İbnul Farid Divanı
أبن الفارض
بِسْــــمِ
اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيم
سَقَتني حُمَيَّا
الحُبَّ راحَةَ مُقلَتي
وَكَأسي مُحَيَّا مَن
عَنِ الحُسنِ جَلَّتِ
فَأَوهَمتُ صَحبي أنَّ
شُربَ شَرابهِم
بهِ سُرَّ سِرِّي في
انتِشائي بنَظرَةِ
وبالحَدَقِ استغنَيتُ
عن قَدَحي ومِن
شَمائِلِها لا من
شَموليَ نَشوَتي
ففي حانِ سُكري حانَ
شُكري لِفِتيَةٍ
بِهِم تَمَّ لي كَتمُ
الهَوَى مَعَ شُهرَتي
وَلَمَّا انقضى صَحوي
تَقاضَيتُ وَصلَها
وَلَم يغشَني في
بَسطِها قَبضُ خَشيَةِ
وَأَبثَثَتُها ما بي
وَلَم يَكُ حاضِري
رَقِيبٌ لها حاظٍ
بخَلوَةِ جَلوَتي
وقُلتُ وحالي
بالصبَّابَةِ شاهدٌ
وَوَجدي بها ماحِيَّ
والفَقدُ مُثبِتي
هَبي قَبلَ يُفني
الحُبُّ مِنِّي بَقيَّةً
أَراكِ بِها لي نَظرَةَ
المتَلَفِّتِ
ومُنِّي عَلى سَمعي
بلَن إن مَنَعتِ أَن
أَراكِ فمِن قَبلي
لِغيرِيَ لذَّتِ
فعِندي لسُكري فاقَةٌ
لإِفاقَةٍ
لَها كَبِدي لَولا
الهَوى لم تُفتَّتِ
وَلَو أَنَّ ما بي
بِالجِبالِ وَكانَ طُو
رُ سِينا بها قبلَ
التَجلِّي لدُكَّتِ
هَوى عَبرَةٌ نَمَّت
بِهِ وجَوىً نَمَت
بِهِ حُرَقٌ أدوَاؤُها
بِيَ أودَتِ
فَطُوفانُ نوحٍ عندَ
نَوحي كَأَدمُعي
وَإيقادُ نِيرانِ
الخَليلِ كلَوعَتي
وَلَولا زَفيري
أَغرَقَتنيَ أَدمُعي
وَلَولا دُموعي
أَحرَقَتنيَ زَفرَتي
وَحُزني ما يَعقوبُ
بَثَّ أقلَّهُ
وكُلُّ بِلى أيُّوبَ
بعضُ بلِيَّتي
وآخِرُ ما لاقى الأُلى
عَشِقوا إلى الرْ
رَدَى بعضُ ما لاقيتٌ
أوَّلَ مِحنَتي
فلَو سَمِعَت أذنُ
الدَّليلِ تَأَوُّهي
لآلامِ أسقامٍ بِجِسمي
أضَرَّتِ
لَأَذكَرَهُ كَربي أَذى
عَيشِ أزمَةٍ
بِمُنقطِعي ركبٍ إِذا
العيسُ زُمَّتِ
وَقَد بَرَّحَ
التَّبريحُ بي وَأَبادَني
وَأَبدى الضَّنى مِنِّي
خَفِيَّ حَقيقَتِي
فنادَمتُ في سُكري
النُحولَ مُراقِبي
بجُملَةِ أَسراري
وتَفصيلِ سِيرَتِي
ظَهَرتُ لَهُ وَصفاً
وَذاتي بِحَيثُ لا
يَراها لِبِلوى مِن
جَوى الحُبِّ أَبلَتِ
فَأَبدَت وَلَم يَنطِق
لِساني لِسمعِهِ
هَواجِسُ نَفسي سِرَّ
ما عَنهُ أخفَتِ
وظلَّت لِفكري أُذنُهُ
خَلَداً بها
يدورُ بِه عن رؤيَةِ
العينِ أغنَتِ
فَأَخبَرَ مَن في
الحيَّ عَنِّيَ ظاهراً
بِباطِنِ أَمري وَهُوَ
من أهلِ خُبرَتي
كَأنَّ الكِرَامَ
الكَاتِبينَ تَنَزَّلوا
على قلبِهِ وَحياً بما
في صَحيفَتي
ومَا كانَ يَدري ما
أُجِنُّ وما الَّذي
حَشايَ مِنَ السِّرِّ
المَصُونِ أكنَّتِ
وَكَشفُ حِجابِ الجسمِ
أبرَزَ سِرَّ ما
بِهِ كَانَ مَستُوراً
لَه مِن سَريرَتِي
فَكُنتُ بسِرِّي عَنهُ
في خُفيَةٍ وَقَد
خَفَتهُ لِوَهنٍ من نحوليَ
أنَّتي
فَأَظهَرني سُقمٌ بِهِ
كُنتُ خافياً
لَهُ وَالهَوى يَأتي
بِكُلِّ غَريبَةِ
وَأَفرطَ بي ضُرٌّ
تَلاشَت لمَسِّهِ
أَحاديثُ نَفسٍ
بالمَدامِعِ نُمَّتِ
فلو هَمَّ مَكروهُ
الرَّدى بي لَما دَرى
مَكاني وَمِن إِخفاءِ
حُبَّكِ خُفيَتي
وما بينَ شوقٍ واشتياقٍ
فَنِيتُ في
تَوَلٍّ بحَظرٍ أو
تَجَلٍّ بِحضرَةِ
فلو لِفَنائي من
فِنائِكَ رُدَّ لي
فؤاديَ لم يرغَب إلى
دارِ غُربَةِ
وعُنوانُ شأني ما
أبُثَّكِ بِعضَهُ
وما تحتَهُ إظهارُهُ
فوقَ قُدرتي
وأُمسِكُ عَجزاً عَن
أُمورٍ كَثيرةِ
بنُطقِيَ لَن تُحصى
وَلَو قُلتُ قَلَّتِ
شِفائِيَ أَشفى بل قَضى
الوَجدُ أَن قَضى
وبَردُ غليلي واحِدٌ
حَرَّ غُلَّتي
وباليَ أبلى مِن ثيابِ
تَجَلُّدي
به الذَّاتُ في
الإعدامِ نيطَت بلَذَّةِ
فَلو كَشَفَ العُوَّادُ
بي وتَحَقَّقُوا
منَ اللَّوحِ ما مِنَّي
الصَّبابةُ أبقَتِ
لمَا شاهَدَت منِّي
بَصائِرهُم سِوى
تخَلُّلِ رُوحٍ بينَ
أثوابِ مَيِّتِ
وَمُنذُ عَفا رَسمي
وَهِمتُ وهِمتُ في
وُجودي فَلَم تَظفَر
بكَونِيَ فِكرَتي
وَبَعدُ فَحالي فيكِ
قامَت بِنَفسِها
وَبَيِّنَتي في سَبقِ
روحي بَنِيَّتي
وَلَم أَحكِ في
حُبِّيكِ حالي تَبرُّماً
بِها لاضطِرابٍ بَل
لِتَنفِيسِ كُربَتي
ويَحسُنُ إظهارُ
التَجلُّدِ للعِدى
ويقبُحُ غَيرُ العَجزِ
عندَ الأحِبَّةِ
وَيَمنَعُني شكوَايَ
حُسنُ تَصَبُّري
وَلَو أَشكُ لِلأَعداءِ
ما بي لأَشكَتِ
وَعُقبى اصطِباري في
هَواكِ حمِيدةٌ
عَلَيكِ وَلَكِن عَنكِ
غَيرُ حَميدَةِ
وَما حلَّ بي من
مِحنَةٍ فَهوَ مِنحَةٌ
وقد سَلِمَت من حَلِّ
عَقدٍ عَزيمَتي
وكُلُّ أذىً في الحُبِّ
مِنكِ إذا بَدا
جَعَلتُ لهُ شُكرِي
مكانَ شَكِيَّتي
نَعَم وَتَباريحُ
الصَّبابَةِ إن عَدَت
عَلَيَّ مِنَ
النَّعماءِ في الحبِّ عُدَّتِ
وَمِنكِ شَقائي بَل
بَلائِيَ مِنَّةٌ
وفيكِ لِباسُ البؤسِ
أسبَغ نِعمَةِ
أرانِيَ ما أُوليتُهُ
خيرَ قِنيَةٍ
قديمُ وَلائي فيكِ من
شَرّ فِتيَةِ
فلاحٍ وواشٍ ذاك يُهدي
لِعزَّةٍ
ضَلالاً وذا بي ظَلَّ
يَهذِي لغِرَّةِ
أُخالِفُ ذا في لومِهِ
عن تُقَىً كما
أخالِفُ ذا في لؤمِهِ
عن تَقيَّةِ
وَمَا رَدَّ وَجهِي عَن
سَبيلِكِ هَولُ ما
لَقيتُ ولا ضَرَّاءُ في
ذاكَ مَسَّتِ
وَلا حِلمَ لي في حَملِ
ما فيكِ نالَني
يُؤدّي لحَمدي أو
لمَدحِ مَوَدّتِي
قضى حُسنُكِ الدَّاعي
إِليكِ احتِمالَ ما
قصَصتُ وأَقصى بَعدَما
بعدَ قِصَّتي
وما هُو إلَّا أَن
ظَهَرتِ لِناظِرِي
بأَكمَلِ أَوصافٍ على
الحُسنِ أَربَتِ
فَحلَّيتِ لي البَلوَى
فَخلَّيتِ بَينها
وبَينِي فَكانَت مِنكِ
أَجملَ حِليَةِ
ومَن يَتَحَرَّش
بِالجَمالِ إِلى الرَّدى
رَأَى نَفسَهُ من
أَنفَس العَيشِ رُدَّتِ
وَنَفسٌ تَرى في
الحُبِّ أن لا ترى عَناً
مَتى ما تَصَدَّت
للصَّبابِة صُدَّتِ
وما ظفِرَت بالوُدِّ
روحٌ مُراحَةٌ
ولا بالوَلا نَفسٌ صفا
العيشِ وَدَّتِ
وأَينَ الصَّفا هَيهات
من عَيشِ عاشِقٍ
وجَنَّةُ عَدنٍ
بالمَكَارِهِ حُفَّتِ
ولي نفسُ حُرٍّ لو
بذَلتِ لها على
تَسَلّيكِ ما فوقَ
المُنى ما تَسلَّتِ
ولو أُبعِدَت بالصَّدِّ
والهجرِ والقِلى
وقَطعِ الرَّجا عن
خُلَّتِي ما تَخلَّتِ
وَعَن مَذهَبي في
الحُبِّ ما لِيَ مذهَبٌ
وإن مِلتُ يوماً عنهُ
فارَقتُ مِلَّتِي
ولو خطَرَت لي في
سِواكِ إرادةٌ
على خاطري سَهواً قضيتُ
بِرِدَّتِي
لَكِ الحُكم في أَمري
فما شِئتِ فَاصنَعي
فَلَم تكُ إلّا فيكِ لا
عَنكِ رَغبَتِي
ومُحكَمِ عهدٍ لم
يُخامِرهُ بيننا
تَخَيّلُ نَسخٍ وهوَ
خيرُ أَليَّةِ
وأخذِكِ ميثاقَ الوَلا
حيثُ لم أَبِن
بِمَظهَرِ لَبسِ
النَفسِ في فَيءِ طِينَتي
وسابِقِ عَهدٍ لم يَحُل
مُذ عَهِدتُهُ
ولاحِقِ عَقدٍ جَلَّ عن
حَلِّ فَترَةِ
ومَطلَعِ أَنوارٍ
بطلعتِكِ الَّتي
لِبَهجَتِها كلُّ
البُدُورِ استسَرَّتِ
وَوصفِ كمالٍ فيكِ
أحسنُ صورَةٍ
وأقوَمُها في الخَلقِ
مِنهُ استَمدَّتِ
ونَعتِ جَلالٍ منكِ
يعذُبُ دونَهُ
عذابي وتحلو عِندَهُ
ليَ قَتلَتِي
وسِرِّ جَمالٍ عنكِ
كُلُّ مَلاحَةٍ
بِه ظَهَرَت في
العالمِين وتمَّتِ
وحُسنٍ بِهِ تُسبَى
النُّهَى دلَّني على
هَوىً حسُنَت فيه
لِعِزِّكِ ذِلَّتِي
وَمَعنىً وَرَاء
الحُسنِ فيكِ شَهِدتُهُ
بِه دَقَّ عن إدراكِ
عَينِ بَصِيرتِي
لأنتِ مُنى قَلبي
وغايَةُ بُغيَتِي
وأَقصى مُرادي
واختِياري وحِيرَتي
خَلَعتُ عِذاري
واعتِذَاري لابِسَ ال
خَلاعَةِ مسروراً
بِخَلعي وخِلعَتي
وخَلعُ عِذاري فيكِ
فَرضي وإِن أَبىاق
تِرَابيَ قَومِي
والخلاعَةُ سُنَّتي
وَلَيسوا بِقَومي ما
استعابوا تَهَتُّكي
فَأَبدَوا قِلَىً
وَاستَحسَنوا فيكِ جَفوَتي
وَأَهليَ في دين الهَوى
أَهلُهُ وَقَد
رَضُوا ليَ عاري
واستَطابوا فَضيحَتي
فَمَن شَاءَ فَليَغضَب
سِواكِ ولا أَذىً
إِذا رضِيَت عَنِّي
كِرامُ عَشيرَتي
وإِن فَتَنَ النُّسّاكَ
بعضُ محاسِنٍ
لَديكِ فكُلٌّ مِنكِ
مَوضعُ فِتنَتي
وَما احترتُ حَتَّى
اختَرتُ حُبِّيكِ مَذهباً
فَواحَيرتي إِن لَم
تَكُن فيكِ خيرَتي
فَقالَت هَوى غَيري
قصَدتَ ودونَهُ اق
تَصَدتَ عَميّاً عَن
سواءِ مَحَجَّتي
وَغَرَّكَ حَتَّى قُلتَ
ما قُلتَ لابِساً
بِه شَينَ مَينٍ لَبسُ
نَفسٍ تَمَنَّتِ
وَفي أَنفَسِ الأَوطارِ
أمسَيتَ طامِعاً
بِنَفسٍ تَعدَّت
طَورَها فتَعَدَّتِ
وَكَيفَ بِحُبِّي وهوَ
أَحسَنُ خُلَّةٍ
تَفوزُ بِدعوى وهيَ
أقبَحُ خَلَّةِ
وأينَ السُّهى مِن
أكمَهٍ عن مُرادِهِ
سَهَا عَمَهاً لكن
أمانيكَ غَرَّتِ
فقُمتَ مقاماً حُطّ
قَدرُكَ دونَهُ
على قدَمٍ عَن حَظِّها
ما تَخَطَّتِ
ورُمتَ مَراماً دونَهُ
كَم تَطاوَلَت
بأعناقِهَا قومٌ إليهِ
فَجُذَّتِ
أَتيتَ بُيوتاً لم تنَل
من ظُهُورها
وأَبوابُها عن قرعِ
مثلِكَ سُدَّتِ
وبينَ يدَي نجواك
قَدَّمتَ زُخرُفاً
ترومُ بهِ عِزّاً
مَرامِيهِ عَزَّتِ
وجئتَ بوَجهٍ أبيضٍ
غيرَ مُسقِطٍ
لِجَاهكَ في دارَيكَ
خاطِبَ صَفوَتي
ولو كنتَ بي مِن
نُقطَةِ الباء خَفضةً
رُفِعتَ إلى ما لم
تَنَلهُ بِحيلَةِ
بحيثُ تُرى أن لا تَرى
ما عَدَدتَهُ
وأَنَّ الَّذي
أعدَدتَهُ غيرُ عُدَّةِ
ونَهجُ سبيلي واضِحٌ
لِمَنِ اهتدَى
وَلَكِنَّها الأهواءُ
عَمَّت فأَعمَتِ
وقد آنَ أَن أُبدِي
هواكَ ومَن بهِ
ضَنَاكَ بما يَنفي
ادِّعاكَ محَبَّتي
حَليفُ غَرامٍ أنتَ
لكِن بنفسِهِ
وَإِبقاكَ وصفاً مِنكَ
بعضُ أَدِلَّتي
فَلمْ تَهْوَني ما لم
تَكنْ فيَّ فانِياً
ولم تَفنَ ما لا
تُجْتَلى فيكَ صورتي
فدَعْ عنكَ دَعوى
الحبِّ وادعُ لِغيرِهِ
فؤادَكَ وادفَعْ عنكَ
غَيَكََ بالَّتي
وجانِبْ جنابَ الوَصْلِ
هَيهاتَ لَم يكُنْ
وها أنتَ حيٌّ إن تكن
صادقاً مُتِ
هُو الحُبُّ إِن لم
تَقضِ لم تَقضِ مأرَباً
منَ الحُبِّ فاخترْ
ذاكَ أَو خَلِّ خُلَّتي
فقُلْتُ لها روحي لديكِ
وَقَبْضُها
إليكِ ومَن لي أن تكونَ
بقَبضَتي
وما أَنا بالشَّاني
الوفاةَ عَلى الهَوى
وشأني الوَفا تأبى
سِوَاهُ سَجِيَّتي
وَماذا عَسى عَنِّي
يُقالُ سِوى قضَى
فُلانٌ هَوى مَنْ لي
بذا وهْو بُغْيَتي
أجَلْ أَجَلي أَرضى إِنقِضَاهُ
صَبَابَةً
ولا وصْلَ إن صَحَّتْ
لِحُبِّكَ نِسبَتي
وَإِنْ لَم أفُزْ
حَقّاً إليكِ بِنِسْبَةٍ
لِعِزّتها حسبي
افتِخاراً بِتُهْمَةِ
وَدونَ إِتِّهامي إنْ
قَضَيْتُ أَسىً فما
أَسأتُ بِنَفْسٍ
بالشَّهَادةِ سُرَّتِ
ولي منكِ كافٍ إن
هَدَرْتِ دمي ولَم
أُعَدَّ شهيداً عِلمُ
داعي مَنِيَّتي
ولم تَسْوَ روحي في
وِصَالِكِ بَذلَها
لَدَيّ لِبَونٍ بَيْنَ
صَونٍ وبِذْلَةِ
وإِنِّي إلى التَّهديدِ
بِالمَوتِ راكِنٌ
ومِن هَولِهِ أركانُ
غيري هُدّتِ
ولم تعسِفي بالقَتْلِ
نفسي بَل لَها
بِهِ تُسْعِفِي إن أنتِ
أتلَفْتِ مُهْجَتِي
فإنْ صَحّ هذا القال
مِنْكِ رَفَعْتِني
وأعلَيْتِ مِقدارِي
وأَغلَيْتِ قِيمَتِي
وها أنا مُسْتَدْعٍ
قضاكِ وما بهِ
رِضَاكِ ولا أختارُ
تأخيرَ مدَّتِي
وعِيدُكِ لي وعدٌ
وإنجازُهُ مُنىً
ولِيٍّ بغيرِ البُعْدِ
إن يُرْمَ يَثْبُتِ
وقد صِرْتُ أرجو ما
يُخافُ فأسعِدي
بِه روحَ مَيتٍ للحياةِ
استعدَّتِ
وبي مَنْ بها نافسْتُ
بالرّوحِ سالِكَاً
سبيلَ الأُلى قبلي
أَبَوا غيرَ شِرْعَتِي
بكُلِّ قَبِيلٍ كمْ
قتيلٍ بها قضَى
أسىً لم يَفُزْ يوماً
إِليها بِنَظرةِ
وكم في الوَرَى مِثلي
أماتتْ صَبَابَةً
ولوْ نَظرتْ عطْفَاً
إليهِ لأحْيَتِ
إذا ما أَحلَّتْ في
هواها دَمي فَفي
ذُرَى العِزّ
والعلْيَاءِ قَدري أحلَّتِ
لَعَمْري وإن أتْلَفْتُ
عُمري بِحُبِّها
رَبِحْتُ وإن أَبْلَتْ
حشايَ أَبَلَّتِ
ذَلَلْتُ لها في الحيِّ
حَتَّى وَجَدْتُنِي
وأدنَى مَنالٍ عندهم
فوقَ هِمَّتي
وَأَخملني وهناً
خُضُوعي لهُم فَلم
يَرَوني هواناً بي
محلّاً لِخدمَتي
ومِنْ دَرَجَاتِ العِزّ
أمسيْتُ مُخلِداً
إلى دَرَكَاتِ الذُّلِّ
من بَعدِ نخْوَتي
فلا بابَ لي يُغشى ولا
جاهَ يُرْتَجَى
ولا جارَ لي يُحْمى
لفَقْدِ حَمِيَّتي
كَأَنْ لم أكُنْ فيهِمْ
خطيراً وَلَمْ أزَل
لَدَيْهِمْ حقيراً في
رَخاءٍ وشِدَّةِ
فَلَو قيلَ مَن تَهوى
وصرَّحتُ باسمِها
لَقيلَ كنَى أوْ مسَّهُ
طيفُ جِنَّةِ
ولو عَزَّ فيها
الذُّلُّ ما لذَّ لي الهَوى
ولم تكُ لولا الحُبُّ
في الذلِّ عِزَّتي
فحالي بِها حالٍ بعقْلِ
مُدَلَّهٍ
وصِحَّةِ مَجهودٍ
وعِزِّ مذلَّةِ
أَسَرَّتْ تمَنِّي
حُبِّها النَفسُ حَيثُ لا
رقيب حِجاً سِرّاً
لسِرِّي وخَصَّتِ
فأشفَقْتُ مِن سَيرِ
الحديثِ بِسائِري
فتُعرِبُ عن سِرِّي
عِبارةُ عَبرَتي
يُغالِطُ بَعضي عنهُ
بَعضي صيانةً
ومَينيَ في إخفائِه
صِدْقُ لَهجَتي
ولمَّا أبَتْ إظهارَهُ
لجوانِحي
بَديهةُ فِكري صُنتُهُ
عن رَوِّيَّتي
وبالَغْتُ في كِتمانِه
فنسِيتُهُ
وأُنسيتُ كَتمي ما
إليهِ أسرَّتِ
فإن أجنِ مِن غرْسِ
المُنى ثمَرَ العنا
فَلِلَّهِ نَفسٌ في
مُناها تمَنَّتِ
وأَحلى أَماني الحُبِّ
للنَّفسِ ما قَضَت
عَناها بهِ مَنْ
أذكَرَتْها وأنسَتِ
أَقامتْ لها مِنِّي
عليَّ مُراقِباً
خَواطِرَ قَلبي بالهوى
إن ألَمَّتِ
فَإنْ طَرَقتْ سرّاً
مِنَ الوَهمِ خاطِري
بِلا حاظِرٍ أطرَقْتُ
إجلالَ هَيبَةِ
ويُطرَفُ طرْفي إِن
هَمَمْتُ بِنَظرَةٍ
وإن بُسِطَتْ كفِّي إلى
البَسطِ كُفَّتِ
فَفي كُلِّ عُضْوٍ فيَّ
إقدامُ رغبَةٍ
ومِنْ هَيبةِ الإِعظامِ
إحجامُ رَهبَةِ
لِفِيّ وسَمعي فِيَّ
آثارُ زَحْمةٍ
عليها بَدَتْ عِندي
كإيثارِ رَحمَةِ
لِسانِيَ إن أبدى إِذا
ما تَلا اسمَها
لهُ وصفُهُ سمْعي ومَا
صَمَّ يَصمُتِ
وأُذْنيَ إن أهدَى
لِسانِيَ ذِكرهَا
لِقلبي ولم يستَعبِدِ
الصَّمتَ صُمَّتِ
أَغارُ عَلَيها أن
أهيمَ بحُبِّها
وأعرِفُ مِقداري
فأُنكِرُ غَيرَتي
فتُختَلسُ الرُّوحُ
ارتياحاً لها وما
أُبَرِّئُ نفسي من
تَوَهُّمِ مُنْيَةِ
يَراها على بُعدٍ عَنِ
العَينِ مسمَعي
بطَيْفِ مَلامٍ زائرٍ
حينَ يَقظَتي
فيغْبِطُ طَرْفي مسمَعي
عِندَ ذِكرها
وَتَحْسِدُ ما أَفنتْهُ
مِنِّي بَقِيَّتي
أمَمْتُ أَمامي في
الحَقيقَةِ فَالوَرى
وَرائي وكانَت حَيثُ
وجَّهتُ وِجهَتي
يَراها إِمامي في
صلاتيَ ناظِري
وَيشهدُني قلبي أمامَ
أئِمَّتي
ولاَ غرْوُ إِنْ صَلَّى
الإِمامُ إليَّ إِنْ
ثَوَتْ في فؤادي وهْيَ
قِبلةُ قِبلتي
وكُلُّ الجِهاتِ
السِّتِّ نَحوي تَوَجَّهتْ
بما تَمَّ من نُسْكٍ
وَحجٍّ وعُمرَةِ
لها صَلَواتي بالمَقامِ
أُقِيمُها
وأشهَدُ فيها أنَّها
ليَ صَلَّتِ
كِلانا مُصَلٍّ واحِدٌ
ساجِدٌ إلى
حقيقتِهِ بالجمعِ في
كُلِّ سجدَةِ
وما كان لي صَلَّى
سِوايَ وَلَم تَكُن
صَلاتي لغَيري في أدا
كُلِّ رَكعَةِ
إِلى كَم أُواخي
السِّتْرَ ها قد هَتَكتُهُ
وحَلُّ أُواخي الحُجبِ
في عَقدِ بَيْعَتي
مُنِحْتُ وَلاها يومَ
لا يوْمَ قبل أَن
بدَتْ عند أخْذِ العهدِ
في أَوَّلِيَّتي
فَنِلْتُ وَلاها لا
بِسَمْعٍ وناظِرٍ
ولا بِاكتِسابٍ
واجتِلاب جِبِلَّةِ
وهِمتُ بها في عالَمِ
الأمْرِ حيثُ لا
ظُهورٌ وكانت نَشوَتي
قبلَ نَشأَتي
فَأَفني الهَوى ما لم
يكُنْ ثَمَّ باقِياً
هُنا من صِفاتٍ بينَنَا
فاضمحلَّتِ
فألفيْتُ ما ألقَيتُ
عنِّيَ صادراً
إليَّ ومنِّي وارِداً
بمَزيدَتي
وشاهدتُ نفسي
بالصِّفاتِ الَّتي بها
تحجَّبْتِ عنِّي في
شُهودي وحِجْبتي
وإنّي الَّتي
أحبَبْتُها لا مَحالَةً
وكانت لها نفْسي عليَّ
محيلَتي
فَهَامَتْ بها من حيْثُ
لم تدرِ وهي في
شُهودي بنفس الأمْرِ
غير جَهولةِ
وقد آنَ لي تفصِيلُ ما
قُلتُ مُجملاً
وإجمالُ ما فصَّلْتُ
بسطاً لبَسطتي
أفادَ اتِّخاذي حُبَّها
لاتّحادنا
نوادِرُ عن عادِ
المُحبِّينَ شَذَّتِ
يَشي لي بيَ الواشي
إليها ولائِمي
عليها بها يُبْدي لديها
نَصيحتي
فأُوسِعُها شكراً وما
أسلفَتْ قِلىً
وتَمنحُني بِرّاً
لصِدقِ المحبَّةِ
تَقرَّبْتُ بالنَّفْسِ
احتِساباً لها ولمْ
أكنْ راجياً عنها
ثواباً فأدنَتِ
وقدَّمْتُ مالي في
مآليَ عاجلاً
وما إن عساها أن تكونَ
مُنِيلتي
وَخَلَّفْتُ خَلفي
رؤيتي ذاكَ مخلِصاً
ولستُ براضٍ أن تكونَ
مَطيَّتي
ويمَّمنا بالفَقْرِ
لكِنْ بوَصْفِهِ
غَنِيتُ فألقَيْتُ
افتِقاري وثروتي
فأثنَيتَ لي إلقاء
فَقريَ والغِنى
فضيلةَ قَصدي فاطرّحْتُ
فضيلتي
فلاحَ فَلاحي في
اطّراحي فأصبحَتْ
ثَوابي لا شيْئاً
سِواها مُثِيبتي
وظِلْتُ بها لا بي
إليها أدُلّ مَن
بِه ضَلّ عن سُبْل
الهُدى وهيَ دَلّتِ
فخَلّ لها خلّي
مُرادَكَ مُعْطِياً
قيادَكَ مِن نَفسٍ بها
مُطمئِنّةِ
وأمْسِ خليّاً من
حُظوظك واسمُ عن
حضيضِكَ واثُبتْ بعد
ذلك تنُبتِ
وسَدّدْ وقارِبْ
واعتصِم واستقم لها
مُجيباً إليها عن
إنَابَةِ مُخْبِتِ
وعُد من قريب واستجب
واجتنب غداً
أُشَمّرُ عن ساقِ
اجتِهادٍ بنهضَةِ
وكن صارماً كالوقت
فالمقتُ في عسى
وإيّاك عَلاّ فهْيَ
أخطَرُ علّة
وقُمْ في رِضاها واسْعَ
غير مُحاوِلٍ
نشاطاً ولا تُخلِدْ
لعَجْزٍ مُفَوِّتِ
وسِرْ زمناً وانهض
كسيراً فحَظّك ال
بَطالَةُ ما أخَّرْتَ
عزْماً لِصِحّةِ
وَأقِدمْ وقَدّمْ ما
قعَدْتَ لهُ معَ ال
خوالِف وَاخرُجْ عن
قيود التّلفّتِ
وجُذّ بسيْف العَزْم
سوفَ فإن تجُد
تجِد نفَساً فالنفسُ إن
جُدتَ جَدّتِ
وأقبِلْ إليها وانحُها
مُفلِساً فقدْ
وصيَتَ لِنُصْحي إن
قبِلتَ نصيحتي
فلم يَدْنُ منها موسِرٌ
باجتِهادِهِ
وعنها بِهِ لم ينأ
مؤثِرُ عُسْرَةِ
بِذَاك جَرَى شَرْطُ
الهوى بينَ أهلِهِ
وطائفةٌ بالعَهْدِ
أوفَتْ فوَفّت
متى عَصَفَتْ ريحُ
الوَلا قصفَتَ أخا
غَناء ولو بالفَقْرِ
هَبّتْ لَرَبّت
وأغنى يَمينٍ باليَسارِ
جزاؤها
مُدى القطع ما للوصل في
الحب مُدَّت
وأخلِصْ لهاواخلُص
بهاعن رُعونة اف
تِقارِكَ مِنْ أعْمالِ
بِر تزكّت
وعادِ دواعي القيلِ
والقالِ وانجُ من
عَوادي دعاوٍ صِدْقُها
قصْدُ سُمْعة
فألسُنُ مَنْ يُدْعى
بألسَنِ عارِفٍ
وقد عُبِرَتْ كل
العِباراتِ كَلّت
وما عنه لم تُفْصحْ
فإنّك أهلُهُ
وأنْتَ غريبٌ عنه إن
قلتَ فاصْمت
وفي الصمتِ سمتٌ عنده
جاهُ مسكةٍ
غدا عبْدَه من ظنَّه
خيرَ مُسْكتِ
فكن بصِراً وانظُرْ
وَسمعاً وعِهْ وكن
لساناً وقُل فالجَمْعُ
أهدى طريقَةِ
ولا تتّبعْ منْ
سَوّلَتْ نفسُهُ لَهُ
فصارَتْ له أمّارَةً
واستمرّتِ
وَدَعْ ما عداها واعدُ
نفسَك فهي من
عِداها وعُذُ منها
بأحصَنِ جُنّةِ
فنَفْسيَ كانَتْ قبلُ
لَوّامَةً متى
أطعْها عصَت أو أعصِ
عنها مُطيعتي
فأوْرَدْتُهَا ما
المَوْتُ أيْسَرُ بَعْضِهِ
وأتْعَبْتُها كيَما
تكونَ مُريحتي
فعادتْ ومهما
حُمِّلَتْهُ تحَمّلَتْ
هُ مِنّي وإنْ خفّفّتُ
عنها تأذَّتِ
وكَلّفْتُها لا بل
كَفَلْتُ قيامَها
بتكليفِها حتى كَلِفْتُ
بِكُلَفتي
وأذْهَبْتُ في تهذيبِها
كُلّ لَذّةٍ
بإبْعادِها عن عادِها
فاطمأنّتِ
ولم يَبْقَ هوْلٌ
دونَها ما ركِبْتُهُ
وأشهَدُ نفسي فيِه غيرَ
زَكيّةِ
وكلّ مقام عن سُلوكٍ
قطَعتُهُ
عُبودِيّةً حَقّقْتُها
بعُبودةِ
وصرتُ بِها صَبّا فلمّا
تركْتُ ما
أريدُ أرادَتْني لها
وأحبّتِ
فَصِرْتُ حبيبا بل
مُحِبّا لِنَفْسِهِ
وليسَ كقَولٍ مَرّ نفسي
حبيبتي
خَرَجْتُ بها عني إليها
فلم أعُدْ
إليَّ ومثلي لا يَقولُ
