Print Friendly and PDF

حديقة الحقيقة وشريعة الطريقة

Bunlarada Bakarsınız

 

HADÎKATÜ’L-HAKÎKA

حديقة الحقيقة وشريعة الطريقة

Hakîm Senâî-yi Gaznevî

مقدمة الحكيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الباب الأول

في توحيد البارى تعالى

يامن أنت مربى الباطن ومزين الظاهر( الجسد ) ، ويا واهب العقل وغافرا لمن لا عقل له.

أنت خالق المكان والزمان ورازقهما، وأنت حافظ المكان وساكن المكان وحارسهما.

فالمكان والزمان كلاهما من صنعك، والزمان والأرضين كلها بأمرك.

والناروالماء والريح والتراب الثابت( الأرض )،كلها تحت قدرتك التى لا شل لها.

٥ - فأنت مبدع الجزئيات من العرش حتى الفرش( الأرض) ، والعقل الحى رسولك المسرع.

وأينما وجد لسان دائر فى الأفواه، تنفث فيه الروح من ثنائك.

وأسماؤك العظيمة المقدسة، هى المرشدة لجودك ونعمتك وكرمك.

وكل واحد منها أعل من العرش والأرض والملك، تبلغ ( عددا ) ألفا وواحد ( وقد تبلغ ) تسعا وتسعين.

وكل واحد منها ينتسب إلى حاجة، ولكن من ليس أهلا للسر يحجب عنها.

١٠- فيا رب من فضلك ورحمتك، اجعل القلب والروح جديرين بالنظر إلى اسمك.

والكفروالدين كلاهما فى طريقك مسرعان، قائلين  وحده لاشريك له   .

هو الصانع والمكرم والقادر، وهو الواحد الكافى بنفسه ليس مثلنا .

وهو الحى القيوم والعالم القادر، وهو رازق الخلق والقاهر الغافر.

وهو فاعل الحركة والسكون، وهذا مصداق الواحد الذى لا شريك له.

٥ ١ - وعجزنا دليل على كماله، وقدرته تنوب عن أسمائه.

فإن المنكر والمقر يعودان من تلك الدار يوم الجزاء بجيب خاو وكيسة خالية.

فأى شى، اسمى من الوهم والعقل والحس والقياس سوى خاطر العارف بالله ؟

وحيثما وجد عارف فى كل الأرض، يصير العرش أرضا تحت قدمه.

وأنها لتجدف تلك الروح، التى تبصر الخلق بدون الخالق.

٢٠- هو ذلك الذى استطاع أن يصور الجسد من التراب، وجعل الريح سجلاً للكلم.

واهب العقل وملهم الألباب، منشىء النفس ومبدع الأسباب.

وكلها من صنعه الكون والفساد، وهو لكل الخلق المبدأ والمعاد.

كلهم منه ورجعتهم إليه، ونهاية الخير والشر كلها إليه.

وهو خالق الاختيار للخير والشر، هو باعث النفس ومبدع العقل.

٢٥- وهو الذى جعلك شيئاً من لا شىء ، وكنت ذليلاً فجعلك عزيزاً .

وليس لقلب قط طريق إلى كنهه، وليس للعقل الروح خبرة بكماله.

فقلب العقل من جلاله فى حيره، وعقل الروح من كماله متخبط.

فالعقل الأول نتيجة من صفته، وقد أعطاه الطريق لمعرفته.

وجولان الوهم ضعيف عن عز ذاته، وميدان الفهم ضيق عن وصفه.

٣ – وقد أحرقت نيرانه جناح العقل، فطوى بساطه حسدا منه.

والنفس فى موكبه لا تزال تحبو، والعقل فى مدرسته تلميذ مبتدىء .

وأى شىء يكون العقل فى هذه الدنيا، إلا مزور يقلد خط الله ؟

وليس هنا من أحد عارف بالله، إلا عن طريق العقل والوهم والحواس.

فلو أسفر عز وصفه عن جماله، لخطف من العقل العقل والروح.

٣٥- فإن الإنسان يستطيع أن يعطى عقله التمكين، لو أنه كان فى مقام جبريل الأمين.

( بل) أن جبريل من هيبته لأقل من عصفور، مع كل ما يملكه من صولة

وحين يصل العقل إلى ذلك الحد يطأطئ رأسه، وحيثما يطير الروح إلى ذلك الأوج يطوى جناحيه.

وكل من تحدث عن القاع والثقل،فقد قال أن له شريكا فحذار.

وليس إلا بالحس الركيك والنفس الخبيث، يتحدث الحديث ( الإنسان ) عن القدم والحداثة.

٤ - ففى طريق قهره وعزة صفاته، يكون كنهك فقط بمعرفته.

فقلل من هذا العقل الذى يثير الترهات، وكفى عن هذا الفلك والطبع المتلون.

وحينما كشف للعقل طريقه بذاته، مدحه حينذاك بالقابلية.

( فاعتبر ) العقل أول المخلوقات، وجعله على رأس كل المختارين.

والعقل الكل كلمة واحدة من دفتره، والنفس الكلية راجلة واحدة على بابه.

٤٥- وهو الذى أعطى للعشق الكمال بالعشق، وهو الذى جعل للعقل العقال بالعقل.

والعقل مثلنا تائه، ( وهو ) فى طريق كنهه مثلنا حائر.

فهو عقل العقل وروح الروح، وكل ما هو أعلى من ذلك فمنه هو.

ومن ذا الذى يستطيع بمناقشة العقل والنفس والحواس أن يكون عارفاً بالخالق ؟

وإذا لم يمكن الله قد دله على الطريق، فمن أى طريق صار عارفا بالألوهية ؟

فصل في المعرفة

٥ - لا يستطيع امرؤ أن يعرفه بنفسه، إذ يمكن معرفة ذاته بذاته.

لقد أدى العقل حقه فلم يتماد تماما، وعلم أن العجز فى طريقة معرفة.

وقال كرمه إعرفنى بنفسى، و إلا فمن ذا الذى يعرفه العقل والحواس ؟

ومن الذى يجيزهداية الحواس؟ ومن الذى يغرس الجوز على ظهر قبة ؟

العقل دليل ولكن إلى بابه، وفضلك هو الذى يحملك إليه.

٥٥- إنك لن تقطع الطريق بهداية العقل، فلا تتخبط كالخمار مثل الآخرين.

والمرشد لنا فى الطريق هو فضله، والدليل والبرهان إليه هو صنعه.

ويا من صرت عاجزاً عن معرفة نفسك، متى ( تيسر لك ) أن تعرف الله على الإطلاق ؟

وما دمت - مع علمك - بلا حيلة فكيف تكون عارفاً بالخالق ؟

وإذا كنت لا تعلم سر صنعه، فكيف تستطيع معرفته ؟

٦ - فالأوهام قاصرة عن أوصافه، والأفهام تتحدث بالهذر عند الحديث عنه.

وعند الإتيان بالدليل فى وصفه، يكون النطق تشبيها والسكوت تعطيلا.

فالحيرة هى غاية العقل فى طريقه، والغيرة هى جوهرالعقل تجاهه.

فهوللعقل والروح المراد والمالك، وهو المنتهى لمريد والسالك.

فعقلنا دليل على وجوده، والموجودات كلها تحت قدم وجوده.

٦٥-وفعله خارج عن =الداخل = و=االخارج =، وذاته أعلى من الكيفية والسببية .

والإدراك لا يملك الطريق إلى ذاته، ففى هذا الطريق تمزق العقل والروح والقلب.

ذلك أنه بدون كحل معرفته، يكون العقل غافلا عن ألوهيته.

فكيف تحث الوهم على البحث عنه ؟ ومتى كان للحديث حديث مع القدم ؟

فقد تحير الأنبياء من هذا الحديث، واحتار الأولياء من هذه الصفات.

فصل فى الوحدة وشرح العظمة

٧٠- هو واحد والعدد عنه معزول، وهو صمد والحاجة منتفية عنه.

وهو ليس ذلك الأحد الذى يعرفه العقل والفهم، وهو ليس ذلك الصمد الذى يعرفه الحس والوهم.

لا يكون فى وفرة ولا يكون فى قلة، فحاصل ضرب واحد فى واحد هو واحد.

-لايكون هناك خطأ إلا باب له،ولا يمكن أن يكون هناك خطأ فى الواحد قط.

وما دمت منهمكا فى العد والشك، فسواء معرفتك بالواحد أو بالاثنين فكلاهما سواء .

٧٥- واعلم علم اليقين أن مرعى الشيطان، من=ما=و=كم= =لماذا= او =كيف= فحذار.

إذ لا تكون عظمته من الزيادة، وذاته أعلى من الكمية والسببية

ومن أجل بحث الطالب العاجز ، يكون هو قول = هل=و= من= جائزا.

ولم يقل أحد أن صفاته المبدعة، هى =كم= و=كيف=  و=  ماذا او=لماذا= اوامتى=  او =أين=

فيده قدرته ووجهه بقاؤه والمجىء حكمه والنزول عطاؤه.

٠ ٨ - وقدماه جلال القهر والخطر، وأصبعاه نفاذ الحكم والقدر.

وا لموجودات تحت قدرته، كلها معه وكلها تبحث عنه .

فحركة النور تكون إلى النور، ومتى كان النور بعيدا عن الشمس ؟

ومع وجود الأزل فقد سبقه هو، إذ أن ( الأزل ) أتى مبكرا ولكنه متأخر عنه.

ومتى كان عمله مرتبطا بالأزل، والأزل غلام ولد فى بيته.

٨٥ - وابعد ( أيضا ) الوهم والخيال عن الأبد، فإن الأبد أخذ علامته من الأزل.

فكيف يكون له مكان ؟اتسع هذا المكان أوضاق، ذلك أنه ليس لمكانه مكان أيضا.

فقد جعل للخلق دنيا على هذه الصفة، حتى يجعله لذاته علوا عليهم.

وبأى شىء يجدى المكان لخالق المكان ؟ وأى نأثير للسماء إذا كانت فوق السماء ؟

فسماء الأمس لا تكون موجودة اليوم، ذلك أن الغد لا يكون موجوداً فى الحاضر.

٩٠- وقدطواهاأمام سترالدخان، فاذهب واقرأ  =يوم نطوى السماء=

وحين أكثر العارفون الحديث عن القديم، شطروا مواجيدهم وتجاوزوا عنها.

ليس بالأركان يكون ثبات أوقاته، وليس المكان محلا لوجود ذاته.

-فيامن أنت فى إسار الصورة والنقش، وقد تعلقت بآية= استرى على العرش=.

ليست الصورة خالية من المحدثات، وهىء ليست جديرة بالعز الأبدى.

ه٩-ذلك انه كان النقاش ولم يكن نقش،كانت هناك آية=استوى=  لم يكن عرش أو فرش.

فاقرأ =استوى= من أعماق الروح، ولاتعتبرذاته مرتبطة بالجهات.

و =استوى=آية من القرآن، أما قول= لا مكان= فمن الإيمان.

والعرش كالحلقة موجودة خارج الباب، لا علملها بشىء من صفات الله.

ففى اللوح المحفوظ كلام مسطور، لكن ينتفى عنه الصوت والشكل والصورة.

٠ ١٠ - = وينزل الله= موجودة فى الأخبار، فلا نعتقد أنها المجىء والذهاب.

فلفظ العرش من أجل التشريف، والنسبة الكعبة إليه من أجل التعريف.

فقل= لا مكان= فهذا هو حاصل الدين، وحرك رأسك (استحسانا) فهنا ينبغى التحسين.

فقد عادى الحسين ذلك الذى كان يقوله = ألا مكان لعلى=

فصل التنزيه

ليس الدهر قالبا لقدمه، وليس الطبع باعثا لكرمه.

١٠٥-فليس هناك دهر ولا طبع دون قوله، ولا تسكن الروح الجد دون أمره.

هذا وذاك كلاهما ناقص وأبتر، وهذا وتلك كلاهما أبله لا قيمة له.

فمادته ليست من القديم ولا من الحديث، وهو الذى لا وجود إلا به.

فلا يعرف ملكه بأن له نهاية، ولا توصف ذاته بأن لها بداية.

إذ لا يميل إلى الشعوذه والاحتيال والسحر، ذلك الذى ينظر جيدا إلهى التوحيد والصدق.

١١٠-فالبصرالذى يرى العقل يختارالحق،أما البصرالذى يرى الألوان فلايرى الحق.

وذلك الذى يزينه البصر يكون باطلا، فالحق لا يأتى من أوهاما لماء والطين.

والعقل يكون محيطاً بالخلط والوهم، أجل بكليهما ولكن على وجه البسيطة.

فكيف يبدى ذاته للخلق، وفى أية مرآة يتجلى ؟

فالمكان والروح كلاهما خادمانلك، وكلاهما حارساك وصديقاك الحميمان.

١١٥- وحينما تتخلص من المكان وفن الروح، ترى حيئذاكألله بالله .

ولا يستطيع كل شخص أن يحمل ثقل التوحيد،ولا يستطيع كل خسيس أن يذوق طعم التوحيد .

فالله معبود فى كل مكان، ولا يكون المعبود محدودا بمكان .

فالرجل المجسد ضال عن الطريق، والكفروالتشبيه كلاهما للآخر رفيق.

فاترك النفس فى طريق الصدق، وانهض وارفع يديك عن هذه النفس المشؤومة.

١٢٠-وقد رسم صنع الإله باطنك، ليس من الأصنفر والأبيض والأحروالأشود.

وهو الذى صور الأفلاك من حولك من أى شىء ؟ من الرياح والماء والنار والتراب،

فعله وذاته خارجان عن الآلة والجهة، إذ ان هويته مليئة به =كن=،و=هو=

ويوم يقول كن فيكون=   .

-و=كن= تكون من حرفين عاجزين،و=هو= بحران خاليان من الهوى.

وذاته فى نظرالعارف والعالم، أخلى من = أين= و=وكيف= ومن و=هل= و =لم= ٠

١٢٥- وكل ماأعطاه يستطيع الفلك أن يسترده، ويظل باقيا نقش =االله خالد=.

وذلك الذى صورك بلا لون، لا يسترد منك اللون مطلقا.

-ولكن الفلك لايترك لك خالدا،اللون الأصفروالأسود والأحمروالأبيض-

-وقد هيا لك واكثر مما تحتاج، كل ما يكون اسبابا لك( ووضعها) أمامك.

خلقك من صنعه فى تكليف، وعرف فضل نفسه إليك.

.١٣ - قال : كنت كنزاً مخفيا، وخلقت الخلق كى يعرفونى .

وصنع من الكاف والنون بالدرالثمين، البصرفجوة ملوءة بال =يا سين،=

فقد وضع الإله تحت الفلك بأمر وضعه خصوما اربعة فى مكان واحد.

وجمعهم دليل على قدرته، وقدرته صورة لحكمته.

كلها أضداد ولكن بأمر الله، أصبحت كلها معا رفقاء .

١٣٥-  وقد صورها كلها بأمر المقدم، منذ الأبد فى سراى العدم.

وقد جعل ا لمصور الجواهر الأربعة بلا لون بسعى الكوا كب السبعة.

ذلك الذى صورك بلا قلم، يستطيع ان يصور أيضا بلا لون.

فلم لا تقر بأن الدنيا من خير وشر ليست إلا منه وإليه بل هى نفسه.

فقد وجدت كلها الحظوظ والصور منه،( ووجدت ) أصلها الهيولانى وأساسها.

 ١٤٠- فالعناصر والمادة الهيولانية، والطيع وألوان الأركان الأربعة.

اعلم أن غايتها كلها التناهى، وكلها سلم إلى المشهد الإلهى.

فصل فى الصفاء والإخلاص

إذن فمادام المطلوب لا يوجد فى مكان، فمتى كان بفرك إليه بالقدم ؟

فالطريق ا لمباشر إلى الحق هو النفس والنفس،وأن تخلص مرآة القلب من الصدأ فحسب.

فمرآة القلب من صدأ الكفر والنفاق، لا تكون مضيئة من الخلاف والشقاق.

١٤٥-وجلاء ا لمرآة يقنيكم،وماهو( هذا اليقين )؟هو محض صفاء دينكم.

وذلك الذى لا يسكن الشك فى قلبه، لاتكون الصورة والمرآة لديه سواء.

ذلك أنه إذا كنت أنت فى المرآة ظاهرا، فهو الذى فى المرآة ولست أنت.

ذلك أنك تختلف إذا اختلفت المرآة، فلا علم للمرآة إذن بصورتك.

فمرآة الصورة بعيدة عن الصفة، ذلك أن قابلية ( المرآة ) للصورة تكون من النور.

١٥٠-   والنور فى حد ذاته ليس منبتا عن الشمس، والعيب فى المرآة وفى البصر.

وكل من هو فى الحجاب خالد، مثله كمثل البومة والشمس.

فإذا كان البوم بلا قوة أمام الشمس، فذلك من ضعف وليس منها.

فنور الشمس ساطع عل العالم، أما الآفة فهى من ضعفها عين الخفاش.

 فأنت لاترى إلا الخيال والحواس،مادمت لست عارفا بالخط والسطح والنقطة.

١٥٥ - وأنت مخطئ فى الطريق الى المعرفة، وقد قضيت السنين والشهور فى حديث

فارع.

وذلك الشخص الذى يتحدث فى هذا الطريق بالفضول، لا يعرف التجلى من الحلول.

وإذا كنت تريد أن تعطى البصيرة، فلا تنظر فى مرآة معيوبة بل عليك بالمضيئة.

فلا ذنب هناك لنور الشمس، وأنت ( تضع ) قارورتك تحت السحاب.

فيوسف وهو أكثر جمالاًمن الملك، أظهر وجها( كوجه ) الشيطان على نصل خنجر.

١٦٠- فلا يعاين الحق (من هو) في الباطن، وخنجرك لا يقوم بعمل المرآة.

ذلك أنك تستطيع أن ترى صورتك فى مرآة قلبك، أفضل ما تستطيع أن تراها فى طينك ( جسدك ) .

فاقطع هذا القيد الذى قيدت به، فمتى ابتعدت عن الطين نجوت.

ذلك أن الطين مظلم والقلب مضىء ، وطينك مجمرة والقلب روضة.

-وكلما كان سطح قلبك أكثرصفاء ، كان منه التجلي اكثرلك تهيأ.

١٦٥-وقد صار أبوبكر خاصا فى التجلى، وأليس ذلك لأنه كان زائدا فى إخلاصه عن الأمة.

التمثيل فى شأن =من كان فى هذه أعمى فهوفى الآخرة أعمى = جماعة العميان وأحوال الفيل

كانت هناك مدينة كبيرة فى حدود الغور، وكان كل أهل هذه المدينة عميانا.

ومر ملك بهذه المدينة، فأحضر العسكر وضرب الخيام.

وكان له فيل كبير ذو هيبة، ( اتخذه ) من أجل الجاه والحشمة والصولة.

فرغب الناس فى رؤية الفيل، وذلك من كثرة ما سمعوا عنه من تهويل.

١٧٠- وتقدمت مجموعة من هؤلاء العميان إلى الفيل.

ولكى يعلمواشكل الفيل وهيته، اسرع كل واحد منهم إليه متعجلأ.

فتقدموا إليه وأخذوا يلمسونه بأيديهم، ذلك أغهم كانوا جميعا بلا بصر.

فلمس كل واحد منهم عضوا، واطلع على جزء منه.

وتعلق كل منهم بصور مستحيلة، وربط روحه وقلبه وراء خيال.

١٧٥- وحينما عادوا إلى أهل المدينة، تجمع ( العميان ) ا لآخرون حولهم.

وكان كل واحد من هؤلاء الضالين سيئى العقيدة راغبا ومتشوقا.

فسألواعن صورة الفيل وشكله، وسمعواجميعاماقالوه.

فذلك الذى وقعت يده على الأذن، سأله آخر عن شكل الفيل.

فقال : شكل مهول وعظيم، عريض وسميك ومتسع كالكليم.

. ١٨ - وذلك الذى وقعت يده على الخرطوم، قال : لقد صار شكله معلوما لدى.

فهو كالأنبوبة فارغ القلب، هو عظيم ومسبب للحيرة.

وذلك الذى وقع ملمسه من الفيل، على قوائمه الغليظة المليئة بالتجاعيد.

قال : أن شكله كما هو مضبوط، حقيقة كأنه العمود المخروط.

لقدرأى كل واحدمنهم جزءامن الأجزاء ، ووقع لهم جميعا الظن الخطأ.

١٨٥- فليس لقلب قط اطلاع على الكل، ولا يكون العلم رفيقا لا عمى قط.

كان للجميع خيال محال، وقد صنعوا جميعا ما صنع الأبله بالجوال.

فليس للخلق اطلاع على ا لإله ، وليس للعقلاء طريق إلى هذا لكلام.

فصل فى أن الاستواء معقول والكيفية مجهولة

قال ذاك : هو رجل وقال الآخر: يد، وقد خلطوا جميعا فى الكلام إلى غيرحد.

وذلك الآخر قال بالأصبعين والنقل والنزول وسار فى طريق الحلول.

١٩٠- والثالث قدر الاستواء فى علمه بالعرض والسرير.

وقال واحد جهلا : قعد وجلس، وقد ربط جرسا فى رقبته من الجهل.

قال واحد وجه وقال ا لآخر قدمين، ولم يقل له شخص ما : إلى أين ؟

فمما قالوه جميعا جاء القيل والقال، وأصبح حالهم كحال العميان والفيل.

فهو منزه - جل ذكره - عن الكيفية والسببية، وقد صارت أكباد الأنبياء من هذا دما.

١٩٥- وقد تتبعوا فى هذا الحديث عقولهم، وطوى جميع العلماء علومهم.

وأقر الجميع بعجزهم، فويل للذى يصر على الجهل.

فاقرالمتشابه ولكن لا تتعلق به، واهرب من لخيالات الفارغه.

فقد آمنا بما هو موجود بالنص بأكمله، وسلمنا أيضا ( بما ورد ) فى الأخبار.

التمثيل فى أصحاب تمنى السوء

سأل رجل أريب أحد الغافلين حين رآه شديد الغلظة جاهلا.

٢٠٠-    قال(له):ألمتر الزعفران قط ؟ أو لم تسمع عنه إلا الإسم ؟

فأجاب : لقد أكلته كثيرا مع = الزبادى= ، أكثر من مائه مرة لا مرة واحدة.

فقال له الحكيم : هذا أنت يا مكين يا صاحب القلب السيم.

أنت أيضا لا تعرف البصل، وتثرثر  كثيرا فيما لا نفع فيه.

وذلك الذى لا يعرف نفسه، كيف يشعر بنفوس ا لآخرين.

٢٠٥- وذلك الذى يعرف اليد والقدم، كيف تتبسر له معرفة الله.

والأنبياء عاجزون عن هذا المعنى، فكيف تدعى أنت ذلك جزافا ؟

فإذا كنت تريد البرهان لهذا الكلام، فحسبك أن تعلم أنه الإيمان.

وإلا فأين هو وأين أنت، فالصمت خير لك ولا تكثر من الثرثرة.

والعلماء جميعا يثرثرون بلا جدوى، فليس الدين جديرا بكل شخص.

 

فصل فى الدرجات

٢١٠-لاتجعل لروحك من جهنم مقرا، ولا تتخذ من المحال بيتا لخاطرك.

ولا تدر حول الهراء والمحال، ولا تحم حول باب دار الخيال.

وانفض يديك عن الخيال المحال، حتى تجد الاستقبال فى هذه الحظيره

وفى هذا البحر الذى لا ساحل له، اضرب بيديك وقدميك كالضفدعه لعلك ( تنجو ) .

فدار البقاء تلك من أجلك، ودار الفناء هذه ليست مكانك.

٢١٥-ودار البقاء هى المعاد من أجلك، فاترك اليوم وهى ء الروح من اجل الغد.

فالقبيح والجميع واليسار واليمين فى الدنيا، كلها لخلفة السوء ( أبناء )آدم.

والدرجات كثيرة نحر السطح العالى، فكيف تصير قانعا بد رجة واحدة.

والدرجة الأولى اليه هى الحلم، فهو بالتحقيق سيد العلم.

وقد جمعت أنت على الدرجة الأولى، العقل والروح والصورة والجوهر.

٢٢٠- فاعلم حقيتة أن فى ( هذا) العالم، من اجل نتاج آدم؟

وليس من سلم إلى الأزل، أفضل من لعلم والعمل.

ومن أجل مرتفعات المنزل ومنخفضاته، تقوى حكمة الروح القلب.

ولو لم تغعل ذلك فى هذا الطريق، فاضرب برجلك ويدك فلا ضير.

وكل من يبذر بذور الكسل، فإن كسله يورثه الكفر

٢٢٥- وكل من ارتبط بالجهل والكسل، ضلت قدمه الطريق ( وانساب ) عمله من يده.

وأنالا أعلم شيئا أسوأ من الكسل، فالكسل هو الذى يجيعل الابطال مخنثيين.

فقد خلقت من أجل العمل، ( وعلى أساسه ) فصل رداء خلقتك.

ولماذا تصير قانعا با لأسما ل، ما دمت لا تطمع فى تلك الحلل.

والصادق يجعل العوالم الأربعة واحدا، والعاشق يجعل من المنازل التسعة واحدا.

٢٣٠- فكيف تحصل على الملك والملك ؟ ما دمت تجعل من الشهر ستين يوما دون عمل .

فمن بطالة النهار وراحة الليل، لا تصل أبدا إلى السرير لساسانى.

فتاج الملوك وعرشهم ( من ) قبضة، تعرف المقمع ويد تعرف السيف وعين لا تعرف البكاء

ولكن من كان غير أهل لهذا ووضيعا يصير خسيسا أمام الفضه وما يعطيه الفلك.

فلاتخط كيس( الحرص) ولاتمزق حجب (العلم )،ولاتلعق الأطباق ولاتشترالضلالة. ٢٣٥- وإذا كنت عالما فكن الحلم كالجبل، ولاتكن شكاء أمام نوائبا لدهر.

فالعلم به حلم شمع بلا نور، وهما معا كالعسل الصراح.

والشهد بلا شمع رمز للأحرار، والشمع بلا شهد يفضى إلى النار.

فأعبر دار الكون والفساد هذه، وخل عنك المبدأ واذهب إلى المعاد.

ففى كتلة التراب هذه التى لاماء فيها، تكون نيران الرياح دليلا على السراب.

فى الحفظ والمراقبه

٢٤٠-كل من كان من عون الحق محيطا به، يصير عنكبوته ناسجا للاستار.

يلهج عليه بالثناء لسان الضب، وتبحث عن رضائه الأفاعى.

ويظلل نعله ما فوق السماء ، ويكون ياقوته جديرا بزينة الأرض.

ويصير السم سكرا فى فمه، ويصير الحجر جوهرا فى قبضته.

وكل من يضع رأسه على هذه العتبه، يضع قدمم على تريكة الزمان.

٢٤٥-والعقل يدعو العاجز إلى هذا الباب، ذلك أن الذى يبتعدعن هذا الباب يظل عاجزا.

وإنى أخاف عليك من الجهل وعدم المعرفة، أن تصبر عاجزا فجأة على الصراط.

فثمه جاهل يسحبك إلى النيران، ما دام يعطيك الفرن والخشخاش.

فلقد رأيت اللقمة التى يمضغها المرء ، تخرج من بينها حبه قمح.

كانت أمام الطير والجراد والدواب، وتحت نظرة الحمار القاسية ولهب التنور.

٠ ٥ ٢- ثم صارت أيضا بين شقى طاحونتك، وبالرغم من ذلك فقد حفظها الله.

فمن أجل حفظ المال والنفس، هو حسبك إذ أنك من صنعه.

وأنا اتحدث إليك ولو أنك عاقل فطن فاستمع إلى نصيحتى.

حينما تحصل على الكلب والقيد، تستطيع أن تنزل الهزيمه بغزال الصحراء .

وأنت بهذا الاعتقاد وهذا الاخلاص، من أجل المعاش وكسب الخلاص.

٢٥٥-أرى أن اعتمادك على الكلب والقيد، أكثر من الاعتماد على السميع البصير.

وفى هذا البناء أغار الحديد (القيد)، وأغار الكلب على إيمانك.

التمثيل فى قوم يؤتون الزكاة

وهب رجل أريب كريم أمام ابنه، بضع آلاف بدرة من الذهب

وحين رأى الابن بذل والده، أطلق عليه لسانه يعيبه ويعذ له.

 فقال : يا أبى أين نصيبى،قال :يا نى( نصيبك) فى خزانته.

٢٦٠-      فنصيبك دون ( اللجوء إلى) وصى أو مخزن، أعطيته للحق وهو سيرد ه إليك.

فمادام هو صانعنا ومولانا، فليس كثيرا عليه ديننا ودنيانا.

فهو ليس إلا بارىء الأرواح، ولا يظلمك منها قط.

وهو يعوض البدرة بسبعين ( مثيلاتها ) ، وحينما يغلق بابا يفتح أمامك عشرة أبواب.

فى الحكمة وسبب رزق الرزاق

ألم ترأن الذى سبق كل الوجوه، حين خلق وجودك فى الرحم.

٢٦٥-أعطاك رزقك من الدم تسعة شهور،الخالق الحكيم الذى لامثل له.

 

وربا ك أيضا فى بطن أمك، وبعد تسعة شهور أتى بك إلى الوجود.

وحينيا أغلق هذا الباب للرزق فى وجهك، اعطاك بعده بابين أفضل (منه).

أعطاك بعد ذلك الألفة بالثديين، فهما أمامك طوال النهار والليل ينبوعان جاريان.

و قال لك: اشرب من هذين الاثنين، =كل هنيئا=  فليسا حراما عليك.

٢٧٠- وحينيا فطمت بعد عامين، تبدلت جميع أحوالك.

أعطاك رزقك من يديك وقدميك، امسك بتلك واسع بذى فى كل مكان.

فإذا كان البابان قد جاز غلقهما عليك، فقد أقام بدلا منهما أربعة أبواب.

فخذ باليدين واسع بالقدمين يدأب،واطلب الرزق من أنحاء العالم.

وحين يحم القضاء فجأة، تكون أمور الدنيا كلها مجازاً .

٢٧٥-    عجزت اليدان والقدمان عن العمل، وبدلا من الأربعة أعطاك ثما نية.

فحينما قيدت الأربعة منك فى اللحد، صار الجنان الجمان خالدة من أجلك.

فقد أعاد فتح الأبواب الثمانية لك، وأحضر أمامك الحور والغلمان :

حتى تذهب إلى أى باب مسرورا وكيفما تشاء ولا تتذكر شيثا من الدنيا.

فهوأكثر حأننا عليك من الأم والأب، وهورائدك إلى الخلد.

٢٨٠-و ياأيها الفتى استمع إلى هذه النقطة، ولا تكن قانطا من عطاء الله.

حينما أعطاك الله المعرفة، وضع الإيان فى أعماق قلبك.

والخلعة التى كانت لك يوم عرسك، لا يسترد ها منك عند البعث.

- فإذا لم يكن لك علم أو مال ،وهو لك فلم تخسرشيا.

ولو وضعك فى مقام الفخر لا ترى عارا، ولو أعزك لا تنقلب ذليلاً .

٢٨٥- فلا تربط قلبك بما تملكه، واعلم أن الباقى هو ما يعطيك إياه.

فالذى تكتنزه لا تجده ثانية، أما إن أعطيته فهو يرد لك عطيتك.

وحينما تضع الذهب المزيف فى النار تلتهمه، أما الذهب النضار فيتألق لك.

