علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رضي الله عنه ...الديوان..Divanı İmam Ali
“الديوان"
علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رضي الله عنه
الناسُ مِن جِهَةِ
التِمثالِ اَكفاءُ
أَبوهُمُ آدَمُ
وَالأُمُ حَوّاءُ
نَفسٌ كَنَفسٍ
وَأَرواحٌ مُشاكَلَةٌ
وَأَعظُمٍ خُلِقَت فيها
وَأَعضاءُ
وَإِنَّما أُمَّهاتُ
الناسِ أَوعِيَةٌ
مُستَودِعاتٌ
وَلِلأَحسابِ آباءُ
فَإِن يَكُن لَهُمُ مِن
أَصلِهِم شَرَفٌ
يُفاخِرونَ بِهِ
فَالطينُ وَالماءُ
ما الفَضلُ إِلا
لِأَهلِ العِلمِ إِنَّهُمُ
عَلى الهُدى لِمَنِ
اِستَهدى أَدِلّاءُ
وَقَدرُ كُلِّ اِمرِئٍ
ما كاَن يُحسِنُهُ
وَلِلرِجالِ عَلى
الأَفعالِ اسماءُ
وَضِدُّ كُلِّ اِمرِئٍ
ما كانَ يَجهَلُهُ
وَالجاهِلونَ لِأَهلِ
العِلمِ أَعداءُ
وَإِن أَتَيتَ بِجودٍ
مِن ذَوي نَسَبٍ
فَإِنَّ نِسبَتَنا جودٌ
وَعَلياءُ
فَفُز بِعِلمٍ وَلا
تَطلُب بِهِ بَدَلاً
فَالناسُ مَوتى وَأهُلُ
العِلمِ أَحياءُ
**
تَغَيَّرَتِ المَوَدَّةُ
وَالإِخاءُ
وَقَلَّ الصِدقُ
وَاِنقَطَعَ الرَجاءُ
وأَسلَمَني الزَمانُ إِلى
صَديقٍ
كَثيرِ الغَدرِ لَيسَ
لَهُ رَعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيتَ
لَهُ بِحَقٍّ
وَلَكِن لا يُدومُ لَهُ
وَفاءُ
أَخِلّاءٌ إِذا
اِستَغنَيتُ عَنهُم
وَأَعداءٌ إِذا نَزَلَ
البَلاءُ
يُديمونَ المَوَدَّةَ ما
رَأوني
وَيَبقى الوُدُّ ما
بَقِيَ اللِقاءُ
وَإِن غُنّيتُ عَن أَحَدٍ
قَلاني
وَعاقَبَني بِما فيهِ
اِكتِفاءُ
سَيُغنيني الَّذي أَغناهُ
عَنّي
فَلا فَقرٌ يَدومُ وَلا
ثَراءُ
وَكُلُّ مَوَدَّةٍ لِلّهِ
تَصفو
وَلا يَصفو مَعَ الفِسقِ
الاِخاءُ
وَكُلُّ جِراحَةٍ فَلَها
دَواءٌ
وَسوءُ الخُلقِ لَيسَ
لَهُ دَواءُ
وَلَيسَ بِدائِمٍ أَبَداً
نَعيمٌ
كَذاكَ البُؤسُ لَيسَ
لَهُ بَقاءُ
إِذا أَنكَرتُ عَهداً مِن
حَميمٍ
فَفي نَفسي التَكَرُّمُ
وَالحَياءُ
إِذا ما رَأسُ أَهلِ
البَيتِ وَلّى
بَدا لَهُمُ مِنَ الناسِ
الجَفاءُ
**
دَع ذِكرَهُنَّ فَما
لَهُنَّ وَفاءُ
ريحُ الصَبا
وَعُهودُهُنَّ سَواءُ
يَكسِرنَ قَلبَكَ ثُمَّ
لا يَجبُرنَهُ
وَقُلوبُهُنَّ مِنَ
الوَفاءِ خَلاءُ
**
وَكَم ساعٍ لِيُثري لَم
يَنَلهُ
وَآخِرُ ما سَعى الخُلُقُ
الثَراءَ
وَساعٍ يِجمَعُ الأَموالَ
جَمعاً
لِيورِثَها أَعادِيَهُ
شَقاءَ
وَما سِيّانِ ذو خُبرٍ
بَصيرٌ
وَآخَرُ جاهِلٌ لَيسا
سَواءَ
وَمَن يَستَعتِبِ
الحَدَثانِ يَوماً
يَكُن ذاكَ العِتابُ لَهُ
عَناءَ
وَيُزري بالفَتى
الإِعدامَ حَتّى
مَتى يُصِبِ المَقالَ
يُقَل أَساءَ
**
تَحَرَّز مِن الدُنيا
فَإِنَّ فَناءَها
مَحَلُّ فَناءٍ لا
مَحَلُّ بَقاءِ
فَصَفوَتُها مَمزوجَةٌ
بِكُدورَةٍ
وَراحَتُها مَقرونَةٌ
بِعَناءِ
**
هِيَ حالانِ شِدَّةٌ
وَرَخاءُ
وَسِجالانِ نِعمَةٌ
وَبلاءُ
وَالفَتى الحاذِقُ
الأَريبُ إِذا ما
خانَهُ الدَهرُ لَم
يَخُنهُ عَزاءُ
إِن أَلَمَّت مُلِمَّةٌ
بي فَإِنّي
في المُلِمّاتِ صَخرَةٌ
صَمّاءُ
عالِمٌ بِالبَلاءِ عِلماً
بَأَن لَي
سَ يَدومُ النَعيمُ
وَالرَخاءُ
**
إِذا عَقَدَ القَضاءُ
عَلَيكَ أَمراً
فَلَيسَ يَحُلُّهُ إِلّا
القَضاءُ
فَما لَكَ قَد أَقَمتَ
بِدارِ ذُلٍّ
وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ
فَضاءُ
تَبَلَّغ بِاليَسيرِ
فَكُلُّ شَيءٍ
مِنَ الدُنيا يَكونُ لَهُ
اِنتِهاءُ
**
أَمِن بَعدِ تَكفينِ النَبِيِّ
وَدَفنِهِ
نَعيشُ بِآلاءٍ وَنَجنَحُ
لِلسَلوى
رُزِئنا رَسولَ اللَهِ
حَقّاً فَلَن نَرى
بِذاكَ عَديلاً ما حَيينا
مِنَ الرَدى
وُكُنتَ لَنا كَالحُصنِ
مِن دونِ أَهلِهِ
لَهُ مَعقَلٌ حِرزٌ
حَريزٌ مِن العِدى
وَكُنا بِهِ شُمُّ
الأُنوفِ بِنَحوِهِ
عَلى مَوضِعٍ لا يُستطاعُ
وَلا يُرى
وَكُنّا بِمَرآكُم نَرى
النورَ وَالهُدى
صَباحَ مَساءَ راحَ فينا
أَو اِغتَدى
لَقَد غَشِيَتنا ظُلمَةٌ
بِعدَ فَقدِكُم
نَهاراً وَقَد زادَت عَلى
ظُلمَةِ الدُجى
فَيا خَيرَ مَن ضَمَّ
الجَوانِحَ وَالحَشا
وَيا خَيرَ مَيتٍ ضَمّهُ
التُربُ وَالثَرى
كَأَنَّ أُمورَ الناسِ
بَعدَكَ ضُمِّنَت
سَفينَةُ مَوجٍ حينَ في
البَحرِ قَد سَما
وَضاقَ فَضاءُ الأَرضِ
عَنّا بِرَحبِهِ
لَفَقدِ رَسولِ اللَهِ
إِذ قيلَ قَد مَضى
فَقَد نَزَلَت
بِالمُسلِمينَ مُصيبَةٌ
كَصَدعِ الصَفا لا صَدعٍ
لِلشَعبِ في الصَفا
فَلَن يَستَقِلَّ الناسُ
ما حَلَّ فيهُمُ
وَلَن يُجبِرَ العَظمُ
الَّذي مِنهُمُ وَهَى
وَفي كُلِّ وَقتٍ
لِلصَلاةِ يَهيجُها
بِلالٌ وَيَدعو بِاِسمِهِ
كُلَّما دَعا
وَيَطلُبُ أَقوامٌ
مَواريثَ هالِكٍ
وَفينا مَواريثُ
النُبُوَّةِ وَالهُدى
فَيا حُزناً إِنّا
رَأَينا نَبِيَّنا
عَلى حينِ تَمَّ الدينُ
وَاِشتَدَّتِ القُوى
وَكانَ الأُلى شُبهَتَهُ
سَفرُ لَيلَةٍ
أَضَلُّ الهُدى لا نَجمَ
فيها وَلا ضَوى
**
نَصَرنا رَسولَ اللَهِ
لَمَّا تَدابَروا
وَثابَ إِلَيهِ
المُسلِمونَ ذَوو الحِجى
ضَرَبنا غُواةَ الناسِ
عَنهُ تَكَرُّماً
وَلَمّا يَرَوا قَصدَ
السَبيلِ وَلا الهُدى
وَلَما أَتانا بِالهُدى
كانَ كُلُّنا
عَلى طاعَةِ الرَحمَنِ
وَالحَقِّ وَالتُقى
**
حَياتُكَ أَنفاسٌ تُعَدُّ
فَكُلَّما
مَضى نَفَسٌ أَنقَصتَ
بِهِ جُزءاً
وَيُحييكَ ما يُفنيكَ في
كُلِّ حالَةٍ
وَيَحدوكَ حادٍ ما يُريدُ
بِكَ الهَزءا
فَتُصبِحَ في نَفسٍ
وَتَمشي بِغَيرِها
وَمالَكَ مِن عَقلٍ
تُحِسُّ بِهِ رُزءا
**
وَما طَلَبُ المَعيشَةِ
بِالتَمَنّي
وَلَكِن أَلقِ دَلوَكَ في
الدَلاءِ
تَجِئكَ بِمِلئِها يَوماً
وَيَوماً
تَجِئكَ بِحَمأَةٍ
وَقَليلِ ماءِ
وَلا تَقعُد عَلى كُلِّ
التَمَنّي
تَحيلُ عَلى المَقدَّرِ
وَالقَضاءِ
فَإِنَّ مَقادِرَ
الرَحمَنِ تَجري
بَأَرزاقِ الرِجالِ مِنَ
السَماءِ
مَقدَّرَةً بِقَبضٍ أَو
بِبَسطٍ
وَعَجزُ المَرءِ أَسبابُ
البَلاءِ
لَنِعمَ اليَومُ يَومُ
السَبتِ حَقّاً
لِصَيدٍ إِن أَرَدتَ بَلا
اِمتِراءِ
وَفي الأَحَدِ البِناءِ
لِأَنَّ فيهِ
تَبَدّى اللَهُ في خَلقِ
السَماءِ
وَفي الإِثنَينِ إِن
سافَرتَ فيهِ
سَتَظفَرُ بِالنَجاحِ
وَِبالثَراءِ
وَمِن يُردِ الحِجامَةَ
فَالثُلاثا
فَفي ساعَتِهِ سَفكُ
الدِماءِ
وَإِن شَرِبَ اِمرِؤٌ
يَوماً دَواءً
فَنِعمَ اليَومَ يَومَ
الأَربِعاءِ
وَفي يَومِ الخَميسِ
قَضاءُ حاجٍ
فَفيهِ اللَهُ يَأذَنُ
بِالدُعاءِ
وَفي الجُمُعاتِ تَزويجٌ
وَعُرسٌ
وَلذَّاتُ الرِجالِ مَعَ
النِساءِ
وَهَذا العِلمُ لا
يَعلَمهُ إِلّا
نَبِيٌّ أَو وَصِيُّ
الأَنبِياءِ
فَكَيفَ بِهِ أَنّي
أُداوي جِراحَهُ
فَيَدوى فَلا مُلَّ
الدَواءُ
**
فَإِن كُنتَ بِالشورى
مَلَكتَ أُمورَهُم
فَكَيفَ بِهَذا
وَالمُشيرونَ غُيَّبُ
وَإِن كُنتَ بِالقُربى
حَجَجتَ خَصيمَهُم
فَغَيرُكَ أَولى
بِالنَبِيِّ وَأَقرَبُ
**
أَلَم تَرَ قَومي إِذ
دَعاهُم أَخوهُمُ
أَجابوا وَإِن يَغضَب
عَلى القَومِ يَغضَبوا
هُمُ حَفَظوا غَيبي كَما
كُنتُ حافِظاً
لِقَومِيَ أُخرى مِثلَها
إِذ تَغَيَّبوا
بَنو الحَربِ لَم تَقعُد
بِهِم أُمَهاتُهُم
وَآباؤُهُم آباءُ صِدقٍ
فَأَنجَبوا
**
أَنا عَلِيٌّ وَاِبنُ
عَبدِ المُطَّلِب
نَحنُ لَعَمرُ اللِهِ
أَولى بِالكُتُب
مِنّا النَبِيُّ
المُصطَفى غَيرَ كَذِب
أَهلُ اللِواءِ
وَالمَقامِ وَالحُجُب
نَحنُ نَصَرناهُ عَلى
جُلِّ العَرَب
يا أَيُّها العَبدُ
الغَريرُ المُنتَدَب
أُثبُت لَنا يا أَيُّها
الكَلبُ الكَلِب
**
أَنا الغُلامُ
العَرَبِيُّ المَنتَسِب
مِن خَيرِ عودٍ في مُصاصِ
المطَّلِب
يا أَيُّها العَبدُ
اللَئيمَ المُنتَدَب
إِن كُنتَ لِلمَوتِ
مُحِبّاً فَاِقتَرِب
وَاُثبُت رُوَيداً
أَيُّها الكَلبُ الكَلِب
أُو لا فَوَلِّ هارِباً
ثُمَّ اِنقَلِب
**
لَعَمرُكَ ما الإِنسانُ
إِلّا بِدينِهِ
فَلا تَترُكِ التَقوى
اِتِّكالاً عَلى النَسَب
فَقَد رَفَعَ الإِسلامُ
سَلمانَ فارِسٍ
وَقَد وَضَعَ الشِركُ
الشَريفَ أَبا لَهَب
**
إِذا اِشتَمَلَت عَلى
اليَأسِ القُلوبُ
وَضاقَ لِما بِهِ الصَدرُ
الرَحيبُ
وَأَوطَنَتِ المَكارِهُ
وَاِطمَأَنَّت
وَأَرسَت في أَماكِنِها
الخُطوبُ
وَلَم تَرَ لِاِنكِشافِ
الضُرِّ وَجهاً
وَلا أَغنى بِحيلَتِهِ
الأَريبُ
أَتاكَ عَلى قُنوطٍ مِنكَ
غَوثٌ
يَمُنُّ بِهِ اللَطيفُ
المُستَجيبُ
وَكُلُّ الحادِثاتِ إِذا
تَناهَت
فَمَوصولٌ بِها فَرَجٌ
قَريبُ
**
إِنّي أَقولُ لِنَفسي
وَهيَ ضَيِّقَةٌ
وَقَد أَناخَ عَلَيها
الدَهرُ بِالعَجَبِ
صَبراً عَلى شِدَّةِ
الأَيّامِ إِنَّ لَها
عُقبى وَما الصَبرُ إِلّا
عِندَ ذي الحَسَبِ
سَيَفتَحُ اللَهُ عَن
قُربٍ بِنافِعَةٍ
فيها لِمثلِكَ راحاتٌ
مِنَ التَعَبِ
**
ما غاضَ دَمعي عِندَ
نازِلَةٍ
إِلّا جَعَلتَكَ لِلبُكا
سَبَبا
وِإِذا ذَكَرتُكَ
مَيِّتاً سَفَحَت
عَيني الدُموعُ فَفاضَ
وَاِنسَكَبا
إِنّي أَجِلُّ ثَرىً
حَلَلتَ بِهِ
عَن أَن أُرى لِسِواهُ
مُكتَئِبا
**
آلى اِبنُ عَبدٍ حينَ
جاءَ مُحارِباً
وَحَلَفتَ فَاِستَمِعوا
مِنَ الكَذّابِ
أَن لا يَفِرَّ وَلا
يَمَلِّلَ فَاِلتَقى
أَسَدانِ يَضطَرِبانِ
كُلُّ ضِرابِ
اليَومَ يَمنَعُني
الفَرارُ حَفيظَتي
وَمُصَمِّمٌ في الرَأسِ
لَيسَ بِنابِ
أَعليَّ تَقتَحِمُ
الفَوارِسَ هَكَذا
عَنّي وَعَنهُم خَبِّروا
أَصحابي
فَغَدَوتُ أَلتَمِسُ
القِراعَ بِمُرهَفٍ
عَضبٍ مَعَ البَتراءِ في
أَقرابِ
وَغَدَوتُ اَلتَمِسُ
القِراعَ وَصارِمٌ
عَضبٌ كَلَونِ المِلحِ في
اَقرابِ
عَرَفَ اِبنُ عَبدٍ حينَ
أَبصَرَ صارِماً
يَهتَزُّ أَنَّ الأَمرَ
غَيرُ لِعابِ
أَدّى عُمَيرٌ حينَ
أَخلَصَ صَقلَهُ
صافي الحَديدَةِ
يَستَفيضُ ثَوابي
أَردَيتُ عَمراً إِذ طَغى
بِمُهَنَّدٍ
صافي الحَديدِ مُجَرَّبٍ
قَصّابِ
فَصَدَدتُ حينَ تَرَكتُهُ
مُتَجَدِّلاً
كَالجِذعِ بَينَ دَكادِكٍ
وَرَوابي
وَعَفَفتُ عَن اَثوابِهِ
وَلَوَ اَنَّني
كُنتُ المُقَطَّرَ
بَزَّني أَثوابي
عَبدَ الحِجارَةَ مِن
سَفاهَةِ رَأيِهِ
وَعَبَدتُ رَبَّ
مُحَمَّدٍ بِصَوابي
لا تَحسَبَنَّ اللَهَ
خاذِلُ دينِهِ
وَنَبِيَّهُ يا مَعشَرَ
الأَحزابِ
**
ضَربٌ ثَنى الأَبطالَ في
المَشاعِبِ
ضَربَ الغُلامِ البَطَلِ
المُلاعِبِ
أَينَ الضِرابُ في
العَجاجِ الثائِبِ
حينَ اِحمِرارِ الحَدَقِ
الثَواقِبِ
بِالسَيفِ في نَهنَهَةِ
الكَتائِبِ
وَالصَبرُ فيهِ الحَمدُ
لِلعَواقِبِ
**
فَرضٌ عَلى الناسِ أَن
يَتوبوا
لَكِنَّ تَركَ الذُنوبِ
أَوجَب
وَالدَهرُ في صَرفِهِ
عَجيبٌ
وَغَفلَةُ الناسِ فيهِ
أَعجَب
وَالصَبرُ في النائِباتِ
صَعبٌ
لَكِنَّ فَوتَ الثَوابِ
أَصعَب
وَكُلُّ ما يُرتَجَى
قَريبٌ
وَالمَوتُ مِن كُلِّ ذاكَ
أَقرَب
**
أَنا اِبنُ ذي الحَوضَينِ
عَبدِ المُطَّلِب
وَهاشِمُ المُطِعِمُ في
العامِ السَغَب
أُوفي بِميعادي وَأَحمي
عَن حَسَب
**
أَبا لَهَبٍ تَبَّت
يَداكَ أَبا لَهَب
وَتَبَّت يَداها تِلكَ
حَمّالَةَ الحَطَب
خَذَلتَ نَبيّاً خَيرَ
مَن وَطِئَ الحَصى
فَكُنتَ كَمَن باعَ
السَلامَةَ بِالعَطَب
وَخِفتَ أَبا جَهلٍ
فَأَصبَحتَ تابِعاً
لَهُ وَكَذاكَ الرَأسُ
يتبَعُهُ الذَنَب
فَأَصبَحَ ذاكَ الأَمرُ
عاراً يُهيلُهُ
عَلَيكَ حَجيجُ البَيتِ
في مَوسِمِ العَرَب
وَلَو كانَ مِن بَعضِ
الأَعادي مُحَمَّدٌ
لَحامَيتُ عَنهُ
بِالرِماحِ وَبِالقَضَب
وَلَم يَسلِموهُ أَو
يُضَرَّعَ حَولَهُ
رِجالُ بِلاءٍ بِالحُروبِ
ذَوو حَسَب
**
ذَهَبَ الوَفاءُ ذِهابَ
أَمسِ الذاهِبِ
فَالناسُ بَينَ مُخاتِلٍ
وَمُوارِبِ
يَفشونَ بَينَهُمُ
المَوَدَّةَ وَالصَفا
وَقُلوبَهُم مَحشُوَّةٌ
بِعَقارِبِ
**
تَرَدَّ رِداءَ الصَبرِ
عِندَ النَوائِبِ
تَنَل مِن جَميلِ الصَبرِ
حُسنَ العَواقِبِ
وَكُن صاحِباً لِلحِلمِ
في كُلِّ مَشهَدٍ
فَما الحِلمُ إِلّا خَيرُ
خِدنٍ وَصاحِبِ
وَكُن حافِظاً عَهدَ
الصَديقِ وَراعِياً
تَذُق مِن كَمالِ الحِفظِ
صَفوَ المَشارِبِ
وَكُن شاكِراً لِلّهِ في
كُلِّ نِعمَةٍ
يَثِبكَ عَلى النُعمى
جَزيلَ المَواهِبِ
وَما المَرءُ إِلّا حَيثُ
يَجعَلُ نَفسَهُ
فَكُن طالِباً في الناسِ
أَعلى المَراتِبِ
وَكُن طالِباً لِلرِزقِ
مِن بابِ حِلَّةٍ
يُضاعَف عَلَيكَ الرِزقُ
مِن كُلِّ جانِبِ
وَصُن مِنكَ ماءَ الوَجهِ
لا تَبذُلَنَّهُ
وَلا تَسألِ الأَرذالَ
فَضلَ الرَغائِبِ
وَكُن مُوجِباً حَقَّ
الصَديقِ إِذا أَتى
إِلَيكَ بِبرٍ صادِقٍ
مِنكَ واجِبِ
وُكُن حافِظاً
لِلوالِدَينِ وَناصِراً
لِجارِكَ ذي التَقوى
وَأَهلِ التَقارُبِ
**
الدَهرُ يَخنُقُ أَحياناً
قِلادَتَهُ
عَلَيكَ لا تَضطَرِب فيهِ
وَلا تَثِبِ
حَتّى يُفَرِّجُها في
حالِ مُدَّتِها
فَقَد يَزيدُ اِختِناقاً
كُلُّ مُضطَرِبِ
**
لا تَطلُبَّنَ مَعيشَةً
بِمَذَلَةٍ
وَاِربَأ بِنَفسِكَ عَن
دَنِيِّ المُطلَبِ
وِإِذا اِفتَقَرتَ فَداوِ
فَقرَكَ بِالغِنى
عَن كُلِّ ذي دَنَسٍ
كَجِلدِ الأَجرَبِ
فَليَرجِعَنَّ إِلَيكَ
رزقُكَ كُلُّهُ
لَو كانَ أَبعَدُ مِن
مَقامِ الكَوكَبِ
**
فإِن تَسأَلَنّي كَيفَ
أَنتَ فَإِنَّني
صَبورٌ عَلى رَيبِ
الزَمانِ صَعيبُ
حَريصٌ عَلى أَن لا يُرى
بي كَآبَةٌ
فَيشمُتُ عادٍ أَو يُساءَ
حَبيبُ
**
يُغَطّي عُيوبَ المَرءِ
كَثرَةُ مالِهِ
يُصَدَّقُ فيما قالَ
وَهوَ كَذوبُ
وَيُرزي بِعقلِ المَرءِ
قِلَّةُ مالِهِ
يُحَمِّقُهُ الأَقوامُ
وَهوَ لَبيبُ
**
غالَبتُ كُلَّ شَديدَةٍ
فَغَلَبتُها
وَالفَقرُ غالَبَني
فَأَصبَحَ غالِبي
إِن أُبدِهِ يَصفَح وَإِن
لَم أُبدِهِ
يَقتُل فَقُبِّحَ وَجهُهُ
مِن صاحِبِ
**
فَلَو كانَتِ الدُنيا
تُنالُ بِفِطنَةٍ
وَفَضلٍ وَعَقَلٍ نِلتُ
أَعلى المَراتِبِ
وَلَكِنَّما الأَرزاقُ
حَظٌّ وَقِسمَةٌ
بَفَضلِ مَليكٍ لا
بِحيلَةِ طالِبِ
**
وَأَفضَلُ قَسمِ اللَهِ لِلمَرءِ
عَقلُهُ
فَلَيسَ مِن الخَيراتِ
شِيءٌ يُقارِبُه
إِذا أَكمَلَ الرَحمَنُ
لِلمَرءِ عَقلَهُ
فَقَد كُمُلَت أَخلاقُهُ
وَمآرِبُه
يَعيشُ الفَتى في الناسِ
بِالعَقلِ إِنَّهُ
عَلى العَقلِ يِجري
عَلمُهُ وَتَجارِبُه
يَزينُ الفَتى في الناسِ
صِحَّةُ عَقلِهِ
وَإِن كانَ مَحظوراً
عَلَيهِ مَكاسِبُه
يَشينُ الفَتى في الناسِ
قِلَّةُ عَقلِهِ
وَإِن كَرُمَت أَعراقُهُ
وَمَناسِبُه
وَمَن كانَ غَلّاباً
بِعَقلٍ وَنَجدَةٍ
فَذو الجَدِّ في أَمرِ
المَعيشَةِ غالِبُه
**
لَيسَ البَلِيَّةُ في
أَيّامِنا عَجَباً
بَلِ السَلامَةُ فيها
أَعجَبُ العَجَبِ
لَيسَ الجَمالُ بِأَثوابٍ
تُزَيِّنُنا
إِنَّ الجَمالَ جَمالُ
العَقلِ وَالأَدَبِ
لَيسَ اليَتيمُ الَّذي
قَد ماتَ والِدُهُ
إِنَّ اليَتيمَ يَتيمُ
العِلمِ وَالأَدَبِ
**
كُن اِبنَ مَن شِئتَ
واِكتَسِب أَدَباً
يُغنيكَ مَحمُودُهُ عَنِ
النَسَبِ
فَلَيسَ يُغني الحَسيبُ
نِسبَتَهُ
بِلا لِسانٍ لَهُ وَلا
أَدَبِ
إِنَّ الفَتى مَن يُقولُ
ها أَنا ذا
لَيسَ الفَتى مَن يُقولُ
كانَ أَبي
**
أَيُّها الفاجِرُ جَهلاً
بِالنَسَب
إِنَّما الناسُ لِأُمٍّ
وَلِأَب
هَل تراهُم خُلِقوا مَن
فِضَّةٍ
أَم حَديدٍ أَم نُحاسٍ
أَم ذَهَب
بَل تَراهُم خُلِقوا مِن
طينَةٍ
هَل سِوى لَحمٍ وَعَظمٍ
وَعَصَب
إِنَّما الفَخرُ لِعَقلٍ
ثابِتٍ
وَحياءٍ وَعَفافٍ وَأَدَب
**
إِنّي أَقولُ لِنَفسي
وَهيَ ضَيِّقَةٌ
وَقَد أَناخَ عَلَيها
الدَهرُ بِالعَجَبِ
صَبراً عَلى شِدَّةِ
الأَيامِ إِنَّ لَها
عُقبى وَما الصَبرُ إِلّا
عِندَ ذي الحَسَبِ
سَيفتَحُ اللَهُ عَن
قُربٍ بِنافِعَةٍ
فيها لِمِثلِكِ راحاتٌ
مِن التَعَبِ
**
أَدَّبتُ نَفسي فَما
وَجَدتُ لَها
بِغَيرِ تَقوى الإِلهِ
مِن أَدَبِ
في كُلِّ حالاتِها وَإِن
قَصُرَت
أَفضَلُ مِن صَمتِها عَلى
الكَربِ
وَغَيبَةُ الناسِ إِنَّ
غَيبَتَهُم
حَرَّمَها ذو الَجَلال في
الكُتُبِ
إِن كانَ مِن فِضَّةٍ
كَلامُكِ يا
نَفسُ فَإِنَّ السُكوتَ
مِن ذَهَبِ
**
سَليمُ العَرضِ مَن
حَذِرَ الجَوابا
وَمَن دارى الرِجالَ
فَقَد أَصابا
وَمَن هابَ الرِجالَ
تَهَيَّبوهُ
وَمَن يُهِنِ الرِجالَ
فَلَن يُهابا
**
وَذي سَفهٍ يُخاطِبُني
بِجَهلٍ
فَأَكرَهُ أَن أَكونَ
لَهُ مُجيبا
يَزيدُ سَفاهَةً وَأَزيدُ
حُلماً
كَعودٍ زادَ بِالإِحراقِ
طِيبا
**
إِلبِس أَخاكَ عَلى
عُيوبِه
وَاِستُر وَغَطِّ عَلى
ذُنوبِه
وَاِصبِر عَلى ظُلمِ
السَفيهِ
وَلِلزَمانِ عَلى خُطوبِه
وَدَعِ الجَوابَ
تَفَضُّلاً
وَكِلِ الظَلومَ إِلى
حَسيبِه
وَاِعلَم بِأَنَّ الحِلمَ
عِن
دَ الغَيظِ أَحسَنُ مِن
رُكوبِه
**
عِلمي غَزيرٌ وَأَخلاقي
مُهَذَبَةٌ
وَمَن تَهَذَّبَ يَروي
عَن مُهَذِّبِهِ
لَو رُمتُ أَلفَ عَدُوٍّ
كُنتُ واجِدَهُم
وَلَو طَلَبتُ صَديقاً ما
ظَفَرتُ بِهِ
**
إِذا رُمتَ أَن تُعلى
فَزُر مُتَواتِراً
وَإِن شِئتَ أَن تَزدادَ
حُبّاً فَزُر غَبّا
مُنادَمَةُ الإِنسانِ
تُحسِنُ مَرّةً
وَإِن أَكثَروا إِدمانَها
أَفسَدوا الحُبّا
**
شَيئانِ لَو بَكَتِ
الدِماءَ عَلَيهِما
عَينايَ حَتّى تَأذَنا
بِذِهابِ
لَم تَبلُغِ المِعشارَ
مِن حَقَّيهِما
فَقدُ الشَبابِ وَفُرقَةُ
الأَحبابِ
**
وَما الدَهرُ وَالأَيّامُ
إِلّا كَما تَرى
رَزِيَّةُ مالٍ أَو
فِراقُ حَبيبِ
وَإِنَّ اِمرَءاً قَد
جَرَّبَ الدَهرَ لَم يَخَف
تَقَلَّبَ حالَيهِ
لِغَيرِ لَبيبِ
**
مالِي وَقَفتُ عَلى
القُبورِ مُسَلِّماً
قَبرَ الحَبيبِ فَلَم يَرُدَّ
جَوابي
أَحَبيبُ مالَكَ لا
تَرُدُّ جَوابَنا
اَنَسيتَ بَعدي خِلَّةَ
الأَحبابِ
قالَ الحَبيبُ وَكَيفَ
لِي بِجَوابِكُم
وَأَنا رَهينُ جَنادِلٍ
وَتُرابِ
أَكَلَ التُرابُ مَحاسِني
فَنَسيتُكُم
وَحُجِبتُ عَن أَهلي
وَعَن أَترابي
فَعَلَيكُمُ مِنّي
السَلامَ تَقَطَّعَت
مِنّي وَمِنكُم خِلَّةَ
الأَحبابِ
**
يُهَدِّدُني بِالعَظيمِ
الوَليدُ
فَقُلتُ أَنا اِبنُ أَبي
طالِبِ
أَنا اِبنُ المُبَجَّلِ
بِالأَبطَحينِ
وَبِالبَيتِ مِن سَلَفي
غالِبِ
فَلا تَحسَبَنّي أَخافُ
الوَليدَ
وَلا أَنَّني مِنهُ
بِالهائِبِ
فَيا اِبنَ المُغيرَةِ إِنّي
اِمرُؤٌ
سَموحُ الأَنامِلِ
بِالقاضِبِ
طَويلُ اللِسانِ عَلى
الشائِنينَ
قَصيرُ اللِسانِ عَلى
الصاحِبِ
خَسِرتُم بِتَكذيبِكُم
لِلرَسولِ
تُعيبونَ ما لَيسَ
بِالعائِبِ
وَكَذَّبتُموهُ بِوَحيِ
السَماءِ
أَلا لَعنَةُ اللَهِ
لِلكاذِبِ
**
تَبّاً وَتَعساً لَكَ يا
اِبنَ عُتبَه
أَسقيكَ مِن كَأَسَ
المَنايا شُربَه
وَلا أُبالي بَعدَ ذَلِكَ
غِبَّه
