبٌ أَزورُ في الخَلَواتِ
حاضِرٌ
غائِبٌ عَنِ اللَحَظاتِ
ما
تَراني أُصغي إِلَيهِ بِسِرّي
كَي
أَعي ما يَقولُ مِن كَلِماتِ
كَلَماتٍ
مِن غَيرِ شَكلٍ وَلا نَق
طٍ
وَلا مِثلِ نَغمَةِ الأَصواتِ
فَكَأَنّي
مُخاطِبٌ كُنتُ إِيّا
هُ
عَلى خاطِري بِذاتي لِذاتي
حاضِرٌ
غائِبٌ قَريبٌ بَعيدٌ
وَهوَ
لَم تَحوِهِ رُسومُ الصِفاتِ
هُوَ
أَدنى مِنَ الضَميرِ إِلى الوَه
مِ
وَأَخفى مِن لائِحِ الخَطَراتِ
**
رَأَيتُ
رَبّي بِعَنينِ قَلبي
فَقُلتُ
مَن أَنتَ قالَ أَنتَ
فَلَيسَ
لِلأَينِ مِنكَ أَينٌ
وَلَيسَ
أَينٌ بِحَيثُ أَنتَ
وَلَيسَ
لَلوَهمِ مِنكَ وَهمٌ
فَيَعلَمُ
الوَهمُ أَينَ أَنتَ
أَنتَ
الَّذي حُزتَ كُلَّ أَينٍ
بِنَحوِ
لا أَينٍ فَأَينَ أَنتَ
فَفي
فَنائي فَنا فَنائي
وَفي
فَنائي وُجِدتَ أَنتَ
في
مَحو اِسمي وَرَسمِ جِسمي
سَأَلتُ
عَني فَقُلتُ أَنتَ
أَشمارُ
سِرّي إِلَيكَ حَتّى
فَنَيتُ
عَنّي وَدُمتَ أَنتَ
أَنتَ
حَياتي وَسِرُّ قَلبي
فَحَيثُما
كُنتُ كُنتَ أَنتَ
أَحَطتَ
عِلماً بِكُلِّ شَيءٍ
فَكُلُّ
شَيءٍ أَراهُ أَنتَ
فَمُنَّ
بِالعَفوِ يا إِلَهي
فَلَيسَ
أَرجو سِواكَ أَنتَ
**
وَاللَهِ
لَو حَلَفَ العُشّاقُ أَنَّهُم
مَوتي
مِنَ الحُبِّ أَو قَتلى لِما حَنَثوا
قَومٌ
إِذا هُجِروا مِن بَعدِ ما وُصِلَوا
ماتوا
وَإِن عادَ وَصلٌ بَعدَهُ بُعِثوا
تَرى
المُحِبّينَ صَرعى في دِيارِهِمُ
كَفِتيَةِ
الكَهفِ لا يَدرونَ كَم لَبِثوا
**
فَما
لِيَ بَعدَ بُعدِكَ بَعدَما
تَيَقَّنتُ
أَنَّ القُربَ وَالبُعدَ واحِدُ
وَإِنّي
وَإِن أُهجِرتُ فَالهَجرُ صاحِبي
وَكَيفَ
يَصِحُّ الهَجرُ وَالحُبُّ واحِدُ
لَكَ
الحَمدُ في التَوفيقِ في بَعضِ خالِصٍ
لِعَبدٍ
زَكِيٍّ ما لِغَيرِكَ ساجِدُ
**
لا
تَلُمني فَاللَومُ مِنّي بَعيدُ
وَأَجِر
سَيِّدي فَإِنّي وَحيدُ
إِنَّ
في الوَعدِ وَعدكَ الحَقُّ حَقّاً
إِنَ
في البَدءِ بَدءَ أَمرى شِديدُ
مَن
أَرادَ الكِتابَ هَذا خِطابي
فَاِقرَؤوا
وَاِعلَموا بِأَنّي شَهيدُ
**
قَد
تَصَبَّرتُ وَهَل يَص
بِرُ
قَلبي عَن فُؤادي
مازجَت
روحُكَ روحي
في
دُنُوّي وَبِعادي
فَأَنا
أَنتَ كَما أَن
نكَ
أُنسي وَمُرادي
**
أَنتُم
مَلَكتُم فُؤادي
فَهِمتُ
في كُلِّ وادِ
رُدّوا
عَلَيَّ فُؤادي
فَقَد
عَدِمتُ رُقادي
أَنا
غَريبٌ وَحيدٌ
بِكُم
يَطولُ اِنفِرادي
**
عَقدُ
النُبُوَّةِ مِصباحٌ مِنَ النورِ
مُعَلَّقُ
الوَحيِ في مِشكاةِ تَأمورِ
بِاللَهِ
يَنفُخُ نَفخَ الروحِ في خَلَدي
لِخاطِري
نَفخَ إِسرافيلَ في الصورِ
إِذا
تَجَلّى بِطَوري أَن يُكَلِّمَني
رَأَيتُ
في غَيبَتي موسى عَلى الطورِ
**
لِأَنوارِ
نورِ النورِ في الخَلقِ أَنوارُ
وَلِلسِرِّ
في سِرِّ المُسِرّينَ أَسرارُ
وَلِلكَونِ
في الأَكوانِ كَونُ مُكَوِّنٍ
يُكِنُّ
لَهُ قَلبي وَيُهدي وَيَختارُ
تَأَمَّل
بِعَينِ العَقلِ ما أَنا واصِفٌ
فَلِلعَقلِ
أَسماعٌ وُعاةٌ وَأَبصارُ
**
دَلالٌ
يا مُحَمَّد مُستَعارُ
دَلالٌ
بَعدَ أَن شابَ العَذارُ
مَلَكتَ
وَحُرمَةِ الخَلَواتِ قَلباً
لَعِبتَ
بِهِ وَقَرَّ بِهِ القَرارُ
فَلا
عَينٌ يُؤرِقُها اِشتِياقُ
وَلا
قَلبٌ يُقَلقِلُهُ اِدِّكارُ
نَزَلتَ
بِمَنزِلِ الأَعداءِ مِنّي
وَبِنتَ
فَلا تَزورُ وَلا تُزارُ
كَما
ذَهَبَ الحِمارُ بِأُمِّ عَمرٍو
فَلا
رَجِعَت وَلا رَجَعَ الحِمارُ
**
يا
مَوضِعَ الناظِرِ مِن ناظِري
وَيا
مَكانَ السِرِّ مِن خاطِري
يا
جُملَةَ الكُلِّ الَّتي كُلُّها
أَحَبُّ
مِن بَعضي وَمِن سائِري
تُراكَ
تَرثي لِلَّذي قَلبُهُ
مُعَلَّقٌ
في مِخلَبَي طائِرِ
مُدَلَّهٍ
حَيرانَ مُستَوحِشٍ
يَهرُبُ
مِن قَفرٍ إِلى آخَرِ
يَسري
وَما يَدري وَأَسرارُهُ
تَسري
كَلَمحِ البارِقِ النائِرِ
كَسُرعَةِ
الوَهمِ لِمَن وَهمُهُ
عَلى
دِقيقِ الغامِضِ الغائِرِ
في
لُجِّ بِحرِ الفِكرِ تَجري بِهِ
لِطائِفٌ
مِن قُدرَةِ القادِرِ
**
إِذا
بَلَغَ الصَبُّ الكَمالَ مِنَ الهَوى
وَغابَ
عَنِ المَذكورِ في سَطوَةِ الذِكرِ
يُشاهِدُ
حَقّاً حينَ يَشهَدُهُ الهَوى
بِأَنَّ
صَلاةَ العاشِقينَ مِنَ الكُفرِ
**
مَواجيدُ
حَقٍّ أَوجَدَ الحَقُّ كُلَّها
وَإِن
عَجَزَت عَنا فُهومُ الأَكابِرِ
وَما
الوَجدُ إِلّا خَطرَةٌ ثُمَّ نَظرَةٌ
تُنَشّي
لَهيباً بَينَ تِلكَ السَرائِرِ
إِذا
سَكَن الحَقُّ السَريرَةَ ضوعِفَت
ثَلاثَةَ
أَحوالٍ لِأَهلِ البَصائِرِ
فَحالٌ
يُبيدُ السِرَّ عَن كُنهِ وَصفِهِ
وَيُحضِرُهُ
لِلوَجد في حالِ حائِرِ
وَحالٌ
بِهِ زُمَّت ذُرى السِرِّ فَاِنثَنَت
إِلى
مِنظَرٍ أَفاناهُ عَن كُلِّ ناظِرِ
**
أَنتَ
المُوَلِّهُ لي لا الذِكرُ وَلَّهَني