والسىء الذى يحرقه يخلفه عليك حسنا، وتيمم دولة الفلك وجهها شطرك.

ونفع النار فى أن تكون متوقدة باستمرار، ومشعل النار حينذاك أ كرم منها.

٢٩٠- فأنت لا تعلم الخير من الشر، وهو خازنك أحسن إليك منك.

فالصديق حيه فلماذا تدق على بابه، والحية صديق فلماذا تهلع منها ؟

ويا أيها الباحث فى الصدف عن جوهر ( الا )، ضع الروح والثوب على ساحل ( لا )  

فلا يميل الحق إلا إلى من لا وجود له، وزاد هذا الطريق ينبغى أن يكون من العدم.

فما دمت لا تضع من العدم خوذة على رأسك ، فإنك لاتيمم وجهك شطر البقاء .

٢٩٥-وحين تصير عدما فانت نسرع نحو الحق، ومادمت= موجودا= فانت فى طريق التسول.

الم تقراً فى كتاب الله، ليس الرجال اموات بل أحياء  .

فلو أن الزمان أذل وجودك، لجعلك أحسن الخالقين موجودا.

فى الهداية

سبب هدايتك هو أيادية، وهو الهادى والمهتدى للنفس.

ففى طريق شرعك وفرضك وسنتك، عدد منة الحق لا منة نفسك.

٣٠٠-ويقينه وتلقينه واهبان للنور، وهو صاحب الدنيا والناظر إلى الدنيا.

وحين يعبد( المرء) جسده الثقيل، فكيف تعرفه النفس والروح.

وهناك تكون قطعة الحجارة ياقوت منجم، وهناك يكون الفضولى عقلا وروحا.

وأنت بلا لسان ولسان ثنائك كافيك، وأنت تتحدث الحديث الفارغ وحسبك هذا حزنا وخسارة.

فانظر إلى منة الخالق الهادى الذى اصطفى الآدمى من جملة مخلوقاته.

٣٠٥-فمن بعد الكفر جعلنا أهل دين، وفى وسط الظلمة أضاء بالنور أبصارنا.

ومن أجل الذكر والأ نثى، ليست هناك حاجة الى مرشد أو رسول إلى حضرته.

ومن أجل إرشاد الأمراء الستة، جعل القط بشارة والكلب مرشدا .

والذى لا يولى وجهه شطر الخالق، اعتبر صنما كل ما يعرف وكل ما يملك.

-وهاديك تماما هو لطفه،ثم يكون الفلك بعد ذلك غلامالك.

٣١٠-وأولئك الذين ولوا  وجوههم عن الحق، أقول حقيقة أنهم ليسوا ببشر.

والكلب خير من الخسيس الذى يلوى وجهه، ذلك أن الكلب الذى لا يبحث لا يجد الصيد.

والكلب الكسول الذى صار سمينا، ليس كا لمهاجم يحسن فى الأمور.

فهو من انبثاق الصبح ومن وراء الشفق، يمم فى بسبيل العشق وجهه شطر الإله.

فماذا يكون النهار إلا كاشفا للحجب، وماذا يكون الليل إلا ستارا؟

٣١٥- وكل من جاء إليه وارهف السمع، لم يأت من تلقاء نفسه بل أن لطفه هو الذى أتى به.

واعلم أن الروح تسجد أيضا منه، ذلك أنه من السحاب يجود ا لمطر.

وكل مالك من هداية أيها الدرويش، عدها هدية الحق لا فعل نفسك.

وقد صارآل برمك شيئا من الجود، ومع السخاء صاروا  كتوائم النفس.

وبقى اسمهم كأنه الروح، بالرغم من أن الفلك أوماً إليهم نجو الفناء .

٣٠-    وأناس هذا الزمان وإن كانوا طيبن، إلا أنهم كإلذباب وقحون قذى فى العيون.

فهم عند الكلام كأنا يرتشفون السكر، وعند السخاء ممزقو القلب مضطربو الأرواح.

فى المجاهدة

حينما تتحول من وجودك إلى عدم، تمنطق بحزام الجهد وقف فى لطريق.

وحينما تقف متمنطقا بالحزام، فإنك تكون قد وضعت التاج على مفرق القلب.

فضع تاج الإقبال على رأس القلب، وارفع قدم الإدبار عن النفس والجسد.

٣٢٥-  وإذا أردت أن ينقلب الضعيف فيك إلى قوى، فاعط أولا فراءك إلى القصار.

وإذا كان الغافل يضحك من هذا العمل، فالعاقل لايقبل إلا إياه.

-وألق بالرداء فحتى أبواب الملك، ما أكثرالفراء الموجود فى الطريق.

ففى أول خطوة خطاها آدم، مزق رداءه ذئب الظلم.

وليس مثل قابيل الذى كان متعطشاً إلى الجفاء ، فألبس هابيل رداء الفناء .

٠ ٣٣ - ولكن مثل إدريس الذى ألقى عنه رداءه ، فلم ير باب الفردوس مغلقاً أمامه.

ومثل الخليل الذى كشف الرداء عن النجم والشمس والقمر دون أن يلقىا بالا للذلة.

فأضحى ليله كأنه النهار المضىء ، وأصبحت نار النمرود ( عليه ) كأنها الروضة الندية.

وا نظر إلى سليمان الذى أعطى رداء الأمل إلى القصار من أجل العدل.

فأصبح الجن والأنس والطيور والنمل والجراد، ( سواء منها) منهو فى قعر ماء القلزم وعلى رأس الجبل.

 ٣٣٥- كلها عظمت وجهه، وصارت جميعها مطيعة لرأية.

وحينما إحترق من نار القلب ذرف الدموع، واعتلى كاهل رياح الفلك.

وحينيما ترعرع الحزن فى قلب الكليم الكريم، يمم وجهه شطر مدين بخزن وألم.

فسحب الرداء عن وجه الخرقة كأجير، وذلك من جوهر الألم.

فقام عشر سنوات بخدمة شعيب، حتى فتحت أمام قلبه أ بواب الغيب.

٣٤٠- فأصبحت يده ( مضيئة ) كأنها عين المصر، وأصبح قدمه تاجاًعلى مفرق سيناء .

وحينما تنفس=روح الله= من البحر الروحانى، وأصبح قابلاً للطف الربانى.

أرسل الرداء منذ أول منزل إلى قصار القلوب.

وحينما أعطاه قلبه العظمة الإلهية، أعطاه الملوكية وهو لا يزال صغيراً .

فمن الثناء الخفى واللطف الجلى، صار منه يفضل القدرة الأزليه.

٣٤٥- جسم الأبرص كأنه ظل الفرش،وعين الأكمة كأنه  قاعدة العرش. ..

وكل من كان مثله يبحث عن العار عن طريق الشرف، يستطيع من دون واحد أن يخرج عشرة ألوان.

ويصير البعر لديه كالمسك النافذ الرائحة، ويصبح ( مثله ) يجعل الموتى أحياء :

فقد جعل ( عيسى ) طينة القلب من لطف الروح رأساً ، وجعل قلب الجسد من يده كالروح.

وحين ختم القضاء علىهذا الدكان، أصبحت يد التقدير فى خطاف الفناء .

٣٥٠- وأصبح العالم مليئا بالهوى والهوس، وأصبح السوق مليئا بالجلادين والعسس

وأرسل شرطياً إلى هذا العالم، وذلك من أجل أن يقوم بدفع الظلم.

ذلك أنه حينما صار ظاهراً من سماء القلب، كان مثل الروح طاهر الجسد.

وفى طريق الدين لم يملك رداء قط، فأى شيىءإذن أعطاه لقصارى الأرضن ؟

وحينما جاء من الفناء شطر البقاء ، كان زينة وجمالا لهذا العالم الفانى. -

٣٥٥-  وكل من صار صامتاً من أجله، أصبح خالداً ( وأصبح ) حديثه حياة. -

فإذا لم يتحدث لا يكون هذا من الكسل، و إذا تحدث فليس هذا من الجهل.٠

فلقد رأيت أيها السيد الكثر من الحديث، إن باب قلبك قد صار سميكاً من كثرة الحديث.

ففى صمته لم يكن يفكر فى لهو، وعند حديثه لم يكن ناشراً للغو.

ولقد عقد من الجهد والعشق والطلب طرف رداء الليل على جيب النهار.

.٣٦- فتسوية الليل والنهار بمسطرة الانصاف خير من أى جزاف.

ويحد كل من لا لسانه لسان ، حينما يجد رائحه الروج من داخله.

فلا تشك أنت في حديثى هذا، وافتج عينيك وتخيل أنك واحد.

وفى طريقه يقرا العاشقون على الروحآية =كل من عليها فان= .

وهؤلاء السفهاء اللصوص النشالون، يملكون العقل ولكن من أجل قطع الطريق.

٣٦٥- ذلك أن صنعه عدل وحكمة وجلى، وملكه قهر وعزة وخفى.

فجسم الماء والطين من قهره عار، وحسناء العين والقلب عن كنهه عمياء .

فالعقل ملوث من (خداع) البصر، فقل أرنى  وكن مثل موسى.

ذلك أن جسده حينما خرج من التجلى،قال فى أذنه أن قد تبت اليك  .

فاعلم صفة ذاته بالعلم، وأقرأ اسماءه الألف وواحد المطهرة.

٣٧٠-     ووصفه تحت ( سطوة ) العلم ليس خيرا، وكل كما سمعته الأذن ليس هو.

ومع صفته تكون النقطه والخط والسطح، كأنها جسم ذات بعد وجهات سته له.

وهو مبدع تلك الثلاثه من وراء المكان، وهو خالق هذه الثلاثه من داخل الزمان.

ولا يرى عاقل فيه عيبا، وهو ذلك الذى يعلم ما فى داخل الغيب.

وهو المطلع على الضمائروالأسرار، وهوالذى يجعل ما لم تقم به بعد يخطرعلى قلبك.

فصل فى التقديس

٣٧٥- ليست الكاف والنون الاكتابة لنا، ولكن ماهى كن ؟ إنها سرعة نفاذ القضاء.

وليس من العجز إمهاله وقضاؤه، وليس من الطبع غضبه ورضاؤه.

فاعلم أن علته ليت من الكفر أو الدين، واعلم أن صفته ليست هذه أوتلك.

فتعالى وتقدس عما قاله الغافلون، وزاد تعاليا وتقدسا عما قاله العاقلون.

ليس الوهم والخاطر دليلا على الخبر، حيثما يكون الوهم والخاطر لا يكون هو.

٣٨٠-   فالوهم والخاطر مستحدثات من خلقه، وآدم والعقل من مستحدثاته أيضا.

فذاته خالية من الببية والشر والخير والباطن والظاهر.

ذلك أن إثبات وجوده بالنسبة للعدم، مثل إثبات ام الاعمى.

يعلم الاعمى أنه له أما، لكنه لا يستطيع أن يتخيل كيف تكون.

وفى مثل هذا العالم ذى الوجهين، من الشر أن تكون أنت هو وهو أنت.

٣٨٥-    فلو لم تقل إليه ليس هذا بخير، ولو قلت موجود فكأنك ترى أنه ليس موجودا.

ولو لم تقل ذاك كنت فارغا من الدين، ولو قلت أنك هذا لكنت مشبها.

فهو معك كالوجه فى المرآة المصقولة، ليس عن طريق الاتحاد أو عن طريق الحلول.

١٤٣.

ولما كان هو خارجا عن المكان والزمان ، فكيف تكون زاوية خاطرك متحده معه ؟ .

وحينما يسرع العامه نحو حضرته، يقولون متخبطين :هاهو ذا، هاهو ذا.

٣٩٠- أما الرجال فهم كالفاختة فى الطريق، الطوق فى أعناقهم وهو يقولون : اين ؟ أين ؟ ( كوكو ) .

والفاخته الغائبة تقول كو،( أين؟)، وإذاكنت أنت حاضرافلم تقول =هو=.

فكن راجيا أردت أو خائفا، لم يخلق الحكيم شيئا عبثا.

فهو عالم بكل ما فعل وكل ما يفعل، وأنت لا تعلم واعلم أن ( جهلك هذا ) يسبب لك الألم.

فليس هناك ما هو أفضل من التسليم فى علمه، حتى تعلم حكمته وحلمه.

٣٩٥- فلقد أعطى الخلق من حكمته، ولكل امرئ الوسيلة أكثر من الحاجة.

أعطاهم جميعا الوسيلة المناسبة، من أجل جلب النفع ودفع الضرر.

فكاما ذهب فى الدنيا وكل ما يأتى ( إليها ) وكل ما هو موجود ( فيها ) كما ينبغى أن يكون.

فلا تتحدث فى هذا قط بالفضول، وأنظر إلى كل ما ساق بعين القبول.

قصة قديمة

رأى أبله بعيرا فى المرعى، فقال له : لماذا ( أرى ) كل صورتك معوجة ؟ ٤٠٠- فقال له البعير : انك فى هذا الجدال تعيب على النقاش فجذار.

فلا تنظر منى إلى الصورة المعوجة، واطلب منى طريقة السير المستقيم.

فمن المصلحة خلقت صورتى هكذا، ومن الاعوجاج تأتى الاستقامة .

فالق بالفضول خارج حديثك، فأذن الحمار ملائمة لرأسه .

ذلك أنك حينما تغضب، يكون حاجباك مناسبين لعينيك.

٤٠٥- فلا تعيبوا عليه فى كل ما صنع، ولا تفعلوا إلا الخير مع الشرير والطيب.

فإن يد العقل تقوى بالسخاء ، وا نظر إلى عين الشمس صارت ( من تحت ) حاجبيك.

فالقبيح والجميل عند العقلاء ، كلاهما جميل جدا فمنه لا يتأتى القبيح.

فاعلم إنه جدير بالألوهية، وذلك مثلما يكون الليل مناسبا لصوت القمرى  .

فخير لك أن كل ما تراه منه، مهما كان قبيحا تراه جميلا.

٤١٠- وقد قدر للجم الراحة والتعب، أما الراحة فهى دائما للروح وكأنها الكنز.

ولكن حية مؤذية على رأس( هذا الكنز) ، يواجهها العقل بيديه وقدميه.

التمثيل لقوم ينظرون بعين الأحوال

< مناظرة الولد مع الوالد=

سأل ابن أحول والده وقال له: يا من حديثك لكل أمر صعب كأنه المفتاح.

لقد قلت أن الأحول يرى الشىء الواحد اثنين، وأنا لا أرى أكثر مما أرى.

واذا كنت قد عددت فى الأحول أى اعوجاج فان القمر الذى هو  على الفلك اثتان (يكون)أربعة أقمار

٠ ٤١٥- إذن فقد أخطأ من قال بهذا، فالأحول إذا نظر إلى المفرد وجده زوجا.

وأخاف أن تكون فى رأى المشرع للدين، مثل الأحول المعوج النظر.

او مثل لأبله الذى دخل ع البعير فى جدال، فظن عبثا فى صنع الخالق ٠

 

هو الذى اعطى الروح الشرف من العقل، وهو الذى أعطى العفو غذاء من الذنب.

والله يعرف الإنابة جيدا، وحكمته هى التى تمنع الاستجابة.

٤٢٠-   وبالرغم من أن الطبيب يكون مجيبا حين السؤال إلا أنه لا يعطى الطين لآكل الطين.

وطوال عمر ذلك الذى يطلب الطين متى تعطيه إياه حتى ولو أراده بكل قلبه ؟

فكيف يكون تصرفه بلا سبب، وكيف يكون فعله متجاوبا مع تفكيرك الضحل ؟

والأشخاص الذين يشربون قدح السم الزعاف ولا يموتون منه كثيرون جدا .

ذلك أنه يصير لأولئك الذين يكونون من أمراضهم كالخيرزان غذاء للروح.

٤٢٥- وقد أعطى الجميع عن طريق الحكمة والعدل، أكثر مما ينبغى لهم جميعا .

فلو أن البعوضة تمزق أذن الفيل، فقل لهحرك أذنيك فهى مذبة للبعوض.

ولوأن هناك قملا فهناك أيضا أظافرك، وهى التى تقضىعلى البراغيث حين تقفز.

ولو امتلأ الجبل بالحيات فلا تغضب، فالحجر والترياق أيضا فى الجبل.

وإذا أحست بقلبك بوجود عقرب، فأنت أيضا تملك الحذاء والنعل من أجلها.

٤٣٠-ومهما كانت الآلام فى هذا العالم كثيرة،فلكل واحد منها ألف دواء.

وقد علقهما معا من أجل التصوير، كرة الزمهرير وكرة الأثير.

ولكى يكون هناك اعتدال البدن، فإن برودة المخ ( فى مقابل ) حرارة القلب -

وجعل الكبد وا لقلب من الأكحل والشريان، ومن كليهما جعل الماء يجرى للجسد.

حتى تعطى الحياة للجسد بواسطة النفسن والدم، هذا للحركة وذلك للسكون.

٤٣٥-     والملكوت والملك فى العالم، فمن فوق العرش نور ومن تحته ظلمة.

وقد وهب هاتين المادتين فى الصنع، حينما مد الظل على الصنع.

( فقد وهب ) الروح للملكوت من شرفه، ووهب الروح للملك من لطفه.

حتى يكون الباطن والظاهر قابلين للقوت، الجسد من ذى الملك والروح من ذى الملكوت.

فاعلم أنه عسل كل ما كان سما من لدنه، واعلم انه لطف كل ما كان قهرا منه.

٤٤-      ومن امهاتنا تكون الحجامة لنا خيرا كما يكون التمر.

فى أصحاب الغفلة

ألم تر ما تفعله الحاضنة (مع) الطفل، وهو فى زمن الصغر وعلى أول درجة ( من العمر) .

تضعه حينا فى المهد، وحينا تحمله على كتفها بحنان.

تضربه أحيانا بشدة وأحيانا تدلله، وأحيانا تنثر حوله السكر.

أحيانا تقبل بحنان وجنتيه، وحينا تدلله وتحتضنه.

٤٤٥- وحينما ينظر رجل غريب، وبغضب من الحاضنة ويطلق( من فعلها )الآه.

ويقول إتبا ليست حاضنة حنونا ( على الطفل )، مع أنه طفل قليل الحيلة.

وكيف تعلم أنت إن الحاضنة تحن صنعا، وشرط الفعل أن تسوقه هكذا.

وأيضا فإن الخالق يعامل العبد كما ينبغى، وفى كل الأمور كما ينبغى.

إنه يعطيه الرزق كما ينبغى له، حينا يصيب بالحرمان وحينا يعطى النصر.

٤٥٠- أحيانا يضع على رأس ( العبد ) تاجا من الجوهر، وأحيانا يجوجه إلى الدانق.

فكن راضيا بحكم الله، وإلا فاغضب واذهب أمام القاضى.

حتى يخلصك إذن من قضائه، وهكذا دائما يفعل الأبله.

فكل ما هو كائن من بلاء وعافية خير محض والشر عارية.

-فهولايفعل الشرإلا مع الحسنة والذى لا عقل ل ذالك أن الطيب لا يفعل الشرأبدا..

٤٥٥- ومنك تكون السمعة الحسنة والسمعة السيئة، و إلا فهو عطاء محض كل ما يكون منه.

ففى وجوده لا يتأتى السوء أبدا، فمن أين يجوز على الله السوء .

ذلك الذى خلق العالم بكن فيكون، كيف يصيب الناس بالشر كيف ؟ !.

فالخير والشر ليسا مجرد كلمتين فى العالم، فلقب الخير والشرمنى ومنك.

وفى ذلك الزمان الذى خلق الله فيه الآفاق، لم يخلق شرا على الإطلاق.

٦٠ ٤ -  فا لموت لهذا هلاك ولذا مؤونة، والسم لذاك غذاء ولذا موت.

فإن وجه المرآة هو الذى يقوم بفعلها، وإن كان ظهرها مملوءا بالجوهر.

وإذاكان وجه المرآة أسود كظهرها،لا ينظر فيها شخص قط.

وانعكاس ضوء الشمس يكون جميلا فى المرآة، سواء كان ظهرها أبيض أم أسود .

ذلك إنه حينما صورك فى سويداء القلب، جعل مرآتك دائما أمام القلب.

فصل فى الصنع والقدرة

٤٦٥- هو المصور لظاهر الأجاد، واعلم أيضا أنه المصور لباطن القلوب.

وكان صنعه مقدما على العدم، وذاته مسلم لها بالقدم.

وإذا كنت متكبرا فهو لا يحتد غضبا عليك، وإذا كنت ذاعين فهو لا ينظر إليك بعينيه.

ولو كان قدم الطاووس ( جميلا ) مثل جناحه، لظهر ما فى الليل والنهار.

فمن الذى يستطيع أن يصور فى البشر، نقش القلم وصورة القدم.

٤٧٠- لقد جعل العقل قائلا للسورة، وجعل المادة قابلة للصورة..

هو مبدع الوجود وما لا وجود له، وهو صانع اليد وما فى اليد.

وصنعته التى لا خلل فيها هى قبلة العقل، وذاته التى لا بدل لها هى كعبة الشوق.

وقد وهب العقل طريق اليقظة، فما ذا تظن أنت ما هو العقل ؟

فالمربط ( مناسب ) للكلب والطريق( مناسب) للحجر، وأنت مثل الياقوت تتألق خارج الصندوق.

٤٧٥-ذلك أن الملك يملك الفضة من أجل الانفا ق، ويملك الياقوت من أجل أن يخزنه.

فالفضة شاكية من قيمتها الدنية، والياقوت سعيد من وجوده الملئ بالدم .

لقد صنع ساقية من الزبرجد الصرف؛ وربط على الدولاب قدرا فضيا

فى تعظيم قدره

النار والريح والماء والتراب والفلك، فوقها العقل والروح ووسطها الملك.

واعلم أن العقل والروح والصورة المطلقة كلها من الأمر والأمر من الحق.

٤٨٠-    فهو المصور ومادة الفرجار، والنعمة والشكر والشكور كلها صور.

وقد أدار فى طريق كل من هم ليسوا برجال الشمع والشمعدان فى الأثير.

وجعل الفعل والقوة فى الطريق الرئيسى للمعاش والمعاد قرينين للكون والفساد.

وقد جعلت قدرته النطق فى العالم، وجعل القوة حبلى بالفعل.

وكل ما يأتى بالفعل فهو سببه، وكل ما فى القوة من توليده.

فى الأمثال والمواعظ ، الفقر سواد الوجه
والدنيا دار,الزوال وتغيير الأحوال والانتقال

 

٤٨٥- كن مع السواد فهو لا يهرب منك، فالسواد لا يقبل لونا آخر.

ويكون السرور قرينا مع ذى الوجه الأسود، وقليلا ما يكون ذو الوجه الأحمر مثيرا للطرب.

وذلك أن حرارة النار هى التى تبحث عن القلب، ويكون طالبها المحترق أسود الوجه.

والزنجى القبيح الذى يعانى البلاء ، يجد سعادة القلب فى وجهه الأسود.

وليس طربه من جمال لديه، كما أن سعادته من رائحته العطرية.

٤٩٠- وهى أكثر ضياء من ضوء الهلال، كشف حال = هلال= ونعل = بلال= .

وإذا كنت لا تريد أن تفشى سر القلب، فكن مع سود الوجوه فى الدارين.

ذلك إن الذى استولى عليه الهوى، هو عبد فى النهار وصاحب ستر فى الليل.

فارفع اليد عن هذه الرغبات الفارغة، واعلم أن الشهوات سم والمعدة مثل الحية.

وإذا كات أفعى تزويرك آخذة فى اللدغ، فإن هذه الأمور لا تطيب معك كثيرا.

٤٩٥- ففى هذا الطريق يوجد الخير فى داخل السوء ، مثلما يوجد ماء الحيوان فى قلب الظلمة.

وأى حزن القلب من السواد، والليل يحمل النهار فى طياته.

وكل ما هو سوى الحق مرتبط بالطين، اللهم إلا طريق حقيقة الدين.

ذلك أن الرجال فى هذا ا منزل القديم، حازوا على الجديد دون شرك أوحب.

وحينما مالواإلى بستان الله، ألقوا بعيدا بكل ما هو تلقين.

٥٠٠-    وعدم التعلق بالنفس منتهى سرهم جميعا، ومرجع الروح الطاهرة متعلق بكلمة.

فدعك من الروح والعقل مرة واحدة، حتى تصل إلى أمر الله ولو مرة واحدة.

وأنت يا من لم تطو فرش الزمان، وأنت يا من لم تترك ( الطبائع ) الأربعة و(الأفلاك ) التسعة.

أنك لاترى إنك فى الليل أعمى، وأنت مجرد فى النهار كعقول البلهاء .

وأنا لاأقول الكلام غمزا، بل(أقولك)من طريق الحق بالنكتة والرمز.

٥٠٥ ما دمت لا تترك الباطل فلا حق هناك، وتأرجحك ( بين الحق والباطل ) ليس حقا محضا.

-ولازاد الا هاذا الطريق العالم الحى، فعلم ان القوة لا خير فيها والمال لا شئ

ولا خير هناك فى قوة مالكى الذهب، مثلما يكون عقل شاربى الخمر هباء .

فى عدم الاحتياج إلى غير الله تعالى والتعلق به من سر الحقيقة

إن خالق الوجرد فى غير حاجة إلى تضرعنا بغير لسان فى ملكه.

وبالنسبة لعدم احتياجه إلينا سواء الكفر والدين، وبالنسبة لعدم التضرع له سواء الشك واليقين.

 ٥١٠- فهل للذى لا يحتاج باحث عن الحاجة منك، وهل هو مدين لك بالشكر حتى يكون شاكرا لك.

واعلم حقيقة أن الله جدير بالحكم وجدير بالحكمة.

والطاعة والمعصية عار عليك، وإلا فإن كل شىء يستوى بالنسبة له.

وذلك الذى يريد أن يصل إلى باب الله، متى وصل بالعقل واليد والقدم ؟

هو راعيك وفيك قابليته للذئب، وهو داعيك وأنت المحتاج.

٥١٥- ويوسف والذئب يبدوان لك حينا كبيرين وحينا صغيرين، ولكن يوسف والذئب لديه سواء .

و بالنسبة للطفه ما هو المنع وما هو العون ؟ و بالنسبة لقهره من هو موسى ومن هو فرعون ؟ .

فالنفس والأفلاك خلفه، وما أسعد ذلك الشخص الذى اختاره.

وأية عزة للعقل والفكر لديه، وأية عظمة للنفس والفلك بالنسبة إليه.

ذلك أن الفلك ومن يدير الفلك، مثالهما كالطاحونة والطحان.

٥٢٠- فالحكم أمروالعقل قابل للأمر، والنفس مصورة والطع قابل للصورة.

وحركة الفلك الذى لا يسكن و ( حركة ) الأرض، كأنها نملة فى ذيل تنين.

والتنانين لا تسقط النملة على الأرض، وهكذا يدور الفلك دون أن تدرى بدورانه.

وهو يديرها فى طاحونة البلاء ، بينما هى ( مستغرقة ) فى نوم الغفلة فى مشيمة (لا).

وعمرك كأنه الحبة فى ذيل صنعه، وعرسه جليس لمأتمه.

٥٢٥-ومن أجل أن يقول لك = أقبل=و= اذهب= ، ركب لك فى جدك يدين وقدمين.

وأنت لا تصل إلى طريقة إلا بفضله، مهما كنت قوى النفس فى طاعته.

وذلك الذى يصل إلى ذاته بيديه وقدميه، كيف يستطيع أن يصل بهما إلى الله؟.

فى التضرع والعجز

تكون الشكوى منك طيبة إما القوة فتكون سيئة، ولس من الخبر أن يدخل المرء عاريا إلى عش النحل الهائج.

فأترك القوة وطف حول الضراعة، حتى تمحو الغبار عن مفرق الهواء .

٥٣٠-ذلك أن الله يعلم من علم حذقه، أن القوة منك زور والشكوى صدق.

وحينما تدعى أنك تملك القوة والذهب، فانك بهذا تجعل عينيك عمياء وأذنك صماء .

ومع الوجه والذهب الأمرين والثياب الملونة، يكون شرفك عارا وصلحك حربا.

فطف بالشكوى على باب الحق، فسوف تصير فردا بالشكوى فى هذا الطريق.

ولا يكون هذا منك من قبيل رد الدين، بل يكون من قبيل التخلص من استغنائك.

٥٣٥-فلا تنظر إلى قدرته بعين العجز، ولا تكن مؤذيا للسيد هكذا.

وما دمت قائما بنفسك( فانفق) عل ملبسك ومأكلك، ولوأنك دائم فخط وادخر.

وكل ما هو موجود - ايها العزيز - فموجود منه، وأنت - مجرد وسيلة - فلا تكابر.

ويكون الجسد بدونك مسجدا( أما) معك فهو كنيسة، ومعك يكون القلب نارا وبدونك جنة.

وبدونك أنجز هو كل الأمور، ومعك صارت هناك كثير من العقبات ( فى الطريق ) .

. ٥٤ - فمن =أنت أت= نشأ الحب والبغض، ومن =أنت أنت= نشأ الكفروالدين.

فكن عبدا بلا نصيب أو سيادة، فا لملك ( لا يحس ) بالجوع أو بالشبع.

ورجاؤك وخوفك يسيران الدولة، وحينما تذهب أنت لا يبقى خوف أو رجاء .

وحينما تحوم البوم حول قصر الملك، تصير شؤما ( عليه ) وسوءا ليومة ومليئة بالذنب.

( ولكنها) حين تقنع بالأماكن الخربة، يصيرجناحها أفضل من عظمة =طائرالبلح=  .

٥٤٥- والمسك قابل للفساد من الماء والنار، وبالنسبة لنا فجه المسك سواء الرطب واليابس.

فالمسلم والمجوسى سواء على بابه، والكنيسة والصومعة سواء بالنسبة له .

والمجوسى والمسيحى والطيب المعيوب، كلهم طالبوه وهم المطلوب.

فذات الله لا تقبل علة أبدا، فكيف تبحث أنت الآن عن مكان العلة .

ولا يأتى حب الدين من التلقين، وينمحق القمر حين يبدو نور اليقين.

٥٥٠-وإذا كان الزاهد طيبا فطيبته له، وإذا كان الملك شريرا فأى شأن لنا.

فكن طيبا ( إذن ) حتى تنجو، ولماذا تعاند القضاء والقدر.

وفى هذا المنزل الذى هو أسبوع واحد، الموجود فان والآتى ذاهب.

واقرأ لفظ = يسعى= ففى يوم النشر، يقول المؤمن= افسحوا الطريق= فى الحشر.

وقد قال المصطفى = مرحى= ومنها صار عظيما، وجعلت يد موسى وجعلت الخليل أواها.

٥٥٥- فأعطته =الواو= من =أواه= اوفاءالدين، وأعطاه يقين الرتبة والقرب.

وحينما ذهبت = الواو= من قلب = أواه=، بقيت الآه= وهذا هو العجب.

وبقيت ال=آه= تذكارامنه، لم تكن =أمته= بل كانت اعمله= .

وقبل أن ينفخ فى الصور، أقتل نفسك بسيف الحاجة.

وإذا قبلوا ذلك منك صرت مستريحا، والاصار كل ما كان كأن لم يكن.

٥٦٠-وعلى باب الاستغناء عن الكبير أو الصغير، لو بقيت أنت أو لم تبق فماذا يجدى (ذلك)له.

وماذا يعنى النهار بالنسبة للديك، حينا يجين وقت الطعام يخرج ( من مكمنه ) .

فسواء وجودك وعدمك بالنسبة له ، ومثلك لا يصيب بابه بالنقصان .