**
يا رَبِّ ثَبِّتَ لِي
قَدَمي وَقَلبي
سُبحانَكَ اللَهُمَّ
أَنتَ حَسبي
**
سَتَشهَدُ لِي بِالكَرِّ
وَالطَعنِ رايَةٌ
حَبانِيَ بِها الطُهرُ
النَبِيُّ المُهَذِّبُ
وَتَعلَمُ أَنّي في
الحُروبِ إِذا اِلتَظى
بنِيرانِها اللَيثُ
الهَموسُ المُرَجَّبُ
وِمثلِيَ لاقى الهَولَ في
مُفظِعاتِهِ
وَفَلَّ لَهُ الجَيشُ
الخَميسُ العَطَبطَبُ
وَقَد عَلِمَ الأَحياءُ
أَنّي زَعيمُها
وَأَنّي لَدى الحَربِ
العَذيقُ المُرَجِّبُ
**
أَنا عَلِيٌّ وَاِبنُ
عَبدِ المُطَّلِب
مُهَذَّبٌ ذُو سَطوَةٍ
وَذو غَضَب
غَذَيتُ في الحَربِ
وَعِصيانَ النُّوَب
مِن بَيتِ عِزٍ لَيسَ
فيهِ مُنشَعَب
وَفي يَميني صارِمٌ يَجلو
الكَرب
مَن يَلقَني يَلقَ
المَنايا وَالعَطَب
**
هَذا لَكُم مِنَ الغُلامِ
الغالِبي
مِن ضَربِ صِدقٍ وَقَضاءِ
الوَاجِبِ
وَفالِقِ الهَاماتِ
وَالمَناكِبِ
أَحمي بِهِ قَماقِمَ
الكَتائِبِ
**
أَنا عَلِيٌّ وَاِبنُ
عَبدِ المُطَّلِب
أَحمي ذِماري وَأَذُبُّ
عَن حَسَب
وَالمَوتُ خَيرٌ لِلفَتى
مِنَ الهَرَب
**
أَنا عَلِيٌّ وَاِبنُ
عَبدِ المُطَّلِب
مَهَذَّبٌ ذو سَطوَةٍ
وَذو حَسَب
قِرنٌ إِذا لاقَيتَ
قِرناً لَم أَهَب
مَن يَلقَني يَلقَ
المَنايا وَالكَرَب
**
أَبى اللَهُ إِلّا أَنَّ
صِفِّينَ دارُنا
وَدارُكُمُ ما لاحَ في
الأُفقِ كَوكَبُ
إِلى أَن تُموتوا أَو
نَموتَ وَما لَنا
وَما لَكُم عَن حَومَةِ
الحَربِ مَهرَبُ
**
أَيُّ فَتى لَيلٍ أَخي
رَوعاتِ
وَأَيُّ سَبّاقٍ إِلى
الغاياتِ
لِلّهِ دَرُّ الغُرَرِ
الساداتِ
مِن هاشِمِ الهاماتِ
وَالقاماتِ
مِثلُ رَسولِ اللَهِ ذي
الآياتِ
أَو كَعَلِيٍّ كاشِفِ
الكُرُباتِ
كَذا يَكونُ المَرء في
الحاجاتِ
**
اللَيلُ هَولٌ يُرهِبُ
المُهِيبا
وَيُذهِلُ المُشَجِّعَ
اللَبيبا
فَإِنَّني أَهولُ مِنهُ
ذِئباً
وَلَستُ أَخشى الرَوعَ
وَالخُطُوبا
إِذا هَزَزتَ الصارِمَ
القَضيبا
أَبصَرتُ مِنهُ عَجَباً
عَجيبا
**
الأَزدُ سِيَفي عَلى
الأَعداءِ كُلِّهِمُ
وَسيفُ أَحمَدَ مَن دانَت
لَهُ العَرَبُ
قَومٌ إِذا فاجَأوا
أَبلوا وَإِن غُلِبوا
لا يُحجِمونَ وَلا
يَدرونَ ما الهَرَبُ
قَومٌ لُبوسُهُمُ في
كُلِّ مُعتَرَكٍ
بيضٌ رِقاقٌ وَداودِيَةٌ
سُلُبُ
البيضُ فَوقَ رُؤوسٍ
تَحتَها اليَلَبُ
وَفي الأَنامِلِ سُمرُ
الخَطِّ وَالقَضَبُ
البيضُ تَضحَكُ وَالآجالُ
تَنتَحِبُ
وَالسُمرُ تَرعِفُ
وَالأَرواحُ تُنتَهَبُ
وَأَيُّ يَومٍ مِنَ
الأَيّامِ لَيسَ لَهُم
فيهِ مِنَ الفِعلِ ما مِن
دُونِهِ العَجَبُ
الأَزدُ أَزيَدُ مَن
يَمشي عَلى قَدَمٍ
فَضلاً وَأَعلاهُمُ
قَدراً إِذا رَكِبوا
يا مَعشَرَ الأَزدِ
أَنتُم مَعشَرٌ أُنُفٌ
لا يَضعُفونَ إِذا ما
اِشتَدَّتِ الحُقُبُ
وَفَيتُمُ وَوَفاءُ
العَهدِ شيمَتَكُم
وَلَم يُخالِط قَديماً
صِدقَكُم كَذِبُ
إِذا غَضِبتُم يَهابُ
الخَلقُ سَطوَتَكُم
وَقَد يَهونُ عَلَيكُم
مِنهُمُ الغَضَبُ
يا مَعشَرَ الأَزذِ إِنّي
مِن جَميعِكُمُ
راضٍ وَأَنتُم رُؤوسُ
الأَمرَ لا الذَنَبُ
لَن يَيئَسِ الأَزذُ مِن
روحٍ وَمَغفِرَةٍ
وَاللَهُ يَكلَؤُهُم مِن
حَيثُ ما ذَهَبوا
طِبتُم حَديثاً كَما قَد
طابَ أَوَّلُكُم
وَالشَوكُ لا يُجتَنى مِن
فَرعِهِ العِنَبُ
وَالأَزدُ جُرثومَةٌ إِن
سُوبِقوا سَبَقوا
أَو فُوخِروا فَخَروا أَو
غُولِبوا غَلَبوا
أَو كُوثِروا كَثُروا أَو
صُوبِروا صَبروا
أَو سوهِموا سَهَموا أَو
سُولِبوا سَلَبوا
صَفَوا فَأَصفاهُم الباري
وِلايَتَهُ
فَلَم يَشِب صَفوَهُم
لَهوٌ وَلا لَعِبُ
مِن حُسنِ أَخلاقِهِم
طابَت مَجالِسُهُم
لا الجَهلُ يَهروهُم فيها
وَلا الصَخَبُ
الغَيتَ ما رَوِّضوا مِن
دونِ نائِلِهِم
وَالأُسدُ تَرهَبُهُم
يَوماً إِذا غَضِبوا
أَندى الأَنامِ أَكُفّاً
حينَ تَسأَلُهُم
وَأَربَطُ الناسِ جَأشاً
إِن هُمُ نُدِبوا
وَأَيُّ جَمعٍ كَثيرٍ لا
تُفَرِّقُهُ
إِذا تَدانَت لَهُم
غَسّانُ وَالنُدبُ
فَاللَهُ يَجزيهِم عَمّا
أَتَوا وَحَبَوا
بِهِ الرَسولَ وَما مِن
صالِحٍ كَسَبوا
**
يا أَيُّها السائِلُ عَن
أَصحابي
إِن كُنتَ تَبغي خَيرَ
الصَوابِ
أُنبِئكَ عَنهُم غَيرَ ما
تَكذابِ
بِأَنَّهُم أَوعِيَةُ
الكِتابِ
صَبرٌ لَدى الهَيجاءِ
وَالضِّرابِ
فَسَل بِذاكَ مَعشَرَ
الأَحزابِ
**
أَحُسَينُ إِنّي واعِظٌ
وَمؤَدِّبٌ
فَاِفهَم فَأَنتَ
العاقِلُ المُتَأَدِّبُ
وَاِحفَظ وَصِيَّةَ
وَالِدٍ مُتَحَنِّنٍ
يَغذوكَ بالآدابِ كَيلا
تُعطَبُ
أَبُنَيَّ إِنَّ الرِزقَ
مَكفولٌ بِهِ
فَعَلَيكَ بالإِجمالِ
فيما تَطلُبُ
لا تَجعَلَنَّ المالَ
كَسبَكَ مُفرَداً
وَتُقى إلَهَكَ
فَاِجعَلَن ما تَكسِبُ
كَفِلَ الإِلَهُ بِرِزقِ
كُلِ بَرِيَّةٍ
وَالمالُ عارِيَةٌ تَجيءُ
وَتَذهَبُ
وَالرِزقُ أَسرَعُ مِن
تَلَفُّتِ ناظِرٍ
سَبَباً إِلى الإِنسانِ
حينَ يُسَبَّبُ
وَمِنَ السُيولِ إِلى
مَقَرِّ قَرارِها
وَالطَيرُ لِلأَوكارِ
حينَ تُصَوِّبُ
أَبُنَيَّ إِنَّ الذِكرَ
فيهِ مَواعِظٌ
فَمَنِ الَّذي بِعِظاتِهِ
يَتَأَدَّبُ
فَاِقرَأ كِتابَ اللَهِ
جَهدَكَ واِتلُهُ
فيمَن يَقومُ بِهِ هُناكَ
وَيَنصَبُ
بِتَفَكُّرٍ وَتَخَشُّعٍ
وَتَقَرُّبٍ
إِنَّ المُقَرَّبَ
عِندَهُ المُتَقَرِّبُ
وَاِعبُد إِلَهَكَ ذا
المَعارِجِ مُخلِصاً
وَاِنصِت إِلى الأَمثالِ
فيما تُضرَبُ
وَإِذا مَرَرتَ بِآيَةٍ
وَعظِيَّةٍ
تَصِفُ العَذابَ فَقِف
وَدَمعُكَ يُسكَبُ
يا مَن يُعَذِّبُ مَن
يَشاءُ بِعَدلِهِ
لا تَجعَلَنّي في
الَّذينَ تُعَذِبُ
إِنّي أَبوءُ بِعَثرَتي
وَخَطيئَتي
هَرَباً إِلَيكَ وَلَيسَ
دونَكَ مَهرَبُ
وَإِذا مَرَرتَ بِآيَةٍ
في ذِكرِها
وَصفَ الوَسيلَةِ
وَالنَعيمِ المُعجِبُ
فَاِسأَل إِلَهَكَ
بِالإِنابَةِ مُخلِصاً
دارُ الخُلودِ سُؤالَ مَن
يَتَقَرَّبُ
وَاِجهَد لَعَلَّكَ أَن
تَحِلَّ بِأَرضِها
وَتَنالَ روحَ مَساكِنَ
لا تَخرَبُ
وَتَنالَ عَيشاً لا
اِنقِطاعَ لِوَقتِهِ
وَتَنالَ مُلكَ كَرامَةٍ
لا تُسلَبُ
بادِر هَواكَ إِذا
هَمَمتَ بِصالِحٍ
خَوفَ الغَوالِبِ أَن
تَجيءَ وَتُغلَبُ
وَإِذا هَمَمتَ بِسَيِّءٍ
فَاِغمِض لَهُ
وَتَجَنَّبِ الأَمرَ
الَّذي يُتَجَنَّبُ
وَاِخفِض جَناحَكَ
لِلصَديقِ وَكُن لَهُ
كَأَبٍ عَلى أَولادِهِ
يَتَحَدَّبُ
وَالضَيفُ أَكرِم ما
اِستَطَعتَ جِوارَهُ
حَتّى يَعُدُّكَ وارِثاً
يَتَنَسَبُ
وَاِجعَل صَديقَكَ مَن
إِذا آخيتَهُ
حَفِظَ الإِخاءَ وَكانَ
دونَكَ يَضرِبُ
وَاِطلُبهُمُ طَلَبَ
المَريضِ شِفاءَهُ
وَدَعِ الكَذوبَ فَلَيسَ
مِمَّن يُصحَبُ
وَاَحفَظ صَديقَكَ في
المَواطِنِ كُلِّها
وَعَلَيكَ بِالمَرءِ
الَّذي لا يَكذِبُ
وَاِقلِ الكَذوبَ
وَقُربَهُ وَجِوارَهُ
إِنَّ الكَذوبَ مُلَطِّخٌ
مَن يَصحَبُ
يُعطيكَ ما فَوقَ المُنى
بِلِسانِهِ
وَيَروغُ مِنكَ كَما
يَروغُ الثَعلَبُ
وَاِحذَر ذَوي المَلَقِ
اللِئامِ فَإِنَّهُم
في النائِباتِ عَلَيكَ
مِمَّن يَخطُبُ
يَسعَونَ حَولَ المَرءِ
ما طَمِعوا بِهِ
وَإِذا نَبا دَهرٌ جَفَوا
وَتَغَيَبوا
وَلَقَد نَصَحتُكَ إِن
قَبِلتَ نَصيحَتي
وَالنُصحُ أَرخَصُ ما
يُباعُ وَيوهَبُ
**
إِذا حادَتِ الدُنيا
عَلَيكَ فَجُد بِها
عَلى الناسِ طُرّاً
إِنَّها تَتَقَلَّبُ
فَلا الجُودُ يُفنيها
إِذا هِيَ أَقبَلَت
وَلا البُخلُ يُبقيها إِذا
هِيَ تَذهَبُ
**
عَجِبتُ لِجازِعٍ باكٍ
مُصابِ
بِأَهلٍ أَو حَميمٍ ذي
اِكتِئابِ
يَشُقُّ الجَيبَ يَدعو
الوَيلَ جَهلاً
كَأَنَّ المَوتَ
بِالشَيءِ العُجابِ
وَسَلوى اللَهِ فيهِ
الخَلقَ حَتّى
نَبِيِّ اللَهِ مِنهُ لَم
يُحابِ
لَهُ مَلَكٌ يُنادي كُلَّ
يَومٍ
لَدوا لِلموتِ وَاِبنوا
لِلخَرابِ
**
حُسَينُ إِذا كُنتَ في
بَلدَةٍ
غَريباً فِعاشِر
بِآدابِها
وَلا تَفخَرنَ بَينَهُنَ
بِالنُّهى
فَكُلُّ قَبيلٍ
بِأَلبابِها
وَلَو عَمِلَ اِبنُ أَبي
طالِبٍ
بِهَذي الأُمور لَفُزنا
بِها
وَلَكِنَّهُ اِعتامَ
أَمرَ الإِلَهِ
فَأَخرَقَ فيهِم بِأَنيابِها
عَذيرَكَ مِن ثِقَةٍ
بِالَّذي
يُنيلَكَ دُنياكَ مَن
طابَها
فَلا تَمرَحَنَّ
لِأَوزارِها
وَلا تَضجَرَنَّ
لِأَوصابِها
قِس الغَدَ بِالأَمسِ كَي
تَستَريحَ
وَلا تَبتَغي سَعيَ
رُغّابِها
**
قَريحُ القَلبِ مِن
وَجَعِ الذُنوبِ
نَحيلُ الجِسمِ يَشهَقُ
بِالنَحيبِ
أَضرَّ بِجِسمِهِ سَهَرُ
اللَيالي
فَصارَ الجِسمُ مِنهُ
كَالقَضيبِ
وَغَيَّرَ لَونَهُ خَوفٌ
شَديدٌ
لِما يَلقاهُ مِن طَولِ
الكَروبِ
يُنادي بِالتَضَرُّعِ يا
إِلَهي
أَقِلني عَثرَتي وَاِستُر
عُيوبي
فَزِعتُ إِلى الخَلائِقِ
مُستَغيثاً
فَلَم أَرَ في الخَلائِقِ
مِن مُجيبِ
وَأَنتَ تُجيبُ مَن
يَدعوكَ رَبّي
وَتَكشِفُ ضُرَّ عَبدِكَ
يا حَبيبي
وَدائي باطِنٌ وَلَدَيكَ
طِبُّ
وَمِن لي مِثلَ طِبِّكَ
يا طَبيبي
**
حَبيبٌ لَيسَ لي بَعدُ
حَبيبُ
وَما لِسِواهُ في قَلبي
نَصيبُ
حَبيبٌ غابَ عَن عَيني
وَجِسمي
وَعَن قَلبي حَبيبي لا يَغيبُ
**
فَلَم أَرَ كَالدُنيا
بِها اِغتَرَّ أَهلُها
وَلا كَاليَقينِ
اِستَأنَسَ الدَهرَ صاحِبُه
أَمُرُّ عَلى رَمسِ
القَريبِ كَأَنَّما
أَمُرُّ عَلى رَمسِ
اِمرِئٍ ماتَ صاحِبُه
فَوَاللَهِ لَولا أَنَّني
كُلَّ ساعَةٍ
إِذا شِئتَ لاقَيتَ
أَمرَأً ماتَ صاحِبُه
إِذا ما اِعتَرَيتَ
الدَهرَ عَنهُ بِحيلَةٍ
تُجَدِّدُ حُزناً كُلَّ
يَومٍ نَوادِبُهُ
**
لَو صِيغَ مِن فِضَّةٍ
نَفسٌ عَلى قَدرِ
لَعادَ مِن فَضلِهِ لَمّا
صَفا ذَهَبا
ما لِفَتىً حَسَبٌ إِلّا
إِذا كَمُلَت
أَخلاقُهُ وَحَوى الآدابَ
وَالحَسَبا
فَاِطلُب فَدَيتُكَ
عِلماً وَاِكتَسِب أَدَباً
تَظفَر يَداكَ بِهِ
وَاِستَعجِلِ الطَّلَبا
لِلّهِ دَرُّ فَتىً
أَنسابُهُ كَرَمٌ
يا حَبَّذا كَرَمٌ أَضحى
لَهُ نَسَبا
هَلِ المُروءَةُ إِلّا ما
تَقومُ بِهِ
مِنَ الذِمامِ وَحِفظِ
الجارِ إِن عَتَبا
مَن لَم يُؤَدِّبهُ دينُ
المُصطَفى أَدَباً
مَحضاً تَحَيَّرَ في
الأَحوالِ وَاِضطَرَبا
**
سَيَكفيني المَليكُ
وَحَدُّ سَيفٍ
لَدى الهَيجاءِ يَحسَبُهُ
شِهابا
وَأَسمَرُ مِن رِماحِ
الحَظِّ لَدنٍ
شَدَدتُ غِرابَهُ أَن لا
يُحابا
أَذودُ بِهِ الكَتيبَةَ
كُلَّ يَومٍ
إِذا ما الحَربُ
تَضطَرِمُ اِلتِهابا
وَحَولي مَعشَرٍ كَرُمُوا
وَطابوا
يَرجونَ الغَنيمَةَ
وَالنِهابا
وَلا يَنجونَ مِن حَذَرِ
المَنايا
سُؤالُ المالِ فيها
وَالإِيابا
فَدَع عَنكَ التَهَدُّدُ
وَاِصلَ ناراً
إِذا خَمُدَت صَلَيتَ
لَها شِهابا
**
إِذا ضاقَ الزَمانُ
عَلَيكَ فَاِصبِر
وَلا تَيأَس مِنَ
الفَرَجِ القَريبِ
وَطِب نَفساً بِما تَلِد
اللَيالي
عَسى تَأتيكَ بِالوَلَدِ
النَجيبِ
**
تَعَلَّم فَإِنَّ اللَهَ
زادَكَ بَسطَةً
وَأَخلاقُ خَيرٍ كُلَّها
لَكَ لازِبُ
**
إِلى اللَهِ أَشكو لا
إِلى الناسِ أَشتَكي
أَرى الأَرضَ تَبقى
وَالأَخِلّاء تَذهَبُ
أَخِلّايَ لَو غَيرَ
الحِمامِ أَصابَكُم
عَتِبتُ وَلَكِن ما عَلى
المَوتِ مُعتَبُ
**
إِنَّ الأُسودَ أَسودُ
الغابِ هِمَّتُها
يَومَ الكَريهَةِ في
المَسلوبِ لا السَلَبِ
**
فارِق تَجِد عِوَضاً
عَمَّن تُفارِقُهُ
وَاِنصَبَ فَإِنَّ لَذيذَ
العَيشِ في النَصَبِ
فَالأُسدُ لَولا فِراقُ
الغابِ ما اِقتَنَصَت
وَالسَهمُ لَولا فِراقُ
القَوسِ لَم تُصِبِ
**
نادَيتُ هَمدانَ
وَالأَبَوانُ مُغلَقَةٌ
وَمِثلُ هَمدانَ سنّى
فَتحَةَ البابِ
كَالهُندُوانِيُّ لَم
تُغَلِل مَضارِبُهُ
وَجهٌ جَميلٌ وَقَلبٌ
غَيرُ وَجّابِ
**
أَصبَحتُ أَذكُر أَرحاماً
آصِرَةً
بُدِّلتُ مِنها هُوِيَّ
الرِيحِ بِالقَصَبِ
**
إِلامَ تَجُرُّ أَذيالَ
التَصابي
وَشَيبُكَ قَد نَعى بُردَ
الشَبابِ
بِلالُ الشَيبُ في
فَودَيكَ نادى
بِأَعلى الصَوتِ حَيَّ
عَلى الذَهابِ
**
لا تَطلُبَنَّ مَعيشَةً
بِمَذَلَّةٍ
وَاِرفَع بِنَفسِكَ عَن
دَنِيِّ المَطلَبِ
وِإِذا اِفتَقَرتَ فَداوِ
فَقرَكَ بِالغِنى
عَن كُلِّ ذي دَنَسٍ
كَجِلدِ الأَجرَبِ
فَليَرجِعَنَّ إِلَيكَ
رِزقُكَ كُلُّهُ
لَو كانَ أَبعَدَ مِن
مَحَلِّ الكَوكَبِ
**
وَلَوأَنَّني جاوَبتُهُ
لأَمضَّهُ
نَواقِدُ قَولي
وَاِحتِضارُ جوابي
وَلَكِنَّني أُغضي عَلى
مَضَضِ الحَشا
وَلَو شِئتُ إِقداماً
لَأُنشِبُ أَنيابي
**
أَولَئِكَ إِخوانِيَ
الذاهِبونَ
فَحقَّ البُكاءُ لَهُم
أَن يَطيبا
رُزِئتُ صَبيباً عَلى
فاقَةٍ
وَفارَقتُ بَعدَ حَبيبٍ
حَبيبا
**
صَرَمتِ حِبالَكِ بَعدَ
وَصلَكِ زَينَبُ
وَالدَهرُ فيهِ تَصَرُّمٌ
وَتَقَلُّبُ
نَشَرَت ذاوئِبَها الَّتي
تَزهو بِها
سوداً وَرَأسُكَ
كَالنَعامَةِ أَشيَبُ
وَاِستَنفَرَت لَما
رَأَتكَ وَطَالَما
كانَت تَحِنُّ إِلى
لُقاكَ وَتَرهَبُ
وَكَذاكَ وَصلُ
الغانِياتِ فَإِنَّهُ
آلٌ بِبَلقَعَةٍ وَبَرقٍ
خُلَّبُ
فَدَعِ الصِبا فَلَقَد
عَداكَ زَمانُهُ
وَاِزهَد فَعُمرُكَ مِنهُ
وَلّى الأَطيَبُ
ذَهَبَ الشَبابُ فَما
لَهُ مِن عَودَةٍ
وَأَتى المَشيبُ فَأَينَ
مِنهُ المَهرَبُ
ضَيفٌ أَلَمَّ إِلَيكَ
لَم تَحفَل بِهِ
فَتَرى لَهُ أَسَفاً
وَدَمعاً يَسكُبُ
دَع عَنكَ ما قَد فاتَ في
زَمَنِ الصِبا
وَاُذكُر ذُنوبَكَ
وَاِبكِها يا مُذنِبُ
وَاِخشَ مُناقَشَةَ
الحِسابِ فَإِنَّهُ
لا بُدَّ يُحصي ما
جَنَيتَ وَيَكتُبُ
لَم يَنسَهُ المَلَكانِ
حينَ نَسيتَهُ
بَل أَثبَتاهُ وَأَنتَ
لاهٍ تَلعَبُ
وَالرُوحُ فيكَ وَديعَةٌ
أَودَعتُها
سَنَرُّدها بِالرَغمِ
مِنكَ وَتُسلَبُ
وَغَرورُ دُنياكَ الَّتي
تَسعى لَها
دارٌ حَقيقَتُها مَتاعٌ
يَذهَبُ
وَاللَيلَ فَاِعلَم
وَالنهارَ كِلاهُما
أَنفاسُنا فيها تُعَدُّ
وَتُحسَبُ
وَجَميعُ ما حَصَّلتَهُ
وَجَمَعتَهُ
حَقّاً يَقيناً بَعدَ
مَوتِكَ يُنهَبُ
تَبّاً لِدارٍ لا يَدومُ
نَعيمُها
وَمَشيدُها عَمّا قَليلٍ
يُخرَبُ
فَاِسمَع هُديتَ
نَصائِحاً أَولاكَها
بَرٌ لَبيبٌ عاقِلٌ
مَتَأَدِّبُ
صَحِبَ الزَمانَ
وَأَهلَهُ مُستَبصِراً
وَرَأى الأُمورَ بِما
تَؤوبُ وَتَعقُبُ
أَهدى النَصيحَةَ
فَاِتَّعِظ بِمَقالِهِ
فَهُوَ التَقِيُّ
اللَوذَعيُّ الأَدرَبُ
لا تَأمَنِ الدَهرَ
الصَروفَ فَإِنَّهُ
لا زالَ قِدماً لِلرِجالِ
يُهذِّبُ
وَكَذَلِكَ الأَيّامُ في
غَدَواتِها
مَرَّت يُذَلُّ لَها
الأَعَزُّ الأَنَجَبُ
فَعَلَيكَ تَقوى اللَهِ
فَاِلزَمها تَفُز
إِنَّ التَقِيَّ هُوَ
البَهِيُّ الأَهيَبُ
وَاِعمَل لِطاعَتِهِ
تَنَل مِنهُ الرِضا
إِنَّ المُطيعَ لِرَبِّه
لَمُقَرَّبُ
فَاِقنَع فَفي بَعضِ
القَناعَةِ راحَةٌ
وَاليَأسُ مِمّا فاتَ
فَهوَ المَطلَبُ
وَإِذا طَمِعتَ كُسيتَ
ثَوبَ مَذَلَّةٍ
فَلَقَد كُسِي ثَوبَ
المَذَلَةِ أَشعَبُ
وَتَوَقَّ مِن غَدرِ
النِساءِ خِيانَةً
فَجَميعُهُنَ مَكائِدٌ
لَكَ تُنصَبُ
لا تَأَمَنِ الأُنثى
حَياتَكَ إِنَّها
كَالأُفعُوانِ يُراعُ
مِنهُ الأَنيَبُ
لا تَأَمَنِ الأُنثى
زَمانَكَ كُلَّهُ
يَوماً وَلَو حَلَفَت
يَميناً تَكذِبُ
تُغري بِطيبِ حَديثِها
وَكَلامِها
وَإِذا سَطَت فَهِيَ
الثَقيلُ الأَشطَبُ
وَاَلقَ عَدُوَّكَ
بِالتَحِيَةِ لا تَكُن
مِنهُ زَمانَكَ خائِفاً
تَتَرَقَّبُ
وَاِحذَرهُ يَوماً إِن
أَتى لَكَ باسِماً
فَاللّيثُ يَبدو نابُهُ
إِذ يَغضَبُ
إِنَّ الحَقودَ وَإِن
تَقادَمَ عَهدُهُ
فَالحِقدُ باقٍ في
الصُدورِ مُغَيَّبُ
وَإِذا الصَديقَ
رَأَيتَهُ مُتَعَلِّقاً
فَهوَ العَدُوُّ
وَحَقُّهُ يُتَجَنَّبُ
لا خَيرَ في وُدِّ
اِمرِئٍ مُتَمَلِّقٍ
حُلوِ اللِسانِ وَقَلبُهُ
يَتَلَّهَبُ
يَلقاكَ يَحلِفُ أَنَّهُ
بِكَ واثِقٌ
وَإِذا تَوارى عَنكَ
فَهوَ العَقرَبُ
يُعطيكَ مِن طَرَفِ
اللِسانِ حَلاوَةً
وَيَروغُ مِنكَ كَما
يَروغُ الثَعلَبُ
وَاِختَر قَرينَكَ
وَاِصطَفيهِ تَفاخُراً
إِنَّ القَرينَ إِلى
المُقارَنِ يُنسَبُ
إِنَّ الغَنِيَّ مِنَ
الرِجالِ مُكَرَّمٌ
وَتَراهُ يُرجى ما
لَدَيهِ وَيُرهَبُ
وَيَبُشُّ بِالتَرحيبِ
عِندَ قُدومِهِ
وَيُقامُ عِندَ سَلامِهِ
وَيُقَرَّبُ
وَالفَقرُ شَينٌ
لِلرِجالِ فَإِنَّهُ
يُزري بِهِ الشَهمُ
الأَديبُ الأَنسَبُ
وَاِخفِض جَناحَكَ لِلأَقارِبِ
كِلِّهِم
بِتَذَلُّلٍ وَاِسمَح
لَهُم إِن أَذنَبوا
وَدَعِ الكَذوبَ فَلا
يَكُن لَكَ صاحِباً
إِنَّ الكَذوبَ لَبِئسَ
خِلاً يُصحَبُ
وَذَرِ الَحسودَ وَلَو
صَفا لَكَ مَرَّةً
أَبعِدهُ عَن رُؤياكَ لا
يُستَجلَبُ
وَزِنِ الكَلامَ إِذا
نَطَقتَ وَلا تَكُن
ثَرثارَةً في كُلِّ نادٍ
تَخطُبُ
وَاِحفَظ لِسانَكَ
وَاِحتَرِز مِن لَفظِهِ
فَالمَرءُ يَسلَمُ
بِاللِسانِ وَيُعطَبُ
وَالسِرَّ فَاِكتُمهُ
وَلا تَنطِق بِهِ
فَهوَ الأَسيرُ لَدَيكَ
إِذ لا يُنشَبُ
وَاِحرِص عَلى حِفظِ
القُلوبِ مِنَ الأَذى
فَرُجوعُها بَعدَ
التَنافُرِ يَصعُبُ
إِنَّ القُلوبَ إِذا
تَنافَرَ وُدُّها
شِبهَ الزُجاجَةِ كَسرُها
لا يُشعَبُ
وَكَذاكَ سِرُّ المَرءِ
إِن لَم يَطوِهِ
نَشَرَتهُ أَلسِنَةٌ
تَزيدُ وَتَكذِبُ
لا تَحرِصَنَّ فَالحِرصُ
لَيسَ بِزائِدٍ
في الرِزقِ بَل يَشقى
الحَريصُ وَيَتعَبُ
وَيَظَلُّ مَلهوفاً
يَرومُ تَحَيُّلاً
وَالرِزقُ لَيسَ بِحيلَةٍ
يُستَجلَبُ
كَم عاجِزٍ في الناسِ
يُؤتى رِزقَهُ
رَغداً وَيُحرَمُ كَيِّسٌ
وَيَخيَّبُ
أَدِّ الأَمانَةَ
وَالخيانَةَ فَاِجتَنِب
وَاِعدِل وَلا تَظلِم
يَطيبُ المَكسَبُ
وِإِذا بُليتَ بِنَكبَةٍ
فَاِصبِر لَها
مَن ذا رَأَيتَ مُسلِّماً
لا يُنكَبُ
وَإِذا أَصابَكَ في
زَمانِكَ شِدَّةٌ
وَأَصابَكَ الخَطبُ
الكَريهُ الأَصعَبُ
فَاِدعُ لِرَبِّكَ
إِنَّهُ أَدنى لِمَن
يَدعوهُ مِن حَبلِ
الوَريدِ وَأَقرَبُ
كُن ما اِستَطَعتَ عَنِ
الأَنامِ بِمَعزِلٍ
إِنَّ الكَثيرَ مِنَ
الوَرى لا يُصحَبُ
وَاَجعَل جَليسَكَ
سَيِّداً تَحظى بِهِ
حَبرٌ لَبيبٌ عاقِلٌ
مُتَأَدِّبُ
وَاِحذَر مِن المَظلومِ
سَهماً صائِباً
وَاِعلَم بِأَنَّ
دُعاءَهُ لا يُحجَبُ
وَإِذا رَأَيتَ الرِزقَ
ضاقَ بِبَلدَةٍ
وَخَشيتَ فيها أَن يَضيقَ
المَكسَبُ
فَاِرحَل فَأَرضُ اللَهِ
واسِعَةُ الفَضا
طُولاً وَعَرضاً شَرقُها
وَالمَغرِبُ
فَلَقَد نَصَحتُكَ إِن
قَبِلتَ نَصيحَتي
فَالنُصحُ أَغلى ما
يُباعُ وَيُوهَبُ
خُذها إِلَيكَ قَصيدَةً
مَنظومَةً
جاءَت كَنَظمِ الدُرِ بَل
هِيَ أَعجَبُ
حِكَمٌ وَآدابٌ وَجُلُّ
مَواعِظٍ
أَمثالُها لِذَوي
البَصائِرِ تُكتَبُ
فَاِصغِ لِوَعظِ قَصيدَةٍ
أَولاكَها
طَودُ العُلومِ
الشامِخاتِ الأَهيَبُ
أَعني عَلِيّاً وَاِبنُ
عَمِّ مُحَمَّدٍ
مَن نالَهُ الشَرَفُ