حاشا
لِقَلبِيَ أَن يَعلَق بِهِ ذِكري
الذِكرُ
واسِطَةٌ تُخفيكَ عَن نَظَري
إِذا
تَوَشَّحَهُ مِن خاطِري فِكري
**
يا
طالَما غِبنا عَن أَشباحِ النَظَر
مِن
نقطَةٍ يَحكي ضِياؤُها القَمَر
مِن
سُمسُمٍ وَشَيرَجٍ وَأَحرُفٍ
وَياسَمينٍ
في جَبينٍ قَد سُطِر
فَاِمشوا
وَنَمشي وَنَرى أَشخاصَكُم
وَأَنتُم
لا تَرَوُنّا يا دَبر
**
وَحُرمَةِ
الوِدِّ الَّذي لَم يَكُن
يَطمَعُ
في إِفسادِهِ الدَهرُ
ما
نالَني عِندَ الهُجومِ البَلا
بَأَسٌ
وَلا مَسَّنِيَ الضُرُّ
ما
قُدَّ لي عُضوٌ وَلا مِفصَلٌ
إِلّا
وَفيهِ لَكُم ذِكرُ
**
سَكَنتَ
قَلبي وَفيهِ مِنكَ أَسرارُ
فَلتَهنِكَ
الدارُ بَل فَليَهنِكَ الجارُ
ما
فيهِ غَيرُكَ مِن سِرٍّ عَلِمت بِهِ
فَاِنظُر
بِعَينِكَ هَل في الدارِ دَيّارُ
وَلَيلَة
الهَجرِ إِن طالَت وَإِن قَصُرَت
فَمُؤنِسي
أَمَلٌ فيهِ وَتِذكارُ
إِنّي
لَراضٍ بَما يُرضيكَ مِن تَلَفي
يا
قاتِلي وَلِمَا تَختارُ أَختارُ
**
الحُبُّ
ما دامَ مَكتوماً عَلَي خَطرٍ
وَغايَةُ
الأَمنِ أَن تَدنو مِنَ الحَذَرِ
وَأَطيبُ
الحُبِّ ما نَمَّ الحَديثُ بِهِ
كَالنارِ
لا تَأتِ نَفعاً وَهيَ في الحَجَرِ
مِن
بَعدِ ما حَضَرَ السَجّانُ وَاِجتمع ال
تَمَعَ
أَعوانُ وَاِختَطَّ اِسمي صاحِبُ الخَبَرِ
أَرجو
لِنَفسي بَراءً مِن مَحَبَّتِكُم
نَعَم
إِذا تَبَرَأتُ مِن سَمعي وَمِن بَصَري
**
غِبتَ
وَما غِبتَ عَن ضَميري
فَما
زَجَت تَرحَتي سُروري
وَاِتَّصلِ
الوَصلُ بِاِفتِراقٍ
فَصارَ
في غَيبَتي حُضوري
فَأَنتَ
في سِرِّ غَيب هَمّي
أَخفى
مِنَ الوَهمِ في ضَميري
تُؤنِسُني
بِالنَهارِ حَقّاً
وَأَنتَ
عِندَ الدُجى سَميري
**
يا
شَمسُ يا بَدرُ يا نَهارُ
أَنتَ
لَنا جَنَّةٌ وَنارُ
تَجَنُّبُ
الإِثمِ فيكَ إِثمٌ
وَخيفَةُ
العارِ فيكَ عارُ
يَخلَعُ
فيكَ العِذارَ قَومٌ
فَكَيفَ
مَن لا لَهُ عِذارُ
**
أَحرُفٌ
أَربَعٌ بِها هامَ قَلبي
وَتَلاشَت
بِها هُمومي وَفِكري
أَلِفٌ
تَأَلَّفُ الخَلائِقَ بِالصَف
حِ
وَلامٌ عَلى المَلامَةِ تَجري
ثُمَّ
لامٌ زِيادَةٌ في المَعاني
ثُمَّ
هاءٌ بِها أَهيمُ وَأَدري
**
حَقيقَةُ
الحَقِّ تَستَنيرُ
صارِخَةً
بِالنَبا خَبيرُ
حَقيقَةٌ
فيهِ قَد تَجَلَّت
مَطلَبُ
مَن رامَها عَسيرُ
**
وَما
وَجدتُ لِقَلبي راحَةً أَبَداً
وَكَيفَ
ذاكَ وَقَد هُيّيتُ لِلكَدَرِ
لَقَد
رَكِبتُ عَلى التَغريرِ وَاِعجَبا
مِمَّن
يُريدُ النَجا في المِسلَكِ الخَطِرِ
كَأَنَّني
بَينَ أَمواجٍ تُقَلِّبُني
مُقَلِّباً
بَينَ إِصعادٍ وَمُنحَدَرِ
الحُزنُ
في مُهجَتي وَالنارُ في كَبِدي
وَالدَمعُ
يَشهَدُ لي فَاِستَشهِدوا بَصَبري
**
قَد
كُنتُ في نِعمَةِ الهَوى بَطِراً
فَأَدرَكَتني
عُقوبَةُ البَطَرِ
**
سُكوتٌ
ثُمَّ صَمتٌ ثُمَّ خَرسٌ
وَعِلمٌ
ثُمَّ وَجدٌ ثُمَّ رَمسُ
وَطينٌ
ثُمَّ نارٌ ثُمَّ نورٌ
وَبَردٌ
ثُمَّ ظِلٌّ ثُمَّ شَمسُ
وَحَزنٌ
ثُمَّ سَهلٌ ثُمَّ قَفرٌ
وَنَهرٌ
ثُمَّ بَحرٌ ثُمَّ يَبسُ
وَسُكرٌ
ثُمَّ بَسطٌ ثُمَّ شَوقٌ
وَقُربٌ
ثُمَّ وَصلٌ ثُمَّ أُنسُ
وَقَبضٌ
ثُمَّ بَسطٌ ثُمَّ مَحوٌ
وَفَرقٌ
ثُمَّ جَمعٌ ثُمَّ طَمسُ
عِباراتٌ
لِأَقوامٍ تَساوَت
لَدَيهِم
هَذِهِ الدُنيا وَفِلسُ
وَأَصواتٌ
وَراءَ البابِ لَكِن
عِباراتُ
الوَرى في القُربِ هَمسُ
وَآخِرُ
ما يَؤولُ إِلَيهِ عَبدٌ
إِذا
بَلَغَ المَدى حَظٌّ وَنَفسُ
لِأَنَّ
الخَلقَ خُدّامُ الأَماني
وَحقُ
الحَقِّ في التَقديسِ قُدسُ
**
جُحودي
لَكَ تَقديسُ
وَظَنّي
فيكَ تَهويسُ
وَقَد
حَيِّرَني حِبٌّ
وَطَرفٌ
فيهِ تَقويسُ
وَقَد
دَلَّ دَليلُ الحُب
بِ
أَنَّ القُربَ تَلبيسُ
وَما
آدَمُ إِلّاكَ
وَمَن
في البَينِ إِبليسُ
**
حَوَيتَ
بكُلّي كُلَّ كُلِّكَ يا قُدسي
تُكاشِفُني
حَتى كَأَنَّكَ في نَفسي
أَقلِبُ
قَلبي في سِواكَ ولاأَرى
سِوى
وَحشَتي مِنهُ وَأَنتَ بِهِ أُنسي
فَها
أَنا في حَبسِ الحَياةِ مُمَنَّعٌ
مِنَ
الأُنسِ فَاِقبِضني إِلَيكَ مِنَ الحَبسِ
**
مَن
سارَروهُ فَأَبدى كُلَّ ما سَتَروا
وَلَم
يُراعِ اِتِصالاً كانَ غَشّاشا
إِذا
النُفوسُ أَذاعَت سِرَّ ما عَلِمَت
فَكُلُّ
ما حَمَلَت مِن عَقلِها حاشا
مَن
لَم يَصُن سِرَّ مَولاهُ وَسَيِّدَهُ
لَم
يَأَمَنوهُ عَلى الأَسرارِ ما عاشا
وَعاقَبوهُ
عَلى ماكَن مِن زَلَلٍ
وَأَبدَلوهُ
مَكانَ الأُنسِ إيحاشا
وَجانَبوهُ
فَلَم يُصلِح لِقُربِهِم
لَمّا
رَأَوهُ عَلى الأَسرارِ نَبّاشا
مَن
أَطلَعوهُ عَلى سِرٍّ فَنَمَّ بِهِ
فَذاكَ
مِثلِيَ بَينَ الناسَ قَد طاشا
هُم
أَهلُ سِرٍّ وَلِلأَسرارِ قَد خُلِقوا
لا