بِرَجعَةِ
وأفْرَدْتُ نفسي عن
خُروجي تكرماً
فلم أرْضهَا منْ بعد
ذاكَ لصُحبَتي
وغَيّبْتُ عن إفرادِ
نفسي بحيثُ لا
يُزَاحِمُني إبْداءُ
وَصْفٍ بحَضْرتي
وها أنا أُبدي في
اتّحاديَ مَبدَئي
وأُنْهي انتِهائي في
تواضُعِ رِفعتي
جَلَتْ في تَجَليّها
الوجودَ لِناظري
ففي كُلّ مَرْئيٍ أراها
برؤيَةِ
وأشهِدْت غَيبي إذ بدتْ
فوجدتُني
هُنَالِكَ إيّاها
بجَلوَةِ خَلْوتي
وطاحَ وُجودي في شهودي
وبِنْتُ عن
وُجودِ شُهودي ماحيا
غيرَ مُثبِت
وعانقْتُ ما شاهدتُ في
محْوِ شاهدي
بمَشهدِهِ للصّحْوِ من
بَعد سَكرتي
ففي الصّحوِ بعد
المَحْوِ لم أكُ غيرَها
وذاتي بذاتي إذ تحَلّتْ
تجَلّتِ
فوَصْفيَ إذ لم تُدْعَ
باثنَين وصفُها
وهيئتُها إذ واحدٌ نحنُ
هيئَتي
فإن دُعيَتْ كنتُ
المُجيبَ وإن أكُن
منادىً أجابَتْ مَن
دعاني ولَبّت
وإنْ نَطقَتْ كنْتُ
المُناجي كذاك إن
قَصَصْتُ حديثا إنَّما
هي قَصَتّ
فقد رُفِعَتْ تاءُ
المُخاطَب بَينَنَا
وفي رَفعِها عن فُرْقة
الفَرْقِ رِفْعَتي
فإن لم يُجَوِّزْ
رؤيَةَ اثنَينِ واحدا
حِجاكَ ولم يُثْبِتْ
لبُعدِ تثَبُّتِ
سأجْلو إشاراتٍ عليكَ
خَفِيَّةً
بها كعباراتٍ لدَيكَ
جَليَّةِ
وأُعْربُ عنها مُغرِبا
حيثُ لاتَ حي
نَ لَبْسٍ بتَبْيانَيْ
سَماعٍ ورؤيِة
وأُثْبِتُ بالبُرهانِ
قَوليَ ضاربا
مثالَ مُحِقٍّ والحقيقةُ
عُمْدتي
بِمَتْبوعةٍ يُنبيكَ في
الصّرعِ غيرُها
على فَمِها في مَسّها
حيثُ جُنّتِ
ومِنْ لُغَةٍ تبدو
بِغَيرِ لسانها
عليهِ براهينُ الأدلّةِ
صَحّت
وفي العِلم حقا أنّ
مُبدي غريبِ ما
سمِعتَ سواها وهْي في
الحُسن أبدت
فلو واحدا امسيْتَ
اصبحْتَ واجِدا
مُنازَلةً ما قُلتُهُ
عن حقيقة
ولكنْ على الشّرْك
الخفيّ عكفْتَ لو
عرَفتَ بنَفسٍ عن هَدي
الحق ضلّت
وفي حُبّهِ مَن عَزّ
توحيدَ حِبّهِ
فبالشّرْكِ يَصلى منِهُ
نارَ قَطيعةِ
وما شانَ هذا الشأنَ
منكَ سوى السّوى
ودعواهُ حقّاً عنك إن
تُمْحَ تثُبت
كذا كُنتُ حينا قبلَ أن
يُكشف الغطا
منَ اللَّبْسِ لا
أنفّكُّ عن ثَنوِيَّة
اروحُ بفَقْدٍ
بالشّهودِ مؤلِّفي
وأغْدو بوَجْدٍ
بالوجودِ مُشَتّتي
يُفرّقُني لُبّي
التِزاما بمَحضَري
ويَجمعُني سَلْبي
اصْطلاماً بغيبتي
أخال حضيضي الصّحو
والسكر معرجي
إليها ومَحوي مُنتَهى
قابِ سِدرتي
فلمّا جلَوْتُ الغَينَ
عنّي اجتَلَيْتُني
مُفيقا ومنّي العَينُ
بالعَين قَرّتِ
ومِن فاقتي سُكراً
غَنيتُ إفاقةً
لدى فَرْقيَ الثَاني
فجَمْعي كوَحْدتي
فجاهدْ تُشاهدْ فيكَ
منكَ وراءَ ما
وصَفْتُ سُكوناً عن
وجُودِ سَكينَة
فمِن بعدما جاهدتُ
شاهدتُ مَشهَدي
وهادِيّ لي إيَّايَ بل
بيَ قُدْرَتي
وبي موْقِفي لا بلْ
إليَّ تَوَجُّهي
كذاكَ صَلاتي لي
ومِنِّيَ كَعْبتي
فلاتَكُ مَفْتُوناً
بحُسْنِكَ مُعْجباً
بنَفْسِكَ مَوْقوفاً
على لَبْسِ غِرة
وفارقْ ضَلالَ الفَرْق
فالجَمْعُ مُنتجٌ
هُدى فِرْقَةٍ
بالاتّحَادِ تَحَدَّت
وصرّحْ باطْلاقِ
الجَمالِ ولا تَقُل
بتَقْيِيِدِهِ مَيلاً
لِزُخْرُفِ زِينَة
فكُلّ مَليحٍ حُسنُهُ
منْ جَمالها
مُعارٌ لهُ بل حُسْنُ
كلّ مَليحِة
بها قَيسُ لُبْنى هامَ
بل كلّ عاشق
كَمجنون لَيلى أو
كُثَيّرِ عَزَّة
فكُلُّ صَبا منهُمْ إلى
وَصْفِ لَبْسِها
بصورةِ حُسنِ لاحَ في
حُسنِ صورة
وما ذاكَ إلاَّ أن
بدَتْ بمَظاهِرٍ
فظَنُّوا سِواها وهي
فيها تجَلَّتِ
بدَتْ باحْتِجابٍ
واختَفَتْ بمَظاهر
على صِبَغِ التَّلْوينِ
في كلّ بَرْزَةِ
ففي النَّشأةِ الأولى
تَرَاءتْ لآدَمٍ
بمَظْهَرِ حَوَّا قبل
حُكم الأمومة
فهامَ بها كَيما يكونَ
بِه أباً
وَيَظْهَرَ بالزَّوْجَينِ
حُكم البُنوَّة
وكانَ ابتدا حُبِّ
المَظاهِرِ بعْضَها
لبَعْضٍ ولا ضِدٌّ
يُصَدّ بِبغْضَةِ
وما برِحَتْ تَبْدو
وتَخْفَى لِعلَّةٍ
على حَسَبِ الأوْقاتِ
في كلِّ حقْبَةِ
وتَظْهَرُ للعُشَّاقِ
في كلّ مَظْهَرٍ
من اللَّبْسِ في
أشْكالِ حُسنٍ بديعة
ففي مَرَّةٍ لُبْنَى
وأخْرى بُثَيْنَة
وآوِنَةً تُدْعَى
بعَزَّةَ عَزَّتِ
وَلَسنَ سِواها لا ولا
كَنَّ غَيرَها
وما إن لها في حُسنها
من شَريكةِ
كذاكَ بحُكْمِ
الاتّحادِ بحُسْنِها
كما لي بَدَتْ في
غيرِها وتزَيَّتِ
بدوْتُ لها في كُلّ
صَبٍ مُتَيَّمٍ
بأيّ بديعٍ حُسْنُهُ
وبأيَّةِ
وَلَيسوا بغَيري في
الهوَى لتَقَدّمٍ
عليَّ لِسَبْقٍ في
اللَّيالي القَديمةِ
وما القَومُ غَيري في
هَواها وإنَّما
ظَهَرْتُ لهمْ
لِلَّبْسِ في كل هيئَةِ
ففي مَرْةٍ قَيساً
وأخرَى كُثَيّراً
وآوِنَةً أبدو جَميلَ
بُثَيْنَةِ
تجَلَّيْتُ فيهمْ
ظاهراً واحْتَجَبْتُ با
طِناً بهم فاعْجَبْ
لِكشْف بسُترة
وهُنّ وهُمْ لا وهْنَ
وهْمٍ مَظاهِرٌ
لنا بتَجَلِّينا بحبٍّ
ونَضْرَة
فكُلّ فَتى حُبٍّ أنا
هُوَ وهيَ حِبْ
بُ كلّ فَتىً والكُلّ
أسماءُ لُبْسة
أسامٍ بِها كُنْتُ
المُسمَّى حَقيقَةً
وكنتُ ليَ البادي
بِنَفْسٍ تخَفَّت
وما زِلْتُ إيَّاها وإيايَ
لَم تَزَلْ
ولا فَرْقَ بل ذاتِي
لذاتي أحَبَّتِ
وليس معي في الملك
شيىءٌسِواي وال
مَعيَّةُ لم تخطُرْ على
ألْمَعِيَّة
وهَذي يَدي لا إنّ
نَفْسي تَخَوَّفَتْ
سِوَاي ولا غيري لخيري
تَرجَّتِ
ولاذُلُّ إخمالٍ
لِذِكري توَقَّعَتْ
ولا عِز إقْبالٍ لِشكري
تَوَخَّت
ولكنْ لِصَدِّ الضّدّ
عن طَعْنهِ على
عُلا أولياءِ
المُنْجدينَ بنَجدتي
رَجَعْتُ لأعمال
العبادةِ عادَةً
واعدَدْتُ أحْوَالَ
الإرادةِ عُدتي
وعُدتُ بنُسكي بعد هتكي
وعُدتُ من
خَلاعَةِ بَسْطي
لانْقباضٍ بعفَّة
وصُمْتُ نَهارِي رغبةً
في مَثوبَةٍ
واحْيَيْتُ لَيلي
رَهبةً مِن عُقوبَةِ
وعَمّرْتُ أَوْقَاتي
بِوِرْدٍ لِوَارِدٍ
وَصمْتٍ لسَمْت واعتكاف
لحرمة
وبِنتُ عنِ الأوطانِ
هِجران قاطعٍ
مُواصَلَةَ الإِخوانِ
واخترتُ عُزْلتي
وَدَقَّقْتُ فِكري في
الحلالِ تَوَرُّعاً
وراعَيتُ في إصْلاحِ
قُوتيَ قوَّتي
وانفَقْتُ من سُتْر
القَنَاعَةِ راضياً
منَ العيْشِ في الدنيا
بأيسرِ بُلغة
وهَذَّبتُ نفسي
بالرياضة ذاهباً
إلى كشفِ ما حُجبُ
العوائدِ غطَّت
وجَرَّدتُ في التجريد
عزْمي تزَهُّداً
وآثَرْتُ في نُسكي
إستِجابةَ دَعوتي
متى حِلْتُ عن قولي أنا
هيَ أو أقُلْ
وحاشا لمثْلي إنَّها
فيَّ حَلَّتِ
ولَسْتُ على غَيْبٍ
أُحيلُكَ لا ولا
على مُستحيلٍ موجبٍ
سَلْبَ حيلتي
وكيفَ وباسْمِ الحق
ظَلَّ تحَقُّقي
تكونُ أراجيفُ
الضَّلالِ مُخيفَتي
وها دِحيَةٌ وافى
الأمينَ نبيَّنا
بصورَتِه في بَدءِ
وَحْيِ النّبوءةِ
أجبريلُ قُلْ لي كان
دِحيَةُ إذ بدا
لِمُهْدي الهُدى في
هيْئَةٍ بَشَريَّة
وفي عِلمِه عن حاضريه
مزِيَّةٌ
بماهيّةِ المَرْئيّ من
غيرِ مِرْية
يَرَى مَلَكاً يوحي
إليه وغيرُهُ
يَرى رَجُلاً يُدْعَى
لَدَيْهِ بِصُحبة
ولي مِن أتَم
الرّؤيَتينِ إشارةٌ
تُنَزِّهُ عن رأيِ
الحُلولِ عقيدتي
وفي الذكرِ ذكرُ
اللَّبْس ليسَ بمُنكرٍ
ولم أعْدُ عن حُكمَيْ
كتابٍ وسُنَّة
مَنَحْتُكَ علماً إن
تُرِدْ كشفَه فرِدْ
سبيلِي واشرَعْ في
اتِّباعِ شريعتي
فمَنْبعُ صدِّي من
شرابٍ نقيعُهُ
لَديَّ فدَعْني من
سَرابٍ بقيعة
ودُونَكَ بحراً
خُضْتُهُ وقَف الأُلى
بساحلهِ صَوناً
لَمَوضعِ حُرْمتي
ولا تقْرَبوا مالَ
اليتيمِ إشارةٌ
لكَفِّ يدٍ صُدَّتْ له
إذ تصَدَّتِ
وما نالَ شيئاً منهُ
غيري سوى فتىً
على قَدَمي في القبضِ
والبسطِ ما فتي
فلا تَعْشُ عن آثارِ
سَيريَ واخْشَ غَيْ
نَ إيثار غَيري واغشَ
عَينَ طريقتي
فؤادي وَلاها صاحِ صاحي
الفؤادِ في
ولايةِ أمري داخلٌ تحتَ
إمرتي
ومُلْكُ معالي العشقِ
مُلكي وجندي ال
مَعاني وكُلّ العاشقينَ
رعيَّتِي
فتى الحبّ ها قد بنتُ
عنهُ بحُكم مَن
يَراهُ حِجاباً فالهوى
دونَ رُتبتي
وجاوزتُ حدَّ العشقِ
فالحبّ كالقلى
وعن شأوِ مِعراجِ
اتِّحاديَ رِحْلتي
فطبْ بالهوى نفساً فقد
سُدتَ أنفُس ال
عبادِ منَ العُبَّادِ
في كُلّ أُمَّةِ
وفُزْ بالعُلى وافخَرْ
على ناسكٍ علا
بظاهرِ أعمالٍ ونَفْسٍ
تزَكَّت
وجُزْ مُثقَلاً لو
خَفَّ طَفَّ مُوكَّلاً
بمَنقول أحكام ومعقولِ
حكمة
وحُزْ بالولا ميراثَ
أرفَعِ عارفٍ
غَدا همُّهُ إيثارَ
تأثيرِ هِمَّة
وتِهْ ساحباً بالسُّحب
أذيالَ عاشقٍ
بوَصْلٍ على أعلى
المَجرَّةِ جُرَّتِ
وجُلْ في فُنونِ
الاتحادِ ولا تَحدْ
إلى فئةٍ في غَيرِهِ
العُمْرَ أفنَت
فواحدُهُ الجَمُّ
الغفيرُ ومَن غدا
هُ شِرْذِمة حُجَّتْ
بأبلغِ حُجَّة
فمُّتَّ بمَعناهُ وعشْ
فيه أو فمُتْ
مُعَنَّاهُ واتْبَعْ
أُمَّةً فيهِ أمَّتِ
فأنتَ بهذا المَجدِ
أجدَرُ من أخي اجْ
تهادٍ مُجِدٍّ عن رجاءٍ
وخيفةِ
وغيرُ عجيبٍ هَزُّ
عطفَيْكَ دونهُ
بأهْنا وأنهى لذّةٍ
ومسرّةِ
وأوْصافُ من تُعْزَى
إليهِ كمِ اصْطفتْ
من الناسِ مَنْسيّاً
وأسماهُ أسمتِ
وأنتَ على ما أنتَ
عنِّيَ نازحٌ
وليسَ الثّرَيَّا
للثَّرَى بِقَرينَة
فطُورُك قد بُلّغتُهُ
وبَلَغتَ فَوْ
قَ طَوركَ حيث النَّفسُ
لم تَكُ ظُنَّت
وحَدُّكَ هذا عندَهُ
قفْ فَعَنه لو
تقدَّمْتَ شيئاً
لاحترقتَ بجَذوة
وقَدري بحَيث المرْءُ
يُغُبَطُ دونَهُ
سُمُوّاً ولكن فوق
قدرِكَ غِبطتي
وكُلُّ الوَرى أبْناءُ
آدمَ غيرَ أنْ
نِي حُزْتُ صَحْوَ
الجمع من بين أخوتي
فسَمْعي كَليميٌّ وقلبي
منَبَّأ
بأحمَدَ رُؤيا مُقَلَةٍ
أحْمَديَّة
وروحيَ للأرواحِ روحٌ
وكُلّ ما
تُرى حَسَناً في الكونِ
من فَيض طينتي
فذَرْ ليَ ما قبلَ
الظُّهورِ عَرَفتُهُ
خصوصاً وبي لَم تَدْرِ
في الذرّ رُفقتي
ولا تُسمني فيها
مُريداً فمَن دُعي
مُراداً لها جَذْباً
فقيرٌ لعصمتي
وألْغِ الكُنى عني ولا
تَلغُ ألكناً
بِها فهيَ مِن آثارِ
صيغةِ صَنعتي
وعن لَقَبي بالعارِفِ
ارْجعْ فإنْ تَرَ التْ
تَنابُزَ بالألقابِ في
الذّكرِ تُمقَت
فأصغَرُ أتباعي على
عينِ قَلبِه
عَرائسُ أبكارِ
المَعارِفِ زُفَّتِ
جَنى ثَمَرَ العرْفانِ
من فَرْعِ فِطنَة
زكا باتّباعي وهوَ من
أصلِ فطرَتي
فإنْ سيلَ عن مَعنىً
أتَى بغرائبٍ
عنِ الفَهمِ جلَّتْ بل
عن الوَهم دقت
ولا تدعُني فيها بنَعتٍ
مُقَرَّبٍ
أراهُ بِحُكمِ الجمعِ
فَرْقَ جريرَةِ
فوَصليَ قَطعي واقترابي
تَباعُدي
ووُدّيَ صَدّي وإنتهائي
بَداءتي
وفي مَن بِها وَرَّيتُ
عنِّي ولمْ أرِدْ
سوايَ خلَعَتُ اسمي
ورَسمي وكُنيتي
فسرْتُ إلى ما دونَه
وَقَف الأُولى
وضَلَّتْ عُقولٌ
بالعوائدِ ضَلَّتِ
فلا وَصفَ لي والوَصفُ
رسمٌ كذاكالاس
م وسمُ فإن تَكني فكَنّ
أو انعتِ
ومن أنا إياها إلى حيث
لا إلى
عَرجتُ وعطَّرْتُ
الوُجودَ برَجعتي
وعن أنا إيَّايَ
لِباطِن حكمَةٍ
وظاهرِ أحكام أقيمَتْ
لدَعوتِي
فغايَةُ مَجذوبي إليهَا
ومُنتهَى
مُراديه ما أسلَفتُهُ
قبلَ توبتي
ومنِّيَ أوْجُ
السَّابقينَ بزَعمهمْ
حَضيضُ ثرى آثارِ موضعِ
وطْأتي
وآخرُ ما بَعدَ
الإِشارةِ حيثُ لا
ترقّي ارتفاعٍ وضعُ
أولِ خطوتي
فماعالم إلاّبفضلي
عالمٌ
تمسَّكتُ من طهَ
بأوثَقِ عُرْوَةِ
عليها مَجازيٌ سَلامي
فإنَّما
حقيقتُهُ مِني إليَّ
تحيتي
وأطيَبُ ما فيها
وَجَدْتُ بمُبْتَدا
غرامي وقد أبدي بها
كُلَّ نَذْرَةِ
ظُهوري وقد أخفَيتُ
حالي مُنشداً
بها طَرَباً والحالُ
غيرُ خَفيَّةِ
بَدتْ فرأيتُ الحَزْمَ
في نَقصِ توبتي
وقامَ بها عندَ
النُّهَى عُذْرُ محنَتي
فمنها أماني من ضَنى
جَسَدي بها
أمانيُّ آمالٍ سَخَتْ
ثُمَّ شَحَّتِ
وفيها تَلافي الجسمِ
بالسُّقمِ صحةٌ
لهُ وتَلافُ النَّفسِ
نَفْس الفُتُوّةِ
ومَوتي بها وَجْداً حَياةٌ
هنيئةٌ
وإن لم أمتْ في الحبِّ
عشتُ بغُصَّةِ
فيا مُهجتي ذوبي جوىً
وصَبابَةً
ويا لوعَتي كوني كذاكَ
مُذيبتي
ويا نارَ أحشائي أقيمي
منَ الجوى
حنَايا ضلوعي فَهْيَ
غَيرُ قويمةِ
ويا حُسنَ صبري في
رِضَى مَن أحبُّها
تجمّلْ وكُنْ للدَّهرِ
بي غيرَ مُشمِت
ويا جَلَدي في جَنبِ
طاعةِ حبِّها
تحَمَّلْ عداكَ الكَلُّ
كُلَّ عظيمة
ويا جَسدي المُضنى
تَسَلّ عنِ الشِّفا
ويا كبِدي مَن لي بأنْ
تَتَفَتّتي
ويا سَقَمي لا تُبقِ لي
رَمَقاً فقَدْ
أبَيْتُ لبُقْيا
العِزِّ ذُلَّ البَقِيَّةِ
ويا صِحَّتي ما كان من
صحبتي انقضَى
ووصلُكِ في الأحشاء
مَيتاً كهِجرَةِ
ويا كلَّ ما أبقى
الضَّنى منِّي ارتحِلْ
فما لكَ مأوًى في
عِظامٍ رَميمَةِ
ويا ما عَسى منِّي
أُناجِي توَهُّماً
بياءِ النِّدا أُونِستُ
منكَ بوَحشَة
وكلُّ الذي ترضاه
والموتُ دونَه
به أَنا راضٍ والصبابةُ
أَرضتِ
ونفسيَ لمْ تَجْزع
بإتلافِها أسىً
ولوْ جزِعتْ كانتْ
بغيري تأسَّتِ
وفي كُلّ حيٍّ كل حي
كمَيّتٍ
بها عندهُ قَتلُ الهوَى
خيْرُ موتَةِ
تجَمَّعَتِ الأهْواءُ
فيها فما ترى
بها غيرَ صَبٍّ لا يرى
غيرَ صَبوَة
إذا سَفَرَتْ في يومِ
عيدٍ تزاحَمتْ
على حُسنِها أبصارُ كلّ
قبيلَةِ
فأرواحُهُمْ تصْبو
لمَعنى جَمالِها
وأحداقُهُمْ من حُسنِها
في حديقة
وعنديَ عيدي كُلَّ يومٍ
أرى به
جَمالَ مُحَيَّاها
بعَينٍ قريرةِ
وكُلّ اللَّيالي ليلةُ
القَدْرِ إنْ دَنَتْ
كما كلّ أيَّامِ
اللَّقا يومُ جُمعة
وسَعيي لها حجٌّ به
كُلّ وَقفةٍ
على بابها قد عادَلَتْ
كلّ وَقفَة
وأيّ بلادِ اللهِ
حلَّتْ بها فما
أراها وفي عيني حَلَتْ
غَيرَ مكَّة
وأيّ مكانٍ ضمَّها
حَرَمٌ كذا
أرى كل دارٍ أوْطَنَتْ
دارَ هِجرَة
وما سكَنَتْهُ فهوَ
بيتٌ مقدَّسٌ
بقُرَِّة عَيني فيهِ
أحْشايَ قَرَّتِ
ومسجِدِيَ الأقصى
مساحبُ بُرْدها
وطيبي ثَرَى أرضٍ عليها
تمَشَّت
مَواطنُ أفراحي
ومَرْبَى مآربي
وأطوارُ أوطاري ومأمن
خيفتي
مَغانٍ بها لم يَدخُلِ
الدَّهرُ بيننا
ولا كادنا صرْفُ
الزَّمانِ بفُرقَة
ولا سَعَتِ الأيَّامُ
في شَتِّ شَملنا
ولا حكَمَتْ فينا
الليالي بجفوَة
ولا صبَّحَتْنا
النائباتُ بنَبوَةٍ
ولا حَدَّثتنا
الحادثاتُ بنكبةِ
ولا شنَّع الواشي بصدٍّ
وهجرةٍ
ولا أَرجفَ اللاحي
ببينٍ وسلوةِ
ولا استيقَظَتْ عَينُ
الرَّقيبِ ولم تزَل
عليَّ لها في الحُبّ
عيني رقيبتي
ولا اختُصَّ وقتٌ دونَ
وقتٍ بطَيبَةٍ
بِها كلّ أوقاتي
مواسِمُ لَذة
نَهاري أصيلٌ كُلُّه
إنْ تنَسَّمَتْ
أوائلُهُ مِنها برَدّ
تحِيَّتي
ولَيليَ فيها كُلُّهُ
سَحَرٌ إذا
سَرَى ليَ منها فيه
عَرْفُ نُسَيْمَةِ
وإن طرَقتْ لَيلاً
فشَهرِيَ كلُّه
بها لَيلَةُ القَدرِ
ابتِهاجاً بزَوْرة
وإنْ قَرُبَتْ داري
فعامي كلُّهُ
ربيعُ اعتِدالٍ في
رياضٍ أريضَة
وإنْ رَضيَتْ عني
فعُمريَ كلُّهُ
زمانُ الصِّبا طيباً
وعصرُ الشبيبة
لَئنْ جَمَعتْ شملَ
المحاسِن صورةً
شَهِدْتُ بها كُلّ
المَعاني الدَّقيقة
فقدْ جَمَعَتْ أحشايَ
كلَّ صَبَابَةٍ
بها وجوىً يُنبيكَ عن
كلّ صَبوَة
ولِمْ لا أُباهي كُلَّ
مَن يدَّعي الهوى
بها وأُناهي في افتخاري
بحُظوَةِ
وقد نِلْتُ منها فَوْقَ
ما كنتُ راجياً
وما لم أكنْ أمّلتُ من
قُرْبِ قُربَتي
وأرغَمَ أنفَ البَين
لُطْفُ اشتِمالِها
عليَّ بما يُرْبي على
كُلّ مُنيَة
بها مثلمَا أمسَيتُ
أصْبحتُ مُغرَماً
وما أصْبحتْ فيه من
الحسنِ أمست
فلوْ منحتْ كلّ الورى
بعضَ حُسنها
خَلا يوسُفٍ ما فاتَهُم
بمَزِيَّة
صرَفتُ لها كُلّي على
يدِ حُسنِها
فضاعَفَ لي إحسانُها
كُلَّ وُصْلَة
يُشاهِدُ منِّي حُسنَها
كُلُّ ذَرَّةٍ
بها كُلّ طَرْفٍ جالَ
في كلّ طَرْفة
ويُثني عَليها فيَّ
كُلّ لَطيفَة
بكُلّ لِسان طالَ في
كلّ لفظَة
وأنشَقُ رَيَّاها
بكُلِّ دقيقَة
بها كُلّ أنف ناشِق
كُلّ هَبَّةِ
ويَسمَعُ منِّي لَفظَها
كُلُّ بِضعَة
بها كُلّ سَمع سامِع
مُتَنَصِّت
ويَلْثُمُ منِّي كُلُّ
جزْء لِثَامَها
بكُلّ فَم في لَثْمِهِ
كلُّ قُبْلَة
فلو بَسَطَتْ جسمي رأتْ
كلّ جوْهر
بهِ كلّ قَلْب فيه كلّ
مَحَبَّة
وأغرَبُ ما فيها
استَجَدتُ وجادَ لي
به الفتحُ كَشفاً
مُذهِباً كلّ رِيبَة
شُهودي بعَينِ الجمع
كلَّ مخالِفٍ
وليَّ ائتِلافٍ صَدُّهُ
كالموَدَّة
أحَبَّنيَ اللاَّحي
وغارَ فلامَني
وهامَ بها الواشي فجارَ
برِقْبَة
فشُكري لِهذا حاصِلٌ
حيثُ بِرِّها
لِذا واصِلٌ والكُلّ
آثارُ نِعمتي
وغيري على الاغيارِ
يُثني وللسِّوى
سِوايَ يُثنِّي منهُ
عِطفاً لِعَطفَتي
وشُكريَ لي والبُرّ
مِنِّيَ واصِلٌ
إليَّ ونفسي باتَّحادي
استَبَدَّت
وثَمَّ أُمورٌ تَمَّ لي
كَشفُ سِتْرِها
بصَحوٍ مُفيقٍ عن
سِوايَ تغَطَّت
وعَنِّيَ بالتَّلويحِ
يَفْهَمُ ذائقٌ
غَنِيٌّ عن التصريحِ
للمُتعَنِّت
بها لم يُبِحْ من لم
يبح دمَهُ وفي الْ
إشارَةِ مَعنًى ما
العِبارَةُ حَدَّت
ومَبْدأُ إبْداها
اللَّذانِ تسَبَّبا
إلى فُرْقتي والجَمعُ
يَأبَى تشَتُّتي
هُما مَعَنا في باطنِ
الجَمعِ واحدٌ
وأرْبعةٌ في ظاهرِ
الفَرْقِ عُدَّتِ
وإنِّي وإيَّاها لَذاتٌ
ومَن وشى
بها وثَنى عنها صفاتٌ تبَدَّتِ
فذا مُظهِرٌ للرُّوحِ
هادٍ لأفقِها
شُهوداً بدا في صيغةٍ
معنوِيَة
وذا مُظهِرٌ للنَّفس
حادٍ لرِفقِها
وُجوداً غدا في صيغةٍ
صُوَريَّة
ومَنْ عرَفَ الأشكالَ
مِثْلي لَم يَشبْ
هُ شِرْكُ هُدىً في
رَفع إشكالِ شُبهة
وذاتيَ باللَّذَّاتِ
خَصَّتْ عَوالِمي
بمجموعِها إمدادَ جمعٍ
وعمَّت
وجادتْ ولا استعدادَ
كَسبٍ بفيضِها
وقبلَ التَّهَيِّي
للقَبولِ استعدَّتِ
فبالنَّفس أشباحُ
الوُجودِ تنعَّمَتْ
وبالرُّوحِ أرواحُ
الشُّهودِ تهَنَّت
وحالُ شُهودي بينَ ساعٍ
لأفقِهِ
ولاحٍ مُراعٍ رفْقَهُ
بالنَّصيحة
شهيدٌ بحالي في
السَّماعِ لجاذبِي
قَضاءُ مَقَرِّي أو
مَمَرُّ قضيَّتي
ويُثبِتُ نَفيَ
الإِلتِباسِ تطابُقُ ال
مِثالَينِ بالخَمسِ
الحواسِ المُبينَة
وبَيْنَ يَدَيْ
مَرْمَايَ دونَكَ سِرّ ما
تلقَّتْهُ منها
النَّفسُ سِرّاً فألقَت
إذا لاحَ معنى الحُسنِ
في أيّ صورةٍ
ونَاح مُعَنَّى الحُزن
في أَيّ سورةِ
يشاهُدها فكري بطَرْفِ
تخَيُّلي
ويسمَعُها ذِكْري
بِمسْمَعِ فطنتي
ويُحضِرُها للنَّفسِ
وَهْمي تصوّراً
فيحسَبُها في الحسِّ
فَهمي نديمتي
فأعجَبُ مِن سُكري
بغيرِ مُدامَةٍ
وأطرَبُ في سرِّي
ومِنِّيَ طرْبَتي
فيرقُصُ قَلبي
وارتِعاشُ مفاصِلي
يُصَفِّقُ كالشادي
وروحيَ قَينَتي
وما بَرِحَتْ نفسي
تَقوّت بالمُنى
وتمحو القوى بالضُّعف
حتى تَقوَّتِ
هُنَاكَ وجَدتُ
الكائناتِ تحالَفَتْ
على أنَّها والعَوْنُ
منِّي معينتي
ليجمَعَ شَملي كُلُّ
جارحَةٍ بها
ويَشمَلَ جَمَعي كلُّ
مَنبِتِ شعرَة
ويخلَعَ فينا بَيننا
لُبْسَ بينِنا
على أنَّني لم أُلفِهِ
غير أُلفَة
تنبَّهْ لِنَقْلِ
الحِسَّ للنَّفسِ راغباً
عن الدَّرس ما أبدَتْ
بوَحي البديهة
لروحيَ يُهدي ذكْرُها
الرَّوْحَ كُلّما
سَرَتْ سَحَراً منها
شَمالٌ وَهَبَّتِ
ويَلتذُّ إنْ هاجَتهُ
سَمَعيَ بالضُّحى
على وَرَقٍ وُرْقٌ
شَدَتْ وتغنَّت
ويَنعَمُ طَرْفي إنْ
رَوَتْهُ عَشيَّةً
لإِنسْانِهِ عنها
بُروقٌ وأهْدَتٍ
ويَمْنَحُه ذَوقي
ولَمْسيَ أَكْؤس الشْ
شَرابِ إذا ليلاً
عَلَيَّ أُديرَتِ
ويوحيه قلبي للجوانح
باطناً
بظاهر ما رسلُ الجوارحِ
أَدَّتِ
ويُحضِرُني في الجمع