ذلك أنه حينما تنفجر عين الضياء ، لا تكون حاجة هناك لقرع القارعة.

وكل هذه الضوضاء من الماء والطين، ذلك أنه ليس هناك إلا الروح والقلب.

٥٦٥-وأى شئ تفعله ( طرقوا) من بعض الأخساء ، إن من يقول ( طرقوا) هو نوره فحسب.

وذلك المصباح الذى يكون له منك الأمل، يصل إلى نهايته بسطوع الشمس.

وهذا الشمع لا تطفئه الريح الصرصر، بل تأخذ منه الروح نصف عطسه.

إذن فليس لكم فى هذا الحى طريق،ولر أن هناك طريقا فمن آهاتكم.

فكلكم بعيدون عن طريق العبودية، وكلكم كالحمير مغرورون بالشهور والسنين. ٥٧٠-وما دمت حينا طيبا وحينا شريرا، فان خوفك من نفسك وأملك ( أيضا) من نفسك.

فحين يبيض ( منك ) وجه العقل ووجه الخجل، فاذهب وعد الخوف والأمل بالنسبة لك سواء .

حكاية

ذات يوم ألقى عمر نظرة على مجموعة من الأطفال ( يلعبون ) فى طريق.

كانوا جميعا مشغولين باللعب، وأخذ كل منهم يظهر علو كعبه.

وأخذ كل منهم يسرع من أجل أن يصارع الآخر.

٥٧٥- ومن أجل حفظ الأدب كانوا قد سحبوا أرديتهم على رؤوسهم كعادة العرب.

وحينما نظر عمر ناحية الأطفال، مزقت هيبته ستارة السرور.

فأسرع الأطفال هاربين منه، إلا عبد الله بن الزبير لم يتحرك ( من مكانه ) .

فقال (له) عمر : لماذا لم تهرب منى ولأى سبب، هيا قل لى .

( فقال ) : ولماذا أهرب من أمامك أيها المكرم، لست أنت ظالما ولست أنا بالمجرم. ٥٨٠- وبالنسبة لذلك الشخص الذى أدرك جوهره، سواء القبول والرد وسواء الخير والشر.

وحينما يكون الأمير قرينا للدين والعدل، يكون قلب الخلق مسرورا من عدله هذا.

وإذا كان برأيه ميالا إلى الظلم، فإنه يذرو ملكه كله أدراج الرياح.

وإذا كنت طيبا تخلصت من ألم الرأس، وإذا كنت شريرا فقد خنت جميع العهود.

وما دمت قد أخذت من العدل قوتك، فإن مركبك صار سابقا بمنزلين.

٥٨٥- فا نظر إلى ملكه بحيرة، بحيث لا تذكر ثانية أحدا سواه.

فى الذكروالتذكير

الذكر ( واجب ) على الأصدقاء وعلى قليلى الحديث، فكيف تعتبره عادة النسوة العجائز.

والجور مع حكمه كله عدل، والعمر بلا ذكره ( يكون ) كله هباء .

وذلك الذى يبكى منه يكون ضاحكا، والقلب الذى لا ذكر فيه يكون سندانا.

فانك تصير آمنا حين تذكر اسمه ، وإذا أنهكت قدميك فى الطريق.

٥٩٠- فرطب لسانك مثل الورد بذكره،حتى يجعل لسانك كبطن الأرض مليئا بالذهب.

فإنه يجعل روح العاقل روحا مشبعة، ويجعل عاشقه متعطش القلب.

فلا تغب لحظة عن بابه، حتى يصير عزمك ورأيك صائبين .

فالفكر القاصر القاصر من شيمة الجاهل ،إذلا يتذكر إلا الشخص الذى يكون أمامه.

حكاية

من أجل أن يتبع الثورى با يزيد البسطاسى فى الطاعة وحسن السيرة.

٥٩٥- سأله سؤالا جيدا وبكى، إذا قال : أيها الشيخ :قل لى من هو الظالم ؟ .

فأجابه الشيخ، وأعطاه شربة من أم الكتاب.

قال : الظالم هو شخص ساءت ايامه، الذى هو فى لحظة من النهار أو الليل.

يغفل عنه لحظة واحدة، ولا تكون حلقة العبودية فى أذنه.

فلو أنك نسسيته مقدار نفس واحد، لا يكون هناك ظالم متخبط مثلك.

٦٠٠-ولو أنك حاضر وتذكر اسمه، فان هبة ريح منه تقوم بتحطيمك.

وكذلك فاذكره من القلب والروح، ( حتى ) لا تصير غائبا عن الأرض والزمان.

تمثيل

-تذكرهذا الكلام من ذلك اليقظ، رجل هذاالطريق حيدرالكرار.

-فأعبد الرب فى الصلاة تراه، وإذا لم تكن(هكذا) فوا غوثاه.

وهكذاعبده فى الكونين، كأنما كان يراه رأى العين.

.٦ - واذا كانت عيناك لا تريانه ، فاعلم أن الخالق يراك.

-وليس الذكر إلا عن طريق المجاهدة، لايكون الذكرفى مجلس المشاهدة.

-وإذا كان الذكريقودك فى بداية الطريق، إلا أن لأمر يصل به فى النهاية أن يكون هباء .

ذلك أن الغواص فى أعماق إلبحار، يبحث فى الماء فيسحبه الماء ويصيبه بالأذى.

والفاختة الغائبة تقول =كو= ( أين ) ، وإذاكنت أنت حاضرافلم لاتقول =هو= .

٦١٠-وللحاضرين نوال من الهيبة، فلو كان نصيبك الغيبة فنح.

واستمع إلى شكوى شوق الفاختة، فإن الحال والذوق المصطنعين لا يساويان حبة شعير.

فذلك الذى يبحث عن رضا الأحد، يبحث عن نور التوحيد فى اللحد.

ويصير لحده روضة من رياض الجنة، وأمام كلتى عينيه تكون الجنة غير ذات قيمة.

تكون حاضرا حينما تكون فى مأمن، حاضر القلب تكون لا حاضر الجسد.

٥ ٦١-فما دمت ساعيا فى هذه الخطة، إما أن تكون كلك وجها ( وإما أن تكون ) ظهرا.

وحينما سارت روح الطالب خطوة أوخطوتين من هذا المقام أمسك بها عنان العشق.

وكل من صار راضيا عن نفسه ولو لحظة واحدة، قيد سنين بالنار والدخان.

ومن الذى يضحى بالأصل والمنصب، إلا ذلك الشخص الذى يكون على رأس المسلمين.

إن العشق وقصد الحياة الأخرى، ليس من شرطهما حديث الروح.

٦٢٠-والجهل موت والدين حياة، ومهما قالوا فلب هذا هو ذاك.

وأولئك الذين هم رجال هذا الطريق، ليس لديهم خبر بحزن القلب والروح.

وحين تكون قد عبرت عالم البحث والكدح، فأبحث هناك عن = عين الحياة=.

فى ذكر دار البقاء

إن الأجل هو مفتاح بيت السر، وباب الدين لا يصبر مفتوحا بدون الأجل.

وما دامت هذه الدنيا موجودة فتلك الدنيا لا تكون موجودة، وما دمت موجودا فلا إله لك.

 ٦٢٥- واعلم أن روحك صندوق محكم الرتاج، وخرزة هذا الختم نور إيما نك.

ومن قبل أن تخلق هناك من أجلك كتاب مغلق، ومن أجلك أودعك خاتمك.

وحتى إن عشت إلى أرذل العمر، فأنت لا تعلم ما هو موجود هناك.

والذى ختم هذا الخطاب هوالله عز وجل، ولا تفضه إلا يد الأزل.

وما دام النفس البشرى لا يستريح منك، فإن صبح دينك لا ينبثق من مشرق الروح.

٠ ٦٣ - وما دمت لم تذق حلو الزمان ومره، فأنك لا تستطيع أن تصل إلى باب القصر الالهى.

وليس لك خبر بعالم الغيب، ولا تستطيع أن تعرف الفضائل من العيب.

وأحوال تلك الدنيا لا صررة لها، كما أن الأحوال الأخرى( احوال الدنيا) لا دوام لها ٠

وتصل الروح إلى الحضرة فتستريح، وما هو معوج تبدو فيه الاستقامة.

وحينما تصل إلى حضرة الامر، تيطر على الروح إذن من هناك.

٦٣٥- ويصير جواد الدين عارفا بمرعاه ، مثل الطائر حين ( يكسر ) القفص ويطير إلى الحديقة.

وما دمت حيا لا يظهر عليك الدين، فليلة مرتك يولد صبح الدين

وقد قال رجل عظيم فى هذا المعنى، فكلماته كأنها الفتوى؛

الناس نيام من الحرص والغلو، وحين يحين الأجل يقول =فانتبهوا=

وكل خلق العالم يغطون فى النوم العميق، وكلهم ( يعيثون ) فى هذاالعالم ذى الابواب-الخرية.

 ٦٤٠- وهذا الهواء الذى كان موجودا قبل الآن، كان من الرسم والعادة وليسمن الدين.

ذلك أن الدين الذى هو ( موجود ) فى هذه الحياة، ليس دينا وإنما هو ترهات.

والدين والدولة قرع لباب العدم، وقلة ( العدم ) تأتى من قله القرع ( على بابه ) .

وذلك الذى قلل من القرع على هذا العالم؛ قل له : أنظر إلى المصطفى وآدم.

وذلك الذى يطلب الزيادة، قل له : أنظر إلى عاد وقارون.

٦٤٥-فهذا بقيت قدمه عاجزة عن الركب، والآخر بقى نهبا للفزع.

فاختطفت قدم العالم قدم ذاك، وحطم الندم يد هذا.

و إقترنت ريح الهبية بعاد، وأصبح تراب اللعنة جديرا بقارون .

فأية خسارة تكون لو أنك جعلت نفسك فدى للحسان كأنك العود من خوف الأذى .

فلا ترفع وجهك أمام رجال الطريق، واحرق نفسك كأنك البخور.

٦٥٠-فأى عقل ودين لك أيها الأبله، إذا كنت تجعل رأسك من رأس الحق.

وإذا كان الأسد يكسر القفص ( الذى يوضع فيه)، فإن الرجل لا يقيم شركا حول نفسه -فيامن اكتفيت بنفسك هذا هو الجوع، ويا من صرت منحنيًا من الندم هذا هو الركوع.

فإذا برئت من جسدك ومن روحك، طفت حول الوحدة والرئاسة.

ولا تظهر وجهك أبدا متألقا أمام المدينة، وإذا فعلت فاذهب واحرق البخور.

٦٥٥-فأى شىء يكون جمالك ؟ هو سكرك، وأى شى٠ يكون العود الذى تحرقه ؟ هو وجودك.

وحين تكون الشفة على عتبة الدين، تكون قرينة لعيسى بن مريم.

فذوب نفسك فى هذا الطلب، وقامر بروحك وجسدك فى طريق الصدق.

فى الوجود عدم

جاهد حتى تصيرمن العدم وجوداً ، وأن تكون ثملا من شراب الإله.

فلذلك الذى صنع الدين وجوده، تكون كرة الدهر وصولجانه فى يديه.

.٦٦ - وحين تصير روحك ثملة من هذه الجرعة، وتكون فى ارقى درجات الرفعة تصير ذليلاً .

وكل من كان حرا هنالك، تكون الحلقة فى أذنه والقيد فى قدمه.

لكن ذلك القيد أفضل من مركب الحظ، وهذه الحلقة أفضل من حلقة العرش.

فالقيد الذى يضعه =هو= عده تاجا، ولو أعطى الخرقة فعدها ديباجا.

فمن ذلك أنه محسن أيضا ومجمل، ومن ذلك أنه مكرم أيضا و مفضل.

٦٦٥- فأى شىء تفعله من أجل أنك محتاج، إلا الفرح والسرور والانشراح.

فكن فرحا به وكن فى رفعة من دينه، حتى تظفر برضائه وتمكينه.

والرفيع هو ذلك الذى يرفعه هو، والسعيد هو ذلك الذى لا يتركه.

وما أسعد حظ ذلك الشخص الذى يكون عبده، ويكون راضيا عليه فى كل الأحوال.

ولو صرت بلا نصيب من هذه الفروع ( المثمرة ) ، فإنك تكون معانقا للموت.

٠ ٦٧ - وإذا وجدت خبرا من عالم الحياة، لا تنكر ثانية عالم الموت.

وحينما تصل يداك إلى حاصل الموت، تسرع قدما ك حول قصر المؤونة.

والقدم التى تكون بعيدة عن سماء الهدى،ليست قدما وأنا هى دماغ خمورة.

يقىول فى الشكر

إن الإنسان ليسرع نحو الحق، ومن الأفضل له أن يأخذ فى شكره.

وهو بلا شكل ولا جسم ولا سبعة ولا أربعة، هو الله الفرد والخالق الجبار.

٦٧٥ - والشكل والجسم والطبائع والتبديل، للآدمى الذى هو عديل الشهور والسنين.

و ليسمو ضع الكفرإلا فى الكدح، وليس مرجع لشكر إلا رأس لكنز.

وحينما تصبر على قضائه صابرا، يسميك حينذاك شاكرا.

فاقرأ الشكر من أجل الزيادة، ( اقرأه) لعالم الغيب والشهادة.

ومن ذا الذى يستطيع أن يترك عنه سكر شكره، و من الذى يستطيع أن يثقب جوهر ذكره. ٦٨٠-هو الذى يهب وهو أيضا يثيب، هو الذى يقول وهو الذى يجيب.

وكل ما يأخذه من نعمك وعزك، يعطيك أفضل منه أو يعطيك إياه.

وإننى لأرى أنه لو للشعر السنة، لكان لكل لسان ألف روح.

حتى تزيد كلها فى شكره، فكيف تشكر أنها وفقت إلى الشكر ؟

فهم يميلون إذن إلى شكر نعمته، وإذ يتحدثون فهم يتحدثون إليه.

٦٨٥- والجسد والروح من أجل القضاء فى شكر، والقلب مترنم =أن يا رب لك الشكر=.

وإلا فإغهم فى طريق العلم والتدبير، من النساء والرجالر ومن الشبان والشيب.

عمى الأبصار فى عالم الهوس، وعرى الأجاد كالنمل والذباب.

فى الشكر والشكوى

ا لمتدين هوشاكر لطفه ورحمته، والكفار هم الشاكون من قهره وغيرته.

ألا ترى أنه فى ذلك الوقت الذى يغضب فيه الله، ينبغى أن يكون ما فى عين ( الماء ) فى عين ( البصر )   . ٦٩٠-وقهره ولطفم اللذان فى العالم الجديد، تهمة المجوسى وشبهة الثنوى.

ولطفه وقهره علامتان للمنبر والدار، وشكره وسكره مقاما الفخر والعار.

ولطفه راحة للأرواح، وقهره نار لكفوس.

ولطفه يعطى السرور للعبد، وقهره يصيب لرجل بالغرور.

وحينما تسفر = لام لطفه عن وجهها، تسلب من = دال= الدولة عزها.

٦٩٥- وحينما تهاجم قاف = قهره= ما حولها، تذيب جبل = قاف= كأنه الفضة.

والعالم كله خائف من قهره ولطفه، والصالح والطالح كلاهما فى الفزع سواء .

وحينما يختلط لطفه بما يبعث الرور، ينهض نعل الصوفى بالكشف.

وحينما يتدخل قهره ثانية فى الأمر، يسحب الكشف رأسه كما تفعل السلحفاة.

وقهره مذيب للمستغنى، ولطفه مدلل للمحتاج.

٧٠٠- وهو الذى يربى نفسك على الكفر والدين، وهو الذى خلق روحك مختارة.

وروح روحك تحيا من لطفه، ذلك إن روحك ثابتة باللطف.

ومن القهر واللطف أخرج الصانع، الحى من الميت والميت من الحى.

وقد قتل قهره حينما تدخل فى الحرب، باشق الملك ببعوضة عرجاء .

وحينما يسرج جواد اللطف، الجراد الذهبى طعمة للدود.

٧٠٥- وأيضا فمنه عند العقل والرأى الرزين، كان من الدودة الفضية اللون جرادة ذهبية اللون.

وحينما رأى فى العطاء بلاء المتلى، ضحك من العطاء يأتى مع البلاء .

وحينما يبسط شبكة قهره، يأتى بالكلب من صورة بلعام

وحينما يتدخل لطفه فى الأمر، يكون كلب أهل الكهف على باب الغار.

وجعل الأولياء كلهم يثقون به، وجعله جديرا بالمدح والثناء .

٧١٠- وقال السحرة من لطفه أن = لا ضير= ، وقهر عزازيل إذ قال = أنا خير= .

ولا يتكثرعلى الله خير أو شر قط، ولمن أقول فليس فى الدنيا إنسان.

ويصل قهره ولطفه لكائن من كان، سواء إلى الأنذال وإلى الرجال.

فالأكاسرة فى طريقه حاسرو الرؤوس، والأبطال على بابه يضحون برؤوسهم.

والملوك كانهم التراب على بابه، والفراعنة جيعا خافوا من بطشه.

٧١٥- وقد قلب مئات الألوف من الأعلام،  لشخص تركى جلف حدث رقيق.

وطوى بساط جماعة من الجياع، ومن هنا ركعوا له عبادة وتضرعا.

وكل من كان منانا فى ملكه، فقد لوى العنان عن طريق الحق.

لوقال لميت =هيا قم=، لأتى لميت يجرجر أكفانه فى قدمه

ولوقال لحى امت,، لمات فى الحال ولوكان اميرا.

٧٢٠- واخلق مغرورون من أفضاله، وليسوا قط خائفين من إمهاله.

فكفى سمه للأبطال طعاما، وكفى قهره للعاصين لجاما.

وقد كسر رقاب الأبطال بقهره، وأعطى الضعفاء من لطفه ضعفين.

وسرعة عفوه عن طريق القول، هى التى أدت إلى عادة استغفاره.

جعل عفوه سابقا للذنب،و=سبقت رحمتى= تثير العجب .

٧٢٥-أعطى الملجا للتائب من الذنب، ومحا الذنب من صحائفه.

وهو واهب الروح وصاحب الروح وليس مثلنا، وهو صاحب الستر والكاشف عنه وليس مثلنا.

جعل الأنذال بلطفه رجالا، واكتفى با لصبر والشكر من عبيده.

وفضله علم وعدل أمام العين، ذلك لأنه أغلق باب الحس وفتح طريق الروح.

وحينما جعلك حلمه ساكنا، صرت آمنا من ألسنة السوء .

٠ ٧٣ - ففى الصحراء ينجو الرجل الجبلى دائما من نكبة النكباء .

ويعلم غيبه عيب الخلق، ويستطيع عفوه أن يمحوه.

وعلمه يستر عيوبنا، وهو يسمع السر الذى لم تقله .

وابن آدم ظلوم وجهول، يضرب فضل الحق بالفضول.

وهو من أجل لطفه وغاية كرمه، جعل فى اللوح قسمة قدمه.

٧٣٥- وهو يضرب العقل الواعى على قدميه بيديه كالسكارى.

مثلما يجلس العروس على = التخت= ، ذلك الذى سد أمامها سبيل البخت.

وهو فعال للخير وأنتم فعالون للشر، وهو العلام بالعيوب وأنتم العيابون.

فمن بعد الشك انظر أنت إلى تلك العناية، ( انظر )إلى عالم الغيب بعالم الغيب.

وإذا لم تكن منه العناية الطاهرة، فمتى صارت قبضة من التراب ذات تاج.

٧٤٠- ففى صحراء الذنب منزل عفوه، وعسكر لطفه قابل للآه.

وحينما تاخذ آه العارف طريقها، تخمد نيران جهنم من الخوف.

ولعفوه القبول من أجل الذنب، ومن أجل العطاء نزول كرمه.

وبالرغم من أن المصابين بالصفراء يرون أنفسهم فى يد تصويره فإن غضبهم لا يخمد.

لقد جفوت أنت وهو وفى معك، وهو أكثر وفاء منا إليك.

٧٤٥- فهوالمستغنى ويحب المحتاجين وهوحاجتهم.

وهوحافظك وأنت عن نفسك غافل، هكذا أنت بلا عقل ظالم وجاهل .

لقد خلق طبيعتنا طيبة فى داخلنا، وهو أكثر حنانا علينا منا.

وهو الذى يعقد مثل هذا الحب، وأن يوجد مثله من الأمهات للأبناء .

وفضله هو الذى جاء بك إلى العمل، وإلا فمتى كان هذا السوق على الأرض ؟

٧٥٠- فالوجود منه لكل ما كان عدما، وكل من يسقط يأخذ بيديه لينهضه.

وهو ا لآخذ بيد من لا أهل لهم، ولكنه لا يقبل مثلنا اخسا ه.

ذلك أن الطاهر يطلب الطاهر، وعالم الغيب يطلب التراب.

فى اطلاعه على ضمائرالعباد

علمه طريق إليه فارعه، وعطيته ضرورة فكن كافيا بها.

وهو يعلم مشارب خلقه فردا فردا، ويستطيع العطاء ما هو ضد العطاء .

٧٥٥-هو فاطر فطرتك، وعلمه منزه عن خاطرك.

انه يعلم منك ما هو موجود فى قلبك، ذلك لأنه هو الذى خلق قلبك وجسدك.

وحينما تعلم أنه يعلم كل شى= ، فإن حمار طبعك يسكن فى جسدك.

فتلوى ( حينذاك ) العنان عن الشريعة السيئة، ويربى الإسلام رأيك.

وحينما تصاب بالغرور من حلمه، تملك فى قلبك نارا ولست ( تملك ) نورا.

٧٦٠- وما دمت لا تنظر إلى علمه، فلا تطمع فى حلمه أيها الرجل.

فعلمه مصباح مضى للعقل،كما أن حلمه هو الذى يعلم الطبع الذنوب.

وإن لم يكن حلمه دائما ملجأ لنا، فأية جرأة تبقى للعبد كى يرتكب الذنب ؟

وهو الناظر إلى مصلحة الخلق قبل احتياجهم، وهو المطلع على الضمير السابق للسر.

وهو الذى يعلم ( ما يجول ) فى خاطرك، وهو الذى يسير الأمر باللفظ الذىلم ينطق.

٧٦٥- فلم تضع روح قط بصبرها عنه،ولم يخدعم عقل قط بمهارته.

وهو المطلع على الضما ثر على الدوام، وأنت فى تفكير وقد انتهى الأمر تماما.

وأنت بلا لسان وعليه تجد الفصاحة، وقوة روحك من المائدة التى لا خبز عليها.

والله هو الذى يوجب السرور ويزيل الحزن، والله هو الذى يعرف السر ويملك السر.

وما قد هيأه كله من أجل الإنسان، حسبب رغبة ( هذا الإنسان ) وهو ( أى الإنسان ) قد طلب ما لا يعلم. ٧٧٠-وهو يعلم كل شىء عن الخلق مهما قل أو كثر، يستطيع أن يراهم ويستطيع أن يعطيهم.

وقد أعد مكانك فى النعيم، ما دمت تجعل اليوم قرينا للغد.

وهو الذى وضع من أجل أولى الألباب، الخوف والرجاء فيما تبديه الرؤيا.

وقد جعل قائما من أجل النظم والقوام، وهوالمتقاضى على صلة الأرحام.

وهو الخبير بدبيب قدم النملة، النمل والحجر والليل والزمان الأسود ( كلها يعلمها ) .

٧٧٥- ولو تحرك الحجر فى قاع البحر فى الليل الداجى يراه علمه.

ولو أن هناك دودة فى أعماق البحر، ولتلك الدودة ذرة من الجزم.

فإنه يعلم صرت تسبيحها ومرباالمختبئ بعلمه الإلهى.

 - وهوالذى دلك عل طريق العلم،وهرالذى رزق الدود فى بطن الحجر-

-وهو يجعل كل ما هو عدم وجودا بعلمه، وهو أيضا الذى يستطيع ان يجعل الوجود عدما( بعلمه) .

، ٧٨ - والعجز والجهل خيرلك تجاه القهر والعلم الإلهيين.

فالعجزهو الذى يجعلك عالما، وعدم القدرة هو الذى يعليك.

وعيبك فى أنك لا تعلم أن ذلك الذى صورك يستطيع أيضا أن يعلم الغيب.

وهو يعلم بحالك خير ما تعلمه، فلماذا تدور إذن حول الهزل والمحا ل.

هو القائل فحسب فكن أخرس ولا تتحدث، وهو الطالب فحسب فكن أعرج ولا تسرع.

٧٨٥ - فلا تتحدث أنت عن الم قلبك فهو الذى يتحدث عنه، ولا تبحث أنت عنه فهو الذى يبحث عنك.

وإذا كنت لا تزال ترتكب الذنب حتى لآن، فهذا الأمرلا يخرج عن إحدى حالتين :

فإما أنك تعلم أن الحق لا يعلم، وحينثذ أقول لك أن هذا هو كفرك المطبق.

وإما أنك تعلم أنه يعلم فحسب، فأنت حينذاك وقح وخسيس.

ولأفرض أن أحدا غير مطلع عليك، فالحق يعلم والحق ليس أقل من البشر.

٧٩٠- وأنا أرى أن عفوه هوساترك، وليس علمه عنك ما يعلم.

فتب عن أفعالك الشنيعة هذه، وإلا تراها فى يوم عرضك.

وتكون نفسك فى حالتك هذه، غارقة فى ( بحر ) كالقلزم خجلا منك.

يقول فى الرزق

حينما مد مائدته أمام الأحياء ، وضع الطعام أكثر من ا لآكل.

ولكل ( هذه الأحياء ) منه الروح والعمر والرزق، وحسن الحظ وطيب العيش منه.

 ٧٩٥-وذلك لأنه أبدى لكل واحد منهم رزقه، ولم يختم على باب خزا ئنه.

والكافر والمؤمن والثقى والسعيد، كلهم لهم منه الرزق والحياة الجديدة.

وقدأعطت اجيم= جودة الرزق للخلق، و=حاء= الحاجة لاتزال منهم فى الحلق.

وليت حياتنا بالخبز وحده، كما أن أكلنا هذا الخبز ليس إلا شرها.

وهو لا يضيق من توجه عبده إليه، فيعطى الرزق ويعطى الخبز للجميع.

٨٠٠— فطعامك وروحك فى خزائنه، وأنت لا تدرى خبرا عن دفائنه.

فإذا كان رزقك فى الضين، فإن حصان كسبك يكون تحت سرجه.

فإما أن يحملك بالقرب منه مسرعا، وإما أن يجمله إليك وأنت نائم.

ألم يقل لك أنا رازقك، أناعالم السروعالم العلن.

أعطيت الروح وأعطى الجحود القوت، وكل ما تريد أعطيك إياه فى التو واللحظة.

 ٨٠٥- واعلم أن أمر الرزق مثل النهارعلى الأبواب، فالنهار يفسح السبيل لرزقك.

فالسفلة هم الذين يخافون على رزقهم، والحكيم لايأكل ما فى القدر وهو ساخن.

ولا يأكل الأسد صيده وحيدا، وحين يشبع يترك بقية الصيد.

ومن لطف الإله ان عهد القوت معك ما دامت فيك الروح.

فاحمل هم الروح فتلك هى ا كلة الرزق حتى حافة القبر ( حين ) تتحول إلى تراب.

٨١٠- فلم يعط الله أحدا روحا بلا قوت، ذلك أن الروح تبقى قائمة بالقوت.

فتمسك بهذا العهد بشدة وكل قوتك، وإذا ذهب هذا العهد فكل قوت الروح.

-        ورزقك العجائز اللائ قد شبن عنك،(يقلن)أن اليوم الجديد يحمل للمرء  الرزق الجديد.

ورزقك على العليم والقدير، فلا تتحمل أنت غضب الأمير والوكيل.

وفى ذلك الزمان الذى تهلع فيه الروح من الجسد، اعلم يقينا أن رزقك يصل إلى ( نهايته )

 . ٨١٥- ورزقك يكون من باب الله، ليس من الأسنان والحلق والحلقوم.

وتكون السيادة للكادح بالتعب، وخاصة وهو لا يملك الحكمة أو الذهب.

والكدح كله حزن وهوس، فتحرر من الكدح وحسبك الله.

واعتمادك على الله فى كل الأحوال، أفضل من اعتمادك على الطاحونة والجوال.

فإذا لم يرسل السحاب الغيث عليك ذات عام، فإننى أرى أن أحوالك تكون شديدة الاضطراب.

تمثيل

٠ ٨٢ - أطلت عجوز برأسها من كوخها، فرأت حقلها جافا وقالت :

يا من لك الزمن الجديد وا لآن القديم، الرزق عليك فافعل ما تشاء .

وعلة رزقك للطيب والشرير، ليست ( من ) بكاء السحاب أو ضحك المزارع.

فأنت واحد ولكنك أفضل من ألوف الألوف، وعلى ذلك فقليلك لا يكون قليلا.

فالشعلة منه بما نة ألف نجم، والقطرة منه ( تساوى ) مائة ألف بحر.

٥ ٨٢ - وأنا أعلم بيقين أنك الرازق دونما سبب، وكلا هما منك رزقى وروحى.

ولي رجلا ذلك الذى يعانى الهم، ويكون فى اليقين أقل من امرأة.

حكاية الطائر مع المجوسى

ألم تسمع أنه ذات زمن كم أزمنة القحط، وجدت بعض الطيور رزقها على باب مجوسى.

فتحدث إليه كثير من المسلمين، وكان أحدهم ذكيا فصيحا.

( قال ) : أن مكرمتك هذه غير مقبولة، بالرغم من أن الطيور قدأخذت منك الحب.

٨٣٠- فقال المجوسى:إذا لم يكن(الله)قداختارنى، فانه يرى على الأقل تعبى.

وذلك لأنه رحيم ومحسن، ولا يجعل البخل سواء مع الكرم.

وقد ضحى جعفر بيديه فى سبيله، فأنبت الله جناحا له مكان كل يد.

فلا تعلق القلب بفضل الخلق وفضولهم، واربط القلب به تنج من الحزن والقيد.

إذلا يفتح عليك عملك إلا الله، بالرغم من أنه لا يتأتى له شىء من الخلق.

٥ ٨٣ - فلا تتخذ صديقا إلا إياه قدر استطاعتك، ولا تضع الخلق فى حسابك قط :

لاتجعل الخلق متكأً لك على الإطلاق،ولاتكن لاجئا  إلى بابه.

فكل هذه المتكآت هوس، وا لمتكأ إلى الله حسبك .

فقوتك كائن ما دمت باقيا، وآلاؤه.مؤتلفة مع روحك

واعلم أن لكليهما فى الدنيا العشق والطلب، وهوفى الفارسية=بابا= و فى العربية =أب= .

. ٨٤- ومادمت لا تدرى شيئاعن طريق الاحتياج، فأنت فى حجاب كثمرة البصل.

-و مادمت منفصلا عن النور(الذى تجلي) لموسى فانت أعمى فى ضوء النهاركطائرعيسى.

وفى سبيل البحث عن عشقه باعث الراحة، اجعل الرأس قدما كالقلم ثم ابحث عنه.

حتى تصل إلى المكان الذى هو فيه، فتعلم حينذاك أنه لا يجب البحث.

تمثيل فى يقظة

سأل كسول عليا، حينما سمع من لسان قلبه كسلا.

٨٤٥- قال أيها الأميرالمضى الروح، هل الليل المظلم خيرأم النهار ؟

فقال المرتضى : اسمع أيها السائل، ولا تكن مائلا إلى طريق ادبارك.