يَصبِرونَ عَلى مَن كانَ فَحّاشا
لا
يَقبَلونَ مُذيعاً في مَجالِسِهِم
وَلا
يُحِبّونَ سَتراً كانَ وَشواشا
لا
يَصطَفونَ مُذيعاً في مَجالِسِهِم
حاشا
جَلالُهُم مِن ذَلِكُم حاشا
فَكُن
لَهُم وَبِهِم في كُلِّ نائِبَةٍ
إِلَيهِم
ما بَقى ذا الدَهرُ هَشّاشا
**
يا
نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا
لَم
يَزِدني الوِردُ عَطشا
لي
حَبيبٌ حُبُّهُ وَسطَ الحَشا
إِن
يَشَأ يَمشي عَلى خَدّي مَشى
روحُهُ
روحي وَروحي روحُهُ
إِن
يَشَأ شِئتُ وَإِن شِئتُ يَشا
**
عَجِبتُ
لِكِلَيَ كَيفَ يَحمِلُهُ بَعضي
وَمِن
ثِقلِ بَعضي لَيسَ تَحمِلُني أَرضي
لَئِن
كانَ في بَسطٍ مِنَ الأَرضِ مَضجَعُ
فَقَلبي
عَلى بَسطٍ مِنَ الخَلَقِ في قَبضِ
**
ما
زِلتُ أَطفو في بِحارِ الهَوى
يَرفَعُني
المَوجُ وَأَنحَطُّ
فَتارَةً
يَرفَعُني مَوجُها
وَتارَةً
أَهوي وَأَنغَطُ
حَتّى
إِذا صَيَّرَني في الهَوى
إِلى
مَكانٍ ما لَهُ شَطُّ
نادَيتُ
يا مَن لَم أَبُح بِاِسمِهِ
وَلَم
أَخُنهُ في الهَوى قَطُّ
تَقيكَ
نَفسي السوءَ مِن حاكِمِ
ما
كانَ هَذا بَينَنا الشَرطُ
**
مَكانُكَ
مِن قَلبي هُوَ القَلبُ كُلُّهُ
فَلَيسَ
لِشَيءٍ فيهِ غَيرُكَ مَوضِعُ
وَحَطَّتكَ
روحي بَينَ جِلدي وَأَعظُمي
فَكَيفَ
تُراني إِن فَقَدتُكَ أَصنَعُ
**
إِذا
ذَكَرتُكَ كادَ الشَوقُ يُقلِقُني
وَغَفلَتي
عَنكَ أَحزانٌ وَأَوجاعُ
وَصارَ
كُلّي قُلوباً فيكَ واعِيَةً
لِلسُقمِ
فيها وَلِلآلامِ إِسراعُ
**
ذِكرُهُ
ذِكري وَذِكري ذِكرُهُ
هَل
يَكونُ الذاكِرانِ إِلّا مَعا
**
شَرطَ
المَعارِفِ مَحوُ الكُلِّ مِنكَ إِذا
بَدا
المُريدُ بِلَحظٍ غَيرِ مُطَّلِعِ
**
هُوَ
اِجتِباني وَأَدناني وَشَرَّفَني
وَالكُلّ
بِالكُلِّ أَوصاني وَعَرَّفَني
لَم
يَبقِ في القَلبِ وَالأَحشاءِ جارِحَةً
إِلّا
وَأَعرِفُهُ فيها وَيَعرِفُني
**
جبلتُ
روحكَ في روحي كَما
يُجبَلُ
العَنبَرُ بِالمِسكِ الفَتِق
فَإِذا
مَسَّكَ مَسَّني
فَإِذا
أَنتَ أَنا لا نَفتَرِق
**
رُكوبُ
الحَقيقَةِ لِلحَقِّ حَقُّ
وَمَعني
العِبارَةِ فيهِ يَدِقُّ
رَكِبتُ
الوُجودَ بِفَقدِ الوُجو
دِ
وَقَلبي عَلى قَسوَةٍ لا يَرِقُّ
**
خَصَّني
واحِدي بِتَوحيدِ صدقٍ
ما
إِلَيهِ مِنَ المَسالِكِ طُرقُ
فَأَنا
الحَقُّ حُقَّ لِلحَقِّ حَقٌّ
لا
بِسٌ ذاتَهُ فَما ثَمَّ فَرقُ
قَد
تَجَلَّت طَوالِعٌ زاهِراتٌ
يَتَشَعشَعنَ
وَالطَوالِعُ بَرقُ
**
دَخَلتُ
بِناسوتي لَدَيكَ الخَلقِ
وَلَولاكَ
لاهوتي خَرَجتُ مِنَ الصِدقِ
فَإِنَّ
لِسانَ العِلمِ لِلنُطقِ وَالهُدى
وَإِنَّ
لِسانَ الغَيبِ جَلَّ عَنِ النُطقِ
ظَهَرتَ
لِخَلقٍ وَالتَبَستَ لِفِتيَةٍ
فَتاهوا
وَضَلّوا وَاِحتَجَبتَ عَنَ الخَلقِ
فَتَظهَرُ
لِلأَلبابِ في الغَربِ تارَةً
وَطَوراً
عَنِ الأَبصارِ تَغرُبُ في الشَرقِ
**
اِتَّحَدَ
المَعشوقُ بِالعاشِقِ
اِنقَسَمَ
المَوموقُ لِلوامِقِ
وَاِشتَرَكَ
الشَكلانِ في حالَةٍ
فَاِمتَحَقا
في العالَمِ الماحِقِ
**
صَيَّرَني
الحَقُّ بِالحَقيقَه
بِالعَهدِ
وَالعَقدِ وَالَثيقَه
شاهَدَ
سِرّي بِلا ضَميري
هَذا
سِرّي وَذي الطَريقَه
**
دُنيا
تُخادُعُني كَأَن
ني
لَستُ أَعرِفُ حالَها
حَظَرَ
الإِلَهُ حَرامَها
وَأَنا
اِجتَنَبتُ حَلالَها
مَدَّت
إِلَيَّ يَمينَها
فَرَدَدتُها
وَشِمالَها
وَرَأَيتُها
مُحتاجَةً
فَوَهَبتُ
جُملَتَها لَها
وَمَتى
عَرَفتُ وِصالَها
حَتّى
أَخافَ مَلالَها
**
مُزِجَت
روحُكَ في روحي كَما
تُمزَجُ
الخَمرَةُ بِالماءِ الزُلالِ
فَإِذا
مَسَّكَ شَيءٌ مَسَّني
فَإِذا
أَنتَ أَنا في كُلِّ حالِ
**
نِعمَ
الإِعانَةُ رَمزاً في خَفا لُطُفٍ
في
بارِقٍ لاحَ فيها مِن عُلا خَلَلِه
وَالحالُ
يَرمُقُني طَوراً وَأَرمُقُهُ
إِن
شا فَيُغشى عَلى الإِخوانِ مِن قُلَلِه
حالٌ
إِلَيهِ رَأى فيهِ بِهِمَّتِهِ
عَن
فَيضِ بَحرٍ مِنَ التَمويهِ مِن مِلَلِه
فَالكُلُّ
يَشهَدُهُ كُلّاً وَأَشهَدُهُ
مَعَ
الحَقيقَةِ لا بِالشَخصِ مِن طَلَبِه
**
هَيكَلِيُّ
الجِسمِ نورِيُّ الصَميم
صَمَدِيُّ
الروحِ دَيّانٌ عَليم
عادَ
بِالروحِ إِلى أَربابِها
فَبَقى
الهَيكَلُ في التُربِ رَميم
**
ثَلاثَةُ
أَحرُفٍ لا عُجمَ فيها
وَمَعجومانِ
وَاِنقَطَعَ الكَلامُ
فَمَعجومٌ
يُشاكِلَ وَأُجديهِ
وَمَتروكٌ
يُصَدِّقُهُ الأَنامُ
وَباق
الحَرفِ مَرموزٌ مُعَمّى
فَلا
سَفَرٌ هُناكَ وَلا مُقامُ
**
تَفَكَّرتُ
في الأَديانِ جِدّ مُحَقّق
فَأَلفَيتُها
أَصلاً لَهُ شَعبٌ جَمّا
فَلا
تَطلُبَن لِلمَرءِ ديناً فَإِنَّهُ
يَصُدُّ
عَنِ الأَصلِ الوَثيقِ وَإِنَّما
يُطالِبُهُ