مَن باسمها شدا
فأنشهَدُها عندَ
السِّماعِ بجُملتي
فيَنحو سَماء النَّفحِ
روحي ومظهري ال
مُسَوَّى بها يحْنو
لأترابِ تُرْبَتي
فمِنِّيَ مَجذوبٌ
إلَيها وجاذِبٌ
إليِه ونَزْعُ
النَّزْعِ في كلّ جَذبَة
وما ذاكَ إلاَّ أَنَّ
نَفسي تَذَكَّرَتْ
حَقيقتها مِن نَفسِها
حينَ أوحت
فحَنَّتْ لتَجريدِ
الخطاب ببرْزَخ التْ
تُرابِ وكُلٌّ آخِذٌ
بأزِمَّتي
ويُنبيكَ عن شأني
الوَليدُ وإن نشا
بَليداً بإلهامٍ كوَحيٍ
وفِطنَةٍ
إذا أنَّ من شدَّ
القِماط وحنَّ في
نشاطٍ إلى تَفريجِ
إفراطِ كُرْبة
يُناغي فيُلغى كُلّ
كَلٍّ أصابَهُ
ويُصغي لِمَنْ ناغاهُ
كالمُتَنَصِّتِ
ويَنسيهِ مُرَّ الخَطبِ
حُلْوُ خِطابِه
ويُذكِرُهُ نَجْوى
عهودٍ قديمة
ويُعرِبُ عن حالِ
السَّماعِ بحالِه
فيُثبِتُ للرَّقصِ
انتِفاء النقيصة
إذا هامَ شَوْقاً
بالمُناغي وهَمَّ أنْ
يَطيرَ إلى أوطانِهِ
الأوَّلِيَّة
يُسَكَّنُ بالتَّحريكِ
وهو بمَهْدِهِ
إذا ما لهُ أيدي
مُرَبِّيهِ هَزَّت
وجدتُ بوَجدٍ آخذِي عند
ذكرِها
بتَحبيرِ تالٍ أو
بألحانِ صَيَّت
كما يجدُ المكروبُ في
نزعِ نفسِهِ
إذا ما له رسلُ المنايا
توفَّتِ
فواجدُ كَرْبٍ في سياقٍ
لفُرْقَةٍ
كمَكروبٍ وَجْدِ
لاشتياق لرُفقة
فذا نفسُهُ رَقَّتْ إلى
ما بَدَتْ بِه
وروحي ترَقَّتْ للمبادي
العَلِيَّة
وبابُ تخَطّيّ اتِّصالي
بحيثُ لا
حِجابَ وِصالٍ عنهُ
روحي ترَقَّت
على أثَري مَن كان
يُؤثِرُ قصْدَهُ
كمِثليَ فَلْيَركَبْ له
صِدْقَ عَزمة
وكمَ لُجَّةٍ قد خُضْتُ
قبلَ ولوجه
فَقيرُ الغِنى ما بُلّ
مِنها بَنَغْبَة
بمِرْآةِ قولي إنْ
عزَمتَ أُريكَة
فأصْغِ لِما أُلقي
بسَمعِ بَصِيرة
لَفَظتُ من الأقوالِ
لَفظيَ عِبرَةً
وحَظِّي من الأفعالِ في
كلّ فَعْلة
ولَحظي على الأعمالِ
حُسنُ ثَوابها
وحِفظيَ للأحوالِ من
شَينِ رِيبة
ووعظي بصِدق القصدِ
إلقاء مخلِصٍ
ولَفْظي اعتبار
اللَّفظِ في كلّ قِسمَة
وقَلبِيَ بَيْتٌ فيه
أسكن دونَهُ
ظُهُورُ صِفاتي عَنهُ
من حُجُبِيتي
ومنها يَميني فيَّ
رُكنٌ مُقَبَّلٌ
ومن قِبلَتي للحُكمِ في
فيّ قُبلَتي
وحَوْليَ بالمَعنى
طَوافي حقيقةً
وسَعيي لوَجهي من صفائي
لمَرْوَتي
وفي حَرَمٍ من باطني
أمْنُ ظاهري
ومِنْ حولِهِ يُخشى
تخطُّفُ جيرتي
ونفسي بصَومي عن سِوايَ
تفَرُّداً
زكتْ وبفَضلِ الفيض
عنِّي زَكَّت
وشَفعُ وُجودي في
شُهوديَ ظلَّ في اتْ
تِحاديَ وِتْراً في
تَيَقُّظِ غَفوَتي
وإسراءُ سرِّي عن
خُصوصِ حقيقةٍ
إليَّ كَسَيري في
عُمومِ الشريعةِ
ولم ألهُ باللاَّهوتِ
عن حُكمِ مظهَري
ولم أنسَ بالنَّاسوتِ
مظهرَ حِكمتي
فعَنِّي على النَّفس
العُقودُ تحكَّمت
ومنِّي على الحِسّ
الحُدودُ أُقيمتِ
وقد جاءَني منِّي رسولٌ
عليه ما
عَنِتُّ عزيزٌ بي حريصٌ
لرأفَة
بحُكمي من نَفسي عليها
قَضَيتُهُ
ولما توَلَّتْ أمرَها
ما تولَّتِ
ومن عهد عهدي قبل عصرِ
عناصري
إلى دارِ بَعثٍ قبلَ
إنذارِ بَعثَة
إليَّ رَسولاً كُنتُ
منيَ مُرْسَلاً
وذاتي بآياتي عليَّ
استَدَلَّتِ
ولما نقَلتُ النَّفسَ
من مُلكِ أرضِها
بحكمِ الشِّرا منها إلى
مُلكِ جَنَّة
وقد جاهدتْ واستُشهدتْ
في سبيلها
وفازتْ ببُشرَى بيعِها
حينَ أوفَت
سَمتْ بي لجَمعي عن
خُلودِ سمائِها
ولم أرْضَ إخلادي لأرضِ
خليفتي
ولا فَلَكٌ إلاَّ ومن
نورِ باطِني
بِه مَلَكٌ يُهدي
الهُدى بمَشيئَتي
ولا قُطْرَ إلاَّ حلّ
مِن فيض ظاهري
بِه قَطرَةٌ عنها
السَّحائبُ سَحَّت
ومن مطلعي النورُ
البَسيطُ كلَمعةٍ
ومِن مشرَعي البحرُ
المحيطُ كقطرَة
فكُلِّي لكُلِّي طالِبٌ
مُتَوَجِّهٌ
وبعضي لبَعضي جاذِبٌ
بالأعِنَّة
ومَن كان فوق التَّحت
والفوْقُ تحته
إلى وجهِه الهادي
عَنَتْ كلُّ وِجهَة
فتحتُ الثَّرَى فوقُ
الأثيرِ لرَتْقِ ما
فَتَقْتُ وفَتقُ الرَّ
تقِ ظاهرُ سُنَّتي
ولا شبهَةٌ والجمعُ
عينُ تَيَقُّنٍ
ولا جِهَةٌ والأينُ
بَينَ تَشَتُّتي
ولا عِدَّةٌ والعَدّ
كالحدّ قاطِعٌ
ولا مُدَّةٌ والحدّ
شِرْكُ موَقتِ
ولا نِدّ في
الدَّارَينِ يقضي بنَقْضِ ما
بَنيتُ ويُمضي أمرُهُ
حُكمَ إمرَتي
ولا ضِدّ في الكَونَينِ
والخَلقُ ما ترى
بهِمْ للتَّساوي من
تفاوُتِ خِلقَتي
ومني بدا لي ما عليَّ
لَبِسْتُهُ
وعني البَوادي بي إليَّ
أُعيدَتِ
وفي شَهِدْتُ
السّاجدينَ لمَظهري
فحَقّقْتُ أني كُنتُ
آدمَ سَجدَتي
وعايَنتُ روحانيّة
الارَضِينَ في
مَلائِكِ عِليّيّنَ
أكْفاء رُتْبَتي
ومن أفقي الدّاني
اجتَدى رِفْقيَ الهُدى
ومِن فَرْقيَ الثاني
بدا جَمعُ وَحدَتي
وفي صَعقِ دَك الحِسّ
خَرّت إفاقةً
ليَ النّفسُ قبلَ
التّوبِة المُوسويّة
فلا أينَ بَعدَ العينِ
والسّكْرُ منه قد
أَفَقْت وعين الغين
بالصّحوِ أصْحَت
وآخِرُ مَحْوٍ جاءَ
خَتمي بعدَهُ
كأوّل صَحْوٍ
لارْتِسامٍ بِعِدّة
وكيفَ دُخولي تحتَ
مِلكي كأوْلِيَا
ء مُلْكِي وأتباعي
وحزْبي وشيعتي
ومأخوذُ محْوِ الطَّمسِ
مَحقاً وزنتْهُ
بمَحذوذِ صحْوِ الحسّ
فَرقاً بِكفَّة
فنقطةُ عينِ الغينِ عن
صحويَ انمحت
ويَقْظَةُ عينِ العينِ
محْويَ ألغَت
وما فاقِدٌ بالصّحوِ في
المَحوِ واحدٌ
لتَلْوِيِنِه أهلاً
لِتَمْكِيْنِ زُلْفَة
تَساوَى النّشاوى
والصُّحاةُ لِنَعتِهِمْ
بِرَسْمِ حُضورٍ أو
بوَسْمِ حظيرة
ولَيسوا بقَوْمِي مَن
عَلَيْهِمْ تعاقبَتْ
صِفَاتُ التِبَاسٍ أو
سِماتُ بقيّة
ومَن لم يرِث عنّي
الكَمَالَ فناقصٌ
على عَقِبَيْهِ ناكِصٌ
في العُقوبة
وما فيّ ما يُفضي
للَبْسِ بقيّةٍ
ولا فَيءَ لي يَقضي
عليّ بفَيئَة
وماذا عَسى يَلْقى
جَنانٌ وما بِهِ
يفُوهُ لِسانٌ بينَ
وَحْيٍ وصيغَة
تعانَقتِ الأطرافُ
عنديَ وانطوى
بِساطُ السِّوى عدلاً
بحُكم السويَّة
وعادَ وُجودي في فَنا
ثَنَوِيَّةِ ال
وُجودِ شُهوداً في
بَقَا أحَديَّة
فما فَوْقَ طَوْرِ
العقْلِ أوّل فَيضةٍ
كما تحتَ طُورِ
النّقْلِ آخر قَبضَة
لذلك عَن تفضيلِهِ
وهْوَ أهلُهُ
نَهانَا على ذي النّونِ
خيرُ البرِيّة
أشَرْتُ بما تُعطي
العِبَارَةُ والذي
تَغَطَّى فقَدْ
أَوْضحْتُهُ بلَطِيفِة
ولَيْسَ ألَستُ الأمسِ
غَيْراً لِمنْ غدا
وجِنحي غدا صُبحي
ويوميَ لَيْلَتِي
وسِرُّ بَلى لله
مِرْآةُ كَشْفهَا
وإثْبَاتُ مَعنى
الجَمْعِ نَفْيُ المَعيّة
فلا ظُلَمٌ تَغشَى ولاَ
ظُلمَ يُخْتَشى
ونِعْمَةُ نوري أطفأتْ
نارَ نَقْمَتي
ولا وَقت إلاّ حيثُ لا
وقتَ حاسِبٌ
وُجودَ وُجودي من حِساب
الأهلّة
ومسجونُ حَصْرِ العَصرِ
لم يرَ ما وَرا
ءَ سجِيّتِهِ في
الجَنَّةِ الأبَدِيّة
فبي دارتِ الافلاكُ
فاعجبْ لقُطْبِها ال
مُحيطِ بها والقُطبُ
مركزُ نُقطَة
ولا قُطْبَ قَبلي عن
ثلاثٍ خَلَفتُهُ
وقُطْبِيّةُ الأوتادِ
عن بَدَليّة
فلا تَعْدُ خَطّي
المُسْتَقِيمَ فإنّ في الزْ
زَوايا خبَايا
فانتَهِزْ خَيرَ فُرْصَة
فعَنّي بَدا في الذّرّ
فيّ الوَلا وَلي
لِبَانُ ثُدِيّ
الجَمْعِ مِنّيَ دَرّت
وأَعجَبُ ما فيها
شَهِدْتُ فراعَني
ومن نفث روح القدس في
الرّوع روعتي
وقد أشهَدَتني حُسنها
فشُدِهْتُ عن
حِجاي ولم أُثبِتْ
حِلايَ لدَهْشَتِي
ذَهَلْتُ بها عنّي
بحيثُ ظَنَنْتُني
سِوَايَ ولم أقْصِدْ
سَواء مَظِنّتي
ودَلّهني فيها ذُهُولي
فلم أُفِقْ
عَليّ ولم أَقفُ
التِماسي بِظِنّتي
فأصبحْتُ فيها والِهاً
لاهياً بِها
ومَن وَلّهتْ شُغلاً
بها عنهُ ألهَت
وعن شُغُلي عنّي
شُغِلْتُ فَلَوْ بها
قضيتُ ردىً ما كنتُ
أدري بنُقلتي
ومِن مُلَحِ الوجدِ
المُدلِّهِ في الهوى ال
مُوَلّه عقلي سَبْيُ
سَلْبٍ كغَفْلَتي
أُسائِلُها عنّي إذا ما
لقيتُها
ومِن حيثُ أهدَتْ لي
هُداي أضلّت
وأطلُبُها منّي وعِنديَ
لم تزَلْ
عجبتُ لها بي كيف عنّي
اسَتَجَنّت
وما زِلْتُ في نفسي بها
مُتَرَدّداً
لنَشْوَةِ حِسّي
والمَحَاسِنُ خمْرَتي
أُسافِرُ عن عِلْمِ
اليقينِ لِعَيْنه
إلى حقّه حيثُ الحقيقةُ
رِحْلتي
وأنشُدُني عني
لأُرْشِدَني على
لساني إلى مُسْتَرشِدِي
عندَ نَشدَتي
وأسألُني رَفْعي
الحِجابَ بكَشْفِي النْ
نقابَ وبي كانتْ إليّ
وسيلَتي
وأنظُرُ في مِرآةِ
حُسنِي كي أَرَى
جَمالَ وُجودي في
شُهوديَ طَلعَتِي
فإن فُهتُ باسْمي أُصغِ
نحوي تشوّقاً
إلى مُسمِعي ذِكري
بنُطقي وأُنصِت
وأُلصِقُ بالأحشاءِ
كَفّي عسايَ أن
أُعانِقَها في وَضْعِها
عند ضَمّتي
وأهْفو لأنفاسي لعَلّيَ
واجِدي
بها مُستجيزاً أنّها
بيَ مَرّتِ
إلى أن بَدا منّي
لِعَيْنِيَ بارقٌ
وبانَ سَنا فجري وبانت
دُجنّتي
هناكَ إلى ما أحجمَ
العقلُ دونَهُ
وصَلْتُ وبي منّي
اتّصالي ووُصْلتي
فأسفَرْتُ بِشراً إذ
بلَغْتُ إليّ عن
يَقينٍ يَقيني شدَّ
رَحل لِسَفْرَتي
وأَرْشَدْتُنِي إذ كنتُ
عنّيَ ناشدي
إليّ ونفسي بي عليّ
دَليلَتي
وأستارُ لَبْسِ الحِسّ
لما كشَفْتُها
وكانتْ لها أسرارُ
حُكميَ أَرْخَت
رَفعتُ حِجاب النّفسِ
عنها بكشفيَ النْ
نِقابَ فكانت عن سؤالي
مُجيبتي
وكنتُ جِلا مِرآةِ
ذاتيَ مِن صَدا
صِفاتي ومني أُحدِقَتْ
بأشِعّة
وأشهدُني إيّايَ إذ لا
سِواي في
شُهوديَ موجودٌ فيَقضي
بزحمة
وأسمَعُني في ذكريَ
اسميَ ذاكري
ونفسي بنَفْيِ الحس
أصغَتْ وأسمَت
وعانقْتُني لا بالتِزَامِ
جوارحي ال
جوانِحَ لَكِنّي
اعتنقْت هوِيّتِي
وأوجَدْتُني روحي وروح
تَنَفّسي
يُعَطّرُ أنفاسَ
العبيرِ المُفتت
وعن شِرْكِ وصَفِ الحسّ
كُلّي منزه
وفيٌّ وقد وحّدْتُ
ذاتيَ نُزهتي
ومَدْحُ صِفَاتي بي
يُوَفّقُ مادِحي
لحَمْدي ومدْحي بالصفات
مذَمّتي
فشاهِدُ وصفي بي جَليسي
وشاهدي
به لاحتِجَابي لن
يَحِلّ بِحِلّتي
وبي ذِكْرُ أسمائي
تيَقّظُ رُؤيَةٍ
وذِكرِي بها رُؤيا
تَوَسُّن هجْعَتي
كذاكَ بِفعلي عارِفي
بيَ جاهلٌ
وعارِفُهُ بي عارِفٌ
بالحقيقة
فخُذْ عِلمَ أعلامِ
الصفاتِ بِظاهرِ ال
مَعَالمِ مِنْ نَفسٍ
بذاكَ عليمَة
وفَهْمُ أسامي الذّاتِ
عنها بباطنِ ال
عَوَالم ومن روحٍ بذاكَ
مُشيرَة
ظُهورُ صِفاتي عن اسامي
جوارحي
مجازاً بها للحكمِ نفسي
تسَمّت
رُقُومُ عُلُومٍ في
سُتُورِ هياكِلٍ
على ما وراءَ الحسّ في
النّفس ورَّت
وأسماءُ ذاتي عن
صِفَاتِ جوانحي
جَوازاً لأسرارٍ بها
الرّوحُ سُرّتِ
رمُوزُ كُنُوزٍ عن
معاني إشارةٍ
بمكنونِ ما تُخفي
السرائِرُ حُفّتِ
وآثارُها بالعالمين
بِعِلْمِها
وعنها بها الأكوانُ
غيرُ غَنِيّة
وُجُودُ اقتِنَا ذِكْرٍ
بأيْدِ تَحَكّمٍ
شهودُ اجتِنَا شُكْرٍ
بأيْدٍ عميمَة
مظاهِرُ لي فيها
بَدَوْتُ ولم أكنْ
عَلَيّ بخافٍ قبلَ
مَوطِنِ بَرْزتي
فلفْظٌ وكُلّي بي
لِسانٌ مُحدِّثٌ
ولحظٌ وكُلّي فيّ عَينٌ
لِعَبرَتي
وسَمْعٌ وكُلّي بالنّدى
أسمعُ النِّدا
وكُلّيَ في رَدّ الرّدى
يدُ قُوّة
معاني صِفَاتٍ ما وَرا
اللَّبسِ أُثْبِتَتْ
وأَسْماءُ ذاتٍ ما رَوى
الحسُّ بَثّت
فتصرفُها مِنْ حافِظِ
العَهْدِ أوّلاً
بنَفسٍ عليها بالوَلاءِ
حفيظَة
شوادي مُباهاةٍ هوادي
تنَبُّهٍ
بَوادي فُكاهاتٍ غَوادي
رَجِيّة
وتوقيفُها من مَوثِقِ
العَهدِ آخراً
بنفسٍ عل عِزّ الإِباءِ
أبيّة
جواهرُ أنباء زواهرُ
وُصْلَةٍ
طواهرُ أبناء قواهرُ
صَولَة
وتَعرِفُها مِن قاصِد
الحَزْم ظاهراً
سَجِيّةُ نفسٍ بالوجودِ
سخيّة
مَثاني مُناجاةٍ معاني
نباهَةٍ
مغاني مُحاجاةٍ مَباني
قَضيّة
وتَشريفُها من صادِقِ
العزمِ باطناً
إنابَةُ نفسٍ بالشّهود
رضيّة
نجائِبُ آيَاتٍ غرائبُ
نُزهَةٍ
رغائبُ غاياتٍ كتائِبُ
نَجْدَة
فللَّبْسِ منها
بالتَعَلّقِ في مَقا
مِ الإسلامِ عن
أحكامِهِ الحِكَميَّة
عقائقُ إحكامٍ دقائقُ
حِكْمَةٍ
حقائقُ إحكامٍ رقائقُ
بَسْطَة
ولِلْحٍسّ منها
بالتحقّقِ في مقا
مِ الإيمانِ عن
أعْلامِهِ العَمليّة
صوامِعُ أَذْكَارٍ
لوامعُ فِكْرَةٍ
جوامِعُ آثار قوامعُ
عِزَّة
وللنّفسِ منها
بالتخلّقِ في مَقا
مِ الإِحْسَانِ عن
أنبائِه النَبويّة
لطائفُ أخبارٍ وظائفُ
مِنْحَةٍ
صحائِفُ أحبارٍ خلائفُ
حِسْبة
وللجَمعِ من مَبْدَا
كأنّك وانتهى
فإن لم تكُنْ عن آيَةِ
النظريّة
غُيُوثُ انفعالات
بُعوثُ تنَزّهٍ
حُدوثُ اتصالات لُيوثُ
كتيبة
فمرجِعُها للحِسّ في
عالمِ الشها
دةِ المُجْتَدِي ما
النفسُ منّي أَحسّت
فُصُولُ عِباراتٍ
وُصولُ تحيّةٍ
حُصولُ إشاراتٍ أُصولُ
عطيّة
ومطلِعُها في عالَمِ
الغيْبِ ما وَجَدْ
تُ مِنْ نِعَمٍ منى
عليّ استجدّت
بشائِرُ إقرارٍ بصائرُ
عَبرَةٍ
سرائرُ آثارٍ ذخائِرُ
دعْوَة
وموضِعُها في عالمِ
المَلَكوتِ ما
خُصِصْتُ من الإِسرا بة
دون أُسرتي
مدارسُ تنزيلٍ مَحارسُ
غِبْطَةٍ
مغارِسُ تأويل فوارِسُ
مِنعَة
وموقِعُهَا من عالَمِ
الجَبروتِ مِن
مشارقِ فتحٍ للبصائِرِ
مُبْهِت
أرائِكُ توحيدٍ مدارِكُ
زُلْفَةٍ
مسالكُ تجميدٍ ملائكُ
نُصْرَة
ومنبَعُها بالفَيْضِ في
كلّ عالَمٍ
لِفَاقَةِ نفْسٍ
بالإِفاقَةِ أثْرَت
فوائدُ إلهامٍ روائدُ
نِعمَة
عوائِدُ إنعام موائدُ
نِعمة
ويجري بما تُعطِي
الطريقةُ سائري
على نَهجِ ما مِنى
الحقيقةُ أعطَت
ولمّا شَعَبْتُ
الصّدْعَ والتأمَت فُطْو
رُ شَمل بفَرْق الوصفِ
غيرِ مُشتّت
ولم يَبقَ ما بيني
وبينَ توَثّقي
بإيناسِ وُدّي وما
يُؤدّي لِوَحْشة
تحقّقتُ أنّا في
الحقيقِة واحدٌ
وأثبَتَ صَحْوُ الجمع
محْوَ التشتت
وكُلّي لِسانٌ ناظرٌ
مِسمَعٌ يَدٌ
لنُطقٍ وإداركٍ وَسَمعٍ
وبَطشة
فَعَيني ناجتْ
واللّسانُ مُشاهِدٌ
ويَنْطِقُ مني السمْعُ
واليدُ أصغت
وسَمْعيَ عَينٌ تجتَلي
كُلّ ما بدا
وعَيني سَمعٌ إن شدا
القوم تُنْصِت
ومِنّيَ عن أيدٍ لِساني
يَدٌ كما
يَدي لي لسانٌ في خطابي
وخُطبتي
كذاكَ يَدي عَينٌ تَرَى
كُلّ ما بدا
وعيني يَدٌ مبسوطةٌ
عندَ بَسطَتي
وسَمعي لِسانٌ في
مُخاطبَتي كذا
لسانيَ في إصغائِه
سَمْعُ مُنصِت
وللشّمّ أحكامُ اطّرادٍ
القياسِ في اتْ
تِحادِ صِفاتي أو
بعكْسِ القضيّة
وما فيّ عَضْوٌ خُصّ من
دونِ غيرِهِ
بتَعيينِ وصْف مثْلَ
عينِ البصيرة
ومِني على افرادها
كُلُّ ذَرّة
جوامِعُ أفعالِ
الجوارحِ أحيت
يُناجي ويُصغي عن
شُهودِ مُصرِّف
بمجموعِهِ في الحالِ عن
يَدِ قُدرَة
فأَتلُو عُلومَ
العالِمَين بلفْظَةٍ
وأجلُو عليّ العالمين
بلَحْظَة
وأسمَعُ أصواتَ
الدّعاةِ وسائِرَ اللْ
لُغاتِ بِوَقْتٍ دونَ
مِقدارِ لَمحة
وأُحْضِرُ ما قد عَزّ
للبُعْدِ حَمْلُهُ
ولم يَرْتَدِدْ طرفي
إليّ بغَمضَة
وأنشَقُ أرواحَ
الجِنَانِ وعَرْفَ مَا
يُصافحُ أذيالَ
الرّياحِ بنَسْمَة
وأستَعرِضُ الآفاقَ
نحوي بخَطْرَة
وأخترِقُ السّبْعَ
الطّبَاقَ بخَطْوَة
وأشباحُ مَن لمْ تبقَ
فيهِمْ بقيّةٌ
لجَمعيَ كالأرواحِ
حفّتْ فخفّت
فمَن قالَ أو مَن طال
أو صال إنّما
يمُتّ بإمدادي له
برَقيقَة
وما سارَ فوقَ الماء أو
طارَ في الهوا
أوِ اقتحمَ النّيرانَ
إلاّ بهِمّتِي
وعَنّيَ مَنْ
أَمْدَدْتُهُ برَقيقَة
تصَرّفَ عن مَجموعِهِ
في دقيقة
وفي ساعة أو دون ذلك
مَن تلا
بمجموعة جَمعي تَلا
أَلفَ خَتْمَة
ومِنّيَ لو قامتْ
بِمَيْت لطيفةٌ
لَرُدّتْ إليْهِ نفسُهُ
وأُعيدَت
هي النّفسُ إن ألقَتْ
هواها تضاعفت
قُواها وأعطَتْ فِعَلها
كُلَّ ذرّة
وناهيكَ جَمعاً لا
بفَرْقِ مساحَتي
مكان مَقيسٍ أوْ زمان
موقَّتِ
بذاك علا الطّوفانَ
نوحٌ وقد نَجا
به مَن نجا من قومِهِ
في السفينة
وغاضَ لَهُ ما فاضَ
عنهُ استجادةً
وجدّ إلى الجُودي بها
واستقَرّت
وسارَ ومتنُ الرّيحِ
تحتَ بساطِه
سُلَيمانُ بالجَيشَينِ
فوقَ البسيطة
وقبل ارتدادِ الطرفِ
أُحضِرَ مِن سَبا
لهُ عَرْشُ بلقيسٍ
بغيرِ مشَقّةِ
وأَخْمَدَ إبراهيمُ
نارَ عدُوّهِ
وعَن نورِهِ عادت له
رَوْضَ جنَّة
ولمَا دعا الأطيارَ من
كُلّ شاهِقٍ
وقد ذُبِحَتْ جاءتْهُ
غيرَ عَصيَة
ومن يدِه موسى عَصاهُ
تلَقّفَتْ
من السّحرِ أهوالاً على
النّفس شقّت
ومِن حجَرٍ أجرى عيوناً
بضَرْبةٍ
بها دَيماً سقّتْ
وللبَحرِ شَقّت
ويَوسُفُ إذا ألقى
البَشِيرُ قَميصه
على وَجْهِ يعقوبٍ
عليِه بأوْبة
رآهُ بعَيْنٍ قبلَ
مَقدَمِهِ بكى
عليِه بها شوقاً إليِه
فكُفّت
وفي آلِ إسْرائيلَ
مائِدَةٌ مِنَ السْ
سَمَاء لعيسَى أنزِلَتْ
ثمّ مُدّت
ومِنْ أكْمَهٍ أبْرا
ومِن وضَحٍ عدا
شَفى وأعادَ الطّينَ
طيراً بنَفخَة
وسِرُّ انفِعَالاتِ
الظّواهرِ باطِناً
عن الإِذنِ ما ألقَتْ
بأُذنكَ صيغتي
وجاءَ بأسرارِ الجَميعِ
مُفيضُها
عَلَيْنَا لهم خَتْماً
على حين فَترَة
وما مِنهُمُ إلاّ وقد
كانَ داعِياً
بِهِ قومَهُ للحَقّ عن
تَبَعِيّة
فعالِمُنا منهُمْ نبيٌّ
ومَن دَعا
إلى الحقّ منّا قامَ
بالرسُلِيّة
وعارِفُنا في وقتِنا
الأحمَديُّ مَن
أولي العزمِ منهُمْ
آخِذٌ بالعَزٍيمة
وما كانَ منهُمْ
مُعْجِزاً صارَ بعدَه
كَرامةَ صِدّيقٍ لهُ
أوْ خليفة
بعِتْرَتِهِ استغنَتْ
عنِ الرّسُلِ الوَرى
وأصحابِهِ
والتّابِعِينَ الأئِمّة
كراماتُهُمْ من بعضِ ما
خَصّهُمْ به
بما خصّهُمْ مِنْ إرْثِ
كُلّ فضيلة
فمِنْ نُصْرَةِ الدّينِ
الحَنيفيّ بَعدَه
قتَالُ أبي بكْر لآلِ
حنيفَة
وسارِيَةٌ ألْجَاهُ
للجَبَلِ النّدا
ءُ مِن عُمَر والدّارُ
غيرُ قريبة
ولم يشتغِلْ عثمانُ عن
وِرْدِهِ وقد
أدارَ عليهِ القومُ
كأسَ المَنيّة
وأوضَحَ بالتأويلِ ما
كانَ مُشكِلاً
عليّ بِعلْمٍ نالهُ
بالوصيّة
وسائرُهُمْ مِثْلُ
النجومِ مَن اقتدى
بأَيّهِم منهُ اهتَدى
بالنصيحة
وللأولياءِ المؤمِنينَ
بِهِ ولَمْ
يَروهُ اجتِنا قُربٍ
لقُرْب الأخُوّة
وقُربُهُمُ معنىً له
كاشتياقِهِ
لهمْ صورةً فاعجبْ
لحضرَةِ غيبة
وأهلٌ تَلَقّى الروحَ
باسْمي دَعَوْا إلى
سبيلي وحَجّوا
المُلحِدينَ بحُجّتِي
وكُلّهُمُ عن سبْق
معنايَ دائرٌ
بدائِرَتِي أو وارِدٌ
من شريعتي
وإنّي وإن كنتُ ابنَ
آدمَ صورةً
فَلي فيِه مَعنًى شاهدٌ
بأبُوتِي
ونفسي على حُجْرِ
التّجَلّي برُشدها
تَجَلّتْ وفي حِجرِ
التجَلّي تَرَبّت
وفي المَهْدِ حِزْبي
الأنبياءُ وفي عنا
صري لَوحيَ المحفوظ
والفتحُ سورتي
وقبلَ فِصالي دون
تكليفِ ظاهري
ختمتُ بشرعي الموضِحي
كلّ شرْعة
فهُمْ والأُلى قالوا
بَقَولِهِمِ على
صراطيَ لم يَعدوا مواطئ
مِشيَتي
فيُمْنُ الدعاةِ
السابقينَ إليّ في
يَميني ويُسْرُ
اللاّحقينَ بِيَسْرَتي
ولا تَحْسَبنّ الأمرَ
عنّيَ خارجاً
فما سادَ إلاّ داخِلٌ
في عُبودتي
ولولايَ لم يُوْجدْ
وُجودٌ ولم يكُنْ
شهودٌ ولم تُعْهَدْ
عُهودٌ بذِمّة
فلا حيَّ إلاّ مِنْ
حياتي حياتُهُ
وطَوعُ مُرادي كُلّ
نفسٍ مُريدة
ولا قائلٌ إلاّ بلَفظي
مُحَدِّثٌ
ولا ناظِرٌ إلاّ
بناظِرِ مُقْلَتي
ولا مُنْصِتٌ إلاّ
بِسَمْعِيَ سامعٌ
ولا باطِشٌ إلاّ بأزْلي
وشِدّتي
ولا ناطِقٌ غَيري ولا
ناظِرٌ ولا
سميع سِوائي من جميعِ
الخليقة
وفي عالَم التركيب في
كلّ صورَةٍ
ظَهَرْتُ بمَعنىً عنه
بالحسنِ زينَتِ
وفي كلّ معنىً لم
تُبِنْهُ مَظاهِري
تصوّرْتُ لا في صورةٍ
هيكليّة
وفيما تراهُ الرّوحُ
كَشْفَ فَراسةٍ
خَفيتُ عنِ المَعنى
المُعنَّى بدِقّة
وفي رَحَموتِ البَسْطِ
كُلّيَ رَغْبَةٌ