فى هذا الطريق المحرق للريح تكون حرارة السر أفضل للعاشقين من ضوء النهار.

وكل من يملك طريق الحرارة إلى قلبه، لا يبقى سائرا على قدمه فى هذا المنزل.

وفى الدنيا التى يقول العشق فيها السر، لا تبقى أنت ولا يرتد إليك العقل.

في الحب والمحبة

٨٥٠- العاشقون نحو حضرته سكارى الرؤوس، العقل فى الجيب والروح على اليد.

وما داموا يسوقون نحوه براق القلب، فإغهم جميعا يتفرقون بددا فى ركابه.

والروح والقلب يبذلان فى طريقه، ويعدان نفسيهما جديرين بذلك.

وأى خطر للعقل والروح لديه، انهم يضحون بالقلب والدين والكفر.

وحجاب العاشقين أكثر رقة، وصورة هذا الحجاب أكثر دقة.

٨٥٥- وغالب العشق يكون مغلوبا له، ومقلوب ذلك قد شرح لك وهذا صحيح.

وحين يبتعد السحاب عن الشمس، يكون عالم العشق مليئا بالنور.

فالسحاب كا لمجوسى مظلم وكدر، وا لماء فى جملته نافع ومضر.

فالقليل منه حياة الإ نسان، والكثير منه آفة الروح.

فا لموحد إذن محب لحضرته، إذ أن ا لمحبة حجاب عزته.

٠ ٨٦ - فالتلقين لا يكون بالنسبة للمحدث، أما الطيب فهو المحب الممتحن.

وانظر بعين المحبة إلى تأليفه، فمن كل هذه المحنة يكون تصحيفها ( أى المنحة ) .

ويا أيها المحب لجمال حضرة الغيب، ( إنك ) ما دمت لا تبحث عن الوصال مع طلعة الغيب.

فإنك لا تحسو شربة ملاقاته، ولا تذوق إذن لذة مناجاته.

وفى مواجهة توحيده لا قديم هناك ولا حديث، كلهم فناء فى فناء وهو هو.

٨٦٥-وما دمت تعرف الواحد وتقول الواحد، فلماذا تسرع إلى الاثنين والثلاثة والأربعة ؟

وما دام قد خلصك من الفخر والعار، فأى شأن لك بالقدم أيها الحديث.

ومع الألف تكون الباء والتاء رفيقتين داثما، فاعتبر الباء والتاء صنما أما الألف ( فاعتبرها ) الله(١) .

ودوام على السعى بيديك وقدميك فى الجدول، وحين تصل إلى البحر لا تفكر فى الجدول.

الباء والتاء : إشارة إلى كلمة ٠ بت= بالفارسية ومعناها صنم.

ولا زلت تقول أن يديك ممدودتان، ولا زالت حالتك كمن سقطت قدمه فى شراك.

٠ ٨٧ - فكن ببحر العدل والدين لحظة واحدة، بجسد عريان كالحنطة وكآدم.

وهكذا حتى تتوب ويكون لك جملة القبول، وحتى لا تطوف مرة أخرى حول الفضول.

وأنت لا زلت حتى ا لآن من متابعى الشيطان، ولم تتب إذن فكيف تكو ن إنسانا ؟

ولا تتحدث للحظة واحدة عن القدم أيها الحديث،يامن لا تعرف رأسك من قدمك.

وهناك فى طريقك مائة ألف حجاب، ولكن همتك قاصرة وقصيرة.

٥ ٨٧ - وحينما يسمح لك با لمثول على عتبته، لا تطلب رغائبك منه بل فارغبه.

ذلك أن الله حينما يختارك لصداقته، ترى عيناك الجريئتان ما يرى.

وحينما تفرط أنتيك فى ذاتها، فإن الإقبال يرفع مقامك وموضعك.

ودنيا الحب لا تتحمل الا ثنينية، فأى حديث هذا عن ذاتى وذاتيتك.

وليس من شرط الاتحاد الطيب، دعوى الصداقة ثم القول ب=أنت=و=هو=.

,٨٨ - وكيف يصير عبدا ذلك الذى هر حر، ومتى استطاع أحد أن يملاً الإناء الممتلىء .

فكندائماعلى بابه ففىهذاالعالم،كل من ليس=هو فهو قليل مهماكان فى جمع.

وحينما تتوصل إلى تقبيل غازة الحبيب، اعتبر وخزه عسلا وشوكه وردا.

ومن أجل وجود الصدأ على مرآة قلب الحر، فإن =لا= مقلمة الأظافر قاطعة للوجود.

ولاتتحول عن طريق العجز، وكن اكالسفينة=فىكل لحظة حبلى.

٨٨٥ - واعتبر سواء الخير والشر والجميل والقبيح، وكل ما يعطيكه الله فاحفظه فى روحك.

لا كعزازيل الذى رأى من الرحمن الرحمة واللعنة واعتبرهما سواء.

وذلك الذى على باب الأمير، كأنما الشراع فى يده والريح مواتية.

يقول فى التجريد

إن كل من يرغب فى ولاية التجريد، وكل من يبحث عن هداية التوحيد.

تبدو الراحة من باطنه، ولا تكون هناك زينة على ظاهرة.

٨٩٠ - فا لظهر ا لممدوح الذى يبدو عليه، يتأتى له من ترك الزينة وا لمديح.

وعلى أبواب الملك يطلب الشحاذ الخبز، أما العاشق فيطلب غذاء الروح.

والعاشقون يضحون بالقلب والروح، ويتغذون على ذكره بالليل والنهار.

وقد أعطوا بأقصى ما استطاعوا من سرعة الماء والنار والتراب والريح على طريق التجريد.

ذلك أنه على عرصة معالم العصر، يستوى أمامه الجهال مع عالم العصر.

٨٩٥- فيا أيها الأخ اعتبر كبدك على نار التجريدشواء وليس ثريدا.

والكلب الدنى الهمة يبحث عن ألعظام، أما قبضة الأسد فتبحث عن لب الروح.

ولا يريد الرجل العالى الهمم القيد، أما الكلب فهو كلب قانع بلقمة.

فلا تثرئركثيرا وقدم العجز، واترك إذن العظام للكلاب.

فقد نلت أنت الرفعة بجوهرك، فلماذا أنت مثل الكلب معدوم الهمة.

٩٠٠- وكل من كان عالى الهمة، صار العالمان نعمة له.

وذلك الذى يكون ضعيف الهمة مثل الكلب، يكون كالكلب فى كدح دائم من أجل القوت.

فلوجعل لك الكشف قيدا فوق جسدك،أجعل الكشف نعلاً وأضربه به فوق رأسه.

-        وإذاكئت تريد الروح فكن عن الجسد فرداً،و,=لا=كالشقق طف حولها دائما.

وكيف تجد من لاهوتك نصيباً ، وأنت لم تضع الناسوت بعد على المشنقة.

٩٠٥- والعقل مظلم معك ومع وجودك، وعين عقلك من هذه الدنيا فى حيرة.

وذلك أن عيسى من أجلك سار نحو اللاهوت حينما كان فى طريق جمعة الصلب.

فأجعل عدما كل ماكان طريقاً ورأيا، حتى يكون القلب منك منزلاً لله.

وما دمت موجوداً مع ذاتك، فالكعبة مع طاعتك كأنها حانة.

وإذا كنت بعيداًعن ذاتك، فبيت أصنامك هوالبيت لمعمور.

٠ ٩١ - ويا من تبحث عن الحانات المليئة با لآفات، أنت إبن حمار ووالد لحمير.

ونفسك هى التى توجد الكفر والدين، فلا جرم أنها أوجدت عينا ترى الألوان.

فهى بدونك طيبة وهى بك مريضة، فالق خارجا يالقط من ركنه أيها السيد.

ففى القدم لم يكن هناك كفر أو إيمان، وفى صفاء الصفة لم يكن هناك أمثال هذا.

فى سلوك طريق الآخرة

كل علم الجسد هذا مختصر، أما علم الذهاب إلى الله فهو علم آخر.

٩١٥- والعلم هو ذلك الذى يكون أدق من النظر، هو علم الذهاب فى طريق الحق .

وذلك الشخص الذى يملك العقل والدين، يملك خبزا وقولا أشبه بالقمح.

-        فماهى علامة هذا الطريق (وماهو) دليله ؟ ، أسأل عن هذه العلامة من الكليم والخليل.

وأذاسألتنى أيها الصديق أيضاً ، سأقول لك صريحاً وليس مبهماً.

وما هو زاد هذا الطريق أيها الغافل ؟ ، ( إنه ) رؤية الحق والانقطاع عن الباطل.

٩٢٠-وتوجه الوجه شطر العالم الحى، ووضع عقبة الجاه تحت القدم.

وتخليص القلب من الجاه والكبرياء ، وإنحناء الظهر فى خدمته.

وتنقية النفوس من الثر، وتقوية النفس بالعقل.

والإنصراف عن محل الثرثارين، والجلوس مع الصامتين.

والانتقال من ( التفكير ) فى فعل الحق إلى ( التفكير ) فى صفته ثم ( الإنتقال ) من الصفة إلى معرفته

. ٩٢٥- وحينذاك يكون الوصول الى عتبة الإكتفاء المعرفة بعالم السر.

ثم يأخذ الحق الإكتفاء ( من العبد ) ، وحين لا يبقى إكتفاؤه يبقى الحق.

وحينما تذوب نفسك فى جسد ك، يأخذ القلب فى عمله بالتدريج.

وحينما تتحول إلى صديق للإكتفاء ، يخرج القلب من النفس المظلمة ما فيها من دمار.

ويلقى بعيدا باهله وماله، ثم يذوب فى طريق إمتحانه.

٠ ٩٣ - وتتحول النفس فى باطنك إلى قلب. ويعتريها الخجل من كل هذه الأفعا ل.

ثم يتحدث اللسان بالسرالمطلق، وكأنه الحلاج الذى قال أنا الحق.

وحينما القى بسره خلف ظهره، إنقلب السر جلادا وقتله.

وبدا نهار سره كأنه الليل، وبدأ نطقه كأنه قول الله.

وبدون إذن جعل سره فاشيا فجأه وسط الرعاع.

٩٣٥ - صارت صورته ( جسده ) من نصيب المشنقة، أما سيرته فأصبحت من نصيب الصديق .

وبالرغم من ان بايزيد قال =سبحانى=، نإنه لم يقلهامن قبل العبث والجهل.

وحين صارت روح روحه فارغة من الصوت، صار دم القلب مشعلاً للفتنة فى الباطن.

وقد قال صدقا ذلك الشخص الذى قال من حاله، دع نفسك أيها الابن وتعال.

وليس هناك طريق طويل بينك وبين الرفيق، الطريق هو ذاتك فضع رأسك تحت قدمك.

 ٩٤٠- حتى ترى ببصر اللاهوت، خط ذى الملك وخطة الملكوت.

ومتى تكون ذواتنا منفصلة عنا، لقد ذهبت =أنا= و=أنت=  وبقى الله .

ووصل القلب إلى حظيرة القدس، وقالت الروح : أنا هنا فأقبل.

وحينما انتقل القلب والروح من حظيرة التجريد إلى سماء التوحيد.

تجعل الروح رفقتها مع الحور، ويطيب القلب برؤية الحبيب.

٩٤٥- ويا من أنت لم تر الوجود من ماء العنب، حتام أنت ثمل من عشق العنب.

فلم إذن تثرثر ثرثرة السكر كذبا، حتى يقولون = لقد شرب الرجل الخثير= .

ولا ترفع صوتك حين تشرب الخمر، فالذى يشرب الخثير يحفظ سره.

وأى بحث لك عنها كأنها روحك، اعلم ما هى أولا ثم اشريها كإيمانك.

فأنت لا تعرف ال= ماست= بالفارسية، وما دمت لا تشربه لا تعرف طعمه.

٩٥٠- وأنا اعلمك إنه إذا شربت فى دار الخراب كأس الشراب.

لا تذهب خطوة عن مقام الكر، وضع رأسك فى نفس المكان الذى شربت فيه الخمر.

وما دمت لم تشربها فلا شىء حلال فعلت، وحين تشربها اخف ذلك عن الآخرين  .

وحين تشربها يستوى ألمان مع مائة ألم، وأقول لك حينذاك : أحسنت هذه هى شجاعة الرجل.

وهكذا حتى لا تعرف مكانك، وحينما تقفز لا تجد لك قدما

٩٥٥- ومعظم هذه الحمر التى لا لجام لها، كلهم شاربو خمر ميتو القلوب.

فإن عقولهم وأرواحهم لا تقبل الخمر، ومع ذلك يحملهم العنب إلى هنا وهناك.

وهم فى محفل الرجال الكرماءهذا، من سوء قلوبهم كأنم ليسوا  برجال.

وأنت إذا لم تقل هذا فأنت صادق، وإذا بحت به منافق.

وانهم معدومون أولئك الذى يقفون على الباب ولم يتمنطقوا بالحزام فى التو واللحظة.

٩٦٠ - إذ أنهم منذ الأزل قد ولدوا متمنطقين بالحزامكالنمل أمام العشق والهمة والقوة.

فجاهد حتى إذا أسرع الموت إليك، يجد رائحة روحك فى محلته.

فذلك الذى لا مكان له محزون، وذلك الذى لا. قدم له عديم الحيلة.

-فاعبرهذه الدنيا المليئة بالأوباش إذاكت  فيهما والا فكن دائما على بابه.

وقد اكتفى أولئك الأشخاص الذين هم عبيد له به إلها.

٩٦٥- والذى له حزام العبودية دائما، كانه الغلام لسيد السموات ا لسبع.

التمثيل للابن الغافل والأب العاقل

--قال الشيخ الجورجانى لولد:من أجل ان تقوم بأمروك  خفية-

ينبغى ان يكون لك منزل فى هذه المحلة، ومن الخبر ان يكون قفله فى غير مكانه الطبيعى

- وتتزين فى طريق التجريد، بقسم من الشرع وقسم من التوحيد

فادخل هذا المنزل ذى العناء والضرر كالمسافر واعبره سريعا.

٠ ٩٧ - تجرد على باب بستان =لا إله إلا الله= ولا تلبس القباء والقلنسوة.

وصرعدماحتى تعطى صواباإجابة سؤال =لمن الملك= ؟ .

حكاية

قال الشيخ الشبلى فى مناجاته : لأفصح إذن عن الحديث المختبى.

-قال: ما دام قد أعطانى الإذن بالحديث بالرغم من أننى لم أكن بعيدا عنه.

فانه يسأل :لمن الملك على وجه الصواب، وأنا أعطيه الجواب بالصدق -

٩٧٥- أقول : اليوم الملك له وهو الذى زينه منذ الأمس وأول الأمس.

واليوم والغد ملكك يا من أنت مسيطر علينا، وكلها هى ما كانت موجودة أمس وأول الأمس.

وسيف قهرك يقطع رؤوس العظماء ثم يضع الأرواح فى الرؤوس.

واعلم أنها عذبة من أجل السب والنفع، أشعة الشمس الحادة بالنسبة للحرباء .

لقد غضبت من كل شىء إلا الغضب لله، ومن هنا فإنه لا يظهر أبدا أمام عينيك.

٩٨٠-ذلك أن المسافة( فى كلمة الشهادة )من= لا= إلى= الله= لا يعلم أحد كم يكون طريقها.

فما دمت مع نفك فهويمتد آلاف السنين، تسيرها فى الليل والنهار ذات اليسار واليمين.

وحينما تفتح عينيك أخيرا، تطيل الأمر على نفسك.

فما دمت تدور ترى الأصل والقياس من نفسك، فأنت تدور حول نفسك كثور الطاحون.

وإذا تدخلت = عدم الأنية= فى أمرك، تجد نفسك فى لحظتين بهذا البلاط.

٩٨٥- ويدا العقل فارغتان من هذه المسافة، والله هو الذى يعلم مقدارها.

ويا من أنت مثل الإسكندر فى هذا الطريق للآفات، أنت مثل النبى الخضر فى الظلمات.

أترك تحت قدميك جوهر منجمك، حتى تحصل على ماء الحياة من أجلك.

ما دمت مع قلبك وروحك وليس الله معك، فلا شىء لك لا القلب ولا الروح.

والسنون والشهور تطحن نفسك، فعدها ميتة وأتركها فى مكانها .

٩٩٠- وحين تكون فارغا من النفس اللتيمة، فقد وصلت إلى الخلد والعز والنعيم.

وأترك الخوف والرجاء فى مكانهما، فلم تجادل مالك ورضوان.

فسواء المسجد والكنيسة بالنسبة للعدم، وسواء الجنة والنار بالنسبة للظل.

والكفر والدين حجاب على باب ذلك الشخص الذى يكون العشق رائدا له.

ويكون وجوده الحبيب أمام عين الحبيب، ويكون سترا يخفى حظيرة القدس.

فى التوكل

٩٩٥ –لاتضع قدمك بالانفاق على عتبته، فرجال الطريق يسيرون متوكلين.

وإذا كان توكلك دائما عليه، فأنت نفسك تعلم أن الرزق منه.

فالو العنان إذن إلى جادة التوكل، وبعدها سيكون الحظ قابلا لك.

واسمع كلمة واحدة فى التوكل، حتى لا تبقى رهينة فى يد الشيطان.

وتعلم شرط الطريق من امرأة، إذ يصير ذليلا منها المتحدث دائما بالهذر.

فى توكل العجوز

١٠٠٠-حين عزم حاتم - وهو ذلك الذى يدعونه أيضا بالأصم - على زيارة الحرم.

إذ كان قد عزم على زيارة الحجاز والبيت الحرام، ر ( زيارة ) قبر النبى عليه الصلاة والسلام.

خلف ثلة من العيال وحدهم، بلا قليل أو كثير وبلا أموال.

وترك امرأته وحيدة فى منزلها، ليست لديها أية نفقة وأخذ الطريق.

وقد تركها وحيدة ممتحنة ، وكان يرى أن الوجود وعدمه عندها سيان .

١٠٠٥- وأخذ من توكل امرأته مرشدا له، إذ كان عالما برازقه.

ذلك أن هناك خزينة وراء الستر، لذلك الذى له سر مع الله.

فتجمع الناس حول المرأة، وذهبوا جميعا مهتين إلى بابها.

وسألوا عن أحوالها برمتها، حينما رأوها وحيدة وممتحنة.

وقالوا جميعا من أجل مشاركتها وعلى سبيل الموعظة والنصيحة.

١٠١٠-حينما ذهب زوجك إلى عرفات، ألم يترك لك أية نفقات ؟ .

قالت : تركنى راضية من الله ، الذى يحفظ رزقى فى مكانه .

-قالو:وكم يبلغ رزقك؟(إذنراك)قانعة راضية.

قالت : على قدر ما بقى لى من عمر، جعل رزقى كله فى يدى.

قال أحدهم : إنك لا تعلمين، أى علم لك بحياتك ؟

١٠١٥-قالت : إنه يعلم كيف يعطينى الرزق، ما دامت الروح موجودة فهو لا يقبض الرزق.

فقالوا ثانية : أيعطى بلا سبب ؟ إن شجرة الصفصاف لم تثمر قط الرطب !!

-إنه لا يرسل إلى دنياك بأى سبيل زنبيلا من السماء !!

قالت : يا من قد صار رأيكم مظلما، حتام تجدفون حائرين ؟ !

أية حاجة له إلى زنبيل، أليست الأرض له قليلها أو كثيرها ؟

١٠٢٠-والسماء والأرض بكليتهما له، وكل ما يطلبه تحت حكمه.

ويوصلهما كيفا يشاء ، يزيد أحيانا وينقص أحيانا.

فحتام تتحدثون عن توكل النفس، انكم رجال بالإسم ولكنكم أقل من امرأة.

وما دام سيركم لا يشبه سير الرجال، فاذهبوا وتعلمواطريقة السير من امرأة.

فلقد احترفت الكسل يا( صاحب) الجسد الشبيه بالمرأة، وويل للرجل الذى يكون أقل من امرأة.

 ١٠٢٥-فاحفظ القلب واضبط النفس، فهذه مثل البازى وذلك مثل البلطيق.

حتى ذلك المكان الذى يعرفنا ويعرفك، حينما يحترق الجميع ويبقى هو.

وحينما لا يصل إليه العقل الذى فى الدنيا، فإن ذلك( العقل) يصل إلى نفسه ولا يصل إليه.

إن للرأس أذنين وللعشق أذن واحدة، وجزء من تلك وجزء من هذه من أجل الشك.

وإذا بمان ما تسمعه أذنا الرأس لا حصر له، فإذ أذن الألم تسمع خبر الواحد.

١٠٣٠- واذا كان الأذنان على جهتين كا لممرين، فماذا تفعل بالنسبة للصياح والضوضاء ؟

فأنت طفل فاذهب واغمض عينيك عن الشيطان، حتى لا يضعوا رأسك بين أذنين.

أيضا فى التوكل

الربع المسكون من ناحية المساحة، أربعة وعشرون ألف فرسخ.

ولو أنك واقف على الصرف والصروف، بدله إذن بأربعة وعشرين حرفا.

وحين تضم ساعات الليل إلى ساعات النهار، تصير أربعة وعشرين ( ساعة ) حارقة للبشر.

٥ ١٠٣,= والقاف= حين قولك الشهادتين، هى بلا رياء ونفاق وغرض ومراء .

تخرجك من كل عا لمك، وليس ذلك بوسيلة ما بل بالكاف والنون.

فأكثر الكلام عنه من وراء العقل، وكفاك وردا أن تقول =لا إله إلا لله=.

وحينما تحصى كلمة الحق، تجد أن عدد حروفها أربعة وعشرون.

ونصفهرا من بحر الروح اثنا عشر درجا، والنصف ا لآخر اثنا عشر برجا من فلك الدين.

١٠٤٠- وكل الأدراج متلئة بدر الأمل، والأبراج ممتكة بالشمس والقمر.

( وهذا الدر ) ليس درا من بحر هذا العالم، كما أن (هذه الشموس والأقمار) ليست شموس وأقمار السماء .

-        فهو در بحر عالم الجبروت، وهو قمر وشمس سماء السكوت.

التمثيل فى الرؤيا وتعبيرها وهى ثمانون رؤيا عجيبة

ما دام الخلق فى عالم الأسباب، كلهم فى سفينة وفى نوم.

حتى ترى أرواحهم فى ( عالم ) النوم، ما تتوقعه من ثواب أو عقاب

. ١٠٤٥- فالنار المستعرة هى حرارة الغضب، وعين الماء تكون نورا للعين.

ولعب النرد أو الشطرنج فى النوم، سبب الحرب لهالغلبة والتعب.

والماء فى النوم رزق حلال، إذا كان طاهرا عذبا صافيا زلالا.

وإذا كان كدرا فاعلم أنه عيش سىء ، فاعتبره نارا مع أنه ( فى النوم ) ماء .

والتراب فى النوم مصدر رزق، وهو للفلاح دليل على الرزق الحسن.

١٠٥٠-والريح سواء حارة أو باردة، تكون مصدرا للتعب والألم.

أما إذا كانت معتدلة على البشر، فهى غم للعدو وفرح للصديق.

وإعطاء الميت شيئا فى النوم، عدم للمال والأسباب.

والبكاء فى النوم مصدر للفرح، وهو تحرر للعبيد من المذلة.

والضحك حزن وأهوال، والصمت ارتباط القلب بالمال.

ه ه١٠- والميل الزائد إلى الماض الظمآن،٠تفسيره العلم الذى لاشبع منه

وذلك الذى يكون عاريا فى النوم،يصير إلى فضيحة وخراب كما يجدث للثمل.

والطبل فى النوم افشاء للسر، والبوق فى النوم مصدر للعراك.

والقيود والأغلال توبة نصوح، ورؤية الحدائق غذاء للروح.

والفاكهة فى النوم رزق من الملك، لكن( إذا كانت رزيتها فى النوم )فى غير أوانها.

 ١٠٦٠- فحين يقترب وقت نضجها، تصل رائيها عطية من الملك.

وحين يرى المرء يديه طويلتين، يكون فردا فى الشهامة والسخاء .

وإذا كانت يداه قصيرتين، يكون حوله جيش من البخل.

وتكون اليد أخا أو أختا، اليسرى بنت واليمنى غلام.

أما الأصابع فتكون كالأبناء ، أما الأسنان فهى نسب الأب والأم.

١٠٦٥- والبنات والصدر ذو الأثداء دلالة على البنات، فى حين أن البطن مال ونعمة خفية.

ورؤية الكبد والقلب فى النوم كنز، والساق والرقبة عناء وألم.

والمخ مال مختبىء والكتف امرأة، والجلد ستر مقام على الجد.

وعضو الذكورة دليل على الابن، طيب أو شرير جميل أو قبيح شقى أو سعيد.

وغسل اليد من الأمر ( دلالة ) على اليأس منه، والرقص وقاحة وعجب.

١٠٧٠- والمئزر والطل وآلة السل،كلها دليل عل الخدم.

وذلك الذى يعزف على= العود= فى النوم، مقبل على الزواج فاسرعى نحوه بلا تردد.

والمصارعة مع شخص آخر، ( تعبيرها ) الغلبة والإيذاء .

وذلك الذى يشرب دواء فى النوم، ينجو من الألم والتعب والعذاب.

والطيب فى النوم على نوعين، أحدهما راحة وا لآخر عذاب.

١٠٧٥- فالراحة تتأتى من ذلك النوع الذى يدهن، والمحنة تتأتى من النوع ا لآخر الذى يبذر.

ومن الدخان يزداد العناء ، والراحة ( من رؤيته ) أقل من الضرر.

والطيب والرداء الجديد للمريض، شؤم شؤم فاستمع منى جيدا.

والرقص فى سفينة أثناء النوم، باعث للقبح ( وتعبيره ) الخوف من الغرق.

والرقص ( فى النوم ) سعادة لذلك الذى يكون فى الحبس والقيد.

١٠٨٠- والذى يرى أن دمه يسيل من بدنه، تكون له نعمة خارجة عن الحصر.

وهذا حين لا يرى جرحا ( ظاهرا فى بدنه )، أما إذا رأى ( فتعبيره ) شىء آخر.

يجدهما شديدا فى أمر من الأمور، ويكون هذا الأمر معقودا بيد سفاح.

والمرأة التى يخرج الدم من فرجها، تلد طفلا ميتا.

والذى يرى انه يأكل اللحم فى النوم إذا كان مريضا، اقطع الطمع( فى حيا ته) على وجه السرعة.

 ١٠٨٥- والسكر والغياب عن النفس وشرب الشراب، كلها شر للعربى فى النوم.

واعلم أنا للفارسى رزق، اعلم أنها رفعة ومواتاة من الأيام.

واللبن فى النوم كنز ومال ورزق طيب وحلال.

في رؤيا الأثوا ب والأواني

الرداء القديم تعب وألم، والرداء الجديد زيادة فى الدولة.

وأحن الأثواب ما كان سميكا، وهكذا قال لى الأستاذ.

١٠٩٠- وللنساء الثياب الملونة، أصل السرور والراحة والزينة.

فالرداء الأحمر مصدر للسرور، ويصير حظها منه حسنا للشهور والسنين.

ولون رداء الهيبة أسود، وإذا كان ( الرداء ) أصفر فهو الألم والمحنة والآه

والثياب الزرقاء هم، ويكون التعب على القلب أثقل من الجبل.

والطيلسان والرداء كمال، والكيسة والصرة أصل المال.

١٠٩٥- والسلم أصل السفر وباعثه، لكن ( من هذا السفر ) يكون للمرء كل الخطر.

والطاحونة رجل موثوق به، وهو الذى يكون مختارا من المنزل.

والشبكة فى النوم تعقيد للأمور، والمرآة إمرأة فذمها.

ومن القفل يأتيك انغلاق الأمور، ما دام من ا لفتاح يأتيك فتوحها.

فى رؤيا المهة

الرجل الطباخ نعمة غامرة، مثلما يكون القصاب فى فاد الأمور.

١١٠٠- والرجل الطبيب تعب ومرض، خاصة إذا كان قميثا غريبا.

والخياط هو ذلك الشخص الذى تصير كل المتاعب والبلايا على يديه جميلة.

والاسكاف والخفاف والخراز، هم الذين يعرفون سر المواريث.

والبزاز والصائغ والعطار، طيب للأمور ونعمة جزيلة.

والخمار والمطرب والقصاص، ( رؤيا هم) باعثة على السرور والفرح.

١١٠٥- البطار المروض الكحال،كلهم دليل عل فساد الحال.

ورؤيا الصياد فى النوم، تكون سبباللمكر والحيلة بالمرصاد.

والياف دليل العناء ، ومثله القواس فهو قوس معد .

والسقاء وصانع الفخار والحمال، اعلم أن نلاثتهم دليل عليالمال.

فى رؤيا الدواب

الحمار خادم ولكنه كسول، يكون فى تناوله للأمور جاهلا.

١١١٠ - والحصان امرأة يا من أنت فرد فى معرفتك، فالحصان والمرأة كلاهما مناسب للرجل.

والبغل حير يراه من امرأته حامل، يكون ( فالا ) سيئا إذ لا تلد امرأته.

وحين ترى الجمل فى النوم وأنت على سفر، فان سفرك سيكون مهولا مليئا بالغم والشدة.

والثور دليل على سنة خصبة، يكثر فيها التوقح على الملك .

والخراف تكون لك غنيمة ومال، ومن ذلك تفيض خصوبة السنة.

١١١٥- والماعز( دلالة) على شخص من جوهر سء غضوب ويسرع إلى أمور الشر.

فى رؤيا الوحوش

الأسد خصم مسلط ومغرور، يكون فى أموره بعيدا عن المجاملة.

والفيل ملك لكنه ذو هيبة، وكل شخص يخاف من هذه الصولة.

والقطا تكون فىكل أمر مفيدة، وليس على قول الأستاذ مزيد.

والغزال خاصة فى بيت النساء ، تعبيره انك تمتلك منهن الكثيريامن شبت فى العلم.

١١٢٠ - والنمر عدو سيى ء الفعال، إذ يكون فى معاملته ماكرا.

والبر أيضا كأنه عدو، وهكذا أوردوا فى باطن الكتاب.

والدب خصم خائن ولص،لا تجد من رؤياه بشرى أبدا.

والقرد والضبع والذئب مع الثعلب، كلهم أعداء قاصدون للوء .

ومهما كان الثعلب محتالا، وتراه ميتا فهذا شر لك.

١١٢٥ - وحين ترى الحية فهى عدو حقود، وإذا قصدتك لكان ذلك أكثر سوها.

والعقرب والعنكبوت والحشرات الأخرى، كلها تكون من جملة الآفات.

والكلب - فى النوم - عدو لدود، هذا وإن كان فى اليقظة حارسا.

فى رؤيا النبرين والكواكب الخمسة السيارة

رؤية الشمس فى النوم، قيل أنها ملك من كل اب.

والقمر يشبه الناصح، وقال آخر : لا بل هو المرأة.

١١٣٠- ( والذى يرى ) المريخ أو زحل فى النوم، فهو صاحب محنة وألم وعذاب.

( والذى يرى ) عطارد يكون كاتبا، ( والذى يرى ) المشترى يكون خازنا ووزيرا.

والزهرة التى هى نفسها باعثة على الخوف، مصدر للعيش والرغبة والراحة.

واعلم أن الكواكب الأخرى إخوة، وأحيانا يكون تعبيرها اتخاذ إخوه.

وهكذا فعل يعقوب الذى وضع هذا الطريق، وفتح سر هذا العلم على ولده.