أَصلٌ يُعَبِّرُ عِندَهُ
جَميعَ
المَعالي وَالمَعاني فَيَفهَما
**
أَشارَ
لِحَظّي بِعَينٍ علم
بِخالِصٍ
مِن خَفِيِّ وَهمِ
وَلائِحٌ
لاحَ في ضَميري
أَدَقُّ
مِن فَهمِ وَهم هَمّي
فَخُضتُ
في لُجِّ بِحرِ فِكري
أَمُرُّ
فيهِ كَمَرِّ سَهمِ
وَطارَ
قَلبي بِريشِ شَوقٍ
مُرَكَّبٍ
في جَناحِ عَزمي
إِلى
الَّذي إِن سُئِلتُ عَنهُ
رَمَزتُ
رَمزاً وَلَم أُسَمِّ
حَتّى
إِذا جُزتُ كُلَّ حَدٍّ
في
فَلَواتِ الدُنُوِّ أَهمي
نَظَرتُ
إِذ ذاكَ في سِجِلٍ
فَما
تَجوَزتُ حَدَّ رَسمي
فَجِئتُ
مُستَلِماً إِلَيهِ
حَبلُ
قِيادي بِكَفِّ سِلمي
قَد
وَسَمَ الحُبُّ مِنهُ قَلبي
بِمَيسمِ
الشَوقِ أَيَّ وَسمِ
وَغابَ
عَنّي شُهودُ ذاتي
بِالقُربِ
حَتّى نَسيتُ اِسمي
**
شَيءٌ
بِقَلبي وَفيهِ مِنكَ أَسماءُ
لا
النورُ يُدري بِهِ كلا وَلا الظُلَمُ
وَنورُ
وَجهِكَ سِرٌّ حينَ أَشهَدُهُ
هَذا
هُوَ الجودُ وَالإِحسانُ وَالكَرَمُ
فَخُذ
حَديثِيَ حِبّي أَنتَ تَعلَمُهُ
لا
اللَوحُ يَعلَمُهُ حَقّاً وَلا القَلَمُ
**
أَنا
مَن أَهوى وَمَن أَهوى أَنا
نَحنُ
روحانِ حَلَنا بَدَنا
نَحنُ
مُذكُنّا عَلى عَهدِ الهَوى
تُضرَبُ
الأَمثالُ لِلناسِ بِنا
فَإِذا
أَبصَرتَني أَبصَرتَهُ
وَإِذا
أَبصَرتَهُ أَبصَرتَنا
أَيُّها
السائِلُ عَن قِصَّتِنا
لَو
تَرانا لَم تُفَرِّق بَينَنا
روحُهُ
روحي وَروحي روحُهُ
مَن
رَأى روحَينِ حَلَّت بَدَنا
**
عَجِبتُ
مِنكَ وِمنّي
يا
مُنيَةَ المُتَمَنّي
أَدَنَيتَني
مِنكَ حَتّى
ظَنَنتُ
أَنَّكَ أَني
وَغِبتُ
في الوَجدِ حَتّى
أَفنَيتَني
بِكَ عَنّي
يا
نِعمَتي في حَياتي
وَراحَتي
بَعدَ دَفني
ما
لي بِغَيرِكَ أُنسٌ
إِذ
كُنتَ خَوفي وَأَمني
يا
مَن رِياضُ مَعاني
هِ
قَد حَوَت كُلَّ فَنِّ
وَإِن
تَمَنَّتُ شَيئاً
فَأَنتَ
كُلُّ التَمَنّي
**
لَم
يَبقَ بَيني وَبَينَ الحَقِّ تِبياني
وَلا
دَليلٌ بِآياتٍ وَبُرهانِ
هَذا
تَجلي طُلوعِ الحَقِّ نائِرَةٌ
قَد
أَزهَرَت في تَلاليها بِسُلطانِ
لا
يَعرِفُ الحَقَّ إِلّا مَن يَعرِّفُهُ
لا
يَرِفُ القِدَمِيَّ المُحدَثُ الفاني
لا
يُستَدَلُّ عَلى الباري بِصَنعَتِهِ
رَأَيتُم
حَدَثاً يَنبي عَن أَزمانِ
كانَ
الدَليلُ لَهُ مِنهُ إِلَيهِ بِهِ
من
شاهد الحَقّ في تَنزيلِ فُرقانِ
كانَ
الدَليلُ لَهُ مِنهُ إِلَيهِ لَهُ
حَقّاً
وَجَدناهُ بِل عِلماً بِتِبيانِ
هَذا
وُجودي وَتَصريحي وَمُعتَقَدي
هَذا
تَوَحُّدُ تَوحيدي وَإيماني
هَذى
عِبارَةُ أَهلِ الأَنفِرادِ بِهِ
ذَوي
المَعارِفِ في سِرٍّ وَإِعلانِ
هَذا
وُجودُ وُجودِ الواجِدينَ لَهُ
بَني
التَجانُسِ أَصحابي وَخُلّاني
**
أَنتَ
بَينَ الشَغافِ وَالقَلبِ تَجري
مِثلَ
جَريِ الدُموعِ مِن أَجفاني
وَتُحِلُّ
الضَميرَ جَوفُ فُؤادي
كَحُلولِ
الأَرواحِ في الأَبدانِ
لَيسَ
مِن ساكِنٍ تَحَرَّكَ إِلّا
أَنتَ
حَركتهُ خَفِيَّ المَكانِ
يا
هِلالاً بِدا لِأَربَع عَشرٍ
فَثَمانٍ
وَأَربَعٌ وَاِثنَتانِ
**
يا
غافِلاً لِجَهالَةٍ عَن شاني
هَلا
عَرَفتَ حَقيقَتي وَبَياني
فَعِبادَتي
لِلَّهِ سِتَّةُ أَحرُفٍ
مِن
بَينِها حَرفانِ مَعجومانِ
حَرفانِ
أَصلِيٌّ وَآخَرُ شَكلُهُ
في
العُجمِ مَنسوبٌ إِلى إيماني
فَإِذا
بَدا رَأَسُ الحُروفِ أَمامَها
حَرفٌ
يَقومُ مَقامَ حَرفٍ ثانِ
أَبصَرَتني
بِمَكانِ موسى قائِماً
في
النورِ فَوقَ الطورِ حينَ تَراني
**
أَنا
أَنتَ بِلا شَكٍّ
فَسُبحانُكَ
سُبحاني
وَتَوحيدُكَ
تَوحيدي
وَعِصيانُكَ
عِصياني
وَإِسخاطُكَ
إِسخاطي
وَغُفرانُكَ
غُفراني
وَلَم
أُجلَد يا رَبِّ
إِذا
قيلَ هُوَ الزاني
**
أَرسَلتَ
تَسأَلُ عَنّي كَيفَ كُنتُ وَما
لَقيتُ
بَعدكَ مِن هَمٍّ وَمِن حَزَنِ
لا
كُنتُ إِن كُنتُ أَدري كَيفَ كُنتُ وَلا
لا
كُنتُ إِن كُنتُ أَدري كَيفَ لَم أَكُنِ
**
قَد
تَحَقَّقت في سِر
ري
فَناجاكَ لِساني
فَاِجتَمَعنا
لِمَعانٍ
وَاِفتَرَقنا
لَمَعانِ
إِن
يَكُن غَيَّبَكَ التَع
ظيمُ
عَن لَحظِ عِياني
فَلَقَد
صَيَّرَكَ الوَج
دُ
مِنَ الأَحشاءِ داني
**
أَأَنتَ
أَم أَنا هَذا في إِلَهَينِ
حاشاكَ
حاشاكَ مِن إِثباتِ اِثنَينِ
هُوِيَّةٌ
لَكَ في لائِيَّتي أَبَداً
كُلّي
عَلى الكُلِّ تَلبيسُ بِوَجهَينِ
فَأَينَ
ذاتُكَ عَنّي حَيثُ كُنتُ أرى
فَقَد
تَبَيَّنَ ذاتي حَيثُ لا أَيني
فَأَينَ
وَجهُكَ مَقصوداً بِناظِرَتي
في
باطِنِ القَلبِ أَم في ناظِرِ العَينِ
بَيني
وَبَينَكَ إِنِيٌّ يُنازِعُني
فَاِرفَع
بِلُطفِكَ إِنِيِّ مِنَ البَينِ
**
حَمّلتُمُ
القَلبَ ما لا يَحمِل البَدَنُ
وَالقَلبُ
يَحمِلُ ما لا تَحمِلُ البُدُنُ
يا
لَيتَني كُنتُ أَدنى مَن يَلوذُ بِكُم