الرَفيعُ الأَنسَبُ
يا رَبِّ صَلِّ عَلى
النَبِيِّ وَآلِهِ
عَدَدَ الخَلائِقِ
حَصرُها لا يُحسَبُ
**
دُبّوا دَبيبَ النَملِ لا
تَفوتوا
وَأَصبِحوا بِحَربِكُم
وَبيتوا
حَتّى تَنالوا الثَأرَ
أَو تَموتوا
أَو لا فَإِنّي طالَما
عُصيتُ
قَد قُلتُمُ لَو جِئتَنا
فَجيتُ
لَيسَ لَكُم ما شِئتُمُ
وَشيتُ
بَل ما يُريدُ المُحيِيُ
المُميتُ
**
حَقيقٌ بِالتَواضُعِ مَن
يَموتُ
وَيَكفي الَمَرءَ مِن
دُنياهُ قوتُ
فَما لِلمَرءِ يُصبِحُ ذا
هُمومٍ
وَحِرصٌ لَيسَ تُدرِكُهُ
النُعوتُ
صَنيعُ مَليكِنا حَسَنٌ
جَميلٌ
وَما أَرزاقُنا عَنّا
تَفوتُ
فَيا هَذا سَتَرحَلُ عَن
قَريبٍ
إِلى قَومٍ كَلامُهُمُ
سُكوُتُ
**
قَد كُنتَ مَيتاً فَصِرتَ
حَيّاً
وَعَن قَليلٍ تَصيرُ
مَيتاً
بَنَيتَ بِدارِ الفَناءِ
بَيتاً
فَاِبنِ لِدارِ البَقاءِ
بَيتاً
**
صَبَرتُ عَنِ اللَذاتِ
لَمّا تَوَلَّتِ
وَأَلزَمتُ نَفسي صَبرَها
فَاِستَمَرَّتِ
وَما المَرءُ إِلّا حَيثُ
يَجعَلُ نَفسَهُ
فَإِن طَمِعَت تاقَت
وَإِلّا تَسَلَّتِ
**
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ ما
مِن مُلِمَّةٍ
تَدومُ عَلى حَيٍّ وَإِن
هِيَ جَلَّتِ
فَإِن نَزَلَت يَوماً
فَلا تَخضَعَن لَها
وَلا تُكثِرِ الشَكوى
إِذا النَعلُ زَلَّتِ
فَكَم مِن كَريمٍ يُبتَلى
بِنَوائِبٍ
فَصابَرَها حَتّى مَضَت
وَاِضمَحَلَّتِ
وَكانَت عَلى الأَيّامِ
نَفسي عَزيزَةٌ
فَلما رَأَت صَبري عَلى
الذُلِ ذَلَّتِ
**
إِنَّ القَليلَ مِنَ
الكَلامِ بِأَهلِهِ
حسَنٌ وَإِنَّ كَثيرَهُ
مَمقوتُ
ما زَلَّ ذو صَمتٍ وَما
مِن مُكثِرٍ
إِلّا يُزَلُّ وَما
يُعابُ صَموتُ
إِن كانَ يَنطِقُ ناطِقاً
مِن فِضَّةٍ
فَالصَمتُ دُرٌّ زانَهُ
ياقوتُ
**
قَد رَأَيتُ القُرونَ
كَيفَ تَفانَت
دُرِسَت ثُمَ قيلَ كانَ
وَكانَت
هِيَ دُنيا كَحَيَةٍ
تَنَفُثُ السُم
مَ وَإِن لانَتِ
المَجَسَّةُ لانَت
كَم أُمورٍ لَقَد
تَشَدَّدتُ فيها
ثُمَّ هَوَّنتُها عَلَيَّ
فَهانَت
**
إِنَّما الدُنيا فَناءٌ
لَيسَ لِلدُّنيا ثُبوتُ
إِنَّما الدُنيا كَبَيتٍ
نَسَجَتهُ العَنكَبوتُ
وَلَقَد يَكفيكَ مِنها
أَيُّها الطالِبُ قوتُ
وَلَعَمري عَن قَليلٍ
كُلُّ مَن فيها يَموتُ
**
أَلَم تَرَ أَنَّ الدَهرَ
يَومٌ وَلَيلَةٌ
يَكُرّانِ مِن سَبتٍ
جَديدٍ إِلى سَبتِ
فَقُل لِجَديدِ الثَوبِ
لا بُدَّ مِن بِلىً
وَقُل لِاِجتِماعِ
الشَملِ لا بُدَّ مِن شَتِ
**
نَفسي عَلى زَفَراتِها
مَحبوسَةٌ
يا لَيتَها خَرَجَت مَعَ
الزَفَراتِ
لا خَيرَ بَعدَكَ في
الحَياةِ وَإِنَّما
أَبكي مَخافَةَ أَن
تَطولَ حَياتي
**
أَقولُ لِعَيني اِحبِسي
اللَحَظاتِ
وَلا تَنظُري يا عَينُ
بِالسَرقاتِ
فَكَم نَظرَةً قادَت
إِلِى القَلبِ شَهوَةً
فَأَصبَحَ مِنها القَلبُ
في حَسَراتِ
**
رَأَيتُ رَبّي بِعَينِ
قَلبي
فَقُلتُ لا شَكَّ أَنتَ
أَنتا
أَنتَ الَّذي حُزتَ كُلَّ
أَينٍ
بِحَيثُ لا أَينَ ثَمَّ
أَنتا
فَلَيسَ لِلأَينِ مِنكَ
أَينٌ
فَيَعلَمُ الأَينُ أَينَ
أَنتا
وَلَيسَ لِلوَهمِ فيكَ
وَهمٌ
فَيَعلَمُ الوَهمُ كَيفَ
أَنتا
أَحَطتَ عِلماً بِكُلِّ
شَيءٍ
فَكُلُ شَيءٍ أَراهُ
أَنتا
وَفي فَنائي فَنا فَنائي
وَفي فَنائي وَجَدتَ
أَنتا
**
إِذا النائِباتُ بَلَغنَ
المَدى
وَكادَت تَذوبُ لَهُنَّ
المُهَج
وَحَلَّ البَلاءُ وَبانَ
العَزاءُ
فَعِندَ التَناهي يَكونُ
الفَرَج
**
وَكَم خَليلٍ لَكَ
خالَلتَهُ
لا تَرَكَ اللَهُ لَهُ
واضِحَة
فَكُلُّهُم أَروَغُ مِن
ثَعلَبٍ
ما أَشبَهَ اللَيلَةَ
بِالبارِحَة
**
الرِفقُ يُمنٌ وَالأَناةُ
سَعادَةٌ
فَتَأَنَّ في أَمرٍ
تُلاقِ نَجاحا
**
اللَيلُ داجٍ وَالكِباشُ
تَنتَطِح
نِطاحَ أَسدٍ ما أَراها
تَصطَلِح
أَسدُ عَرينٍ في اللِقاءِ
قَد مَرَح
مِنها نيامٌ وَفَريقٌ
مُنبَطِح
فَمَن نَجا بِرَأسِهِ
فَقَد رَبِح
**
فَلا تَفشِ سِرَّكَ إِلّا
إِلَيكَ
فَإِنَّ لِكُلِّ نَصيحٍ
نَصيحاً
وَإِنّي رَأَيتُ غُواةَ
الرِجالِ
لا يَترُكونَ أَديماً
صحيحاً
**
قَد عَلِمَ القَومُ لَدى
الصِياح
أَني في الهَيجاءِ ذو
نِطاح
**
إِغتَنِم رَكعَتَينِ
زُلفى إِلى اللَ
هِ إِذا كُنتَ فارِغاً
مُستَريحا
وَإِذا ما هَمَمتَ
بِالقَولِ في البا
طِنِ فَاِجعَل مَكانَهُ
تَسبيحا
**
أَنا أَخو المُصطفى لا
شَكَّ في نَسَبي
مَعهُ رَبيتُ وَسِبطاهُ
هُما وَلَدي
جَدّي وَجَدُّ رَسولُ
اللَهِ مُتَّحِدٌ
وَفاطِمُ زَوجَتي لا
قَولَ ذي فَنَدِ
صَدَّقتُهُ وَجَميعُ
الناسُ في ظُلَمٍ
مِنَ الضَلالَةِ
وَالإِشراكِ وَالنَكَدِ
الحَمدُ لِلّهِ فَرداً لا
شَريكَ لَهُ
البَرُّ بِالعَبدِ
وَالباقي بِلا أَمَدِ
**
يا شاهِدَ اللَهِ عَلَيَّ
فَاِشهَدِ
أَنّي عَلى دينِ
النَبِيِّ أَحمَدِ
مَن شَكَّ في الدينِ
فَإِنّي مُهتَدِ
يا رَبِّ فَاِجعَل في
الجِنانِ مَورِدي
**
خَلوا سَبيلَ المُؤمِنِ
المُجاهِد
آلَيتُ لا أَعبُدُ غَيرَ
الواحِد
في اللَهِ ذي الكُتبِ
وَذي المُشاهَدِ
في اللَهِ لا يَعبُدُ
غَيرَ الواحِدِ
وَيوقِظُ الناسَ إِلى
المساجِدِ
**
يا مُؤثِرَ الدُنيا عَلى
دينِهِ
وَالتائِهَ الحَيرانَ عَن
قَصدِهِ
أَصبَحتَ تَرجو الخُلدَ
فيها وَقَد
أَبرَزَ نابَ المَوتِ عَن
حَدِّهِ
هَيهاتَ إِنَّ المَوتَ ذو
أَسهُمٍ
مِن يَرمِهِ يَوماً بِها
يُردِهِ
لا يُصلِحُ الواعِظُ
قَلبَ اِمرءٍ
لَم يَعزِمِ اللَهَ عَلى
رُشدِهِ
**
نَحنُ بَنو الأَرضِ
وَسُكّانُها
مِنها خُلِقنا وَإِلَيها
نَعود
وَالسَعدُ لا يَبقى
لِأَصحابِهِ
وَالنَحسُ تَمحوهُ ليالي
السُعود
**
أَعاذِلَتي عَلى إِتعابِ
نَفسي
وَرَعيي في السُرى رَوضَ
السُهادِ
إِذا شامَ الفَتى بَرقَ
المَعالي
فَأَهوَنُ فائِتٍ طيبُ
الرُقادِ
**
أَللَهُ حَيٌّ قَديمٌ
قادِرٌ صَمَدُ
فَلَيسَ يَشركهُ في
مُلكِهِ أَحَدُ
هُوَ الَّذي عَرَّفَ
الكُفّارَ مَنزِلَهُم
وَالمُؤمِنونَ سيَجزيهِم
بِما وُعِدوا
فَإِن تَكُن دِولَةً
كاَنَت لَنا عِظَةٌ
فَهَل عَسى أَن يَرى فيها
غَيرَ رَشَدُ
وَيَنصُرِ اللَهُ مَن
والاهُ إِنَّ لَهُ
نَصراً يُمَثِّلُ
بِالكُفّارِ إِن عَتَدوا
فَإِن نَطَقتُم بِفَخرٍ
لا أَبالَكُمُ
فيمَن تَضَمَّنَ مِن
إِخوانِنا اللَحَدُ
فَإِنَّ طَلحَةَ
غَادَرناهُ مُنجَدِلاً
وَلِلصَفائِحِ نارٌ
بَينَنا تَقِدُ
وَالمَرءُ عُثمانُ
أَردَتهُ أَسِنَّتُنا
فَجَيبُ زَوجَتِهِ إِذ
أُخبِرَت قَدَدُ
في تِسعَةٍ وَلِواءٌ
بَينَ أَظهُرِهِم
لَم يَنكُلوا عَن حِياضِ
المَوتِ إِذ وَرَدوا
كانوا الذَوائِبَ مِن
فَهرٍ وَأَكَرَمَها
حيثُ الأُنوفُ وَحَيثُ
الفَرعُ وَالعَدَدُ
وَأَحمَدُ الخَيرِ قَد
أَردى عَلى عَجَلٍ
تَحتَ العَجاجِ أَبِيّاً
وَهوَ مُجتَهِدُ
فَظَلَّتِ الطَيرُ
وَالضِبعانُ تَركَبُهُ
فَحامِلُ قِطعَةٍ مِنهُ
وَمُقتَعِدُ
وَمَن قَتَلتُم عَلى ما
كانَ مِن عَجَبٍ
مِنّا فَقَد صادَفوا
خَيراً وَقَد سَعِدوا
لَهُم جِنانٌ مِن
الفِردوسِ طَيِّبَةٌ
لا يَعتَريهِم بِها حَرٌّ
وَلا صَرَدُ
صَلّى الإِلَهُ عَلَيهِم
كُلَّما ذُكِروا
فَرُبَّ مَشهَدِ صِدقٍ
قَبلَهُ شَهِدوا
قَومٌ وَفَوا عَهدَ
الرَسولِ وَاِحتَسَبوا
شَمَّ العَرانينَ مِنهُم
حَمزَةَ الأَسَدُ
وَمُصعَبٌ كانَ لَيثاً
دونَهُ حَرَداً
حَتّى تَزَمَّلَ مِنهُ
ثَعلَبٌ جَسَدُ
لَيسوا كَقَتلى مِنَ الكُفّارِ
أَدخَلَهُم
نارَ الجَحيمِ عَلى
أَبوابِها الرُصُدُ
**
تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ
في طَلَبِ العُلى
وَسافِر فَفي الأَسفارِ
خَمسُ فَوائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍ
وَاِكتِسابُ مَعيشَةٍ
وَعِلمٌ وَآدابٌ
وَصُحبَةُ ماجِدِ
فَإِن قيلَ في الأَسفارِ
ذُلٌّ وَمِحنَةٌ
وَقَطعُ الفَيافي
وَاِرتِكابِ الشَدائِدِ
فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ
لَهُ مِن قِيامِهِ
بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ
وَحاسِدِ
**
إِذا لَم يَكُن عَونٌ
مِنَ اللَهِ للِفَتى
فَأَكثَرُ ما يَجني
عَلَيهِ اِجتِهادُهُ
**
لا يَستَوي مَن يَعمُرُ
المَساجِدا
وَمَن يَبيتُ راكِعاً
وَساجِدا
يَدأَبُ فيها راكِعاً
وَساجِداً
وَمَن يَكُرُّ هَكَذا
مُعانِدا
وَقائِماً طَوراً
وَطَوراً قاعِدا
وَمَن يَرى عَنِ الغُبارِ
حائِداً
**
وَكانوا عَلى الإِسلامِ
إِلباً ثَلاثَةً
فَقَد بَزَّ مِن تِلكَ
الثَلاثَةِ واحِدُ
وَفَرَّ أَبو عَمروٍ
هُبَيرَةَ لَم يَعُد
لَنا وَأَخو الحَربِ
المُجَرِّبِ عائِدُ
نَهَتهُم سُيوفُ الهِندِ
أَن يَقِفوا لَنا
غَداةَ التَقَينا
وَالرِماحُ المَصايِدُ
**
لَو كانَتِ الأَرزاقُ
تَجري عَلى
مِقدارِ ما يَستاهَلُ
العَبدُ
لَكانَ مَن يُخدَمُ
مُستَخدِماً
وَغابَ نَحسٌ وَبَدا
سَعدُ
وَاِعتَدَلَ الدَهرُ إِلى
أَهلِهِ
وَاِتَّصَلَ السُؤدُدُ
وَالمَجدُ
لَكِنَّها تَجري عَلى
سَمتِها
كَما يُريدُ الواحِدُ
الفَردُ
**
هُمومُ رِجالٍ في أُمورٍ
كَثيرَةٍ
وَهَمّي مِنَ الدُنيا
صَديقٌ مُساعِدُ
يَكونُ كَروحٍ بَينَ
جِسمَينِ قُسِّمَت
فَجِسمُهُما جِسمانِ
وَالروحُ واحِدُ
**
مَضى أَمسُكَ الباقي
شَهيداً مُعَدَّلاً
وَأَصبَحتَ في يَومٍ
عَلَيكَ شَهيدُ
فَإِن كُنتَ في الأَمسِ
اِقتَرَفتَ إِساءَةً
فَثَنِّ بِإِحسانٍ
وَأَنتَ حَميدُ
وَلا تُرجِ فِعلَ الخَيرِ
يَوماً إِلى غَدٍ
لَعَلَّ غَداً يَأتي
وَأَنتَ فَقيدُ
وَيَومُكَ إِن عايَنتَهُ
عادَ نَفعُهُ
إِلَيكَ وَماضي الأَمسِ
لَيسَ يَعودُ
**
ذَهَبَ الَّذينَ
عَلَيهِمُ وَجدي
وَبَقيتُ بَعدَ فِراقِهم
وَحدي
مَن كانَ بَينَكَ في
التُرابِ وَبَينَهُ
شِبرانِ فَهوَ بِغايَةِ
البُعدِ
لَو كُشِّفَت لِلمَرءِ
أَطباقُ الثَرى
لَم يُعرَفِ المَولى مِنَ
العَبدِ
مَن كانَ لا يَطَأُ
التُرابَ بِرِجلِهِ
يَطأُ التُرابَ بِناعِمِ
الخَدِّ
**
جَنبي تَجافى عَنِ
الوِسادِ
خَوفاً مِنَ المَوتِ
وَالمَعادِ
مَن خافَ مِن سَكرَةِ
المَنايا
لَم يَدرِ ما لَذَّةُ
الرُقادِ
قَد بَلَغَ الزَرعُ
مُنتَهاهُ
لا بُدَّ لِلزَّرعِ مِن
حَصادِ
**
تَمنّى رِجالٌ أَن أَموتَ
وَإِن أَمُت
فَتِلكَ سَبيلٌ لَستَ
فيها بِأَوحَدِ
وَلَيسَ الَّذي يَبغي
خِلافي يَضُرُّني
وَلا مَوتُ مَن قَد ماتَ
قَبلي بِمُخلِدي
وَإِنّي وَمَن قَد ماتَ
قَبلي لَكَالَّذي
يَزورُ خَليلاً أَو
يُروحُ وَيَغتَدي
**
ما أَكثَرَ الناسَ لا بَل
ما أَقَلَّهُمُ
اللَهُ يَعلَمُ أَنّي لَم
أَقُل فَندا
إِنّي لَأَفتَحُ عَيني
حينَ أَفتَحُها
عَلى كَثيرٍ وَلَكِن لا
أَرى أَحَدا
**
المَوتُ لا وَالِداً
يُبقي وَلا وَلَداً
هَذا السَبيلُ إِلى أَن
لا تَرى أَحَدا
كانَ النَبِيُّ وَلَم
يَخلُد لِأُمَّتِهِ
لَو خَلَّدَ اللَهُ
خَلقاً قَبلَهُ خَلَدا
لِلمَوتِ فينا سِهامٌ
غَيرُ خاطِئَةٍ
مَن فاتَهُ اليَومَ سَهمٌ
لَم يَفُتهُ غَدا
**
أَرِقتُ لَنوحٍ آخِرَ
اللَيلِ غَرَّدا
لِشَيخِيَ يَنعي
وَالرَئيسُ المُسَوَّدا
أَبا طالِبٍ مَأوى
الصَعاليكَ ذا النَدى
وَذا الحُلُمِ لا خَلقاً
وَلم يَكُ قَعدَدا
أَخا المُلكِ خَلِّ
ثَلمَةً سَيَسُدُّها
بَنو هاشِمٍ أَو
يُستَباحُ فَيَهمَدا
فَأَمسَت قُرَيشٌ
يَفرَحونَ لِفَقدِهِ
وَلَستُ أَرى حُبّاً
لِشَيءٍ مُخَلَّدا
أَرادَت أَموراً
زَيَّنَتها حُلومُهُم
سَتورِدُهُم يَوماً مِنَ
الغَيِّ مَورِدا
يَرجونَ تَكذيبَ
النَبِيِّ وَقَتلِهِ
وَإِن يَفتَروا بُهتاً
عَلَيهِ وَمُجحَدا
كَذَبتُم وَبيتِ اللَهِ
حَتّى نُذيقَكُم
صُدورَ العَوالي
وَالصَفيحَ المُهَنَّدا
وَيَظهَرُ مِنّا مَنظَرٌ
ذو كَريهَةٍ
إِذا ما تَسَربَلنا
الحَديدَ المُسرَّدا
فَإِمّا تُبيدونا وَإِمّا
نُبيدُكُم
وَإِمّا تَرَوا سِلمَ
العَشيرَةِ أَرشَدا
وَإِلّا فَإِنَّ الحَيَّ
دونَ مُحَمَّدٍ
بَنو هاشِمٍ خَيرَ
البَرِيَةِ مُحتِدا
وَأَنَّ لَهُ فيكُم مِنَ
اللَهِ ناصِراً
وَلَيسَ نَبِيٌّ صاحِبَ
اللَهِ أَوحَدا
نَبِيٌّ أَتى مِن كُلِّ
وَحيٍ بِخُطبَةٍ
فَسَمّاهُ رَبّي في
الكِتابِ مُحَمَّدا
أَغَرُّ كَضوءِ البَدرِ
صُورَةَ وَجهِهِ
جَلا الغَيمُ عَنهُ
ضوءَهُ فَتَوَقَّدا
أَمينٌ عَلى ما
اِستَودَعَ اللَهُ قَلبَهُ
وَإِن قالَ قَولاً كانَ
فيهِ مُسَدَّداً
**
أُصولُ بِاللَهِ العَزيزِ
الأَمجَدِ
وَفالِقِ الإِصباحِ رَبِّ
المَسجِدِ
أَنا عَلِيُّ وَابنُ
عَمِّ المُهتَدي
**
أَتاني أَنَّ هِندَاً
أُختَ صَخرٍ
دَعَت دَركاً وَبَشَّرَتِ
الهُنودا
فَإِن تَفخَر بِحَمزَةَ
حينَ وَلّى
مَعَ الشُهَداءِ
مُحتَسِباً شَهيداً
فَإِنَّا قَد قَتَلنا
يَومَ بَدرٍ
أَبا جَهلٍ وَعُتبَةَ
وَالوَليدا
وَقَتَّلنا سُراةَ الناسِ
طُرّاً
وَغُنِّمنا الوَلائِدَ
وَالعَبيدا
وَشَيبَةَ قَد قَتَلنا
يَومَ ذاكُم
عَلى أَثَوابِهِ عَلَقاً
جَسيدا
فَبُوِّأَ مِن جَهَنَّمَ
شَرَّ دارٍ
عَلَيها لَم يَجِد عَنها
مُحيدا
وَما سِيّانِ مَن هُوَ في
جَحيمٍ
يَكونُ شَرابُهُ فيها
صَديدا
وَمَن هُوَ في الجِنانِ
يَدَرُّ فيها
عَلَيهِ الرِزقَ مُغتَبِطاً
حَميدا
**
كُلُّ ماضٍ كَأَن لَم
يَكُن
كُلُّ آتٍ فَكَأَن قَدِ
**
إِنَّ الَّذينَ بَنَوا
فَطالَ بِناؤُهُم
وَاِستَمتَعوا بِالأَهلِ
وَالأَولادِ
جَرَتِ الرِياحُ عَلى
مَحَلِّ دِيارِهِم
فَكَأَنَّهُم كانوا عَلى
ميعادِ
**
ما وَدَّني أَحَدٌ إِلّا
بَذَلتُ لَهُ
صَفوَ المَوَدَّةِ مِنّي
آخِرَ الأَبَدِ
وَلا قَلاني وَإِن كانَ
المُسيءُ بِنا
إِلّا دَعَوتُ لَهُ
الرَحمَنَ بِالرَشَدِ
وَلا اِئتُمِنتُ عَلى
سِرٍّ فَبُحتُ بِهِ
وَلا مَدَدتُ إِلى غَيرِ
الجَميلِ يَدي
وَلا أَقولُ نَعَم يَوماً
فَأُتبِعَهُ
بَلا وَلو ذَهَبَت
بِالمالِ وَالوَلَدِ
**
صَديقُ عَدُوّي داخِلٌ في
عَداوَتي
وَإِنّي لِمَن وَدَّ
الصَديقَ وَدودُ
فَلا تَقرَبا مِني
وَأَنتَ صَديقَهُ
فَإِنَّ الَّذي بَينَ
القُلوبِ بَعيدُ
**
الحَمدُ لِلّهِ رَبّي
الخالِقُ الصَمَدُ
فَلَيسَ يُشرِكهُ في
حُكمِهِ أَحَدُ
هُوَ الَّذي عَرَّفَ الكُفّارَ
مَنزِلَهُم
وَالمُؤمِنونَ سَيَجزيهِم
بِما وُعِدوا
وَيَنصُرُ اللَهُ مَن
والاهُ إِنَّ لَهُ
نَصراً وَيَمثُلُ
بِالكُفّارِ إِذ عَنَدوا
قَومي وَقَوا لِرَسولِ
اللَهِ وَاِحتَسَبوا
شُمَّ العَرانينِ مِنهُم
حَمزَةُ الأَسَدُ
**
إِذا كُنتَ في الأَمسِ
اِقتَرَفتَ إِساءَةً
فَثَنِّ بِإِحسانٍ
وَأَنتَ حَميدُ
وَلا تُرجِ فِعلَ الخَيرِ
يَوماً إِلى غَدٍ
لَعَلَّ غَداً يَأتي
وَأَنتَ فَقيدُ
ويَومَكَ إِن عاتَبتَهُ
عادَ نَفعُهُ
إِلَيكَ وَماضي الأَمسِ
لَيسَ يَعودُ
**
فاطِمُ يا بِنتَ
النَبِيِّ أَحمَدِ
بِنتَ نَبِيٍّ سَيِّدٍ
مُسَوَّدٍ
هَذا أَسيرٌ جاءَ لَيسَ
يَهتَدي
مُكَبَّلٌ في قَيدِهِ
المُقَيِّدِ
يَشكو إِلَينا الجُوعَ
وَالتَشَدُّدِ
مَن يُطعِمُ اليَومَ
يَجِدهُ في غَدِ
عِندَ العَلِيِّ الواحِدِ
المُوَحَّدِ
ما يَزرَعُ الزارِعُ
يَوماً يَحصُدِ
**
إِذا ما المَرءُ لَم
يَحفَظ ثَلاثاً
فَبِعهُ وَلَو لِكَفٍّ
مِن رَمادِ
وَفاءً لِلصَديقِ وَبَذلِ
مالٍ
وَكِتمانُ السَرائِرِ في
الفُؤادِ
**
إِطعَن بِها طَعنَ أَبيكَ
تُحمَدِ
لا خَيرَ في حَربٍ إِذا
لَم تُوقَدِ
بِالمَشرَفِيِّ وَالقَنا
المُسَدَّدِ
وَالضَربَ بِالخَطِّيِّ
وَالمُهَنَّدِ
**
إِنَّ الَّذي قَدِ اِصطَفى
مُحَمَّدا
وَأَظهَرَ الأَمرَ بِهِ
وَأَيَّدا
وَسَرَّ مِن والى وَأَكبا
الحُسَّدا
وَأَحسَنَ الدَحرَ لَهُ
وَمَهَّدا
وَجاءَ بِالنورِ
المَضِيِّ المُحَمَّدِ
وَناصَحَ اللَهَ وَخافَ
المَوعِدا
**
وَيَنصرُ اللَهُ مَن لاقاهُ إِنَّ لَهُ
نَصراً يُمَثِّلُ
بِالكُفّارِ ما عَنَدوا
**
غُضَّ عَيناً عَلى القَذى
وَتَصَبَّر عَلى الأَذى
إِنَّما الدَهرُ ساعَةً
يَقطَعُ الدَهرُ كُلُّ ذا
**
أَنا الَّذي سَمَتني أُمي
حَيدَرَه
ضِرغامُ آجامٍ وَلَيثُ
قَسوَرَه
عَبلُ الذِراعَينِ شَديدُ
القِصَرَه
كَلَيثِ غاباتٍ كَريهِ
المَنظَرَه
عَلى الأَعادي مِثلَ
رِيحٍ صَرصَرَه
أَكيلُكُم بِالسَيفِ
كَيلَ السَندَرَه
أَضرِبُكُم ضَرباً يَبينُ
الفَقَرَه
وَأَترُكُ القِرنَ بِقاعِ
جُزُرِهِ
أَضرِبُ بِالسَيفِ رِقابَ
الكَفَرَه
ضَربَ غُلامٍ ماجِدٍ
حَزوَرَه
مَن يَترُكِ الحَقَّ
يَقوِّم صِغَرَه
أَقتُلُ مِنهُم سَبعَةً أَو
عَشَرَة
فَكُلَّهُم أَهلُ فُسوقٍ
فَجَرَه
**
لَمّا رَأَيتُ الأَمرَ
أَمراً مُنكَراً
أَجَّجتُ ناري وَدَعَوتُ
قَنبَرا
ثُمَّ اِحتَفَرتُ حُفَراً
وَحُفَراً
وَقَنبَرٌ يَحطِمُ حَطماً
مُنكَراً
**
أَلا تَرَونَ قَد حَفَرتُ
حُفَرا
إِنّي إِذا رَأَيتُ
أَمراً مُنكَرا
أَوقَدتُ ناري وَدَعَوتُ
قَنبَرا
**
إِذا شِئتَ أَن
تَستَقرِضِ المالَ مُنفِقاً
عَلى شَهَواتِ النَفسِ في
زَمَنِ العُسرِ
فَسَل نَفسَكَ الإِنفاقَ
مِن كَنزِ صَبرِها
عَلَيكَ وَإِنظاراً إِلى
زَمَنِ اليُسرِ
فَإِن سَمَحَت كُنتَ
الغَنيَّ وَإِن أَبَت
فَكُلُّ مَمنوعٍ بَعدَها
واسِعُ العُذرِ
**
أَي يَومَيَّ مِنَ
المَوتَ أَفِر
يَومَ لا يَقدِرُ أَو
يَومَ قَدِر
يَومَ ما قُدِّرَ لا
أَرهَبُهُ
وَإِذا قَدِّرَ لا يُنجي
الحَذَر
**
تلِكُم قُرَيشُ تَمَنّاني
لِتَقتُلَني
فَلا وَرَبِّكَ ما بَرّوا
وَما ظَفِروا
فَإِن بَقيتُ فَرَهنٌ
ذِمَّتي لَكُمُ
بِذاتِ وَدقَينِ لا نَعفو
لَها أَثَرُ
وَإِن هِلِكتُ فَإِنّي
سَوفَ أورِثُهُم
ذَلَّ الحَياةِ فَقَد
خانوا وَقَد غَدَروا
أَما بَقَيتُ فَإِنّي
لَستُ مُتَّخِذاً
أَهلا وَلا شيعَةً في
الدّينِ إِذ فَجَروا
قَد بايَعوني وَلَم يوفوا
بِبَيعَتِهِم
وَماكَروني بِالأَعداءِ
إِذ مَكَروا
وَناصَبوني في حَربٍ
مُضَرَّسَةٍ
ما لَم يُلاقِ أَبو بَكرٍ
وَلا عُمَرُ
**
يا عَجَباً لَقَد سَمِعتَ
مُنكَراً
كِذباً عَلى اللَهِ
يُشيبُ الشَعرا
يَستَرِقُ السَمعَ
وَيَغشى البَصَرا
ما كانَ يَرضى أَحمَدٌ
لَو خُيِّرا
أَن يُقرِنوا وَصِيَّهُ
وَالأَبتَرا
شاني الرَسولِ وَاللَعينَ
الأَخزَرا
كِلاهُما في جُندِهِ قَد
عَسكَرا
قَد باعَ هَذا دينَهُ
فَأَفجَرا
مَن ذا بِدُنيا بَيعَهُ
قَد خَسِرا
بِمُلكِ مِصرَ أَن أَصابَ
الظَفرا
إِنّي إِذا المَوتُ دَنا
وَحَضَرا
شَمَرتُ ثَوبي وَدَعَوتُ
قَنبَرا
قَدِّم لِوائي لا تُؤَخِّر
حَذَرا
لَن يَدفَعُ الحَذار ما
قَد قُدِّرا
لَمّا رَأَيتُ المَوتَ
مَوتاً أَحمَرا
عَبَّأتُ هَمدانَ
وَعَبّوا حِميَرا
حَيٌّ يَمانٍ يُعَظِمونَ
الخَطَرا
قَرنٌ إِذا ناطَحَ قَرنا
كَسَرا
قُل لِاِبنِ حَربٍ لا
تَدُبُّ الخَمرا
أَروِد قَليلاً أُبدِ