١١٣٥- كان القمروالشمس له والدا ووالدة، وبقية لكواكب كأنها إخوته.

وكفاك عن الفأل والزجر والتعبير، وخل عنك هذا فهر من صنع التقرير.

فهل رأى أحد أشخاصا مثلنا حيارى وحزانى، فلنترك إذن نوم الذين يستيقظون.

وإيقاظ النائم أمر سهل، أما الغافل والميت فهما سواء .

فى تناقض الدارين

-        علة النهار والليل الشمس والأرض،وحينما تتتهىلا تلك تبقى ولا هذه.

١١٤٠- ويا من على زعمك أن المراد والمريد اثنان، اعلم أن الإثنينية من العقل لا من التوحيد.

ولو أنك تستمع إلى ففى مثل هذه الحضرة ما دام الجميع قد صاروا واحدا فلا تبحث عن الثنوية.

-فعل ذا الباب تكون قوة الذهب وإن كانت ممتكة بالرنين مثل المرأة العجوز بلا قوة.

واعلم أن المشقة والتمييز فى الثنوية، أما فى الأحدية فسواء رستم والمخنث.

وفى حرب الصفاء وساحة القلب، يوجد على رأس النفس خوذة من الطين.

١١٤٥-وما دمت لا تلقى بالسيف فإنك لا تنتصر، وما دمت لا تضع الخوذة فإنك لا تصير رئيسا.

وما دام قلبك عبدا للخوذة، فان أفعالك فى الشهور والسنين تكون ذنوبا.

وحين تصير خاليا من الخوذة والحزام، فإنك تصير رئيسا على رؤساء الزمان.

وترك التركيب هو جواد التوفيق، ونفى الترتيب هو محض التحقيق.

وموت القلب يكون هلاكا للروح وموت الروح يكون أمانا للقلب.

١١٥٠-وصدرة صدر ملك الكلام، ( تصنع ) بدون الإبرة وإ لظفر.

ولا تقف فى هذا الطريق على أى وجه كان، فإذا خطت العدم فإنك لن تحصل إلا على العدم.

-والمنبت ولوأنه وحيد فى المثل،إلا أنه ليس فردا فهو عالم على قدم.

وحينما تكون قد نهضت عن النفس والعقل،اعلم أن دنياك هذه قد انتقلت إلى آخرتك.

وكل رأس تنبت لك هذه اللحظة، ا قطعها كالمصباح والشمع والقلم.

١١٥٥-ذلك إن كل رأس تكون مرئية جديرة بالقطع فى سبيل الطريقة.

وفقدان الرأس أدب أمام الأبطال، ذلك أن الرأس تطلب الخوذة دائما.

وفقدان الرأس يأتى لك بالثمار، والدرج ا لملى بالدر من فقدان الرأس كالرمان.

والخوذة تكون ملجأ لرأس الأصلع، ومع هذه الرأس تكون الخوذة ذنبا.

وقد أصابك الإعياء تحت الخوذة، فلا جرم إنك لا تعبر جسر النار.

١١٦٠-والجاه أفضل سجن للآدمى، ويكون الأقرع فضوليا إذا وجد الخوذة.

وقد صار جاه يوسف ظاهرا من الجب، والنفس العا لمة صارت ناطقة من العقل.

-ذلك أنه فى الحضة الإلهية، أقول لك لوأنك لاتعلم

ما أفضل أن تضع يدك على رأسك فى هذا المعراج فلا تجد تاجا.

-        ذلك أن الرجل يسرع إلى الطريق من أجل الغيب، أما الأقرع فهو يبحث عن الخوذة من أجل إخفاء العيب.

مثل سليمان الذى أعطى للطريق كاله، ومثل يوسف الذى أعطى جماله للجب..

-وما لم يكن نقش صورتك جبا، لا يكون نقش سرك الله.

ولو كانت هناك خسارة مع خوذتك، لكان القلب نفسه هلاكا للروح.

فلا تملك فى الطريقة خوذة أو رأسا، وإن ملكت فستكون كقلب الشمع ملينا بالنار..

فإذا أردت أن يكون يوسف وجاهه لك، فأسرع نحر الحق مقلوباً كأنك الجب.

١١٧٠-والرأس التى تكون أسيرة للخوذة، مثل بيثرن رهينة السجن.

وإذا لم يكن هناك بدمن أن تكون لك خوذة، فكن كالشمع وإتخذ هذه الخوذة من النار.

وذلك الذى يكون فى العشق شمع الطريق، يكون كالثمع نارى الخوذة.

ويا من أنت من الصورة كما تكون الروح من الجسم، القلب من الوجود كما يكون الرجل من الإسم.

والجهاد من الجسم، والإنجذاب من الروح، أما الذوق فيكون من ترك هذا وذاك.

١١٧٥- والحديث طفل بالنسبة للقدم وهذا إلى الأبد، وكل ما هو صاف خارج ذلك فهو ثفل.

وما دامت الأرض مكانا للآدمى، فإن خيمة الزمان قائمة.

فإعلم أن هذه الأرض دار ضيافة، أما الآدمى فهو كالقائم عليها.

في الإيثار

اترك كل ما تملك من أجل الحق، فالا يثار أفضل لو جاءمن الشحاذين.

وأبذل الروح والقلب فهما من الماء والطين، وأعظم الجود هو جهد المقل.

١١٨٠- وسيدآل العباءورأسهم، وجدالتشريف من سورة =هل أتى=

.فمن أقراص الشعير الثلاثة التى لا قيمة لها، وجد أمام الحق مثل هذا الرواح.

فانهض واترك الدنيا الدنية، حتى تجد الإله الذى لا مثيل له.

فالدرهم الصدقة من كف الفقير، يكون مقدماً على الألف من الغنى.

ذلك أن للفقير قلباً مجروحاً ، ومن القلب ا لمجروح تكون الصدقة أكثر من قيمتها.

١١٨٥- وانظر إلى الغنى تجد أن قلبه يكون مظلما وكدراً كسجده.

وجسد الدرويش هو صفوه الازل، وقلبه هو كيمياء = لم يزل= .

وإستمع إلى ما قاله فضل ألإله، ولمن أقول فليس هناك رفيق واحد.

قال لملك وسيد= لولاك=  : =لاتعد عنهم عيناك= .

فخل عنك الجسد والروح والعقل والقلب، وأحمل قلبك على يدك فى طريقه.

١١٩٠- والصور والوصف والعين عند الوصف تلك هى الرحم وهذه المشيمة وذاك هو ألابن .

وصورتك حجاب للصفات، وصفتك سد لعين الذات.

وكل ما فى ذلك النقش من علم ومعرفة، أعلم أنه كفر بعالم الصفة.

-        هذا مثل المصباح المنير فى الذات، والإثنان الأخران كالمصياح والمشكاة.

وما دمت لم تتحول عن هذا المعبر الضيق، فأنت ذو روحين ولعبة ذات لون واحد.

١١٩٥- وما دام نسل آدم موجودا، فقد أعدت الداران من أجله.

وما دام لا يرى الألم فى هذه الغبراء ،فإنه لا يصل فى الدار الأخرى إلى الكنز.

فهذه الدنيا من أجل التعب والحاجة، والدار الآخرى من أجل النعمة والسرور.

وحين يسلم الإنسان رأسه للنوم، فأن خيمته تصير منحلة لأوتاد.

وأنا أسألك: ما دام العلم والحكمة والشروع ( موجودة) ، فأنت وارثها كلها بأصلها وفروعها.

 ١٢٠٠- يهرب الدين دائما من الصورة، حتى يجعل المرءعفيفا من السوء .

فأعطنى جوابا واحداً على سبيل الصواب، ما لم تكن ميتاً أوفى نوم ( عميق ) .

حين وضعك عاشقاً نفك، فهو لا يستعيض عنك إلا بك .

قصة قيس به عاصم رضى الله عنه

فى ذلك الزمان الذى أنزل فيه الهع على الرسول الكريم سورة = من ذا الذى =

-        أخذ كل شخص يأخذإلى السيد بقدرمايصل الى يديه ولايحول  رأسه =عن هذه الآية=.

١٢٠٥-(أعطوا مايملكون)من الجواهر والذهب والدولب والرقيق والمال، وكل ما كان فى وسعهم آنذاك.

وكان قيس بن عاصم رقيق الحال، وذلك لأنه لم يجعل طلب الدنيا شغله.

فذهب إلى منزله وقال لزوجته كل ما سمعه ولم يخف عنها شيئا.

لقد نزلت هذه الآية اليوم، فإنهضى ولا تحرقينا بالانتظار.

أيت بكل ما هو حاضر فى بالمنزل، حتى أوثر السيد به.

١٢١٠-فقالت المرأة: لا يوجد شىء با لمنزل، ولست عن هذه الدار بغريب.

فقال لها: إبحثى أخيراً عن أى مقدار، وما تجديه أحضريه لى على وجه السرعة.

فذهبت وأطالت البحث فى الدار، ربما يشغله أمر ما عنها.

فوجدت فى المنزل صاعاً من التمر، وقد جف وتيى حتى صار كالحنطة.

فاحضرته المرأة إلى قيس فى الحال، وقالت، ليس لدينا أكثرمن المال.

١٢١٥-فوضع قيس التمر فى ردائه، وأحضره فرحاً إلى الرسول.

وحين دخل قيس المسجد جادا وليس على سبيل الهزل.

قال له منافق سيىء الطوية، ماذا أحضرت ؟ أخرجه سريعاً .

هل هذا المتاع جوهر أم ذهب أم فضة ؟ وما الذى تسلمه إلى السيد ؟

فصار قيس ذليلا وخجلا من هذا الكلام، فانظر إذن ما الذى حصل عليه ؟

 ١٢٢٠ -ذهب وجلس فى ركن حزينا، وقد وضع من الخجل يداعلى يد.

فأتى جبريل الأمين من السدرة، وقال : يا سيد الزمان والأرض.

لا تترك الرجل منتظرا، ولا تقلل من قيمة ما أتى به.

فصار للمصطفى علم بالحال، وقهم فجأة = يلمزون ا لمطوعين= .

وحيينما ترك الرجل الرجل منتظرا، كان الملكوت ينظر إليه.

١٢٢٥-ووقعت زلزلة فى الملكوت،فهوليس مجلال القرارأومكان السكوت.

وهكذا قال الحق تعالى، وأخذ يتلطف إلى قلبه.

-ان: أيها الرئيس ويا من اخترت رسولا، اقبل من قيس هذا القدر بسرعة.

ذلك أن هذا=الدقل=، عندى فى العيان، خبرمن ذهب الآخرين وجواهرهم.

فقد قبلت منه هذا المتاع القليل، وذلك لأنه لا يصل إلى يديه بخيل.

١٢٣٠- وقد اختاره هومن بين كل الأشياء ، وصار قابلا جهد المقل.

ولهذا السيب ارتفعت منزلة قيس، من فعل المنافق السئ  الفعال.

وصار المنافق مفضوحا فى الحال، وارتقى قيس من ذلك إلى الكمال.

حتى تعلم أن كل ما حدث، حدث بنفس الطريقة التى حدث بها.

وذلك الذى يكون مع الله ذا قلبين، يخجل من كل فعله.

١٢٣٥-ىوالاستقامة خيرفى كل الأمور،وهكذا قرأ  عليك البارهذاالقدر.

فى الاتحاد

ليس فى العالم خسارة مثل نفعك، وليس هناك حيس الأبد مثل وجودك.

اوظهرالنور= يكون ذاالمنن، أما=بطل الزور=( فدلالة ) على الروح والجسد.

واحمل من الطريق نفسك التى تريد الغيب، فأى فعل للعيب فى دار الغيب.

والغيب هو الكبريت الأحمر لله، وصفرة الوجه تكون من الكبرياء .

١٢٤٠ - فأنت ملىء بالعيب ولا تستطيع أن تقصد عالم الغيب خاصة مع الشك والريب.

وأساس قيد نفسك لا ينهض على قدميه، وهذا من تأثير قلة عقلك.

وحينما صار وجودك حجابا لك، صار عقلك معك فى عتاب.

وقال: اذهب وقل سلاما على النفس، و إلا فاجعل من عينيك نهرين.

-        وتالم فى الليل والنهار منفراق العقل، ولا تتشاجر مع عقلك بالسوءأكثرمن ذلك.

١٢٤٥ -وحرر العقل ثانية من هذه العقيلة، وبعد ذلك يسهل العيث لك.

وفى ذلك الحين الذى تجد فيه قوتا من قلبك، ترى الملك من كوة الملكوت.

في الاتصال به

حتام تقول ما هوالاتصال به، وما هوالاختيارفى طريق الدين ؟

وما دمت مفترسا فلست مختارا، وما دمت متوحشا فلست واصلا.

فضع القيد على النفس تكن مختارا، وضع القدم على الرأس تكن واصلاً.

١٢٥٠ - ومتى كان الإنسان مفترسا مثلك، ومتى كان الثيطان والوحش متوحشين يمثلك ؟

فأت غافل ومغرور بالسنين والشهور، وأنت شيطان ووحثى وبعيد عن الآدمية.

وأنت حاقد كالنمر طوال السنين والشهور، وخلق العالم قد ضاق قلبهم من طبعك .

وأنت لا شىء على رأس الطريق الرئيسى، ذلك أنك تصل فى نفسك ولاتصل إليه.

جعل الكوفى آية من الصوفى، وجعل العشق والرأى للقريش والكوفى.

١٢٥٥ - والصوفى والعشق مجرد حديث حتى الآن، سلب وإيجاب ويجوز ولا يجوز.

وقد مد الصوفية أيديهم وبدلوا = بلى=ب= لا= .

وهم تراب قد حجلة أنسة، وهم جلوس فى حجرة قدسه.

كلهم ممزقون لحجب الحسد، وكلهم غرقى من الرأس حتى القدم فى الدمع.

وكلكم إرتخصتم أنفسكم للحلم، وأصبحتم كلكم سجنة للعلم.

١٢٦٠- فطإطىء رأسك ولا تشمخ بأنفك، حتى تصير مدللا فى كل طريق.

ويظهر الدين حين تضع عنك الذنب، كما تبدو الرأس حين تخلع الخوذة.

والبصيرة الطاهرة ترى طهر الدين، وهكذا ترى البصيرة حين تكون طاهرة.

إنهم محقرون أؤلئك المتكبرون أمامه، ومن توجهم يملكون التاج.

فاخلع عنك هذا الدلق ذا الألوان السبعة، وأليس رداء ذا لون واحد كعيسبى.

١٢٦٥-حتى تصير مثل عيسى تجعل الماء طريقا، وتجعل من الشمس والقمر رفيقين.

وقلل من إهتمامك بنفسك، وتحدث فى تلك اللحظة حديث البشر.

وما دامت ذرة من النفس معك، فإنك لا تصل بأية وسيلة إلى ذلك المكان.

فهذا الهواء لا يتواءم أبدا من النفس، فإنهض وإمش فى هذا الطريق بلا نفس.

من آمن بطاعته فقد خسر خسرانا مبينا

قال ثعلب لثعلب آخر عجوز : يا من أنت قرين للرأى والعلم وا لمعرفة.

١٢٧٠- أسرع وخذ مائتين من الدراهم، وأوصل خطاب نا إلى الكلاب.

فقال : إن الأجر عظيم مدير للرأس، ولكنه عمل ذو خطر.

وما دامت روحى ستذهب من هذه الخارة، فأى نفع لدراهمك حينذاك.

إن الأمن من قضائك يا الله، هو عند العقل عين الذنب.

وقد جعل من الطمأنينة إثنينسىء السمعة، أولهما عزازيل والثانى بلعام.

من زهد ق الدنيا وجد ملكالايبلى  

١٢٧٥- كان هناك فى البصرة شيخ زاهد، لم يكن فى ذلك الزمان عابد مثله.

قال : كل صباح اغهض( من مكانى ) حتى أهرب من هذه النفس المشؤومة.

إذ تقول لى النفس أن هيا أيها الشيخ، ودبر ما تأكل فى الصباح.

فقل لى ثانية ماذا آكل، فأقول لها : موتى ووفاتى.

فتقول لى النفس حينذاك: ماذا ألبس؟ فأقوللها: الكفن.

١٢٨٠- بعد ذلك تسألنى وتتمنى أما نيا شديدة المحال.

فتسأل: إلى أين ستذهب يا أعمى القلب، أقول لها : صمتا إلى حافة القبر.

وما دام النفس على خلاف مع الفس، أستطيع أن أنجو من خوف العسس.

وما أسعد ذلك الشخص الذى يملك نفسا ذليلة ولا يجعلها تتقدمه .

فى صفة الزهد والزاهد

هرب زاهد من بين القوم، وذهب إلى قمة جبل وأقام صومعته.

١٢٨٥- وذات يوم ( مر عليه ) عالم عاقل قادر.

مر ورأى الزاهد،(رأى) مثل ذلك الزاهد العالم.

قال له : ويحك لماذا اتخذت مقاما ومسكنا ومكانا على هذا المرتفع.

قال الزاهد : إن أهل الدنيا قد صماروا هالكين فى طلبها تماما.

وأخذ بازى الدنيا يطير من فكان إلى مكان، وأصبح صوته ملقيا فى كل ديار.

١٢٩٠-وأخذ يتحدث بلسان فصيح، وطفق يبحث عن صيده.

-        فهو فىكل زمان يقول لأهل الدنيا، الازدواج بلوى والانفراد للمولى.

فويل للذى لا يحذر منى، ولا يرى أن الخطر= كامن= فى طلبى.

حتى يصير كما هو موجود فى قسطاط، الطيور قليلة والصقور( عددها ) فى إفراط.

فى حب الدنيا وصفة أهله

هناك مدينة كبيرة فى حدد الروم، والصقور كثيرة فى هذا الموطن.

١٢٩٥-واسم تلك ا لمدينة الشهيرة قسطاط، وساحلها يصل إلى حدود دمياط.

ولا ترى الطيور المنزلية فيها، إذ أن البازى يتخطفها من الهواء .

فلا يترك فى هذه المدينة طاءا، إلا والتهمه فى التو واللحظة.

لقد أصبح الزمان الآن مثل فسطاط، والعلماء كالطيور أذلاء ضعفاء .

وقد اتخذت من هذا العلو مكانا، حتى أكون آمنا من شر الدنيا.

٠٠ ١٣ - قال العالم : فمن الذى يعيش معك هنا، وكيف حالك ومآلك وأنت على رأس الجبل ؟

قال الزاهد : إن نفسى معى، هى فى الليل والنهار فى هذا المسكن.

قال العالم : أنك إذن لم تصنع شيئا، فلا تسر فى طريق الزهاد بلا جدوى.

قال الزاهد : إنهم قد ألصقوا النفس بى وباعوها إلى ووضعوها فى يدى.

ولا أستطيع منها فكاكا، فلم أحاول إذن التخلص منها ؟

ه.١٣ - فقال هذا الحكيم الممدوح للزاهد،أن النفس تعلم الأفعال السيئة.

فقال الزاهد : لقد تعودت عليها، وذلك لأننى عرفت نفسى.

إن النفس مريضة وأنا الطبيب، وأنا أقوم لها بالترتيب ليل نهار.

فأنا مشغول بمدا واة النفس، ذلك إنها تقول لى دائما : أنا معلولة.

فأنا أقصد فصدها أحيانا، وأفصد الشريان الأكحل من بصيرتها.

١٣١٠ - وحين تتصاعد تهمد، ويصيبها الفصد بالسكون.

وأحيانا آمر لها بمسهل، لأصفى العلل من جسمها.

فيخرج من الجسد حب الدنيا وغلها وغشها، كما يخرج منها الحقد والبغض والحسد.

وأنهاها أحيانا عن الشهوات، فربما تعجز عن اللذات.

فتستعيد من المأكول طبيعتها، وتفتح على باب الشهوة.

١٣١٥ –فأعطيها حبتين من البا قلاء قوتا لها،وأجعل عليها المنزل كأنه المقبرة.

وحينما تروح النفس ساعة فى النوم، أقوم فأصلى ركعتين على وجه السرعة.

ذلك قبل أن تنهض من النوم، وتتعلق بى كما يتعلق المريض.

وحينما أقوم بركعة أو ركعتين دونها، أصير بعد ذلك متيقظا لها.

وحينما سمع العالم هذا الكلام، مزق رداءه من على جده وجدا.

١٣٢٠-وقال:له درك أيها الزاهد، وبارك الله عمرك أيها العابد.

-فهذا الكلام ليس مسلما إلا لك، وملكك لا يقل عن ملك جمشيد.

فإذا كان سعيك اليوم نحو الزينة، فاعلم أنه فى الغد سيكون دنسك.

وليس ملوثا ذلك الذى يتخلص من الذنب، وذلك الذى تتصاعد منه ا لآهات.

والمرأة تنظف نفها من أجل الزيارة، فتزجج حاجيها وتصفف شعرها.

١٣٢٥- والقلب هنا غريب وجاهل،ما دام ( موجودا )فى قيد الأركان الأربعة.

ويفرغ العقل هنا جعبته، وذلك لأن التحرى ( عن القبلة ) سىء فى الكعبة.

وأمام الكعبة لا يسمع أحد إلا متهوس كثيرا عن علم جهة القبلة.

وكلما كان الرجل متحريا فى الكعبة، يكون كمن يحمل الكمون الأخضر إلى كرمان.

ويكون العقل مرتبطا بقيد الجسد، حينما يكون فى السجون الثلاثة الغل والحقد والحسد.

١٣٣٠ -والحواس الخمسة التى هى من الأركان الأربعة، هى لجواسيس الخمسة لهذه السجون الثلاثة.

وقد صار القلب مسموحا له بخزانة السر، فلماذا يقوم بعار التجس والفتنة ؟ !

فالذين لا ألسنة لهم يتحدثون بلسانه، والذين لا دليل لهم يبحثون عن الدليل منه.

فاضرم النيران فى كل ما هو سوى الحبيب، وحينذاك اطفئه بماء العشق.

إذ ترى الصديق حيث لا أصدقاء هناك، ( تراه ) حين ترى الأصدقاء جميعا مخوفين أذلاء .

١٣٣٥ -أما الذين يرون أنفسهم فقد صارت ورود حدائقهم مثل بثور المتشائمين.

فليكن معلوما لك جيدا أنه فى المحشر، لا يكون هناك أبدا خلق آخر.

إنما يتدعى أمامه كل من يختاره، وهو يرى( أمامه) نفس الشىء الذى يحمله من الدنيا.

قال النبى :فرغ الله تعالى عن الخلق والخلق والأجل والرزق التمثيل فى نحن قسمنا

إن كل ما يرسله هذا التاجر الكادح من السوق إلى منزله.

هو كل ما يكون فى منزله، وهو الذى يضيعونه أمامه ليلا.

١٣٤٠ -وكل ما تحمله من هنا يحتفظون به، وهو الذى يأتون به أمامك يوم القيامة.

وليس هناك قط تغيير أو تبديل، لا يكون الخير شرا بأى سبيل.

ولن يعطى هناك شيئا لأى إنسان، لقد أعطى ما يعطى وكل ما سواه ريح.

فإذا كنت لا تعلم فاهض واقرأ سره من الكلام الريانى.

-لن تجد لسنته تبديلا،ولن تجد لملته تحويلا .

١٣٤٥- ليس هناك تبديل لحكمه القاطع، وليس هناك تحويل لأمره الجامع.

فابغى وابعد النجاسة عن طرف ردائك، وإلا ما التمس لك العذر فى الآخرة.

فلو أنك رميت النفس بسهم هنا، لأضرمت النار فى الحزن والعذاب.

فصل فى شرائط الصلوات الخمس والمناجات والتضرع والخشوع والوقار والدعاء

قال الله تعالى := الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة=

  وقال النبى عليه السلام عند نزعه : = وما ملكت أيمانكم=

 وقال النبى ا: احبب إلى دنياكم ثلاث : الطيب والنساء وقرة عينى فى الصلاة=

. وقال عليه السلام :=من ترك الصلاة عامدا فقد كفر وبين الإسلام والكفر ترك الصلاة=

.وقال: االمصلى يناجى ربه= وقال عليه السلام : =لوعلم المصلى من يناجى ماالتفت=

  وقال عليه السلام : =كن فى صلاتك خاشعا=

  وقال عليه السلام : االصلاة نورالمؤمن، من أقام الصلاة أعطى الجنة بالصلاة=.

***

ما لم يخرج العبد من الحدث، فانه لا يكثف حجاب عن الصلاة.

ولما كان مفتاح الصلاة هو طهارتك، فاعلم أن قفلها هو عيوبك.

١٣٥٠- ومتى تضع قدمك على سقف الفلك، ومتى تشرب خرك من كأس الملك ؟

وما دمت كالحمار فى هذه الدنيا الخربة، فإن بطنك من عباد الخبز وظهرك إلى الماء .

-وما دمت تحت( الطباع) الأربعة و( الحواس) الخمة و( الجهات )الستة، فلن تذوق الخمر إلا من دن الهوس.

وما دام الحق يجذبك بلطفه، فإنه يقبل صلاتك طرعا.

فمتى يحقرك أمر الإله، لتكن التكبيرات الأربعة على أركانك الثلاثة.

١٣٥٥- ونساجو أردية عالم الأزل، إنما يقرأون عليك النكتة والغزل.

ومتى رأيت وجه سلطان الشرع، وأنت أنف فى السماء وأست فى الماء .

ويجب أن تكون اللقمة والخرقة كلتاهما طاهرتين، و إلا صرت هالكا فى التراب.

وحينما لا يكون طعامك أو كسوتك طاهرين، سواء تكون صلاتك وقبضة التراب .

فلا تدخل إلى الصلاة برعونة، فاخجل وخف من الله.

١٣٦٠-وكلمن لم يكن بنفسه منصرفا إلى لله،أعطاه الله فى صلاته ثقلا.

والكلب يكنس مكانه بذيله، وأنت لا تكنس بالآه مكان الصلاة.

فطهر المكان والثوب والروح، من أجل خدمة الخالق.

وقبلة الروح هى حظيرة الصمد، و=أحد= الصدرهوكعبة الأحد وحرمته.

فقامر بروحك مثل حمزة فى أحد، حتى تجد طعما للأذان.

١٣٦٥- واحرق كل ما هو سوى الحق وأغر عليه، وتطهر منكل ما هو سوى الدين.

وعندما تكون محتاجا فإنه يرفعك بلطفه، أما إذا كنت مستغنيا فإنه لا يقبل صلاتك.

ولو انك حملت هم الصلاة بلا ضراعة، فكأنك تأكل قلية البصل من كبدك.

ومن ثم فلو كان هناك ضراعة مع الصلاة، فإن يد اللطف ترفع حجاب السر.

وكل من يسرع إلى حظيرة اللطف، أعطاه هو ما يعطى ووجد ما يبحث عنه.

١٣٧٠- وإلا فإن إبليس فى داخل الصلاة، ينصت حتى يخرجك (منها) ثانية.

لقد خلقت ( يا إبليس ) لئيما والصلاة كريمة، لقد خلقت حديثا والصلاة قديمة.

وسبع عشرة ركعة من القلب والروح، اعلم اغها ( تساوى ) ملك ثما نية عشر ألف عالم.

وأنت تقول إذن أن هذا خساب غير دقيق، ذلك أن السبعة عشرة قريبة من الثما نية عشرة.

وكل من يقوم بسبع عشرة ركعة، فإنه( يحوز) على ملك العوالم الثمانية عشرة.

١٣٧٥ - والحسد والغضب والبخل والشهوة والحرص،تكون كلها على الله لو تركك فى الصلاة.

وما دمت لا تخرج الحسد من قلبك، فإنك لن تتحرر من أعماله القبيحة.

وحينما لا ترى من الدين غنيمة لك، لا تكون هناك قيمة من صلاتك.

وحينما تلوى قيمتك عنانها، فأنها و=الله= تلحق حتى بجبريل.

وعلى طالب الصلاة بادى ذى بدء أن يقوم بالاغتسال، ذلك أن الحق لا يقبل الصلاة من جنب .

 ١٣٨٠- وما دام الغسل والغش موجودين فى باطنك، فإن غسلك يكون مثل عدمه تماما.

وعدم الغسل من الصفات الذميمة، إذ لا يقبل الصلاة رب العرش العظيم.

فإذا كان كل ما يتعلق بك طاهرا، فإن جنابتك كلها فى جنب الحق.

وأصل الصلاة وفرعها الغسل والوضوء ، وصحة الداء العضال تكون من الدواء .

وما دمت لا تكنس الطريق بمكنسة =لا=، فإنك لا تصل إلى دار = إلا الله=.

١٣٨٥- وحينما يثيرك الإله من أعماق القلب، فإن الصلاة تنبع إذن من الحاجة.

وحينما لا تقوم بالطهارة محتاجا، فإن الصلاة لا تجوز نحو الحق.

وطهارتك هى نحيبك والغيبة عن نفسك، وقتل نفسك هو كفارتك.

وحينما تقتل النفس فى الطريق، فإن فضل الله يسفر سريعا عن وجهه.

فكن محتاجا حتى تجد القول، و إلا فسوف تجد سريعا الطلاق الثلاث.

١٣٩٠-وتلك الصلاة التى تكون فى حضور=هوى النفس= ، تكون بعيدة عن نضارة ماءالوجه.

وحين يذهب الجسد إلى التراب = وتذهب= الروح إلى الفلك، انظر إلى روحك فى الصلاة كأنها الملك.

التمثيل فى الخشوع وحضور القلب فى الصلاة  قصة أمير المؤمتين علي عليه السلام

فى موقعة أحد جرح الأمير حيدر الكرار جرحا شديدا.

وبقيت رأس سهم فى قدمه، واقتضى رأيه فى ذلك الزمان.

أن يخرج هذا الرأس من قدمه، فهكذا كان الدواء لها.

١٣٩٥ - وحينما رآها الطبيب قال سريعا : يجب أن تقطع بالسيف ثانية.

وذلك لكى يظهر رأس السهم، ينبغى إذن أن يفتح الجرح الملتم.

وبالرغم من أنه عض على نواجذهإلا أنه لم يجد طاقة الاحتمال، فقال : دعها إلى وقت الصلاة.

وحينما صار فى الصلاة، قطع الحجام بدنه اللطيف.

فأخرج من( الجرح) كل رؤوس السهام، وذلك دون ان يحس بالألم ودون ان يصيح.

١٤٠٠- وحينما خرج على. وهو ذلك الذى دعاه الله وليا - من الصلاة.

-قال:قل أن يوجد ألم مثل( الذى احسن به)، ولأى سبب أجد مكان الصلاء ممتلأ بالدم.

فقال لم جمال العصر الحسين، ذلك الذى صار زينة لأولاد المصطفى.

حينما رحت أنت فى الصلاة، وانسدل عليك جناح الله.

اخرج الحجام ( من الجرح) رأس السهم، ومع ذلك فلم تخرج مسلما من الصلاة.

١٤٠٥-قال حيدر: وحق الخالق الأكبر، لم يكن لى أى علم بذلك الألم.

-فيامن صرت كثير الشهرة بالصلاة، ووصفت بالعبادة على كل الأشخاص.

هكذا قم بالصلاة وفصلها، وإلا فانهض ولا تحرك ذقنك حائرا.

وحينما تدخل إلى الصلاة صادقا، فسوف تخرج منها وكل رغباتك محققة.

وإذا قمت بما ئة سلام دون صدق، فأنت لست ضايعا فى الأمر بك ساذج.

١٤١٠- فسلامك الواحد يساوى مائة سلام، وسجدة الصدق تساوى مائة قيام.