بها انبَسطتْ آمالُ
أهلٍ بَسيطتي
وفي رَهَبَوتِ القبضِ
كُلّيَ هَيبَةٌ
ففيما أجَلْتُ العَيْنَ
منّي أجَلّت
وفي الجمعِ
بالوَصْفَينِ كُلّيَ قُرْبَةٌ
فحَيَّ على قُرْبَي
خِلالي الجميلة
وفي مُنْتَهَى في لم
أَزَل بيَ واجِداً
جَلالَ شُهودي عن كمالِ
سجيّتي
وفي حيثُ لا في لم
أزَلْ فيّ شاهداً
جَمالَ وُجودي لا
بناظِر مُقلتي
فإن كنتَ منّي فانْحُ
جمعيَ وامْحُ فَرْ
قَ صَدْعي ولا تجنح
لجنحِ الطبيعة
فدونَكَهَا آياتِ
إلهامِ حِكمَةٍ
لأوهامِ حَدسِ الحسّ
عنكَ مزيلة
ومِن قائلٍ بالنّسخِ
والمَسْخُ واقِعٌ
بِهِ ابْرَأْ وكُنْ
عمّا يراهُ بعُزْلَة
ودَعْهُ و دعوى الفسخِ
والرّسخُ لآئقٌ
بِهِ أَبداً لو صَحّ في
كلِّ دورَة
وضَرْبي لكَ الأمثالَ
مِنّيَ مِنَّةٌ
عليكَ بشأني مَرَّةً
بَعْدَ مَرّة
تأمّلْ مقاماتِ
السَّروجيِّ واعتَبِرْ
بِتَلْوينِهِ تَحْمَدْ
قَبولَ مَشورتي
وتَدرِ التِباسَ
النّفسِ بالحِسّ باطناً
بمظهَرِهَا في كلّ شكلٍ
وصورة
وفي قَولِهِ إنْ مانَ
فالحَقّ ضاربٌ
بِهِ مَثَلاً والنفسُ
غيرُ مُجِدّة
فكُنْ فَطِنَاً وانظُر
بحِسّكَ مُنْصِفاً
لنَفْسِكَ في أفعالِكَ
الآَثَرِيّة
وشاهدْ إذا استجلَيتَ
نفسكَ ما ترى
بغيرِ مِراءٍ في
المَرائي الصقيلَة
أغَيْرُكَ فيها لاحَ أم
أنتَ ناظِرٌ
إليكَ بها عندَ
انعِكاسِ الأشعّة
وأصْغِ لرَجْعِ الصوتِ
عندَ انقطاعه
إليكَ بأكنافِ القُصورِ
المَشيدَة
أهَل كانَ مَن ناجاكَ
ثَمّ سِواكَ أم
سَمِعْتَ خِطاباً عن
صَداكَ المُصَوّت
وقُلْ ليَ مَن ألقى
إليكَ عُلُومَهُ
وقد ركدتْ منكَ الحواسُ
بغَفْوَة
وما كنتَ تدري قبل
يومكَ ما جرَى
بأمسِكَ أو ما سوفَ
يجري بغُدوة
فأصبحتَ ذا عِلْمٍ
بأخبار مَن مَضى
وأسرارِ من يأتي
مُدِلاً بخِبْرَة
أتحسبُ من جاراكَ في
سِنةِ الكَرَى
سِواكَ بأنواعِ
العُلُومِ الجليلة
وما هِيَ إلاّ النّفسُ
عند اشتِغالها
بعالَمِها عن مَظهَرِ
البَشَرِيّة
تَجَلّتْ لها بالغَيبِ
في شكلِ عالِمٍ
هَداها إلى فَهْمِ
المَعاني الغريبة
وقد طُبِعَتْ فيها
العُلُومُ وأُعْلِنَتْ
بأسمائها قِدْمَاً
بوَحْيِ الأُبُوّة
وبالعِلْمِ مِنْ فوقِ
السِّوَى ما تنعّمَتْ
ولكنْ بما أملَتْ عليها
تَمَلّت
ولو أَنَّها قبلَ
المَنامِ تَجَرّدَتْ
لشَاهَدْتَها مِثْلي
بِعَيْنٍ صحيحةِ
وتجريدُها العاديُّ
أثبَتَ أوّلاً
تجَرّدَها الثّاني
المَعادي فأثْبِت
ولا تكُ مِمّنْ
طَيّشَتْهُ دُروسُهُ
بحيثُ استَقَلّتْ
عقلَهُ واستقرّت
فثَمّ وراء النّقلِ
عِلْمٌ يَدِقُّ عن
مَدارِكِ غاياتِ
العقولِ السليمَة
تَلَقّيْتُهُ منّي وعني
أَخَذْتُهُ
ونفسيَ كانت من عَطائي
مُمِدَّتي
ولا تكُ باللاّهي عنِ
اللّهوِ جُمْلَةً
فهزْلُ المَلاهي جِدُّ
نَفْسٍ مُجدّة
وإيّاكَ والإِعراضَ عن
كلّ صورةٍ
مُمَوّهَةٍ أو حالةٍ
مُسْتَحِيلَة
فطَيْفُ خَيالِ الظلّ
يُهْدِي إليكَ في
كَرَى اللّهْوِ ما عنهُ
الستائِرُ شُقّت
تُرى صورَةَ الأشياءِ
تُجلى عليكَ من
وراءِ حِجَابِ اللَّبسِ
في كلّ خِلْعة
تجَمّعَتِ الأضدادُ
فيها لِحِكْمَةٍ
فأشكالُها تَبدو على
كلّ هَيئة
صوامِتُ تُبدي النطقَ
وهيَ سواكنٌ
تحرّكُ تُهدي النّورَ
غيرَ ضَوِيّة
وتضحَكُ إعجاباً
كأجذَلَ فارحٍ
وتبكي انتِحاباً مثلَ
ثَكلى حزينة
وتندُبُ إنْ أَنّتْ على
سلبِ نِعمةٍ
وتطرَبُ إنْ غَنَّتْ
على طيبِ نغمة
يرى الطيرَ في الأغصانِ
يُطْرِبُ سجعُها
بتغريدِ ألحانٍ لدَيْكَ
شجِيّة
وتَعْجَبُ من أصواتِهَا
بلُغَاتِها
وقد أعرَبَتْ عنْ
ألسُنٍ أعجميّة
وفي البَرّ تَسْرِي العِيْسُ
تخترِقُ الفلا
وفي البحر تجري الفُلكُ
في وسطِ لُجّة
وتنظُرُ للجَيْشَيْنِ
في البَرّ مَرّةً
وفي البحر أُخرى في
جموعٍ كثيرة
لِبَاسُهُمُ نَسْجُ
الحديدِ لبأسِهِمْ
وهُمْ في حِمَى حَدّيْ
ظُبىً وأسنّة
فأجنادُ جَيشِ البَرّ
ما بين فارسٍ
على فَرَسٍ أو راجلٍ رَبَّ
رِجلَة
وأكنادُ جيشِ البحرِ ما
بين راكبٍ
مَطا مركَبٍ أو صاعِدٍ
مثلَ صعدة
فمِنْ ضارِبٍ بالبِيضِ
فتكاً وطاعِنٍ
بسَمْرِ القَنا
العَسّالَةِ السمْهَرِيّة
ومِنْ مُغْرِقٍ في
النار رَشقاً بأسهُمٍ
ومِن مُحْرِقٍ بالماءِ
زَرْقاً بشُعلة
تَرى ذا مُغيراً
باذِلاً نفسَهُ وذا
يُوَلّي كسيراً تحتَ
ذُلّ الهزيمة
وتشهَدُ رَمْيَ
المَنجنيقِ ونَصْبَهُ
لهَدْمِ الصيّاصي
والحُصُونِ المَنِيْعَة
وتَلْحَظُ أشباحاً
تراءى بأنْفُسٍ
مُجَرَّدَةٍ في
أَرْضِها مُسْتَجنَّةِ
تُباينُ أنْسَ الإِنسِ
صورَةُ لَبْسِها
لِوَحْشَتِهَا والجِنُّ
غيرُ أَنيسَة
وتطرَحُ في النهرِ
الشّباكَ فتُخرجُ السْ
سماكَ يَدُ الصّيّادِ
منها بسُرْعَة
ويحتالُ بالأشراكِ
ناصِبُها على
وقوعِ خِماصِ الطّيْرِ
فيها بحبّة
ويَكْسِرُ سُفُنَ
اليَمّ ضاري دوابِه
وتظْفَرُ آسَادُ
الشّرَى بالفريسة
ويصطادُ بعضُ
الطّيرِبعضامن الفضا
ويقنِصُ بعضُ الوَحش
بعضاً بقفرَة
وتلمَحُ منها ما
تخطّيتُ ذِكْرَهُ
ولم أعتمِدْ إلاّ على
خيرِ مُلْحَة
وفي الزّمَنِ الفرْدِ
اعتَبِرْ تلقَ كلّ ما
بدا لكَ لا في مُدّةِ
مُسْتَطِيلَة
وكُلُّ الذي شاهدْتُهُ
فِعْلُ واحِدٍ
بمُفْرَدِهِ لكن
بحُجْبِ الأكِنّة
إذا ما أزال السِّترَ لم
ترَ غيرَهُ
ولم يَبْقَ بالاشكالِ
إشكالُ ريبة
وحَقّقتُ عند الكشف أنّ
بنورهِ اهْ
تَدَيْتُ إلى أفعالِهِ
بالدُّجُنّة
كذا كنتُ ما بيني
وبَينيَ مُسهِلاً
حِجَابَ التباسِ
النّفسِ في نورِ ظلمة
لأظهَرَ بالتدريجِ
للحِسّ مؤنِساً
لها في ابتِداعي
دُفْعَةً بَعْدَ دُفْعَة
قَرَنْتُ بجِدّي لَهْوَ
ذاكَ مُقَرِّباً
لفَهْمِكَ غاياتِ
المَرامي البعيدَة
ويجمَعُنا في
المظهَرَيْنِ تشابُهٌ
وليْستْ لحالي حالُهُ
بشَبِيهَة
فأشكالُهُ كانتْ
مظاهٍرَ فِعْلِه
بِسِتْرٍ تلاشتْ إذ
تَجَلّى وَوَلّت
وكانتْ له بالفعلِ نفسي
شبيهةً
وحِسّيَ كالإِشكال
واللَّبْسُ سُترتي
فلَمَّا رَفعتُ
السّتْرَ عنّي كرَفعه
بحيث بدَتْ لي النفسُ
من غير حُجّة
وقد طلَعتْ شمسُ
الشّهودِ فأشرَق ال
وُجُودُ وحَلّتْ بي
عقودُ أَخِيّة
قَتَلتُ غُلاَمَ النفسِ
بينَ إقامتي ال
جِدَارَ لأحكامي وخرْقِ
سفينتي
وعُدْتُ بإمدادي على
كلّ عالِمٍ
على حَسبِ الأفعالِ في
كلّ مُدّة
ولولا احتجابي بالصفاتِ
لأُحْرِقَتْ
مظاهرُ ذاتي من سَناءِ
سجيّتي
وألسِنَةُ الأكوانِ إن
كُنتَ واعياً
شهودٌ بتَوحيدي بحالٍ
فصيحَة
وجاء حديثٌ في اتّحاديَ
ثابتٌ
روايتُهُ في النقْلِ
غيرُ ضعيفَة
يُشيرُ بحُبّ الحقّ
بعدَ تقرّبٍ
إلَيْهِ بنَقلٍ أو أداء
فريضَة
وموضِعُ تنبيهِ
الإِشارةِ ظاهرٌ
بِكُنْتُ لهُ سَمْعَاً
كنُورِ الظّهيرة
تسبّبتُ في التوحيدِ
حتى وجَدتُهُ
وواسطةُ الأسبابِ إحدى
أَدِلّتي
ووحّدتُ في الأسبابِ
حتى فقدتُها
ورابطةُ التّوحيدِ
أجْدَى وسيلَة
وجرّدتُ نفسي عنهما
فتجرّدتْ
ولم تَكُ يوماً قَطُّ
غيرَ وحيدَة
وغُصْتُ بحار الجمع بل
خُضتُها على ان
فِرَاديَ فاستَخْرَجتُ
كلّ يتيمة
لأسْمَعَ أفعالي
بسَمْعِ بَصِيرَةٍ
وأشهَدُ أقوالي بعَيْنٍ
سَميعة
فإنْ ناح في الإيكِ
الهَزارُ وغرّدَتْ
جواباً لهُ الأطيارُ في
كلّ دَوحة
وأطْرَبَ بالمِزْمَارِ
مُصْلِحُةُ على
مُنَاسَبَةِ الاوتارِ
من يَدِ قَيْنَة
وغنّت من الأشعارِ ما
رَقّ فارتقَتْ
لسِدْرتِهَا الاسرارُ
في كلّ شدْوَة
تَنَزّهْتُ في آثارِ
صُنْعِي مُنَزِّهاً
عن الشرْك بالأغيارِ
جَمعي وأُلفتي
فبي مجلسُ الاذكارِ
سَمْعُ مُطالِعٍ
ولي حانَةُ الخمّارِ
عَينُ طليعَة
وما عَقَدَ الزّنّارَ
حُكماً سوى يدي
وإنْ حُلّ بالإِقرارِ
بي فهْيَ حلّت
وإن نارَ بالتّنزيلِ
مِحْرابُ مَسجدٍ
فما بارَ بالإِنجيلِ
هيكلُ بِيعَة
وأسفارُ تَوراةِ
الكَلِيْم لقَوْمِهِ
يُناجي بها الأحبارُ في
كلّ ليلة
وإن خَرّ للأحجارِ في
البُدّ عاكِفٌ
فلا وجْهَ للإِنكارِ
بالعصَبِيّة
فقد عَبَدَ الدّينارَ
مَعنىً مُنَزَّهٌ
عنِ العارِ بالإِشراكِ
بالوثَنية
وقد بَلَغَ الإِنذارَ
عنيَ مَن بَغى
وقامتْ بيَ الأعذارُ في
كلّ فِرْقة
وما زاغتِ الأبصارُ من
كلّ مِلّةٍ
وما زاغتِ الأفكارُ من
كلّ نِحلة
وما اختارَ مَن للشّمس
عن غِرّةٍ صبَا
وإشراقُها مِن نورِ
إسْفارِ غُرّتي
وإن عبدَ النَّارَ
المَجوسُ وما انطفَت
كما جاءَ في الاخبارِ
في ألفِ حِجَّة
فما قَصَدُوا غيري وإن
كان قصدهُم
سِوايَ وإن لم
يُظْهِروا عَقدَ نِيّة
رأوْا ضَوْءَ نوري
مرّةً فَتَوَهَّمُو
هُ ناراً فَضَلّوا في
الهُدَى بالأشعَّة
ولولا حِجابُ الكَونِ
قُلتُ وإنَّما
قيامي بأحكامِ
المظاهِرِ مُسْكِتي
فلا عَبَثٌ والخَلْقُ
لم يُخلَقوا سُدىً
وإنْ لم تكُنْ
أَفعالُهُمْ بالسديدَة
على سِمَةِ الاسماءِ
تَجري أمورُهُمْ
وحِكْمَةُ وصْف الذاتِ
للحكم أجرَت
يُصَرِّفُهُمْ في
القبضَتَيْنِ ولا ولا
فقَبْضَةُ تَنْعِيمٍ
وقَبْضَةُ شِقْوَة
ألا هكذا فلتَعرِفِ
النّفسُ أو فلا
ويُتْلَ بها الفُرقَانُ
كُلَّ صبيحة
وعِرْفَانُها مِن
نَفْسِها وهِيَ التي
على الحِسّ ما أَمَّلتُ
منيَ أمْلَت
ولو أنني وحّدْتُ
ألحدتُ وانسَلخ
تُ من آيِ جَمعي مشركاً
بيَ صنعتي
ولستُ مَلوماً أنْ
أَبُثّ مَواهبي
وأمْنَحَ أتْباعي
جَزيلَ عَطِيّتي
ولي مِنْ مُفيضِ
الجَمعِ عندَ سلامِه
عليّ بأوْ أَدْنَى
إشارةِ نِسْبَة
ومِنْ نُورِهِ مِشكاةُ
ذاتيَ أشرقَتْ
عليّ فنارَتْ بي عِشائي
كضَحوتي
فأُشْهِدتُنِي كَوْنِي
هناك فكُنْتُهُ
وشاهدتُهُ إيَّايَ
والنّورُ بَهجتي
فَبِي قُدّس الوادي
وفيه خلعتُ خَلْ
عَ نَعْلي على النادي
وجُدتُ بخلعتي
وآنَستُ أنواري فكنتُ
لها هُدىً
وناهيكَ من نفسٍ عليها
مُضِيئَة
وأسستُ أطواري
فناجَيتُنِي بها
وقضّيْتُ أوطاري وذاتي
كَليمَتي
وبَدْرِي لم يأفُلْ
وشمسيَ لَم تَغِبْ
وبي تَهتدي كُلّ الدّراري
المُنيرة
وأنْجُمُ أفلاكي جرَتْ
عن تصَرّفي
بِملكي وأملاكي
لمُلْكِيَ خَرّتِ
وفي عالَمِ التّذكارِ
للنفسِ عِلْمُها ال
مُقَدَّمُ تستَهْديهِ
منّيَ فِتْيَتِي
فحَيّ على جَمْعي
القديمِ الذي بِهِ
وَجَدْتُ كُهُولَ الحيّ
أطفالَ صِبيَة
ومن فضلِ ما أسأرْتُ
شربُ مُعاصري
ومَنْ كان قبلي
فالفضائلُ فَضْلَتِي
**
أيّ شيءٍ حلوٍ إذا
قَلَبُوهُ
بعدَ تصحيفِ بَعْضِهِ
كان خِلوَا
كادَ إن زيدَ فيهِ من
ليلِ صَبٍّ
ثُلُثَاهُ يُرَى مِنَ
الصّبح أضوَا
ولهُ اسمٌ حُرُوفُهُ
مُبْتَدَاها
مُبْتَدَا أصلِهِ الذي
كانَ مأوَى
**
ما اسمُ شيءٍ من النّباتِ
إذا ما
قَلَبُوهُ وجدْتَهُ
حيوانا
وإذا ما صحَّفْتَ
ثُلْثَيهِ حاشا
بدأَهُ كُنْتَ واصفاً
إنسانا
**
عدد الأبيات : 3
ما بَلْدَةٌ في الشّأمِ
قَلْبُ اسمها
تَصْحيفُهُ أخرى
بأَرْضِ العَجَمْ
وثُلْثُهُ إن زالَ مِنْ
قَلْبِهِ
وجَدْتَهُ طَيراً شجيَّ
النّغَمْ
وثُلْثُهُ نِصْفٌ
ورُبْعٌ لهُ
ورُبْعُهُ ثُلْثَاهُ
حينَ انقَسَمْ
**
يا خبيراً باللّغزِ
بيّن لنا ما
حَيَوانٌ تصحيفُهُ بعضُ
عامِ
رُبْعُه إن أَضَفْتَهُ
لكَ منهُ
نِصْفُهُ إن حَسَبْتَهُ
عن تمامِ
**
ما اسمٌ إذا ما سألَ
المرء عن
تصحيفِهِ خِلاً لهُ
أَفْحَمَهْ
فَنِصْفُ يَس لهُ أوّلٌ
مِنْ غيرِ ما شكٍّ ولا
جَمجَمَهْ
وإنْ تُرِدْ ثانِيَهُ
فهْوَ لا
يُذْكَرُ للسائِلِ كيْ
يَفْهَمَهْ
وإنْ تَقُلْ بَيّنْ لنا
ما الّذي
منهُ تَبَقّى بَعْدَ ذا
قُلْتُ مَهْ
بَيّنْهُ لي إن كُنتَ
ذا فِطْنَةٍ
فإنّني قد جِئْتُ
بالتّرْجَمَهْ
**
يا سَيّداً لم يزَل في
كُلّ العُلُومِ يَجُولُ
ما اسْمٌ لشَيء لذيذٍ
لَهُ النّفوسُ تميلُ
تَصحيفُ مَقْلوبِهِ في
بُيوتِ حَيٍّ نُزولُ
**
ما اسمُ طيرٍ إذا
نَطَقْتَ بحَرْفٍ
منهُ مَبْدَاهُ كانَ
ماضيَ فِعْلِهِ
وإذا ما قَلَبْتهُ فهو
فِعْلي
طَرَباً إن أَخَذتَ
لُغْزِي بِحَلِّه
**
ما اسمُ شيء من الحيا
نصفُهُ قَلْبُ نصفِه
وإذا رُخِّمَ اقتضى
طيبُهُ حُسنَ وصفِهِ
**
سَيّدي ما قَبِيلةٌ في
زَمانٍ
مَرّ فيها في العُرْبِ
كم حيّ شاعِر
ألْقِ مِنها حَرْفاً
ودَعْ مُبْتَدَاها
ثانياً تَلْقَ مِثْلَها
في العشائر
وإذا ما صَحّفْتَ
حَرفَينِ منها
كلُّ شطْرٍ مُضَعَّفاً
اسمُ طائر
**
ما اسمٌ لِما
تَرْتَضيهِ
مِن كُلّ مَعنىً وصورَه
تَصحيفُ مقلوبِهِ اسْما
حَرْفٍ وأَوّلُ سورَه
**
خَبِّروني عن اسمِ شيء
شَهيٍّ
اسمُه ظَلَّ في
الفواكِهِ سائِرْ
نصفُهُ طائرٌ وإن
صحّفوا ما
غادروا من حروفِهِ
فهْوَ طائِرْ
**
ما اسمُ قوتٍ يُعْزَى
لأوَّلِ حرفٍ
منه بِئْرٌ بطيبَةِ
مشهورَه
ثمَّ تصحيفُها لثانيهِ
مأوىً
ولنا مَركَبٌ وباقيهِ
سُورَهْ
**
ما اسمُ فتىً حرُوفُهُ
تصحيفُها إنْ غُيّرَتْ
في الخَطّ عن ترتيبها
مُقْلَتُهُ إن نَظَرَتْ
أدعُو لهُ من قَلْبِهِ
بعَوْدَةٍ مِنْهُ
سَرَتْ
**
اسمُ الذي تَيّمَنِى
حُبُّهُ
تصحيفُ طيرٍ وهوَ
مقلوبُ
لَيْسَ منَ العُجْمِ
ولكِنّه
إلى اسمهِ في العُرْبِ
منسوب
حُرُوفُهُ إنْ حُسِبَتْ
مِثْلُها
لِحاسِبِ الجُمّلِ
أَيّوبُ
**
ما اسمُ قوتٍ لأهلِهِ
مثلُ طيبٍ تحبُّهُ
قلبُهُ إن جعلتَهُ
أولاً فهو قلبُه
**
ما اسمٌ بِلا جِسْمٍ
يُرى صورَةً
وهْوَ إلى الإِنْسانِ
مَحْبوبُهُ
وقلبُهُ تصحيفُهُ
صِنْوُهُ
فاعْنَ بِهِ يُعْجِبْكَ
ترتيبُهُ
حاشِيتَا الاسْمِ إذا
أُفرِدَا
أمْرٌ به والأمْنُ
مَصْحوبُهُ
حُرُوفُهُ أنّى
تَهَجَّيْتَها
فكُلُّ حَرْفٍ منهُ
مَقْلُوبُهُ
**
ما اسْمٌ إذا فَتّْشَت
شِعري تجِدْ
تصحيفَهُ في الخَطّ
مَقلوبَهْ
وهْوَ إذا صَحَّفْتَ
ثانيه مِنْ
أنواعِ طَيرٍ غيرِ
محْبوبَهْ
ونَقْطُ حَرْفٍ فيه إنْ
زالَ مَعْ
ألْفٍ بِه بِيعَ
بِخرّوبَهْ
ونِصْفُهُ الثّلْثَانِ
مِن آلَةٍ
لِجِنْسِهِ في الضّرْبِ
منسوبَهْ
ونِصْفُهُ الآخَرُ
نِصْفُ اسمِ مَنْ
جانَسَهُ يَتْبَعُ
أُسلوَبهْ
وقَلْبُهُ قَلْبٌ لِمَا
فَهْمُهُ
مِن بَعْدِ لامٍ كُلُّ
أُعجوبَهْ
حاشِيَتاهُ عُوذَةٌ
بَعْدَما
صُفّحَتَا في الذّكْرِ
مطلوبَه
والجيمُ فيِه إنْ
تَعُدْ دالَهُ
والدّالُ جيماً فيِه
مَحْسوبَه
مِنْ بَعْدِ حَرْفَيْنِ
بِه صُحّفا
والزّايُ واوٌ فيِه
مكْتوبَه
صارَ اسمَ مَنْ
شَرَّفَهُ اللهُ بال
وَحْيِ كما شَرَّفَ
مصحوبَه
**
ما اسمُ لِطَيْرٍِ
شطُرُهُ بَلْدَةٌ
في الشّرْقِ مِنْ
تصحيفها مَشرَبي
وما بَقيِ تَصْحيفُ
مقلوِبهِ
مُضَعَّفاً قَوْمٌ مِنَ
المَغْرِبِ
**
اسْمُ الّذي أهواهُ
تَصْحيفُهُ
وكُلُّ شَطْرٍ منهُ
مقلُوبُ
يوجَدُ في تلكَ إذَنْ
قِسْمَةٌ
ضِئزى عياناً وهوَ
مكتوبُ
**
قلتُ لجَزّارْ
عَشِقْتُو كَمْ تُشَرِّحْني
ذَبَحْتَني قالَ ذا
شُغلي تُوَبِّخُنِي
ومَالْ إليَّ وَبَاسْ
رجلي يُرَبّخْني
يُرِيدُ ذَبْحي
فينفُخْني لِيَسْلَخنِي
**
أَهْوَى رَشأً رُشَيْقَ
القدّ حُلَيّ
قد حكّمَه الغَرامُ
والوَجْدُ عَلَيّ
إن قُلْتُ خُذِ الرّوح
يَقُلْ لي عَجَبَاً
ألرّوحُ لنا فهاتِ من
عندِك شَيْ
**
عرّجْ بطُوَيْلِعٍ فلي
ثَمّ هُوَيّ
واذْكُر خَبَرَ الغَرام
واسنِدْهُ إليّ
واقْصُصْ قِصَصي
عليهِمْ وابك عَلَيّ
قُلْ مات ولم يحظَ من
الوَصْلِ بشَيْ
**
إن جزْتَ بحيّ لي على
الأبْرَقِ حيْ
وابلِغْ خَبَري فإنني
أُحْسَبُ حيْ
قُلْ ماتَ مُعَنّاكُمْ
غراماً وجَوىً
في الحُبّ وما اعتاض عن
الرّوح بشَي
**
إن مُتّ وزارَ تُرْبَتي
من أَهْوَى
لبَّيْتُ مناجِياً
بغيرِ النَجْوَى
في السر أقول يا تُرى
ما صَنَعَتْ
ألحاظُكَ بي وليسَ
هَذَا شَكْوَى
**
سائقَ الأظعانِ يَطوي
البيدَ طَيْ
مُنْعِماً عَرِّجْ على
كُثْبَانِ طَيْ
وبِذَاتِ الشّيح عنّي
إنْ مَرَرْ
تَ بِحَيٍّ من عُرَيْبِ
الجِزعِ حَيْ
وتلَطّفْ واجْرِ ذكري
عندهم
علّهُم أن ينظُرُوا
عطفاً إلي
قُل ترَكْتُ الصّبّ
فيكُم شبَحاً
ما لهُ ممّا بَراهُ
الشّوقُ فَي
خافياً عن عائِدٍ لاحَ
كمَا
لاحَ في بُرْدَيهِ بعدَ
النشر طَيْ
صارَ وصفُ الضّرّ
ذاتيّاً لهُ
عن عَناء والكلامُ
الحيّ لَي
كهِلاَلِ الشّكّ لولا
أنَهُ
أنّ عَيني عَيْنَهُ لم
تتأيْ
مِثْلَ مسلوبِ حياةٍ
مثلاً
صار في حُبِّكُمُ
مَلسوبَ حَي
مُسْبِلاً للنأي
طَرْفاً جادَ إن
ضَنّ نَوءُ الطّرْفِ إذ
يسقط خَي
بَيْنَ أهلِيهِ غَريباً
نازحاً
وعلى الأوطانِ لم
يعطِفْه لي
جامِحاً إنْ سِيمَ
صَبراً عنكُمُ
وعليكُمْ جانِحاً لم
يتَأيْ
نَشَرَ الكاشِحُ ما
كانَ لهُ
طاويَ الكَشحِ قُبَيلَ
النأيِ طي
في هَوَاكُمْ رَمَضَانٌ
عُمْرُهُ
ينقضي ما بَيْنَ
إحْياءٍ وطَيْ
صادياً شوقاً لِصَدّا
طَيْفِكُمْ
جِدَّ مُلْتَاحٍ إلى
رؤيا ورَي
حائِراً في ما إليهِ أمرُهُ
حائِرٌ والمَرء في
المِحْنَة عَي
فكَأَيٍّ منْ أسىً أعيا
الإِسا
نال لو يعِنيهِ قَولي
وكأي
رائياً إنكارَ ضُرٍّ
مَسّهُ
حَذَرَ التّعنيفِ في
تعريفِ رَي
والّذي أرويهِ عن
ظاهِرِ ما
باطني يَزْويهِ عن
عِلْميَ زَي
يا أُهَيْلَ الوُدّ
أنّى تُنْكِرُو
نيَ كَهْلاً بعدَ
عِرفاني فُتَي
وهَوى الغادةِ عَمري
عادةً
يَجْلُبُ الشّيبَ إلى
الشّابِ الأُحَي
نَصباً أكسبَني الشّوقُ
كما
تُكْسِبُ الأفعالَ
نَصباً لامُ كَي
ومتى أشكُ جِراحاً
بالحشا
زِيدَ بالشكوى إليها
الجُرحُ كَي
عَيْنُ حٌسّادي عليها
لي كَوَتْ
لا تَعَدّاها أليمُ
الكَيّ كَيْ
عَجَباً في الحرب أُدعى
باسِلاً
ولها مُسْتَبْسِلاً في
الحُبِّ كَيْ
هل سَمِعْتُمُ أو
رأيتُمُ أسَداً
صادَهُ لحْظُ مَهاةٍ أو
ظُبَي
سَهْمُ شَهْم القَومِ
أشوى وشَوى
سهمُ ألحاظِكُمُ أحشايَ
شَي
وَضَعَ الآسي بصَدْرِي
كَفَّهُ
قال ما لي حيلةٌ في ذا
الهُوَيْ
أيُّ شيء مُبْرِدٌ
حَرّاً شَوى
للَشّوى حَشْوَ حَشَائي
أيُّ شي
سَقَمِي مِنْ سُقْم
أجفانِكُمُ
وبِمَعْسُول الثّنايا
لي دُوَيْ
أوعِدوني أو عِدوني
وامطُلوا
حُكْمٌ دين الحُبّ
دَينُ الحبّ لَيْ
رَجَعَ اللاّحي عليكُمْ
آئِساً
مِنْ رشادي وكذاكَ
العِشْقُ غي
أَبِعيْنَيْهِ عَمىً
عنكُمْ كَما
صَمَمٌ عن عَذْلِهِ في
أُذُنَي
أَوَ لم يَنْهَ
النُّهَى عَن عَذْلِهِ
زاوياً وجَهَ قَبُولِ
النّصحِ زَي
ظَلّ يُهْدِي لي هُدىً
في زَعْمِهِ
ضَل كم يَهْذي ولا أصغي
لِغي
ولِما يَعْذُلُ عن
ليماء طَوْ
عَ هوىً في العذل أعصى
من عُصي
لَوْمُهُ صَبّاً لدى
الحِجْرِ صَبا
بِكُمُ دَلّ على حِجْرِ
صُبَي
عاذِلي عن صَبْوَةٍ
عُذْرِيّّةٍ
هيَ بي لا فَتِئَتْ
هَيَّ بنُ بَي
ذابتِ الرّوحُ اشتياقاً
فهْيَ بَعْ
دَ نَفاذِ الدّمعِ أجرى
عَبرَتي
فهَبوُا عَينيّ ما أجدى
البُكا
عَينَ ماء فَهْيَ إحدى
مُنيَتي
أو حَشا سالٍ وما أختارُهُ
إن تَروا ذاك بها
مَنّاً عَلي
بَل أسيئوا في الهَوى
أو أحسِنوا
كُلُّ شيء حَسَنٌ
منكُمْ لدَي
رَوّحِ القلبَ بِذِكْرِ
المُنْحَنَى
وأعِدْهُ عندَ سمعي يا
أُخَي
واشدُ باسمِ اللاَءِ
خَيّمْنَ كذا
عن كُدا وَاعنَ بما
أحويه حَي
نِعْمَ ما زَمْزَمَ
شادٍ مُحْسِنٌ
بحِسَانٍ تَخذوا
زَمزَمَ جَي
وجَنابٍ زُويَتْ من
كُلّ فَجْ
جٍ لهُ قصداً رجال
النُّجْبِ زَي
وادّراعي حلّلَ
النّقْعِ ولي
عَلَمَاهُ عِوَضٌ عن
عَلَمي