عَيناً
لِأَنظُرَكُم أَو لَيتَني أُذُنُ
**
رَقيبانِ
مِنّي شاهِدانِ لِحُبِّهِ
وِاِثنانِ
مِنّي شاهِدانِ تَراني
فَما
جالَ في سِرّي لَغَيرِكَ خاطِرٌ
وَلا
قالَ إِلّا في هَواكَ لِساني
فَإِن
رُمتُ شَرقاً أَنتَ في الشَرقِ شَرقُهُ
وَإِن
رُمتُ غَرباً أَنتَ نُصبُ عِياني
وَإِن
رُمتُ فَوقاً أَنتَ في الفَوقِ فَوقُهُ
وَإِن
رُمتُ تَحتاً أَنتَ كُلُّ مَكانِ
وَأَنتَ
مَحَلُّ الكُلِّ بَل لا مَحَلُّهُ
وَأَنتَ
بِكُلِّ الكُلِّ لَيسَ بِفانِ
بِقَلبي
وَروحي وَالضَميرِ وَخاطِري
وَتَردادِ
أَنفاسي وَعَقدِ لِساني
**
بَيانُ
بَيانِ الحَقِّ أَنتَ بَيانُهُ
وَكُلُّ
بَيانٍ أَنتَ فيهِ لِسانُهُ
أَشَرتُ
إِلى حَقٍّ بِحَقٍّ وَكُلُّ مَن
أَشارَ
إِلى حَقٍّ فأَنتَ أَمانُهُ
تُشيرُ
بِحَقِّ الحَقِّ وَالحَقُّ ناطِقٌ
وَكُلُّ
لِسانٍ قَد أَتاكَ أَوانُهُ
إِذا
كانَ نَعتُ الحَقِّ لِلحَقِّ بَيِّناً
فَما
بالُهُ في الناسِ يَخفى مَكانُهُ
**
خاطَبَني
الحَقُّ مِن جَناني
فَكانَ
عِلمي عَلى لِساني
قَرَّبَني
مِنهُ بَعدَ بُعدٍ
وَخَصَّني
اللَهُ وَاِصطَفاني
**
أَلا
أُبلِغ أَحِبّائي بَأَنّي
رَكِبتُ
البَحرَ وَاِنكَسَر السَفينَه
عَلى
دينِ الصَليبِ يَكونُ مَوتي
وَلا
البَطحا أُريدُ وَلا المَدينَه
**
اِرجِع
إِلى اللَهِ إِنَّ الغايَةَ اللَهُ
فَلا
إِلَهٌ إِذا بالَغتَ إِلّا هو
وَإِنَّهُ
لَمَعَ الخَلقِ الَّذينَ لَهُم
في
الميمِ وَالعينِ وَالتَقديسِ مَعناهُ
مَعناهُ
في شَفَتَي مَن حَلَّ مُنعقداً
عَنِ
التَهَجّي إِلى خَلقٍ لَهُ فاهوا
فَإِن
تَشُكَّ فَدبِّر قَولَ صاحِبِكُم
حَتّى
يَقولُ بِنَفيِ الشَكِّ هَذا هو
فَالميمُ
يُفتَحُ أَعلاهُ وَأَسفَلُهُ
وَالعَينُ
يُفتَحُ أَقصاهُ وَأَدناهُ
**
مَن
رامَهُ بِالعَقلِ مُستَرشِداً
أُسَرِّحُهُ
في حَيرَةٍ يَلهو
قَد
شابَ بِالتَدليسِ أَسرارُهُ
يَقولُ
في حَيرَتِهِ هَل هو
**
لَستُ
بِالتَوحيدِ أَلهو
غَيرَ
أَنّي عَنهُ أَسهو
كَيفَ
أَسهو كَيفَ أَلهو
وَصَحيحٌ
أَنَّني هو
**
اِسمٌ
مَعَ الخَلقِ قَد تاهوا بِهِ وَلَهاً
لِيَعلَموا
مِنهُ معنىً مِن مَعانيهِ
وَاللَهلا
وَصَلوا مِنهُ إِلى سَبَبٍ
حَتّى
يَكونَ الَّذي أَبداهُ يُبديهِ
**
عَلَيكَ
يا نَفَسُ بِالتَسَلّي
فَالعِزُّ
بِالزُهدِ وَالتَخَلّي
عَلَيكِ
بِالطَلعَةِ الَّتي
مِشكاتُها
الكَشفُ وَالتَجَلّي
قَد
قامَ بَعضي بِبَعضِ بَعضي
وَهامَ
كُلّي بِكُلِّ كُلّي
**
هَمّي
بِهِ وَلَهٌ عَلَيكَ
يَا
مَن إِشارَتُنا إِلَيك
روحانِ
ضَمَّهُما الهَوى
فيما
يَليكَ وَفي يَدَيك
**
لا
كُنتُ إِن كَنتُ أَدري
كَيفَ
السَبيلُ إِلَيكا
أَفَنَيتَني
عَن جَميعي
فَصِرتُ
أَبكي عَلَيكا
**
يا
سِرَّ سِرٍّ يَدِقُّ حَتّى
يَخفى
عَلى وَهمِ كُلِّ حَيِّ
وَظاهِراً
باطِناً تَجَلّى
لَكُلِّ
شَيءٍ بِكُلِّ شَيِّ
إِن
اِعتِذاري إِلَيكَ جَهلٌ
وَعُظمُ
شَكٍّ وَفَرطُ عَيِّ
يا
جُملَةَ الكُلِّ لَستَ غَيري
فَما
اِعتِذاري إِذاً إِلَيِّ
**
فيكَ
مَعنى يَدعو النُفوسَ إِلَيكا
وَدَليلٌ
يَدُلُّ مِنكَ عَلَيكا
لِيَ
قَلبٌ لَهُ إِلَيكَ عُيونٌ
ناظِراتٌ
وَكُلُّهُ في يَدَيكا
**
كانَت
لِقَلبي أَهواءٌ مُفَرَّقَةٌ
فَاِستَجمَعَت
مُذ رَأَتكَ العَينُ أَهوائي
فَصارَ
يَحسُدُني مَن كُنتُ أَحسُدُهُ
وَصِرتُ
مَولى الوَرى مُذ صِرتُ مَولائي
تَرَكتُ
لِلناسِ دُنياهُم وَدينَهُم
شُغلاً
بِحِبِّكَ يا ديني وَدُنيائي
ما
لامَني فيكَ أَحبابي وَأَعدائي
إِلّا
لِغَفلَتِهِم عِن عُظمِ بَلوائي
أَشعَلتَ
في كَبِدي نارَينِ واحِدَةً
بِينَ
الضُلوعِ وَأُخرى بَينَ أَحشائي
**
رَماني
بِالصُدورِ كَما تَراني
وَأَلبَسَني
الغَرامَ وَقَد بَراني
وَوَقتي
كُلُّهُ حُلوٌ لَذيذٌ
إِذا
ما كانَ مَولائي يَراني
رَضيتُ
بِصُنعِهِ في كُلِّ حالِ
وَلَستُ
بِكارِهٍ ما قَد رَماني
فيما
مَن لَيسَ يَشهَدُ ما أَراهُ
لَقَد
غُيِّبتَ عَن عَينٍ تَراني
*******************
سَكِرتُ
مِنَ المَعنى الَّذي هُوَ طَيِّبُ
وَلَكِن
سُكري بِالمَحَبَّةِ أَعجَبُ
وَما
كُلُّ سَكرانٍ يُحَدُّ بِواجِبٍ
فَفي
الحُبِّ سَكرانٌ وَلا يَتَأَدَّبُ
تَقومُ
السُكارى عَن ثَمانينَ جَلدَةً
صَحاةَ
وَسَكرانُ المَحَبَّةِ يُصلَبُ
**
حنينُ
المَريدِ لِشَوقٍ يَزيدُ
أَنينُ
المَريضِ لَفَقدِ الطَبيبِ
قَد
اِشتَدَّ حالُ المُريدينَ فيهِ
لَفَقدِ
الوِصالِ وَبُعدِ الحَبيبِ
**
فَلَيتَكَ
تَحلو وَالحَياةُ مَريرَةٌ
وَلَيتَكَ
تَرضى وَالأَنامُ غِضابُ
وَلَيتَ
الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ
وَبَيني
وَبَينَ العالَمينَ خَرابُ