فتلك الصلاة التى تكون على سبيل العادة، تكون ترابا ( يذرى ) حين تقوم الريح.

والصلاة الروحانية فى هذا الطريق، تظنها أنت تتأ تى بثقل الحركة.

وفى الصلاة لله تذوب الروح، أما الذى يتحرك بتؤده فهو الشحاذ.

وهكذا فإنه يبحث عن الصالح وغير الصالح ويتخذ طريق أبى جهل.

١٤١٥- وإذا أردت أن تكون رجلا، فأترك البر والق بنفسك فى البحر.

وإذا لم تحصل من البحر عن الدر الخالص، فإنك تعلم أنك لن تعجز فى الماء .

ويا أيها القائد اضرب بقبضتك فى طريق الله، وإذا لم تظفر بالمراد فإنك تتخلص من العار.

والرجل الذى يجد من الماء والتراب عارا، يكون كالنار يعلو على الهواء .

ولا تضع خوذة الماء على رأسك، حتى تجد التاج من جبريل.

١٤٢٠- وتتحول قلنسوة الملك إلى تاج لك، وتنقلب من أجلك خوذة الفلك.

حتى تعرف الحق من الهوى والهوس،و( تعرف ) إن كل هذه الأشياء ليست شيئا بالنسبة لك.

وعدمك كالوجود سواء بسواء ، وكل ما رغبته هو ذاك .

فى الصلاة رغبة

أعد للزاد عدته وعتاده من أجل حديقة عليين.

وصاحب بالدعاء انابة الحق، حتى تقبلك إجابة الحق.

١٤٢٥-فإنك تدخل بين الحين والحين من أجل فريضة الصلاة، وأنت منفصل عن الحقيقة قرين للمجاز.

ثم تقوم بركعة أو ركعتين غافلا، وبدون دعاء أو تضرع أو شكوى.

وهكذا ظننت أن هذه صلاة لله ما داموا قد أجازوها لك.

وهى بدونك ترفع إلى الطاهر، ذلك أغها قد لوثت منك .

والخطاب الذى يذهب من لسان الألم، هو رسول يذهب من دنيا البشر.

١٤٣٠-وحين يكون الرسول من لدن الاحتياج، منك تكون =يارب= ومنه تكون =لبيك ا.

-ليس ذلك الجواب المللوث بالحرف، بل ذلك الجواب الذى يريح الروح.

ولقد جعل فى طريق دعائنا مثات الألوف من الأعوان المتغنين بأصواتهم قائمين.

فأى وجوب للبحث عن الطريق من هذا وذاك، فإن ألمك هو دليل مقصدك.

وهكذا تصير برعونتك عند الله، جارا ثوب الكبرياء فى قدميك.

١٤٣٥- وذلك مثل السيد لذى يتوكاً فى سيره على عبده أو غلامه.

 -فهويجمل دائما ثقل المنة، (ويجعله) دائما قائلاً:انا صديق العزيز العلى.

 -وأنت تعتبرنفسك صديقا لاعبدا، وهذه هى عادة الرجل العاقل

. - وخير لك يا بنى ألا تقدم مثل هذه الطاعة إليه فاذهب ولا تشك.

والإنسان الذى لا هدى له أقل من الحيوان،وكل من لا هدى له فهر هباء.

. ١٤٤ - فتب عن هذه الطاعة أيها الجاهل، ولا تسم نفسك عبداً ثانية.

فلو صار لك من الزمان عون، لماكنت أقل بالفعل من فرعون.

ذلك أن( فرعون ) من شدة اضطرابه ومن كما ل غروره وجهله.

رفع الحجاب عن وجه فعله، حينما لم يملك سر العبودية والعجز.

فقال : أنا ربكم الأعلى، وأنا فى هذه الدنيا من ذوى الشأن الرفيع.

١٤٤٥-وهذا الغرور والكبرياء موجود عند الجميع، ولفظ فرعون على كل جبلة.

ولكنه من الخوف لا يجرؤ على البوح بالسر، فحفظ السر مخفيا فى نفسه.

التمثيل فى تقصير الصلاة

كان أبو شعيب الأبى إماما، وكان مدوحا من كل إنسان.

كان قائم الليل وصائم الدهر، ووجد نصيبا من الزهد فى زمانه .

وقد انتقل من المدينة إلى صومعة على الجبل، وفر خارجا من مشقة البشر.

١٤٥٠-فرغبت فيه امرأة اتفاقا، وقالت : أيها الشيخ إن الزواج مناسب لك.

فلو أردت أن أكون حلالا لك، وأصير أهل بيتك على القناعة.

أعيش قانعة وأرضى بالقليل، ولا أتذكر النعمة الماضية.

قال : مرحى مرحى هذا جائز وقد قبلت، ولو تقنعين أكون أنا راضيا.

وبالعفاف والكفاف وخلق الحسان، يكون هذا غاية الحسن وآية الإحسان.

١٤٥٥-وصارت زوجة له هذه ا لمرأة العفيفة ا لمسما ة بجوهرة، وكان لها نصيب كبير من الحسن والجمال .

فتركت المدينة وقصدت الصومعة، وهى راضية بحكم الفلك الدوار.

فرأت حصيرة ممزقة قد ألقيت ( على الأرض ) ، فطويت جوهرة الحصيرة مسرعة.

فقال لها أبو شعيب الزاهد : يا من صرت لى زوجة عزيزة.

من أجل ماذا رفعت الفراش، فالتراب الأسود هو موطىء النعل.

١٤٦٠-قالت طويته من أجل الصلاح، إذ أننى سمعت هذا المعنى منك.

أن أية طاعة تكون أكثر صلاحا،لوم يحل حجاب بينهما وبين الله فى وقتها.

وجبهة العبد من عين الترإب، والحصير حينذاك يكون كالحجاب.

وكان راتبه كل ليلة قرصان ( من الشعير ) وأحياناً كانت تعاتبه وقت أخذها.

فكان ذلك المتدين يقنع بقرصين من الشعير ساعة الإفطار دائما.

١٤٦٥-وذات يوم مرض أبو شعيب من قيام الليل، وكان فى ذلك معذورا.

وفى تلك الليلة قام ذلك الرجل العظيم بصلاة الفرض والسنة قاعدا لذلك من التعب.

فوضعت المرأة قرصا واحدا أمام الشيخ، وأعطته قطرة خل ولم تزد.

قال الشيخ : أيتها المرأة إن راتبى أكثر من ذلك فلماذا قللتيه ؟

قال : ذلك لأن أجر صلاة القاعد هو النصف من اجل العابد.

١٤٧٠ -ومادمتقد أقمت الصلاة قاعدا، فلك أن تأكل نصف راتبك.

فلا تطلب إذن أكثر من نصف الراتب، وقد علمت بذلك أيها الشيخ.

أن لصلاة القاعد نصف أجر صلاة الواقف.

فما دمت تركت نصف العبادة، فكيف تكون لك الجرأة على المطالبة بجملة الأجر.

فقم بها كاملة واطلب أجر الكاملة، وإلا فإن هذه الطاعة هى عين الذنب.

١٤٧٥- فيامن أنت فى طريق الصدق أقل من امرأة، إنك أقل منها بكثير من هذه النفس= التى بين جنبيك=.

فلا يعود عليك إلا تعب روحك، من هذه الصلاة تقوم يها من سطح قلبك.

-ولا يملك الإنسان الفتوح من الطاعة التىلا روحلها من القلب.

فليس مناسبا - فى الأصل - أن تضع على الطبق عظاماً بلا لحم.

-وإعلم أن كل صلاة يصهاالخلل لا محل لهافى الحثر.

١٤٨٠-ولب الصلاة يكون من خشوع القلب، وإذا لم يكن خشوع فلا حاجة لها.

وذلك الذى يبقى قيد الصوم والصلاة، يكون قفل الاحتياج على باب روحه.

ذلك أنه فى هذا العالم الملىء بالخداع والهوس، وفى هذا القفص الذى ( يبلغ عمره ) مائة ألف عام.

يكون قفا زك خوذة جاه لك، إذ أن رأسك أعلى من الخوذة.

وكل من له فى الصلاة عدة حسنة، يكون غار ا لغرب جديراً بسجدته.

١٤٨٥-فإ ذهب وأقم الصلاة دون نفس الحرص، فإن صلاتك قد بطلت من قطرة الحرص.

ومن عار صلاتك وصيامك، صار نعلك قفازا لك.

ويجب على ا لمرء أن يقيم الصلاة، متعباً مع ألمه وإحتياجه.

فإن الشيطان يسخر منه، إن لم يكن هناك خشوع وتهجد.

وحين تخرج إلى الجبل أصطحب صاحب صوت حسن، فلماذا تأمر للجبل بصوت الحمار.

١٤٩٠- لقد جعل فى طريق الدعاء مئات الألوف من الأعوان المتغنين بأصواتهم قائمين.

فلا جرم أنه فى جبل المجاز يعود إليك صدى صوتك ثانية .

فى الحمد والثناء

كل لسان يكون متحدثاً فى الأفواه، يفوح ( برائحة ) المسك من ثنائك.

والقلب والروح بقدر بعدك وقربك، كلاهما تحت أمرك وبمشيتتك.

والدولة السرمدية والنحس الردى،والملك الذى لا نفاد له والعزة الأبدية.

١٤٩٥- وعبيدك ساعون فى الليل والنهار، وكلهم ( من مشيثتك ) باحثون عنك.

ودولة الدارين وملكهما وعزهما، أمام العاقل فى السر والعلن.

فقد صار معلوما دون هوى وهوس، إن كل هذه الأشياء هباء إذا كانت بدونك.

وكل من كان ذا فصاحة مهما كان قادرا فى ثنائك فهو أكثر عجزا.

فإن كنت تحس بغم البدن أطلب الدين، ذلك أن مهر الدين هو طلاق الجسد.

١٥٠٠-ومن يكون العقل هو الرسول المميز له، يكون فساده جاها للصلاح.

وليس للإنسان الجرأة أن يتساءل عن هذا وذاك، ما دامت = كن فيكون= فى طوع أمرك.

وليس هناك للعبد فى طريق ا لمعاش والمعاد ناصر من الصلاح والفساد.

وسوف تمل الخلق يوما آخر الأمر، ولكنك حتى ا لآن بعيد ومتأخر.

ومتى تكون خبيرا بالأمور التافهة  ، فانك لست مجازا إلى الطريق المستقيم.

١٥٠٥-ورجل الإيمان دائما ما هو فى شغل، ذلك إن الإيمان يأتى بك إلى صلاة الخوف.

وما دمت لا تملك سر الالقاء برأسك، فأى علم لك بماهية المقامرة بالروح.

وحين تكون ملقيا برأسك تصير وصفا للجود، وتصير ساجدا ( حتى ) على باب الروم.

وقد صارت كعبة القلب منظورة من الحق، أما همة الكلب فهى مقصورة على العظام .

( والوقوف ) أمام شرعه أفضل من البحث عن الشعر، ومن الأفضل كسر بيت ( الشعر ) مثل الصنم.

١٥١٠-والشرع شديد الغربة عن الأشعار، بالرغم من أنه معه ا لآن فى منزل واحد .

وكل ما هو مباح لنا محظور عن ذلك الشخص الذى هو بعيد عن هذا وذاك .

وهو الذى يعلم الفرق بين الحظر والاباحة، ذلك لأنه هو الذى يعلم راحة الجراحة .

فلا تعط قلبك وهمتك إلى صحبة الخلق، وأهرب من الخلق حتى لا يقطع منك الحلق.

ومن العقل الخير مع عدوك، فالعقل شرفك فى الخير والشر.

فى الافتقار والتحير فى صفاته

١٥١٥-هو المستمع نغمة الاحتياج من القلب، وهو المطلع على طلوع السر من القلب .

وحينما يفتح القلب باب الاحتياج، فإنه يجد أمامه كل ما يطلبه.

و= يارب=  منه فى الطريق الرئيسى للاقبال، تجعل الصديق يقول=لبيك= فى الاستقبال.

فتلك النار التى كان لك منها ألوان، متكئة على وجه الماء كفرعون.

-فقم بئقل الرح مهما صار منه النقل، لأنك تصل إلى الحق بالايمان لا بالعقل٠

١٥٢٠-والعقل جاهل فى كنه وصفه، والذوق فرح من طوق شوقه.

والعقل والروح ملكا مملكته، ومملكته ملائمة لألوهيته.

-=فيا رب= منك تقابلها مئتا = لبيك= ، وسلام واحد منك يقابله ألف ( السلام عليك) .

فالعقل حامل للمظلة على بابه، والروح جندى من عسكره.

ولا تنقطع رحمته ونعمته، بالرغم من خير الخلق أو شرهم على الدوام.

١٥٢٥-فالاحتياج زينة لحضرته، فكن محتاجا فهذا هو النفع ورأس المال.

وهو الذى يقبل حزنك الطويل؛ وهوالمستغنى عن احتياجك.

وكان بلال صديقا له فى بلاطه، وإن كان جلده على جسده كأنه الضفائر السوداء للحبيب.

-وقدصار رداؤه الظاهر من أجل الدال خالا مسكيا على وجه الحور.

فهومبدل الجلود فى الدارين من أجل تجديد الحبيب والعدو.

 ١٥٣٠- وليست هناك رأس قط رئيسة عليه هن أجل الدين وتنمية الملك.

-ويا من قد صففت جمع الدراويش، ويا من أنت الحافظ لمجروحى القلوب.

اشف ذلك الذى صار مثل السفرجل   ، وقوم قامة ذلك الذى صار مثل القوس.

ولقد وقفت عاجزا فى يد الاحتياج، فهون على أمرى يا مهيى أمور الخلق.

فأنت المتفرد بخطة الملكوت وأنت المتوحد بعزة الجبروت.

٥ ٥٣ ١ - وليست هناك بداية لآية العلم، كما أنه ليست هناك نهاية لغاية الشوق.

وأنت لا تدرى شيئا عن حال عالم السر، ولا تستطيع أن تعود من البلاء إلى العافية.

ولست فى الحقيقة رجل هذا الطريق، أنت طفل ضال ولست خبيرا بالطريق.

أنت طفل فاذهب والعب فى التراب، وطف حول الكبير والاستغناء.

فما دام الكبير والاستغناء صديقين لك، فأى شأن لك أيها الغلام مع الله.

١٥٤٠ -وماذا تصنع فى جنة النعيم والأبد، فقد صنع العقبى ردا على الدنيا.

وحينما دعاك إلى نفسه،فإنه يعرف حسبتك خيرا منك.

وقد عرض عليك الحور والقصور، وأنت لا تزال فى الدنيا وزينتها.

فى تأديب صبيان المكتب وصفة الجنة والنار.

لا يمكن أن تكون أقل من الطفل فى طريق الحق، يا من أنت أقل من الواحد بواحد.

فلو أن هذا الطفل قصر فى التعليم، أقبل منه كل ما يطلبه على الفور.

١٥٤٥ -وتلطف معه ودلله، ولا تتركه حائرا بالانتظار.

وضع عنه اللوح فى ذلك الزمان، حتى يصير راضيا ولا تقس عليه.

وضعه فى صلاته ذلك الزمان، حتى يصير وجهه أحمر كالوردة الحمراء .

وإذا لم يقرأ ( بعد ذلك ) فأطلب سريعا الدرة، وأمسك أذنيه واعركها بشدة.

واظهر التهديد لمعلمه، حتى يكون ذلك تمهيدا لعرك أذنيه.

١٥٥٠ -وقيده واحبسه فى حجرة الفئران، جتى يضغط أمير الفئران علىحلقه.

ومن أجل الاستماع إلى طريق ا لآخرة، لا يمكن أن تكون أقل من طفل.

وقمطرك هو الخلد فهيا أسرع، وبركعتين الحق بالجنة.

وإلا فإن بيت الفئران يصير جهنما لك، وفى طريقه تكون دار برزخك.

واذهب إلى كتاب الأنبياء بعض الوقت، ولا تقبل هذا الظلم والجهل على نفسك

. ١٥٥٥ -واقرأ لوحا من شرح الأنبياء ، وإذا لم تكن تعرف فاذهب واقرأ.

ربما صرت بذلك صديقا للأنبياء ، وربما تخلصت من هذه الجهالة.

فلا تعتبر أن هناك ما هو أسوأ من الجهالة قط،.فى هذه الدنيا الخربة المليئة بالضرر.

يقول في المناجاة

-بامن أنت نفس لكل الأقوياء ، ويا واهب العطايا لكل المحتاجين.

لقد جعلت فعلى طيبا فى نفسى، فأنت أكثر حنانا على من نفسى.

١٥٦٠-ولينست هناك حدود لرحتك، وليس هناك وسط لنعمتك.

فاعط العبد الدين من ضمن ما تعطيه إياه، واجعله قرينا لرضائك.

وجمل قلبى بذكر قدس الدين، واضرم النار فى نسب ريحى وترابى.

فا لهيبة والعطاء يكونان منك ومنى يكون السقوط والتعثر.

ولست أنا يقظا فخذ سكرى، وأنا عاجز فخذ بيدى.

١٥٦٥-وأنا أعلم يقينا أننى مستور منك، وغطاء سترك جعلنى مغرورا.

وأنا لا أعلم من هو المطرود فى سابق علمك، ولا أدرى أيضا من هوال مستدعى فى العاقبة.

وأنا عاجز عن غضبك وعن رضاك، وشكواى هى الأخرى لا تجدى نفعا.

وقد أصبح القلب الضال باحثا عن الانابة، وصار إنسان العين غاسلا للجنابة.

فبين الطريق للقلب الضال، وافتح بابا أمام إنسان العين.

٥٧ ١ - ذلك أنه لا يكرم من ملكوتك، ذلك الذى يخاف من الاستغناء لديك.

ويا أيها الراعى الرحيم هذا هو قطيعك، وأى حديث هذا يا من الكل أنت.

ويا أيها الواحد الخلق كلها ( متوجهة ) لحظيرتك، والذئب ويوسف ( سواء ) لمنزل تصويرك.

فتجاوز عن ( سيئات ) جسدى وقلبى، فقد قل حزن القلب من أجسادنا.

فأنت تكرمنى إذ يقسو على ا لآخرون، وأنت قابلى إذ نبذنى ا لآخرون.

١٥٧٥- وكيف أتهجد لمن هو سواك وهم موتى وحسبى أنت صديقا.

ولماذا أتعب نفسى بالخطاب بأنت والثنوية، وقد صاريقينا أن=  أنا أنا=، و=أنت  أنت= .

وماذا أصنع بوجودك ليكن الفناء للجميع، فما دمت أنت لا كانوا جميعا.

ورياح نعما ئك هى وجود الدنيا، يا من يكون الأذى منك خيرا من نفع الدنيا.

وأنا لا أدرى أى شخص هذا الذى أصابته الحيرة منك كثيرا.

٥٨ ١ - ولا يكون الشخص حيا إلا بعنايتك، ولا يستطيع أن محيا دون رعايتك.

ومتى يحترق ذلك الذى معك، ومتى يجد الرزق من هو بدونك ؟

فقد شربت ما أمرتنى بعدم شربه، وقد فعلت ما بيتنى عن فعله.

ومعك أكون صحيحا ( كالسنبلة ) ذات ست حبات، وبدونك أكون ضائعا ( فى قبضة ) الطحان.

وأنا من حزن الموت فى عذاب، فكن حبيبا لى حتى لا أموت.

١٥٨٥- فأى حديث وسيف أرسلتهما إلى، ومن أكون منك يا من انت النجدة لى.

وأى خير وشر يكونان فى قبضة التراب مع قبولك أنت يا منزها عن العلة.

وتكفى قيمة التراب أن يكون له لسان من ثنائك.

وعزك رفع ذل التراب، ورفع رأس التراب حتى العرش.

_ولولم تعط الأذن بالكلام، فمن الذى ذكر اسلف مع كل بعده عنك؟

١٥٩٠-وإذا لم تكن للخلق جرأة قط، لمدحوك دائما على المجاز.

وأى شى ء يفتح على عقلنا وسكرنا، إذ أننا صغار ووجودنا صغير.

فطهر أنفسنا من الشرور، فاى شى ء تكون قبضة التراب أمام الطاهر.

وبالرغم من أننى صغير أمام حكمتك، فمن أكون إلا طيب أو شرير.

ويكون شرنا خيرا لو قبلته، ويكون خيرنا شرا إذا لم ترفعه إليك.

١٥٩٥- وخيرى وشرى كله أنت يا رب، وإن كان لا يتأتى منك شر وهذا هو العجب.

فالشرير هو ذلك الشخص الذى يفعل الشر دائما، والخير دائما جدير بك.

فأنت تريد الخير بالعبيد جميعا، وليس لعبيدك عنك خبر.

فأعذر جهلنا فى هذا الحجاب من الهوى والهوس وحسبك علمك.

فإذا كنا قد قمنا بصفات الكلاب فى أعمالنا، فذلك لأفك لم تضع= الأسدية= فينا فاصفح عنا.

 ١٦٠٠-وعلى باب فضلك وحضرة جودك، ومن أجل انجاز لطف موعودك.

-ما هو منسوب إليك فتوفير،وماهو من فعلنا فتقصير.

فى كرمه وفضله

أيها الإله القائم والقدوس، ملكك لا هو مماس ولا هو محسوس.

فنحن منك منتصرون ولسنا عليك بمنتصرين، ومنك مكتفون ولسنا عنك بمكتفين.

فإذا لم يكن كل شخص شيئا فى نظرنا، فإن كرمك ليبشرنا حتى وإن لم يكن كثيرا.

 ١٦٠٥- وقد أعطيتنا الدين فاعطنا اليقين، ولو كان هذا موجودا فاعطنا ما هو أكثر منه.

وأننا ظمآنون إلى وادى السموات، حتى لو كنا أمواتا على نطع النفس.

ولا يعرف الإنسان الخير من الشر، فاعطه ما ترى إنه خير.

- ويامن أنت مراد الذين يصورون الأمل، ويا من أنت أمل الآملين.

- وياأيها العالم بالخفى الناظرإلى العلة، إنك تبلغأملنا إلى اليقين.

١٦١٠- وكل آمالنا برحمتك، وروحنا ورزقنا كلها من نعمتك.

فهب أكباد نا الظمانة إلى كوثر الدين شربة مليئة بنور اليقين.

-و ليىس سواك إلي  من وكيل ،ليس (هذا وكيل) من المعرفة أومن الفضل.

وكل ما جاز على طيب ولا يكون أبدا قبيحا ذلك أن قضاء ك هو الذى كتبه.

وأنا وإن كنت مستغنيا عن كل الوجود، إلا أنى لست بمستغن عنك فاقبلنى.

١٦١٥- ولبلبل العشق مراح من البستان، وهو دائم الترنم يامن أنت كل شىء .

وقد أخذ بازى احتياجى يطير على رأس الدرة وهذا من حاجته.

وكل من يسير نحوك تسيره الملائكة، ويعجز ثانية كل من يبقى على هذا الباب.

ومن الذى يبلغنى الكلام إلا أنت، ومن الذى ينجينى من نفسى إلا أنت.

وأنت لا تجازى بالرائحة أو باللون والفيهقة، فخلصنى من كل هذا يا من أنت كل شىء .

 ١٦٢٠- بل تجازى بالعجز والمسكنة والضعف، ولا تشترى الحمارية والتردد والطراوة.

والتعب على أعقابك راحة، والصمت كله فصاحة.

فاقتل الجميع مع أجل الجميع، ثم اقبل دياتهم جميعا.

وأى شىء تحويل عنان الأمل عنك إلاآية الزلل وعلامته.

وإنما تنبت صورة القهر فى قلب كل من يبحث عما سوى حب حضرتك.

١٦٢٥- وسيرتنا من صورة الأشرار، فحررنا منها يا ايها المهيمن على الأسرار.

فى الإنابة

يا خالق العالم ويا مزين الروح، ويا مبد الطريق للعقل بالصدق.

وكل السذج ( يحشرون ) فجنة الفلك، أما كل الذين احتسوا جهنم ففى جنتك.

وأى خير أو شر أفعله على بابك، وما دمت موجودا فبماذا تفيدينى الجنة.

ومن الذى يظهر غرض نكتة العليم والقذيرمن مرآةالتزوير.

١٦٣٠ - وحين يملأ دم القلب الكبد بالثقوب، فسواء جهنم وجمرة الطباخ.

ذلك أن النار تصير جنة من خوفه، والتراب دون قالب يصير كالحجر.

ومنك ( يوجد ) العاشقون الضاحكون الباكون، ومنك ( يوجد ) العارفون الباكون الضاحكون.

فهيىء لنا الجنة فى جحيمك، ذلك أنه بدونك يرضى العامة بالحور والعين.

ولو أرسلتنى إلى جهنم من بابك، اذهب( سائرا) على رأسى لا على قدمى.

١٦٣٥ - وذلك الذى يخالف أمرك يجعل على قلبه غلافا من غفلته.

والزمن والفعل والقوت للجميع منك، ويكون الصديق حية والحية صديقا منك.

ولست ( بلا تأمن ).أكون ضائقا منك، ولست ب= لا تقنطوا= أكون جريئا.

وإذا جعلت السم قرينا لروحى، لا اجرأ على القول بأنه أكثر مرارة من السكر!

والشخص الوضع الخسيس هو الذى يأمن مكرك .

١٦٤٠- وكلا هما سواء أمنك ومكرمك، ولكن العاقل هو الهلع من مكرك.

ولا ينبغى أن يكون المرء آمنا من مكرك، ذلك إن الطاعة والمعصية لا تجديانه نفعا.

وا لآمن هو ذلك الشخص الذى لا يكون خبيرا بمكرك عند فعل الذنب.

 

فى الإخلاص والمخلصون على خطر عظيم

ما دام الأمر من بلاطك، فقل اسحق النوم تحت أقدام خيل الخيال.

ويكون مثل الشمع ذلك الذى تبقى له = أنية=، يضحك فى وجهك حينما تقطع رأسه.

 ١٦٤٥- وماذا أصنع معك بالجاه والعقل والمال، وكيف أحول إلى = ذاتك= الدين والدنيا.

فاعطنى القلب ثم انظر إلى شجاعتى، واستدعنى إليك وانظر إلى = أسديتى= .

فلو أننى أملأ جعبتى من سهامك،لحززت وسط جبل قاف.

فأنت صديق لذلك الذى لا يكون بلا عقل، وأنت حارس لذلك الذى لا يكون لنفسه.

فافتح لى الباب إذا عجزت، وما دمت قد ضللت الطريق فدلنى عليه.

١٦٥٠- والذى يرى نفسه لا يرى الله أبدا، والرجل الذى يرى نفسه لايكون رجل دين.

وإذا كنت رجل شريعة ودين، فابتعد شطرا من الزمان عن رؤية نفسك.

ويا أيها الإله الخالق الغفور،لاتجعل العبد بعيدا عن بابك.

- وانا متعلق بنفسى  فأيقظنى ، واجعلنى ظمانا الى نفسى ولاتعطنى الماء..

فأى بحث للقلب عن هذا وعن ذلك،وألمه هوالدليل إلى مقصدك.

١٦٥٥- وها أنت تأخذ فى انفاق عمرك فى العمل، مثل حمار بلا لجام أمام خضرة.

وتطوف عابثا حول كل مدينة، فاطلب الحمار من هذا الطريق إن كنت قد فقدته.

وإذا كانوا قد سرقوا الحمار فى العراق، فلماذا إذن رأوك فى يزد والرى

والجسور كثيرة حتى لا تعود كليلا، وما دمت قد عدت كليلا فسواء البحر والجسر.

فاجعل من علمه وعدله مؤونة فى هذا الطريق، ولا تفكر أبدا فى الجسر.

١٦٦٠-ولا تقصد السفينة فهى مليئة بالخطر، ورجل السفينة لا علم له بالبحر.

وفرخ البط يطلب قيادة السفينة وإن كان محدثا وضئيلا وهذا هو العجب.

ذلك إن فرخ البط وان يكن ابن الأمس، إلا أن ماء البحر يصل إلى صدره.

فكن أنت كالبط والدنيا كالماء الجارى، لتكون آمنا من قعر البحر الذى لا نهاية له.

وفرخ البط يجعل الملاح يعود كالأبله فى وسط بحر عمان.

١٦٦٥ - فيا رب قلل من بلهاء هذا العالم، وذلك من أجل عز الإنسان.

ولو أنك تملك قدما فى طريق القدم، فانك لا تترك بحر القلزم من يدك.

والقدم التى هى قرينة للقدم،هى جسرخارج سطح المحيط.

فى قضائه وقدره وأمره وصنعه

لقد أعطاك من حكمك التمنى وأمر الدين وعقل الدنيا.

-وكل ما يولد من العالم فهو من الأمر، وكل ما يقوله النبى فهو من الأمر.

١٦٧٠- والكفروالدين والجميل والقبيح والقديم والجديد، =يرجع الأمركله إليه=

وكل من هم تحت أمر الجبار قائمون على وفق الأمر.

كلهم مقهورون وقدرته قاهرة، وصنعته على ظهورهم ظاهرة.

كلهم موقوفون لقدرته وحلمه، وكلهم محبوسون لسابق علمه.

العامى ومن هو من العلماء ، والمحكوم ومن هو من الحاكمين.

١٦٧٥- كلهم عائدون إلى حضرته، وكل من له منة فالمنة له.

وقد نقلت أسبابه العقل، وقد قطعت أنساب ه سبيل النفس.

ومثل النفس بالنسبة لعالم الروح، مثل الأعمى وجوهر عمان.

حكاية.

أبدى شخص جوهرا لأعمى، وكان هذا الشخص من الذين يجيدون السخرية.

( وسأله) : ماذا تريد من هذا الخرز؟ فرد: أصنع لى عقدا وسمكتين.

١٦٨٠-ولا يدرى شخص لماذا تغضب، أليس االمرجان والجوهر كلها بجوهر العين ؟ .

إذن فما دام الله لم يهبنى هذا الجوهر( العين )، فاحمل هذه الجواهر من أمامى ولا تسخر.

وإذا كنت تريد ألا يضحك الحمار عليك، فاحمل الجوهرإلى الخبير بالجوهر.

ويد الخبير بالجوهر تعلمه جيدا، حتى حينما يسوق كف قدمه على الصدف.

وأنت تعلم جيدا أن يد صنع الله عز وجل فى فضاء الأزل.

١٦٨٥ - لو كتبت حرفا من أبجديتها، لا تستطيع أن تسحب رأسك منه.

وقد جعل أمر الله فى كل فن، لقوة حبلى بالفعل.

بحيث أنهم حينما يفتحون طريق المشيمة، تلد الحامل من ذلك الطريق الذى فتحوه،

وذلك الذى يخضع العدم لأمره، متى يستطيع الوجود أن يعصاه ؟ .

وقد جعل بامر واحد الجملة أيقاظا، وكلهم أتوا فى ( دائرة ) الفرجال.

١٦٩٠-وكل ما يكتبه الأستاذ ويسوقه، يستطيع الطفل أن يقرأه فى المكتب.

وقد صار العقل قلما وصارت النفس دفترا، والمادة قابلة للصورة والجسم للصور.

-وقال للعشق:لاتخف  إلامنى، وقال للعقل أعرف نفسك.

والعقل دائما من رعية العشق، وبذل الروح من حمية العشق.

وقال للعشق كن ملكا، وقال للطبع: كن قيما ٠

١٦٩٥- ومن العناء الذى أطعمه للأركان، احصل أنت إذن على ماء الحيوان.