واجتماعِ الشّملِ في
جَمعٍ وما
مَرّ في مَرٍّ بأفياء
الأُشَي
لَمِنىً عِندي المُنى
بُلّغْتُها
وأُهَيْلُوهُ وإنْ
ضَنّوا بِفَي
منذُ أوضحتُ قُرى
الشامِ وبا
ينْتُ باناتٍ ضَواحي
حِلّتي
لم يَرُقْني مَنْزِلٌ
بعدَ النّقَا
لا ولا مُسْتَحْسَنٌ
مِنْ بَعدِ مَي
آهِ وَاشَوقي لِضاحي
وجهِها
وظَما قَلبي لذَيّاكَ
اللُّمَي
فَبِكُلّ منه والألحاظِ
لي
سَكْرَةٌ وَاَطَرَبَا
من سَكْرَتَي
وأرى من ريِحِهِ
الرّاحَ انتشَتْ
ولَهْ مِنْ وَلَهٍ
يعْنُو الاُرَي
ذو الفَقَارِ اللّحْظُ
منها أبداً
والحشَا مِنّيَ عَمروٌ
وحُيَي
أنحَلَتْ جسمي نُحُولاً
خَصْرُها
منه حالٍ فهْوَ أبْهَى
حُلّتيَ
إنْ تَثَنّتْ فَقَضِيبٌ
في نَقاً
مُثْمِرٌ بَدْرَ دُجى
فَرْعِ ظُمَي
وإذا وَلّتْ تَوَلّتْ
مُهْجَتِي
أو تجلّتْ صارتِ
الألبابُ فَي
وأبَى يَتْلوَ إلاّ
يوسُفاً
حُسنُهَا كالذّكِرِ
يُتْلَى عن أُبَي
خَرّتِ الأقمارُ طَوعاً
يَقْظَةً
إنْ تراءَتْ لا كَرُؤيا
في كُرَيْ
لم تَكَدْ أَمْناً
تُكَدْ من حُكْمَ لا
تَقْصُصْ الرّؤيا عليهم
يا بُنَي
شَفَعَتْ حَجّي فكانت
إذ بَدَتْ
بالمُصَلّى حُجّتِي في
حِجّتِي
فَلَها الآنَ أُصَلّي
قَبِلَتْ
ذاكَ مِنّي وهْيَ
أرْضَى قِبْلَتي
كُحِلَتْ عَيني عَمىً
إنْ غَيْرَها
نَظَرْتْهُ ايهِ عَنّي
ذا الرُّشَيْ
جَنّةٌ عندي رُباها
أمحَلَتْ
أم حَلَتْ عُجّلْتُها
مِن جَنّتي
كعَروسٍ جُلِيَتْ في
حِبَرٍ
صَنْع صنعاء وديباجِ
خُوَي
دارُ خُلْدٍ لمْ يَدُرْ
في خَلَدِي
أنّهُ مَنْ يَنْأ عنها
يَلقَ غَيْ
أيُّ مَن وافى حَزيناً
حَزْنَها
سُرّ لو رَوّحَ سِرّي
سِرّ أيّ
بِئْسَ حَالاً
بُدِّلَتْ من أُنْسِهَا
وَحْشَةً أو من صلاحِ
العيشِ غَي
حيثُ لا يَرتَجعُ الفائِتُ
وا
حَسْرَتَا أُسْقِطَ
حُزْناً في يَدَي
لا تُمِلْنِي عن حِمى
مُرتَبَعي
عُدْوَتَيْ تَيْمَا
لِرَبْعٍ بِتُمَي
فَلُبانَاتي لبَانَاتٍ
تَرا
ضُعُنَا فيها لِبَانَ
الحُبّ سي
مَلَلِي مِنْ مَلَلٍ
والخَيْفُ حَيْ
فٌ تَقاضيه وأنّى ذاكَ
وَيْ
بالدُّنَى لا تْطمَعَنْ
في مَصْرِفي
عنُهَما فضلاً بما في
مِصرَفي
لو تَرى اينَ
خَمِيلاَتُ قُبا
وتَراءَيْنَ
جَمِيْلاَتُ القُبَي
كُنْتَ لا كُنْتَ بِهم
صبّاً يَرَى
مُرّ ما لاقَيتُهُ
فيهِمْ حُلَي
فأرِحْ مِنْ لَذْعِ
عَذْلٍ مِسْمَعَي
وعنِ القلبِ لِتلكَ
الرّاء زَي
خَلّ خِلّي عنكَ ألقاباً
بِها
جيء مَيْناً وانْجُ
مِنْ بدعِة جَي
وادعُني غيرَ دَعِيٍّ
عَبْدَها
نِعْمَ ما أسمو بِه هذا
السُّمَي
إن تَكُنْ عبداً لها
حقّاً تَعُدْ
خَيْرَ حُرٍّ لم يَشُبْ
دَعْوَاهُ لَي
قوتُ روحي ذِكْرُها
أنّى تحُو
رُ عن التّوقِ لِذِكْري
هَيِّ هَي
لستُ أنسى بالثّنايا قولَها
كل مَن في الحيّ أسرَى
في يَدي
سَلْهُمُ مُسْتَخْبِراً
أَنفُسَهُم
هل نَجَتْ أنفُسهُمْ
مِن قبضتي
فالقَضَا ما بينَ
سُخْطِي والرّضى
مَنْ لهُ أُقْصِ قَضَى
أوْ أدْنِ حَي
خاطِبَ الخَطْبِ دعِ
الدّعوى فما
بالرُّقَى تَرقى إلى
وَصْلِ رُقَي
رُحْ مُعافىً واغتنِم نُصْحِي
وإنْ
شِئْتَ أن تهوَى
فَلِلبَلْوَى تَهَي
وبِسُقُمٍ هِمْتُ
بالأجفانِ إنْ
زانَهَا وَصْفاً
بِزَيْنٍ وبِزَي
كمْ قَتِيلٍ من قَبيل
ما لَهُ
قَوَدٌ في حُبّنا مِن
كلّ حي
بابُ وَصْلي السّأْمُ
من سُبلِ الضّنى
مِنْهُ لي ما دُمْتَ
حيّاً لم تُبَي
فإنِ استَغْنَيْتَ عن
عِزّ البَقا
فإلى وَصلي ببذلِ
النفسِ حَي
قُلْتُ روحي إنْ تَرَيْ
بَسطَكِ في
قَبْضِها عِشْتُ فرأيي
أن تَرَي
أيُّ تعذيبٍ سوى
البُعْدِ لنَا
منكِ عذبٌ حبّذا ما
بَعْدَ أي
إن تَشَيْ راضيةً
قَتْلي جَوىً
في الهَوى حَسبي
افتخاراً أن تَشَي
ما رأَتْ مِثلَكِ
عَيْني حَسَناً
وكَمِثلي بكِ صَبّاً لم
تَرَي
نَسَبٌ أقرَبُ في شرْعِ
الهَوَى
بينَنَا من نَسَبٍ من
أَبَوي
هكذا العشق رضيناه
ومَنْ
يأتَمِرْ إن تأمري خيرُ
مُرَي
ليتَ شعري هل كفَى ما
قد جَرَى
مُذْ جرى ما قد كفى من
مُقْلَتِي
حاكياً عَينَ وليٍّ إن
عَلاَ
خَدَّ رَوضٍ تَبْكِ عن
زهرٍ تُبَي
قد بَرى أعظَمُ شوقي
أعظُمي
وفَني جِسميَ حاشا
أصغَرَي
وتَلاَفِيكِ كُبُرْئي
دونَهُ
سَلْوَتي عنكِ وحظّي
منكِ عَي
شافِعي التّوحيدُ في
بُقْيَاهُما
كان عندَ الحبّ عن غير
يَدَي
ساعدي بالطّيف إن
عَزّتْ مُنىً
قِصَرٌ عن نَيْلِها في
ساعدَي
شامَ مَن سامَ بطرْفٍ
ساهِرٍ
طيْفكِ الصّبحَ بألحاظٍ
عُمَي
لو طَوَيْتُمْ نُصْحَ
جارٍ لم يكُنْ
فيه يوماً يألُ طَيّاً
يالَ طي
فاجْمعوا لي هِمَماً إن
فَرّقَ الدْ
دَهرُ شَمْلي بالألى
بانُوا قُضَي
ما بِودّي آلَ مَيٍّ
كانَ بَث
ثُ الهوَى إذ ذاكَ أودى
أَلَمَي
سِرُّكُمْ عِنْديَ ما
أعلَنَه
غَيرُ دمعٍ عَندَ ميٍّ
عن دُمَي
مُظْهِراً ما كنتُ
أُخْفي من قَدِي
مِ حديثٍ صانهُ منّيَ
طَي
عِبْرَةٌ فَيْضُ جُفوني
عَبْرَةً
بيَ أن تجريَ أسعى
واشِيَي
كادَ لولا أدمُعي
أستَغْفِرُ اللْ
لَهَ يَخْفَى حُبُّكُمْ
عن مَلَكي
صارِمي حَبلِ وِدادٍ
أحكَمَتْ
باللّوَى منه يَدُ
الإنصافِ لَي
أتُرى حَلَّ لكُمْ
حَلٌّ أَوَا
خي رُوى ودٍّ أُواخي
منهُ عَي
بُعْدِيَ الدّارِيّ
والهَجْرَ عَلَيْ
يَ جَمَعْتم بَعدَ
دَارَي هِجْرَتَي
هَجْرُكُمْ إن كانَ
حتماً قَرِّ بوا
مَنزِلي فالبُعْدُ أسوا
حالتَي
يا ذَوي العَودِ ذَوى
عُودُ وِدا
ديَ مِنكُمْ بعدَ أن
أينَعَ ذَي
يا أُصَيْحَابِي تمادى
بَينُنا
ولِبُعْدٍ بينَنا لم
يُقْضَ طَي
عَهْدُكُمْ وَهناً
كبَيْتِ العنكبو
تِ وعهدي كقَلِيبٍ آدَ
طَي
عَلِّلُوا روحي بأرواحِ
الصَّبا
فَبِرَيّاها يعودُ
الميْتُ حَي
ومتَى ما سِرَّ نجْدٍ
عَبَرَتْ
عَبّرَتْ عن سِرِّ
مَيٍّ وأُمَيّ
ما حديثي بحديثٍ كم
سَرَتْ
فأسرَّتْ لِنَبِيٍّ من
نُبَيْ
أيْ صَباً أيَّ صِباً
هِجْتِ لنا
سَحَراً من أينَ
ذَيّاكَ الشُّذَي
ذاكَ أن صافحْتِ
رَيّانَ الكلا
وتحرّشْتِ بِحُوذانِ
كُلَي
فلِذَا تُرْوي وتَرْوي
ذا صدىً
وحديثاً عن فتاةِ الحيّ
حَي
سائلي ما شَفّني في
سائِلِ الدْ
دَمعِ لو شئتَ غنىً عن
شَفَتَي
عُتْبُ لم تُعتِبُ
وسلْمى أسلَمَتْ
وحَمَى أهلُ الحِمى
رؤيَةَ رَي
والتي يَعنو لها البدرُ
سَبَتْ
عَنْوَةً روحي ومالي
وحُمَي
عُدْتُ مِمّا كابدَتْ
مِن صدّها
كبدي حِلفَ صَدىً
والجفنُ رَي
واجِداً منذُ جَفا
بُرْقُعُهَا
ناظِري من قَلْبِهِ في
القَلْبِ كَي
ولنا بالشِّعبِ شَعْبٌ
جَلَدي
بَعْدَهُمْ خان وصبري
كاءَ كَي
حَلَفتْ نارُ جَوىً
حالفَني
لا خبَتْ دونَ لِقَا
ذاك الخُبَيْ
عِيسَ حاجي البيت حاجي
لو أُمَكْ
كَنُ أَن أضوي إلى
رَحِلكِ ضَي
بل على وِدّي بجَفْن قد
دَمي
كنتُ أسعى راغباً عن
قَدَمَي
فُزْتِ بالمسْعى الذي
أُقْعِدتُ عن
هُ وعاويكِ لهُ دونيَ
عَي
سيء بي إن فاتَني مِن
فاتِني الْ
خَبْتِ ما جُبْتُ إليه
السَّيَّ طَي
حاظِرِي من حاضِري
مَرْمَاكِ با
دي قضاء لا اختيارٌ ليَ
شَي
لا بَرى جَذبُ البُرَى
جِسْمَكِ واعْ
تَضْتِ من جدبِ البَرى
والنأيِ بَي
خَفّفِي الوَطْءَ ففي
الخيْف سَلِمْ
تِ على غَيْرِ فؤادٍ لم
تَطَي
كان لي قلبٌ بِجَرْعَاء
الحمى
ضاعَ منّي هل لهُ رَدٌّ
عَلَيّ
إن ثنى ناشدْتُكُمْ
نِشْدانَكُمْ
سُجَرائي ليَ عنهُ
عَيُّ عَي
فاعهَدوا بَطْحاء وادي
سَلَمٍ
فهْيَ ما بينَ كَدَاءٍ
وكُدَي
يا سَقى اللهُ عقيقاً
باللّوَى
ورَعَى ثَمّ فريقاً مِن
لؤي
وأُوَيْقَاتٍ بِوادٍ
سَلَفَتْ
فيهِ كانت راحَتي في
رَاحَتَي
مَعْهَدٍ مِن عهْدِ
أجفاني على
جيدِهِ مِن عِقْدِ
أزهار حُلَي
كمْ غديرٍ غادَرَ
الدّمعُ بهِ
أَهْلَهُ غيرَ أُلي حاج
لِرَي
فَثَرَائي مِن ثَراهُ
كان لو
عادَ لي عفّرْتُ فيه
وجنَتَي
حَيِّ رَبْعِيّ الحَيا
رَبْعَ الحَيا
بأبي جِيرَتنا فيه
وَبَي
أيّ عَيش مَرّ لي في
ظِلّهِ
أسَفي إذ صارَ حظّي
منهُ أَيْ
أيْ ليالي الوصلِ هل من
عودَة
ومن التعليلِ قولُ
الصَبّ أَي
وبأيِّ الطُرْقِ أرجُو
رَجْعَها
رُبَّما أقضي وما أدري
بأي
حيرَتي بينَ قضاءِ
جيرَتي
من ورائي وهوى بينَ
يَدَيْ
ذهبَ العُمْرُ ضياعاً
وانقضى
باطلاً إذ لم أَفُزْ
مِنْكُمْ بشيْ
غيرَ ما أوليتُ من
عِقْدي ولا
عِترَةِ المبعوثِ حقاً
من قُصَيّ
**
جِلَّقُ جَنَّةُ مَن
تاهَ وباهَى
ورُباها مُنْيَتِي لولا
وَبَاها
قيل لي صِفْ بَرَدَى
كوثَرها
قُلْتُ غالٍ بَرَدَاها
بِرَدَاهَا
وَطَني مِصْرٌ وفيها
وَطَري
ولِعَيْنِي مُشْتَهَاها
مُشْتَهَاهَا
ولِنَفْسِي غيرَها إن
سَكِنَتْ
يا خَلِيلَيَّ سلاَها
ما سلاها
**
عَيْني لِخَيَالِ زائرٍ
مُشْبِهَهُ
قرّتْ فَرَحاً فديتُ
مَنْ وَجَّهَهُ
قَدْ وَحَّدُه قلبي وما
شَبَّهَهُ
طَرفي فلِذَا في حسنِهِ
نَزّهَهُ
**
أصبحتُ وشاني معربٌ عن
شاني
حيَّ الأشواقِ ميّتَ
السَّلْوَانِ
يا من نسخ الوَعْدَ
بهجرٍ ونأى
فَرِّح أملي بوعد زورٍ
ثانِ
**
يا قومُ إلى كم ذا
التجني يا قَومْ
لا نَومَ لمقلةِ
المُعَنّى لا نوم
قد برح بي الوجد فمن
يُسْعِفُنِي
ذا وقتكَ يا دمعي
فاليومَ اليومْ
**
العاذلُ كالعاذِرِ عندي
يا قوم
أهدَى لي من أهواه في
طَيفِ اللوم
لاأعتَبُهُ ان يزرْ في
حُلُمي
فالسمعُ يَرى ما لا
يُري طيف النوم
**
إنْ جزْتَ بِحيٍّ
ساكنينَ العَلَما
من أجلهم حَالي كما قَدْ
عُلِمَا
قُلْ عبدُكم ذابَ
اشتياقاً لكُمُ
حتى لو ماتَ من ضَنىً
ما علما
**
إنْ كان مَنزِلَتي في
الحبّ عندكُمُ
ما قد رأيتُ فقد
ضيّعْتُ أيّامي
أُمْنِيّة ظفِرَتْ روحي
بها زَمَناً
واليومَ أحسَبُها
أضغاثَ أحلام
وإن يكُنْ فرطُ وجدي في
مَحَبّتِكُمُ
إثْماً فقد كَثُرَتْ في
الحبّ آثامي
ولو علِمْتُ بأَنّ
الحُبّ آخِرُهُ
هذا الحِمَامُ لَمَا
خالَفتُ لُوّامي
أَودَعْتُ قلبي إلى مَن
ليس يحفظُه
أبصرْتُ خلفي وما
طالعتُ قدَّامي
لقد رَمَاني بسهمِ من
لواحِظِهِ
أصْمى فؤادي فوا شوقي
إلى الرامي
**
أدِرْ ذِكْرَ مَن أهْوى
ولو بمَلامِ
فإنّ أحاديثَ الحَبيبِ
مُدامي
ليَشْهَدَ سَمْعِي مَن
أُحبُّ وإن نأى
بطَيفِ مَلامٍ لا
بطَيفِ مَنام
فلي ذِكْرُها يَحلو على
كلّ صيغةٍ
وإنْ مَزَجوهُ عُذِّلي
بخِصام
كأنّ عَذولي بالوِصالِ
مُبَشّرِي
وإن كنتُ لم أطمَعْ
بِرَدّ سلام
بِرُوحيَ مَن أتلفْتُ
روحي بحُبّها
فحانَ حِمامي قبلَ يومِ
حِمامِي
ومن أجلها طاب افتضاحي
ولذّ لي اطْ
طِراحي وذُلّي بعد عزّ
مَقامي
وفيها حلا لي بعْدَ
نُسْكِي تهتُّكي
وخَلْعُ عِذاري
وارتكابُ أثامي
أُصَلّي فأشدو حين أتلو
بِذِكْرِهَا
وأطْرَبُ في المحراب
وهي إمامي
وبالحَج إن أحرَمتُ
لبَيّتُ باسْمها
وعنَها أرى الإِمساكَ
فِطْرَ صيامي
أروحُ بقلبٍ بالصّبابةِ
هائمٍ
وأغْدُو بطَرْفٍ
بالكآبة هامِ
وشأني بشأني معرب وبما
جرى
جَرَى وانتحابي مُعرِب
بِهَيَامي
فقلْبي وطَرْفي ذا
بمعنى جَمالِها
مُعَنّىً وذا مُغرىً
بِلِينِ قَوام
ونَوميَ مفقود وصُبحي
لك البقا
وسُهديَ موجود وشوقيَ
نام
وعَقدي وعهدي لم يُحَلّ
ولم يَحُل
وَوَجْدِيَ وجْدي
والغَرام غرامي
يشِفّ عن الأسرارِ
جِسْمي من الضّنى
فيَغْدو بها معنىً
نُحولُ عظامي
طريحُ جَوى حبٍّ جريحُ
جوانحٍ
قريحُ جفونٍ بالدّوام
دَوَامي
صريحُ هوًى جارَيْتُ من
لُطْفيَ الهَوا
سُحَيْراً فأنفاسُ
النّسيمِ لمامي
صحيح عليل فاطلبوني مِن
الصَّبا
ففيها كما شاء النّحولُ
مُقامي
خَفَيتُ ضَنًى حتى
خَفَيتُ عن الضّنى
وعن بُرْءِ أسقامي
وبَرْدِ أُوامي
ولم أَدْرِ من يدري
مكاني سوى الهوى
وكِتْمان أسراري ورعي
ذِمامي
ولم يُبْقِ منّي الحبُّ
غيرَ كآبَةٍ
وحُزْنٍ وتبريحٍ وفرْطِ
سَقام
فأَمّا غرامي واصطباري
وسلوتي
فلم يبقَ لي منهُنَّ
غير أسامي
لِيَنْجُ خَلِيٌّ من
هوايَ بنفسِهِ
سليماً ويا نفس اذْهبي
بسَلام
وقال اسْلُ عنها لائمي
وهو مُغْرَمٌ
بلَوْمِيَ فيها قلتُ
فاسْلُ ملامي
بمن أهتدي في الحبّ لو
رُمْتُ سَلوَةً
وبي يَقْتَدي في الحبّ
كلُّ إمام
وفي كلّ عُضْوٍ فيَّ
كُلُّ صَبَابَةٍ
إليها وشَوْقٍ جاذبٍ
بزِمَامي
تَثَنَّتْ فخِلْنَا
كُلَّ عِطْفٍ تهُزُّه
قَضِيبَ نقاً يَعْلُوهُ
بدرُ تَمام
ولي كُلّ عُضوٍ فيه كلّ
حشاً بها
إذا ما رَنَتْ وقعٌ
لكلّ سِهام
ولو بسطتْ جسْمي رأتْ
كلّ جوهرٍ
به كُلّ قلبٍ فيه كُلّ
غَرام
وفي وَصْلِهَا عام
لدَيّ كلَحْظَةٍ
وساعةُ هِجْرانٍ
عَلَيَّ كعامِ
ولمّا تلاقَينا عِشاءً
وضمَّنا
سواءُ سبيلَيْ دارِها
وخيامي
ومِلْنَا كذا شيئاً عن
الحيّ حيثُ لا
رقيبٌ ولا واشٍ بِزُورِ
كَلام
فَرَشْتُ لها خدّي
وِطاءً على الثّرَى
فقالت لكَ البُشْرَى
بلَثْمِ لِثامي
فما سَمَحَتْ نفسي
بذَلِكَ غَيرَةً
على صَوْنها منّي لِعزّ
مرامي
وبِتْنَا كما شاء
اقتراحي على المُنى
أَرَى المُلْكَ مُلْكِي
والزمانَ غلامي
**
هل نارُ ليلى بدَتْ
ليَلاً بذي سَلَمِ
أمْ بارقٌ لاح في
الزوراء فالعَلَمِ
أرْواحَ نَعمانَ هَلاّ
نَسمةٌ سَحَراً
وماءَ وَجرةَ هَلاَّ
نهْلة بفَمِ
يا سائق الظعّنِ يَطوي
البيدَ مُعتسِفاً
طَيَّ السّجلّ بذاتِ
الشّيح من إضَم
عُجْ بالحِمى يا رَعاكَ
اللهُ مُعْتَمِداً
خميلةَ الضّالِ ذاتَ
الرّندِ والخُزُم
وقِفْ بسلعٍ وسل بالجزع
هل مُطِرَت
بالرّقْمَتَيْنِ
أُثَيْلات بمُنْسَجِم
ناشدتُكَ اللهَ إن
جُزْتَ العَقِيقَ ضُحىً
فاقْرَ السّلاَمَ
عليهِمْ غيرَ مُحْتَشِم
وقُلْ تَركْتُ صريعاً
في دِيَارِكُمُ
حيّاً كمَيْتٍ يُعيرُ
السُّقْمَ للسّقَمِ
فَمِنْ فؤادي لَهيبٌ
ناب عن قَبَسٍ
ومِن جفونيَ دَمْعٌ فاض
كالدّيَم
وهذه سُنَّةُ العُشّاقِ
ما علِقوا
بِشَادِنٍ فخَلاَ عُضْو
من الألَم
يا لائِماً لاَمَني في
حبّهِمْ سفَهاً
كُفّ الملامَ فلوْ
أحبَبْتَ لم تَلُم
وحُرْمَةِ الوصْلِ
والوِدّ العتيق وبال
عَهْدِ الوَثيق وما قد
كان في القِدَم
ما حُلْتُ عنهمْ
بسُلْوَانٍ ولا بَدَلٍ
ليسَ التبدُّلُ
والسُّلوانُ من شِيَمي
رُدّوا الرّقاد لِجَفني
علَّ طَيْفَكُمُ
بمضجعي زائر في غفلةِ
الحُلُمِ
آهاً لاِيّامِنا
بالخَيف لو بَقِيَتْ
عَشْراً وواهاً عليها
كيف لم تَدُمِ
هيهاتِ وا أسَفي لو كان
ينفعُني
أو كانَ يُجدي على ما
فاتَ وانَدَمي
عنّي إليكُمْ ظِبَاءَ
المُنْحَنَى كرَماً
عهِدْتُ طَرْفِيَ لم
يَنْظرْ لغَيْرِهم
طَوعاً لقاضٍ أتَى في
حُكْمِهِ عَجَباً
أَفْتى بسَفْكِ دمي في
الحِلِّ والحَرَمِ
أَصَمَّ لم يسمَعِ
الشكوى وأبكَمَ لم
يُحِر جواباً وعن حالِ
المَشوقِ عمي
**
شَرِبْنَا على ذكْرِ
الحبيبِ مُدامَةً
سكِرْنَا بها من قبل أن
يُخلق الكَرْمُ
لها البدرُ كأسٌ وهيَ
شمسٌ يُدِيرُهَا
هلالٌ وكم يبدو إذا
مُزِجَتْ نَجم
ولولا شذَاها ما
اهتدَيتُ لِحانِها
ولولا سَناها ما
تصَوّرها الوَهْمُ
ولم يُبْقِ منها
الدّهْرُ غيرَ حُشاشَةٍ
كأنّ خَفاها في صُدور
النُّهى كتْم
فإن ذُكرَتْ في الحَيّ
أصبحَ أهلُهُ
نَشاوى ولا عارٌ عليهمْ
ولا إثم
ومِنْ بينِ أحشاء
الدّنانِ تصاعدتْ
ولم يَبْقَ منها في
الحقيقة إلاّ اسمُ
وإن خَطَرَتْ يوماً على
خاطرِ امرىءٍ
أقامتْ به الأفراحُ
وارتحلَ الهمّ
ولو نَظَرَ
النُّدْمَانُ خَتمَ إنائِها
لأسكَرَهُمْ من دونِها
ذلكَ الختم
ولو نَضحوا منها ثرَى
قبرِ مَيّتٍ
لعادتْ اليه الرّوحُ
وانتَعَشَ الجسم
ولو طَرَحُوا في فَيءِ
حائطِ كَرْمِها
عليلاً وقد أشفى
لفَارَقَهُ السّقم
ولو قَرّبُوا من حانِها
مُقْعَداً مشَى
وتنطِقُ من ذِكْرَى
مذاقتِها البُكْم
ولو عَبِقَتْ في الشرق
أنفاسُ طِيبِها
وفي الغربِ مزكومٌ
لعادَ لهُ الشَّمُّ
ولو خُضِبت من كأسِها
كفُّ لامسٍ
لمَا ضَلّ في لَيْلٍ
وفي يَدِهِ النجم
ولو جُليتْ سِرّاً على
أَكمَهٍ غَدا
بَصيراً ومن راووقِها
تَسْمَعُ الصّم
ولو أنّ رَكْباً
يَمّموا تُرْبَ أرْضِهَا
وفي الرّكبِ ملسوعٌ
لمَا ضرّهُ السّمّ
ولو رَسَمَ الرّاقي
حُرُوفَ اسمِها على
جَبينِ مُصابٍ جُنّ
أبْرَأهُ الرسم
وفوْقَ لِواء الجيشِ لو
رُقِمَ اسمُها
لأسكَرَ مَنْ تحتَ
اللّوا ذلك الرّقْم
تُهَذّبُ أخلاقَ
النّدامى فيّهْتَدي
بها لطريقِ العزمِ مَن
لا لهُ عَزْم
ويكرُمُ مَن لم يَعْرِف
الجودَ كَفُّه
ويحلُمُ عند الغيظ مَن
لا لهُ حِلم
ولو نالَ فَدْمُ القومِ
لَثْمَ فِدَامِها
لأكْسبَهُ مَعنى
شمائِلها اللّثْم
يقولونَ لي صِفْهَا
فأنتَ بوَصفها
خبيرٌ أَجَلْ عِندي
بأوصافها عِلم
صفاءٌ ولا ماءٌ ولُطْفٌ
ولا هَواً
ونورٌ ولا نارٌ وروحٌ
ولا جِسْمٌ
تَقَدّمَ كُلَّ
الكائناتِ حديثُها
قديماً ولا شكلٌ هناك
ولا رَسم
وقامت بها الأشياءُ
ثَمّ لحكمَةٍ
بها احتَجَبَتْ عن كلّ
من لا له فَهْمُ
وهامتْ بها روحي بحيثُ
تمازَجا اتّ
تِحاداً ولا جِرْمٌ
تَخَلّلَه جِرْم
فَخَمْر ولا كرْم
وآدَمُ لي أب
وكَرْم ولا خَمْر ولي
أُمُّها أُمّ
ولُطْفُ الأواني في
الحقيقة تابع
لِلُطْفِ المعاني
والمَعاني بها تَنْمُو
وقد وَقَعَ التفريقُ
والكُلّ واحد
فأرواحُنا خَمْرٌ
وأشباحُنا كَرْم
ولا قبلَها قبل ولا
بَعْدَ بَعْدَهَا
وقَبْليُّة الأبْعادِ
فهْي لها حَتْم
وعَصْرُ المَدى من
قَبله كان عصرَها
وعهْدُ أبينا بَعدَها
ولها اليُتم
محاسِنُ تَهدي
المادِحينَ لوَصْفِهَا
فَيَحْسُنُ فيها منهُمُ
النّثرُ والنّظم
ويَطْرَبُ مَن لم
يَدْرِهَا عند ذِكْرِهَا
كَمُشْتَاقِ نُعْمٍ
كلّما ذُكرَتْ نُعم
وقالوا شَرِبْتَ
الإِثمَ كلاّ وإنّما
شرِبْتُ التي في تركِها
عنديَ الإِثم
هنيئاً لأهلِ الدّيرِ
كمْ سكِروا بها
وما شربوا منها
ولكِنّهم هَمّوا
وعنديَ منها نَشْوَةٌ
قبلَ نشأتي
معي أبداً تبقى وإنْ
بَليَ العَظْم
عليكَ بها صِرْفاً وإن
شئتَ مَزْجَها
فَعَدْلُكَ عن ظَلْم
الحبيب هو الظُّلم
فَدُونَكَهَا في الحانِ
واستَجْلها به
على نَغَمِ الألحان
فهيَ بها غُنْمُ
فما سكنَتْ والهمَّ
يوماً بموضع
كذلك لم يسكُنْ مع
النَّغَم الغَم
وفي سكرةٍ منها ولَوْ
عُمْرُ ساعةٍ
تَرَى الدَّهْرَ عبداً
طائعاً ولك الحُكْم
فلا عَيْشَ في
الدُّنْيا لمَن عاشَ صاحياً
ومَن لم يَمُتْ سُكْراً
بها فاته الحزم
على نفسه فليَبْكِ مَن
ضاع عُمْرُهُ
وليسَ لهُ فيها نَصيبٌ
ولا سهمُ
**
وحَياةِ أشواقي إليكَ
وتُرْبَةِ الصَّبرِ
الجميلِ
ما استحسَنَتْ عيني
سواكَ
ولا صَبَوْتُ إلى خليلِ
**
أشاهدُ معنَى حُسْنكُمْ
فَيَلَذُّ لي
خُضُوعي لَدَيْكُمْ في
الهوى وتَذَلّلي
وأشتاقُ للمَغْنَى الذي
أنْتُمُ بِهِ
وَلَوْلاَكُمُ ما شَاقَنِي
ذِكْرُ منْزل
فَلِلَّهِ كم من ليلةٍ
قد قَطَعْتُها
بِلَذّةِ عيشٍ
والرّقِيب بمَعزِل
ونَقْلِي مُدَامي
والحَبيبُ مُنادِمي
وأقْداحُ أفْراحِ
المَحَبَّةِ تَنْجَلي
ونِلْتُ مرادي فوق ما
كُنْتُ راجياً
فوا طَرَبا لو تَمّ هذا
ودامَ لي
لَحاني عَذُولي ليس
يَعْرِف ما الهوَى
وأينَ الشجيُّ
المُسْتَهامُ مِنَ الخَلي
فدَعْنِي ومَن أهوى فقد
مات حاسدي
وغابَ رقيبي عند قُرْبِ
مُواصِلي
**
أنْتُم فُرُوضي ونَفلي
أنْتُم حَديثي وشُغْلي
يا قِبْلَتِي في صلاتي