مِنكَ الضَجَرا
لا تَحسَبَنّي يا اِبنُ
حَربٍ غَمرا
وَسَل بِنا بَدراً مَعاً
وَخَيبَرا
كانتَ قُرَيشٍ يَومَ
بَدرٍ جَزَرا
إِذا وَرَدوا الأَمرَ
فَذَمّوا الصَدرا
لَو أَنَّ عِندي يا اِبنَ
حَربٍ جَعفَرا
أَو حَمزَةَ القَرمَ
الهُمامَ الأَزهَرا
رَأَت قُرَيشٌ نَجمَ
لَيلٍ ظَهَرا
**
يا ذا الَّذي يَطلُبُ
مِنّي الوِترا
إِن كُنتَ تَبغي أَن
تَزورَ القَبرا
حَقّاً وَتُصلى بَعدَ
ذاكَ الجَمرا
فَاِدنُ تَجِدني أَسَداً
هِزَبرا
أَسعَطُكَ اليَومَ
زُعافاً مُرّاً
لا تَحسَبَنّي يا اِبنَ
عاصٍ غَرّا
**
فَإِنَّ لِلحَربِ عُراماً
شَزرا
إِنَّ عَلَيها سائِقاً
عَشَنزَرا
يَنصِفُ مَن أَحجَمَ
وَتَنَمَّرا
عَلى نَواحيها مَزَجّاً
زَمجَرا
إِذا وَنَينَ ساعَةً
تَغَشمَرا
**
إِصبِر عَلى مَضَضِ
الإِدلاجِ في السَحَرِ
وَفي الرَواحِ إِلى
الحاجاتِ وَالبُكرِ
لا تَضجَرَنَّ وَلا
يَحزُنكَ مَطلَبُها
فَالنَجحُ يَتلَفُ بَينَ
العَجزِ والضَجَرِ
إِنّي رَأَيتُ وَفي
الأَيّامِ تَجرِبَةٌ
لِلصَبرِ عاقِبَةٌ
مَحمودَةُ الأَثَرِ
وَقَلَّ مَن جَدَّ في
أَمرٍ يُطالِبُهُ
وَاِستَصحَبَ الصَبرَ
إِلّا فازَ بِالظَفَرِ
**
إِلَيكَ أَشكو عُجَري
وَبُجَري
وَمَعشَراً غَشّوا
عَلَيَّ بَصَري
إِنّي قَتَلتُ مُضَري
بِمُضَري
شَفَيتُ نَفسي وَقَتَلتُ
مَعشَري
**
وَقَيتُ بِنَفسي خَيرَ
مَن وَطِئَ الحَصى
وَمَن طافَ بِالبَيتِ
العَتيقِ وَبِالحَجَرِ
مُحَمَّدُ لَمّا خافَ أَن
يَمكُروا بِهِ
فَوَقّاهُ رَبّي ذو
الجَلالِ مِنَ المَكرِ
وَبِتُّ أُراعيهِم مَتى
يَنشُرونَني
وَقَد وَطَّنتُ نَفسي
عَلى القَتلِ وَالأَسرِ
وَباتَ رَسولُ اللَهِ في
الغارِ آمِناً
هُناكَ وَفي حِفظِ
الإِلَهِ وَفي سِترِ
أَقامَ ثَلاثاً ثُمَّ
زَمَّت قَلائِصُ
قَلائِصُ يَفرينَ الحَصى
أَينَما يَفري
أَرَدتُ بِهِ نَصرَ
الإِلَهِ تَبَتُّلاً
وَأَضمَرتُهُ حَتّى
أَوَسَّدَ في قَبري
**
دَواؤُكَ فيكَ وَما
تُبصِرُ
وَدَاؤُكَ مِنكَ وَما
تَشعُرُ
أَتَزعُمُ أَنَّكَ جُرمٌ
صَغير
وَفيكَ اِنطَوى العالَمُ
الأَكبَرُ
فَأَنتَ الكِتابُ
المُبينُ الَّذي
بِأَحرُفِهِ يَظهَرُ
المُضَمَرُ
وَما حاجَةٌ لَكَ مِن
خارِجٍ
وَفِكرُكَ فيكَ وَما
تُصدِرُ
**
أَنا عَلِيٌّ فَاِسأَلوني
تُخبَروا
ثُمَ اِبرُزوا إِلى
الوَغى أَو أَدبِروا
سَيفي حُسامٌ وَسِناني
يُزهِرُ
مِنّا النَبِيُّ الطاهِرُ
المُطَهَّرُ
وَحَمزَةُ الخَيرِ
وَصِنوي جَعفَرُ
لَهُ جَناحٌ في الجِنانِ
أَخضَرُ
ذا أَسَدُ اللَهِ وَفيهِ
مَفخَرٌ
وَفاطِمٌ عُرسي وَفيها
مَفخَرُ
هَذا لِهَذا وَاِبنُ
هِندٍ مَحجَرٌ
مُذَبذَبٌ مُطَّرِدٌ
مُؤَخَّرُ
**
لَئِن ساءَني دَهرٌ لَقَد
سَرَّني دَهرُ
وَإِن مَسَّني عُسرٌ
فَقَد مَسَّني يُسرُ
لِكُلٍّ مِنَ الأَيّامِ
عِندي عادَةٌ
فَإِن ساءَني صَبرٌ وَإِن
سَرَّني شُكرُ
**
وَاللَهِ لَو عاشَ الفَتى
مِن دَهرِهِ
أَلفاً مِنَ الأَعوامِ
مالِكَ أَمرِهِ
مُتَلَذِّذاً فيهِ
بِكُلِّ هَنِيَّةٍ
وَمُبَلَّغاً كُلَّ
المُنى مِن دَهرِهِ
لا يَعرِفُ الآلامَ فيها
مَرَّةً
كَلّا وَلا جَرَتِ
الهُمومُ بِفِكرِهِ
ما كانَ ذَاكَ يُفيدُهُ
مِن عُظمِ ما
يَلقى بِأَوَّلِ لَيلَةٍ
في قَبرِهِ
**
إِن عَضَّكَ الدَهرُ
فَاِنتَظِر فَرَجاً
فَإِنَّهُ نازِلٌ
بِمُنتَظِرِه
أَو مَسَّكَ الضُرُّ أَو
بُليتَ بِهِ
فَاِصبِر فَإِنَّ
الرَخاءَ في أَثَرِه
كَم مِن مُعانٍ عَلى
تَهَوُّرِهِ
وَمُبتَلٍ ما يَنامُ مِن
حَذَرِه
وَآمِنٍ في عَشاءِ
لَيلَتِهِ
دَبَّ إِلَيهِ البَلاءُ
في سَحَرِه
مَن مارَسَ الدَهرَ ذَمَّ
صُحبَتَهُ
وَنالَ مِن صَفوِهِ وَمِن
كَدَرِه
**
ما هَذِهِ الدُنيا
وَطالِبُها
إِلّا عَناءً وَهوَ لا
يَدري
إِن أَقبَلَت شَغَلَت
دِيانَتَهُ
أَو أَدبَرَت شَغلَتَهُ
بِالفَقرِ
**
الناسُ في زَمَنِ
الإِقبالِ كَالشَجَرَة
وَحَولَها الناسُ ما
دامَت بِها الثَمَرَه
حَتّى إِذا ما عَرَت مِن
حَملِها اِنصَرَفوا
عَنها عُقوقاً وَقَد
كانوا بِها بَرَرَه
وحاوَلوا قَطعَها مِن
بَعدِ ما شَفِقوا
دَهراً عَلَيها مِنَ
الأَرياحِ وَالغَبَرَه
قُلتُ مُروءاتُ أَهلِ
الأَرضِ كُلِّهِمُ
إِلّا الأَقَلُّ فَلَيسَ
العَشرُ مِن عَشَرَه
لا تَحمَدَنَّ اِمرِءاً
حَتّى تُجَرِّبُهُ
فَرُبَّما لَم يوافِق
خُبرَهُ خَبَرَه
**
لِلنّاسِ حِرصٌ عَلى
الدُنيا بِتَدبيرِ
وَصَفوُها لَكَ مَمزوجٌ
بَتَكديرِ
كَم مِن مُلِحٍّ عَلَيها
لا تُساعِدُهُ
وَعاجِزٍ نالَ دُنياهُ
بِتَقصيرِ
لَم يُرزَقوها بِعَقلٍ
حينما رُزِقوا
لَكِنَّهُم رُزِقوها
بِالمقاديرِ
لَو كانَ عَن قُوَّةٍ أَو
مُغالَبَةٍ
طارَ البُزاةُ بِأَرزاقِ
العَصافيرِ
وَلُقمَةٌ بِجَريشِ
الملِحِ آكُلُها
أَحَبُّ مِن لُقمَةٍ
تُحشى بِزَنبورِ
كَم لُقمَةٍ جَلَبَت
حَتفاً لِصاحِبِها
كَحَبَةِ القَمحِ دَقَّت
عُنقَ عَصفورِ
**
لَهفَ نَفسي وَقَليلٍ ما
أُسِرُّ
ما أَصابَ الناسُ مِن
خَيرٍ وَشَرِّ
لَم أَرِد في الدَهرِ
يَوماً حَربَهُم
وَهُمُ الساعونَ في
الشَرِ الشِمِرِّ
**
إِذا المُشكِلاتَ
تَصَدَّينَ لِي
كَشَفتُ حَقائِقُها
بِالنَظَر
وَإِن بَرَقَت في مَخيلِ الظُنو
نِ عَمياءَ لا يَجتَليها
البَصَر
مُقَنَّعَةٌ بِغُيوبِ
الأُمورِ
وَضَعتُ عَلَيها صَحيحَ
الفِكَر
مَعي أَصمَعَ كَظَبا
المُرهِفا
تِ أَفري بِهِ عِن بَناتِ
السِيَر
لِساناً كَشَقشَقَةِ
الأَرحَبِي
يِ أَو كَالحُسامِ
اليَماني الذَكَر
وَقَلباً إِذا
اِستَنطَقَتهُ الهُمومُ
مُ أَربى عَلَيها بِواهي
الذَرَر
وَلَستُ بِإِمَّعَةٍ في
الرِجا
لِ أَسائِلُ هَذا وَذا ما
الخَبَر
وَلكِنَّني مُذرِبُ
الأَصغَرَينِ
أُبَيِّنُ مَع ما مَضى ما
غَبَر
**
تَفنى اللَذاذَةُ مِمَّن
نالَ صَفوَتَها
مِنَ الحَرامِ وَيَبقى
الإِثمُ وَالعارُ
تُبقي عَواقِبَ سوءٍ في
مَغَبَّتِها
لا خَيرَ في لَذَةٍ مِن
بَعدِها النارُ
**
وَفي الجَهلِ قَبلَ
المَوتِ مَوتٌ لِأَهلِهِ
وَأَجسادُهُم قَبلَ
القُبورِ قُبورُ
وَإِنَّ اِمرَءاً لَم
يُحيِ بِالعِلمِ مَيِّتٌ
وَلَيسَ لَهُ حَتّى
النَشورِ نُشورُ
**
حَرِّض بنيكَ عَلى
الآدابِ في الصِغَرِ
كَيما تَقَرَّ بِهِم
عَيناكَ في الكِبَرِ
وَإِنَّما مَثَلُ الآدابِ
تَجمَعُها
في عِنفُوانِ الصِبا
كَالنَقشِ في الحَجَرِ
هِيَ الكُنوزُ الَّتي
تَنمو ذَخائِرُها
وَلا يُخافَ عَلَيها
حادِثَ الغِيَرِ
إِنَّ الأَديبَ إِذا
زَلَّت بِهِ قَدَمٌ
يَهوي إِلى فَرُشِ
الديباجِ وَالسُرُرِ
الناسُ إِثنانِ ذو عِلمٍ
وَمُستَمِعٍ
واعٍ وَسائِرُهُم
كَاللّغوِ وَالعَكَرِ
**
خاطِر بِنفَسكِ لا تَقعُد
بِمُعجِزَةٍ
فَلَيسَ حَرٌّ عَلى عَجزٍ
بِمَغدورِ
إِن لَم تَنل في مَقامٍ
ما تُحاوِلُهُ
فَاِبلُ عُذراً بِإِدلاجٍ
وَتَهجيرِ
**
إِصبِر قَليلاً فَبَعدَ
العُسرِ تَيسيرُ
وَكُلُّ أَمرٍ لَهُ وَقتٌ
وَتَدبيرُ
وَلِلمُهَيمِنِ في
حالاتِنا نَظَرٌ
وَفَوقَ تَقديرِنا لِلّهِ
تَقديرُ
**
غِنى النَفسِ يَكفي
النَفسَ حَتّى يَكُفَّها
وَإِن أَعسَرَت حَتّى
يَضُرُّ بِها الفُقرُ
فَما عَسرةٌ فَاِصبِر
لَها إِن لَقيتَها
بِدائِمَةٍ حَتّى يَكونُ
لَها يُسرُ
وَمَن لَم يُقاسِ الدَهرَ
لَم يَعرِفِ الأَسى
وَفي غِيَرِ الأَيّامِ ما
وَعَد الدَهرُ
**
وَهَوِّن عَلَيكَ فَإِنَّ
الأُمورَ
بِكَفِّ الإِلَهِ
مَقاديرُها
فَلَيسَ بِآتيكَ
مَنهِيُّها
وَلا قاصِرٌ عَنكَ
مَأمورُها
**
جَميعُ فَوائِدِ الدُنيا
غُرورُ
وَلا يَبقى لِمَسرورٍ
سُرورُ
فَقُل لِلشامِتينَ بِنا
أَفيقوا
فَإِنَّ نَوائِبَ الدُنيا
تَدورُ
**
أَحسَنتَ ظَنَّكَ
بِالأَيامِ إِذ حَسُنَت
وَلَم تَخَف سوءَ ما
يَأتي بِهِ القَدَرُ
وَسالَمَتكَ اللَيالي
فَاِغتَرَرتَ بِها
وَعِندَ صَفوِ اللَيالي يَحدُثُ
الكَدَرُ
**
بَلَوتُ صُروفَ الدَهرِ
سِتينَ حُجَّةً
وَجَرَّبتُ حالَيهِ مِنَ
العُسرِ وَاليُسرِ
فَلَم أَرَ بَعدَ الدينِ
خَيراً مِنَ الغِنى
وَلَم أَرَ بَعدَ الكُفرِ
شَرّاً مِنَ الفَقرِ
**
دَليلُكَ أَنَّ الفَقرَ
خَيرٌ مِنَ الغِنى
وَأَنَّ القَليلَ المالِ خَيرٌ
مِنَ المُثري
لِقاؤُكَ مَخلوقاً عَصى
اللَهَ لِلغِنى
وَلَم تَرَ مَخلوقاً عَصى
اللَهَ لِلفَقرِ
**
أَلَم تَرَ أَنَّ الفَقرَ
يُرجى لَهُ الغِنى
وَأَنَّ الغِنى يُخشى
عَلَيهِ مِن الفَقرِ
**
ذَهَبَ الرِجالُ
المُقتَدى بِفِعالِهِم
وَالمُنكِرونَ لِكُلِّ
أَمرِ مُنكَرِ
وَبَقيتُ في خَلَفٍ
يَزَيِّنُ بَعضُهُم
بَعضاً لِيَدفَعَ
مُعوِراً عَن مُعوِرِ
سَلَكوا بِنِيّاتِ
الطَريقِ فَأَصبَحوا
مُتَنَكِّبينَ عَنِ
الطَريقِ الأَكبَرِ
**
كُدَّ كَدَّ العَبدِ إِن
أَح
بَيتَ أَن تُصبِحَ حُرّاً
وَاِقطَعِ الآمالَ مِن ما
لِ بَني آدَمَ طُرَّاً
لا تَقُل ذا مَكسَبٍ يَز
ري فَقَصدُ الناسِ أَزرى
أَنتَ ما اِستَغنَيتَ عَن
غَي
رِكَ أَعلى الناسِ قَدرا
**
تَؤمِّلُ في الدُنيا
طَويلاً وَلا تَدري
إِذا جَنَّ لَيلٌ هَل
تَعيشُ إِلى الفَجرِ
فَكَم مِن صَحيحٍ ماتَ
مِن غَيرِ عَلَّةٍ
وَكَم مِن عَليلٍ عاشَ
دَهراً إِلى دَهرِ
وَكَم مِن فَتىً يُمسي
وَيُصبِحُ آمِناً
وَقَد نُسِجَت أَكفانُهُ
وَهوَ لا يَدري
**
ما إِن تَأَوَّهتَ في
شَيءٍ رُزِئتَ بِهِ
كَما تَأَوَّهتَ
لِلأَطفالِ في الصِّغَرِ
قَد ماتَ والِدُهُم مِن
كانَ يَكفُلُهُم
في النائِباتِ وَفي
الأَسفارِ وَالحَضَرِ
**
الشَيبُ عِنوانُ المَنِي
يَةِ وَهوَ تاريخُ
الكِبَر
وَبَياضُ شَعرِكَ مَوتُ
شَع
رِكَ ثُمَّ أَنتَ عَلى
الأَثَر
فَإِذا رَأَيتَ الشَيبَ
عَم
مَ الرَأَسَ فَالحَذَرَ
الحَذَر
**
كُنتَ السَوادَ لِناظِري
فَبَكى عَلَيكَ الناظِرُ
مَن شاءَ بَعدَكَ
فَليَمُت
فَعَلَيكَ كُنتُ أُحاذِرُ
**
قَد يَعلَمُ الناسَ أَنّا
خَيرُهُم نَسَبا
وَنَحنُ أَفخَرَهُم
بَيتاً إِذا فَخِروا
رَهطُ النَبِيِّ وَهُم
مَأَوى كَرامَتِهِ
وَناصِرو الدينِ
وَالمَنصورُ مَن نَصَروا
وَالأَرضُ تَعلَمُ أَنّا
خَيرُ ساكِنِها
كَما بِهِ تَشهَدُ
البَطحاءُ وَالمَدَرُ
وَالبَيتُ ذو السِترِ لَو
شاؤوا تُحَدِّثُهُم
نادى بِذَلِكَ رُكنُ
البَيتِ وَالحَجَرُ
**
وَما ظَبيَةٌ تَسبي
القُلوبَ بَطَرفِها
إِذا اِلتَفَتت خِلنا
بِأَجفانِها سِحرا
بِأَحسَنَ مِنهُ كَلَّلَ
السَيفُ وَجهَهُ
دَماً في سَبيلِ اللَهِ
حَتّى قَضى صَبرا
**
إِنّي عَجِزتُ عَجزَةً لا
أَعتَذِر
سَوفَ أَكيسُ بَعدَها
وَاَستَمِر
أَرفَعُ مِن ذَيلِيَ ما
كُنتَ أَجُر
وَأَجمَعُ الأَمرَ
الشَتيتَ المُنتَشِر
إِن لَم يُباغتني
العَجولُ المُنتَصِر
أَو تَترُكوني وَالسِلاحُ
يَبتَدِر
**
صَبَرتُ عَلى مُرِّ
الأُمورِ كَراهَةً
فَهانَ عَلَينا كُلُّ
صَعبٍ مِنَ الأَمرِ
**
إِذا كُنتَ لا تَدري
وَلَم تَكُ سائِلاً
عَنِ العِلمِ مَن يَدري
جَهِلتَ وَلَم تَدرِ
**
وَلَيسَ كَثيراً أَلفُ
خِلٍّ وَصاحِبٍ
وَإِنَّ عَدّوا واحِداً
لَكَثيرُ
**
رَأَيتُ الدَهرَ
مُختَلِفاً يَدورُ
فَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا
سُرورُ
وَقَد بَنَتِ المُلوكُ
بِهِ قَصوراً
فَلَم تَبقَ المُلوكُ
وَلا القُصورُ
**
أَريدُ بِذاكُم أَن
تَهِشّوا لِطَلقَتي
وَأن تُكثِروا بِعدي
الدُعاءَ عَلى قَبري
وَأَن تَمنَحوني في
المَجالِسِ وُدَّكُم
وَإِن كُنتُ عَنكُم
غائِباً تُحسِنوا ذِكري
**
أَبٌنّي إِنَّ مِنَ
الرِجالِ بَهيمَةً
في صورَةِ الرَجُلِ
السَميعِ المُبصِرِ
فَطِنٌ بِكُلِّ رَزّيَةٍ
في مالِهِ
وَإِذا أُصيبَ بِدينِهُ
لَم يَشعُرِ
**
إِذا اِجتَمَعَت عَليا
مَعَدٍّ وَمُذحَجٍ
بِمَعرَكَةٍ كُبرى
فَإِنّي أَميرُها
مُسلِمَةً أَكفالَ خَيلي
في الوَغى
وَمَكلومَةً لِبانُها
وَنُحورُها
حَرامٌ عَلى أَرماحِنا
طَعنُ مُدبرٍ
وَتَندَقُّ مِنها في
الصُدورِ صُدورُها
**
دُبُّوا دَبيبَ النَملِ
قَد آنَ الظَفَر
لا تُنكِروا فَالحَربُ
تَرمي بِالشَرَر
إِنّا جَميعاً أَهلُ
صَبرٍ لا خَوَر
**
عَسى مَنهَلٌ يَصفو
فَيَروي ظَميَةٍ
أَطالَ صَداها المنهَلُ
المُتكَدِّرُ
عَسى بِالجَنوبِ
العارِياتِ سَتَكتَسي
وَبِالمُستَذَلِّ
المُستَضامِ سَيُنصَرُ
عَسى جابِرُ العَظمِ
الكَسيرِ بِلُطفِهِ
سَيَرتاحُ لِلعَظمِ
الكَسيرِ فَيُجبَرُ
عَسى صُوَراً أَمسى لَها
الجورُ دافِناً
يُتاحُ لَها عَدلٌ يَجيءُ
فَتَظهَرُ
عَسى اللَهُ لا تَيأس مِنَ
اللَهِ إِنَّهُ
يَسيرٌ عَلَيهِ ما
يَعِزُّ وَيَعسُرُ
**
يا طالِبَ الصَفوِ في
الدُنيا بِلا كَدَرٍ
طَلبتَ مَعدومَةً فايأسَ
مِنَ الظَفَرِ
وَاعلَم بِأَنكَ ما
عَمَّرَتَ مُمتَحَنٌ
بِالخَيرِ وَالشَرِّ
وَالمَيسورِ وَالعُسرِ
أَنّى تَنالَ بِها نَفعاً
بِلا ضَرَرٍ
وَأَنَّها خُلِقَت
لِلنَفعِ وَالضَرَرِ
في الجُبنِ عارٌ وَفي
الإِقدامِ مَكرُمَةٌ
وَمَن يَفِرَّ فَلَن
يَنجو مِنَ القَدَرِ
**
يعيبُ رِجالٌ زَماناً
مَضى
وَما لِزَمانٍ مَضى مِن
غِيَر
أَرى اللَيلَ يَجري
كَعَهدي بِهِ
وَأَنَّ النَهارَ عَلَينا
يَكِر
وَلَم تَحبِسِ القَطرَ
عَنّا السَما
وَلَم تَنكَشف شَمسُنا
وَالقَمَر
فَقُل لِلَّذي ذَمَّ
صَرفَ الزَمانِ
ظَلَمتَ الزَمانَ فَذُمَّ
البَشَر
**
أَيا مَن لَيسَ لِي مِنهُ
مُجيرُ
بَعَفوكَ مِن عِقابِكَ
أَستَجيرُ
أَنا العَبدُ المُقِرُّ
بِكُلِ ذَنبٍ
وَأَنتَ السَيِّدُ
الصَمَدُ الغَفورُ
فَإِن عَذَّبَتني
فَالذَنبُ مِنّي
وَإِن تَغفِر فَأَنتَ
بِهِ جَديرُ
**
مَساكينُ أَهلِ الفَقرِ
حَتّى قُبورِهِم
عَلَيها تُرابُ الذُلِّ
بَينَ المَقابِرِ
**
سُبحانَ رَبِّ العِبادِ
يا وَبرَه
وَرازِقُ المُتَّقينَ
وَالفَجَره
لَو كانَ رِزقُ العِبادِ
عَن جَلَدٍ
ما نِلتَ مِن رِزقِ
رَبِّنا مَدَرَه
**
لَئِن ساءَني دَهرٌ
عَزَمتُ تَصَبُّراً
فَكُلُ بَلاءٍ لا يَدومُ
يَسيرُ
وَإِن سَرَّني لَم
اَبتَهج بِسُروره
فَكُلُّ سُرورٍ لا يَدومُ
حَقيرُ
**
وَلا خَيرَ في الشَكوى
إِلى غَيرِ مُشتَكي
وَلا بُدَّ مِن شَكوى
إِذا لَم يَكُن صَبرُ
**
أَلَم تَرَ أَنَّ البَحرَ
يَنضُبُ ماؤُهُ
وَيَأتي عَلى حيتانِهِ
نُوَبُ الدَهرِ
**
النارُ أَهونُ من رُكوبِ
العارِ
وَالعارُ يُدخُلُ أَهلَهُ
في النارِ
وَالعارُ في رَجُلٍ
يَبيتُ وَجارُهُ
طاوي الحَشى مُتَمَزِّقُ
الأَطمارِ
وَالعارُ في هَضمِ
الضَعيفِ وَظُلمِهِ
وَإِقامةِ الأَخيارِ
بِالأَشرارِ
**
يُعَزّونَني قَومُ بِراءٌ
مِنَ الصَبرِ
وَفي الصَبرِ أَشياءُ
أَمرُّ مِنَ الصَبرِ
يَعَزّي المُعَزّي ثُمَ
يَمضي لِشَأنِهِ
وَيَبقى المُعَزّى في
أَحَرِّ مِنَ الجَمرِ
**
يُعَزّونَني قَومُ بِراءٌ
مِنَ الصَبرِ
وَفي الصَبرِ أَشياءُ أَمرُّ
مِنَ الصَبرِ
يَعَزّي المُعَزّي ثُمَ
يَمضي لِشَأنِهِ
وَيَبقى المُعَزّى في
أَحَرِّ مِنَ الجَمرِ
**
أَغمِّضُ عَيني في أُمورٍ
كَثيرَةٍ
وَإِنّي عَلى تَركِ
الغُموضِ قَديرُ
وَما مِن عَمى أُغضي
وَلَكِن لَرُبَما
تَغامى وَأَغضى المَرءُ
وَهُوَ بَصيرُ
وَأَسكُتُ عَن أَشياءَ
لَو شِئتُ قُلتُها
وَلَيسَ عَلَينا في
المَقالِ أَميرُ
أَصبِّرُ نَفسي
بِاِجتِهادي وَطاقَتي
وَإِنّي بِأَخلاقِ
الجَميعِ خَبيرُ
**
رَأَتكَ اللَيالي يا
اِبنَ آدَمَ ظالِماً
وَخيرُ الوَرى مَن يَعفُ
عِندَ اِقتِدارِهِ
يَقولُ لَكَ العَقلُ
الَّذي زَيَّنَ الوَرى
إِذا لَم تَكُن تَقْدِر
عَدوَّكَ دارِهِ
وَلاقيهِ بِالتَرحيبِ
وِالرَحرِ وَالقِرى
وَيَمّم لَهُ ما دُمتَ
تَحتَ اِقتِدارِهِ
وَقبِّل يَدَ الجاني
الَّذي لَستَ قادِراً
عَلى قَطعِها وَارقُب
سُقوطَ جِدارِهِ
إِذا لَم تَكُن في
مَنزِلَ المَرءِ حُرَّةٌ
تَدبِّرُه ضاعَت مَصالِحَ
دارِهِ
فَإِن شِئتَ أَن تَختَر
لِنَفسِكَ حُرَّةً
عَلَيكَ بِبَيتِ الجودِ
خُذ مِن خيارِهِ
وَإيّاكَ وَالبَيتِ
الدَنيءِ فَرُبَّما
تُعار بِطولٍ في الزَمانِ
بِعارِهِ
فَفيهنّ من تَأتي الفَتى
وَهُوَ مُعسِرٌ
فَيُصبِحُ كُلُّ الخَيرِ
في وَسَطِ دارِهِ
وَفيهِنّ مَن تَأتيهِ
وَهوَ مُيَسَّرٌ
فَيُصبِحُ لا يَملُكُ
عَليقَ حِمارِهِ
وَفيهِنّ مَن لا بَيَّضَ
اللَهُ عَرضَها
إِذا غابَ عَنها الشَخصُ
طَلَّت لِجارِهِ
وَفيهِنَّ نِسوَةٌ يخربُ
كَعبُها
وَفيهِنَّ مَن تُغنيهِ
عِندَ اِفتقارِهِ
فَلا رَحِمَ الرَحمَنُ
خائِنَةَ النِسا
وَيَحرِقُ كُلَّ
الخائِناتِ بِنارِهِ
**
إِقبَل مَعاذيرَ مَن
يَأتيكَ مُعتَذِراً
إِن بَرَّ عِندَكَ فيما
قالَ أَو فَجَرا
فَقَد أَطاعَكَ مَن
أَرضاكَ ظاهِرُهُ
وَقَد أَجَلَّكَ مَن
يَعصيكَ مُستَتِرا
**
أَفلَحَ مَن كانَت لَهُ
قَوصَرَه
يَأكُلُ مِنها كُلُ يَومٍ
تَمَره
**
ابيَضّي وَاَصفَرّي
وَغُرّي غَيري
إِنّي مِنَ اللَهِ
بِكُلِّ خَيرِ
**
إِنَّما نِعمَةَ دُنيا
مُتعَةً
وَحياةُ المَرءِ ثَوبٌ
مُستَعار
وَصُروفُ الدَهرِ في
أَطباقِهِ
حَلقَةٌ فيها إرتِفاعٌ
وَانحِدار
بَينَما الإِنسانُ في
عليائِها
إِذ هَوى في هُوّةً مِنها
فَغار
**
صُنِ السَرَ عَن كُلِّ
مُستَخبِرٍ
وَحاذِر فَما الحَزمُ
إِلّا الحِذِر
أَسيرُكَ سِرُّكَ إِن
صُنتَهُ
وَأَنتَ أَسيرٌ لَهُ إِن
ظَهَر
**
تُلاقينَ قَيساً
وَأَشياعَهُ
فَيوقِدُ لِلحَربِ ناراً
فَنار
أَخو الحَربِ إِن لَقحَت
بازِلاً
سَما لِلعُلا وَأَجَلَّ
الخَطار
**
فَتىً كانَ يُدنيهِ
الغِنى مِن صَديقَهِ
إِذا ما هُوَ اِستَغنى
وَيُبعِدُهُ الفَقَرُ
فَتىً لا يَعدُّ المالَ
رَبّاً وَلا تُرى
بِهِ جَفوَةٌ إِن نالَ
مالاً وَلا كِبرُ
فَتىً كانَ يُعطي السَيفَ
في الرَوعِ حَقَّهُ
إِذا ثَوَّبَ الداعي
وَتَشقى بِهِ الجُزرُ
وَهَوّنَ وَجدي أَنَني
سَوفَ أَغتَدي
عَلى إِثرِهِ يَوماً
وَإِن نَفَسَ العُمرُ
**
فَلا يبعدنكَ اللَهُ
إِمّا تَرَكتَنا
حَميداً وَأَودى بَعدَكَ
المَجدُ وَالفَخرُ
**
أَدَمتَ لِعَمري شَريَكَ
المَحضَ صابِحاً
وَأَكَلَكَ بَالزُبدِ
المُقَشَرَةِ البُحرا
وَنَحنُ وَهَبناكَ العَلاءَ
وَلَم تَكُن
عَلِيّاً وَحَطَنا
حَولَكَ الجُردَ وَالسُمرا
**
يا عَمرو وَيحَكَ قَد
أَتا
كَ مُجيبُ صَوتِكَ غَيرُ
عاجِزِ
ذو نَيَّةٍ وَبَصيرَةٍ
وَالصِدقُ مَنجي كُلَّ
فائِزِ
إِنّي لأَرجو أَن أُقي
مَ عَلَيكَ نائِحَةَ
الجَنائِزِ
مِن ضَربَةٍ نَجلاءَ يَب
قى صِيتُها عِندَ
الهَزاهِزِ
**
سَلامٌ عَلى أَهلِ
القُبورِ الدَوارِسِ
كَأَنَّهُم لَم يَجلِسوا
في المَجالِسِ
وَلَم يَشرَبوا مِن
بارِدِ الماءِ شُربَةً
وَلَم يَأكُلوا مِن خَيرِ
رَطبٍ وَيابِسِ
أَلا خَبِّروني أَينَ
قَبر ذَليلِكُم
وَقَبرُ العَزيزِ