إِذا
نِلتُ مِنكَ الوُدَّ فَالكُلُّ هَيِّنٌ
وَكُلُّ
الَّذي فَوقَ التُرابِ تُرابِ
فَيا
لَيتَ شُربي مِن وِدادِكَ صافِياً
وَشُربِيَ
مِن ماءِ الفُراتِ سَرابُ
**
أُريدُكَ
لا أُريدُكَ لِلثَوابِ
وَلَكِن
أُريدُكَ لِلعِقابِ
فَكُلُّ
مَآرِبي قَد نِلتُ مِنها
سِوى
مَلذوذِ وَجدي بِالعَذابِ
**
نِسمَةٌ
مِن جَنابِهِ
أَوقَفَتني
بِبابِهِ
جَذَبتَني
لِوَصلِهِ
أَبَداً
وَاِقتِرابِهِ
وَاِستَراحَ
الفُؤادُ مِن
هَجرِهِ
وَاِحتِجابِهِ
طابَ
لي ما سَمِعتُهُ
في
الدُجى مِن عِتابِهِ
وَعَلى
كُلِّ حالَةٍ
سَكرَتي
مِن شَرابِهِ
**
طابَ
السَماعُ وَهَبتُ النَسَماتُ
وَتَواجَدَت
في حانِها الساداتُ
سَمِعوا
بِذِكرِ حَبيبِهِم فَتَهَتَّكوا
خَلَعوا
العِذارَ وَدارَتِ الكاساتُ
طَرِبوا
فَطابَت بِاللِقا أَرواحُهِم
كَتَموا
فَبانَت مِنهُم حالاتُ
شَرِبوا
بِأَقداحِ الصَفا لَمّا صَفَوا
سَكِروا
فَلاحَت مِنهُم رَقَصاتُ
ظَهَرَت
عَلَيهِم مِن بَواطِنِ سِرِّهِ
كاساتُ
بِشرٍ كُلُّها راحَاتُ
هَطَلَت
مَدامِعُهُم عَلى وَجَناتِهِم
وَتَصاعِدَت
مِن شَوقِهِم زَفَراتُ
زَادَ
الغَرامُ بِهِم وَفي أَحشائِهِم
نارٌ
وَفي أَكبادِهِم جَمراتُ
فَتَعَطَّرَت
ريحُ الصَبا من عِطرِهِم
وَسَرَت
بِنَشرِ رَوائِح نَفَحاتُ
**
مَتى
سَهِرَت عَيني لِغَيرِكَ أَو بَكَت
فَلا
أُعطِيَت ما مُنِّيَت وَتَمَنَّتِ
وَإِن
أَضمَرَت يَوماً سَواكَ فَلا رَعَت
رِياضَ
المُنى مِن وَجنَتَيكَ وَجِنَّةِ
**
سَقَوني
وَقالوا لا تُغَنَّ وَلا سَقَوا
جِبالَ
حُنَينٍ ما سُقتُ لَغَنَّتِ
تَمَنَّت
سُلَيمى أَن أَموتَ بِحُبَّها
وَأَسهَلُ
شَيءٍ عِندَنا ما تَمَنَّتِ
**
يا
بَديعَ الدَلِّ وَالغُنجِ
لَكَ
سُلطانٌ عَلى المُهَجِ
إِنَّ
بَيتاً أَنتَ ساكِنُهُ
غَيرُ
مُحتاجٍ إِلى السُرُجِ
وَجهُكَ
المَأمولُ حُجَّتُنا
يَومَ
يَأتي الناسُ بِالحجَجِ
**
بِالسِرِّ
إِن باحوا تُباحُ دِماؤُهُم
وَكَذا
دِماءُ البائِحينَ تُباحُ
**
لا
تَسأَمَنَّ مَقالَتي يا صاحِ
وَاِقبَل
نَصيحَةَ ناصِحٍ نَصّاحِ
لَيسَ
التَصُوُّفُ حيلَةً وَتَكَلُّفاً
وَتَقَشُّفاً
وَتَواجُداً بِصِياحِ
لَيسَ
التَصَوُّفُ كِذبَةً وَفَتوَة
وَجَهالةً
وَدُعابَةً بِمِزاحِ
بَل
عِفَّةٌ وَمُروؤَةٌ وَفتوَةٌ
وَقَناعَةٌ
وَطَهارَةٌ بِصَلاحِ
وَتُقى
وَعِلمٌ وَاِقتِداٌ وَصَفا
وَرِضىً
وَصِدقٍ وَوَفاً بِسَماحِ
مَن
قام فيهِ بِحَقِّهِ وَحُقوقِهِ
وَخَلا
عَنِ الحَدَثانِ وَالأَشباحِ
مُتَيَقِّناً
مُتَصَبِّراً مُتَشَمِّراً
مُستَمطِراً
مُتَقَصِّدِ السُيّاحِ
مُتَعَزِّزاً
مُتَحَرِّزاً مُتَواضِعاً
مُتَبَدِّلَ
الأَشباحِ وَالأَرواحِ
تَتَشَعشَعُ
الأَنوار مِن أَسرارِهِ
كَتَشَعشُعِ
المِشكاةِ في المِصباحِ
تاءُ
التُقى صادُ الصَفا وَواوُ الوَفا
فاءُ
الفُتُوَّةِ فَاِغتَنِم يا صاحِ
**
وَكانَ
فُؤادي خالِياً قَبلَ حُبِّكُم
وَكانَ
بِذِكرِ الخَلقِ يَلهو وَيَمزحُ
فَلَمّا
دَعا داعي هَواكُم أَجابَهُ
فَلَستُ
أَراهُ عَن وِصالِكَ يَبرَحُ
فَإِن
شِئتَ واصِلهُ وَإِن شِئتَ بِالجَفا
فَلَستُ
أَرى قَلبي لِغَيرِكَ يَصلُحُ
**
لَقَد
أَعجَبَني الوَجدُ
بِمَن
أَهواهُ وَالفَقدُ
فَلا
بُعدٌ وَلا قُربٌ
وَلا
وَصلٌ وَلا صَدُّ
وَلا
فَوقٌ وَلا تَحتٌ
وَلا
قَبلٌ وَلا بَعدُ
وَلا
عُرفٌ وَلا نُكرٌ
وَلا
يَأسٌ وَلا وَعدُ
فَهَذا
مُنتَهي سُؤلي
وَأَنتَ
الواحِدُ الفَردُ
**
الوَجدُ
يُطرِبُ مَن في الوَجدِ راحَتَهُ
وَالوَجدُ
عِندَ وُجودِ الحَقِّ مَفقودُ
**
فَقُلتُ
أَخَلائي هِيَ الشَمسُ ضَوؤُها
قَريبٌ
وَلَكِن في تَناوُلَها بُعدُ
**
عَقَدَ
الخَلائِقُ في الإِلَهِ عَقائِداً
وَأَنا
اِعتَقَدتُ جَميعَ ما عَقَدوهُ
**
مَواجيدُ
أَهلِ الحَقِّ تَصدُقُ عَن وَجدي
وَأَسرارُ
أَهلِ السَرِّ مَكشوفَةٌ عِندي
**
تَعَوَّدتُ
مَسَّ الضُرِّ حَتّى أَلِفتُهُ
وَأَسلَمَني
حُسنُ العَزاءِ إِلى الصَبرِ
**
طَلَبتُ
المُستَقَرَّ بِكُلِّ أَرضٍ
فَلَم
أَرَ لي بِأَرضٍ مُستَقَرّا
وَذُقتُ
مِنَ الزَمانِ وَذاقَ مِنّي
وَجَدتُ
مَذاقَهُ حُلواً وَمُرّا
أَطَعتُ
مَطامِعي فَاِستَعبَدَتني
وَلَو
أَنّي قَنَعتُ لَكُنتُ حُرّا
**
وَطائِرٍ
حَلَّ أَرضَ الشامِ أَقلَقَهُ
فَقدُ
الأَليفِ لَهُ نُطقٌ بِإِضمارِ
قَد
كانَ إِلفَ قُصورٍ صارَ مَسكَنُهُ
في
غَيضَةِ الأَيكِ في أَغصانِ أَشجارِ
يَقولُ
أَخطَأتُ حَتّى الصُبحُ يُسعِدُهُ
صَوتٌ
شَجِيٌّ وَيَبكي وَقتَ أَسحارِ
وَنُطقِهِ
زُفَرٌ تُنبيكَ عَن حُرَقٍ
فَيَنثَني
نَوحُهُ نُطقاً بِإِضمارِ
**
أَيا
مَن طَرفُهُ سِحرُ
وَيا
مَن ريقُهُ خَمرُ