فما دام يخلق منه مادة لنطقك، فإنما يقامر به فى طريق روح القدس.

فيعود الروح القدس إلى النفس، وتعود النفس موفقة كالعقل.

وهكذا أسلوبه من بداية الأركان حتى نهاية الجان.

وكلها نحوه عودة الدهور، ومقروءفى الكتاب =إليه تصيرالأمور=

. ١٧٠٠- والمختار( موجود) تحت حجبه، والمجبور مقيد بأغلاله.

وكلاهما من أمره التحت والفوق، والبشر غافلون عن الخير وعن الشر.

كل ما كان وكل ما سيكون( منه) ، وإنما استطاعوا أن يفعلوا ما أمر به.

ويعلم ذلك الشخص العالم بالدقائق، إن كل ما صنع لك فيه الخير.

واسم الحسن والقبيح منى ومنك، وأمر الله دائما طيب فى الحقيقة.

 ١٧٠٥ – والله عزوجل عالم أى مقر لك وأى محل.

ويعلم الله جيدا سر قلبك، ذلك أنه هو الذى صور صورتك أول الأمر.

فمتى يصير عقلك مدركا له، وأى شىء يبديه( هذا العقل) لك إلا الشك فيه.

كل ما يكون من عند الله فهو دائما طيب، وكل ما هو منك فكله أخطاء.

في الشوق

من كثرة ما فى هذا البراق من شوق، يكون الشوق فى رقبته كأنه الطوق.

١٧١٠ -وما دام قد جعل الخليقة سبحنا له، فروحه دائما تطلب الخلاص.

ويضرمون النار فيه من الداخل، فيحرقون بها العقل والروح والجسد.

وما دمت عاشقا لنفسك لا ترى إلا نفسك، وتكون بوتقة التوبة من أجل هذا.

وكل من كانت له محلة العشق جديدة، يجد من توبته مفتاحا للبوابة.

والشوق دون حبيب سرور فى حد ذاته، وصاحب نفسه يكون بعيداعن الله.

١٧١٥ -وهناك شوق يلقى بذوقك إلى الجحيم، وهناك شوق يدل لك وكأنه الحور.

وحينما تخرج الروح من البوابة، يصير القلب القديم جديدا منها.

فيحرر الصورة ثانية من قيد الطبع، وبعيد القلب وديعة للروح.

-ومن سير الروح الذى لانهاية له، تحدث الجلبة من الأرض حتى العرش.

ويسير من ريح الشوق ومن ألمه، وإذا مر على امرأة يراها كالرجل.

١٧٢٠ -وكل ما يشعل نار الفتنة فى الطريق، ينهض جميعه من أمام الطريق.

فيشكو من أجل رباط ساق، ويصير العهن الملون أمامه كالجبل.

ومن أجل أن تصعد ناره إلى الملأ، تزرى بالبحر.

وحينما يثيرون ( الشوق ) منه، تتساقط الشموس أمامه.

وحينما ترى بصيرته نور الطريق، فإنه يرى الشمس مظلمة إلى جانبه.

١٧٢٥ - وليس هناك فى تلك الدنيا خير أو شر، وليس هناك تراب أو شم أو نجوم.

وكل من كان له العشق سكنا، يكون بحثه وسعيه داخل قلبه.

وتدور السماء حول من عداه، وعلى الأرض يسكن كل من سواه.

-        وفى كل من لحظاته ينقلب الكفر دينا، وفى كل نفس تنقلب الأرض إلى سماء.

ومن أجل جهاده وسعيه يغسل جبريل وجهه بماء الحيوان كل زمن.

١٧٣٠- ويكون العقل مندهشا من صياح قلبه، ويكون هزيم البرق شررا لسنابك جواده.

ويصيرإنسانا محترما من أجل الطريق، و=مالك= أمه متأوه من النار.

فلا يدرك صبور سر آهاته قط، ولا يفهم غيور خطواته قط -

وحينما تنثر سنابك جواد ه التراب، يصنع جبريل حنوط روحه.

ويكون مسرعا نحو عالم العدم، تصرخ فيه الريح قائلة : أن قف لحظة.

١٧٣٥- ويكون المصطفى واقفا ببابه، قائلا من قمة اللطف =يا رب سلم= .

ويعلق من أجل الإشراف، من باطنه ميزان الانصاف.

ويزين الخليل منزله فى ضيافته، وتقرع عصاه روح جبريل.

ويوصل الجميع ثانية بنفسه،فلا يكون لشخض قط وجود منه.

كلهم موجودون وكلهم عنه بعداء، ومقروءفى الكتاب=تصيرالأمور=.

١٧٤٠-ومنه الخير والشر قوة وحول، وأمره يكون = ما يبدل القول= .

ولا يكون لأمره تغير أبدا، ولايكون للخلق منه إلا الحيرة.

ويكون الحقد والبغض عن صفاته بعيدين، وإنما يكون له الغضب حين يكون مقدورا.

ويكون قادرا على كل ما يرغبه، وكا ما يريد ه يكون فحكمه.

فى نفى الصفات المذمومة عن الله تعالى

لا تجوز صفة الغضب فى حق الحق، ذلك أن صاحب الغضب لا يكون إلها.

١٧٤٥- والغضب والحقد كلاهما مجبور، وكلتا الصفتين بعيدتانعن الله.

فالغضب والحقد والحسد، ليست من صفات الفرد الأحد.

وكل الرجمة تكون من ثمار الخالق، وهو الستار على عبيده.

-وهوالذى يعطيك النصيحة برحمته،وهوالذى يجذبك !لى نفسه برسن اللطيف

وإذا لم تات يدعوك إلى نفسه، ويقدم لك الجنة متلطفا.

.١٧٥ - ذلك أن الوجود فى هذه الدنيا الم، وأنت من الجهل قد أخذت طريق الألم.

وأنت كالصدف لدر التوحيد كما أنك الخلف لآدم الجديد.

فإذا أضعت أنت در التوحيد، لصرت فى الإفلاس بعد الغنى فريدا.

ولو انك حفظت هذا الدر، فإنك سوف ترتفع برأسك عن (السموات) السبعة وعن (الجهات) الأربعة.

وتصل بعد ذلك إلى سرور الأبد، ولا يصيبك من الخلق أذى قط.

١٧٥٥- وتصير مرفوع الرأس فى الزمان، وتحلق فى فضاء الأزل كأنك البازى.

وتصير أيدى الملوك لك منزلا، وتخرج كلتا قدميك من قعر الطين.

التمثيل فى ذهوالذى يطعمنى ويسقينى=

حينما يعلمون البازى حرفة الصيد، يقيدون رقبته ورجليه.

ويغمضون عينيه تماما، ثم يعلمونه الصيد.

ثم تعود طبيعته عن الأغيار وعن العادة، ويرفع العين عن الآخرين.

١٧٦٠-فيصير راضيا بأقل طعام،ولا يتذكر أبدا طعام ا لماضى.

ثم يردونه إلى نفسه ويسيرونه، ويفتحون بعد ذلك طرف عينيه.

حتى يرى أن الجميع هو صاحبه، ولا يختار واحدا من الخلق عليه.

يأخذ منه كل الطعام والشراب، ولا يذهب ساعة بدونه إلى النوم.

ثم يفتح له بعد ذلك عينا واحدة، فينظر إليه برضا لا بغضب.

١٧٦٥- فيتخلص من الرسم ومن العادة، ولا يختلط بشخص اخر بالطبع.

ويلزم للهو لملوك وأيديهم، ويتزين المصطاد به.

وحينما لا يجد الرياضة يبقى وحشيا، وكل من يرام يهرب من طريقه.

وبدون الرياضة لا يجد أحد المقصود، وما دمت لا تحترق فسواء لديك الصفصاف والعود.

وما أسعد ذلك الذى يأخذ طعامه وشرابه من ا لمسبب لا من الأسباب.

١٧٧٠- فاذهب وزاول الرياضة إذا أردت أن تكون بازيا، وإلا فتهياً لطريق الجحيم.

والآخرون غافلون فكن منتبها، واقصر لسانك عن الكلام فى هذا الطريق.

التمثيل فى معنى = أولئك كالأنعام بل هم أضل=

حين يبلغ المهر ثلاث سنوات تماما من عمره، يضع مروضه اللجام فى فمه.

ثم يأخذ فى تهذيبه، ويرفع الجموح عن جسده.

فيعود المهرعلى اللجام، ريصير اسمه الجواد ذا اللجام الحسن.

١٧٧٥- ويكون جديرا بأن يحمل الملرك، فيزينونه بالذهب والزينة .

وحينما لا يكون مناسبا للرياضة، يكون هذا ا لمهر أقل من الحيمار.

فيكون مصيره ثقل الرحى، ودائما ما يكونمن الأحمال فى عناء .

ويجر أثقال اليهود حينا وأثقال النصارى حينا بعناء وألم وبلاء .

والإنسان الذى لايأخذ نفه بالرياضة، لاتكون له أية إفاضة مام العالم.

١٧٨٠ -فيصيرطعامجهنم وخائفا، وفى لجحيم يكون مع لحجر سواء.

ويكون له مقام الخوف والهلع،وقدقرا فى النص=وقودها الناس=.

فاجعل النفس قابلة للأمر ومرها، وعرف العقل بالإيمان واعطه الإيمان.

وصورة الشمس تنعكس من الماء على الجدار، ويصير السقف مزينا من أشعتها.

فعد الأولى من انعكاس الشمس، وعد الثانية من انعكاس الماء على الحائط.

١٧٨٥ -ولا تكنس الروح تراب الحضرة إلا بإذن، وذلك من خوف الهجران.

وأولئك الذين هم فى الزمان والمكان،من أمر= كن= حتى نهاية الروح.

قد أمرهم من أجل خدمة الحضرة، أيها العقلاء = أطيعوا الله= .

والأنفس كلها من نباتية إلى ناطقة، كأنها العبيد باحثة عنه.

والكفر قبيح بالنسبة لها والدين طيب، فهى من الدين ترى الصورة حتى فى جلد الحمار.

١٧٩٠-فلو أنك بدونه فليس هناك قصد أو قوة، وأمر الدين لا يكون بدونك أو بدونها.

وليس أمر دينك با لأمر الهباء ، ولدين الحق يوجد سوق دائما.

والدين الحق هو تاج لمرء وخوذته، فلم تكون لائقا بتاج من ليس برجل.

فاحفظ الدين حتى تصل إلى الملك، وإلا فاعلم أن من ا دين له لا أحد.

فر فى طريق الدين فإنك حينما تسير فى طريق الدين، لن تكون كفرع شجرة يشكو من عرية ( من الأوراق).

١٧٩٥ -فما أحلى طريق الدين وأمر الله، فاذهب عن الطين الكدر وأخرج منه قدميك.

وفى طريق الجبر لله واختياره، ليس أمر الله بك أو بدونك.

فكلها من صنع الله، والذى يعرف ذلك هو الشخص الحسن الحظ .

فسر فى هذا الطريق وخذ دليلا من علمه وعدله ولاتفكر.

فى الرضاء والتسليم

إن لوجود الحق صنعا لطيفا أثناء الحكم من أجل الروح  

١٨٠٠- ويعلم ذلك الشخص العالم بالدقائق، إن كل ما يفعله لك فيه الخير.

وليس الخير من الميل كما أن الشر ليس من الأسباب، والشر ليس من الفصد ولكنه يجلبه.

واسم الحسن والقبيح منى ومنك، وأمر الله دائما ما هو طيب فى الحقيقة.

ولو أن ( الناس ) جميعا فى ظاهرهم خيرون، إلا أن الباطن دائما معيوب.

ومتى تتواءم الرياح مع شراع زورقك بحكمك المطلق ؟

١٨٠٥- ولي الخيروالشرفى الدنيا خالصين، وليس هناك شىء خاف عنه فى الأضل.

فالموت ولو أنه إلى حد ما سىء فهو خير لك، ومنه يكون لك المال والميراث.

وكل ماهو فى الخلق احتراق أو مواءمة، فإن لله فيها سرا.

فيما أكثر الأسود التى هى صيد لك، وما أكثر المتألمين الذين هم دواؤك.

في الحذرعن القدر

من الذى يكون للعبيد حذر من القدر، إنه ليس منهم بل هو أيضا من القدر.

١٨١٠ -وقد وضع قدره وتقديره كالقبضة، ذلك أنه يعلم دائما الشرف والعار.

فذلك الذى يرتاح الى كل خيال كالبربط، يتألم من عرك الاذن دائما.

وامام ديوان حكمه من الذى يستطيع أن يشكر ضربة الحق إلا الرجل.

فطيورعجاج الحكم لا تعمل أسنانها كالسندان من أجل أرواحها.

ومن الذى يتأوه من قضائه، اللهم إلا سىء الأصل أو الضال.

١٨١٥-فمع قضائه تكون آهاتك هباء ، وقلبك حزين دائما مع قضائه.

وحينما لا تكون راضيا عن القضاء ، فإنك لا تعرف الله باله.

ومن الذى يفعل فى هذا الطريق ما ينبغى فعله ؟ من الذى يستطيع أن يأكل قفاه ؟

فيجب - يا عزازيل - أن تفعل ما ينبغى فعله، حتى ترد عنك يد لعنته.

فالصفعة التى تصيبك من يد الحبيب. تكون ( بالنسبة لك ) كأنك تأكل الجوز دون قشرتيه.

١٨٢٠- وأولئك الأبطال الطيبون مع الله، يتحملون الحكم كالجما ل ذات السنامين.

فهم كالمصابيح وإن كانوا فى قيد، إذ أنهم يضحكون وهم يجودون بالروح.

وكل ما يبدى القلب من بلاء فمنه، إن كان واحدا وإن كان ألفا فهو مقبول منه.

وحكمه وتقديره لا يكونان بلاء ، وكل ما يأتى به فليس إلا عطاء .

فى الرضا والتسليم بحكمه وقضائه

تكون طراوة الروح للأبلق الذى يتوجه شطر منزله ( ناتجة ) من سوطه.

١٨٢٥- وكل من يشرف من سهمه، يجوز على بصائر فى أثر الهدف.

وأنت يا من وضعت على النار محصولك، لقد أقمت على الريح سقف بستانك.

فإذا مزق السيف جسدك فتأوه، وإذا جرحك الحق فإستبشر.

وكل ما فيه راحة لك بدون رضا الحق، اعلم أنه ليس راحة بل جراحة.

وما دام الحلو والمر كلاهما منه، فليس أحدهما سيئاً فكلاهما خير.

١٨٣٠ - وتكون قلوهم سعيدة طيبة بفراق المال والعيال، وكأنما ( تمر عليها) ريح الشمال.

فماداموا موجودين فى هذا العالم الكئيب، فإنما يتذوقون رفسات الإبل كأنا الكعك.

وحينما يصيبون أنفسهم بالحماس أثر العشق، فإنهم يلينون رقاب الأيام.

وتكون العقبى مهيأة لهم، وذلك من أجل أنهم يتقدمون برغبة من الدنيا.

وحينيا يملكون سر عشق تلك الدنيا، يكونون مثل الشمع يملكون احتراق الروح..

١٨٣٥ - يكون الزمان كالعبد أمامهم.. ويزداد الدهر من أنفاسهم.

ويكون الزمان أقل عبيدهم، ومن الآمال يكون القلب ( خالياً ) كا لمقبرة.

وما دام الضعف والأمل غير موجودين عند هؤلاء الأشخاص وأرواحهم تأكل الجسد كالشمع دائما.

واستحسن مره بقلبك كأنه الخمر، واملأ القلب مثله بالماء والنار.

وذلك الذى أودع الروح بعهده ووفانه،هوحى فى كنفه وإن كان ميتاً فى كفنه.

١٨٤٠-وقد نهض مثل القلم أمام أمره، ربط روحه على وسطه كالحزام.

ومن أجل وفاة بذرة النفاق، فهو نادرا ما يحمل نقد خوارزم الى العراق.

ولا يستبدل الله بالكيسة. من أجل دانقين من الفضة المزيفة.

وكذلك كان حظ المقيمين فى الجبال، ونادراً ما يوثر اللمسحل فى شوارب الحرص.

فجاهد فى رضا الله ولا تبعه بلا شىء كالعبيد.

١٨٤٥- وكن كرة فى حكم صولجانه، وقل =سمعنا=و= أطعناا.

وحين يقول : أقم الصلاة فأقمها، وحين يقول : لا تفعل : اذهب ولا تكابر.

وحين يقول لك أنفق لا تدخر ابداً ، وحين يقول لك أمسك لا تعط.

وليس هذا على سبيل المجاز بل على سبيل التحقيق، وهكذا وضع على الجميع دون تصديق.

وقد دخل أحدهم وقد التف بكليم، واحتسى صفو الألم ومره.

٠ ٨٥ ١ - فصار جناح جبريل على موافقته، وصارت مناقبه كالكليم موسى.

فاعتبر رخصته هدية تمنح منه، ولماذا تردعليه إذن رخصته ؟

فليست ذاتك ( قائمة ) بالعمل منك، ومن أنت حتى ( تساوى ) بينك وبين الله.

وحيثما كان ذكره من تكون أنت ؟ ، فسلم كل شىء إليه فأى شىء أنت ؟

فلا تجادل معه كثيراً إذ أن الزمان له، وإذا هربت منه فاهرب إليه.

١٨٥٥- فأودع الررح والجسد للخالق، حتى تجد المؤونة داخل القصر.

وذلك الذى صار حارسا للمنزل والسر، يبقى كالمزلاج وراء الباب.

وقد أعطيت الروح والحاجات منه، فلماذا إذن تبخل يها عليه ؟ .

فقامر بالروح وما تملك فى طريقه، ولا تبن المنزل على طريق السهل ( ومجرى ) النهر.

واوقف الجسد والمال على الغيب، حتى تصير مثل مفتاحه فى الجيب.

١٨٦٠ - فاقتلع جبر=مارميت= ، عن الصدر، واعلم ثانية أن =مارميت= هى سرالقدر.

فى الكرامة

إن كل من لا لسان لهم يجدون اللسان، حينما يشمون رائحة الروح من داخلهم.

فيخطفون قلبه من إسار الملك، ويظهرون له ملكوت دنياه.

حتى يطير عقله فى أثر السر حول ميدان العشق.

وحينما أخفى قلبه وروحه وصار باحثاً عن الحق، صار لسانه حقيقه قائلاً: أنا الحق.

١٨٦٥ - وليس طريق الدين بالصنعة والعبارة، وليس إلا خراب الباب والعمارة.

وحينما تصير صامتاً فانت من المناطقة، وإذا تحدث تكنت على طريق البطارقة.

ويجب أن يكون الرجل مثل الخليل، حتى يكون له من الحق الظل الظليل.

ويخشى الزمان هييته، ويلهث فى سبيل تعليمه.

وكان مجد عونه لموسى الذى كان نائماً فى الكون هلاك اًلفرعون.

١٨٧٠-ويكون العرش كأنه الفرش تحت قدمه، يكون كالبومة (حزناً) ولكنه يصيد طائرالبلح الميمون.

والعبد الذى يصير مخلصاً لله، يصير سيد هذه الدار وتلك الدار.

ويسفر له العقل عن وجهه، ويتزين جسده من نوره ٠

ويبسط لطف الحق ظله على القلب، ثم يقول = كيف مد الظل= .

وحين تجد روحه اللمس من الظل، تبدى له = وجعلنا الشمس= وجهها.

١٨٧٥ -وهم يعطون كل من يتوب من هذا الشراب، ويذرون رائحته ولونه مع الماء والريح.

ثم يبدوا الفلك والطبع والألوان المتغيرة أمام حسه وهى صاغرة.

والطريق الطويل من قلبك الغافل، والكفر والدين من أجل تلونك.

فعد لقب الألوان مجازا، واحتس من بحر الاستغناء .

حتى تسمع بأذن جديدة = وحده لاإله إلاهو= من بين تلك الصيحات.

١٨٨٠ -ولا تنضج فى نفسك شهوة الألوان أكثر من ذلك، حتى ولو كان عيسى صباغك.

وكل ما تريده من لون يكون لك، وتضعه فى دن واحد ثم تخرجه.

واستمع فى الحقيقة لا من الجهل، فليست هذه النقطة جديرة بمن ليس لها بأهل.

إن كل هذه الألوان المليئة بالسحر، وان دن الوحدة يجعلها كلها ذات لون واحد.

وحينما توحد اللون أضحى الكل واحدا، ويرق الحبل عندما يصير خيطا واحدا.

فى العبودية

١٨٨٥ -حتام تسأل ما هى العبودية، وليست العبودية إلا التجرد.

فاحمل قيده حتى تكون عبدا له، وإلا فإن وجودك ضاحك منك.

وأولئك الذين على بابه ولم يربطوا الحزام الآن عدم.

ذلك أنهم من أم السنين والشهور، قد ولدوا والحزام على وسطهم كالنمل.

فاربط كل أعضائك بالقيد، وأودع الأموال والأسباب كلها.

١٨٩٠ -وضع قيده على كل الأعضاء ، حتى لا تصير منفصلا عن حبل (الله )حائرا.

وليست العبودية إلا عن طريق التسليم، وإذا لم تكن تعلم فاقرأ= القلب السليم=.

فلا تفرط فيه من أجل الطبع، فلم يعط أحد كل شىء فى مقابل لا شىء.

وكل من لم تكن له عين العبرة عمياء ، لا يكونحتى مثل الطير والوحش والدواب.

وعند من يكون حكيما فى طريقه من الرضا، تصير حركة الأفلاك عقيمة ( لديه ) .

١٨٩٥- والعبودية فى دار مبدع الكل، هى العجز والضعف والهوان والذل.

ويكون البعيد بعيدا فى معاناة البلاء ، ويكون المرء عبدا من نشأته فى العبودية.

وحينما تكون حكمة القدم هى الساقى، تقوم أنت بالاختيار فيما يبتقى.

فهناك ألف درجة ودرجة فى الدين، وأقلها ذلك الذى له طريق بدونك.

وإذا كنت تريد جسدا كخلية النحل، فالق ا لمجن أمام سهام القضاء .

١٩٠٠-وكل من أمرضه سهم القضاء ، لا تقبل جراحته الدواء .

وضربة سهم القضاء كاسرة للمجن، ولم ينج شخص من جراحها قط.

وأنت لا تنجو من البحر ايها الفضولى الأهوج إلا بدون يد او قدم.

وكل من لهم قلوب عارفة، فانهم يفصلون القلب عن الكيفية والسببية.

ويكون أمام أذى سهم أحكامه، باقيا كالصيد فى شباكه.

١٩٠٥-فمن الذى كتب عليك النفع والمضر، اقرأ إذن أمر= قل لن يصيبنا=.

فمن أجل روحك كتب الأمر الربانى ليلا ما تقرأه أنت نهارا.

وقدضاق قلبك من أجل جيم الجهل والعقل السقيم كأنه دائرة حرف =الميم=.

وظاهر الحكم مخبر عن باطنه، وأول الحكم يدل على آخره.

فالق بنفسك فى الماء فليس منا يكون علم السباحة فى البحر.

١٩١٠-وحينما يتوجه إليك البلاء من أعلى اذهب وقل =االله= ولاتقل =آه =

وحينما ينظر ناحيتك حكم الحق، احذر وسد سريعا طريق الآه -

حتى لا تجعلك تلك الأهة شريرا، وحول تلك الآه أيضا عن طريقها.

ومتى كان حذرك نافعا للقضاء ، لا تجعل كبدك دماء عبثا.

واليد والشفة تحت يد مبدع الكل، هى صانعة أيكة السرو وبرعمة الورد.

١٩١٥-فكن صفقة فى يد قيمه، وكن عظاما لطائر مجده.

ولا تقبل كل ما هو سوى الحق، واصرف القلب عن الأغيار كلهم.

واهنا بوجهك أمامه كالشمع، وتمنطق بالماء وضع تاجا من النار.

فأنت مصباح أمام حب الملأ الأعلى، فابذل الروح مثله واضحك بسعادة.

وابذل الروح برغبتك فليست للروح قيمة فى تلك الدار من الانكار.

١٩٢٠-فذلك الذى يتنفس برأس مقطوع، إنما يحمل حكمه بنور بصيرته.

-فهولا يلوى الرأس من حكم الله وأمره، بل يجلس صامتا فى مكان واحد.

ويسلم نفسه وأيته للنار، فهى حرقة على النمرود وبستان على إبراهيم.

وإذا لم تتحول أمام نفسك إلى شحاذ، فإن الإله لا يكون بالنسبة لك إله.

فاجعل الروح هدفا لسهم حكمه، واجعل الإيمان صدفا لدر عشقه -

١٩٢٥-فأنت تقول أن هناك مكانا لقلوب الشرع ( العرش ) ، فأين إذن تبحث عن مقلوب العرش ( الشرع ) ؟ .

فمن هذا يعلم الله رمز الكلام، فابحث إذن عن إشارته فى الإشارات.

التمثيل فى قصة إبراهيم الخليل عليه السلام

هل سمعت ما قاله الخليل حين القى فى النار لجبريل فى السر ؟ .

لقد أخرج الرأس من كوة الروح،و( قال ) أيها الأخ ابتعد أنت من بينتا.

( هكذا )قال لجبريل فى السر = رب يسر= فى الأمر العسر.

١٩٣٠- فصار ناجيا من منجنيق الحكم، حرا أثيريا كما يدور الهواء حول الحى.

( فرد عليه ) حسبى أنا دليلا لطريقك، فأنا جبريل وأريد لك الخير.

وفى مثل ذلك الحال قال الخليل بنواح ومن اجل عتاداوحفظ الوكيل:

مهما كانت قدمى أيها الموكل مقيدة على رقبتى الضعيفة.

ابتعد قدرا من الزمان عن نفسى، حتى أتنفس معه بدونك نفسا واحدا

. ١٩٣٥- فحسبى عصمته دليلا لى، وحسبى علمه جبريلا لى.

وكن حاضرا على عتبته بدون نفسك، واغمض عينيك ثم انظر.

والق بحظك من بينكما جانبا، حتى تجد لذة الإيمان.

وحينما ترتفع النارمن= شجرة شنارك  = بالعشق، فإن النارتجد المدد من النار.

وحينما ترك الخليل وقته، رفعت النار يديها عن فعله.

.١٩٤- فإذاكان النمرود قد أشعل النار، إلا أن ناره لم تحرق حينما لم تجد وقودها.

وحينما وضع العنان فى يد الحكم، ماتت نار( أشعلت) لمدة ثما نية وثلاثين يوما.

وانبعث من داخل النار والدخان، حينما سمع صوت نداء الحق.

عبير العهد وسوسن التحقيق، وسنبل السنة وورد التوفيق.

أجل.. أجل، فحينما كان صديقا له، كانت نار النمرود بستانا.

فى الامتحان

١٩٤٥- فى ذلك الزمان الذى يرفعون فيه الججاب، فإنهم يبدأون كل الأمور.

ويكون خيرك وشرك بوتقة له، حتى تعلم أنت صديق أم عدو.

وما دمت تصير فى هذه البوتقة ذهبا خالصا، فإنك تكون حقيقة كالفضة الخالصة.

ويحرق الطاهر خبث خبثك، ويتجاوز تراب قدمك الأفلاك.

وقد صار فلك المستقيم مكانا لك، حينما صارإلهك دليلا لك.

١٩٥٠- فليس هذا بفلك أو بأركان أربعة، وإنما هو دار لتجربة الإله.

والخير والشر كلاهما داخل الحجإب، أما التجربة فهى ناسجة الحجاب وموضع الجلوة.

وما هو خير من ذلك بالنسبة للعدو والصبديق، أن يكون هو البوتقة والكور والميزان.

وتفصل التجربة القبل والبعد، ويكون القليل والكثير منفصلين كالتبن والحب.

ت- وإذاكان هناك زيادة أونقصان فى الخيال، فالتجربة هى دليل الصدق.

١٩٥٥- وللآدمى الذى هو على معبر سقر، مكان اجتلاء الكفر والدين والخير والشر.

وما دام باقيا فى بوتقة الهلاك، فإنما يصير طاهرا ما لوث به.

ويصير هالكا إذا لم يطهر قلبه، وإذا كان طاهرا فأى خوف من رحلته هذه.

فاذهب طاهرا من هذه الدارالمليئة بالشبر والفتنة، وإلا صرت تحت أقدام الدواب.

وذلك الذى ذهب طاهرا من هذا المنزل، صاركلما أراد زاد طريقه.

١٩٦٠- وذلك الذى هو شرير وملوث، صار هالكا فى متاعب الطريق.

ولتجعلن القلب السليم انقاضا وتجاوزعن المتكلم وتحدث عن الكلام.

البيانى الثانى
 فى الكلام
ذكركلام الملك العلام يسهل المرام

قال الله تعالى: =قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْاِنْسُ وَالْجِنُّ عَلٰٓى اَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هٰذَا الْقُرْاٰنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِه۪ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَه۪يراً=،

وقا ل عز من قائل := وَلَا حَبَّةٍ ف۪ي ظُلُمَاتِ الْاَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ اِلَّا ف۪ي كِتَابٍ مُب۪ينٍ =،

 وقال النبى عليه السلام:  =القرآن غنى لافقربعده ولاغنى دونه=،

 وقال عليه السلام:= القرآن هو الدواء من كل داء إلا الموت= ،

 وقال أيضاً:=أهل القرآن هم أهل اله وخاصته=،

وقال أيضا صلوات الله وسلامه عليه =و أصدق الحديث كتاب الله=، وقال أحمد أبن حنبل: القرآن كلام الله غير خلوق ومن قال أنه مخلوق فهو كافر بالله العظيم.

من كثرة ما فى كلامه من لطف وظرف، ليس فيه ضجيج الصوت أو مشقة الحرف.

فمتى يزن الحدوث صفته ؟ ومتى تستوعب الحروف كلامه ؟

فالوهم حائر من شكل صوره، والعقل وَالِهِ من سر سوره.

١٩٦٥- فحروفه وسوره عميقة ولطيفة، وصورته جذابة ومقبولة.

وقد أخذ المقيم القوة والقوت منه، فهو وليد الملك وعطية الملكوت.

وسره من أجل حل المشكلات، روح للأرواح وراحة للقوب.

والقرآن شفاء للقلب المجروح، والقرآن دواء للقلب الملىء بالألم.

فإذا لم تأخذ كلام الله دون شك فيه، فأنت ببغاء وحمار وبرذون.

١٩٧٠- فأعلم أنه أصل الإيان وركن التقوى، واعلم أنه منجم الياقوت وكنز المعنى.

فهو قانون حكمة الحكماء ، وهو معيار عادة العلماء .

فمدحه نزهة للقلوب، ومنظره سلوة للعقول.

وآيته شفاء لروح التقى، ورأيته الم وهموم للشقى.

والعقل والنفس حاجزان على أصله، والفصحاء عن طريقه عاجزون.

١٩٧٥ - وقد ألقى بالعقل الكل فى شدة، وأجلس النفس الكلية فى عدة.

ذكرجلال القرآن

هو جليل مع حجاب الجلال، وهو دليل بالرغم من نقاب الدلال.

كلامه واضح ورائق، وحجته لائحة ولا ئقة.

وحروفه درج لدر الروح، وهدايته برج لفلك الدين.

وهو للعارفين روضة الأنس، وهو الجنة العليا للنفوس.

.١٩٨-ويا أيها القارىء للقرآن غافلا وسائرا فى طريق العصيان؛

لا ذوق من الحروف على لسانك، ولا شوق إلى الوقوف على الجنان لك.