الباذِخِ المُتنافِسِ
**
لا تَتَّهِم رَبَّكَ فيما
قَضى
وَهَوِّنِ الأَمرَ عَلى
النَفسِ
لِكُلِّ هَمٍّ فَرَجٌ
عاجِلٌ
يَأتي عَلى المُصبِحِ
وَالمُمسي
**
العِلمُ زَينٌ فَكُن
لِلعِلمِ مُكتَسِباً
وَكُن لَهُ طالِباً ما
عِشتَ مُقتَبِسا
أركِن إِلَيهِ وَثِق
بِاللَهِ وَاَغنِ بِهِ
وَكُن حَليماً رَزينَ
العَقلِ مُحتَرِسا
لا تَأثَمَنَّ فَإِمّا
كُنتَ مُنهَمِكاً
في العِلمِ يَوماً
وَإِمّا كُنتَ مُنغَمِسا
وَكُن فَتىً ماسِكاً
مَحَضَ التُّقى وَرِعاً
لَلدّينِ مُغتَنِماً
لِلعِلمِ مُفتَرِسا
فَمَن تَخلَّقَ بِالآدابِ
ظَلَّ بِها
رَئيسَ قَومٍ إِذا ما
فارَقَ الرُؤَسا
وَاَعلَم هُديتَ العِلمَ
خَيرٌ صَفا
أَضحى لِطالِبِهِ مِن
فَضلِهِ سَلِسا
**
الحَمدُ لِلّهِ لا شَريكَ
لَهُ
دَأبِيَ في صُبحِهِ وَفي
غِلسِه
لَم يَبقَ لِيَ مُؤنِسٌ
فَيُؤنِسَني
إِلّا أَنيسٌ أَخافُ مِن
أُنسِه
فَاِعتَزِلِ الناسَ ما
اِستَطَعتُ وَلا
تَرَكن إِلى مَن تَخافُ
مِن دَنَسِه
فَالعَبدُ يَرجو ما لَيسَ
يَدرِكَهُ
وَالمَوتُ أَدنى إِلَيهِ
مِن نَفسِه
**
لا تَأمَنِ المَوتَ في
ظَرفٍ وَلا نَفَسٍ
وَلَو تَمَنَعتَ
بِالحُجّابِ وَالحَرَسِ
وَاعلَم بِأَنَّ سِهامَ
المَوتِ نافِذَةٌ
في كُلِ مُدَّرَعٍ مِنا
وَمُتَّرِسِ
ما بالُ دُنياكَ تَرضى
أَن تُدَنِّسَهُ
وَثَوبَكَ الدَهرُ
مَغسولٌ مِنَ الدَنَسِ
تَرجو النَجاةَ وَلَم
تَسلُك مَسالِكَها
إِن السَفينَةَ لا تَجري
عَلى اليَبَسِ
**
أَيَحسَبُ أَولادَ
الجَهالَةِ أَنَنا
عَلى الخيلِ لَسنا
مِثلَهُم في الفَوارِسِ
فَسائِل بَني بَدرٍ إِذا
ما لَقيتَهُم
بِقَتلي ذَوي الأَقرانِ
يَومِ التَمارُسِ
وَهَذا رَسولُ اللَهِ
كَالبَدرِ بَينَنا
بِهِ كَشَفَ اللَهُ
العِدى بِالتَناكُسِ
وَإِنّا أُناسٌ لا نَرى
الحَربَ سِبَّةً
وَلا نَنثَني عِندَ
الرِماحِ المُداعِسِ
فَما قيلَ فينا بَعدَها
مِن مَقالَةٍ
فَما غادَرَت منّا
جَديداً لِلاَبَسِ
**
أَما تَراني كِيِّساً
مُكَيَّسا
بَنَيتُ بَعدَ نافِعٍ
مُخَيَّسا
حِصناً حَصيناً وَأَميناً
كَيِّسا
**
لِأَورِدَنَّ العاصي
اِبنَ العاصي
سَبعينَ أَلفاً عاقِدي
النَواصي
مُستَحلِقينَ حَلقَ
الدَلاصَ
قَد جَنَّبوا الخَيلَ
مَعَ القِلاصِ
آسادَ غَيلٍ حينَ لا
مَناصِ
**
أَتَمُّ الناسُ
أَعرَفُهُم بِنَقصِه
وَأَقمَعُهُم لِشَهوَتِهِ
وَحِرصِه
فَدانِ عَلى السَلامَةِ
مَن يُداني
وَمَن لَم تَرضَ
صُحبَتَهُ فَأَقصِه
وَلا تَستَغلِ عافيَةً
بِشَيءٍ
وَلا تَستَرخِصَنَّ أَذىً
لِرُخصِه
وَخَلِّ الفَحصَ ما اِستَغنَيتَ
عَنهُ
فَكَم مُستَجلِبٍ عَيباً
لِفَحصِه
**
سَأَمنَحُ مالي كُلَّ مَن
جاءَ طالِباً
وَأَجعَلُهُ وَقفاً عَلى
القَرضِ وَالفَرضِ
فَإِما كَريمٌ صِنتُ
بِالمالِ عِرضَهُ
وَإِمّا لَئيمٌ صِنتُ عِن
لُؤمِهِ عَرضي
**
إِذا أَذِنَ اللَهُ في
حاجَةٍ
أَتاكَ النَجاحُ بِها
يَركُضُ
وَإِن أَذِنَ اللَهُ في
غَيرِها
أَتى دونَها عارِضٌ
يَعرِضُ
**
لَنا ما تَدَّعونَ
بِغَيرِ حَقٍّ
إِذا ميزَ الصِحاحُ مِنَ
المِراضِ
عَرَفتُم حَقَّنا
فَجَحَدتُموهُ
كَما عُرِفَ السَوادُ
مِنَ البَياضِ
كِتابُ اللَهِ شاهِدُنا
عَلَيكُم
وَقاضينا الإِلَهُ فَنِعمَ
قاضِ
**
إِن كُنتَ ذا عِلمٍ بِما
اللَهُ قَضى
فَاِثبُت أُصادِقْكَ
وَسَيفي مُنتَضى
وَاللَهُ لا يُرجِعُ
شَيئاً قَد مَضى
وَاللَهُ لا يُبرِمُ
شَيئاً نُقِضا
**
لا تُفسِدَن سابِقَ
إِحسانٍ مَضى
وَاللَهُ لا يُغلَبُ فيما
قَد مَضى
**
نَحنُ نَؤُمُّ النَمَطَ
الأَوسَطا
لَسنا كَمَن قَصَّرَ أَو
أَفرَطا
**
اصبِر عَلى الدَهرِ لا
تَغضَب عَلى أَحَدٍ
فَلا تَرى غَيرَ ما في
الدَهرِ مَخطوطُ
وَلا تَقيمَنَّ بِدارٍ لا
انتِفاعَ بِها
فَالأَرضُ واسِعَةٌ
وَالرِزقُ مَبسوطُ
**
نَومُ اِمرئٍ خَيرٌ لَهُ
مِن يِقَظَة
لَم يَرُضَ فيها الكاتِبينَ
الحَفَظَه
وَفي صُروفِ الدَهرِ
لِلمَرءِ عِظَه
**
رَأَيتُ العَقلَ عَقلَينِ
فَمَطبوعٌ وَمَسموعُ
وَلا يَنفَع مَسموعٌ
إِذا لَم يَكُ مَطبوعُ
كَما لا تَنفَعُ الشَمسَ
وَضوءُ العَينِ مَمنوعُ
**
أَفادَتني القَناعَةُ
كُلَّ عِزٍّ
وَهَل عِزٌّ أَعَزُّ مِنَ
القَناعَة
فَصَيِّرها لِنَفسِكَ
رَأسُ مالٍ
وَصَيِّر بَعدَها التَقوى
بِضاعَه
تَحُز رِبحاً وَتُغني عَن
بَخيلٍ
وَتَنعَمُ في الجِنانِ
بِصَبرِ ساعَه
**
يا لَهفَ نفسي قُتِلَت
رَبيعَه
رَبيعَةُ السامِعَة
المُطيعَه
قَد سَبَقَتني فيهُمُ
الوَقيعَه
دَعا حَكيمٌ دَعوَةً
سَميعَه
مِن غَيرِ ما بُطْلٍ وَلا
خَديعَه
حلّوا بِها المَنزِلَةَ
الرَفيعَه
**
وَمِنَ البَلاءِ
وَلِلبَلاءِ عَلامَةٌ
أَن لا يُرى لَكَ عَن
هَواكَ نُزوعُ
العَبدُ عَبدُ النَفسِ في
شَهواتِها
وَالحُرُّ يَشبَعُ تارَةً
وَيَجوعُ
وَكَفاكَ مِن عِبَرِ
الحَوادِثِ أَنهُ
يَبلى الجَديدُ وَيُحصَدُ
المَزروعُ
**
وَمَن يَصحَبِ الدُنيا
يَكُن مِثلَ قابِضٍ
عَلى الماءِ خانَتهُ
فُروجُ الأَصابِعِ
**
وَكُن مَعدناً لِلحِلمِ
وَاصفَح عَنِ الأَذى
فَإِنَكَ لاقٍ ما عَمِلتَ
وَسامِعُ
أَحِبُّ إِذا أَحبَبتُ
حُباً مُقارِباً
فَإِنَكَ لا تَدري مَتى
أَنت نازِعُ
وَأَبغِض إِذا أَبغَضتُ
بَغضاً مُقارِباً
فإِنَكَ لا تَدري مَتى
أَنتَ راجِعُ
**
الفَضلُ مِن كَرَمِ
الطَبيعَةِ
وَالمَنُّ مفسَدَةُ
الصَنيعة
وَالخَيرُ أَمنَعُ
جانِباً
مِن قِمَّةِ الجَبَلِ
المَنيعَة
وَالشَرُّ أَسرَعُ
جَريَةً
مِن جَريَةِ الماءِ
السِريعَة
تَركُ التَعاهُدِ لِلصَدي
قِ يَكونُ داعِيَةَ
القَطيعة
لا تَلتَطخ بِوقيعَةٍ
في الناسِ تلطخكَ
الوَقيعَة
إِنَّ التَخَلُّقَ لَيسَ
يَم
كُثُ إِن يَؤولُ إِلى
الطَبيعَة
جُبِلَ الأَنامُ مِن
العِبا
دِ عَلى الشَريفَةِ
وَالوَضيعَة
**
لا تَضَعِ المَعروفَ في
ساقِطٍ
فَذاكَ صِنعُ ساقِطٍ
ضائِعُ
وَضعَهُ في حُرٍّ كَريمٍ
يَكُن
عُرفكَ مِسكاً عُرفَهُ
ضائِعُ
**
ماتَ الوَفاءُ فَلا رَفدٌ
وَلا طَمَعُ
في الناسِ لَم يَبقَ
إِلّا اليَأسُ وَالجَزَعُ
فَاِصبِر عَلى ثِقَةٍ
بِاللَهِ وَاَرضَ بِهِ
فَاللَهُ أَكَرَمُ مَن
يُرجى وَيُتَّبَعُ
**
لا تَجزَعَنَّ إِذا
نابَتكَ نائِبَةٌ
واصبر ففي الصّبر عند
الضّيقِ متَّسعُ
إن الكريمَ إذا نابتهُ
نائبةٌ
لَم يَبدُ مِنهُ عَلى
عِلّاتِهِ الهَلَعُ
**
دَعِ الحِرصَ عَلى
الدُنيا
وَفي العَيشِ فَلا تَطمَع
وَلا تَجمع مِنَ المالِ
فَلا تَدري لِمَن تَجمَع
وَلا تَدري أَفي أَرضِ
كَ أَم في غَيرِها تُصرَع
فَإِنَّ الرِزقَ مَقسومٌ
وَسوءُ الظَنِّ لا يَنفَع
فَقيرٌ كُلُّ مَن يَطمَع
غَنيٌّ كُلُّ مَن يَقنَع
**
لَكَ الحَمدُ إِمّا عَلى
نَعمَةٍ
وَإِما عَلى نَقمَةٍ
تُدفَعُ
تشاءُ فَتَفعَلُ ما
شئتَهُ
وَتَسمَعُ مِن حَيثُ لا
يُسمَعُ
**
أَتَأمُرُني بِالصَبرِ في
نَصرِ أَحمَدٍ
فَوَاللَهِ ما قُلتُ
الَّذي قُلتُ جازِعاً
وَلَكِنَّني أَحبَبتُ أَن
تَرَ نُصرَتي
لِتَعلَمَ أَنّي لَم
أَزَل لَكَ طائِعاً
وَسَعيِي لَوَجهِ اللَهِ
في نَصرِ أَحمَدٍ
نَبيِّ الهدى المَحمودِ
طِفلاً ويافِعاً
**
وَداوِ عَدواً داءَهُ لا
تُدارِهُ
فَإِنَّ مُداراة العِدى
لَيسَ تَنفَعُ
فَإِنَّكَ لَو دارَيتَ
عامَينِ عَقرَباً
وَقَد مُكِّنَت يَوماً
مِنَ الدَهرِ تَلسَعُ
**
ذُنوبيَ إِن فَكَّرتُ
فيها كَثيرَةٌ
وَرَحمَةُ رَبّي مِن
ذُنوبي أَوسَعُ
فَما طَمَعي في صالِحٍ
قَد عَمِلتُهُ
وَلَكِنَّني في رَحمَةِ
اللَهِ أَطمَعُ
فَإِن يَكُ غُفرانٌ
فَذاكَ بِرَحمَةٍ
وَإِن لَم يَكُن أُجزى
بِما كُنتُ أَصنَعُ
مَليكي وَمَولائي وَرَبّي
وَحافِظي
وَإِنّي لَهُ عَبدٌ
أَقِرُّ وَأَخضَعُ
**
قَصرُ الجَديدِ إِلى بَلى
وَالوَصلُ في الدُنيا
اِنقطاعُهُ
أَيُّ اِجتِماعٍ لَم
يَصِر
لِتَشتُّتٍ مِنهُ
اِجتِماعُهُ
أَم أَيُ شَعبٍ لِاِلتئا
مٍ لَم يُفَرِّقهُ
اِنصِداعُهُ
يا بُؤسَ لِلدَهرِ الَّذي
ما زالَ مُختَلِفاً
طِباعُهُ
قَد قيلَ في أَمثالِهِم
يَكفيكَ مِن شَرٍّ
سَماعُهُ
**
لَكَ الحَمدُ يا ذا
الجودِ والمَجدِ وَالعُلا
تَبارَكتَ تُعطي مَن
تَشاءَ وَتَمنَعُ
إِلَهي وَخَلّاقي وَحِرزي
وَمَوئِلي
إِلَيكَ لَدى الإِعسارِ
وَاليُسرِ أَفزَعُ
إِلَهي لَئِن جُلتُ
وَجَمَّت خَطيئَتي
فَعَفوُكَ عَن ذَنبي
أَجَلُّ وَأَوسَعُ
إِلَهي لَئِن أَعطَيتَ
نَفسي سُؤلُها
فَها أَنا في أَرضِ
النَدامَةِ أَرتَعُ
إِلَهي تَرى حالي وَفَقري
وَفاقَتي
وَأَنتَ مُناجاتي
الخَفيَّةِ تَسمَعُ
إِلَهي فَلا تَقطَع
رَجائي وَلا تُزِغ
فُؤادي فَلي في سَيبِ
جُودِكَ مَطمَعُ
إِلَهي لِئَن خَيَّبتَني
أَو طَرَدتَني
فَمَن ذا الَّذي أَرجو
وَمَن لي يَشفَعُ
إِلَهي أَجِرني مِن
عَذابِكَ إِنَّني
أَسيرٌ ذَليلٌ خائِفٌ لَكَ
أَخضَعُ
إِلَهي فَآنِسني
بِتَلقينِ حُجَّتي
إِذا كانَ لي في القَبرِ
مَثوىً وَمضجَعُ
إِلَهي لَئِن عَذَّبتَني
أَلفَ حَجَّةٍ
فَحَبلُ رَجائي مِنكَ لا
يَتَقَطَّعُ
إِلَهي أَذِقني طَعمَ
عَفوكَ يَومَ لا
بَنونٌ وَلا مالٌ هُناكَ
يَنفَعُ
إِلَهي إِذا لَم تَرعَني
كُنتُ ضائِعاً
وَإِن كُنتَ تَرعاني
فَلَستُ أَضيعُ
إِلَهي إِذا لَم تَعفُ
عَن غَيرِ مُحسِنٍ
فَمنَ لَمسيءٍ بِالهَوى
يَتَمَتَّعُ
إِلَهي لَئِن فَرَّطتُ في
طَلبِ التُقى
فَها أَنا أَثْرَ العَفو
أَقفو وَاَتبَعُ
إِلَهي لَئِن أَخطَأتُ
جَهلاً فَطالَما
رَجَوتُكَ حَتّى قيلَ ها
هُوَ يَجزَعُ
إِلَهي ذُنوبي جازَت
الطَودَ وَاَعتَلَت
وَصَفحُكَ عَن ذَنبي
أَجَلُّ وَأَرفَعُ
إِلَهي يُنجِّي ذِكرُ
طَوْلِكَ لَوعَتي
وَذِكرُ الخَطايا العَينُ
مِنّيَ تَدمَعُ
إِلَهي أَنِلني مِنكَ
روحاً وَرَحمَةً
فَلَستُ سِوى أَبوابِ
فَضلِكَ أَقرَعُ
إِلَهي لِئَن أَقصَيتَني
أَو طَرَدتَني
فما حِيلَتي يا رَبُّ أَم
كَيفَ أَصنَعُ
إِلَهي حَليفُ الحُبِّ
بِاللَيلِ ساهِرٌ
يُنادي وَيَدعو
وَالمغَفَّلُ يَهجَعُ
وُكُلَهُمُ يَرجو
نَوالَكَ راجياً
لِرَحمَتِكَ العُظمى وَفي
الخُلدِ يَطمَعُ
إِلَهي يُمنّيني رَجائي
سَلامَةً
وَقُبحُ خَطيئاتي عَليَّ
يَشيَّعُ
إِلَهي فَإِن تَعفو
فَعَفوُكَ مُنقِذي
وَإِلا فَبالذَنبِ
المُدَمِّرِ أُصرَعُ
إِلَهي بِحَقِّ
الهاشِميِّ وَآلِهِ
وَحُرمَةُ إِبراهيمَ
خِلَّكَ أَضرَعُ
إِلَهي فَاِنشُرني عَلى
دينِ أَحمَدٍ
تَقيّاً نَقيّاً قانِتاً
لَكَ أَخشَعُ
وَلا تَحرِمَنّي يا
إِلَهي وَسَيِّدي
شَفاعَتَهُ الكُبرى
فَذاكَ المُشفَّعُ
وَصَلِّ عَلَيهِ ما
دَعاكَ مُوَحِّدٌ
وَناجاكَ أَخيارٌ
بَبابِكَ رُكَّعُ
**
قَدِّم لِنَفسِكَ في
الحَياةِ تَزَوُّداً
فَلَقَد تَفارِقُها
وَأَنتَ مُوِّدِعُ
وَاهتَمَّ لِلسَفَرِ
القَريبِ فَإِنَّهُ
أَنأى مِنَ السَفَرِ
البَعيدِ وَأَشسَعُ
وَاجعَل تَزَوُّدَكَ
المَخافَةَ وَالتُّقى
وَكَأَنَّ حَتفَكَ مِن
مسائِكَ أَسرَعُ
وَاقنَع بِقوتِكَ
فَالقِناعُ هُوَ الغِنى
وَالفَقرُ مَقرونٌ بِمنَ
لا يَقنَعُ
وَاَحذَر مُصاحَبَةَ
اللِئام فإِنَّهمِ
مَنَعوكَ صَفوَ وِدادِهِم
وَتَصَنَّعوا
أَهَلُ التَصَنُّعِ ما
أَنَلتَهُمُ الرِضى
وَإِذا مَنعتَ فَسُمُّهُم
لَكَ مُنقَعُ
لا تَفشِ سِرّاً ما
اِستَطَعتَ إِلى اِمرئٍ
يَفشي إِلَيكَ سَرائراً
يُستَودَعُ
فَكَما تَراهُ بِسِرِّ
غَيرِكَ صانِعاً
فَكَذا بِسِرِّكَ لا
مَحالَةَ يَصنَعُ
لا تَبدَأَنَّ بِمَنطِقٍ
في مَجلِسٍ
قَبلَ السُؤالِ فَإِنَّ
ذاكَ يَشنعُ
فَالصَمتُ يُحسِنُ كُلَّ
ظَنٍ بِالفَتى
وَلَعَلَّهُ خَرقٌ سَفيهٌ
أَرقَعُ
وَدَعِ المُزاحَ فَرُبَّ
لَفظَةِ مازِحٍ
جَلَبَت إَلَيكَ مساوئاً
لا تُدفَعُ
وَحِفاظَ جارِكَ لا
تُضِعهُ فَإِنَهُ
لا يَبلُغُ الشَرَفُ الجَسيمُ
مُضيِّعُ
وَإِذا اَستَقالَكَ ذو
الإِساءَةٍ عَثرَةً
فَأَقِلهُ إِنَّ ثَوابَ
ذَلِكَ أَوسَعُ
وَإِذا ائتُمِنتَ عَلى
السَرائِرِ فَاِخفِها
وَاَستُر عُيوبَ أَخيكَ
حينَ تَطلَّعُ
لا تَجزَعَنَّ مِنَ
الحَوادِثِ إِنَّما
خَرقُ الرِجالِ عَلى
الحَوادِثِ يُجزِعُ
وَأَطِع أَباكَ بِكُلِّ
ما أَوصى بِهِ
إِنَّ المُطيعَ أَباهُ لا
يَتَضَعضَعُ
**
تَجوَّع فَإِنَّ الجُوعَ
مِن عَملِ التُقى
وَإِنَّ طَويلَ الجَوعِ
يَوماً سَيَشبَعُ
جانِب صِغارَ الذَنبِ لا
تَركَبنَّها
فَإِنَ صِغارَ الذَنبِ
يَوماً سُتجمَعُ
**
أَلَم تَعَلم أَبا
سَمعانَ أَنّا
نَرُدُّ الشَيخَ مَثلَكَ
ذا الصداعِ
وَيُذهِلُ عَقلَهُ
بِالحَربِ حَتّى
يَقومُ فَيَستَجيبُ
لِغَيرِ داعِ
فَدافِع عَن خُزاعَةَ
جَمعَ بَكرٍ
وَما بِكَ يا سُراقَةَ
مِن دِفاعِ
**
وَإِنَّكَ مَهَما تُعطِ
نَفسَكَ سُؤَلَها
وَفَرجَكَ نالا مُنتَهى
الذلِّ أَجمَعا
**
أَرى المَرءَ وَالدُنيا
كَمالٍ وَحاسِبٍ
يَضُمُّ عَلَيهِ الكَفَّ
وَالكَفُّ فارِغُ
**
عَرَفتُ وَمَن يَعتَدِل
يَعرِفِ
وَأَيقَنتُ حَقّاً فَلَم
أَصدِفِ
عَنِ الحِكَمِ الصِدق
آياتها
مِنَ اللَهِ ذي الرَأفَةِ
الأَرأَفِ
رَسائِلُ تُدرَسُ في
المُؤمِنينَ
بِهِنَّ اصطَفى أَحمَدُ
المُصطفى
فَأَصبَحَ أَحمَدُ فينا
عَزيزاً
عَزيز المَقامَةِ
وَالموقِفِ
فَيا أَيُّها الموعِدوهُ
سَفاهاً
وَلَم يَأتِ جَوراً وَلَم
يَعنِفِ
أَلَستُم تَخافونَ أَمرَ
العَذابِ
وَما آمَنَ اللَهَ
كَالأَخوَفِ
وَإِن تَصرَعوا تَحتَ
أَسيافِنا
كَمصرَعِ كَعبٍ أَبي الأِشرَفِ
غَداةَ تَراءى
لِطُغيانِهِ
وَأَعرَض كَالجَمَلِ
الأَجنَفِ
فَأُنزِلَ جِبريلَ في
قَتلِهِ
بِوَحيٍ إِلى عَبدِهِ
المُلطِفِ
فَدَسّ الرَسولُ رَسولاً
لَهُ
بِأَبيَضَ ذي ظبَّةً
مُرهَفِ
فَباتَت عُيونٌ لَهُ
مَعوِلاتٌ
مَتى يُنعُ كَعبٌ لَها
تَذرِفِ
فَقالوا لِأَحمَدَ ذَرنا
قَليلاً
فَإِنّا مِنَ النَوحِ لَم
نَشتَفِ
فَأَجلاهُمُ ثُمَّ قالَ
اِظعِنوا
فُتوحاً عَلى رَغمَةِ
الآنِفِ
وَأَجلى النَضيرَ إِلى
غُربَةٍ
وَكانوا بِدارَةٍ ذي
زُخرفِ
إِلى أَذرعاتٍ ردافاً
هُمُ
عَلى كُلِّ ذي دُبُرٍ
أَعجَفِ
**
يا حَبَّذا مَقامُنا
بِالكُوفَه
أَرضٌ سواءٌ سَهلَةٌ
مَعروفَه
تَطرُقَها جِمالُنا
المَعلوفَه
عِمي صَباحاً وَاسلَمي
مَألوفَه
**
أَلا صاحِبَ الذَنبِ لا
تَقنُطَنَ
فَإِنَّ الإِلَهَ رَؤوفٌ
رَؤوفُ
وَلا تَرحَلَنَّ بِلا
عِدَةٍ
فَإِنَّ الطَريقَ مَخُوفٌ
مَخُوفُ
**
أَلا صاحِبَ الذَنبِ لا
تَقنُطَنَ
فَإِنَّ الإِلَهَ رَؤوفٌ
رَؤوفُ
وَلا تَرحَلَنَّ بِلا
عِدَةٍ
فَإِنَّ الطَريقَ مَخُوفٌ
مَخُوفُ
**
مالي عَلى فَوتِ فائِتٍ
أَسَفُ
وَلا تَراني عَلَيهِ
أَلتَهِفُ
ما قَدَّرَ اللَهُ لِي
فَلَيسَ لَهُ
عَنّي إِلى سِوايَ
مُنصَرِفُ
فَالحَمدُ لِلّهِ لا
شَريكَ لَهُ
ماليَ قوتٌ وَهَمّيَ
الشَرَفُ
أَنا راضٍ بِالعسرِ
وَاليَسارِ فَما
تُدخلُني ذِلَةً وَلا
صَلفُ
**
مالي عَلى فَوتِ فائِتٍ
أَسَفُ
وَلا تَراني عَلَيهِ
أَلتَهِفُ
ما قَدَّرَ اللَهُ لِي
فَلَيسَ لَهُ
عَنّي إِلى سِوايَ
مُنصَرِفُ
فَالحَمدُ لِلّهِ لا
شَريكَ لَهُ
ماليَ قوتٌ وَهَمّيَ
الشَرَفُ
أَنا راضٍ بِالعسرِ
وَاليَسارِ فَما
تُدخلُني ذِلَةً وَلا
صَلفُ
**
أَغنِ عَنِ المَخلوقِ
بِالخالِقِ
وَاغنِ عَنِ الكاذِبِ
بِالصادِقِ
وَاَستَرزِقِ الرَحمنَ
مِن فَضلِهِ
فَلَيسَ غَير اللَهِ مِن
رازِقِ
مَن ظَنَّ أَن الرِزقَ في
كَفِّهِ
فَلَيسَ بِالرَحمَنِ
بِالواثِقِ
أَو ظَنَّ أَنَّ الناسَ
يُغنونَهُ
زَلَّت بِهِ النَعلانِ
مِن حالِقِ
**
رَضيتُ بِما قَسَّمَ
اللَهُ لِي
وَفَوَّضتُ أَمري إِلى
خالِقي
كَما أَحسَنَ اللَهُ فيما
مَضى
كَذَلِكَ يُحسنُ فيما
بَقي
**
أَرى الدُنيا سَتُؤذِنُ
بِانطِلاقِ
مُشَمِّرَةً عَلى قَدَمٍ
وَساقِ
فَلا الدُنيا بِباقيَةٍ
لِحَيٍّ
وَلا حَيّ عَلى الدُنيا
بِباقِ
**
أَفٍّ عَلى الدُنيا
وَأَسبابِها
فَإِنَّها لِلحُزنِ
مَخلوقَة
هُمومُها ما تَنقَضي
ساعَةً
عَن مَلِكٍ فيها وَعِن
سُوَقه
**
دُونَكها مُترَعَةً
دِهاقا
كَأساً فارِغاً موجت
زَعاقا
إِنّا لِقَومٌ ما نَرى ما
لاقى
أَقَدَّ هاماً وَأَقَطَّ
ساقا
**
ما تَرَكت بَدرٌ لَنا
صَديقاً
وَلا لَنا مِن خَلفِنا
طَريقا
**
سَمِعتُكَ تَبني مَسجِداً
مِن خيانَةٍ
وَأَنتَ بِحَمدِ اللَهِ
غَير مَوفَّقِ
كَمطعمَةِ الزهّادِ مِن
كَدِّ فَرجِها
لَها الوَيلُ لا تَزني
وَلا تَتَصَدَّقي
**
لَو كانَ بِالحِيَل
الغَنِيِّ لَوَجدَتَني
بِنُجومِ أَقطارِ
السَماءِ تَعَلُّقي
لَكِنَّ مَن رِزقِ الغِنى
حُرم الحجى
ضِدّانِ مُفتَرِقانِ أَيّ
تَفَرُّقِ
**
أَرى حَرباً مُغيّبةً
وَسِلماً
وَعَهداً لَيسَ بِالعَهدِ
الوَثيقِ
أَرى أَمراً تُنَقَّضُ
عُروَتاهُ
وَحَبلاً لَيسَ بِالحَبلِ
الوَثيقِ
**
تَغَرَبتُ أَسَأَلُ مَن
عَنَّ لي
مِنَ الناسِ هَل مِن
صَديقِ صَدوقِ
فَقالوا عَزيزانِ لا
يُوجَدانِ
صَديقٌ صَدوق وَبيضُ
الأنوقِ
**
إِنَ عَلى كُلِّ رَئيسٍ
حَقّاً
أَن يَروي الصَعدَةَ أَو
يُدَقّا
**
لا شَيءَ إِلّا اللَهَ
فَاِرفَع ظَنَّكا
يَكفيكَ رَبُّ الناسِ ما
أَهَمَّكا
**
لَن يَأكُلِ التَمرَ
بِظَهرِ مَكّه
مِن بَعدِها حَتّى تَكونُ
البَرَكَه
**
أَشدُد حيازَيمكَ لِلمَو
تِ فَإِنَّ المَوتَ
لاقيكا
وَلا تَجزع مِنَ المَوتِ
إِذا حَلَّ بِواديكا
فَإِنَّ الدِرعَ وَالبيَض
ةَ يَومَ الرَوعِ يَكفيكا
كَما أَضحكَ الدَهرُ
كَذاكَ الدَهرُ يُبكيكا
فَقَد أَعرِفُ أَقواماً
وَإِن كانوا صَعاليكا
مَساريعٌ إِلى النَجدَ
ةِ لِلغَيِّ مَتاريكا
**
أَيُّها الكاتِبُ ما تَك
تُبُ مَكتوبٌ عَلَيك
فَاِجعَلِ المَكتوبَ
خَيراً
فَهوَ مَردودٌ إِلَيك
**
قَومي إِذا اِشتَبَكَ
القَنا
جَعلوا الصُدورَ لها
مَسالِك
اللابِسونَ دروعَهُم
فَوقَ الصُدورِ لِأَجلِ
ذَلِك
**
مَن لَم يَكُن جدّه
مُساعِدُه
فَحَتفُهُ أَن يَجد في
الحَرَكَه
فَقُل لِمَن حالَهُ
مُوَليَّة
لا تَعرِضَنَّ بِالحِراكِ
لِلهَلَكَه
**
إِلَيكَ رَبّي لا إِلى
سِواكا
أَقبَلتُ عَمداً أَبتَغي
رِضاكا
أَسأَلُكَ اليَومَ بِما
دَعاكا
أَيوبُ إِذ حَلَّ بِهِ
بَلاكا
أَن يَكُ مِني قَد دَنا
قَضاكا
رَبِّ فَبارِك لِيَ في
لِقاكا
**
العَجزُ عَن دَركِ
الإِدراكِ إدراكُ
وَالبُحثُ عَن سِرِّ ذاتِ
السِرِّ إِشراكُ
في سِر وائِرِ همّاتِ
الوَرى هِمَمٌ
عَن دَركِها عَجزَت جِنٌّ
وَأَملاكُ
**
إِنَّ اَخاكَ الحَقّ مَن
كانَ مَعَك
وَمَن يَضِرُّ نَفسَهُ
لِيَنفَعَك
وَمَن إِذا ريبَ الزَمانُ
صَدَعَك
شَتَّتَ فيكَ شَملَهُ
لِيَجمَعَك
وَإِن غَدَوتَ ظالِماً
غَدا مَعَك
**
إِنَّ اَخاكَ الحَقّ مَن
كانَ مَعَك
وَمَن يَضِرُّ نَفسَهُ
لِيَنفَعَك