تَجاسَرتُ
فَكاشَفتُ
كَ
لَمّا غُلِبَ الصَبرُ
وَما
أَحسنَ في مِثلِ
كَ
أَن يَنتَهِكَ السِترُ
وَإِن
لا مَني النا
سُ
فَفي وَجهِكَ لي عُذرُ
لِأَنَّ
البَدرَ مُحتا
جٌ
إِلى وَجهِكَ يا بَدرُ
**
العَينُ
تُبصِرُ مَن تَهوي وَتَفقِدُهُ
وَناظِرُ
القَلبِ لا يَخلو مِنَ النَظَرِ
إِن
كانَ لَيسَ مِعي فَالذِكرُ مِنهُ مَعي
يَراهُ
قَلبي وَإِن قَد غابَ عَن بَصَري
**
وَاللَه
ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَرُبَت
إِلّا
وَحُبُّكَ مَقرونٌ بِأَنفاسي
وَلا
جَلستُ إِلى قَومٍ أُحَدِّثُهُم
إِلّا
وَأَنتَ حَديثي بَينَ جُلّاسي
وَلا
ذَكَرتُكَ مَحزوناً وَلا فَرِحاً
إِلّا
وَأَنت بِقَلبي بَينَ وِسواسي
وَلا
هَمَمتُ بِشُربِ الماءِ مِن عَطَشٍ
إِلّا
رَأَيتُ خَيالاً مِنكَ في الكَأسِ
وَلَو
قَدَرتُ عَلى الإِتيانِ جِئتُكُم
سَعياً
عَلى الوَجهِ أَو مَشياً عَلى الرَأسِ
وَيا
فَتى الحَيِّ إِن غَنّيتَ لي طَرَباً
فَغَنّنّي
واسِفاً مِن قَلبِكَ القاسي
مالي
وَلَلناسِ كَم يَلحونَني سَفَهاً
ديني
لِنَفسي وَدينُ الناسِ لِلناسِ
**
يا
عِوَضي مِن عَوَضي
وَصِحَّتي
مِن مَرَضي
يا
مَن هَواهُ دائِماً
في
مُهجَتي لا يَنقَضي
هَيَّمتَ
قَلبي سَيِّدي
وَالقَلبُ
بِالقُفلِ رَضي
أَفَنَيتَني
أَضنَيتَني
قَلبي
بِذِكراكَ رَضي
**
النَفسُ
بِالشَيءِ المُمَنَّعِ مولَعَهُ
وَالحادِثاتُ
أُصولُها مُتَففَرِّعَه
وَالنَفسُ
لِلشَيءِ البَعيدِ مُريدَةٌ
وَلِكُلِّ
ما قَرُبَّت إِلَيهِ مُضَيِّعَه
كُلٌّ
يُحاوِلُ حيلَةً يَرجو بِها
دَفَعَ
المَضَرَّةَ وَاِجتِلابَ المَنفَعَه
**
ما
لي جُفيتُ وَكُنتُ لا أُجفى
وَدَلائِلُ
الهِجرانِ لا تَخفى
ما
لي أَراكَ نَسيتَني بَطَراً
وَلَقَد
عَهِدتُكَ تَذكُرُ الإِلفا
وَأَراكَ
تَمزِجُني وَتَشرَبُني
وَلَقَد
عَهِدتُكَ شارِبي صِرفا
**
نَديمي
غَيرُ مَنسوبٍ
إِلى
شَيءٍ مِنَ الحَيفِ
سَقاني
مِثلَما شَرِب
فِعلَ
الضَيفِ بِالضَيفِ
فَلَمّا
دارَتِ الكَأسُ
دَعا
بِالنَطعِ وَالسَيفِ
كَذا
مَن يَشرَبُ الراح
مَعَ
التِنّينِ في الصَيفِ
**
لا
تَعَرَّض لَنا فَهَذا بَنانٌ
قَد
خَضَبناهُ مِن دَمِ العُشّاقِ
**
الكَأسُ
سَهَلتِ الشَكوى فَبُحتُ بِكُم
وَما
عَلى الكَأسِ مِن شُرّابِها دَرَكُ
هَبني
اِدَّعَيتُ بِأَنّي مُدنِفٌ سَقِمُ
فَما
لِمَضجَعِ جَنبي كُلُّهُ حَسَكُ
هَجرٌ
يَسوءُ وَوَصَلٌ لا أُسَرُّ بِهِ
مالي
يَدورُ بِما لا أَشتَهي الفَلَكُ
فَكُلَّما
زادَ دَمعي زادَني قَلَقاً
كَأَنَّني
شَمعَةٌ تَبكي فَتَنسَبِكُ
**
إِذا
هَجَرتَ فَمَن لي
وَمَن
يُجَمِّلُ كُلّي
وَمَي
لِروحي وَراحي
يا
أَكثَري وَأَقَلّي
أَحَبَّكَ
البَعضُ مِنّي
وَقَد
ذَهَبتَ بِكُلّي
يا
كُلَّ كُلّي فَكُن لي
إِن
لَم تَكُن لي فَمَن لي
يا
كُلَّ كُلّي وَأَهلي
عِندَ
اِنقِطاعي وَذُلّي
ما
لي سِوى الروحِ خُذها
وَالروحُ
جُهدُ المُقِلِّ
**
أَما
وَالَّذي لِدَمي حَلَّلا
وَمَن
خَصَّ أَهلَ الوَلا بِالبَلا
لَئِن
ذُقتُ فيكَ كُؤوسَ الحِمام
لَما
قَالَ قَلبي لِساقَيهِ لا
وَما
كُنتُ مِمَّن تَشاكى الهَوى
وَلَو
قَدَّني مَفصَلاً مِفصَلا
رَضيتُ
وَحَقِّكَ كُلَّ الرِضا
إِذا
كانَ يُرضيكَ أَن أُقتَلا
فَلا
عَيبَ إِن مِتُّ مَوتَ الكِرامِ
كَما
ماتَ في الحُبِّ مَن قَد خَلا
**
كُلُّ
حُبِّ حَشوَ قَلبي
غَيرَ
حُبّيكَ حَرامُ
أَنتَ
لي رَوحٌ وَراحٌ
أَنتَ
زَهرٌ وَمُدامُ
وَسُرورٌ
وَهُمومُ
وَشِفاءٌ
وَسِقامُ
فَعَلى
كُلِّ هَوى بَع
د
هَوىً فيكَ سَلامُ
**
بَدا
لَكَ سِرٌّ طالَ عَنكَ اِكتِتامُهُ
وَلاحَ
صَباحٌ كُنتَ أَنتَ ظَلامَهُ
وَأَنتَ
حِجابُ القَلبِ عَن سِرِّ غَيبِهِ
وَلَولاكَ
لَم يَطبَع عَلَيهِ خِتامَهُ
**
إِنَّ
الحَبيبَ الَّذي يُرضيهِ سَفك دَمي
دَمي
حَلالٌ لَهُ في الحِلِّ وَالحَرمِ
إِن
كانَ سَفكُ دَمي أَقصى مُرادِكُمُ
فَلا
عَدَت نَظرَةٌ مِنكُم بِسَفكِ دَمي
وَاللَه
لَو عَلِمَت روحي بِمَن عَلِقَت
قامَت
عَلى رَأسِها فَضلاً عَنِ القَدَمِ
يا
لائِمي لا تَلُمني في هَواهُ فَلَو
عايَنتَ
مِنهُ الَّذي عايَنتُ لَم تَلُمِ
يَطوفُ
بِالبَيتِ قَومٌ لا بِجارِحَةٍ
بِاللَهِ
طافوا فَأَغناهُم عَنِ الحَرَمِ
ضحى
الحَبيبُ بِنَفسٍ يَومَ عيدِهِمُ
وَالناسُ
ضَحّوا بِمِثلِ الشاءِ وَالنِعَمِ
لِلناسِ
حَجٌّ وَلي حَجٌّ إلى سَكَني
تُهدي
الأَضاحي وَأُهدي مُهجَتي وَدَمي
**************
لَئِن
أَمسَيتُ في ثُوبَي عَديمِ
لَقَد
بَلِيا عَلى حُرٍّ كَريمِ
فَلا
يَحزُنكَ أَن أَبصَرتَ حالاً
مُغَيَّرَةً
عَنِ الحالِ القَديمِ
فَلي
نَفسٌ سَتَتلفُ أو سَتَرقى