فمن كمال الجلالة والسلطان، يكون القرآن بالحجة والبرهان.

فالحروف عل طرف لسانك ولا ذوق لك، وانت غافل عن معانيه من أجل أى شىء ( نزلت ) .

 -فهومن الباطن شمع منهج الإسلام، وهو من الظاهر حارس عقيدة العوام.

١٩٨٥ - فالعقلاء لهم حلاوة فى الروح، والغافلون لهم التلاوة على اللسان.

فعين الروح لبصيرة الروح وعين الجسم لحروف القران.

وقد ذاقت عين الجسم الألم من الأذن، وذاقت الروح نعمة القرآن من الفهم.

وكل نقطة منه فى سماء التفضل والإحسان مثل جمة الحبيب.

وقد إنفصل عن خالقه بلطف، فهو عقد من الدر نظم فى أفواه الصدف .

١٩٩٠-ومن أجل الذين لم يسمح لهم ( بمعاينة ) جماله، عقدت عليه من المسك حجب الجلال.

والحجاب والحجاب من الملك، ولا يكون القلب خبيرا بفعله.

ويعلم الشخص الذى يملك البصر متى يستطيع أن يميز الحجاب من الملك.

-كما إنه لم يصر من بعد ( نزوله ) إلى الفلك الأزرق، ضعيف العرق أو مهلهل الجدة.

١٩٩٥-وانت حتى ا لآن قد ذقت القشر الأول من الجوز وهذا ما سمح لك به الليل والنهار.

وقد رأيت من القرآن نقابة، ورأيت حروفه حجاباً له.

وهو لا يسفر بوجهه أمام من ليسوا أهلا له، وإنما تكون صورته ( واضحة ) أمام الأستاذ

. -فلو أنه رآك أهلا ( لهذه الصورة ) ، لمزق ( من عليه ) ذلك الحجاب الرقيق.

وإنما يظهر وجهه لك، ما دامت روحك قد إستراحت إليه.

٢٠٠٠-فأول قشر منه كثيف ومر، والثانى مثلما يكون القمر فى آخره.

والثالث ( يشبه ) الحرير الأصفر الرقيق، والرابع لب لا مع سلس.

والمرحلة الخامسة هى منزلك، وسنة الأنبياء هى عتبتك.

وما دامت الروح تجد زينتها من( المتزل) الخامس، فلماذا تنزل أذن إلى المنزل الأول ؟

ومنه الشفاء للقلب المجروح، ومنه الدواء للروح المحترقة.

٢٠٠٥-فالجسد يذوق طعم الثفل من أجل أن يحيا، وتعرف الروح ما هو طعم الخلاصة.

وماذا يرى الحس إلا الصورة اللطيفة، أما اللب فيعرف ما يكون لبا فيه.

إنما تقراً دائما صورة سورته، ولكنك لا تعلم صفة سيرته.

فلا تعتبر قراءة القرآن أمام قارىء القرآن أقل من ضيافة عدن.

وقد صنع الحرف من ذلك النقاب نفسه، فلأنك غير مسموح لك( يوجد) فى حجاب.

٢٠١٠-فأنت دقد رأيت سوره، وما رآه أهل الصورة من صورة السلطان.

ولا علم للصورة بعين الروح، وأعلم أن الجد شىء آخر.

فلماذا تعد القرآن حروفاً، ولماذا تفصل الحديث عن= الحدث= وأنت على المائدة.

إذا لا يرى القائمون والنشالون ذاته مثلما يراها الأيقاظ.

-وحرفه وان كان قربنا له،الا انه بلا وعى مثلما تكون الصورة على الحمام.

فى سرالقرآن

٢٠١٥-يعرف القرآن سر القرآن جيداً ، فأسمع( سره) منه  فهو يعلم كل شى، تماماً.

وحتي حينما لا يكون خافيا عن المسموح لهم، فكيف يستطيع اللسان أن يقول سر القرآن ؟

فلا يعلم أحد مقياس الكلمات من قارى. القرآن إلا يبصيرة الروح.

وحتى إذاكنت مثل =عثمان= فأنا لا أقول لك : أنك تعلم القرآن جيداً.

وهذه الدنيا مثلها كالصيف، والخلق فيها كأنم سكارى.

٢٠٢٠-وهم جميعاً( تائهون) فى صحراء الغفلة، والموت كالراعى والناس كالقطيع.

وفى بادية الهوى والهوان هذه، الرمل حار كأنه الماء الجارى.

والقرآن كالماء البارد الفرت، وأنت كالعاصى الظامىء فى العرصات.

فإعتبر الحروف والقرآن كالظروف والماء ، فإشرب الماء ولكن لا تنظر إلى الظرف.

فالوقت صيف والشمس فى السرطان، ومن أجل ذلك تبدو لك الأوطان العداوة.

 ٢٠٢٥-ولأن الماء بارد والظرف فيروزى، فإنما يبقى لك وجود بلا رزق.

وسر القرآن الطاهر مع القلب الطاهر، ذلك أنه يبوح بالألم بصوت ملىء بالهم.

ويعلم الذوق أصل سره جيداً ، فمتى يعلم العقل شرحه وبسطه ؟

فإذا كانت صورة الحروف ليست من الحروف، فإن رائحة يوسف داخل القميص.

كان يوسف الجميل قد بقى فى مصر، ووصلت الرائحة حتى كنعان إلى يعقوب.

٢٠٣٠- فحروف القرآن من معانى القرآن، مثلما تكون الروح من بدنك.

فالحرف يمكن أن يساق على اللسان، أما روح القرآن فيمكن قراءتها بالروح.

فالحروف كالصدف والقرآن در، ولا يميل إلى الصدف قلب الحر.

وبالرغم من أن حرفه كان جميلا ومنقوشاً ، إلا أن الجبل قد صار منه كالعهن المنقوش.

وإستمع من الباطن كما فعل موسى، ولا تسمع من الخارج( كما تستمع) إلى آلة الموسيقار.

 ٢٠٣٥-وحينما تقرأ الروح تكون كأنها تضع الأدم على اللقمة، وحينما يسمعه القلب فإنه يمزق الخرقة

واللفظ والحرف والصوت فى الآيات، مثل الياف من سيقان نبات.

هذا وإن لم يكن الجلد حنا أو رقيقاً ، فارفع الحجب عن جلدك تجد اللب.

والحكمة تعنى عن خبثك، وينزل الكتاب من أجل جهلك.

وما دمت فى هذه التربة التى هى ترتيب، وما دمت على هذا المركز الذى هو مركب؛

٢٠٤٠-أنظر إلى الصفصاف بالعين وإلى طوبى بالقلب، وأقرأ الحرف باللسان والمعنى بالقلب.

ومن أجل حرمة القرآن، أجعل العقل أمام نطقه قرباناً .

فالعقل لا يكون دليلأ لأسراره، ذلك أن العقل قد صار عاجزاً فى أمره.

وما دمت فى هذا العالم مليئاً بالحيلة، وما دمت على هذا المركب مليئا بالكيد.

فأنت الآن غير محافظ ( على الذمار ) ومشعل للفتنة، فمتى تكون جديراً بحجب إلسر.

٢٠٤٥-فأنت لم تصبح على سره واقفا، ولم تصل حتى الآن إلى الموقف ( الذى يسمح لك فيه بهذا ) .

وما دمت ميالا إلى الهوى وصاحب هوى، فافعل أفعال الطفولة فلست رجل الأمر.

وحينما إستولى العقل على دنيا الهوى، أخذ الخير المحض مكان الشر.

-وهر ب الشيطان إلى جهنم الحاجة،ووجد سليمان خاتمه ثانية.

وفى ذلك الزمان الذى ينبثق فيه صبح الدين، يفزع ليل الوهم والخيال والحس.

.٢٠٥-وحينما يراك اولئك المحجبون فى عالم الغيب خليآ من العيوب.

يأتون بك إلى دار الغيب، ويرفعون الحجب من أمام وجهك.

وحينما يظهرون سر القرآن لك، يكشفون أمامك حجب الحروف .

فالمخلوق من التراب يرى اجزاء التراب، فينبغى طاهر حتى يرى الطاهر.

وقد صار الشيطان مهزوماً من سره، فأى عجب أن يهرب من القرآن.

٢٠٥٥-ويهرب فهم القرآن من الرأس التى ينبثق فيها شيطان الكيرياء .

فمن سماع القرآن تحم الأذن، ومن أجل سرسوره يعمل الفهم.

فلا يجمل فهمك إلى سر القرآن، إلا قلبك وروحك فاصمت بلسانك.

فلو يجد الفهم تحريك الحق، يفهم سر القرآن من سوره.

في إعجاز القرآن

يا من حصلت من البحر على الزيد، ويا من أصطفيت الصورة من الملك.

٢٠٦٠ -إنك لم تحصل على اللب والدر، لأنك أخذت تحوم حول الصدف.

فارفع يديك عن هذه الأصداف المظلمة، وأحصل على الدر الصافى من قعر البحر.

والجوهر الذى لا صدف فيه هو باطن القلب، والصدف الذى لا جوهر فيه داخل الجسد.

وليست قيمة الدر من الصدف، وقيمة القوس تكون من الهدف.

وذلك الذى يعلم يرى الحجر من قعر ( البحر )،كما أنه يستطيع أن يعلم البعر من در البحر.

 ٢٠٦٥-وذلك الذى يقيم على شطر هذا البحر وشاطئه، ليس جديراً باللؤلؤ النقى.

وسطر القرآن مثل شطر الإيمان، تكون منه راحة القلب و الروح.

وصفة لطف القران وعزته، هى بحر محيط بعالم الروح.

وقعر ( هذا البحر ) ملىء بالدر والجوهر، وساحله ملىء بالعود والعنبر.

ومن أجل الباطن والظاهر، يتشعب منه علم الأول والآخر.

٢٠٧٠-فكن طاهراً حتى تخرج لك المعانى من نافذة الحروف.

وما دام الإنسان لا يخرج من دائرة الحدث، فمتى يخرج (له) القرآن من الحروف ؟

وما دمت محجوباً عن نفسك، فإن الخير والشر سواءأمام عقلك.

-فا لماء لا يروى ظمآنا فى النوم، سواء أجاء متأخراً أو جاء على عجل.

ولا يطيب القلب من حروف القرآن، كما أن الماعز لا تزداد سمنة من نداء الراعى عليها.

٢٠٧٥ -ويا من أنت فى قيد القلم والمداد، كيف تميز أذن الوجه من النقاب ؟

ولا يكون لون الكلام ورائحته مثل روح الكلام خاصة فى عالم الكلام.

فإذا كنت تريد لقلبك ولروحك كنزاً دائما، فكن فى بحر= فسروا القرآن=.

حتى تجد در الدين وجوهره، ختى تجد فيه كيمياء الدين.

 

وحينما تضع قدمك فى هذا الإقليم، يعلمك حينذاك أبجدية الوفاء.

٢٠٨٠ -واعتبر الشمس والثريا أباك وجدك، حينما تقراً أبجدية الدين.

وهكذا تكون سيرة الصادقين، وهذه هى أبجدية العاشقين.

وحجاب وجه النهار مظلم، ونظم هذه النكته دقيق جداً.

حتى تجد درج الدر اليتيم، وحتى تعرف الذهب النضار من الفضة.

-فماهو السر الربانى فى الدنيا، وما هو الرمز الروحانى الموجود فيها ؟

٨٥ ٠ ٢ وذلك حتى يبدى لك وجهه الجميل كالشمس والقمر من النقاب الأسود.

كذلك كما تجرج العروس من النقاب الرقيق لطيفة الروح والقوام.

ذكر هداية القرآن

هو دليل والعاشقون فى الطريق، وهو أنشوطة والغافلون فى بئز.

ولروحك موطن فى مقر البئر، ونور القرآن متجه نحوك كلحبل( المتين) .

فإنهض واقبض على الحبل لنفسك، فربما تجد نجاة لجسدك.

٢٠٩٠ -وإلا فإنك ستهلك فى قاع البئر، ويسلمك الماء والريح إلى النار والتراب.

فأنت كيوسف فى بئرمن الشيطان، وعقلك هوالبشرى والحبل هو القرآن.

فإذا كنت تريد أن يكون لك جاه يوسف، فاستمسك ( بالقرآن ) وأخرج من البئر.

( وتعتبر ) نفسك كيوسف جديراً با لملوكية، فى ذلك الوقت الذى تعلم فيه سره.

واعلم أن الرجال العظماء يملكون الأنشوطة، من أجل أن يجصلون به على ماء الروح.

٥ ٠٩ ٢ - أما أنت فقد عقدت الأنشوطة، من أجل أن تحصل بها على الخبز.

ولا يعرف أحد حرفين من القرآن، ولكن عينيه تكونان على ما يجصله منه من فائدة مادية.

ويد عقلك كأنها الفلك الدوار، وقيد قلبك الجسد والروح.

وإذا كنت تريد التاج والعرش والبلاط، فلماذا تقيم إذن فى قعر الجب ؟

ويوسفك قد بقى عاجزاً فى قعر الجب، وقد قرأ قلبك سورة السفه..

٢١٠٠-فاصنع الحبل من الألم والدلو من الآه، واخرج يوسف نفسك من قعر الجب.

فى عزة القرآن إنها ليست بالأعشار والأخماس

من أجل حفنة من الأطفال ( وبتأثير) من الوسواس، وضعواعليه أسماء( مثل ) الأعبار و الأخماس.

ولقد نسخ هو حكم كل ناسخ له لم يكن راسخاً فى علومه.

والمتشابه قد صار لك محكما، وقليل من عولوا على محكمه.

وقد هيأوا من أجلك نور القرآن، ومن أجل العامة هيأوا صورته.

٢١٠٥-وأنت قد صنعت منه قفاز يد للخداع،من أجل من من الشعيروقبضتين من النخالة.

أحيانا تتغنى به وأحيانا تتخذ منه الآمثال، وأحيا ناً تصنع منه سلاحاً للجدل.

وأحياناً تجدف فيه بغير أدب، واحياناً تأخذ فى إحصائه متعجباً .

واحيا ناً تحمله من :اية إلى أوله خيالا، واحيا ناً تستخرج من باطنه المحال.

وأحيا ناً تؤوله على قياسك، وأحيا ناًتصدر حكا عل تأويلك إياه.

.٢١١ - وأحياناً تفسره على رأيك، وأحياناً تقرر فيه ( طبقا ) لعلمك.

ولا تطوف حول الصناديق الثلاثين إلا بتبكيت شديد.

وأحيانا تقول للرفيق الجاهل، أو إلى ناسج أكفان كسول.

إننى سأكتب لك (منه) تعويذة : تطهرأيها الشاب أولا ولا تكن جنباً .

ثم ينبغى أن تقدم الهدية وفى وقتها، وينبغى ايضاً ان تحضر دم طائر اسود.

٢١١٥-وكل هذه الحيلة من اجل درهم أو درهمين، ( وتسعى ) من العشاء حتى الضحى من أجل بطنك.

وقد أنفقت العمر أدراج الرياح حائراً ، وماذا أقول لك اذهب فلتصب بالعار.

فأنت تقوم فى مسجد ما مهووساً ، وحلقك غاص بالصوت كالناى والجرس.

ومن هذا الهوس ليكن الخجل لشرعك ودينك، وليكن العقل قرينا لك- فإن لم يكن- =فليحن= حينك.

ومع مثل طبيعتك وفضلك وعلمك، لتكن خجلأ فليس لك إلا العار.

ذكر حجة القرآن

٢١٢٠-ابق حتى العرض على الخالق، فالقرآن يشكو من روحك.

يقول : هذا الماحل المصدق عنك، ويضع كثيراً من الباطل على الحق ( الذى تدعيه ) .

يقول : يا أيها الخالق : أنت تعلم العلن كما أنك تعلم ما يخفى.

لقد كان يقرأ فى الليل والنهار بصوت مرتفع، ولكنه لم يكن يعطى حرفاً واحداً من حروفى حقه.

ولم أنل منه حق النحو والمعانى والإعراب بالصدق فى المحراب.

٢١٢٥-وكانت حنجرته تحسن فى الغناء ، كما يحسن اللون الأزرق فى أردية الحزن.

وليس لأذن قط نصيب من الزمزمة، اللهم إلا لحديث الدمدمة.

أحياناً قرأنى بطريقة ا لمجاز، وأطلق :يقاً عالياً كالحمير.

وقد ثرثر كثيراً فى دعواى، ثم لم يدرك قدر المعانى( التى أحتويها ) .

وقد لوى عنان جواده عن الخاص فى، ولم يعرف وجهنا من نقابنا.

٢١٣٠-وعلى رأس محلتنا تصرف تجاه القبيح والجميل كالكلب ولم يفعل فعل البشر.

ولم يضع عقله وروحه فى حكمى، وحملنى على رأيه وهواه.

فطعننى حينا بسيف الهوى، وربطنى حينا فى شراك النفس.

وساقنى حينا إلى طريق الشراب، وقرأنى حينا من أجل أن يتغنى بى.

وأحيانا كسر= بالسكون= كالاسفين، رؤوس حروفى ووجوهها من دلاله وعجبم.

٢١٣٥ -وحين أخذ أحيا نا ينغم القول، تفرقت حروفى من الجراح.

ويا أيها المدبر أريد الإنصاف منك يوم الدين من مذبر مثل هذا( الشخص) .

وفى دار المجاز دلالا، حيناً فى السوق وحيناً فى الأذان.

كان يتجلى من أجل الإعجاز، حيناً بالحروف وحيناً بالصوت.

ذكرتلاوة القرآن

متى تذوق طعم القرآن ولذته، لقد استخدمت اللسان ولم تستخدم الروح.

٢١٤٠-فتعال من باب الجسد إلى شرفة الروح، وأقبل لتنزه فى حديقة القرآن.

حتى يتجل لروحك ما كان وما هو موجود وما سيأتى.

ورطب الحياة ويابسها وباطن الحياة وظاهرهاوكل مامارموجوداًب-اكن فيكون=.

وتصير لك الأحكام التى صارت منه محكومه كلها معلومة.

فهو يسمعك صفات الله، ويصير أمامك قاصاً بصدق.

٢١٤٥-وحين يستمع المستمع إلى كلامه، يوقف نطقه الشعر على الجسد.

وحتى ترى ببصيرة الإخلاص، حين تقرأ سورة الإخلاص.

فصورته كأنها السرو المنسوب إلى= غاتقر= ، ونظمه كأنه البنفسج المنسوب إلى طبر.

ونصبه ورفعه كالعرش والكرسى، إذا سألت عن ذلك من مرشد العقل.

وجره وجزمه عن طريق القدم، هو اللوح المحفوظ وسيرسن القلم.

٢١٥٠-وحروفه جناح الروح وحجاب النور، ونقاطه هى الخال المسكرعلى وجوه الحور.

هكذا فانظر إلى صورته، حينما تدرك سر سورته .

فحينما يتأتى بالألف فى باطن الرأى، فإنه يضع الباء والتاء تحت الأقدام.

ومن يبيع ما دام له الروح والعقل الصورة الحنة بثمانية عشرة صورة سيئة.

ذلك أن اللون لا يساوى قيمة أكثر من ذلك فى محلة عشق الوحدة والجلالة.

٢١٥٥-وتقوم له بوتقة الشهوة بالامتحان، وتجعله بعد ذلك كذهب المنجم .

ثم يصنع بعد ذلك بوتقة ثانية، يذيب فيها الغش والغضب..

وحينما يهذبه يبرد ه بعد ذلك، حتى يزين من أجله التاج.

وكل من يكون له ملك العقل والدين، هكذا يكون تاجه وتكون خوذته.

والكلام الذى صار ملوثاً مثله، صار عبئا بالرغم من أصله الطيب.

٢١٦٠-وإذا هبت الريح طيبة وجاذبة للقلب، ثم مرت على= حدث= فإنها لا تعود طيبة.

ذكر سماع القرآن

-إذن فالقرآن محرم اللمس على الجنب وهذا بأمر الله.

إذ يجلس على ركبتى الحيرة، حينما يقراً =لا يمسه= على دقتيه.

فيأتى مقرىء فقير من أجل دانق، ويطلق الصوت كالقمرى السمين.

فاستمع إلى قول البارىء من البارىء ، وذلك أن الحجاب هو صنعة القارىء .

٢١٦٥-ويستمع الرجل العارف إلى الكلام من الحق، فلا جرم أنه قليل النعاس من الاشتياق.

فهو يتحدث بالسر مع الخيال اللطيف، أما التكسر والالتواء والرقة ففى الصوت.

فضع الخال فى قلب النفس لا على الوجه، حتى يبدو جمالك منه فى الحال..

فالقوال غالباً ما يكون رقيقاً بطبعه، وللعشق ينبع ما يطرب من الداخل.

وكل ماهوصوت وقشر وموسيقى، اعلم أنه من لأمورالخارجية.

٢١٧٠-ومادمت لاتفهم المعنى فإن صوتك –بالنسبة لى-لا يسارى دانقين حتى ولوكنت بلبلاً.

-وفى سراى المجاز أعلم أن اللون عدة العين والصوت عدة الأذن.

وأطلب المعنى من القلب ولا تبحث عن الحرف، فإنك لا تجد منصورة النرجس رائحة.

ومجلس الروح مكان من لا أذن له، ذلك أن الساع هناك صمت.

فمن شطر العشى يكون لك ما هو جدير بالرؤية، وتكون لك تلك اللغة الجديرة بالذوق.

٢١٧٥ - ولا تجعل الطبع مسروراً بالغناء ، ذلك أن الغناء لا ( يتداعى من ذكره ) إلا الزنا.

و الصديق الذى يأتى على رأس الجر من أجل العون لا تحتفظ به بعيداً عن الماء.

فإما أن تغرقه فى الماء حاقداً ، وإما أن تودعه التراب وتجلس هانئاً .

ومهما كان فى العشق من طيب وقبيح، فإن تحمل ثقل حكمه من العقل.

وكل ما تعطيه الصوره ألقه فى الماء ، واستحسن نغمة النواح فى قلبك.

٢١٨٠-وحينما يخرج النواح من القلب السعيد، أمسك بقدميه وجره إلى جهنم.

فأنت لا تعرف أيها النسناس، الذى يملك الف قيد وحيلة وخداع؛

-إنمن هذا يولد فيك شيطان النفب، حتى يريب منك العقل والفهم -

وليس طريق الدين صفة ولا عبارة، وليس نحوا ولا صرفا ولا إستعارة.

فهذه الصفات بعيدة عن كلام الحق، ومضمونا لقرآن كأنه الدر ا لمتثور.

٢١٨٥ -وأنت فى هذه البادية المليئة بالظلم، تقراً ال =مغز= و=غمزاً= فلتخجل

ويكون هذا فجأة أيها المسلمون، أن يأخذ القرآن طريقه إلى السماء .

ذلك أنه ولو كان اسمه قد بقى لنا، فإن شرائعه وأحكامه لم تبق.

فى الوجد والحال

فى الطريق الذى شرطه التخلى عن الروح، الصياح و وجداً = عبث البلهاء والحمقى.

ذلك أن الرجل العالم يسمع بروحه، ويودع حرفه وظرفه كليهما.

٢١٩٠- وتأخذ الروح منه حظها، ويمسك بالأمور جملة من أساسها.

والغناء والشبق مع ا لمريد الشاب، اعلم أنهما مثلما يكون المرء عاشقاً ومصاباً بالسل.

-.والحا ل الذى يكون ( نأشئاً) من الشهوة والحيلة، مثل فرعون وصياح الغرق.

فلم يجد صياحه نفعاً حين الغرق، ولم تعط نار سلامه دخاناً .

فالأمان منك ايها المخنث الملعون، يا من فرطت فى نفسك من اجل العليق.

٢١٩٥-فكل من يعطى أصواتاً ثلاثة فى مجلسه - اعلم أنه يفعل ذلك من أجل التفكير فى درهمين.

وإلا فإن الآه التى يطلقها المريد عاشق النفع، تكونكحية نائمة على رأسن كنز.

والأفاعى التى تنهض من ركنها تثيز النار فى كامن رغبته.

وأية بلاهة فى السعال من الفقير، وأى عته فى النفخ فى المصباح.

وحينما يختلط الماء والزيت معاً ، فإن النور يتعلق فى صفاء الزيت.

استعمل سناتى صفة القلب بين كلمة مغزأى لب بالفارسية وغمز أى نميمة.

٢٢٠٠-وحينما يطفو الزيت من الحرارة إلى أعلى، تأخذ القطرة الغريبة فى الغليان.

-والآهة(المطلقة)برعونة هى طبيعتك أما طريق النظر فهو شريعتك.

وطريقكم مرآة مضيئة، وحجاب المرآة هوآهتك.

التمثيل فى خلقة آدم وعيسى بن مريم عليهما السلام

إن ميلاد آدم فى هذا العالم، كان من نفس ذلك النف الذى منه ابن مريم.

وحين صار الجسد جسداً كان من لون آدم، وحينما صارت الروح روحاً كانت من رائحة ذلك النفس.

 ٢٢٠٥-وكل من كان له من ذلك النفس فهوآدمى،وكل من لم يكن له منه فهو صورة فى هدا العالم.

وآدم فى تلك اللحظة التى فهم فيها القدر، أخبرالقلب فأسرع نحو=الروح= .

( قائلاً ) : كيف تستطيع الأخبار عن هذه النفس ؟ ، فقال : أنا خال من الكاس والرداء .

فملابسى وكأسى فارغة من هذه النفس، ذلك أن الشىء الذى ( يعتبره الناس ) ثميناً رخيص جداً عندى.

وإذا كنت تريد أن توجد فكن له، ولا تكن شيئاً تجاه نفسك بالنسبة له .

٢٢١٠- لذلك انفصل عن شبكة الناسوت، وسقط فى شبكة اللاهوت,.

وقد رأى عيسى خطة الملكوت ببصيرة اللاهوت.

وذلك الذى تعلق بقيد هذه الدنيا، أحسن صنعا لو أنه هرب من عسكره .

فهذه الدنيا هى باعثة الغم والألم، وقد سما ها العاقل دار الزوال.

فليكن العقل دليلك لهذه الدنيا وليكن الإيمان دليلك للآخرة وهذا من أجل الجند والروح.

٢٢١٥- وما أسعد ذلك الشخص الذى يكون العقل مرشده، فكلا العالمين يكونان غلامين له.

وما أسعد ذلك الشخص الذى محا صورته، لم يبحث عنه شخص ولم يبحث عن شخص.

ويعتبر نفسه إسماً بلا مسمى صائراً إلى زوال ، لا يكون إلا واحد.. وواحد هباء .

فلا تسم نفسك واحدا وخل هذا عنك، فأنت واحد أما الواحد ( الحقيقى )فلا شىء خير منه .

أنت واحد ولكنك ايضاً داخل العدد، لك إسم ولكنك زائد كالخيال.

٢٢٢٠- وحينما تدخل فى حديث الوصال، فإن حديثا لدلالة لايجدى لك.

فبالرغم أن الدلالة تأتى بالاخبار،لا فى الخلوة تكون ثقيلة عليك.

فمن ذلك تكون هزيمتان- من وجهتى العقل والنظر-فى وقتها ثلاثة اتصارات .

فكفاك إذن أيها الفضولى المهذار، فأنت فى هذا النهر على جسر وغار.

يقول فى الفترة والجهلاة ويمدح الرسل عليهم السلام ذكرالأنبيا، خيرفى حديث الجهلاء

الأنبياء هم مصدقو الدين، وهم الذين أظهروا طريق الصواب للخلق.

 ه٢٢٢-وحينما اتحدروا إلى مغرب الفناء، ظهر ثانية أولئك الذين .يرغبوا فى انفىسهم.

فعقدت الظلمة حجباً من ليل الشرك، وأخذ الكفر يقبل شفاء الشرك -

فامسك هذا بالصليب كانه غصن الورد فى يده، والآخر أصبح كعباد الشمس عابداً للشمس

وجعل هذا الصنم معبوده للشهور والسنين، وانفصل ذلك عن كل المقصود.

-وهذاعد من الجهل الذى لا برهان فيه،  الشر من الشيطان والخير من الله.

٢٢٣٠-ناثرو التراب وشاربو النار، الذين يدقون الماء والذين يكيلونا لريح.

-هذا مثل الخمر محا العقل من المخ، والآخر مثل النكباء يختطف العامة من على الرأس.

هذا دعا الوثن الها له، وذلك بعثر الدين كعابد الصنم.

-هذا له السحر وللآخر التنجيم،وهذا فى رجاء والآخر فى خوف.

كانوا كلهم سىء السيرة، وكانوا كلهم غمى البصيرة.

٢٢٣٥-وقع الامة بحر الدين، وإنشغل الخاصة بمقعد الدين.

وقد اخفى الدين وجهه الحقيقى، وأظهركلواحد دينه السىء للعيان.

ونشرت البدعة والشرك اجنحتها، وأخرجت الزندقة كلها رأسها.

هذا متعلق بتلقين هازل، وذاك راض بتخيل عابث

وقد صارت آذان رؤوسهم تمع الهوس من الخداع، واخذ هذيانهم يأخذ الهدى من الشيطان.

 ٢٢٤٠-وقد صار السفه والغيبة والفضول نصائح أمام العامى والعالم.

قالخاصة فى قيد اللذة والشهوات، والعامة فى قيد الهزل والترهات.

وأصبح علم دين الله مندرساً ، وصار الجميع هازلين مهذارين.

وقد بحثوا عن عزهم فى حجج العلم، أما العقل فكان متخفياً فى العلم.

وأخفى الصادقون وجوههم من خوف القيد والطلسم كما يخفى حرف الألف فى كلمه ( بسم )

 . ٢٢٤٥-وحينما عاد الخاصة إلى ديارهم، اصبح العامة أيضاً على رأس المجاز.

فذهب ذاك فى طريق موسى، وأصبح عيسى مقتدى للآخر.

وظهر دين زردشت، وأصبح حجاب الرحم ممزقاً.

وأصبح ملك إيران وملك توران خرابا من جورهما كل على الاخر.

وهجمت الحبشة على يشرب، وهرب الفيل مع أبرهة خوف الطير.

٢٢٥٠-وأصبحت دار الكعبة بيتاً لاصنام، وإستولى عليها الغرباء غضباً.

وكان هناك عتبة وشيبة واللعين أبو جهل، وإمتلأت الدنيا بالأخساء والأنذال.

وامتلأ العالم بالوحوش والشياطين والدواب، كانت هناك ألوف الطرق والجميع عميان.

والغيلان على اليمين واليسار والتسماح فى الأمام، أصبح الدليل أعمى والرفيق أعرج.

وقد جعل الستنيم للجهل عقرب الحمق ذباباً من شدة النوم.

٢٢٥٥-وإمتلأت الدنيا بالضلالة والشعوذة، وأصبح طريق الدين ضيقاً على العاقل.

ورفعت الكلاب نباحها والحمير نهيقها وقت السحر فى دنيا الضالين.

فيا سنائى : إنك حين أمسكت بالقلم، نظمت در ا لمعنى فى عقد؛

وما دامت قد أثنيت أولا على الحق، فقل إذن نعت أحمد المرسل،

وما دام قد قيل طرف عن التوحيد، سأتحدث إذن عن شرف الأنبياء .

٢٢٦٠-وسيلى ذلك خاصة نعت الرسول، ذلك الذى هو خير الأنبياء ومختارهم.

 

 

Not: Bazen Büyük Dosyaları tarayıcı açmayabilir...İndirerek okumaya Çalışınız.

Benzer Yazılar

Yorumlar