وَمَن إِذا ريبَ الزَمانُ
صَدَعَك
شَتَّتَ فيكَ شَملَهُ
لِيَجمَعَك
وَإِن غَدَوتَ ظالِماً
غَدا مَعَك
**
فَهَل لَكَ أَبي حَسَنٍ
عَليٍّ
لَعَلَ اللَهُ يُمكِن مَن
قَفاكا
دَعاكَ إِلى البِرازِ
فَكَفت عَنهُ
وَلَو بارَزتَهُ تَرِبَت
يَداكا
**
سَمَحتَ بِأَمرٍ لا
يُطاقُ حفيظَةً
وَصِدقاً وَإِخوانُ
الحِفاظِ قَليلُ
جَزاكَ إِلَهُ الناسِ
خَيراً فَقَد وَفَت
يَداكَ بَفَضلِ ما هُناكَ
جَزيلُ
**
لا تَحسَبَنّي يا عَلِيُّ
غافِلاً
لِأَورِدَنَّ الكُوفَةَ
القَنابِلا
بِجَمعيَ العامَ وَجَمعيَ
قابِلا
**
أَصبَحتَ مِني يا اِبنَ
حَربٍ جاهِلا
إِن لَم نَرامُ مِنكُمُ
الكَواهِلا
بِالحَقِّ وَالحَقُّ
يُزيلُ الباطِلا
هَذا لَكَ العامُ وَعامٌ
قابِلا
**
وَكَم قَد تَرَكنا في
دِمشقَ وَأَهلِها
مَن أَشمَط مَوتُورٍ
وَشمطاءَ ثاكِلِ
وَغانِيَةٍ صادَ الرِماحُ
حَليلَها
فَأَضحَت تَعُدُّ اليَومَ
بَعضَ الأَرامِلِ
وَتَبكي عَلى بَعلٍ لَها
راحَ غادياً
وَلَيسَ إِلى يَومِ
الحِسابِ بِقافِلِ
وَأَنّا أُناسٌ لا تُصيبُ
رِماحَنا
إِذا ما طَعنّا القَومَ
غَيرَ المُقاتِلِ
**
رَضينا قِسمَةَ الجَبّارِ
فينا
لَنا عِلمٌ وَلِلجُهّالِ
مالُ
فَإِنَّ المالَ يَفنى عَن
قَريبٍ
وَإِنَّ العِلمَ باقٍ لا
يزالُ
**
قَد عَلِمَت ذاتُ
القُرونِ المِيل
وَالخِصر وَالأَنامِلِ
الطَّفول
أَنّي بِنَصلِ السيفِ
خَنشَليل
أَحمي وَأَرمي أَوّلَ
الرَعيل
بِصارِمٍ لَيسَ بِذي
فَلول
**
إِنَّ المَنِيَّةَ
شُربَةٌ مَورودَةٌ
لا تَجزَعَنَّ وَشدَّ
لِلتَرحيلِ
إِنَّ اِبنَ آمِنَةَ
النَبيّ مُحَمَّداً
رَجُلٌ صَدوقٌ قالَ عَن
جبريلِ
إِرخِ الزِمامَ وَلا
تَخَف مِن عائِقٍ
فَاللَهُ يُرديهُم عَنِ
التَنكيلِ
إِنّي بِرَبّي واثِقٌ
وَبِأَحمَدِ
وَسَبيلُهُ مُتلاحِقٌ
بِسَبيلي
**
لَقَد كانَ ذا جَدٍّ
وَجَدَّ بِكُفرِهِ
فَقيدٌ إِلَينا في
المَجامِعِ يَعتَلِ
فَقَلَّدتُهُ بِالسَيفِ
ضَربَةَ مَحفظٍ
فَسارَ إِلى قَعرِ
الجَحيمِ يُكبَّلِ
فَذاكَ مَآبُ الكافِرينَ
وَمِن يُطِع
لِأَمرِ إِلَهِ الخَلقِ
في الخُلدِ يَنزِلِ
**
يا طَلحُ إِن كُنتَ كَما
تَقولُ
لَكُم خُيولٌ وَلَنا
نُصولُ
فَاثبُتْ لِنَنظُرْ
أَيُّنا المَقتولُ
وَأَيّنا أَولى بِما
تَقولُ
فَقَد أَتاكَ الأَسَدُ
الصّؤولُ
بِصارِمٍ لَيسَ لَهُ
فلولُ
يَنصُرُهُ القَهّارُ
وَالرَسولُ
**
غَرَّ جَهولاً أَمَله
يَموتُ من جا أَجَلُه
وَمَن دَنا مِن حَتفِهِ
لَم تُغنِ عَنهُ حِيَلُه
وَما بَقاءُ آخِرٍ
قَد غابَ عَنهُ أَوَّلُه
فَالمَرءُ لا يَصحَبُهُ
في القَبرِ إِلّا عَمَلُه
**
أَعوذُ بِالرَحمَنِ أَن
أَميلا
مِن عَزفِ جِنٍ أَظَهروا
تَهويلا
وَأَوقَدَت نيرانَها
تَغويلا
وَقَرَعت مَع عَزفِها
الطُبولا
**
إِذا ما عَرى خَطبٌ مِنَ
الدَهرِ فَاِصطَبِر
فَإِنَّ اللَيالي بِالخَطوبِ
حَوامِلُ
وَكُلُّ الَّذي يَأتي
بِهِ الدَهرُ زائِلٌ
سَريعاً فَلا تَجزَع لِما
هُوَ زائِلُ
**
أَرى عِلَلَ الدينا
عَلَيَّ كَثيرَةً
وَصاحِبَها حَتّى
المَماتِ عَليلُ
ذَكَرتُ أَبا أَروى
فَبِتُّ كَأَنَّني
بَردِّ الهُمومِ
الماضياتِ وَكيلُ
يُريدُ الفَتى أَن لا يَدومَ
خَليلُهُ
وَلَيسَ لَهُ إِلّا
المَماتِ سَبيلُ
فَلا بُدَّ مِن مَوتٍ
وَلا بُدَّ مِن بَلىً
وَإِنَّ بَقائي بَعدَكُم
لَقَليلُ
لِكُلِّ اِجتماعٍ مِن
خَليلَينِ فِرقَةٌ
وَكُلُّ الَّذي دونَ
المَماتِ قلَيلُ
وَإِن اِفتِقادي واحِداً
بَعدَ واحِدٍ
دَليلٌ عَلى أَن لا يَدومَ
خَليلُ
إِذا اِنقَطَعتَ يَوماً
عَنِ العَيشِ مُدَّتي
فَإِنَّ غِناءَ الباكياتِ
قَليلُ
سَيُعرَضُ عَن ذِكري
وَتُنسى مَوَدَّتي
وَيَحدُثُ بَعدي
لِلخَليلِ خَليلُ
**
أَلا فَاصبِر عَلى
الحَدَثِ الجَليلِ
وَداوِ جَواكَ بِالصَبرِ
الجَميلِ
وَلا تَجزَع وَإِن أُعسِرتَ
يَوماً
فَقَد أَيسَرَت في
الزَمَنِ الطَّويلِ
وَلا تَيأَس فَإِنَّ
اليَأسَ كُفرٌ
لَعَلَّ اللَهَ يَغني مِن
قَليلِ
وَلا تَظُنَّنْ بِرَبِّكَ
غَيرَ خَيرٍ
فَإِنَّ اللَهَ أَولى
بِالجَميلِ
وَإِنَّ العُسرَ
يَتبَعُهُ يَسارٌ
وَقَولُ اللَهِ أَصدَقُ
كُلَّ قيلِ
فَلَو أَنَّ العُقولَ
تَجُرُّ رِزقاً
لَكانَ الرِزقُ عِندَ
ذَوي العُقولِ
وَكَم مِن مُؤمِنٍ قَد
جاعَ يَوماً
سَيُروى مِن رَحيقٍ
سَلسَبيلِ
**
أَقيكَ بِنَفسي أَيُّها
المُصطفى الَّذي
هَدانا بِهِ الرَحمَنُ
مِن عَمَهِ الجَهلِ
وَأَفديكَ حَوبائي وَما
قَدر مُهجَتي
لِمَن أَنتَمي فيهِ إِلى
الفَرعِ وَالأَصلِ
وَمَن ضَمَّني مُذ كُنتُ
طِفلاً وَيافِعاً
وَأَنعَشَني بِالعِلِّ
مِنهُ وَبِالنَهلِ
وَمِن جَدِّهِ جَدي وَمِن
عَمهِ أَبي
وَمِن نَجلِهِ نَجلي
وَمِن بِنتِهِ أَهلي
وَمِن حينِ آخى بَينَ مَن
كانَ حاضِراً
هُنالِكَ آخاني وَبَيَّنَ
مِن فَضلي
لَكَ الفَضلُ إِني ما
حَييتُ لَشاكِرٍ
لِاتمامِ ما أَولَيتَ يا
خاتَمَ الرُسُلِ
**
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ
أَبلى رَسولَهُ
بَلاءَ عَزيزٍ ذي
اقتِدارٍ وَذي فَضلِ
بِما أَنزلَ الكُفّارَ
دارَ مَذَلّةٍ
فَذاقوا هَواناً مِن
أَسارٍ وَمِن قَتلِ
وَأَمسى رَسولَ اللَهِ
قَد عَزَّ نَصرُهُ
وَكانَ رَسولَ اللَهِ
أُرسِلَ بِالعَدلِ
فَجاءَ بِفُرقانٍ مِنَ
اللَهِ مُنزَلٍ
مُبَيّنَةٍ آياتُهُ
لِذَوي العَقلِ
فَآمَنَ اَقوامٌ بِذاكَ
وَأَيقَنوا
وَأَمسوا بِحَمدِ اللَهِ
مُجتَمِعي الشَملِ
وَأَنكَرَ أَقوامٌ
فَزاغَت قُلوبُهُم
فَزادَهُمُ ذو العَرشِ
خَبلاً عَلى خَبلِ
وَأَمكَنَ مِنهُم يَومَ
بَدرٍ رَسولَهُ
وَقَوماً غِضاباً
فِعلَهُم أَحسَنُ الفِعلِ
بِأَيديَهُم بيضٌ خِفافٌ
قَواطِعٌ
وَقَد حادَثوها
بِالجَلاءِ وَبِالصَقلِ
فَكَم تَرَكوا مِن ناشئٍ
ذو حَمِيَّةٍ
صَريعاً وَمِن ذي نَجدَةٍ
مِنهُمُ كَهلِ
تَبيتُ عيونُ النائِحاتِ
عَلَيهِمُ
تَجودُ بِأَسبابِ
الرَشاشِ وَبِالوَبلِ
نَوائِحُ تَنعي عُتبَةَ
الغَيِّ وابنَهُ
وَشَيبَةَ تَنعاهُ
وَتَنعي أَبا جَهلِ
وَذا الذَحل تَنعى
وَاِبنُ جَدعانَ مِنهُمُ
مُسلَبَةً حَرّى
مَبيَّنَةَ الثَكلِ
ثَوى مِنهُمُ في بِئرِ
بَدرٍ عِصابَةٌ
ذوو نَجَداتٍ في الحُروبِ
وَفي المَحلِ
دَعا الغَيَّ مِنهُم مَن
دَعا فَأَجابَهُ
وَلِلغَيِّ أَسبابٌ
مُقَطَّعَةُ الوَصلِ
فَأَضحوا لَدى دارِ
الجَحيمِ بِمَنزِلٍ
عَن البَغيِ وَالعُدوانِ
في أَشغَلِ الشُغلِ
**
إِنَّما الدُنيا كَظِلٍ
زائِلٍ
او كَضَيفٍ باتَ لَيلاً
فَاِرتَحَل
أَو كَطيفٍ قَد يَراهُ
نائِمٌ
اَو كَبَرقٍ لاحَ في
أُفْقِ الأَمَل
**
يُمَثِّلُ ذو العَقلِ في
نَفسِهِ
مَصائِبهُ قَبلَ أَن
تَنزِلا
فَإِن نَزَلَت بَغتَةً
لَم يُرَع
لِما كانَ في نَفسِهِ
مَثَلا
رَأى الأَمرَ يُفضي الي
آخِرٍ
فَصيَّر آخِرَهُ اَوَّلا
وَذو الجَهلِ يَأمَنُ
أَيامَهُ
وَينسى مَصارِعَ مَن قَد
خَلا
فَإِن بَدَهتَهُ صُروفُ
الزَمانِ
بِبَعضِ مَصائِبِهِ
أَعوَلا
وَلَو قَدَّمَ الحَزمَ في
نَفسِهِ
لَعَلَّمَهُ الصَّبرَ
عِندَ البَلا
**
ما اِعتاضَ باذِلُ
وَجهِهِ بِسُؤالِهِ
عِوَضاً وَلَو نالَ المنى
بِسؤالِ
وَاِذا السُؤالُ مَعَ
النَّوالِ وَزَنتَهُ
رَجِحَ السُؤالَ وَخَفَّ
كُلُّ نَوالِ
وَاِذا اِبتُليتَ بِبَذلِ
وَجهِكَ سائِلاً
فَاِبذُلهُ
لِلمُتَكَرِّمِ المِفضالِ
إِنَّ الكَريمَ إِذا
حَباكَ بِنَيلِهِ
أَعطاكَهُ سَلِساً
بِغَيرِ مِطالِ
**
رَأَيتُ المُشرِكينَ
بَغَوا عَلَينا
وَلَجّوا في الغِوايَةِ
وَالضَلالِ
وَقالوا نَحنُ أَكثَرُ
إِذ نَفَرنا
غَداةَ الرَوعِ بِالأسلِ
الطِوالِ
فَإِن يَبغوا
وَيَفتَخِروا عَلَينا
بِحَمزَةَ وَهوَ في
الغُرَفِ العَوالي
فَقَد أَودى بِعُتبَةَ
يَومِ بَدرٍ
وَقَد أَبلى وَجاهَدَ
غَيرَ آلِ
وَقَد فَلَّلتَ خَيلَهُمُ
بِبَدرٍ
وَأَتبَعتَ الهَزيمَةَ
بِالرِجالِ
وَقَد غادَرتَ كَبشَهُمُ
جِهاراً
بِحَمدِ اللَهِ طَلحَةَ
في الضَلالِ
فَتَلَّ لِوَجهِهِ
فَرَفَعتَ عَنهُ
رَقيقَ الحَدِّ حُودِثَ
بِالصِّقالِ
كَأَنَّ المِلحَ خالَطَهُ
إِذا ما
تَلَظّى كَالعَقيقَةِ في
الظَلالِ
**
ما أَحسَنَ الدُنيا
وَإِقبالَها
إِذا أَطاعَ اللَّهَ مَن
نالَها
مَن لَم يواسِ النَّاسَ
مِن فَضلِهِ
عَرَّضَ لِلإِدبارِ
إِقبالَها
فَاِحذَر زَوالَ الفَضلِ
يا جابِرُ
وَاعطِ مِن دُنياكَ مَن
سالَها
فَإِنَّ ذا العَرشِ
جَزيلُ العَطا
ءِ يُضَعِفُ بِالحَبَةِ
أَمثالَها
وَكَم رَأَينا مِن ذَوي
ثَروَةٍ
لَم يَقبَلوا بِالشُّكرِ
إِقبالَها
تاهوا عَلى الدُنيا
بِأَموالِهِم
وَقَيَّدوا بِالبُخلِ
أَقفالَها
لَو شَكَروا النِعمَةَ
زادَتُهُمُ
مَقالَةً لِلّهِ قَد
قالَها
لَئِن شَكَرتُم
لَأَزيدَنَّكُم
لَكِّنَما كُفرَهُم
غالَها
مَن جاوَرَ النِعمَةَ
بِالشُكرِ لَم
يِخشَ عَلى النِعمَةِ
مُغتالَها
وَالكُفرُ بِالنِعمَةِ
يَدعو إِلى
زَوالِها وَالشُكرُ أَبقى
لَها
**
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها
عَلى ما يزيِنُها
تَعِش سالِماً وَالقَولُ
فيكَ جَميلُ
وَلا تُرِينَّ الناسَ
إِلّا تَجَمُّلاً
نَبا بِكَ دَهرٌ أَو
جَفاكَ خَليلُ
وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ
فَاِصبِر إِلى غَدٍ
عَسى نَكَباتِ الدَهرِ
عَنكَ تَزولُ
يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ
إِن قَلَّ مالُهُ
ويَغنى غَنِيُّ المالِ
وَهوَ ذَليلُ
وَلا خَيرَ في وِدِّ
اِمرِئٍ مُتَلَّونٍ
إِذا الريحُ مالَت مالَ
حَيثُ تَميلُ
جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ
عَن أَخذِ مالِهِ
وَعِندَ اِحتِمالِ
الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ
فَما أَكثَرَ الإِخوان
حينَ تَعدّهُم
وَلَكِنَهُم في
النائِباتِ قَليلُ
**
هَبِ الدُنيا تُساقُ
إِلَيكَ عَفواً
أَلَيسَ مَصيرُ ذاكَ إِلى
الزَوالِ
وَما تَرجو لِشَيءٍ لَيسَ
يَبقى
وَشيكاً ما تُغَيِّرهُ
اللَيالي
**
إِذا اِجتَمَعَ الآفاتُ
فَالبُخلُ شَرّها
وَشَرٌّ مِنَ البُخلِ
المَواعيدِ وَالمَطلُ
وَلا خَيرَ في وَعدٍ إِذا
كانَ كاذِباً
وَلا خَيرَ في قَولٍ إِذا
لَم يَكُن فِعلُ
إِذا كُنتَ ذا عِلمٍ
وَلَم تَكُ عاقِلاً
فَأَنتَ كَذي نَعلٍ
وَلَيسَ لَهُ رِجلُ
وَإِن كُنتَ ذا عَقلٍ
وَلَم تَكُ عالِماً
فَأَنتَ كَذي رِجلٍ
وَلَيسَ لَهُ نَعلُ
ألا إِنَّما الإِنسانُ
غِمدٌ لِعَقلِهِ
وَلا خَيرَ في غِمدٍ إِذا
لَم يَكُن نَصلُ
**
يا مَن بِدُنياهُ
اِشتَغَل
وَغَرَّهُ طولُ الأَمَل
المَوتُ يَأتي بَغتَةً
والقبرُ صندوقُ العَمَل
**
يا مَن بِدُنياهُ
اِشتَغَل
وَغَرَّهُ طولُ الأَمَل
المَوتُ يَأتي بَغتَةً
والقبرُ صندوقُ العَمَل
**
لَنَقلُ الصَخرِ مِن
قُلَلِ الجِبالِ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِن
مِنَنِ الرِجالِ
يَقولُ الناسُ لي في
الكَسبِ عارٌ
فَقُلتُ العار في ذُلِّ
السُؤالِ
بَلَوتُ الناسَ قِرناً
بَعد قَرنٍ
وَلَم أَرَ مِثلَ مُحتالٍ
بِمالِ
وَذُقتُ مَرارَةَ
الأَشياءِ طُرّاً
فَما طَعمٌ أَمَرَّ مِنَ
السُؤالِ
وَلَم أَرَ في الخُطوبِ
أَشَدُّ هَولاً
وَأَصعَبُ مِن مَقالاتِ
الرِجالِ
**
فَإِن تَكُنِ الدُنيا
تُعَدُّ نَفيسَةً
فَإِنَّ ثَوابَ اللَهِ
أَعلى وَأَنبلُ
وَإِن تَكُنِ الأَرزاقُ
حَظاً وَقِسمَةً
فَقِلَّةُ حِرصِ المَرءِ
في الكَسبِ أَجمَلُ
وَإِن تَكُنِ الأَموالُ
لِلتَركِ جَمعُها
فَما بالُ مَتروكٍ بهِ
الحُرُّ يَبخَلُ
وَإِن تَكُنِ الأَبدانُ
لِلمَوتِ أُنشِئَت
فَقَتلُ اِمريءٍ لِلّهِ
بِالسَيفِ أَفضَلُ
عَلَيكُم سَلامَ اللَّهِ
يا آَلَ أَحمَدٍ
فَإِنّي أَراني عَنكُمُ
سَوفَ أَرحَلُ
**
فَلا تُكثِرَنَّ القَولَ
في غَيرِ وَقتِهِ
وَأَدمِن عَلى الصَمتِ
المُزيِّنِ لِلعَقلِ
يَموتُ الفَتى مِن
عَثرَةٍ بِلسانِهِ
وَلَيسَ يَموتُ المَرءُ
مِن عَثرَةِ الرِّجلِ
فَعثرَتُهُ مَن فيهِ تَرمي
بِرَأسِهِ
وَعَثرَتهِ بِالرِّجلِ
تَبَرا عَل مَهلِ
وَلا تَكُ مِبثاثاً
لِقَولِكَ مُفشياً
فَتَستَجلِبِ البَغضاءَ
مِن زَلَّةَ النَعلِ
**
فَأَهلاً وَسَهلاً
بَضَيفٍ نَزَل
وَاِستَودَعَ اللَهُ
إِلفاً رَحَل
تَوَلّى الشَبابُ كَأَنَّ
لَم يَكُن
وَحَلَّ المَشيبُ كَأَنَّ
لَم يَزَل
فَأَمّا المَشيبُ كَصُبحٍ
بَدا
وَأَمّا الشَبابُ كَبَدرٍ
أَفَل
سَقى اللَهُ ذاكَ وَهَذا
مَعاً
فَنِعمَ المُوَلّي
وَنِعمَ البَدَل
**
الحَمدُ لِلّهِ الجَميلِ
المُفضلِ
المُسبِغِ المُولي
العَطاءِ المُجزِلِ
شُكراً عَلى تَمكينِهِ
لِرَسولِهِ
بِالنَّصرِ مِنهُ عَلى
البُغاةِ الجُهَّلِ
كَم نِعمَةٍ لا أَستَطيعُ
بُلوغَها
جُهداً وَلو أَعلَمتُ
طاقَة مقوَلِ
لِلّهِ أَصبَحَ فَضلُهُ
مُتَظاهِراً
مِنهُ عَلَيَّ سَأَلتَ
أَم لَم أَسأَلِ
قَد عايَنَ الأَحزابَ مِن
تَأييدِهِ
جُندُ النَبيِّ ذي
البَيانِ المُرسَلِ
ما فيهِ مَوعِظَةً لِكُلِ
مُفَكِّرٍ
إِن كانَ ذا عَقلٍ وَإِن
لَم يَعقِلِ
**
فَداري مناخٌ لِمَن قَد
نَزَل
وَزادي مُباحٌ لِمَن قَد
أَكَل
أُقدُّم ما عِندَنا
حاضِرٌ
وَإِن لَم يَكُن غَيرَ
حُبزٍ وَخَل
فَأَمّا الكَريمُ فَراضٍ
بِهِ
وَأَما اللَئيمُ فَما قَد
أَبل
**
إِذا قَرُبَت ساعَةً يا
لَها
وَزُلزِلَتِ الأَرضُ
زُلزالَها
تَسيرُ الجِبالُ عَلى
سُرعَةٍ
كَمَرِّ السَحابِ تَرى
حالَها
وَتَنفَطِرُ الأَرضُ مِن
نَفحَةٍ
هُنالِكَ تُخرِجُ
أَثقالَها
وَلا بُدَّ مِن سائِلٍ
قائِلٍ
مِنَ الناسِ يَومَئِذٍ ما
لَها
تُحَدِّثُ أَخبارَها
رَبُّها
وَرَبُّكَ لا شَكَّ أَوحى
لَها
وَيَصدُرُ كُلٌّ إِلى
مَوقِفٍ
يُقيمُ الكُهولَ
وَأَطفالَها
تَرى النَفسَ ما عَلِمَت
مُحضَراً
وَلَو ذَرَّةً كانَ
مِثقالَها
يُحاسِبُها مَلِكٌ قادِرٌ
فَإِما عَلَيها وَإِما
لَها
ذُنوبي ثِقالٌ فَما
حِيلَتي
إِذا كُنتُ في البَعثِ
حَمّالَها
تَرى الناسَ سَكرى بِلا
خَمرَةٍ
وَلَكِن تَرى العَينُ ما
هالَها
نَسيتُ المعادَ
فَياوَيلَها
وَأَعطَيتُ لِلنَفسِ
آمالَها
**
لَو كانَ هَذا العِلمُ
يَحصُلُ بِالمُنى
ما كانَ يَبقى في
البَرِيَّةِ جاهِلُ
اَجهِد وَلا تَكسَل وَلا
تَكُ غافِلاً
فَنَدامَةُ العُقبى لِمَن
يَتكاسَلُ
**
كَآسادِ غيلٍ وَأَشبالِ
خيسٍ
غَداةَ الخَميسِ بِبِيضٍ
صِقالِ
تَجيدُ الضِرابَ وَحزَّ
الرِقابِ
أَمامَ العِقابِ غَداةَ
النَزالِ
تَكيدُ الكَذوبَ وَتُخري
الهَيوبَ
وَتَروي الكَعوبَ دِماءُ
الَقذالِ
**
صَبرُ الفَتى لِفَقرِهِ
يُجِلُّهُ
وَبَذُلُهُ لِوَجهِهِ يُذِلُّهُ
يَكفي الفَتى مِن عَيشهِ
أَقَلُّه
الخُبزُ لِلجائِعِ أَدمٌ
كُلُّه
**
خَوَّفني مُنَجِّمٌ أَخو
خَبَل
تَراجَعَ المَريخُ في
بَيتِ الحَمَل
فَقُلتُ دَعني مِن
أَكاذيبِ الحِيَل
المُشتَري عِندي سَواءٌ
وَزُحَل
أَدفَع عَن نَفسي
أَفانينَ الدُّوَل
بِخالِقي وَرازِقي عَزَّ
وَجَل
**
أَعيَنّي جُوداً بارَكَ
اللَهُ فيكُما
عَلى هالِكيْنِ لا تَرى
لَهُما مِثلا
عَلى سَيِّدِ البَطحاءِ
وَابنِ رَئيسِها
وَسَيدَةِ النِسوانِ
أَوَل مَن صَلّى
مُهَذَبّةٌ قَد طَيَّبَ
اللَهُ خَيمَها
مُبارَكَةٌ وَاللَهُ ساقَ
لَها الفَضلا
لَقَد نَصَرا في اللَهِ
دينَ مُحَمَدٍ
عَلى مَن بَغى في الدينِ
قَد رَعَيا إِلّا
**
إِنَّ يَومي مِنَ
الزُبَيرِ وَمِن طَل
حَةَ فيما يَسوءُني
لَطَويلُ
ظَلَماني وَلَم يَكُن
عَلِمَ اللَ
هُ إِلى الظُلمِ لي
لِخُلقٍ سَبيلُ
**
أَلا أَيُّها المَوتُ
الَّذي لَيسَ تارِكي
أَرِحني فَقَد أَفنَيتَ
كُلَّ خَليلِ
أَراكَ مُضِراً
بِالَّذينَ أَحبُّهُم
كَأَنَّكَ تَنحو نَحوَهُم
بدَليلِ
**
يا جارَ هَمدانَ مَن
يَمُت يَرَني
مِن مُؤمِنٍ أَو مُنافِقٍ
قَبلا
يَعرِفُني طَرفَهُ
وَأَعرِفُهُ
بِنَعتِهِ وَإِسمِهِ وَما
فَعَلا
أَقولُ لِلنارِ وَهِيَ
تُوقِدُ لِل
عَرضِ ذَريهِ لا تَقرَبي
الرَجُلا
ذَريهِ لا تَقرَبيهِ
إِنَّ لَهُ
حَبلاً بِحَبلِ الوَصِيِّ
مُتَصِلا
وَأَنتَ عِندَ الصِراطِ
مُعتَرِضي
فَلا تَخَف عَثرَةً وَلا
زَلَلا
أَسقيكَ مِن بارِدٍ عَلى
ظَمأٍ
تَخالَهُ في الحَلاوَةِ
العَسَلا
**
أَلا باعَدَ اللَهُ أَهلَ
النِفاقِ
وَأَهلَ الأَراجيفِ
وَالباطِلِ
يَقولونَ لي قَد قَلاكَ
الرَسولُ
فَخلّاكَ في الحالِفِ
الخاذِلِ
وَما ذاكَ إِلّا لِأَنَّ
النَبيَّ
جَفاكَ وَما كانَ
بِالفاعِلِ
فَسِرتُ وَسَيفي عَلى
عاتِقي
إِلى الراحِمِ الحاكِمِ
الفاصِلِ
فَلَما رَآني هَفا
قَلبُهُ
وَقالَ مَقالَ الأَخِ
السائِلِ
أَممن أَبِن لِيَ
فَأَنبأتُهُ
بارجافِ ذي الحَسَدِ
الداغِلِ
فَقالَ أَخي أَنتَ مِن
دونِهِم
كَهَرونَ موسى وَلَم
يَأتَلِ
**
إِن عَبداً أَطاعَ رَبّاً
جَليلاً
وَقفا الداعيَ النَبيَّ
الرَسولا
فَصلاةُ الإِلَهِ تَترى
عَلَيهِ
في دُجى اللَيلِ بُكرَةً
وَأَصيلا
إِن ضَربَ العِدا
بِأَبيضَ يُرضي
سَيِّداً قادراً وَيُشفي
غَليلا
لَيسَ مَن كانَ صالِحاً
مُستَقيماً
مِثل مَن كانَ هاذياً
وَذَليلا
حَسبيَ اللَهُ عِصمَةً
لِأُموري
وَحَبيبي مُحَمّدٌ لي
خَليلا
**
أَنا الصَقرُ الَّذي
حُدِّثتَ عَنهُ
عِتاقُ الطَيرِ تَنجَدِل
اِنجِدالا
وَقاسَيتُ الحُروبَ أَنا
اِبنُ سَبعٍ
فَلَّما شِبتُ أَفنَيتُ
الرِجالا
فَلم تَدَعِ السُيوفُ
لَنا عَدواً
وَلَم يَدَعِ السَخاءُ
لَدَيَّ مالا
**
أَلا قَد أَرى وَاللَهِ
أَن لَستُ مِنكُمُ
وَلا أَنتَمُ مِني وَإِن
كُنتُمُ أَهلي
وَإِنّي ثَويٌّ قَد
أَحَمَّ اِنطِلاقَهُ
يحيِّيهِ مَن حيّاهُ
وَهوَ عَلى رَحَلِ
وَمُنطَلِقٌ مِنكُم
بِغَيرِ صِحابَةٍ
وَتابِعُ إِخواني
الَّذينَ مَضوا قَبلي
أَلَم أَكُ قَد صاحَبتُ
عَمراً وَمالِكاً
وَأَدهَم يَغدو في
فَوارِسَ أَو رَجلِ
وَصاحَبتُ شيباناً
وَصاحَبتُ ضابياً
وَصاحَبَني الشُمُّ
الطِوالُ بِنو شبلِ
أُولَئِكَ إِخواني مَضَوا
لِسَبيلَهُم
يَكادُ يُنسّيني
تَذَكُّرهم عَقلي
يَقولُ أُناسٌ أَخلياء
تناسَهم
وَلَيسَ بِناسٍ مِثلهُم
أَبَداً مِثلي
أُلاكَ أَخِلائي إِذا ما
ذَكَرتُهُم
بَكَيتُ بِعَينٍ ماءُ
عَبرَتِها كُحلي
وَكانوا إِذا ما القَرُّ
هَبَّت رياحُهُ
وَضَمَّ سَوادُ اللَيلِ
رَحَلاً إِلى رَحلِ
يَدرٌّونَ بِالسَيفِ
الوَريدَينِ وَالنَسا
إِذا لَم يقِم راعي
أُناسٍ إِلى رِسلِ
إِذا ما لَقوا أَقرانَهُم
قَتَلوهُمُ
وَإِن قُتِلوا لَم
يَقشَعرّوا مِنَ القَتلِ
وَكَم مِن أَسيرٍ قَد
فَكَكتُم قُيودَهُ
وَسَجلَ دََمٍ
أَهرقتُموهُ عَلى سَجلِ
**
لَقَد خابَ مِن غرَّتهُ
دُنيا دنِيَّة
وَما هِي وإِن غَرَت