إذا وَقَفْتُ أُصلّي
جَمالُكُمْ نَصْبُ
عَيني
إليهِ وجّهْتُ كُلّي
وسِرّكُمْ في ضَميري
والقلبُ طُورُ
التّجَلّي
آنسْتُ في الحَيّ ناراً
لَيْلاً فَبَشّرْتُ
أهلي
قُلْتُ امْكُثُوا
فَلَعَلّي
أجِدْ هُدايَ لَعَلّي
دَنَوْتُ مِنها فكانَتْ
نارُ المُكَلَّمِ قَبلي
نودِيتُ مِنها جِهاراً
رُدّوا لَياليَ وَصلي
حتى إذا ما تَدَانَى ال
ميقَاتُ في جَمْعِ شملي
صارَتْ جِباليَ دكاً
منْ هَيْبَةِ
المُتَجَلّي
ولاحَ سرٌ خَفيٌ
يَدْريهِ مَنْ كَانَ
مِثْلي
وصِرْتُ مُوسَى زَمَاني
مذ صارَ بَعْضِيَ علّي
فالموتُ فيهِ حياتي
وفي حَياتيَ قَتلي
أنا الفقيرُ المُعَنّى
رِقُوا لِحَالي وذُلّي
**
نسخْتُ بِحَبّي آية
العِشْقِ من قبلي
فأهْلُ الهوى جُندي
وحكمي على الكُلّ
وكلُّ فَتىً يهوى فإنّي
إمَامُهُ
وإني بَريءٌ من فَتىً
سامعِ العَذْلِ
ولي في الهوى عِلْمٌ
تَجِلّ صفاتُهُ
ومن لم يُفَقّهه الهوى
فهْو في جهل
ومن لم يكنْ في عِزّةِ
الحبِّ تائهاً
بِحُبّ الذي يَهوى
فَبَشّرْهُ بالذّل
إذا جادَ أقوامٌ بمالٍ
رأيْتَهُمْ
يَجودونَ بالأرواحِ
مِنْهُمْ بِلا بُخل
وإن أودِعوا سِراً
رأيتَ صُدورهم
قُبوراً لأسرارٍ
تُنَزّهُ عن نَقلِ
وإن هُدّدوا بالهَجْرِ
ماتوا مَخافَةً
وإن أوعِدوا بالقَتْلِ
حنّوا إلى القتل
لَعَمري هُمُ العُشّاقُ
عندي حقيقةً
على الجِدّ والباقون
منهم على الهَزْل
**
أرى البُعْدَ لم
يُخْطِرْ سواكم على بالي
وإن قَرّبَ الأخطارَ من
جسدي البالي
فيا حبّذا الأسقامُ في
جَنبِ طاعتي
أوامِرَ أشواقي وعصيانِ
عُذّالي
ويا ما ألذّ الذلّ في
عِزّ وَصْلِكُمْ
وإن عَزّ ما أحلى
تقَطُّعَ أوصالي
نأيْتُمْ فحالي بَعدكُمْ
ظَلّ عاطِلاً
وما هوَ مِمّا ساء بل
سَرّكُمْ حالي
بَلَيْتُ بِهِ لمّا
بُليتُ صَبابةً
أبَلّتْ فلي منها
صُبَابَةُ إبلال
نَصَبْتُ على عيني
بتَغْميضِ جَفْنِها
لِزَورَةِ زُورِ الطّيف
حيلةَ مُحتال
فما أسعَفَتْ بالغُمضِ
لكِن تعَسّفت
عليّ بدَمْعٍ دائمِ
الصّوبِ هَطّال
فيا مُهْجَتي ذوبي على
فَقْدِ بَهْجَتي
لِتَرْحَالِ آمالي
ومَقْدَمِ أوجالي
وضِنّي بدَمْعٍ قد
غَنَيْتُ بفَيْضِ ما
جرَى من دمي إذ طُلّ ما
بينَ أطلال
ومَنْ لي بأن يرضى
الحبيبُ وإن علا النْ
نَحِيبُ فإبْلالي
بَلائي وبَلْبَالي
فما كَلَفِي في حُبّهِ
كُلْفَةً لهُ
وإن جَلّ ما ألْقَى من
القيل والقال
بقيتُ بهِ لمّا فَنيتُ
بحُبّه
بِثَرْوَةِ إيثاري
وكَثْرَةِ إقلالي
رعَى اللهُ مَغنىً لم
أَزَلْ في ربوعِهِ
معنّىً وقُلْ إن شئتَ
يا ناعِم البال
وحَيّا مُحَيّا عاذلٍ
ليَ لم يزَلْ
يكرِّرُ من ذِكْرَى
أحاديث ذي الخال
رَوَى سُنّة عندي
فأرْوى من الصّدى
وأهدى الهُدى فاعجبْ
وقد رام إضلالي
فأحببتُ لَوْمَ اللّؤمِ
فيه لو انّني
مُنِحْتُ المُنى كانت
علامةَ عُذّالي
جَهِلَتُ بأن قُلْتُ
اقترحْ يا معذّبي عليّ
فأجْلى لي وقال اسْلُ
سلسالي
وهيهاتِ أن أسلو وفي
كلّ شعرةٍ
لِحَتْفِي غرامٌ
مُقْبِلٌ ايّ إقبال
وقَالَ ليَ الاَحي
مَرارةُ قصْدِهِ
تَحَلّى بِها دَعْ
حُبّهُ قلتُ أحلى لي
بذَلْتُ له روحي
لراحَةِ قُرْبِهِ
وغيرُ عجيبٍ بذْليَ
الغالِ في الغالي
فجادَ ولكن بالبُعادِ
لِشِقْوَتي
فيا خَيبَةَ المَسعى
وضَيعَةَ آمالي
وحانَ لهُ حَيني على
حِينِ غِرّةٍ
ولم أدرِ أنّ الآلَ
يَذْهَبُ بالآل
تحكّمَ في جسمي
النُّحولُ فلو أتَى
لِقَبْضِي رسولٌ ضَلَّ
في موضع خال
فلو هَمّ باقي السقمِ
بي لاستعانَ في
تَلافي بما حالَتْ له
من ضنىً حالي
ولم يبقَ منّي ما
يُناجي تَوَهُّمِي
سِوى عزِّ ذُلٍّ في
مهانَةِ إجْلالِ
**
هو الحُبّ فاسلم بالحشا
ما الهَوى سهلَ
فما اختارَهُ مُضْنى به
وله عقْلُ
وعِشْ خالياً فالحُبّ
راحتُهُ عَناً
وأَوّلُهُ سُقْمٌ
وآخرُهُ قَتْلُ
ولكنْ لديّ الموتُ فيه
صَبابةً
حياةٌ لمَن أهوى عليّ
بها الفضل
نصحْتُك عِلماً
بالهَوَى والذي أرى
مخالَفَتي فاختر لنفسكَ
ما يحلو
فإن شئتَ أن تحيا
سعيداً فمُتْ بِهِ
شهيداً وإلاّ فالغرامُ
لهُ أهْل
فمن لم يمُتْ في حُبّه
لم يَعِشْ به
ودون اجتناءِ النّحل ما
جنتِ النّحل
تَمَسّكْ بأذْيالِ
الهَوَى واخْلَعِ الحيا
وخَلّ سَبيلَ الناسكينَ
وإن جَلّوا
وقُلْ لقتيلِ الحبّ
وَفّيتَ حقّه
وللمدعي هيهاتِ ما الكَحَلُ
الكَحْل
تعرّضَ قومٌ للغرامِ
وأعْرَضوا
بجانبهم عن صحّتي فيه
فا عتلوا
رَضُوا بالأماني
وابتُلوا بحظُوظهم
وخاضوا بحار الحبّ دعوى
فما ابتلّو
فهُمْ في السُّرى لم
يَبْرَحوا من مكانهم
وما ظَعَنوا في السّير
عنه وقد كَلّوا
وعن مذهبي لمّا
استَحَبّوا العمى على ال
هُدَى حَسداً من عَنْدِ
أنفسهم ضَلّوا
أحبّةَ قلبي
والمَحَبّةُ شافعي
لدَيكم إذا شئْتُمْ بها
اتّصل الحبل
عسى عَطْفَةٌ منكُمْ
عليّ بنظرةٍ
فقد تعبَتْ بيني
وبينَكُمْ الرُّسُلُ
أحِبّايَ أَنتُم
أَحسَنَ الدّهرُ أم أسا
فكونوا كما شئتمْ أنا
ذلك الخِلّ
إذا كان حظي الهجرَ
منكم ولم يكن
بِعادٌ فذاك الهجرُ
عندي هو الوَصْلُ
وما الصّدّ إلاّ الوُدّ
ما لم يكنْ قِلىً
وأصعبُ شيءٌ غيرَ
أعراضِكم سهل
وتعذيبُكُمْ عذبٌ لدَيّ
وجَورُكم
عليّ بما يقضي الهوى
لكُمُ عدل
وصَبريَ صَبْرٌ عنكُمُ
وعليكُمُ
أرى أبداً عندي مرارتَه
تحْلُو
أَخَذتُمْ فؤادي وهوَ
بَعضي فما الذي
يضُرّكُمُ لو كان
عندكُمُ الكُلّ
نَأَيْتُمُ فغيرَ
الدَّمعِ لم أرَ وافياً
سوى زَفْرَةٍ من حرّ
نار الجوى تغلو
فَسُهْدِيَ حيٌّ في
جُفُوني مخَلَّدٌ
ونَومي بها مَيْتٌ
ودمعي له غُسْل
هوىً طَلّ ما بين
الطّلولِ دمي فمن
جفوني جرى بالسفح من
سَفْحِهِ وبَل
تَبَالَهَ قَومي إذ
رأوني مُتَيّماً
وقالوا بمن هذا الفتى
مسّه الخَبْل
وماذا عسى عنّي يُقالُ
سِوى غَدا
بنُعمٍ له شُغْلٌ نعَم
لي بها شُغل
وقال نساءُ الحيّ عنّا
بِذِكْرِ مَنْ
جَفانا وبعدَ العِزّ
لَذّ له الذّلّ
إذا انعَمَتْ نُعْمٌ
عليّ بنظرةٍ
فلا أسعدتْ سعْدَى ولا
أجملتْ جُمل
وقد صَدِئَتْ عيني
برُؤية غيرها
ولَثمُ جفوني تُرْبَها
للصَّدا يجلو
وقد عَلِمُوا انّي
قتيلُ لِحاظِها
فإنّ لها في كلّ جارحةٍ
نصْل
حَديثي قَديمٌ في هواها
وما لَهُ
كما علِمتْ بَعْدٌ وليس
لها قبل
وما ليَ مِثلٌ في غرامي
بها كما
غَدَتْ فتْنةً في
حُسْنِها ما لها مِثل
حرامٌ شِفا سُقْمِي
لديها رضيتُ ما
به قسمَتْ لي في الهوى
ودمي حِلّ
فحالي وإن ساءتْ فقد
حَسُنَتْ به
وما حطّ قدري في هواها
به أعْلو
وعُنوانُ ما فيها لقيتُ
وما بهِ
شَقَيْتُ وفي قولي
اختَصَرْتُ ولم أغل
خَفيتُ ضنىً حتى لقد
ضلّ عائدي
وكيف تَرَى العُوّادُ
من لا له ظِلّ
وما عَثَرَتْ عَيْنٌ
على أَثَري ولم
تَدَعْ لي رسماً في
الهوى الأعينُ النُّجل
ولي همّةٌ تعلو إذا ما
ذكَرْتُها
وروحٌ بِذِكْراها إذا
رَخُصَتْ تغلو
جَرَى حُبّها مجرَى دمي
في مفاصِلي
فأصبَحَ لي عن كلّ
شُغْلٍ بها شغل
فنافِس ببَذْلِ النّفسِ
فيها أخا الهوى
فإن قَبِلَتْهَا منكَ
يا حبّذا البذل
فمَنْ لم يجُدْ في حُبّ
نُعمٍ بنفسِهِ
ولو جاد بالدّنيا إليه
انتهى البُخل
ولَولا مراعاةُ
الصّيانة غَيْرَةً
ولَو كَثُروا أهلُ
الصّبابة أو قلّوا
لقُلْتُ لعُشّاقِ
الملاحةِ أقبِلوا
إليها على رأيي وعن
غيرها ولّوا
وإن ذُكرَتْ يوماً
فخُرّوا لذِكرها
سجوداً وإن لاحت الى
وجهها صَلّوا
وفي حُبّها بِعْتُ
السعادةَ بالشّقا
ضلالاً وعقلي عن هُدايَ
به عقل
وقُلْتُ لرُشْدِي
والتنَسّكِ والتُّقى
تَخَلُّوا وما بيني
وبين الهوى خَلّوا
وفرّغتُ قلبي عن وجوديَ
مُخلِصاً
لَعَلّيَ في شُغلي بها
مَعها أخلو
ومِنْ أجلِها أسعى
لمَنْ بينَنَا سعى
وأعدو ولا أعدو لمَنْ
دَأْبُهُ العَذْل
فأرتاحُ للواشينَ بَيني
وبينَها
لتَعلَمَ ما ألقَى وما
عندها جَهل
وأصبوا إلى العُذّال
حُبّاً لذِكْرِهَا
كأنهمُ مابيننا في
الهوي رُسل
فان حدثواعنها فكلي
مسامع
وكُلّي إن حدّثتُهم
ألسُنٌ تَتلو
تخالفَتِ الأقوالُ فينا
تبايُناً
برَحْمِ ظنونٍ بيننا ما
لها أصل
فشَنّعَ قومٌ بالوِصال
ولم تصِلْ
وارْجَفَ بالسّلوَانِ
قومٌ ولم أسل
فما صدَقَ التشنيعُ
عنها لِشقوتي
وقد كذبت عنّي الأراجيف
والنقل
وكيفَ أُرَجّي وصْلَ
مَنْ لو تصوّرَتْ
حِماها المُنى وهْماً
لضاقت بها السُّبل
وإن وعدَتْ لم يلحَقِ
الفعلُ قولَها
وإن أوْعدَتْ بالقولِ
يسبقُهُ الفعل
عِديني بوَصْلٍ
وامْطُلِي بنَجَازِهِ
فعِندي إذا صح الهوى
حَسُنَ المطل
وحُرْمَةِ عهدٍ بينَنا
عنه لم أحُلْ
وعَقْدٍ بأيْدٍ بينَنا
ما له حَلُّ
لأنتِ على غيظِ النّوى
ورِضى الهوى
لدَيّ وقلبي ساعةً منكِ
ما يخلو
تُرَى مُقْلَتي يوماً
تَرَى مَن أُحِبّهمْ
ويَعْتِبُنِي دهري
ويجتمع الشّمل
وما برِحوا معنىً
أراهُمْ معي فإن
نأوا صورةً في الذّهْنِ
قام لهُمْ شكل
فهم نَصْبُ عيني ظاهراً
حيثُما سرَوا
وهُم في فؤادي باطناً
أينما حلّوا
لهُمْ أبداً مني
حُنُوٌّ وإن جَفَوا
ولي أبداً مَيْلٌ
إلَيْهِمْ وإن مَلّوا
**
ما بَيْنَ ضَالِ
المُنْحَنى وظِلاَلِه
ضَلّ المُتَيَّمُ
واهتدى بضلالِهِ
وبذلِكَ الشِّعبِ
اليَماني مُنْيةٌ
للصبّ قد بَعُدَتْ على
آمالِهِ
يا صاحبي هذا العقيقُ
فقِفْ به
مُتَوالِهاً إن كُنْتَ
لستَ بوالِه
وانظُرْهُ عنّي إنّ
طرْفي عاقني
إرسالُ دمعي فيه عن
إرْساله
واسْأَلْ غزالَ
كِنَاسِهِ هل عندهُ
عِلْمٌ بقَلبي في هواهُ
وحاله
وأظُنّهُ لم يدْرِ ذُلّ
صَبابتي
إذ ظَلّ مُلْتَهِياً
بعِزّ جَماله
تَفْدِيهِ مُهْجَتيَ
التي تلِفَتْ ولا
مَنٌّ عليه لأنّها مِنْ
ماله
أَتُرى درى أنّي أحِنّ
لهَجْرِهِ
إذ كنتُ مُشْتَاقاً لهُ
كوِصاله
وأَبِيتُ سَهراناً
أُمَثّلُ طَيفَه
للطّرْف كي ألقى خَيالَ
خَياله
لا ذُقْتُ يوماً راحةً
من عاذلٍ
إنْ كنتُ مِلْتُ
لقِيلهِ ولِقاله
فَوَحَقّ طيبِ رضَى
الحبيب ووَصلِهِ
ما مَلّ قلبي حُبّهُ
لمَلاله
واهاً إلى ماء
العُذَيْب وكيفَ لي
بحَشَايَ لو يُطْفَى
بِبَرْدِ زُلاله
ولقدْ يَجِلّ عن
اشتياقي ماؤه
شَرَفاً فَوَاظَمِئي
لِلامعِ آله
**
تِهْ دَلاَلاً فأَنْتَ
أهْلٌ لِذَاكا
وتحَكّمْ فالحُسْنُ قد
أعطاكا
ولكَ الأمرُ فاقضِ ما
أنتَ قاض
فَعَلَيَّ الجَمَالُ قد
وَلاّكَا
وتَلافي إن كان فه
ائتلافي
بكَ عَجّلْ به جُعِلْتُ
فِداكا
وبِمَا شِئْتَ في
هَواكَ اختَبِرْنِي
فاختياري ما كان فيِه
رِضَاكَا
فعلى كُلّ حالَةٍ أنتَ
مِنّي
بيَ أَوْلى إذ لم أَكنْ
لولالكا
وكَفَاني عِزّاً
بحُبّكَ ذُلّي
وخُضوعي ولستُ من
أكْفاكا
وإذا ما إليكَ
بالوَصْلِ عَزّتْ
نِسْبَتِي عِزّةً وصَحّ
وَلاكا
فاتّهامي بالحبّ حَسْبي
وأنّي
بَيْنَ قومي أُعَدّ
مِنْ قَتْلاَكَا
لكَ في الحيّ هالِكٌ
بِكَ حيٌّ
في سبيلِ الهَوَى
اسْتَلَذّ الهَلاَكَا
عَبْدُ رِقّ ما رَقّ
يوماً لعَتْقٍ
لَوْ تَخَلّيْتَ عنهُ
ماخَلاّكا
بِجَمَالٍ حَجَبْتَهُ
بجَلاَلٍ
هامَ واستَعْذَبَ
العذابَ هُناكا
وإذا ما أَمْنُ الرّجا
منهُ أدْنا
كَ فعَنْهُ خَوْفُ
الحِجى أَقصاكا
فبِإقْدَام رَغْبَةٍ
حينَ يَغْشا
كَ بإحجامِ رَهبْةٍ
يخشاكا
ذابَ فلبي فَأْذَنْ
لَهْ يَتَمَنّا
كَ وفيِه بَقِيّةٌ لِرَجَاكَا
أو مُرِ الغُمْضَ أَنْ
يَمُرّ بجَفْنِي
فكأني بِهِ مُطِيعاً
عَصَاكا
فعسى في المَنام
يَعْرِضُ لي الوَهْ
مُ فيوحي سِرّاً إليّ
سُراكا
وإذا لم تُنْعِشْ
بِرَوْحِ التّمَنّي
رَمَقِي واقتضى فنائي
بَقاكا
وحَمَتْ سُنّةُ الهوَى
سِنَةَ الغُمْ
ضِ جُفُونِي وحَرّمَتْ
لُقْياكا
أبْقِ لي مقْلَةً
لَعَلّيَ يوماً
قبل مَوتي أَرَى بها
مَنْ رآكا
أينَ مِنّي ما رُمْتُ
هيهات بل أي
نَ لعَيْنِي بالجَفْنِ
لثمُ ثَراكا
فبَشيري لو جاء منكَ
بعَطْفٍ
وَوُجُودي في قَبْضَتِي
قلتُ هاكا
قد كفى ما جرَى دماً من
جُفُونٍ
بك قرحَي فهل جرى ما كفاكا
فأَجِرْ من قِلاَكَ فيك
مُعَنّىً
قبلَ أَن يعرفَ الهَوَى
يَهواكا
هَبْكَ أنَ اللاّحي
نَهاهُ بِجَهْلٍ
عنك قل لي عن وَصْلِهِ
من نَهاكا
وإلى عِشْقِكَ الجَمالُ
دعاهُ
فإلى هجَرِهِ تُرى من
دعاكا
أتُرى من أفتَاكَ
بالصّدّ عنّي
ولغَيري بالوُدّ مَن
أفتاكا
بانْكِسَاري بِذِلّتي
بخُضوعي
بافْتِقَاري بفَاقَتي
بغِناكا
لا تَكِلْنِي إلى قُوَى
جَلَدٍ خا
نَ فإنّي أَصْبَحْتُ من
ضُعَفَاكَا
كُنْتَ تجْفُو وكان لي
بعضُ صَبْرٍ
أحسَنَ اللهُ في
اصطباري عَزاكا
كم صُدوداً عساكَ
ترْحَمُ شكْوا
يَ ولو باسْتِمَاعِ
قولي عساكا
شَنّعَ المُرْجِفونَ
عنكَ بِهَجري
وأشاعُوا أنّي سَلَوْتُ
هَواكا
ما بأحشائهِمْ عشِقْتُ
فأسلُو
عنك يوماً دعْ يهجُروا
حاشاكا
كيفَ أسلو ومُقْلَتي
كلّما لا
حَ بُرَيْقٌ تلَفّتَتَ
لِلِقاكا
إنْ تَبَسّمتَ تحتَ
ضوءِ لِثَامٍ
أو تَنَسّمْتُ الرّيحَ
من أنْباكا
طِبْتُ نفْساً إذ لاحَ صُبْحُ
ثنايا
كَ لِعَيْنِي وفاحَ
طيبُ شذاكا
كُلُّ مَنْ في حِمَاكَ
يَهْوَاكَ لكِن
أنا وحدي بكُلّ من في
حِماكا
فيكَ معنىً حَلاّكَ في
عينِ عقلي
وبه ناظري مُعَنّى
حِلاكا
فُقْتَ أهْلَ الجمال
حُسْناً وحُسْنى
فَبِهِمْ فاقةٌ إلى
معناكا
يُحْشَرُ العاشقونَ
تحتَ لِوائي
وجميعُ المِلاحِ تحتَ
لِواكا
ما ثناني عنكَ الضّنَى
فبماذا
يا مَلِيحُ الدّلالُ
عني ثناكا
لكَ قُرْبٌ منّي
بِبُعْدِكَ عنّي
وحُنُوٌّ وجَدْتُه في
جَفاكا
عَلّمَ الشّوقُ مُقلتي
سَهَر اللَّيْ
لِ فصارت من غيرِ نوْم
تراكا
حبّذا ليلَةٌ بها
صِدْتُ إسْرا
كَ وكان السّهادُ لي
أشْراكا
نابَ بدرُ التّمامِ
طَيْفَ مُحَيّا
كَ لطَرْفي بيَقْظَتي
إذ حكاكا
فتراءيتَ في سِواكَ
لِعَيْنٍ
بكَ قَرّتْ وما رأيتُ
سِواكا
وكذاكَ الخليلُ قَلّبَ
قبلي
طَرْفَهُ حين راقبَ
الأفلاكا
فالدّياجي لنا بكَ الآن
غُرٌّ
حيثُ أهديتَ لي هُدىً
من سَناكا
ومتى غِبْتَ ظاهِراً من
عياني
أُلفِهِ نحوَ باطني
ألقاكا
أهلُ بَدْرٍ رَكْبٌ
سَرَيْتَ بلَيْلٍ
فيه بل سار في نَهار
ضياكا
واقتباسُ الأنوارِ من
ظاهري
غيرُ عجيبٍ وباطني
مأواكا
يعبَقُ المسْكُ حيثُما
ذُكر اسمي
مُنْذُ نادَيْتَني
أُقَبّلُ فاكا
ويَضُوعُ العبيرُ في
كلّ نادٍ
وهْوَ ذِكْرٌ معَبِّرٌ
عن شذاكا
قال لي حُسنُ كلّ شيءٍ
تجلّى
بي تَمَلّى فقلتُ قَصدي
وراكا
لي حبيب أراكَ فيه
مُعَنّىً
غُرّ غَيري وفيه مَعنىً
أراكا
إن توَلّى على النّفوس
تَوَلّى
أو تجَلّى يستعبِدُ
النُّساكا
فيه عوّضتُ عن هُداي
ضلالاً
ورَشادي غَيّاً وسِتري
انهتاكا
وحّدَ القلبُ حُبّهُ
فالتِفاتي
لكَ شِرْكٌ ولا أرى
الإِشراكا
يا أخا العّذلِ فيمن
الحُسْنُ مثلي
هامَ وجْداً به
عَدِمْتُ أخاكا
لو رأيتَ الذي سَبَانيَ
فيه
مِنْ جَمالٍ ولن تراهُ
سبَاكا
ومتى لاحَ لي
اغتَفَرْتُ سُهادي
ولعَيْنَيّ قُلْتُ هذا
بِذاكا
**
يا راحِلاً وَجَميلُ
الصَّبْرِ يَتْبَعُهُ
هَلْ من سبيلٍ إلى
لُقْياكَ يَتَّفِقُ
ما أنصَفَتْكَ جُفوني
وهيَ دامِيَةٌ
ولا وَفى لكَ قلبي وهو
يحترِقُ
**
أَهْوَى قَمَراً له
المعاني رِقُ
منْ صُبْحِ جَبيِنِه
أَضاءَ الشرقُ
تدري باللِه ما يقولُ
البرقُ
ما بينَ ثَنَايَاهُ
وبَيْنِي فرقُ
**
أهواهُ مُهَفْهَفاً
ثقيلَ الرّدف
كالبدرِ يَجُلُّ حسنُهُ
عن وَصْفِ
ما أحسَنَ واو صُدْغِهِ
حينَ بَدَتْ
يا ربّ عَسَى تكونُ
واوَ العَطْفِ
**
بالشّعب كَذا عن
يَمْنَةِ الحيّ قفِ
واذْكرْ جُملاً من
شَرْحِ حالي وَصِفِ
إنْ هُمُ رُحَمّوا كان
وإلا حَسبي
مِنْهُمُ وكفى بأن فيهم
تلفي
**
يا مُحبِيَ مُهجَتي ويا
مُتْلِفَهَا
شكوى كَلَفِي عَساكَ أن
تَكْشِفَها
عَيْنٌ نَظَرتْ إليكَ
ما أَشْرَفَهَا
روحٌ عَرَفَتْ هَواكَ
ما أَلْطَفَهَا
**
ما جِئْتُ مِني أَبْغِي
قرى كالضّيفِ
عندي بك شغلٌ عن نزولِ
الخَيفِ
والوَصْلُ يَقيناً فيكَ
ما يقنِعُني
هيهاتِ فَدَعْني من
مُحَالِ الطّيفِ
**
قلبي يُحَدّثني بأَنّكَ
مُتْلِفِي
روحي فِداكَ عرَفْتَ
أمَ لم تَعْرِفِ
لم أَقْضِ حَقّ هَواكَ
إن كُنتُ الذي
لم أقضِ فيِه أسىً
ومِثليَ مَنْ يَفي
ما لي سِوَى روحي
وباذِلُ نفسِهِ
في حُبّ مَن يَهْواهُ
ليسَ بِمُسرِف
فلَئِنْ رَضِيتَ بها
فقد أسعَفْتَني
يا خَيبَة المَسْعَى
إذا لم تُسْعِفِ
يا مانِعي طيبَ
المَنامِ ومانِحي
ثوبَ السّقامِ بِهِ
ووَجْدِي المُتْلِفِ
عَطفاً على رَمقي وما
أبقَيتَ لي
منْ جسميَ المُضْنى
وقلبي المُدَنَفِ
فالوَجْدُ باقٍ
والوِصَالُ مُماطلي
والصّبْرُ فانٍ
واللّقاء مُسَوّفي
لم أَخلُ من حَسَدٍ
عليك فلا تُضِعْ
سَهَري بتَشْنِيع
الخَيالِ المُرجِفِ
واسأَلْ نجومَ اللّيلِ
هل زارَ الكَرَى
جَفني وكيف يزورُ مَن
لم يَعْرِفِ
لا غَرْوَ إن شَحّتْ
بغُمْضِ جُفُونها
عيني وسَحّتْ بالدّموعِ
الذّرّفِ
وبما جرَى في موقفِ التوديعِ
مِنْ
ألمِ النّوَى شاهدتُ
هَولَ الموقفِ
إن لم يكن وْصلٌ
لدَيْكَ فعِدْ به
أَمَلي وَمَاطِلْ إنْ
وَعَدْتَ ولا تفي
فالمَطْلُ منكَ لدَيّ
إنْ عزّ الوفا
يحلو كوَصَلٍ من حبيبٍ
مُسْعِفِ
أهْفُو لأنفاسِ
النّسِيمِ تَعِلّةً
ولوَجْه مَن نقَلَتْ
شَذَاهُ تشوّفي
فلَعَلّ نارَ جوانحي
بهُبُوبِها
أن تنطَفي وأوَدّ أن لا
تنطَفي
يا أهلَ وُدّي أنتم
أَمَلي ومَن
نَادَاكُمُ يا أَهْلَ
وُدّي قد كُفي
عُودوا لِما كُنْتُم
عليه من الوفا
كَرَماً فإنّي ذَلِكَ
الخِلّ الوَفي
وحياتِكُمْ وحياتِكُمْ
قَسَماً وفي
عُمري بغيرِ حياتِكُمْ
لم أحْلِف
لو أَنّ رُوحي في يدي
وَوَهَبْتُها
لمُبَشّري بِقُدُومكمْ
لم أُنْصِف
لا تحسَبُوني في الهوى
مُتَصَنّعاً
كَلَفي بِكُمْ خُلُقٌ
بغيرِ تكلُّف
أخفَيتُ حُبّكُمُ
فأخفاني أسىً
حتى لعَمري كِدْتُ عني
أختفي
وكتمْتُهُ عنّي فلو
أبدَيْتُهُ
لوَجَدْتُهُ أخفى منَ
اللُّطْف الخَفي
ولقد أَقولُ لِمَنْ
تحَرّشَ بالهوى
عرّضْتَ نفسَكَ للبَلا
فاستهدف
أنتَ القَتِيْلُ بأيّ
مَنْ أحبَبْتَهُ
فاختر لنَفْسِكَ في
الهوى من تصطفي
قُلْ للعذولِ أطلْتَ
لومي طامعاً
إنَّ الملامَ عن الهوى
مُستوقِفي
دَعْ عنكَ تَعنيفي
وذُقْ طعم الهَوَى
فإذا عشِقْتَ فبعدَ
ذلكَ عَنّف
بَرَحَ الخَفاء بحُبّ
مَنْ لَوْ في الدّجى
سَفَرَ اللّثامَ
لقُلْتُ يا بدرُ اختَفِ
وإن اكتفى غَيري بطَيفِ
خيالِهِ
فأنا الّذي بوِصالِهِ
لا أكتَفي
وَقْفَاً عليِه
مَحَبتِّي ولِمِحنتي
بأَقَلّ مِن تَلَفي به
لا أشتَفي
وهَواهُ وهْوَ أليّتي
وكَفَى بِه
قَسَماً أكادُ أُجِلّهُ
كالمُصْحَفِ
لَوْ قالَ تِيهاً قِفْ
على جَمْر الغَضا
لَوَقَفْتُ مُمْتَثِلاً
ولم أتوَقّف
أوْ كان مَنْ يرضى
بخدّي موْطِئاً
لَوَضَعْتُهُ أرْضاً
ولم أستنكِف
لا تُنْكِروا شغَفِي
بما يرضَى وإن
هو بالوِصَالِ عليّ لم
يتعطّف
غَلَبَ الهَوَى فأطَعْتُ
أمْرَ صَبابتي
من حيثُ فيه عصَيتُ
نهْيَ مُعنّفي
مني لَهُ ذُلّ
الخَضُوعِ ومنهُ لي
عِزّ المَنوعِ وقوّة
المستضْعِف
ألِفَ الصّدُودَ ولي
فؤادٌ لم يزَلْ
مُذْ كُنتُ غيرَ
وِدَادِهِ لم يألَف
يا ما أُمَيْلَحَ كُلَّ