لَعَمرُكَ
بي إِلى أَمرٍ جَسيمِ
**
إِلى
حَتفي سَعى قَدَمي
أَرى
قَدَمي أَراقَ دَمي
فَما
أَنَفَكُّ مِن نَدَمِ
وَهانَ
دَمي فَها نَدَمي
**
إِنّي
لَأَكتُم مِن عِلمي جَواهِرَهُ
كي
لا يَرى العِلمُ ذي جَهلٍ فَيَفتَتِنا
وَقَد
تَقَدَّمَ في هَذا أَبو حَسَنٍ
إِلى
الحُسَينِ وَوَصّى قَلبَهُ الحَسنا
يا
رُبَّ جَوهَرِ عِلمٍ لَو أَبوحُ بِهِ
لِقيلَ
لي أَنتَ مِمَّن يَعبدُ الوَثَنا
وَلَاِسَتَحَلَّ
رِجالٌ مُسلِمونَ دَمي
يَرَونَ
أَقبَحَ ما يَأتونَهُ حَسَنا
**
قُل
لِمَن يَبكي عَلَينا حَزَناً
إِفرَحوا
لي قَد بَلَغنا الوَطَنا
إِنَّ
مَوتي هُوَ حَياتي إِنَّني
أَنظُرُ
اللَهَ جهاراً عَلَنا
مَن
بَنى لي دارا في دُنيا البَقا
لَيسَ
يَبني دارا في دُنيا الفَنا
إِنَمّا
المَوتُ عَلَيكُم راصِدٌ
سَوفَ
يَنقُلكُم جَميعاً مِن هُنا
أَنا
عُصفورٌ وَهَذا قَفَصي
كانَ
سِجني وَقَميصي كَفَنا
فَاِشكُروا
اللَهَ الَّذي خَلَّصَنا
وَبَنى
لي في المَعالي مَسكَنا
فَاِفهَموا
قَولي فَفيهِ نَبَأٌ
أَيَّ
مَعنى تَحتَ قَولي كَمنا
وَقَميصي
قَطّعوهُ قطَعاً
وَدَعوا
الكُلَّ دَفين زَمَنا
لا
أَرى روحِيَ إلا أَنتُمُ
وَاِعتِقادي
أَنَّكُم أَنتُم أَنا
**
قُلوبُ
العاشِقينَ لَها عُيونٌ
تَرى
ما لا يَراهُ الناظِرونا
وَأَلسِنَةٌ
بِأَسرارٍ تُناجي
تَغيبُ
عَنِ الكِرامِ الكاتِبينا
وَأَجنِحَةٌ
تَطيرُ بغَيرِ ريشٍ
إِلى
مَلَكوتِ رِبِّ العالِمينا
وَتَرتَعُ
في رِياضِ القُدسِ طَوراً
وَتَشرَبُ
مِن بِحارِ العارِفينا
فَأَورَثَنا
الشَرابُ عُلومَ غَيبٍ
تَشِفُّ
عَلى عُلومِ الأَقدَمينا
شَواهِدُها
عَلَيها ناطِقاتٌ
تُبَطِّلُ
كُلَّ دَعوى المُدَّعينا
عِبادٌ
أَخلَصوا في السِرِّ حَتّى
دَنَوا
مِنهُ وَصاروا واصِلينا
**
وَبَدا
لَهُ مِن بَعدِ ما اِندَمَلَ الهَوى
بَرقٌ
تَأَلَّقَ مَوهِناً لَمَعانُهُ
يَبدو
كَحاشِيَةِ الرِداءِ وَدونَهُ
صَعبُ
الذُرى مُتَمَنّعٌ أَركانُهُ
فِدنا
لِيَنظُرَ كَيفَ لاحَ فَلم يُطِق
نَظَراً
إِلَيهِ وَصَدَّهُ سُبحانُهُ
فَالنارُ
ما اِشتَمَلَت عَلَيهِ ضُلوعُهُ
وَالماءُ
ما سَحَّت بِهِ أَجفانُهُ
**
كُن
لي كَما كُنتَ لي
في
حينِ لَم أَكُنِ
يا
مَن بِهِ صِرتُ بَي
نَ
الرُزءِ وَالحَزَنِ
**
كُلُّ
بَلاءٍ عَلَيَّ مِنّي
فَلَيتَني
قَد أُخِذتُ عَنّي
أَرَدتَ
مِنّي اِختِبارَ سِرّي
وَقَد
عَلِمتُ المُرادَ مِنّي
وَلَيسَ
لي في سِواكَ حَظٌّ
فَكَيفَما
شَئتَ فَاِمتَحِنّي
**
وَقَصَرتُ
عَقلي بِالهُوِيَّةَ طالِباً
فَعادَ
ضَعيفاً في المَطالِبِ هاوِيا
وَكُنتُ
لِرَبِّ العالَمينَ لِنُصرَةٍ
فَلا
تَتَعَجَّل في التَطَلُّبِ جارِيا
تَحَقَّق
بِأَنَّ الحَقَّ بِمُدرَكٍ
فَلا
تَدَّعيهِ جَهلاً وَمُرائِيا
وَلَكِنَّهُ
يَبدو مِراراً وَيَختَفي
فَيَعرِفُهُ
مَن كانَ بِالعِلمِ حالِيا
**
أَجرَيتُ
فيكَ دُموعي
وَالدَمعُ
مِنكَ إِلَيكَ
وَأَنتَ
غايَةُ سُؤلي
وَالعَينُ
وَسنى عَلَيكَ
فَإِن
فَنى فيكَ بَعضي
حُفِظتُ
منكَ لَدَيكَ
**
كَم
يَنشُرُني الهَوى وَكَم يَطويني
يا
مالِكَ دُنيايَ وَمَولى ديني
يا
مَن هُوَ جَنَّتي وَيا روحي أَنا
إِن
دامَ عَلَيَّ هَجرُكُم يُعييني
**
كَم
دَمعَةٍ فيكَ لي ما كُنتُ أُجريها
وَلَيلَةٍ
لَستُ أَفنى فيكَ أَفنيها
لَم
أُسلِمِ النَفسَ لِلأَسقامِ تُتلِفُها
إِلّا
لِعِلمي بِأَنَّ الوَصلَ يُحييها
وَنَظرةَةٌ
مِنكَ يا سُؤلي وَيا أَمَلي
أَشهى
إِلَيَّ مِنَ الدُنيا وَما فيها
نَفسُ
المُحِبِّ عَلى الآلامِ صابِرَةٌ
لَعَلَّ
مُسقِمَها يَوماً يُداويها
اللَهُ
يَعلمُ ما في النَفسِ جارِحَةٌ
إِلّا
وَذِكرُكَ فيها قَبلَ ما فيها
وَلا
تَنَفَّستُ إِلّا كُنتَ في نَفَسي
تَجري
بِكَ الروحُ مِنّي في مَجاريها
إِن
كُنتُ أَضمَرتُ غَدراً أَو هَمَمتُ بِهِ
يَوماً
فَلا بَلَغَت روحي أَمانيها
أَو
كانَت العَينُ مُذ فارَقَتكُم نَظَرَت
شَيئاً
سِواكُم فَخانَتها أَمانيها
أَو
كانَت النَفسُ تَدعوني إِلى سَكَنٍ
سِواكَ
فَاِحتَكَمَت فيها أَعاديها
حاشا
فَأَنتَ مَحَلُّ النورِ مِن بَصَري
تَجري
بِكَ النَفسُ مِنها في مَجاريها
**
كادَت
سَرائِرُ سَرّي أَن تُسَرَّ بِما
أَولَيتَني
مِن جَميلٍ لا أُسَمّيهِ
وَصاحَ
بِالسِرِّ سِرٌّ مِنكَ يَرقُبُهُ
كَيفَ
السُرورُ بِسِرٍّ دونَ مُبديهِ
فَظَلَّ
يَلحَظُني سِرّي لِأَلحَظَهُ
وَالحَقُّ
يَلحَظُني أَن لا أُخَلّيهِ
وَأَقبَلَ
الوَجدُ يَفني الكُلَّ مِن صِفَتي
وَأَقبَلَ
الحَقُّ يُخفيني وَأُبديهِ
***
Not: Bazen Büyük Dosyaları tarayıcı açmayabilir...İndirerek okumaya Çalışınız.
Yorumlar