قروناً بِباطِلِ
أَتَتنا عَلى زِيِّ
العَروسِ بُثَينَةٌ
وَزينَتُها في مِثلِ
تِلكَ الشَمايلِ
فَقُلتُ لَها غُرِّي
سِوايِ فَإِنَّني
عَزوفٌ عَنِ الدُنيا
وَلَستُ بِجاهِلِ
وَما أَنا وَالدُنيا
وَإِنَّ مُحَمَّداً
رَهينٌ بَقَفرٍ بَينَ
تِلكَ الجَنادِلِ
وَهَبها أَتَتني
بِالكُنوزِ وَدُرِّها
وَأَموال قارونَ وَمُلك
القَبايِلِ
أَلَيسَ جَميعاً لِلفناءِ
مَصيرُنا
وَيُطلَبُ مِن خُزّانِها
بِالطوايلِ
فَغُرّي سِواي إِنَّني
غَيرُ راغِبٍ
لَما فيكِ مِن عَزٍ
وَمُلكٍ ونايلِ
وَقَد قَنِعَت نَفسي بِما
قَد رُزِقتُهُ
فَشَأنُكِ يا دُنيا
وَأَهلُ الغَوايلِ
فَإِنّي أَخافُ اللَهَ
يَومَ لِقائِهِ
وَأَخشى عَذاباً دائِماً
غَيرَ زايلِ
**
أَحمُدُ رَبّي عَلى
خِصالِ
خَصَّ بِها سادَةَ
الرِجالِ
لَزومُ صَبرٍ وَخَلعُ كِبرٍ
وَصَونُ عِرضٍ وِبَذلُ
مالِ
**
وَدَعِ التَجَبُّرَ
وَالتَكَبُّرَ يا أَخي
إِن التَكَبُّرَ
لِلعَبيدِ وَبيلُ
وَاَجعَل فُؤادَكَ
لِلتَواضُعِ مَنزِلاً
إِن التَواضُعَ
بِالشَريفِ جَميلُ
**
إِذا عاشَ الفَتى ستينَ
عاماً
فَنِصفُ العُمرِ
تَمحَقُهُ اللَيالي
وَنِصفُ النِصفِ يَذهَبُ
لَيسَ يَدري
لِغَفلَتِهِ يَميناً مِن
شِمالِ
وَثُلثُ النِصفِ آمالٌ
وَحِرصٌ
وَشُغلٌ بِالمَكاسِبِ
وَالعيالِ
وَباقي العُمرِ أَسقامٌ
وَشَيبٌ
وَهَمٌّ بِاِرتِحالٍ
وَاِنتِقالِ
فَحُبُّ المَرءِ طولَ
العُمرِ جَهلٌ
وَقِسمَتَهُ عَلى هَذا
المِثالِ
**
فِتَنٌ تَحِلُّ بِهُم
وَهُنَّ شَوارِعُ
يُسقَى أَواخِرُها
بِكَأسِ الأَوَّلِ
فِتَنٌ إِذا نَزَلَت
بِساحَةِ أَمَةٍ
أَذِنَت بِعَدلٍ بَينَهُم
مُتَنَقِّلِ
**
يا مَرحبا بِالقائِلينَ
عَدلا
وَبِالصَلاةِ مَرحباً
وَأَهلا
**
لَنا الرايَةُ الحَمراءُ
يَخفِقُ ظِلُّها
إِذا قيلَ قَدِّمها
حَضينٌ تَقَدَّما
وِيَدنو بِها في الصَفِّ
حَتّى يَزيرُها
حِمامُ المَنايا تَقَطرُ
المُوتَ وَالدَما
تَراهُ إِذا ما كانَ
يَومَ كَريهَةٍ
أَبى فيهِ إِلا عِزَّةً
وَتَكَرُّما
وَأَحزِمُ صَبراً حينَ
يُدعى إِلى الوَغى
إِذا كانَ أَصواتُ
الكُماةِ تَغمغما
وَقَد صَبَرت عَكٌّ
وَلَخمٌ وَحِميَرٌ
لِمذحَجٍ حَتّى أَورَثوها
التَنَدُّما
وَنادَت جُذامُ يالِ
مُذحَج وَيلَكُم
جَزى اللَهُ شَرّاً
أَيُّنا كانَ أَظلَما
أَما تَتَّقونَ اللَهَ في
حُرُماتِكُم
وَما قَرَّبَ الرَحمَنُ
مِنها وَعَظَّما
جَزى اللَهُ قَوماً
قاتَلوا في لِقائِهِم
لِذي البَأسِ خَيراً ما
أَعَفَّ وَأَكرَما
رِبيعَة أَعني إِنَّهُم
أَهلُ نَجدَةٍ
وَبَأَسٌ إِذا لاقوا
خَميساً عَرمَرما
أَذَقنا اِبنَ حَربٍ
طَعنَنا وَضِرِابَنا
بِأَسيافِنا حَتّى تَولّى
وَأَحجَما
وَحَتّى يُنادي زَبرَقان
بنُ أَظلَمٍ
وَنادى كِلاعاً
وَالكَريبَ وَأَنعَما
وَعَمراً وَسُفياناً
وَجَهماً وَمالِكاً
وَحَوشَبَ وَالغاوي
شَريحاً وَأَظلَما
وَكَرزَبن نَبهانَ
وَعَمرو بن جَحدَرٍ
وَصبّاحاً القَينِيِّ
يَدعو وَأَسلَما
**
لَنا الرايَةُ الحَمراءُ
يَخفِقُ ظِلُّها
إِذا قيلَ قَدِّمها
حَضينٌ تَقَدَّما
وِيَدنو بِها في الصَفِّ
حَتّى يَزيرُها
حِمامُ المَنايا تَقَطرُ
المُوتَ وَالدَما
تَراهُ إِذا ما كانَ
يَومَ كَريهَةٍ
أَبى فيهِ إِلا عِزَّةً
وَتَكَرُّما
وَأَحزِمُ صَبراً حينَ
يُدعى إِلى الوَغى
إِذا كانَ أَصواتُ
الكُماةِ تَغمغما
وَقَد صَبَرت عَكٌّ
وَلَخمٌ وَحِميَرٌ
لِمذحَجٍ حَتّى أَورَثوها
التَنَدُّما
وَنادَت جُذامُ يالِ
مُذحَج وَيلَكُم
جَزى اللَهُ شَرّاً
أَيُّنا كانَ أَظلَما
أَما تَتَّقونَ اللَهَ في
حُرُماتِكُم
وَما قَرَّبَ الرَحمَنُ
مِنها وَعَظَّما
جَزى اللَهُ قَوماً
قاتَلوا في لِقائِهِم
لِذي البَأسِ خَيراً ما
أَعَفَّ وَأَكرَما
رِبيعَة أَعني إِنَّهُم
أَهلُ نَجدَةٍ
وَبَأَسٌ إِذا لاقوا
خَميساً عَرمَرما
أَذَقنا اِبنَ حَربٍ
طَعنَنا وَضِرِابَنا
بِأَسيافِنا حَتّى تَولّى
وَأَحجَما
وَحَتّى يُنادي زَبرَقان
بنُ أَظلَمٍ
وَنادى كِلاعاً
وَالكَريبَ وَأَنعَما
وَعَمراً وَسُفياناً
وَجَهماً وَمالِكاً
وَحَوشَبَ وَالغاوي
شَريحاً وَأَظلَما
وَكَرزَبن نَبهانَ
وَعَمرو بن جَحدَرٍ
وَصبّاحاً القَينِيِّ
يَدعو وَأَسلَما
**
وَلَمّا رَأَيتُ الخَيلَ
تَقرَعُ بِالقَنا
فَوارِسها حُمرُ العُيونِ
دَوامي
وَأَقبَلَ رَهجٌ في
السماءِ كَأَنَّه
غَمامَةُ دَجنٍ مُلبَسٍ
بِقُتامِ
وَنادى اِبن هِندٍ ذا
الكِلاعِ وَيَحصُباً
وِكِندَةَ في لَخمٍ
وَحَيِّ جُذامِ
تَيَمَّمتُ هَمدانَ
الَّذينَ هُمُ هُمُ
إِذا نابَ أَمرٌ جُنَّتي
وَحُسامي
وَنادَيتُ فيهِم دَعوَةً
فَأَجابني
فَوارِسُ مِن هَمدانَ
غَيرُ لِئامِ
فَوارِسُ مِن هَمدانَ
لَيسوا بُعُزَّلٍ
غُداةَ الوَغى مِن شاكِرٍ
وَشبامِ
وَمن أَرحَبَ الشَمَّ
المطاعينَ بِالقَنا
وَرَهُمٌ وَأَحياءُ
السَبيعِ وَيامِ
وَمِن كُلِّ حَيٍّ
أَتَتني فَوارِسٌ
ذوُو نَجَداتٍ في
اللِقاءِ كِرامِ
بِكُلِّ رَدينيٍّ وَعَضبٍ
تَخالُهُ
إِذا اِختَلَفَ الأَقوامُ
شَعَلَ ضِرامِ
فَخاضوا لَظاها وَاصطَلوا
بِشَرارِها
وَكانوا لَدى الهَيجا
كَشَربِ مُدامِ
جَزى اللَهُ هَمدانَ
الجِنانَ فإِنَّهُم
سِمامُ العِدى في كُلِّ
يَومٍ خِصامِ
لِهَمدانَ اَخلاقٌ وَدينٌ
يَزينهُم
وَلينٌ إِذا لاقوا
وَحُسنُ كَلامِ
وَجَدٌّ وَصِدقٌ في
الحُروبِ وَنَجدَةٌ
وَقَولٌ إِذا قالوا
بِغَيرِ إِثامِ
مَتى تَأتِهِم في دارِهِم
لِضيافَةٍ
تَبِت عِندَهُم في
غِبطَةٍ وَطَعامِ
أَلا إِنَّ هَمدانَ
الكِرامَ أَعِزَةٌ
كَما عَزَّ رُكنُ البَيتِ
عِندَ مَقامِ
أَناسٌ يُحِبّونَ
النَبيَّ وَرَهطَهُ
سِراعٌ إِلى الهَيجاءِ
غَيرَ كَهامِ
فَلو كُنتَ بَوّاباً عَلى
بابِ جَنَةٍ
لَقُلتُ لِهَمدانَ
اِدخلوا بِسلامِ
**
أَفاطِمَ هاكِ السَيفَ
غَير ذَميمِ
فَلَستُ بَرَعديدٍ وَلا
بِلَئيمِ
أَفاطِمَ قَد أَبلَيتُ في
نَصرِ أَحمَدٍ
وَمَرضاةُ رَبٍّ
بِالعِبادِ رَحيمِ
أُريدُ ثَوابَ اللَهِ لا
شَيءَ غَيرَهُ
وَرِضوانَهُ في جَنّةٍ
وَنَعيمِ
وَكُنتُ اِمرَءاً أَسموا
إِذا الحَربُ شَمَّرت
وَقامَت عَلى ساقٍ
بِغَيرِ مَليمِ
اَنِمتَ اِبنَ عَبدِ
الدارِ حَتّى ضَرَبتَهُ
بِذي رَونَقٍ يَفري
العِظامَ صَميمِ
فَغادَرتُهُ بِالقاعِ
فَاِرفَضَّ جَمعُهُ
وَأَشفَيتُ مِنهُم صَدرَ
كُلِّ حَليمِ
وَسَيفي بِكفِّي
كَالشِهابِ أَهُزُّهُ
أَجزُّ بِهِ مِن عاتِقٍ
وَصَميمِ
**
إِذا كُنتَ في نِعمَةٍ
فَاِرعَها
فَإِنَّ المَعاصي تُزيلُ
النِعَم
وَحافِظ عَلَيها بِتَقوى
الإِلَهِ
فَإِنَّ الإِلَهَ سَريعُ
النِّقَم
فَإِن تَعطِ نَفسَكَ
آمالَها
فَعِندَ مُناها يَحِلُّ
النَدَم
فَأَينَ القُرونَ وَمَن
حَولَهُم
تَفانوا جَميعاً وَرَبّي
الحَكَم
وَكُن مُوسِراً شِئتَ أُو
مُعسِراً
فَلا بُدَّ تَلقى
بِدُنياكَ غَمّ
وَدُنياكَ بِالغَمِّ
مَقرونَةٌ
فَلا يُقطَع العُمرُ
إِلّا بِهَمّ
حَلاوَةُ دُنياكَ
مَسمومَةٌ
فَلا تَأَكُلِ الشَهدَ
إِلّا بِسُمّ
مُحامِدُ دُنياكَ
مَذمومَةٌ
فَلا تَكسَب الحَمدَ
إِلّا بِذَم
إِذا تَمَّ أَمرٌ بَدا
نَقصُهُ
تَوَقَّ زَوالاً اِذا
قيلَ تَمّ
فَكَم آمِنٍ عاشَ في
نِعمَةٍ
مِما حَسَّ بِالفَقرِ
حَتّى هَجَم
وَكَم قَدَرٍ دَبَّ في
غَفلَةٍ
فَلَم يَشعُرِ الناسَ
حَتّى هَجَم
**
عِش موسِراً إِن شِئتَ
أَو مُعسِراً
لا بُدَّ في الدُنيا مِن
الغَمِّ
دُنياكَ بِالأَحزانِ
مَقرونَةٌ
لا تقطَعِ الدُنيا بِلا
هَمِّ
**
عِش موسِراً إِن شِئتَ
أَو مُعسِراً
لا بُدَّ في الدُنيا مِن
الغَمِّ
دُنياكَ بِالأَحزانِ
مَقرونَةٌ
لا تقطَعِ الدُنيا بِلا
هَمِّ
**
فَلَو أَنّي أُطِعتُ
عُصبَتُ قَومي
إِلى رُكنِ اليَمامَةِ
أَو شآمِ
وَلَكِني إِذا أَبرَمتُ
أَمراً
مُنيتُ بِخَلفِ آراءِ
الطِغامِ
**
ما عِلَّتي وَأَنا جَلدٌ
حازِم
وَفي يَميني ذو غِرارٍ
صارِم
وَعَن يَميني مَذحَجُ
القَماقِم
وَعَن يَساري وائِلُ
الخَضارِم
وَالقَلبُ حَولي مُضَرُ الجَماجِم
وَأَقبَلت هَمدانُ
وَالأَكارِم
أَقسَمتُ بِاللَهِ
العَليِّ العالِمِ
لا أَنثَني إِلا بَرَدِّ
الراغِمِ
مَشيَ الجِمالِ البُزلِ
الخَلاجِمِ
**
أَبا طالِبٍ عِصمَةُ
المُستَجيرِ
وَغَيثُ المَحولُ وَنورُ
الظُلَم
لَقَد هَدَّ فَقدُكَ
أَهلُ الحِفاظِ
فَصَلى عَلَيكَ وَلِيُّ
النِعَم
وَلَقَّاكَ رَبُّكَ
رِضوانَهُ
فَقَد كُنتَ لِلمُصطَفى
خَيرَ عَمّ
**
لِيَبكِ عَلى الاِسلامِ
مَن كانَ باكياً
فَقَد تُرِكَت أَركانُهُ
وَمعالِمُه
لَقَد ذَهَبَ الاِسلامُ
إِلّا بَقيّةً
قَليلٌ مِنَ الناسِ
الَّذي هُوَ لازِمُه
**
يا عَمرو قَد لاقَيتَ
فارِسَ هِمَّةٍ
عِندَ اللِقاءِ مُعاوِدَ
الإقدامِ
مِن آلِ هاشِمَ مِن
سَناءٍ باهِرٍ
وَمُهَذبينَ مُتَوّجينَ
كِرامِ
يَدعو إِلى دينِ الإِلَهِ
وَنَصرِهِ
وَإِلى الهُدى وَشرائِعِ
الإِسلامِ
بِمُهَنَّدٍ عَضبٍ رَقيقٍ
حَدُّهُ
ذي رَونَقٍ يَفري
الفَقارَ حُسامِ
وَمُحَمَّد فينا كَأَنَّ
جَبينَهُ
شَمسٌ تَجَلَت مِن خِلالِ
غِمامِ
وَاللَهُ ناصِرُ دينِهُ
وَنَبيِّهِ
وَمُعينُ كُلِّ مُوَحِّدٍ
مِقدامِ
شَهِدتَ قُرَيشٌ
وَالبَراجِمُ كُلها
أَن لَيسَ فيها مَن
يَقومُ مَقامي
**
ضَرَبتُهُ بِالسَيفِ
فَوقَ الهامَه
بِضَربَةٍ صارِمَةٍ
هَدّامَه
فَبَكَّتَت مِن جَسمِهِ
عِظامَه
وَبَيَّنَت مِن أَنفِهِ
أَرغامَه
أَنا عَليٌّ صاحِبُ
الصَمامَه
وَصاحِبُ الحَوضِ لَدى
القِيامَه
أَخو رَسولِ اللَهِ ذي
العَلامَه
قَد قالَ إِذ عَمّمني
عَمامَه
أَنتَ أَخي وَمَعدَنُ
الكَرامَه
وَمَن لَهُ مِن بَعديَ
الإِمامَه
**
فَمَن يَحمُدِ الدُنيا
لِعَيشٍ يَسُرُّهُ
فَسَوفَ لَعَمري عَن
قَليلٍ يَلومُها
إِذا أَقبلَت كانَت عَلى
المَرءِ حَسرَةً
وَإِن أَدبَرَت كانَت
كَثيراً هُمومُها
**
أَنا بِالدَهرِ عَليمٌ
وَاَبو الدَهرِ وَأُمُه
لَيسَ يَأتي الدَهرُ
يَوماً
بِسُرورٍ فيُتِمُّه
**
لا همّ إِنَ الحارِثَ
بِنَ صَمَّه
أَهلُ وَفاءٍ صادِقٍ
وَذِمّه
أَقبَل في مَهامَةٍ
مُهِمَّه
في لَيلَةٍ لَيلاءَ
مُدلَهِمَّه
بَينَ رِماحٍ وَسُيوفٍ
جَمَّه
يَسوقُ بِالنَبِيِّ هادي
الأُمَّة
يَلتَمِسُ الجَنَّةَ
فيها ثَمَّه
**
اللَهُ أَكرَمَنا بِنَصرِ
نَبيِّهِ
وَبِنا أَقامَ دَعائِمَ
الإِسلامِ
وَبِنا أَعَزَّ نَبيَّهُ
وَكِتابَهُ
وَأَعَزَّنا بِالنَصرِ
وَالإِقدامِ
وَيَزورُنا جَبريلُ في
أَبياتِنا
بِفَرائِضِ الإِسلامِ
وَالأَحكامِ
فَنَكونُ أَوَّلَ
مُستَحِلٍّ حِلَّهُ
وَمُحَرِّمٍ لِلّهِ كُلَّ
حَرامِ
نَحنُ الخِيارُ مِنَ
البَريَّةِ كُلّها
وَنِظامُها وَنِظامُ كُلُ
زِمامِ
الخائِضونَ غِمارَ كُلَ
كَريهَةٍ
وَالضامِنونَ حَوادِثَ
الأَيامِ
وَالمُبرِمونَ قُوى
الأُمورِ بِعِزَّةٍ
وَالناقِضونَ مَرائِرَ
الإِبرامِ
في كُلِّ مُعتَرَكٍ
تَطيرُ سُيوفُنا
فيهِ الجَماجِمُ عِن
فِراخِ الهامِ
إِنّا لَنَمنَعُ مَن
أَرَدنا مَنعَهُ
وَنَجودُ بِالمَعروفِ
لِلمعتامِ
وَتَردُّ عاديةُ الخَميسِ
سُيوفَنا
وَنُقيمُ رَأسَ الأَصيَدِ
القَمقامِ
**
فَما نُوَبُ الحَوادِثِ
باقياتٌ
وَلا البُؤسى تَدومُ وَلا
النَعيمُ
كَما يَمضي سُرورٌ وَهوَ
جَمُّ
كَذَلِكَ ما يَسوؤُكَ لا
يَدومُ
فَلا تَهلِك عَلى ما فاتَ
وَجدَاً
وَلا تَفرِدكَ بِالأَسَفِ
الهُمومُ
**
أَخٌ طاهِرُ الأَخلاقِ
عَذبٌ كَأَنَّهُ
جَنا النَحلِ مَمزوجاً
بِماءِ غُمامِ
يَزيدُ عَلى الأَيّامِ
فَضلُ مَوَّدَةٍ
وَشِدَّةُ إِخلاصٍ
وَرَعيَ ذِمامِ
**
لا تَظلِمَنَّ إِذا ما
كُنتَ مُقتَدِراً
فَالظُلمُ مَرتَعُهُ
يُفضي إِلى النَدَمِ
تَنامُ عَينُكَ
وَالمَظلومُ مُنتَبِهٌ
يَدعو عَلَيكَ وَعَينُ
اللَهِ لَم تَنَمِ
**
لا تُوَدِعِ السِرَّ
إِلّا عِندَ ذي كَرَمٍ
وَالسَرُّ عِندَ كِرامِ
الناسِ مُكتومُ
وَالسِرُّ عِندي في بَيتٍ
لَهُ غَلَق
قَد ضاعَ مَفتاحُهُ
وَالبَيتُ مَختومُ
**
كَيفيةُ المَرءِ لَيسَ
المَرءُ يُدرِكُها
فَكَيفَ كَيفيةَ الجَبارِ
في القِدَمِ
هُوَ الَّذي أَنشأَ
الأَشياءَ مُبتَدِعاً
فَكَيفَ يُدرِكهُ
مُستَحدثُ النَسَمِ
**
كَم أَديبٍ فَطِنٍ عالِمِ
مُستَكمِلِ العَقلِ
مُقِّلٍ عَديمِ
وَمِن جَهولٌ مُكثِرٍ
مالَهُ
ذَلِكَ تَقديرُ العَزيزُ
العَليمِ
**
أَتَصبِر لِلبَلوى عَزاءً
وَحِسبَةً
فَتُؤجَرُ أَم تَسلو
سُلوَّ البِهائِمِ
خُلِقنا رِجالاً
لِلتَجَلُّدِ وَالأَسى
وَتَلكَ الغَواني لِلبُكا
وَالمَآتِمِ
**
وَإِذا طَلَبتَ إِلى
كَريمٍ حاجَةً
فِلِقاؤُهُ يَكفيكَ
وَالتَسليمُ
وَإِذا رَآكَ مُسلِّماً
ذَكَرَ الَّذي
حمّلتَهُ فَكَأَنَّهُ
مُبرومُ
**
أَصبَحتُ بَينَ الهُمومِ
وَالهِمَم
هُمومَ عَجزٍ وَهِمَّةَ
الكَرَم
طوبى لِمَن نالَ قَدرَ
هِمَّتِه
أَو نالَ عِزَّ القَنوعِ
بِالقَسَم
**
أَما وَاللَهُ إِنَّ
الظُلمَ شُؤمٌ
وَلا زالَ المُسيءُ هُوَ الظَلومُ
إِلى الديّانِ يَومُ
الدينِ نَمضي
وَعِندَ اللَهِ تَجتَمِعُ
الخُصومُ
سَتَعلَمُ في الحِسابِ
إِذا الِتَقَينا
غَداً عِندَ المَليكِ
مَنِ الغَشومُ
سَتَنقَطِعُ اللِذاذَةُ
عَن أُناسٍ
مِن الدُنيا وَتَنقَطِع
الهُمومُ
لِأَمرٍ ما تَصَرَّفَتِ
اللَيالي
لِأَمرٍ ما تَحَرَّكَتِ
النُجومُ
سَلِ الأَيّامَ عَن
أُمَمٍ تَقَضَّت
سَتُخبِرُكَ المَعالِمُ
وَالرُسومُ
تَرومُ الخُلدَ في دارِ
المَنايا
فَكَم قَد رامَ مِثلَكَ
ما تَرومُ
تَنامُ وَلَم تَنَم عَنكَ
المَنايا
تَنبَّه لِلمَنِّيَةِ يا
نُؤومُ
لَهَوتَ عَنِ الفَناءِ
وَأَنتَ تَفنى
فَما شَيءٌ مِنَ الدُنيا
يَدومُ
تَموتُ غَداً وَأَنتَ
قَريرُ عَينٍ
مِنَ الفَضَلاتِ في
لُجَحٍ تَعومُ
**
تَوَقَّ مَدى الأَيامِ
إِدخالُ مَطعَمٍ
عَلى مَطعَمٍ مِن قَبلِ
هَضمِ المَطاعِمِ
وَكُلُّ طَعامٍ يَعجَزُ
السِنُ مَضغَهُ
فَلا تَقرَبنَّهُ فَهوَ
شَرٌّ لِطاعِمِ
وَوَفِّر عَلى الجِسمِ
الدِماءَ فَإِنَّها
لِقِوَّةِ جِسمِ المَرءِ
خَيرُ الدَعائِمِ
وَإِيّاكَ أَن تَنكِح
طَواعِنَ سِنِّهِن
فَإِنَّ لَها سُمّاً
كَسُمِّ الأَراقِمِ
وَفي كُلِّ أُسبوعٍ
عَلَيكَ بِقَيئَةٍ
تَكُن آمِناً مِن شَرِ
كُلِّ البَلاغِمِ
**
تَوَقَّ مَدى الأَيامِ
إِدخالُ مَطعَمٍ
عَلى مَطعَمٍ مِن قَبلِ
هَضمِ المَطاعِمِ
وَكُلُّ طَعامٍ يَعجَزُ
السِنُ مَضغَهُ
فَلا تَقرَبنَّهُ فَهوَ
شَرٌّ لِطاعِمِ
وَوَفِّر عَلى الجِسمِ
الدِماءَ فَإِنَّها
لِقِوَّةِ جِسمِ المَرءِ
خَيرُ الدَعائِمِ
وَإِيّاكَ أَن تَنكِح
طَواعِنَ سِنِّهِن
فَإِنَّ لَها سُمّاً
كَسُمِّ الأَراقِمِ
وَفي كُلِّ أُسبوعٍ
عَلَيكَ بِقَيئَةٍ
تَكُن آمِناً مِن شَرِ
كُلِّ البَلاغِمِ
**
فَرضُ الإِمامَةِ لِي مِن
بَعدِ أَحمَدِنا
كَالدَّلوِ عَلَقَّتِ
التَكريبَ وَالوَذما
لا في نُبُوَّتِهِ كانوا
ذَوو وَرَعٍ
ولا رَعوا بَعدَهُ إِلّاً
وَلا ذِمَما
لَو كانَ لي جابِرٌ
سرعانَ أَمرِهِمُ
خَلَّبَت قَومي فَكانوا
أُمَّةٌ أُمَما
**
مُحَمَدٌ النَّبيُّ أَخي
وَصِهري
وَحَمزَةُ سَيِّدِ
الشُهداءِ عَمّي
وَجَعفَرٌ الَّذي يُضحي
وَيُمسي
يَطيرُ مَعَ المَلائِكَةِ
اِبنَ أُمّي
وَبِنتُ مُحَمَّدٍ سَكَني
وَعُرسي
مَشوبٌ لَحمُها بِدَمي
وَلَحمي
وَسبطا أَحمَدٌ وَلَداي
مِنها
فَمَن منكم لَهُ سَهمٌ
كَسَهمي
سَبَقتُكُمُ إِلى
الإِسلامِ طُرّاً
غُلاماً ما بَلَغَتُ
أَوانَ حلمي
أَنا البَطَلُ الَّذي لَن
تُنكِرَوهُ
لِيَومِ كَريهَةٍ
وَلِيَومِ سِلمِ
وَأَوجَبَ لي وِلايَتَهُ عَلَيكُم
رَسولُ اللَهِ يَومَ
غَديرِ خَمِّ
وَأَوصاني النَبيُّ عَلى
اِختيارٍ
بِبَيعَتِهِ غَداةَ غَدٍ
بِرَحمِ
وَأَوصى بِي لِأُمَتِهِ
لِحُكمي
فَهَل فيكُم لَهُ قدمٌ
كَقدمي
فَوَيلٌ ثُمَّ وَيلٌ
ثُمَّ وَيلٌ
لِجاحِدِ طاعَتي مِن
غَيرِ جُرمِ
**
أَجِدُ الثيابَ إِذا اكتَسَيتُ
فَإِنَّها
زينُ الرِجالِ بِها
تَعزُّ وَتَكرُمُ
وَدَعِ التَواضُعَ في
الثيابِ تَخَشُّعاً
فَاللَهُ يَعلَمُ ما
تَجِنُّ وَتَكتُمُ
فَرَثاثُ ثَوبِكَ لا
يَزيدُكَ زُلفَةً
عِندَ الإِلَهِ وَأَنتَ
عَبدٌ مُجرِمُ
وَبهاءُ ثَوبِكَ لا
يَضُرُكَ بَعدَ أَن
تَخشى الإِلَهَ وَتَتَّقي
ما يَحرُمُ
**
فاطِمُ بِنت السَيِّدِ
الكَريم
بِنت نَبيٍّ لَيسَ
بِالذَميم
قَد جاءَنا اللَهُ بِذا
اليَتيم
مَن يَرحَم اليَومَ
فَهُوَ رَحيم
مَوعِدُهُ في جَنَّةِ
النَعيم
حَرَّمَها اللَهُ عَلى
اللَئيم
**
فاطِمُ بِنت السَيِّدِ
الكَريم
بِنت نَبيٍّ لَيسَ
بِالذَميم
قَد جاءَنا اللَهُ بِذا
اليَتيم
مَن يَرحَم اليَومَ
فَهُوَ رَحيم
مَوعِدُهُ في جَنَّةِ
النَعيم
حَرَّمَها اللَهُ عَلى
اللَئيم
**
مَتى تَجَمَعِ القَلبَ
الذَكيَّ وَصارِماً
وَأَنفاً حَميّاً
تَجتَنبكَ المَظالِمُ
**
لا تَخضَعَنَّ لِمَخلوقٍ
عَلى طَمَعٍ
فَإِنَّ ذَلِكَ وَهنٌ
مِنكَ في الدينِ
وَاَستَرزِقِ اللَهَ
مِمّا في خَزائِنِهِ
فَإِنَّما الأَمرُ بَينَ
الكافِ وَالنونِ
إِنَّ الَّذي أَنتَ
تَرجوهُ وَتَأمَلُهُ
مِنَ البَرِيَّةِ مِسكينُ
اِبنُ مِسكينِ
ما أَحسَنَ الجود في
الدُنيا وَفي الدينِ
وَأَقبَح البُخل فيمَن صِيغَ
مِن طينِ
ما أَحسَنَ الدين
وَالدُنيا إِذا اِجتَمَعا
لا باركَ اللَهُ في دُنيا
بِلا دينِ
لَو كانَ بِاللُّبِ
يَزدادُ اللَبيبُ غِنىً
لَكانَ كُلُّ لَبيبٍ مِثل
قارونِ
لَكِنَّما الرِزقُ
بِالميزانِ مِن حَكَمٍ
يُعطي اللَبيبَ وَيُعطي
كُلَّ مَأفونِ
**
لا تَكرَهِ المَكروهَ
عِندَ نُزولِهِ
إِنَّ المَكارِهَ لَم
تَزَل مُتَبايِنَه
كَم نِعمَةٍ لَم
تَستَقِلُّ بِشُكرِها
لِلّهِ في طَيِّ
المَكارِهِ كامِنَه
**
قضد عَرِفَ الحَربَ
العِوانَ أَنّي
بازِلُ عامِلَينِ حَديثُ
سِنِّ
سَنَحنَحُ اللَيلُ
كَأَنّي جَنّي
أَستَقبِلُ الحَربَ بِكُلِّ
فَنِّ
مَعي سِلاحي وَمَعي
مِجَنّي
وَصارِمٍ يَذهَبُ كُلَ
ضَغنِ
أُقصي بِهِ كُلَّ عَدُّوٍ
عَنّي
لِمثلِ هَذا وَلَدَتني
أُمّي
**
ما لا يَكونُ فَلا يَكونُ
بِحيلَةٍ
أَبَداً وَما هُوَ كائِنٌ
سَيكونُ
سَيكونُ ما هُوَ كائِنٌ
في وَقتِهِ
وَأَخو الجَهالَةِ
مُتعَبٌ مَحزونُ
يَسعى القَويُّ فَلا
يَنالُ بِسَعيِهِ
حَظاً وَيَحظى عاجِزٌ
وَمَهينُ
**
وَلَو أَنّي بُليتُ
بِهاشِميٍّ
خُؤولَتُهُ بَنو عَبدِ
المَدانِ
صَبَرتُ عَلى عَداوَتِهِ
وَلَكِن
تَعالوا فَاِنظُروا
بِمَنِ اَبتَلاني
**
هَذا زَمانٌ لَيسَ
إِخوانُهُ
يا أَيُّها المَرءُ
بِاِخوانِ
إِخوانُهُ كُلُّهُمُ
ظالِمٌ
لَهُم لِسانانِ وَوَجهانِ
يَلقاكَ بِالبِشرِ وَفي
قَلبِهِ
داءٌ يَواريهِ بِكِتمانِ