ما يرْضَى بِهِ
ورُضابُهُ يا ما
أحَيْلاَهُ بفي
لو أسمَعوا يَعقُوبَ
ذِكْرَ مَلاحَةٍ
في وجهِهِ نَسِيَ
الجَمالَ اليوسُفي
أو لو رأهُ عائِداً
أيّوبُ في
سِنَةِ الكَرَى قدماً
من البلوى شُفي
كُلُّ البُدُورِ إذا
تَجَلّى مُقْبِلاً
تصبُو إليه وكُلُّ قَدٍ
أهيَف
إن قُلْتُ عندي فيكَ
كُلُّ صَبَابَةٍ
قالَ المَلاحةُ لي
وكُلُّ الحُسْنِ في
كَمَلَتْ مَحاسنُهُ فلو
أَهدى السّنا
للبَدْرِ عند تَمامِهِ
لم يُخْسَف
وعلى تَفَنّنِ واصِفيهِ
بِحُسْنِهِ
يَفنى الزّمانُ وفيه ما
لم يُوصف
ولقد صَرَفْتُ لحُبّه
كُلّي على
يَدِ حُسْنِهِ فحمِدْتُ
حُسْنَ تصرّفي
فالعينُ تهوى صورةَ
الحُسْنِ التي
روحي بها تَصبو إلى
مَغْنىً خَفي
أسْعِدْ أُخَيَّ وغَنني
بحديثه
وانْثُر على سَمْعي
حِلاهُ وشَنِّف
لأرى بعينِ السّمعِ
شاهِدَ حُسْنِهِ
معنىً فأتحِفْني بذاكَ
وشَرّف
يا أخْتَ سعْدٍ مِن
حَبيبي جئتِني
بِرِسالةٍ أدّيتِها
بِتَلَطّف
فسَمِعْتُ ما لم
تسمَعِي ونَظَرْتُ ما
لم تنظُري وعَرَفْتُ ما
لم تعرِفي
إنْ زارَ يوماً يا
حشايَ تَقَطَّعِي
كَلَفاً بِه أو سارَ يا
عينُ اذرِفي
ما للنّوَى ذنْبٌ ومَنْ
أهوَى مَعي
إن غابَ عن إنسانِ عيني
فهْوَ في
**
ما أحْسَنَ ما بُلْبلَ
مِنْهُ الصُّدْغُ
قَدْ بَلْبَلَ عَقْلِي
وَعَذُولي يلغو
ما بِتُّ لَدِيغاً مِنْ
هَوَاهُ وَحْدِي
من عَقْرَبَهِ في كلِّ
قلبٍ لَدْغُ
**
يا حادي قِفْ بي سَاعةً
في الربعِ
كي أَسْمَعَ أَوْ أَرَى
ظِباءَ الجَزْعِ
إنْ لم أَرَهُمْ أو
أَسْمَعَ ذكرهُمُ
لا حاجةَ لي بِنَظَرِي
والسّمْعِ
**
كَلَّفْتُ فؤادي فيهِ
مَا لم يَسعِ
حتّى يَئِستْ رَأفَتُهُ
من جَزَعي
ما زِلتُ أقيمُ في
هَوَاهُ عُذري
حتّى رجَعَ العاذل
بِهَواه مَعي
**
أبرقٌ بدا من جانِبِ
الغَور لامعُ
أمِ ارتفَعَتْ عن وجهِ
ليلى البراقع
أَنَارُ الغضا ضاءتْ
وسلمى بذي الغضا
أمِ ابتَسَمتْ عمّا
حكتهُ المدامع
أنْشرُ خُزامى فاح أم
عَرْفُ حاجرٍ
بأُمّ القُرَى أم
عِطْرُ عَزَّةَ ضائع
ألا ليتَ شِعري هل
سُلَيْمَى مقيمة
بِوادي الحِمى حيثُ
المُتَيَّمُ والع
وهل لَعلَعَ الرّعْدُ
الهَتونُ بِلَعلَعٍ
وهل جادَها صَوب من
المُزنِ هامع
وهل أَرِدَنْ ماء
العُذَيْب وحاجِر
جِهَاراً وسِرُّ الليلِ
بالصّبح شائع
وهل قاعةُ الوعساء
مخْضَرّةُ الرُّبى
وهل ما مضَى فيها من
العيش راجع
وهل برُبَى نجْدٍ
فتوضحَ مسنِدٌ
أُهَيلَ النّقا عمّا
حوَتْه الأضالع
وهل بِلِوى سَلْعٍ
يُسَلْ عن مُتَيَّمٍ
بكاظِمَةٍ ماذا به
الشّوقُ صانع
وهل عَذَبَاتُ الرّنِد
يُقْطَفُ نورها
وهل سَلَماتٌ بالحِجاز
أيانع
وهل أَثَلاتُ الجِزعِ
مُثمِرةٌ وهَل
عُيونُ عوادي الدّهرِ
عنها هواجع
وهل قاصراتُ الطرف
عِينٌ بعالجٍ
على عهدِيَ المَعهودِ
أمْ هوَ ضائع
وهل ظَبَيَاتُ
الرّقْمَتَيِن بُعَيْدَنَا
أَقَمَنا بها أمْ دونَ
ذلكَ مانع
وهل فَتياتٌ
بالغُوَيْرِ يُرينَنَي
مَرابعَ نُعْمٍ نِعْمَ
تلكَ المَرابع
وهل ظِلُّ ذاك الضّال
شرقيّ ضارجٍ
ظَلِيلٌ فقد روّتْهُ
منّي المَدامع
وهل عامرٌ من بَعْدِنا
شِعبُ عامرٍ
وهل هوَ يوماً
للمُحبّينَ جامع
وهل أَمَّ بيتَ اللِه
يا أُمّ مالِكٍ
عُرَيْبٌ لهُمْ عندي
جميعاً صنائع
وهل نَزَلَ الرّكبُ
العِراقي مُعَرِّفاً
وهل شُرِعَت نحو
الخِيام شرائع
وهل رَقَصَت
بالمأزِمَين قلائصٌ
وهل للقِباب البيضِ
فيها تَدَافُع
وهل لي بجمع الشمل في
جمع مُسعِدٌ
وهل لليالي الخَيْف
بالعُمْر بائع
وهل سَلّمت سَلمَى على
الحَجَرِ الذي
بِه العهدُ والتفّت
عليِه الأصابع
وهل رَضَعَت من ثَدي
زمزَم رَضْعَةً
فلا حُرّمت يوماً عليها
المراضع
لعلّ أُصَيْحَابي بمكّة
يُبْرِدُوا
بِذِكْرِ سُلَيْمَى ما
تُجِنّ الأضالع
وعلّ اللُّيَيْلاَتِ
التي قد تصرّمت
تعودُ لنا يوماً
فيَظْفَرَ طامعُ
وَيفْرَحَ محزونٌ
ويَحْيَا مُتَيَّمٌ
ويأنَسَ مُشْتَاقٌ
ويلتَذّ سامعُ
**
لمّا نَزَلَ الشَّيْبُ
بِرَأْسِي وَخَطَا
والعُمْرُ معَ
الشَبَابْ ولّى وخَطَا
أصبحتُ بسُمْرِ سمرقندٍ
و خَطا
لا أُفَرّقُ ما بَيْنَ
صَوَابٍ وخَطَا
**
يا مَنْ لكثيبٍ ذابَ
وجداً بِرَشا
لو فازَ بنظرةٍ إليهِ
انتعشا
هَيهاتِ يَنَالُ راحةً
منهُ شجٍ
ما زالَ مُعَثراً بهِ
مُذْ نَشَا
**
قِفْ بالدّيَارِ وحَيّ
الأربُعَ الدُّرُسا
ونادِها فعَساهَا أن
تجيبَ عَسَى
وإنْ أَجَنَّكَ ليلٌ
مِن تَوَحّشِهَا
فاشعَلْ من الشَّوق في
ظَلمائِها قبسا
يا هل دَرَى النّفَرُ
الغادونَ عن كَلِفٍ
يبيتُ جِنْحَ اللّيالي
يَرْقُب الغَلَسا
فإن بَكَى في قِفَارٍ
خِلْتَها لُججاً
وإن تَنَفّس عادتْ
كُلّهَا يَبَسا
فَذو المَحاسِنِ لا
تُحْصَى محاسْنُهُ
وبارِعُ الأُنْسِ لا
أَعْدمْ به أُنُسا
كم زارني والدّجى
يَرْبدّ من حَنَقٍ
والزهْرُ تبسِمُ عن
وَجْهِ الذي عَبَسَا
وابتَزَّ قلبيَ قَسراً
قُلتُ مَظْلَمةً
يا حاكمَ الحبّ هذا
القلبُ لِمْ حُبِسا
غَرَسْتُ باللّحظ
وَرْداً فوقَ وجنَتِهِ
حقٌّ لطَرْفَيَ أنْ
يَجني الذي غرسا
فإن أَبَى فالأقاحي
منهُ لي عِوَضٌ
مَنْ عُوّض الدُّرّ عن
زهرٍ فما بخِسا
إنْ صالَ صِلُّ
عِذَارَيْهِ فلا حَرَجٌ
أنْ يجْنِ لَسْعاً وأني
أجتَني لَعَسَا
كم باتَ طَوْعَ يدي
والوصلُ يجمعُنا
في بُرْدَتَيْهِ التّقى
لا نعرِفُ الدّنَسا
تلكَ اللّيالي التي
أعدَدْتُ من عُمُري
معَ الأحِبّةِ كانت
كُلّها عُرُسا
لم يحلُ للعينِ شيء
بعدَ بُعْدِهِم
والقلبُ مُذْ آنس
التّذكارَ ما أَنِسا
يا جَنّةً فارَقَتْهَا
النفسُ مُكْرَهةً
لولا التّأسّي بدارِ
الخُلْدِ مُتُّ أسى
**
حديثُهُ أو حَديثٌ
عنْهُ يُطْرِبُنِي
هذا إذا غابَ أو هذا
إذا حَضَرَا
كِلاَهُمَا حَسَنٌ عندي
أُسَرُّ به
لكنَّ أحلاهُما ما
وافَقَ النّظرا
**
عَوّذْتُ حُبَيّبي بربِ
الطُورِ
من آفةِ ما يجري منَ
المَقْدُورِ
ما قلتُ حُبَيِّبي منَ
التحقيرِ
بل يَعْذُبُ اسمُ الشيء
بالتصغيرِ
**
ما أصنَعُ وَقَدْ
أَبْطَأَ عليّ الخَبرُ
وَيْلاَهُ إلى مَتَى
وكَمْ أَنْتَظِرُ
كم أَحِمِلُ كم أكْتُمُ
كم أصطَبِرُ
يُقْضَى أجلي ولَيْسَ
يُقْضَى وَطَرُ
**
عَيْني جَرَحَتْ وَجْنَتَهُ بالنّظَر
من رِقّتِهَا فانْظُرْ لحُسْنِ الأثر
لم أجنِ وقد جَنيتُ وَرْدَ الخَفَر
إلاّ لترى كيفَ انشقاقُ القَمَرْ
**
زِدْني بفَرْطِ الحُبّ فيك تَحَيّرا
وارْحَمْ حشىً بلَظَى هواكَ تسعّرا
وإذا سألُتكَ أن أراكَ حقيقةً
فاسمَحْ ولا تجعلْ جوابي لن تَرى
يا قلبُ أنتَ وعدَتني في حُبّهمْ
صَبراً فحاذرْ أن تَضِيقَ وتَضجرا
إنَّ الغرامَ هوَ الحياةُ فمُتْ بِهِ
صَبّاً فحقّك أن تَموتَ وتُعذرا
قُل لِلّذِينَ تقدَّموا قَبلي ومَن
بَعدي ومَن أضحى لأشجاني يَرَى
عني خذوا وبي اقْتدوا وليَ اسمعوا
وتحدّثوا بصَبابتي بَينَ الوَرى
ولقد خَلَوْتُ مع الحَبيب وبَيْنَنَا
سِرٌّ أرَقّ منَ النسيمِ إذا سرى
وأباحَ طَرْفِي نَظْرْةً أمّلْتُها
فَغَدَوْتُ معروفاً وكُنْتُ مُنَكَّرا
فَدُهِشْتُ بينَ جمالِهِ وجَلالِهِ
وغدا لسانُ الحال عنّي مُخْبِرا
فأَدِرْ لِحَاظَكَ في محاسنِ وجْهه
تَلْقَى جميعَ الحُسْنِ فيه مُصَوَّرا
لو أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورةً
ورآهُ كان مُهَلِّلاً ومُكَبِّرا
**
إحفَظْ فؤادَكَ إن مَرَرْتَ بحاجرٍ
فَظِبَاؤُه منها الظُّبى بمَحاجِرِ
فالقلبُ فيه واجبُ من جائزٍ
ان يَنْجُ كان مُخاطِراً بالخاطرِ
وعلى الكَثيبِ الفرْد حَيٌ دونهُ ال
آسادُ صرْعى من عيون جآذرِ
أحبِبْ بأسمَرَ صِيْنَ فيه بأبيضٍ
أجفانُهُ مِنّي مكانَ سرائِري
ومُمَنَّعٍ ما إنْ لنا من وَصْلِه
إلاّ توهُّمُ زَورِ طيفٍ زائر
لِلَماهُ عُدْتُ ظَماً كأصدى واردٍ
مُنِعَ الفُراتَ وكنتُ أروى صادر
خيرُ الأُصَيْحَابِ الذي هو آمري
بالغَيّ فيِه وعن رشادي زاجري
لَوْ قيلَ لي ماذا تُحِبّ وما الذي
تهواهُ منهُ لقُلتُ ما هوَ آمِري
ولقد أَقولُ للائمي في حُبّه
لَمّا رآهُ بُعَيْدَ وَصْلي هاجري
عَنّي إليكَ فَلي حشاً لم يَثْنِها
هُجْرُ الحديثِ ولا حديثُ الهاجر
لكِنْ وجدْتك من طريقٍ نافعي
وبلَذْعِ عَذْلِي لو أَطعتُك ضائري
أَحسنَت لي من حيثُ لا تدْري وإن
كُنْتَ المُسيءَ فأنت أعدَلُ جائر
يُدْني الحبيبَ وإن تناءتْ دارُهُ
طَيْفُ المَلامِ لطَرْفِ سمعي الساهر
فكأنّ عَذْلَكَ عيسُ مَن أحبَبْتُهُ
قَدِمَتْ عَليّ وكانَ سمعيَ ناظري
أتْعَبتَ نفسَك واسترَحتُ بذكْره
حتّى حسِبْتُك في الصّبابِة عاذري
فاعْجَبْ لِهاجٍ مادحٍ عُذّاَلْه
في حُبّه بلِسَانِ شاكٍ شاكِر
يا سائِراً بالقَلْب غدراً كَيفَ لَمْ
تُتْبِعْهُ ما غَادَرْتَهُ من سائري
بَعضي يَغارُ عليكَ من بَعضي ويحْ
سُدُ باطني إذ أَنتَ فيه ظاهري
ويوَدّ طَرْفي إن ذُكِرْتَ بمَجلسٍ
لو عاد سَمعاً مُصغياً لمُسامري
مُتَعَوّداً انجازَهُ مُتَوعّداً
أبداً ويَمطُلُني بوَعْدٍ نادر
ولبُعْدِهِ اسوَدّ الضّحى عندي كما ابْ
يَضّتْ لقُربٍ منهُ كان دَياجري
**
أَهْوَى رشاً هَواهُ للقَلْبِ غِذَا
ما أَحْسَنَ فِعْلُهُ و لو كانَ أذى
لم أنسَ وقد قُلْتُ لُه الوَصْلُ مَتى
مَولايَ إذا مُتُّ أسى قالَ إذا
**
صدٌّ حَمى ظمئي لَمَاكَ لِماذا
وهَواكَ قلبي صارَ مِنْهُ جُذَاذا
إن كان في تلَفي رِضاكَ صبابةً
ولكَ البقاء وجَدْتُ فيه لذاذا
كبِدي سلَبتَ صحيحةً فامنُنْ على
رَمَقي بها مَمنونةً أفلاذا
يا رامياً يَرْمي بسَهْمِ لِحاظِهِ
عن قَوس حاجِبِهِ الحشَا إنفاذا
أنّى هجَرتَ لِهجْرِ واشٍ بي كمَنْ
في لَوْمِهِ لُؤْمٌ حكَاهُ فهاذَا
وعليّ فيكَ مَنِ اعتدَى في حِجْره
فقَد اغتدى في حِجْرِهِ مَلّاذا
غَيرَ السّلُوِّ تجِدْهُ عندي لائِمي
عمّن حَوَى حُسْنَ الورى استحواذا
يا ما أُمَيْلحَهُ رَشاً فيه حَلا
تبديلُهُ حالي الحَلِي بَذّاذا
أضحى بإحسانٍ وحُسْنٍ مُعْطياً
لِنَفائسٍ ولَأنْفُسٍ أخّاذا
سَيْفَاً تَسِلُّ على الفؤاد جُفُونُه
وأرى الفُتورَ لهُ بها شحّاذا
فتْكاً بنا يزْدادُ منهُ مُصَوراً
قَتْلي مُساوِرَ في بني يَزْداذا
لا غَرْوَ أنْ تَخذَ العِذَارَ حمائلا
إذْ ظَلّ فتّاكاً به وقّاذا
وبِطَرْفِهِ سِحْرٌ لَوَ ابْصَرَ فِعْله
هاروتُ كان له به أستاذا
تَهْذِي بهذا البَدرِ في جَوِّ السّما
خَلِّ افْتِراكَ فذاكَ خِلّي لاذا
عَنَتِ الغزالَةُ والغَزَالُ لِوَجْهِهِ
مُتَلفّتاً وبه عِياذاً لاذا
أرْبَت لَطافتُهُ على نَشْرِ الصَّبا
وأبَت تَرافَتُهُ التّقَمّصَ لاذا
وشَكَتْ بَضاضةُ خدّهِ من وَرْدِهِ
وحَكَتْ فظاظةُ قلبِه الفولاذا
عَمَّ اشْتِعالا خالُ وجْنَتِهِ أخا
شُغْل به وجْداً أبَى استنِقاذا
خَصِرُ اللّمى عذْبُ المُقَبَّلِ بُكْرةً
قبلَ السّواكِ المِسْكَ ساد وشاذى
مِن فيِه والألحاظُ سُكْرِي بل أرى
في كلّ جارحَة به نَبّاذا
نَطَقَتْ مَناطقُ خَصْرِهِ خَتْماً إذا
صَمْتُ الخواتِم للخناصِرِ آذى
رقّتْ ودَقّ فناسبَتْ مِنّي النّسي
بَ وذاك معْناه استَجادَ فحاذى
كالغُصْنِ قدّاً والصّباحِ صباحَة
واللّيْلِ فَرعاً منهُ حاذى الحاذا
حُبّيِه عَلّمنِي التّنَسُكَ إذ حكى
مُتَعَفّفاً فَرَقَ المَعادِ مُعاذا
فَجَعَلْتُ خَلْعِي للْعِذَار لِثَامَه
إذ كان من لثْم العِذار مُعاذا
ولنا بخَيْفِ مِنىً عُرَيْبٌ دونَهُمْ
حَتْفُ المُنى عادي لِصَبّ عاذا
وبجزع ذَياك الحِمي ظَبيُ حَمَي
بِظُبَي اللواحِظِ إذ أحاذ إخاذا
هيَ أدمُعُ العُشّاقِ جادَ ولِيُّها ال
وادي ووالى جُودُها الألْواذا
كَمْ من فقيرٍ ثَمّ لا من جعفر
وافى الأجارعَ سائلاً شَحّاذا
من قبلِ ما فَرَقَ الفريقُ عَمارةً
كُنّا فَفَرّقَنا النّوى أَفْخَاذا
أُفْرِدْتُ عنهُمْ بالشّآمِ بُعَيْدَ ذا
كَ الإِلِتئَامِ وخَيّمُوا بغْداذا
جمعَ الهُمومَ البُعدُ عِندي بعدَ أن
كانت بقُرْبي منهُمُ أفذاذا
كالعَهْد عندهُمُ العهودُ على الصّفا
أنّى ولَستُ لها صفاً نَبّاذا
والصّبرُ صَبْرٌ عنهُمُ وعَلَيْهِمُ
عِندي أراهُ إذنْ أذى أزّاذا
عَزّ العَزاءُ وجَدّ وَجْدي بالأُلى
صرموا فكانوا بالصّريم ملاذا
رِئمَ الفَلا عنّي إليكَ فمُقْلَتي
كُحِلَتْ بهم لا تُغْضِهَا استِئْخَاذا
قَسَماً بمَنْ فيه أرى تعذيبَهُ
عَذْباً وفي استِذْلاله استِلْذاذا
ما استحسَنَتْ عيني سواهُ وإن سبى
لكنْ سواي ولمْ أكن مَلاّذا
لمْ يَرْقُبِ الرُّقَبَاءُ إلاّ في شَجٍ
مِن حَولِهِ يَتَسَلّلُون لِواذا
قد كان قبلَ يُعَدّ من قَتلى رَشاً
أسَداً لآسادِ الشّرى بَذّاذا
أَمْسى بنار جوىً حَشَتْ أحشاءَه
مِنْها يرى الإِيقادَ لا الإِنقاذا
حَيرانُ لا تلْقَاهُ إلاّ قلتَ مِنْ
كُلّ الجهاتِ أرى بِه جَبّاذا
حَرّانُ مَحنِيُّ الضّلوعِ على أسىً
غَلَبَ الإِسى فاسْتَنْجَذَ اسْتَنْجَاذَا
دَنِفٌ لسيبُ حشىً سليبُ حُشاشةٍ
شَهِدَ السّهادُ بِشَفْعِه مِمْشاذا
سَقَمٌ أَلمّ به فآلم إذ رأى
بالجِسْمِ مِنْ اغدادهِ اغذاذا
أبدى حِدادَ كآبَةٍ لِعَزَاهُ إذ
ماتَ الصبَا في فَوْدِه جَذّاذا
فغَدا وقد سُرّ العِدَى بشبابه
مُتَقَمّصاً وبشَيِبِه مُشْتاذا
حَزْنُ المَضاجِع لا نَفَاذَ لِبَثّه
حُزْناً بذاك قَضى القضاءُ نَفاذا
أبداً تَسُحّ وما تشحُّ جفُونُهُ
لِجَفا الأحِبّةِ وابِلاً ورَذاذا
مَنَحَ السُّفُوحَ سُفوح مَدْمَعِه وقد
بَخِلَ الغَمامُ به وجاد وِجَاذَا
قال العوائِدُ عندما أبصَرْنَهُ
إنْ كان مَن قَتَلَ الغرامَ فهذا
**
ما أَطْيَبَ ما بِتْنَا معاً في بُرْدٍ
إذْ لاصَقَ خَدَّهُ اعْتِنَاقاً خَدِّي
حتّى رَشَحَتْ من عَرَقٍ وجْنَتُهُ
لا زالَ نَصِيبِي مِنْهُ ماءُ الوردِ
**
رُوحي لكَ يا زائرُ في اللّيْلِ فِدَا
يا مُؤْنِسَ وَحْشَتِي إذا اللّيْلُ هدى
إنْ كانَ فِرَاقُنا مع الصُبْحِ بَدَا
لا أسفَرَ بَعْدَ ذَاكَ صُبْحٌ أبدا
**
خفّفِ السّيْرَ واتّئِدْ يا حادي
إنّما أنتَ سائقٌ بفُؤادي
ما تَرى العِيسَ بينَ سَوقٍ وشَوْقٍ
لرَبيعِ الرُّبوعِ غرْثَى صوادي
لم تُبَقّي لها المَهامِهُ جِسْماً
غيرَ جِلْدٍ على عظامٍ بَوادي
وتحَفّتْ أخْفَافُها فَهيَ تمشي
مِن وَجاها في مِثل جَمْرِ الرّمادِ
وبَراها الوَنَى فحَلّ بُراها
خَلّهَا تَرْتَوِي ثِمَادَ الوِهادِ
شَفّها الوَجْدُ إن عَدِمتَ رِواها
فاسقِها الوخْدَ من جِفارِ المِهادِ
واسْتَبِقْهَا واستَبْقِهَا فهيَ ممّا
تترامَى به إلى خَيْرِ وادِ
عَمْرُكَ اللَّه إن مرَرتَ بوادي
ينْبُعٍ فالدُّهَينا فبدرٍ فغادي
وسَلَكْتَ النّقا فَأَوْدانَ وَدّا
ن إلى رَابغِ الرّويّ الثّمادِ
وقَطَعْتَ الحِرَارَ عَمداً لخَيما
تِ قُدَيدٍ مَواطنِ الأمجادِ
وتَدَانَيتَ منْ خُلَيْصٍ فعُسْفا
نَ فمَرِّ الظَّهرانِ ملْقَى البوادي
وَوَرَدتَ الجمومَ فالقَصْرَ فالدّكْ
ناء طُرّاً مناهلَ الوُرّادِ
وأَتَيْتَ التّنعيمَ فالزّاهرَ الزّا
هِرَ نَوراً إلى ذُرى الأطوادِ
وعَبَرْتَ الحُجون واجتَزْتَ فاخترْ
تَ ازدياداً مشاهدَ الأوتادِ
وبَلَغْتَ الخيامَ فأبلِغْ سلامي
عنْ حفاظٍ عُرَيْب ذاك النّادي
وتَلَطّفْ واذكُرْ لهُمْ بعض ما بي
من غرامٍ ما إنْ لَه من نَفادِ
يا أَخِلّايَ هَلْ يَعودُ التّداني
منكُمُ بالحِمَى بعَوْد رفادي
مَا أَمَرّ الفراقَ يا جيرَة الحي
يِ وأحْلَى التّلاقِ بعدَ انفرادِ
كيف يَلتَذّ بالحياة مُعَنّىً
بَين أحشائه كَوَرْيِ الزّنادِ
عُمْرُهُ واصطبَارُهُ في انتِقَاصٍ
وجَواهُ ووَجْدُهُ في ازديادِ
في قُرى مصرَ جسمُهُ والأُصَيْحَا
بُ شآماً والقلبُ في أجيادِ
إنْ تَعُدْ وَقْفَةٌ فُوَيْق الصُّحَيْرَا
ت رَواحاً سَعدتُ بَعد بعادي
يا رعَى اللَّهُ يومنا بالمصَلّى
حيثُ نُدْعى إلى سبيل الرّشادِ
وقِبابُ الركابِ بَينَ العُلَيْمَيْ
نِ سِراعاً للمأزِمَيْنِ غوادي
وسقَى جَمْعَنا بجَمْعٍ مُلِثّاً
ولُيَيْلاَتِ الخَيْفِ صَوْبُ عِهادِ
مَنْ تَمَنّى مالاً وحُسْنَ مآلٍ
فَمُنائي مِنىً وأقصى مُرادي
يا أُهَيْلَ الحِجَازِ إنْ حَكَم الدّهْ
رُ بِبَيْنٍ قضاءَ حَتمٍ إرادي
فغَرامي القديمُ فيكُمْ غرامي
ووِدادي كما عَهِدْتُمْ وِدَادِي
قد سَكَنْتُمْ منَ الفُؤادِ سُوَيْدَا
هُ ومنْ مُقْلَتي سواءَ السّوادِ
يا سميري رَوّحْ بمَكّةَ رُوحي
شادِياً إنْ رَغِبْتَ في إسعادي
فذُراها سِرْبي وطيبي ثَراها
وسبيلُ المَسِيلِ وِرْدِي وزادي
كان فيها أُنسي ومِعْراجُ قُدْسِي
ومُقامي المَقامُ والفتحُ بادِ
نقلَتني عنها الحُظُوظُ فجُذّتْ
وارِدَاتي ولمْ تَدُمْ أوْرَادي
آهِ لو يَسْمَحُ الزَّمانُ بعَوْدٍ
فعسَى أن تعودَ لي أعْيادي
قَسَماً بالحطيم والرُّكنِ والأسْ
تَارِ والمَرْوَتَيْنِ مَسْعَى العِبَادِ
وظِلاَلِ الجنابِ والحِجرِ والميْ
زابِ والمُسْتَجَاب للقُصّادِ
ما شَمِمْتُ البَشامَ إلّا وأهدَى
لِفؤادي تحيّةً من سعادِ
**
يا ليلةَ وصلٍ صُبْحُها لم يَلُحِ
مِنْ أَوَّلها شربته في قَدَحي
لمّا قصُرَت طَاَلتْ وطَابَتْ بِلُقا
بَدْرٍ مِحَني في حُبِّهِ من منحي
**
خليَليَّ إن جئُتما منزِلي
ولم تَجِدَاهُ فسيحاً فَسِيحا
وإن رُمْتُمَا منطِقاً من فَمي
ولم تسْمَعَاهُ فصيحاً فَصِيحَا
**
أوَميضُ بَرْقٍ بالأُبَيْرِقِ لاَحا
أم في رُبَى نجد أرى مِصباحا
أم تلكَ ليلى العامريّةُ أَسْفَرَتْ
ليْلاً فصيّرَتِ المساءَ صباحا
يا راكِبَ الوجْناء وُقّيتَ الرّدى
إن جُبتَ حَزْناً أو طوَيتَ بِطاحا
وسَلَكْتَ نُعمانَ الأراكِ فعُجْ إلى
وادٍ هُناكَ عَهدْتهُ فَيّاحا
فبأيْمَنِ العلمَيْنِ مِن شرقيّه
عَرّجْ وأُمَّ أرينَهُ الفوّاحا
وإذا وصلْتَ إلى ثَنِيّاتِ اللّوَى
فانْشُدْ فؤاداً بالأُبَيْطح طاحا
واقْرِ السّلامَ أُهَلْيَهُ عَنّي وقُل
غادرْتُهُ لِجَنابِكُمْ مُلْتاحا
يا ساكني نَجدٍ أما مِنْ رحمَةٍ
لأسيرِ إلْفٍ لا يُريدُ سَراحا
هَلّا بَعَثْتُمْ لِلمَشُوقِ تحيّةً
في طَيّ صافِيَةِ الرّيَاحِ رَواحا
يحْيا بها مَن كانَ يحسَب هَجرَكُمْ
مَزْحاً ويعتقِدُ المِزَاحَ مِزاحا
يا عاذِلَ المُشْتَاقِ جَهْلاً بالَّذي
يَلْقَى مَلِيّاً لا بَلَغتَ نجاحا
أتْعَبتَ نفسَكَ في نصيحَة مَن يَرى
أنْ لا يرى الإِقبالَ والإِفلاحا
أقْصِر عدِمْتُك واطّرح من أثخنتْ
أحشاءَهُ النُّجلُ العُيونُ جِراحا
كنتَ الصديقَ قبيلَ نُصْحِكَ مُغْرَماً
أرأيتَ صَبّاً يألَفُ النُّصّاحا
إنْ رُمْتَ إصْلاَحِي فإنّي لم أُرِدْ
لفَسَادِ قَلبي في الهوَى إصلاحا
ماذا يُريدُ العاذلونَ بعَذْلِ مَنْ
لَبِسَ الخَلاعَة واستراحَ وراحا
يا أهلَ وِدّي هل لراجي وَصْلِكُمْ
طَمَعٌ فيَنعَمَ بالُهُ استِرْوَاحا
مُذْ غِبْتُمُ عن ناظِري ليَ أنّةٌ
ملأتْ نواحي أرضِ مِصْرَ نُواحا
وإذا ذكَرْتُكُمُ أميلُ كأنّني
مِن طيبِ ذِكْرِكُمُ سقيتُ الرّاحا
وإذا دُعيت إلى تناسي عهدِكُمْ
ألْفَيتُ أحشائي بذاكَ شِحاحا
سَقياً لأيّامٍ مَضَتْ مع جيرَةٍ