حَتّى إِذا ما غِبتَ عَن
عَينِهِ
رَماكَ بِالزورِ
وَالبُهتانِ
هَذا زَمانٌ هَكَذا
أَهلُهُ
بِالوُدِّ لا يُصدُقكَ
إِثنانِ
يا أَيُّها المَرءُ فَكُن
مُفرَداً
دَهرَكَ لا تَأَنَس
بِإِنسانِ
وَجانِبِ الناسَ وَكُن
حافِظاً
نَفسَكَ في بَيتٍ
وَحيطانِ
**
دُنيا تَحولُ بِأَهلِها
في كُلِّ يَومٍ مَرَّتينِ
فَغُدوُّها لِتَجَمُّعٍ
وَرَواحُها لِشَتاتِ
بَينِ
**
الصَبرُ مِفتاحُ ما
يُرجّى
وَكُلُّ خَيرٍ بِهِ
يَكونُ
فَاِصبِر وَإِن طالَتِ
اللَيالي
فَرُبَّما طاوَعَ
الحُرونُ
وَرُبما نِيلَ
بِاِصطِبارٍ
ما قيلَ هَيهاتَ ما
يَكونُ
**
إِذا هَبَّت رِياحُكَ
فَاِغتَنِمها
فَعُقبى كُلُّ خافِقَةٍ
سُكونُ
وَلا تَغفَل عَنِ
الإِحسانِ فيها
فَما تَدري السُكونُ مَتى
يَكونُ
وَإِن دَرَّت نِياقُكَ
فَاِحتَلِبها
فَما تَدري الفَصيلُ
لِمَن يَكونُ
إِذا ظَفِرَت يَداكَ فَلا
تَقصِّر
فَإِنَّ الدَهرَ عادَتَهُ
يَخونُ
**
تَنَكَّرَ لِي دَهري
وَلَم يَدرِ أَنَّني
أَعزُّ وَرَوعاتُ
الخُطوبِ تَهونُ
فَظَلَّ يُريني الخَطبُ
كَيفَ اِعتِداؤُهُ
وَبِتُّ أُريهِ الصَبرَ كَيفَ
يَكونُ
**
هَوِّنِ الأَمرَ تَعِش في
راحَةٍ
كُلَّ ما هَوَّنَت إِلّا
سَيَهونُ
لَيسَ أَمرُ المَرءِ
سَهلاً كُلّهُ
إِنَّما الأَمرُ سَهولٌ
وَحَزونُ
تَطلُبُ الراحَةَ في دارِ
العَنا
خابَ مِن يَطلُبُ شَيئاً
لا يَكونُ
**
عُدَّ مِن نَفسِكَ
الحَياةَ فَصُنها
وَتَوقَّ الدُنيا وَلا
تَأَمنَنها
إِنَّما جِئتَها
لِتَستَقبِلَ المَو
تَ وَأُدخلتُها لِتَخرُجَ
عَنها
سَوفَ يَبقى الحَديثُ
بَعدَكَ فَاِنظُر
أَيَّ أَحدوثَةٍ تَحِبُّ
فَكُنها
**
تَمَتَّع بِها ما
ساعفَتكَ وَلا تَكُن
عَلَيكَ شَجَىً في
الصَدرِ حينَ تَبينُ
وَإِن هِيَ أَعطَتكَ
اللَيانَ فَإِنَّها
لَغَيرِكَ مِن خلّانِها
سَتَلينُ
وَإِن حَلَفَت لا يَنقُضُ
النَأي عَهدَها
فَلَيسَ لِمَخضوبِ
البَنانِ يَمينُ
**
إِنّا نُعَزّيكَ لا إِنّا
عَلى ثِقَةٍ
مِنَ الحَياةِ وَلَكِن
سُنَّةَ الدينِ
فَلا المُعَزَّي بِباقٍ
بَعدَ مِيتَتِهِ
وَلا المُعَزِّي وَلَو
عاشا إِلى حينِ
**
نَحنُ الكِرامُ بَنو
الكِرا
مِ وَطِفلُنا في المَهدِ
يُكَنى
إِنّا إِذا قَعَدَ اللِئ
مُ عَلى بِساطِ العِزِّ
قُمنا
**
نَحنُ الكِرامُ بَنو
الكِرا
مِ وَطِفلُنا في المَهدِ
يُكَنى
إِنّا إِذا قَعَدَ اللِئ
مُ عَلى بِساطِ العِزِّ
قُمنا
**
الَيومَ أَبلو حَسبِي
وَديني
بِصارِمٍ تَحمِلُهُ
يَميني
عِندَ اللِقا أَحمي بِهِ
عَريني
**
يا أَيُّهذا المُبتَغِي
أَبا الحَسَن
إِلَيكَ فَاِنظُر أَيُّنا
يَلقى الغَبَن
**
إِلَهي لا تُعَذِّبني
فَإِنّي
مُقِرٌّ بِالَّذي قَد
كانَ مِنّي
فَما لي حِيلَةٌ إِلا
رَجائي
بِعَفوِكَ إِن عَفَوتَ
وَحُسنِ ظَنّي
فَكَم مِن زَلَّةٍ لِي في
الخطايا
عَضَضتُ أَناملي
وَقَرَعتُ سِنّي
يَظُّنُ الناسُ بي خَيراً
وَإِنّي
لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم
تَعفُ عَنّي
وَبَينَ يَديَّ مُحتَبسٌ
طَويلٌ
كَأَنّي قَد دُعِيتُ لَهُ
كَأَنّي
أَجُنُّ بِزَهرَةِ الدُنيا
جُنوناً
وَأَفنِي العُمرَ مِنها
بِالتَمَنّي
فَلَو أَنّي صَدَقتُ
الزَهدَ فيها
قَلَبتُ لَها حَقّاً
ظَهرَ المُجَنِّ
**
وَمَن كَرُمَت طِبائِعُهُ
تَحَلّى
بِآدابٍ مُفَصَلَةٍ
حِسانِ
وَمَن قَلَّت مَطامِعُهُ
تَغَطّى
مِنَ الدُنيا بِأَثوابِ
الأَمانِ
وَما يَدري الفَتى ماذا
يُلاقي
إِذا ما عاشَ مِن حَدَثِ
الزَمانِ
فَإِن غَدَرَت بِكَ
الأَيامُ فَاِصبِر
وَكُن بِاللَهِ مَحمودَ
المَعاني
وَلا تَكُ ساكِناً في
دارِ ذُلٍّ
فَإِنَّ الذُلَّ يُقرَنُ
بِالهَوانِ
وِإِن أَولاكَ ذو كَرَمً
جَميلاً
فَكُن بِالشُكرِ
مُنطَلِقَ اللِسانِ
**
الدَهرُ أَدَّبَني
وَاليَأَسُ أَغناني
وَالقوتُ أَقنَعَني
وَالصَبرُ رَبانّي
وَأَحكَمَتني مِنَ
الأَيامِ تَجرِبَةٌ
حَتّى نَهَيتُ الَّذي قَد
كانَ يَنهاني
**
إِذا المَرءُ لَم يَرضَ
ما أَمكَنَهُ
وَلَم يَأتِ مِن أَمرِهِ
أَزيَنَه
وَأَعجَبُ بِالعُجبِ
فَاِقتادَهُ
وَتاهَ بِهِ التِّيهِ
فَاِستَحسَنَهُ
فَدَعهُ فَقَد ساءَ
تَدبيرُهُ
سَيَضحَكُ يَوماً وَيَبكي
سَنَه
**
سَيفُ رَسولِ اللَهِ في
يَميني
وَفي يساري قاطِعُ
الوَتينِ
فَكُلُّ مَن بارَزَني
يَجيني
أَضرِبُهُ بِالسَيفِ عَن
قَريني
مُحَمَّدٍ وَعَن سَبيلِ
الدينِ
هَذا قَليلٌ مِن طُلابِ
العينِ
**
إِلَهي أَنتَ ذو فَضلٍ
وَمنِّ
وَإِنّي ذو خَطايا
فَاِعفُ عَنّي
وَظَنّي فيكَ يا رَبّي
جَميلٌ
فَحَقِّق يا إِلَهي حُسنَ
ظَنّي
**
أَنا الغُلامَ القُرَشي
المُؤتَمَن
الماجِدُ الأَبلَجُ لَيثٌ
كَالشَطَن
يَرضى بِهِ السادَةُ مِن
أَهلِ اليَمَن
مِن ساكِني نَجدٍ وَمِن
أَهلِ عَدَن
أَبو الحُسَين فَاِعلَمَن
أَبو الحَسَن
قَد جاكَ تَقتادُ
العَنانَ وَالرَسَن
**
إِنَّ الأَمينَ وَإِن
تَعَفَّفَ جُهدَهُ
لا بُدَّ أَنَّ بِنَظرَةٍ
سَيَخونُ
القَبرُ أَوفى مِن
وَثِقتُ بِعَهدِهِ
ما لِلنِساءِ سِوى
القُبورِ حُصونُ
**
أَلا لَن تَنالَ العِلمَ
إِلّا بِسِتَةٍ
سَأُنبيكَ عَن مَجموعِها
بِبَيانِ
ذَكاءٌ وَحِرصٌ
وَاَصطِبارٌ وَبلغَةٌ
وَإِرشادُ اُستاذٍ
وَطَولُ زَمانِ
**
أَتَطلُبُ رِزقَ اللَهِ
مِن عِندِ غَيرِهِ
وَتُصبِحُ مِن خَوفِ
العَواقِبِ آمِنا
وَتَرضى بِصَّرافٍ وَإِن
كانَ مُشرِكاً
ضَميناً وَلا تَرضى
بِرَبِّكَ ضامِنا
كَأَنَكَ لَم تَقرَأَ
بِما في كِتابِهِ
فَأَصبَحتَ مَنحولَ
اليَقينِ مُباينا
**
جِسمي مَعي غَيرَ أَن
الروحَ عِندَكُمُ
فَالجِسمُ في عزبَةٍ
وَالروحُ في وَطَنِ
**
أَمِن تَذَكُّرِ دَهرٍ
غَير مَأمونُ
أَصبَحتَ مُكتَئِباً
تَبكي كَمَحزونِ
أَمِّن تَذَكُّرِ أَقوامٍ
ذَوي سَفَهٍ
يَغشَونَ بِالظُلمِ مَن
يَدعو إِلى الدينِ
لا يَنتَهونَ عَن
الفَحشاءِ ما سَلِموا
وَالغَدرُ فيهُم سَبيلٌ
غَيرُ مَأمونِ
أَلا تَرَونَ أَقَلَّ
اللَهُ خَيرَكُمُ
أَنَّا غَضِبنا لِعُثمانَ
بنَ مَظعونِ
إِذا يَلطُمونَ وَلا يَخشَونَ
مُقلَتَهُ
طَعناً دراكاً وَضَرباً
غَيرَ مَأفونِ
فَسَوفَ يَجزيهُمُ إِن
لَم يَمُت عَجَلاً
كَيلاً بِكَيلٍ جَزاءً
غَيرَ مَغبونِ
**
إِن كُنتَ تَبغي أَن تَرى
أَبا الحَسَن
فَاليَومُ تَلقاهُ
مَليّاً فَاِعلَمَن
**
أَلا اِحذَروا في
حَربِكُم أَبا الحَسَن
فَلا تَروموهُ فَذا مِنَ
الغبَن
فَإِنَّهُ يَدُقُّكُم
دَقَّ الطَحن
وَلا يَخافُ في الهياجِ
مَن وَمَن
**
فاطِمُ ذاتَ المَجدِ
وَاليَقينِ
يا بِنتَ خَيرِ الناسِ
أَجمَعين
أَما تَرينَ البائِسَ
المَسكين
قَد قامَ بِالبابِ لَهُ
حَنين
يَشكو إِلَينا جائِعٌ
حَزين
كُلُّ اِمرئٍ بِكَسبِهِ
رَهين
**
قَد قيلَ إِنَ الإِلَهَ
ذو وَلَدٍ
وَقيلَ إِن الرَسولَ قَد
كَهنا
ما نَجا اللَهُ
وَالرَسولُ مَعاً
مِن لِسانِ الوَرى
فَكَيفَ أَنا
**
تَوَقُّوا النِساءَ
فَإِنَّ النِساءَ
نَقَصنَ حُظوظاً وَعَقلاً
وَدينا
وَكُلٌّ بِهِ جاءَ نَصُّ
الكِتابِ
وَأَوضَحَ فيهِ دَليلاً
مُبينا
فَأَما الدَليلُ لِنَقصِ
الحُظوظ
فَإِرثُهُن نُصفُ إِرثِ
البَنينا
وَنِصفُ العُقولَ
فَإِجزاؤُهُنَّ
بِنِصفِ الشَهادَةِ في
الشاهِدينا
وَحَسبُكَ مِن نَقصِ
أَديانِهِنَّ
فالسَتَ تَزدادَ فيهِ
يَقينا
فَواتُ الصَلاةِ وَتَركِ
الصيامِ
في مُدَّةِ الحَيضِ حيناً
فَحينا
فَلا تَطيعوهُنَّ يَوماً
فَقَد
تَكونُ النَدامَةُ مِنهُ
سِنينا
**
فَلا تَصحَب أَخا الجَهلِ
وَإياكَ وَاِيّاهُ
فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى
حَليماً حينَ آخاهُ
يُقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ
إِذا ما هُوَ ما شاهُ
كَحَذو النَعلِ بِالنَعلِ
إِذا ما النَعلُ حاذاهُ
وَلِلقَلبِ عَلى القَلبِ
دَليلٌ حينَ يَلقاهُ
وَلِلشَيءِ مِن الشَيءِ
مَقاييسٌ وَأَشباهُ
وَفي العَينِ غِنىً
لِلعَي
نِ إِن تَنطِق وَأَفواهُ
الغِنى في النُفوسِ
وَالفَقرُ فيها
اِن تَجَزَّت فَقَلَّ ما
يُجزيها
عَلِّلِ النَفسَ
بِالقَنوعِ وَاِلّا
طَلَبَت مِنكَ فَوقَ ما
يَكفيها
لَيسَ فيما مَضى وَلا في
الَّذي لَم
يَأتِ مِن لِذَةٍ
لُمستَحلّيها
إِنَّما أَنتَ ظلّ عُمركَ
ما عَم
مَرتَ بِالساعَةِ الَّتي
أَنتَ فيها
**
أَصَمُّ عَنِ الكَلِمِ
المُحفِظاتِ
وَأَحلُمُ وَالحِلمُ بي
أَشبَهُ
وَإِنّي لَأَترُكَ حُلوَ
الكَلامِ
كِئلّا أُجابُ بِما
أَكرَهُ
إِذا ما اِجتَرَرتَ
سَفاهَ السَفيهِ
عَليَّ فَإِنّي أَنا
الأَسفَهُ
فَلا تَغتَرِر بِرَواءِ
الرِجالِ
وَإِن زَخرَفوا لَكَ أَو
مَوَّهوا
فَكَم مِن فَتىً يُعجِبُ
الناظِرينَ
لَهُ أَلسُنٌ وَلَهُ
أَوجُهُ
يَنامُ إِذا حَضَرَ
المَكرماتِ
وَعِندَ الدَناءَةِ
يَستَنبِهُ
**
النَفسُ تَجزَع أَن
تَكونَ فَقيرَةً
وَالفَقرُ خَيرٌ مِن
غِنىً يُطغيها
وَغِنى النَفوسِ هُوَ
الكَفافُ وَإِن أَبَت
فَجَميعُ ما في الأَرضِ
لا يَكفيها
**
إِنَّ المَكارِمَ أَخلاقٌ
مُطَهَرةٌ
فَالدّينُ أَوَلُّها
وَالعَقلُ ثانيها
وَالعِلمُ ثالِثُها
وَالحِلمُ رابِعَها
وَالجودُ خامِسُها
وَالفَصلُ ساديها
وَالبِرُّ سابِعُها
وَالصَبرُ ثامِنُها
وَالشُكرُ تاسِعُها
وَاللَينُ باقيها
وَالنَفسُ تَعلَم أَنّي
لا أُصادِقُها
وَلَستُ أَرشُدُ إِلا
حينَ أَعصيها
وَالعَينُ تَعلَمُ مِن
عَينَي مُحدِّثِها
إِن كانَ مِن حِزبِها أَو
مَن يُعاديها
عَيناكَ قَد دَلَّتا
عَيناي مِنكَ عَلى
أَشياءَ لَولاهُما ما
كُنتَ تُبديها
**
أَضرِبُهُم وَلا أَرى
مُعاويَة
الأَبرَجَ العَينِ
العَظيمِ الحاويَة
هَوت بِهِ في النارِ
أَمُّ هاويَة
جاوَرَهُ فيها كِلابٌ
عاويَة
أَغوى طَغاماً لا هَدَتهُ
هاديَه
**
يا لَهفَ نَفسي فاتَني
مُعاوِيَه
فَوقَ طِمرٍ كَالعِقابِ
الضارِيَه
**
كُن لِلمَكارِهِ
بِالعَزاءِ مُقَطِّعاً
فَلَعَلَّ يَوماً لا تَرى
ما تَكرَهُ
فَلَرُبَّما اِستَتَرَ
الفَتى فَتنافَسَت
فيهِ العُيونُ وَإِنَّهُ
لَمُمَوَّهُ
وَلَرُبَّما اِختَزَنَ
الكَريمُ لِسانَهُ
حَذَرَ الجَوابِ
وَإِنَّهُ لَمُفَوَّهُ
وَلَرُبَّما اِبتَسَمَ
الوَقورُ مِنَ الأَذى
وَفُؤادُهُ مَن حَرِّهِ
يَتَأَوَّهُ
**
أَنا لِلحِرابِ اِلَيها
وَبِنَفسي أَتَّقيها
نِعمَةٌ مِن خالِقٍ
مَن بِها قَد خَصَّنيها
لَن تَرى في حَومَةِ
الهَي
جاءِ لِي فيها شَبيها
وَلِيَ السُبقَةُ في
الإِس
لامِ طِفلاً وَوَجيها
وَلِيَ القُربَةَ إِن قا
مَ شَريفٌ يَنتَميها
زَقَّني بِالعِلمِ زَقّاً
فيهِ قَد صِرتُ فَقيها
وَلِيَ الفَخرُ عَلى النا
سِ بِفاطِم وَبَنيها
ثُمَ فَخري بِرَسولِ ال
لَهِ إِذ زَوَّجنيها
لِيَ وَقعاتٌ بِبَدرٍ
يَومَ حارَ الناسِ فيها
وَبِأُحدٍ وَحُنَينٍ
ثُمَّ صَولاتٌ تَليها
وَأَنا الحامِلُ لِلرا
يَةِ حقاً أَحتَويها
وَإِذا أَضرَمَ حَرباً
أَحمَدٌ قَدَّمَنيها
وَإِذا نادى رَسولُ ال
لهِ نَحوي قُلتُ إيها
**
النَفسُ تَبكي عَلى
الدُنيا وَقَد عَلِمَت
إِنَّ السَلامَةَ فيها
تَركُ ما فيها
لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ
المَوتِ يَسكُنُها
إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ
المَوتِ بانيها
فَإِن بَناها بِخَيرٍ
طابَ مَسكَنُها
وَإِن بَناها بَشَرٍّ
خابَ بانيها
أَينَ المُلوكُ الَّتي
كانَت مُسَلطَنَةً
حَتّى سَقاها بِكَأسِ
المَوتِ ساقيها
أَموالُنا لِذَوي
الميراثِ نَجمَعُها
وَدورُنا لِخرابِ الدَهرِ
نَبنيها
كَم مِن مَدائِنَ في
الآفاقِ قَد بُنِيَت
أًمسَت خَراباً وَدانَ
المَوتُ دانيها
لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن
كانَت عَلى وَجَلٍ
مِنَ المَنيَّةِ آمالٌ
تُقَوّيها
فَالمَرءُ يَبسُطُها
وَالدَهرُ يَقبُضُها
وَالنَفسُ تَنشُرُها
وَالمَوتُ يَطويها
**
يا أَكرَمَ الخَلقِ عَلى
اللَهِ
وَالمُصطفى بِالشَرَفِ
الباهي
مُحَمدُ المُختارُ مَهَما
أَتى
مِن مُحَدثٍ مُستَفظعٍ
ناهي
فَاِندُب لَهُ حَيدَرَ لا
غَيرَهُ
فَلَيسَ بِالغَمرِ وَلا
اللاهي
تَرى عِمادَ الكُفرِ مِن
سَيفِهِ
مُنَكَّساً باطِلَهُ واهي
هَلِ العِدى إِلّا ذِئابٌ
عَوَت
مَع كُلِّ ناسٍ نَفسَهُ
ساهي
سَيهزمُ الجَمعُ عَلى
عقبِهِ
بِحَيدَرٍ وَالنَصرُ
بِاللَهِ
**
عَجَباً لِلزَمانِ في
حالَتَيهِ
وَبلاءٌ ذَهَبتُ مِنهُ
إِلَيهِ
رُبَّ يَومٍ بَكَيتُ
مِنهُ فَلَّما
صُرتُ في غَيرِهِ بَكَيتُ
عَلَيهِ
**
لا تَعتَبَنَّ عَلى
العِبادِ فَإِنَّما
يَأتيكَ رِزقُكَ حينَ
يُؤذَنُ فيهِ
سَبَقَ القَضاءُ
لِوَقتِهِ فَكَأَنَّهُ
يَأتيكَ حينَ الوَقتِ أَو
تَأتيهِ
فَثِق بِمَولاكَ الكَريمِ
فَإِنَّهُ
بِالعَبدِ أَرأَفَ من
أَبٍ بِبَنيهِ
أوسع غِناكَ وَكن
لِفَقرِكَ صائِناً
يَضني حَشاكَ وَأَنتَ لا
تُشفيهِ
فَالحُرُّ يَنحَلُ
جِسمُهُ إِعدامهُ
وَكَأَنَّهُ مِن جِسمِهِ
يُخفيهِ
**
لَو كانَ في صَخرَةٍ في
البَحرِ راسيَة
صَمّاءَ مَلمومَةٍ مُلسٍ
نَواحيها
رِزقٌ لِعَبدٍ يَراهُ
اللَهُ لانغَلَقَت
حَتّى يَؤدّى إِلَيهِ
كُلُّ ما فيها
أَو كانَ تَحتَ طِباقِ
السَبعِ مَطلَبُها
كَسَهَّلِ اللَهِ في
المَرقى مَراقيها
حَتّى تُودّي الَّذي في
اللَوحِ خُطَّ لَهُ
إِن هِي أَتَتهُ وَإِلّا
سَوفَ يَأتيها
**
لا يُنقِصُ الكامِلُ مِن
كَمالِهِ
ما جَرَّ مِن نَفعٍ إِلى
عيالِهِ
**
خُلّوا سَبيل العَيرِ
يَأتِ أَهلُهُ
سَوفَ تَرونَ فِعلَكُم
وَفِعلَهُ
**
هَذا جَناي وَخَيارَهُ
فيه
وَكُلُّ جانٍ يَدَهُ إِلى
فيه
**
مَن لَم يَكُن عُنصُراً
طَيّباً
لَم يَخرُجِ الطِّيبُ مِن
فيهِ
كُلُّ اِمرئٍ يُشبِهُهُ
فِعلهُ
وَيَنضَحُ الكُوزُ بِما
فيهِ
**
أَرى حُمُراً تَرعى
وَتَأكُلُ ما تَهوى
وَأُسداً جِياعاً تَظمَأُ
الدَهرَ ما تَروى
وَأَشرافُ قَومٍ ما
يَنالونَ قُوَتَهُم
وَقَوماً لِئاماً تَأكُلُ
المَنَّ وَالسَلوى
قَضاءُ لِخلّاقِ
الخَلائِقِ سابِقٌ
وَلَيسَ عَلى رَدِّ
القَضا أَحَدٌ يَقوى
وَمَن عَرَفَ الدَهرَ
الخَؤونَ وَصَرفَهُ
تَصبَّر لِلبَلوى وَلَم
يُظهِر الشَكوى
**
أَلا طَرَقَ الناعي
بِلَيلٍ فَراعَني
وَأَرَّقني لَمّا
اِستَهَلَّ مُناديا
فَقُلتُ لَهُ لَمّا
رَأَيتُ الَّذي أَتى
أَغيرَ رَسولَ اللَهِ
أَصبَحتَ ناعيا
فَحَقِق ما أَشفَيتَ
مِنهُ وَلَم يبل
وَكان خَلِيلَي عِدَّتي
وَجَماليا
فَوَاللَهِ لا أَنساكَ
أَحمَدُ ما مَشَت
بِيَ العِيسُ في أَرضٍ
وَجاوَزَت واديا
وَكُنتُ مَتى أَهبِط مِنَ
الأَرضِ تلعَةً
أَجِد أَثَراً مِنهُ
جَديداً وَعافيا
جَوادٌ تَشَظَّى الخَيلُ
عَنهُ كَأَنَّما
يَرينَ بِهِ لَيثاً
عَلَيهِنَّ ضاريا
مِن الأَسدِ قَد أَحمى
العَرينِ مَهابَةً
تفادى سِباعَ الأَرضِ
مِنهُ تَفاديا
شَديدٌ جَريءُ النَفسِ
نَهدٌ مُصدّرٌ
هُوَ المَوتُ مَغدُوٌّ
عَلَيهِ وَغاديا
أَتَتك رَسولَ اللَهِ
خَيلٌ مُغيرَةٌ
تَثيرُ غُباراً
كَالضَبابَةِ كابيا
إِلَيكَ رَسولُ اللَهِ
صَفٌّ مُقَدَمٌ
اِذا كانَ ضَربُ الهامِ
نَفقاً تَفانيا
**
إِذا أَظمَأتَكَ أَكُفُّ
الرِجالِ
كَفَتكَ القَناعَةُ شبعاً
وَريّا
فَكُن رَجُلاً رِجلُهُ في
الثَرى
وَهامَةُ هِمَّتِهِ في
الثُرَيّا
أَبِيّاً لِنائِلِ ذي
ثَروَةٍ
تَراهُ لِما في يِدَيهِ
أَبيّا
فَإِنَّ إِراقَةَ ماءَ
الحَيا
ةِ دونَ إِراقَةِ ماءِ
المُحَيّا
**
وَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ
خَفيٍّ
يَدِقُّ خَفاهُ عَن فَهمِ
الذَكيِّ
وَكَم يُسرٍ أَتى مِن
بَعدِ عُسرٍ
فَفَرَّجَ كَربَهُ
القَلبُ الشَجيِّ
وَكَم أَمرٍ تُساءُ بِهِ
صَباحاً
وَتَأتيكَ المَسَرَّةُ
بِالعَشيِّ
إِذا ضاقَت بِكَ
الأَحوالُ يَوماً
فَثِق بِالواحِدِ الفَردِ
العَلِيِّ
تَوَسَّل بِالنَبِي في
كُلِ خَطبٍ
يَهونُ إِذا تُوُسِّلَ
بِالنَبيِّ
وَلا تَجزَع إِذا ما نابَ
خَطبٌ
فَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ
خَفيِّ
**
يا أَيُّهذا المُبتَغي
عَلياً
إِني أَراكَ جاهِلاً
شَقِيّا
قَد كُنتَ عَن كِفاحِهِ
غَنيّاً
يَمنَعَهُ أَبيَضُ
مَشرِفيا
مُهَذَّباً سُميدَعاً كَمِيّا
هَلُمَّ فَاِبرُز ها هُنا
إِلَيّا
**
أَنَا مُذ كُنتُ صَبِيّاً
ثابِتَ العَقلِ حَرِيّاً
أَقتُلُ الأَبطالَ قَهراً
ثُمَ لا أَفزَعُ شَيّا
يا سِبَاعَ البَرِّ زِيغي
وَكُلي ذا اللَحمِ نيّا
**
اِذا ما شئتَ أَن تَحيا
حياةً حُلوَةَ المَحيا
فَلا تَحسِد وَلا تَبخَل
وَلا تَحرِص عَلى الدُنيا
**
وَمُحتَرِسٍ مِن نَفسِهِ
خَوف ذِلَّةٍ
تَكونُ عَلَيهِ حُجَّةٌ
هِيَ ماهِيَا
فَقَلَّصَ بَردَيهِ
وَأَفضى بِقلبِهِ
إِلى البِرِّ وَالتَقوى
فَنالَ الأَمانيا
وَجانِبَ أَسبابَ
السَفاهَةِ وَالخَنا
عَفافاً وَتَنزيهاً
فَأَصبِح عاليا
وَصانَ عِن الفَحشاءِ
نَفساً كَريمَةً
أَبَت هِمَّةً إِلا
العُلى وَالمَعالِيَا
تَراهُ إِذا ما طاشَ ذو
الجَهلِ وَالصِبى
حَليماً وَقوراً صائِنَ
النَفسِ هاديا
لَهُ حِلمُ كَهلٍ في
صَرامَةِ حازِمٍ
وَفي العَينِ إِن
أَبصَرَت أَبصَرَت ساهيا
يَروقُ صَفاءَ الماءِ
مِنهُ بِوَجهِهِ
فَأَصبَحَ مِنهُ الماءُ
في الوَجهِ صافيا
وَمِن فَضلِهِ يَرعى
ذِماماً لِجارِهِ
وَيَحفَظُ مِنهُ العَهدَ
إِذ ظَلَّ راعيا
صَبوراً عَلى صَرفِ
اللَيالي وَرُزئِها
كَتوماً لِأَسرارِ
الضَميرِ مُداريا
لَهُ هِمَّةٌ تَعلو عَلى
كُلِّ هِمَّةٍ
كَما قَد عَلا البَدرَ النُجومُ
الدَراريا
**
وَلَو أَنّا إِذا مُتنا
تُرِكنا
لَكانَ المَوتُ راحَةَ
كُلِّ حَيِّ
وَلَكِنّا إِذا مُتنا
بُعثِنا
وَنُسأَلُ بَعدَ ذا عَن
كُلِ شَيءِّ
**
أَلا يا رَسولَ اللَهِ
كُنتَ رَجائيا
وَكُنتَ بِنا بَرّاً
وَلَم تَكُ جافيا
كَأَنَّ عَلى قَلبي
لِذِكرِ مُحَمَّدٍ
وَما جاءَ مِن بَعدِ
النَبِيِّ المَكاويا
أَفاطِمَ صَلَّى اللَهُ
رَبُّ مُحَمَّدٍ
عَلى جَدَثٍ أَمسى
بِيَثرِبَ ثاويا
فَدىً لِرَسولِ اللَهِ
أُمي وَخالَتي
وَعَمّي وَزَوجي ثُمَّ
نَفسي وَخاليا
فَلَو أَنَّ رَبَّ
العَرشِ أَبقاكَ بَينَنا
سَعِدنا وَلَكِن أَمرُهُ
كانَ ماضيا
عَلَيكَ مِنَ اللَهِ
السَلامَ تَحيَةً
وَأُدخِلتَ جَناتٍ مِنَ
العَدنِ راضيا
**
لَو أَنَّ قَومي
طاوَعَتني سراقهُم
أَمَرتُهُمُ أَمراً
يُديخُ الأَعاديا
**
وَفي قَبضِ كَفِ الطّفلِ
عِندَ وَلادِهِ
دَليلٌ عَلى الحِرصِ
المُرَكَّبِ في الحَيِّ
وَفي بَسطِها عِندَ
المَماتِ مَواعِظٌ
أَلا فَاِنظِروني قَد
خَرَجتُ بِلا شَيِّ
Not: Bazen Büyük Dosyaları tarayıcı açmayabilir...İndirerek okumaya Çalışınız.
Yorumlar