كانتْ لَيالينا بهِمْ أفراحا
حيثُ الحِمى وطَني وسُكّانُ الغَضا
سَكَنِي ووِردي الماء فيه مُباحا
وأُهَيْلُهُ أَرَبي وظِلُّ نَخيلِهِ
طَرَبي ورَمْلَةُ وادِيَيْهِ مَراحا
وَاهاً على ذاكَ الزَّمانِ وطيبِهِ
أيّامَ كُنتُ من اللُّغوبِ مُراحا
قَسماً بمكَّةَ والمقامِ ومَن أتَى ال
بيتَ الحرامَ مُلَبّياً سَيّاحا
ما رنَّحَتْ ريحُ الصَّبا شِيحَ الرُّبى
إلّا وأهْدَتْ منكُمُ أرواحا
**
ما بَيْنَ مُعْتَركِ الأحداقِ والمُهَجِ
أنا القَتِيلُ بلا إثمٍ ولا حَرَجِ
ودّعتُ قبل الهوى روحي لما نَظَرْتَ
عينايَ مِنْ حُسْنِ ذاك المنظرِ البَهجِ
للَّهِ أجفانُ عَينٍ فيكَ ساهِرةٍ
شوقاً إليكَ وقلبٌ بالغَرامِ شَجِ
وأضلُعٌ نَحِلَتْ كادتْ تُقَوِّمُها
من الجوى كبِدي الحرّا من العِوَجِ
وأدمُعٌ هَمَلَتْ لولا التنفّس مِن
نارِ الهَوى لم أكدْ أنجو من اللُّجَجِ
وحَبّذَا فيكَ أسْقامٌ خَفيتَ بها
عنّي تقومُ بها عند الهوى حُجَجي
أصبَحتُ فيكَ كما أمسيَتُ مكْتَئِباً
ولم أقُلْ جَزَعاً يا أزمَةُ انفَرجي
أهْفُو إلى كلّ قَلْبٍ بالغرام لهُ
شُغْلٌ وكُلِّ لسانٍ بالهوى لَهِجِ
وكُلِّ سَمعٍ عن اللاحي به صَمَمٌ
وكلِّ جَفنٍ إلى الإِغفاء لم يَعُجِ
لا كانَ وَجْدٌ بِه الآماقُ جامدةٌ
ولا غرامٌ به الأشواقُ لم تَهِجِ
عذّب بما شئتَ غيرَ البُعدِ عنكَ تجدْ
أوفى محِبّ بما يُرضيكَ مُبْتَهجِ
وخُذْ بقيّةَ ما أبقَيتَ من رمَقٍ
لا خيرَ في الحبّ إن أبقى على المُهجِ
مَن لي بإتلاف روحي في هوَى رَشَإٍ
حُلْوِ الشمائل بالأرواحِ مُمتَزِجِ
مَن ماتَ فيه غَراماً عاشَ مُرْتَقِياً
ما بينَ أهلِ الهوَى في أرفع الدّرَجِ
مُحَجَّبٌ لو سَرى في مِثلِ طُرَّتِهِ
أغنَتْهُ غُرّتُهُ الغَرّا عن السُّرُجِ
وإن ضَلِلْتُ بلَيْلٍ من ذوائِبهِ
أهدى لعيني الهدى صُبحٌ من البَلجِ
وإن تنَفّس قال المِسْكُ مُعْترفاً
لعارفي طِيبِه مِن نَشْرِهِ أَرَجي
أعوامُ إقبالِهِ كاليَّومِ في قِصَرٍ
ويومُ إعراضِه في الطّول كالحِججِ
فإن نأى سائراً يا مُهجَتي ارتحلي
وإن دَنا زائراً يا مُقلتي ابتهِجي
قُل للّذي لامني فيه وعنّفَني
دعني وشأني وعُد عن نُصْحك السمِجِ
فاللّوْمُ لؤمٌ ولم يُمْدَحْ بِهِ أحَدٌ
وهل رأيتَ مُحِبّاً بالغرام هُجي
يا ساكِنَ القلبِ لا تنظُرْ إلى سكَني
وارْبَحْ فؤادك واحذَرْ فتنةَ الدّعجِ
يا صاحبي وأنا البَرّ الرّؤوفُ وقد
بذَلْتُ نُصْحِي بذاكَ الحيّ لا تَعُجِ
فيه خَلَعْتُ عِذَاري واطّرَحْتُ بِهِ
قَبولَ نُسْكيَ والمقبولَ من حِججي
وابيَضّ وجهُ غَرامي في محَبّتِهِ
واسْوَدّ وجْهُ ملامي فيه بالحُجَجِ
تبارَكَ اللَّهُ ما أحلى شمائلَهُ
فكمْ أماتَتْ وأحْيَتْ فيه من مُهَجِ
يهوي لذِكْرِ اسمه مَنْ لَجّ في عَذَلِي
سَمعي وإن كان عَذلي فيه لم يَلِجِ
وأرحَمُ البرْقَ في مَسراهُ مُنْتَسِباً
لثَغْرِهِ وهوَ مُسْتَحيٍ من الفلَجِ
تراهُ إن غابَ عنّي كُلُّ جارحةٍ
في كلّ مَعنى لطيفٍ رائقٍ بَهجِ
في نغْمَةِ العودِ والنّايِ الرّخيم إذا
تَألّقا بينَ ألحانٍ من الهَزَجِ
وفي مَسَارحِ غِزْلاَنِ الخمائلِ في
بَرْدِ الأصائلِ والإِصباحِ في البلَجِ
وفي مَساقط أنْداء الغَمامِ على
بِساط نَوْر من الأَزهارِ مُنْتَسِجِ
وفي مساحِب أذيالِ النّسيم إذا
أهْدى إليّ سُحَيْراً أطيَبَ الأرَجِ
وفي التِثاميَ ثَغْرَ الكاسِ مُرْتَشِفَاً
ريقَ المُدامة في مُسْتَنْزَهٍ فَرِجِ
لم أدرِ ما غُرْبَةُ الأوطان وهو معي
وخاطري أين كنّا غيرُ مُنْزَعِجِ
فالدّارُ داري وحُبّي حاضرٌ ومتى
بدا فمُنْعَرَجُ الجرعاء مُنْعَرَجي
ليَهْنَ رَكْبٌ سَرَوا ليلاً وأنتَ بهم
بسَيرِهم في صباحٍ منكَ مُنْبَلِجِ
فلْيَصْنَع الرّكْبُ ما شاؤوا بأنفسهِم
هم أهلُ بدرٍ فلا يخشونَ من حرَجِ
بحَقّ عِصيانيَ اللّاحي عليك وما
بأضلُعي طاعةً للوَجْدِ من وهَجِ
انْظُر إلى كبِدٍ ذابت عليكَ جَوىً
ومُقْلَةٍ من نجيعِ الدّمع في لُجَجِ
وارحَمْ تَعَثُّرَ آمالي ومُرْتَجَعي
إلى خِداعِ تَمَنّي الوَعْدِ بالفرَجِ
واعْطِفْ على ذُلّ أطماعي بهَلْ وعسى
وامنُنْ عليّ بشرْح الصدر من حرَجِ
أهلاً بما لم أكُنْ أهْلاً لمَوقِعِه
قَوْلِ المُبَشِّرِ بعد اليأس بالفرَجِ
لكَ البِشارةُ فاخْلَعْ ما عليكَ فقد
ذُكِرْتَ ثَمّ على ما فيكَ مِنْ عِوَجِ
**
أَهْوَى رشَأً كلّ الأَسى لي بَعَثَا
مذ عَايَنَهُ تصبّري ما لَبِثَا
نادَيْتُ وقد فَكّرتُ في خلقَتِهِ
سُبحانك ما خَلقْتَ هذا عَبَثَا
**
رُوحي للقاك يا مُناها اشْتَاقَتْ
والأرضُ عليّ كاختيالي ضَاقَتْ
والنفسُ لَقَدْ ذابَتْ غراماً وجوىً
في جنب رضاك في الهوى ما لاقَتْ
**
نَعَمْ بالصَّبا قلبي صبا لأحِبّتِي
فيا حبّذا ذاك الشَّذى حينَ هَبَّتِ
سَرَتْ فأَسرَّتْ للفؤادِ غُدَيَّةً
أحاديثَ جيرانِ العُذيبِ فَسَرَّتِ
مُهَيْمِنَةٌ بالرَّوضِ لَدْنٌ رِداؤُها
بها مرضٌ من شأنِهِ بُرْء عِلَّتي
لها بأُعَيْشَابِ الحِجَازِ تَحَرّشٌ
به لا بخَمْرٍ دونَ صَحبيَ سَكْرَتي
تُذَكِّرُني العَهْدَ القَديمَ لأنَّها
حديثَةُ عَهْدٍ من أُهَيْلِ مَوَدَّتي
أيا زاجراً حُمْر الأَوارِكِ تارِكَ ال
مَوارِكِ من أكوارها كَالأريكَةِ
لَكَ الخيرُ إِن أَوضَحتَ تُوضِحُ مُضحياً
وجُبْتَ فيافي خَبْتِ آرامِ وَجْرَةِ
ونكَّبتَ عن كُثبِ العُرَيضِ مُعارِضاً
حُزوناً لِحُزْوى سائقاً لِسُوَيقةِ
وباينْتَ باناتٍ كَذا عَن طُوَيلِعٍ
بسَلْعٍ فسَلْ عن حِلَّةٍ فيه حَلَّتِ
وعَرِّجْ بذَيَّاكَ الفريقِ مُبَلِّغاً
سَلِمْتَ عُرَيباً ثَمَّ عنِّي تَحِيَّتي
فلي بينَ هاتِيكَ الخيامِ ضنِينَةٌ
عَلَيَّ بجَمْعي سَمْحَةٌ بِتَشَتُّتي
مُحَجَّبَةٌ بَينَ الأسِنَّةِ والظُبا
إِلَيها انثنَتْ ألبابُنا إذ تَثَنَّتِ
مُمَنَّعةٌ خَلْعُ العِذَارِ نِقَابُها
مُسرْبَلَةٌ بُرْدَيْنِ قلبي ومُهجَتي
تُتيحُ المنَايا إذ تُبيحُ ليَ المُنى
وذاكَ رَخيصٌ مُنْيَتِي بِمَنِيَّتي
وما غَدرَتْ في الحُبِّ أَن هَدرَتْ دَمي
بشَرْعِ الهَوى لَكِن وَفَتْ إذ تَوَفَّتِ
مَتَى أَوعَدَتْ أَولَتْ وإِن وَعَدتْ لَوَتْ
وإن أقسمَتْ لا تُبْرئُ السُقمَ بَرَّتِ
وإن عَرضَتْ أُطْرِقْ حياءً وهيبةً
وإن أعرضَتْ أُشفِق فَلَم أتلَفَّتِ
ولَو لمْ يَزُرْني طيفُها نحوَ مَضجَعِي
قَضَيْتُ ولَم أَسطِعْ أَراها بمُقلَتي
تَخَيُّل زُورٍ كان زَورُ خَيالِها
لِمُشْبِهِه عن غَيْرِ رُؤيا ورُؤيَةِ
بفَرْطِ غرامي ذِكْرَ قيسٍ بوَجْدِهِ
وبَهْجَتُها لُبْنَى أَمَتُّ وأمَّتِ
فلم أَرَ مثلي عاشِقاً ذا صبابةٍ
ولا مثلَها معشوقَةً ذاتَ بهجَةِ
هيَ البَدْرُ أوصافاً وذاتي سَماؤُها
سَمَتْ بي إليها هِمَّتي حينَ هَمَّتِ
مَنازلُها مِنِّي الذِّراعُ تَوَسُّداً
وقلبي وطَرْفي أوطَنَتْ أو تَجلَّتِ
فما الوَدْقُ إِلّا من تحلُّبِ مَدْمَعِي
وما البرقُ إلّا من تَلَهُّبِ زَفرَتي
وَكُنتُ أرى أَنَّ التعشُّقَ مِنحَةٌ
لِقلْبي فما إِن كانَ إلّا لمِحْنَتِي
مُنَعَّمةً أحشايَ كانت قُبَيلَ ما
دَعَتْها لتَشقَى بالغرامِ فلَبَّتِ
فلا عادَ لي ذاكَ النَّعيمُ ولا أرى
مِنَ العَيشِ إلّا أن أعيشَ بِشقوَتي
ألا في سَبيلِ الحُبِّ حالي وما عَسى
بكُمْ أن أُلاقي لو دَرَيتُمْ أَحِبَّتِي
أَخَذْتُمْ فؤادي وهوَ بَعْضِي فما الَّذي
يَضُرُّكُمُ أن تُتْبِعُوهُ بجُمْلَتِي
وجَدْتُ بكم وجْداً قُوى كُلِّ عَاشِقٍ
لوِ احتَملَتْ من عبئِهِ البعضَ كلَّتِ
برى أعظُمي من أَعظَم الشوقِ ضِعفُ ما
بجَفْني لِنَومِي أو بضُعْفِي لِقُوَّتي
وأنحَلَني سُقْمٌ لهُ بجُفُونِكُمْ
غرامُ التِياعي بالفُؤادِ وحُرْقَتِي
فَضَعْفِي وسُقْمي ذا كرأي عَواذِلي
وذاكَ حَديثُ النَفسِ عنكُم برَجعَتِي
وهَى جَسَدِي مِمّا وهَى جلَدي لذا
تَحَمُّلُهُ يَبْلى وتَبْقَى بلِيَّتي
وعُدْتُ بما لمْ يُبْقِ مِنّي مَوْضِعاً
لِضُرٍّ لِعُوّادي حضوري كَغَيْبَتِي
كَأَنّي هِلالُ الشَّكِّ لوْلا تَأَوُّهي
خَفِيتُ فلم تُهْد العُيونُ لرُؤيَتي
فجِسْمِي وقلبي مُستحيلٌ وواجِبٌ
وخَدّيَ مندوبٌ لِجَائِزِ عَبْرَتي
وقالوا جَرَتْ حُمْراً دموعُكَ قلتُ عن
أُمورٍ جَرَتْ في كَثرةِ الشَّوْقِ قَلَّتِ
نَحَرتُ لضَيْفِ الطَّيْفِ في جَفْنِيَ الكَرَى
قِرىً فَجَرَى دَمْعي دماً فوقَ وَجنَتي
فلا تُنْكِروا إن مَسَّني ضَرُّ بَيْنِكُم
عَلَيَّ سُؤالي كَشْفَ ذاكَ ورَحْمَتي
فصَبْري أراهُ تحْتَ قَدْري عَلَيْكُمُ
مُطاقاً وعنكم فاعذورا فوْقَ قُدرَتي
ولَمّا تَوافَيْنَا عِشاءً وَضَمَّنا
سَواءُ سبيليْ ذي طُوَىً والثَّنِيَّةِ
ومَنَّتْ وما ضَنَّتْ علَيَّ بوَقْفَةٍ
تُعادِلُ عنْدي بالمُعَرَّفِ وَقْفَتي
عتَبْتُ فلم تُعْتِبْ كَأَن لم يَكُن لِقاً
وما كانَ إلّا أَن أشَرْتُ وأوْمَتِ
أَيا كعْبَةَ الحُسْنِ الَّتي لِجمالِها
قلوبُ أُولي الأَلبابِ لَبَّتْ وَحَجَّتِ
بريقَ الثَّنايا منْكِ أهدى لَنا سَنا
بُرَيْقِ الثّنايا فهْوَ خيرُ هدِيَّةِ
وأوْحَى لعَيْنِي أنّ قَلْبي مُجاورٌ
حِماكِ فتاقَتْ للجَمالِ وحَنَّتِ
ولَوْلاَكِ ما استهدَيْتُ برْقاً ولا شجَتْ
فؤادي فأبكتْ إذ شدَتْ وُرقُ أيكةِ
فذاكَ هدىً أهْدى إليّ وهذه
على العود إذ غنّت عن العودِ أغنَتِ
أرومُ وقد طال المدَى منْك نظْرَةً
وكم من دماء دونَ مَرْمَايَ طُلّتِ
وقد كنتُ أُدعى قبل حُبّيكِ باسلاً
فعُدتُ به مُسْتَبْسِلاً بعد مَنعَتي
أقادُ أسيراً واصْطِباري مُهاجِري
وأنْجدُ أنْصاري أسىً بعد لَهْفَتي
أما لكِ عنْ صدّ أما لَكِ عن صدٍّ
لِظلْمِكِ ظلماً منكِ ميلٌ لعطفةِ
فبَلُّ غَليلٍ مِنْ عليلٍ على شفاً
يُبِلّ شِفَاءً منه أعظَمُ مِنّةِ
فلا تحسبي أنّي فَنَيْتُ من الضّنى
بغيرِكِ بل فيكِ الصّبابةُ أبلَتِ
جَمالُ مُحيّاكِ المَصُونُ لثامُهُ
عن اللّثْمِ فيه عُدْتُ حيّاً كميّتِ
وجَنّبَنِي حُبّيكِ وَصْلَ مُعاشِري
وحَبّبَنى ما عشتُ قطْعَ عَشِرَتي
وأَبعَدَني عن أرْبُعي بُعْدُ أرْبَعٍ
شبابي وعقلي وارتياحي وصِحّتي
فلي بعدَ أوْطاني سكونٌ إلى الفلا
وبالوَحش أُنسي إذ من الإِنس وَحشتي
وزَهّدَ في وَصلي الغوانيَ إذْ بَدا
تبَلّجُ صُبْحِ الشيْب في جِنْح لِمّتي
فرُحْنَ بحُزْنٍ جازعاتٍ بُعَيْد ما
فرِحْنَ بحَزْنِ الجَزْعِ بي لشبيبتي
جهلْنَ كلُوّامي الهوى لا علِمْنه
وخابوا وإنّي منه مُكْتَهِلٌ فَتي
وفي قَطْعي اللّاحي عليكِ ولاتَ حي
نَ فيكِ جدالٌ كان وجهُكِ حُجّتي
فأصبَحَ لي من بعدِ ما كان عاذِلاً
به عاذراً بل صارَ من أهل نَجْدَتي
وحَجّيَ عَمْري هادياً ظلّ مُهْدِياً
ضلالَ مَلامي مثْل حَجّي وعُمْرتي
رأى رجباًسمْعِي الأبيَّ ولَوْميَ ال
مُحَّرمَ عن لُؤْم وغِشّ النصيحةِ
وكمْ رامَ سِلْوَاني هواكِ مُيَمِّماً
سِواكِ وأنّي عنكِ تبديلُ نيّتي
وقال تَلافَى ما بَقي منكَ قلتُ ما
أرانيَ إلّا لِلتّلافِ تَلَفّتي
إبائي أبَى إلّا خِلافيَ ناصِحاً
يحاوِلُ مِنِّي شِيمة غيرَ شِيمتي
يَلَذّ لهُ عَذْلي عليكِ كأنّما
يَرى مَنّهُ مَنّي وسَلواهُ سَلْوَتي
ومُعْرِضَة عن سامِر الجَفن راهِبِ ال
فؤادِ المُعَنّى مُسلِمِ النفسِ صَدّتِ
تناءتْ فكانت لذّةَ العيش وانقضَت
بعُمري فأيدي البَينِ مُدّتْ لمُدّتي
وبانَتْ فأمّا حُسنُ صَبري فخانني
وأمَّا جُفُوني بالبكاءِ فوَفَّتِ
فلمْ يرَ طَرْفي بعدها ما يَسُرّني
فنَومي كصُبْحي حيث كانت مسرَّتي
وقد سَخِنَتْ عَيْنِي عليها كأنَّها
بها لم تكن يوماً من الدّهر قرّتِ
فإنْسانُها مَيْتٌ ودمعيَ غُسْلُهُ
وأكفانُهُ ما ابْيَضَّ حُزْناً لفُرْقَتي
فلِلْعَيْنِ والأحشاء أوّلَ هل أتى
تلا عَائدي الآسي وثالِثَ تَبَّتِ
كأنَّا حَلَفْنا للرّقيب على الجفَا
وأنْ لا وَفا لكِن حَنِثْتُ وبرّتِ
وكانت مواثيقُ الإِخاءِ أَخِيّة
فلمَّا تفرّقنا عَقَدْتُ وحَلَّتِ
وتَاللَّهِ لم أختَرْ مذَمّةَ غدرِها
وفاء وإن فاءت إلى خَتْر ذِمّتي
سَقى بالصّفا الرَّبْعِيُّ رَبْعاً به الصفا
وجادَ بأجيادٍ ثَرَى منهُ ثرْوتي
مُخَيَّمَ لَذّاتي وسَوْقَ مآربي
وقِبْلَةَ آمالي ومَوطِنَ صَبْوتي
منازِلُ أُنْسٍ كُنّ لم أَنسَ ذِكْرَها
بمنْ بُعدُها والقُرْبُ ناري وجنّتي
ومِنْ أَجْلِهَا حالي بها وأُجِلّهَا
عن المَنّ ما لم تَخْفَ والسقمُ حُلّتي
غرامي بشَعْبٍ عامرٍ شِعبَ عامرٍ
غريمي وإن جاروا فهم خيرُ جيرتي
ومِنْ بَعْدِها ما سُرّ سِرّي لبُعْدِها
وقد قطَعَتْ منها رجائي بخَيْبَتي
وما جَزَعي بالجَزْعِ عن عبثٍ ولا
بَدا وَلَعاً فيها وُلوعي بلَوعَتِي
على فائتٍ من جَمْعِ جَمْعٍ تأسُّفي
ووّدٍ على وادي مُحَسِّرِ حسرتي
وبَسْطٍ طَوى قبضُ التنائي بساطَهُ
لنا بطَوىً وَلّى بأرغَدِ عيشةِ
أَبِيتُ بجَفْنٍ للسُّهاد مُعانِقٍ
تصافحُ صَدري راحتي طولَ لَيْلَتي
وذِكْرُ أُوَيْقَاتِيَ الّتي سلَفَت بها
سَميريَ لو عادت أُوَيْقَاتي الَّتي
رَعى اللَّهُ أيّاماً بظِلِّ جَنابِها
سَرَقْتُ بها في غَفْلَةِ البَيْنِ لذّتي
وما دارَ هَجرُ البُعْدِ عنها بخاطري
لديها بِوَصْلِ القُرْبِ في دار هِجرتي
وقد كان عندي وصْلُها دونَ مطلَبي
فعاد بمنِّي الهَجر في القُرْبِ قُرْبتي
وكم راحةٍ لي أقْبْلَتْ حين أقْبَلَتْ
ومِن راحتي لمّا تَوَلّت تَوَلّتِ
كأنْ لم أَكُنْ منها قريباً ولم أَزَلْ
بعيداً لأيٍّ ما له مِلْتُ ملّتِ
غرامي أَقِمْ صبري انْصَرِم دمعي انسجِم
عدوي احتكم دهري انتقم حاسدي اشمتِ
ويا جلَدي بعد النّقا لستَ مُسعِدي
ويا كبِدي عَزَّ اللّقاء فتَفَتّتي
ولمّا أَبَتْ إلّا جِماحاً ودارُها ان
تزاحاً وضَنّ الدّهرُ منه بأوبَةِ
تيقَّنتُ أن لا دارَ من بَعْدِ طيبةٍ
تَطيبُ وأن لا عزّةً بعد عزّةِ
سلامٌ على تلك المَعاهدِ من فتىً
على حِفْظِ عهدِ العامريّة ما فَتي
أعِدْ عند سمْعي شاديَ القوم ذِكْرَ مَنْ
بِهجْرانِها والوصلِ جادَتْ وضنَّتِ
تُضَمِّنُهُ ما قُلْتُ والسُّكْرُ مُعلِنٌ
لِسرّي وما أخْفَتْ بصَحوي سَريرَتي
**
قد راحَ رسُولي وكما راحَ أَتَى
باللَّهِ مَتي نَقَضْتُمُ العَهْدَ مَتى
ما ذا ظنِّى بِكُمُ ولا ذَا أَملي
قَد أَدركَ فِيَّ سُؤلَه من شَمِتَا
**
لَم أَخشَ وأنتَ ساكِنٌ أَحشائي
إِن أَصبَحَ عَنِّي كُلُّ خِلٍّ نَائي
فالنَّاسُ إِثنانِ وَاحِدٌ أعشَقُهُ
وَالآخَرُ لَم أَحسَبهُ في الأَحياءِ
**
أرَجُ النّسيمِ سَرَى مِنَ الزَّوراءِ
سَحَراً فَأَحيا مَيِّتَ الأَحيَاءِ
أَهدى لَنا أَرواحَ نَجدٍ عَرفُهُ
فَالجَوُّ مِنهُ مُعَنبَرُ الأَرجاءِ
وَرَوَى أحاديثَ الأَحبَّةِ مُسنِداً
عن إِذخِرٍ بأذاخِرٍ وَسِخاءِ
فسَكِرتُ مِن رَيّا حَواشي بُردِهِ
وسَرَت حُمَيّا البُرءِ في أَدوائي
يا رَاكبَ الوَجناءِ بُلِّغتَ المُنى
عُج بالحِمَى إن جُزتَ بالجَرعَاءِ
مُتَيَمِّما تَلَعاتِ وادي ضارِجٍ
مُتَيَامِناً عَن قاعَةِ الوَعسَاءِ
وإذا أَتَيتَ أُثَيلَ سَلعٍ فَالنَّقا
فَالرَّقمَتَينِ فلَعلَعٍ فَشَظاءِ
وكَذا عَنِ العَلَمَينِ مِن شَرقِيِّهِ
مِل عادِلاً للحِلّة الفَيحَاءِ
واقرِ السَلامَ عُرَيبَ ذَيّاكَ اللِّوَى
مِن مُغرَمٍ دَنِفٍ كثيبٍ نائي
صَبٍّ متى قَفلَ الحَجيجُ تَصاعَدَت
زفَرَاتُهُ بِتَنَفُّسِ الصُّعَداءِ
كَلَمَ السُّهَادُ جُفونَهُ فَتَبادَرَت
عَبراتُهُ مَمزوجَةً بدِماءِ
يا ساكِني البَطحاءِ هَل مِن عَودَةٍ
أَحيا بِها يا ساكِني البَطحَاءِ
إِن يَنقضي صَبري فَلَيسَ بمُنقَضٍ
وَجدي القَديمُ بكُم ولا بُرَحَائي
وَلِئِن جَفا الوَسمِيُّ ماحِلَ تُربِكُم
فمَدَامِعي تُربي على الأَنواءِ
وَاحَسرَتي ضاعَ الزَّمانُ وَلَم أَفُز
مِنكُم أُهَيلَ مَوَدَّتي بِلِقاءِ
وَمَتى يُؤَمِّلُ راحَةً مَن عُمرُهُ
يَومانِ يَومُ قِلىً ويَومُ تَنائي
وحَيَاتِكُم يا أَهلَ مَكَّةَ وهيَ لي
قَسَمٌ لقد كَلِفَت بِكُم أحشائي
حُبِّيكُمُ في النَّاسِ أَضحى مَذهَبي
وهَواكُمُ دِيني وعَقدُ وَلائي
يا لائِمي في حُبِّ مَن مِن أَجلِهِ
قَد جَدَّ بي وَجدي وعَزَّ عَزائي
هَلّا نَهاكَ نُهاكَ عن لَومِ امرِىءٍ
لم يُلفَ غَيرَ مُنَعَّمٍ بِشَقَاءِ
لَو تَدرِ فيمَ عَذَلتَني لَعَذَرتَني
خَفِّض عَلَيكَ وخَلِّني وبَلائي
فلِنَازِلي سَرحِ المُرَبَّعِ فالشّبي
كَةِ فالثَّنِيَّةِ مِن شِعابِ كَداءِ
وَلِحاضِري البَيتِ الحَرامِ وعامِري
تِلكَ الخِيامِ وَزَائري الحَثمَاءِ
وَلِفِتيَةِ الحَرَمِ المَرِيعِ وجِيرَةِ ال
حَيِّ المَنِيعِ تَلفُّتي وَعَنائي
فَهُمُ هُمُ صَدُّوا دَنَوا وَصَلوا جَفَوا
غَدَروا وَفَوا هَجَروا رَثوا لِضنائِي
وهُمُ عِيَاذي حيثُ لم تُغنِ الرُّقَى
وهُمُ مَلاذي إن غَدَت أَعدائي
وهُمُّ بِقَلبِي إِن تَناءَت دارُهُم
عَنِّي وَسُخطي في الهَوَى وَرِضائي
وَعَلى مَحَلِّي بَينَ ظَهرانيهِم
بِالأَخشَبَينِ أَطوفُ حَولَ حِمائي
وَعَلى اعتِناقي لِلرِّفاقِ مُسَلِّماً
عِندَ استِلامِ الرُّكنِ بالإِيماءِ
وتَذَكُّري أَجيادَ وِردي في الضُّحى
وتَهَجُّدِي في اللَّيلَةِ اللَّيلاءِ
وَعَلى مُقامي بِالمقامِ أَقامَ في
جِسمي السَّقامُ وَلاتَ حينَ شِفاءِ
عَمري وَلَو قُلِبَت بِطاحُ مَسيلِهِ
قُلُباً لِقَلبي الرَّيُّ بِالحَصباءِ
أَسعِد أُخَيَّ وغَنِّني بَحدِيثَ مَن
حَلَّ الأباطِحَ إن رَعَيتَ إخائي
وَأَعِدهُ عِندَ مَسامِعي فالرُّوحُ إِن
بَعُدَ المَدَى تَرتاحُ لِلأَنباءِ
وَإِذا أَذى ألَمٍ ألَمَّ بمُهجَتِي
فَشَذى أُعَيشَابِ الحِجازِ دَوائي
أَأُذادُ عَن عَذبِ الوُرُودِ بِأَرضِهِ
وأُحادُ عنهُ وفي نَقاهُ بَقائي
وَرُبُوعُهُ أَربَى أجَل ورَبيعُهُ
طَرَبي وصارِفُ أَزمَةِ اللَّأواءِ
وَجِبالُهُ لِيَ مَربَعٌ ورِمالُهُ
لِيَ مَرتَعٌ وظِلالُهُ أَفيائي
وشِعابُهُ ليَ جَنَّةٌ وقِبابُهُ
ليَ جُنَّةٌ وَعَلى صَفاهُ صَفَائي
حَيَّا الحَيَا تِلكَ المَنازِلَ والرُّبَى
وسَقَى الوَلِيُّ مَواطِنَ الآلاءِ
وَسَقَى المَشاعِرَ وَالمُحَصَّبَ مِن مِنىً
سَحّاً وجادَ مَواقِفَ الأَنضاءِ
وَرَعى الإِلَهُ بِها أُصَيحابي الأُلى
سامَرتُهُم بِمَجامِعِ الأَهواءِ
وَرَعى لَيالي الخَيفِ ما كَانِت سِوى
حُلُمٍ مَضَى مَعَ يَقظَةِ الإِغفاءِ
وَاهاً عَلى ذاكَ الزَّمانِ وما حَوَى
طِيبُ المكانِ بغَفلَةِ الرُّقَباءِ
أيَّامُ أرتَعُ في مَيادينِ المُنى
جَذِلاً وأرفُلُ في ذُيولِ حِباءِ
ما أعجَبَ الأيَّامَ تُوجِبُ للفَتى
مِنَحاً وتَمنَحُهُ بسَلبِ عَطاءِ
يا هَل لِماضي عَيشِنا مِن عَودَةٍ
يَوماً وَأسمَحُ بَعدَهُ بَبقائي
هَيهَاتَ خَابَ السَعيُ وَانفَصَمَت عُرى
حَبلِ المُنى وَانحَلَّ عَقدُ رَجائي
وكَفَى غَراماً أَن أَبِيتَ مُتَيَّماً
شَوقي أَماميَ وَالقَضاءُ وَرائي
**
Not: Bazen Büyük Dosyaları tarayıcı açmayabilir...İndirerek okumaya Çalışınız.
Yorumlar